داخل محاكمة أنور رسلان #33: هجرتُ ذكرياتي
محاكمة أنور رسلان
المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا
التقرير 33 لمراقبة المحاكمة
تواريخ الجلسات 14 و15 نيسان/أبريل، 2021
تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.
الملخّص/أبرز النقاط:[1]
اليوم التاسع والستون للمحاكمة – 14 نيسان/أبريل، 2021
في معرض شهادتها، قالت P32، وهي سيدة سورية تبلغ من العمر 28 عامًا، أنها التقت وعائلتها مع أنور بينما جرى البحث عن شقيقتيها المعتقلتين في فرع الخطيب. كما أدلت P32 بشهادتها حول اعتقالها في الفرع، واصفة تفاصيل ما تعرضت له من تعذيب وعنف جنسي. وتحدثت أيضًا عن لقاء آخر جمعها بأنور أثناء اعتقالها، مدعية أنه رفض طلب نقلها من السجن الانفرادي لكيلا تفقد عقلها.
اليوم السبعون للمحاكمة – 15 نيسان/أبريل، 2021
تلا محامو دفاع أنور إفادته موضّحين روايته عن اللقاءات التي أجراها مع P32. وعندما سُئلت من قبل المدّعينالعامين، أجابت P32 على إفادة أنور بأنه من الغريب أن تكون مضطرة للدفاع عن نفسها ضد تهم موجهة من مجرم كان ينفي كل ما قالته للمحكمة.
تلا القضاة إخطارًا على الطرفين لإبلاغهم بأن شهادات المدّعين السابقة أدت إلى إمكانية توجيه التّهم بارتكاب جرائم وقع ضحيتها المدعون كجرائم عادية بموجب القانون الجنائي الألماني المحلي. كما سيطلب القضاة خبيرًا في القانون السوري لبحث القضايا المتعلقة بالجرائم المزعومة. وقرأ المدّعون إفادتهم ردًا على طلب الدفاع للحصول على أدلة إضافية يُزعم أنها تدحض التورط المزعوم لأنور في أمور خارج الفرع 251. حيث قال المدّعون إنهم لا يؤيدون هذا الطلب لأن الشهود المقترحين لن يكونوا مناسبين للإدلاء بشهاداتهم في هذا الصدد، ولن تقدم شهاداتهم معلومات جديدة. وفضّل شاهد آخر كان يفترض أن يدلي بشهادته في إحدى الجلسات التالية عدم الإدلاء بشهادته في المحكمة بسبب مخاوف بشأن سلامة عائلته، على الرغم من إجراءات الحماية التي اقترحتها المحكمة. وطلب أحد المدّعين أن ينسحب من المحاكمة بصفته مدّعيًا.
اليوم التاسع والستون للمحاكمة – 14 نيسان/أبريل، 2021
بدأت الجلسة الساعة 9:30صباحًا بحضور عشرة أشخاص وستة صحفيين، وطلب أحد الصحفيين المعتمدين الوصول إلى الترجمة العربية. وكان P30 ورسّام محكمة من بين الحضور. ومثّل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس.
شهادة P32 [2]
رافق P32 محاميها، د. كروكر، وتم إبلاغها بحقوقها وواجباتها كشاهدة. قالت P32 إنها تبلغ من العمر 28 عامًا وتعيش في سويسرا ولا تربطها صلة قرابة أو زواج بالمتَّهم.
استجواب من قبل القاضي كيربر
بدأت رئيسة المحكمة القاضي كيربر استجوابها بالتذكير بأنه قد سبق وأجرى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA) مقابلة مع P32. وطلبت من P32 وصف اعتقالها في سوريا والأحداث التي أدت إلى اعتقالها وكيف دخلت في نزاع مع النظام السوري. أوضحت P32 أن شقيقتها [الشقيقة 1] اعتُقلت في 15 آذار/مارس، 2011. وقالت P32 إنها أرادت ذكر هذا التفصيل قبل وصف تجربتها. وتابعت موضحة أنه في 25 أيار/مايو، 2012، وقعت مجزرة الحولة في حمص، وأودت بحياة 50 طفلًا. كما أشارت P32 إلى أن يوم 25 أيار/مايو، 2012 كان يوم جمعة، وفي يوم الأحد الموافق 27 أيار/مايو، 2012 تم تنظيم اعتصام لإدانة المجزرة. وتزامن الاعتصام مع ذكرى وفاة الطفل [حُجب الاسم]. وشاركت P32 وآخرون في اعتصام في الطلياني بدمشق. حيث حمل المتظاهرون لافتات وصورة [حُجب الاسم]. أدانت الشعارات التي كُتِبت على اللافتات مجزرة الحولة ورفعت P32 لافتة كُتب عليها "أطفال الحولة ليسوا إرهابيين" طاعنة بصدق رواية النظام القائلة بأن الثورة تألفت من إرهابيين ومسلحين فحسب.
أشارت P32 إلى أن عيارات نارية قد أطلقت بعد بضع دقائق فقط. ولم يكن المتظاهرون يهتفون، بل وقفوا وهم يحملون لافتاتهم فحسب. قالت P32 إنهم اكتشفوا لاحقًا أن النظام كان على علم بأن الاعتصام سيقام، وكانت العيارات النارية التي أُطلقت دليلًا على هذه المعرفة. وعندما أُطلقت العيارات النارية الأولى، هرب المتظاهرون. قالت P32 إنها ذهبت إلى منطقة الروضة قرب الطلياني. ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الناس. أوقفها ضابطا أمن على دراجة نارية وسألوها عمّا كانت تفعله هناك. فأخبرتهما P32 أنها كانت في السوق (كانت المنطقة معروفة بأنها منطقة للتسوق). ثم سأل الضابطان P32 عن هويتها وعندما قرآ اسمها قالا "آه! أنت شقيقة [الشقيقة 1]" وأضافا مهدّدين: "جئتنا بِرِجلَيك." أبلغت P32المحكمة أنها كانت ترتدي نظارات في ذلك اليوم. عندما صفعها أحد الضباط على وجهها، انكسرت نظارتها وبدأ أنفها ينزف. كما وصفت P23 [مستخدمةً يديها] وجود شارع وعلى يمينه مكتب عقارات. حيث قام ضابطا الأمن بإخلاء المبنى من موظفي العقارات بالقوة، وسحبا P32 إلى الداخل وأجبراها على الجلوس على كرسي. قالت P32 إن أحد ضبّاط الأمن اتصل بحافلة صغيرة لنقلها، وصوب الآخر بندقية نحوها موجها إياها صوب وجهها. وجلست P32 على الكرسي عندما قال لها أحد الضبّاط الواقفين "والله، لو كان مصيرك متروكًا لي، لكنت [قلّد صوت سحب الزناد، مشيرًا إلى أنه كان سيقتلها]".
كما أوضحت P32 أن والدتها كانت في الاعتصام أيضًا. إلا أنها لم تحضر للتظاهر، بل لأنها كانت قلقة بشأن P32، حيث حاولت P32 الاتصال بوالدتها قبل وصول ضابطي الأمن لكنها لم تستطع الوصول إليها. وقالت P32 أنه بمجرد وصول حافلة الأمن، رأت والدتها بالداخل، حيث أُخذوها كذلك. ورأت يدي والدتها خلف ظهرها وكانت تنظر إلى الأسفل. وكانت الحافلة مليئة بالمعتقلين والمعتقلات وكان المقعد بجانب والدتها خاليًا. ولوهلة قصيرة اعتقدت P32 أن قضيتها قد تكون كبيرة ولم ترغب في أن يعرف الضبّاط أنها والدتها، لذلك لم تتدخل. ومع ذلك، اقتربت P32 من والدتها، وسألتها عمّا إذا كان يمكنها الجلوس بجانبها. ثم نظرتا إلى بعضهما البعض وبكيتا. وقالت P32 إن الشاحنة قد تحركت لبضع دقائق باتجاه الجسر الأبيض حيث يقع فرع حافظ مخلوف [القسم 40]. أضافت P32 أنهم نزلوا من الشاحنة عند وصولهم إلى القسم، وكان عليهم الصعود إلى الطابق العلوي. وذكرت وجود عناصر من قوات الأمن بكثافة على السلالم. كان عناصر قوات الأمن من الشباب. وراحوا يضربون الناس [المعتقلين] الذين يصعدون السلالم ضربًا شديدًا حتى وصل المعتقلون إلى ممر صغير في نهاية السلم. قالت P32 إنه بعد هذا الإجراء، كان على جميع المعتقلين مواجهة الحائط وتغطية أعينهم بأيديهم، حتى لا يتمكنوا من رؤية ما كان يدور حولهم.
قالت P32 إن هذا حدث عندما تحدث معها مسؤول تكنولوجيا المعلومات في القسم، وقد أتى حاملًا معه العديد من الأوراق والمستندات. حيث أخبرها أن جميع الأوراق تعود لـP32، كما لو كان يريد أن يعلمها أنها مطلوبة وأنها قد أتت الآن إلى القسم بنفسها. وقام بأخذ مجموعة من الأوراق، وتلا منها إحدى منشورات P32 على الفيسبوك التي قالت فيها إن جميع الموالين للنظام كانوا عبيدًا، وصرخ ضابط تكنولوجيا المعلومات في وجهها "هل نحن عبيد، أيتها العاهرة؟". اعتذرت P32 عن استخدام هذه الكلمة في قاعة المحكمة، مضيفة أنها تفترض أن كل من في قاعة المحكمة يعرف أن هذه كانت واحدة من الكلمات الأقل سوءًا المستخدمة في أجهزة المخابرات. أضافت P32 أنه تم فصل الرجال عن النساء. حيث اقتيدت الفتيات إلى غرفة اضطررن للبقاء فيها لمدة 10ساعات. وصفت P32 كيف طلبت استخدام المرحاض قبل التحقيق معها. ثم رأت رجلًا اعتقدت أنه شرطي وطلبت منه هاتفًا. قالت إنها كانت في حالة هستيرية لأنها أرادت التحدث إلى والدها أو شقيقتها بشكل عاجل. عندما سأل الشرطي P32 عمّا ستقدمه له في المقابل، أخبرته أنها ستعطيه "كل ما يريد". سمح لها بإجراء مكالمة وعادت P32 إلى الغرفة التي أتت منها.[3]
قالت P32 إن "الشخص الذي اخترق حسابها على الفيسبوك" قد حقق معها [مسؤول تكنولوجيا المعلومات، انظر السياق أعلاه]. دخلت مكتبه حيث كان ينتظرها مع شخص آخر. ثم طلب الوصول إلى حساب الفيسبوك الخاص بها من خلال عنوان بريدها الإلكتروني وكلمة المرور. أعلم هذا الشخص P32 أنها حاولت رشوة ضابط شرطة، وأن تلك جريمة خطيرة تؤدي إلى السجن. أوضحت P32 للمحكمة أنها بسبب مشاركتها في المظاهرات، كانت على اتصال بشخص يعيش في الخارج متخصص في تكنولوجيا المعلومات وكان يعرف متى أرادت التظاهر. أوضحت P32الإجراء المتبع عند قيام أجهزة المخابرات باعتقال شخص ما، حيث يقوم هذا الشخص بإغلاق هاتفه على الفور. ثم أصبحت هذه إشارة للآخرين [مثل صديق P32 الذي يعيش في الخارج] لإبلاغهم أنه تم القبض على هذا الشخص حتى يتمكن الأصدقاء من حذف حساب الشخص على الفيسبوك. قالت P32 إنها أخبرت مسؤول تكنولوجيا المعلومات في الفرع بعنوان بريدها الإلكتروني وكلمة المرور لحسابها على الفيسبوك. إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى حسابها على الفيسبوك. ولكنه تمكن من فتح حساب البريد الإلكتروني العادي الخاص بها.
أضافت P32 أنه في أحد المجلدات كان هناك رسالة بريد إلكتروني أرسلتها إلى تنسيقية حي المهاجرين ([حُجبت المعلومات]). وكانت التنسيقية مسؤولة عن تنظيم المظاهرات. كتبت P32 إلى التنسيقية عن شخص كان أستاذًا مساعدًا في كلية [حُجبت المعلومات] في جامعتها. وكان اسمه [حُجب الاسم]. وقد أرفقت P32 صورته في رسالة البريد الإلكتروني. وفي رسالة البريد الإلكتروني، أبلغت P32 التنسيقية أن هذا الشخص شارك في مظاهرات بهدف تسليم الناس إلى قوات الأمن. وفقًا لـP32، فقد ذكرت بالتفصيل أن هذا الشخص كان يتظاهر بأنه يشارك في المظاهرات وأنه سيكون هناك العديد من الضحايا بسبب ذلك. قالت P32 للتنسيقية "إذا رأيتم هذا الشخص أوقفوا المظاهرة". قالت P32للمحكمة إن المحقق عدّ هذا البريد الإلكتروني تحريضًا ضد قوات الأمن. ومع ذلك، وفقًا لما قالته P32، يعلم الجميع أنه منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا لم يكن هناك وجود لأسلحة أو للجيش السوري الحر في دمشق [مما يعني أنه من الواضح أن التحريض المزعوم كان غير فعال ولا يمكن اعتباره تحريضًا على الإطلاق]. عادت P32 إلى المعتقلين الآخرين بعد ذلك. ثم أبلغت P32 المحكمة أن الكثير من الأشياء حدثت أثناء التحقيق، لكنها لم تتذكر معظمها. أوضحت أن التحقيق انتهى حوالي الساعة 12:00 ظهرًا وتم أخذ جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاعتصام. وفُصلت تسع نساء عن الرجال (لم تتذكر P32 عدد الرجال هناك). ونُقلوا جميعًا في شاحنة إلى الخطيب. وكان عليهم النزول إلى الطابق السفلي عند وصولهم. قالت P32 إنها لا تعرف كيف تصف الفرع، ولكن يمكن وصفه على أحسن تقدير بحظيرة حيوانات.
سألت القاضي كيربر P32 عمّا إذا كانت معصوبة العينين أو كانت قادرة على رؤية ما كان يحدث حولها. فأجابت P32 أنها كانت قادرة على الرؤية. ووصفت P32 رائحة الدم والبول والمراحيض عندما دخلت الفرع، مضيفة أنه لم تكن هناك تهوية. ووصفت P32 كذلك كيف كان على المعتقلين النزول إلى الطابق السفلي والانعطاف يمينًا إلى المكان الذي يوجد فيه طبيب الفرع. كما كانت هناك ممرضتان من الهلال الأحمر. قامتا بتفتيش المعتقلات واحدةً تلو الأخرى حتى جاء دور P32. قالت P32 إنه كان على جميع المعتقلات التجمع في مكتب الطبيب وكانت الممرضتان تأتيان لأخذهن واحدة تلو الأخرى لتفتيشهن. أضافت P32 أنها شعرت بالإهانة الشديدة نتيجة التفتيش لأنها اضطرت إلى خلع كل ملابسها، وتم تفتيش مناطقها الحساسة بطريقة أقرب من كونها انتهاكًا [اعتداءً جنسيًا]. وبعد انتهاء التفتيش، غادرت المعتقلات هذه الغرفة وتوجهن يسارًا.
أرادت القاضي كيربر معرفة ما إذا كان الطبيب أو الممرضة هي مَن قامت بالتفتيش. قالت P32 إن الممرضتين قامتا بتفتيش كل المعتقلات. وأضافت أن المعتقلات وُضِعن في زنزانة جماعية بعد ذلك. قالت P32 إنهن كنّ تسع معتقلات (وصلن للتو) وكان هناك ما مجموعه 17 معتقلة في الزنزانة الجماعية للإناث. قالت P32 إن الزنزانة بها جدران وأرضية وبطانيات وكانت مليئة بالحشرات، وخاصة القمل الذي كان يعشش في البطانيات. وكان المكان صغيرًا جدًا، لذا انقسمن إلى ثلاث مجموعات للسماح لكل مجموعة بالنوم لمدة سبع ساعات. [أخبرت القاضي كيربر P32 أنها تستطيع شرب الماء في أي وقت إن احتاجت، وشكرت P32 كيربر وتابعت] مشيرة إلى أنه لم تكن هناك سجينات سياسيات فحسب في الزنزانة الجماعية، بل كانت المعتقلات من جميع الخلفيات: وفيهن الفتيات اللاتي كن هناك بسبب تهم الدعارة. ولم يكن الوضع ملائما بما يكفي ليتحدثن مع بعضهن البعض، لأنه من الممكن أن تكون إحداهن تابعة للنظام.
قالت P32للمحكمة إنها تضع كل ما وصفته للتو في كفة، ووجودها مع والدتها في كفة أخرى. وأضافت P32 أنها كانت قلقة على والدتها بشكل مستمر. أبلغت P32والدتها أنها ستعترف بأي شيء لإبعادها عن المشاكل. إلا أن والدة P32 أخبرتها أن البقاء هناك والقدرة على رؤية P32أمامها أفضل من البقاء في الخارج وعدم معرفة أي شيء عنها [أبدت P32 تأثرا وغلبت عليها مشاعرها]. قالت P32 إنه صادف أن كانت ليلة عيد ميلادها عندما أحضر أحد السجّانين طبقًا من الزيتون قُطِف من الشجرة [كان شديد المرارة]. حيث غنت لها زميلاتها المعتقلات أغنية عيد الميلاد مما أثر في P32 عاطفيًا. أوضحت P32 أن جميع المعتقلات في الزنزانة الجماعية اللواتي قُبض عليهن في الاعتصام قد تم التحقيق معهن في اليوم الأول بعد وصولهن، باستثناء P32 التي لم يتم التحقيق معها إلا بعد ستة أيام. لذا سألت P32 السجّان عن موعد التحقيق معها. فأجابها بأن محققها شخص مهم وسيأتي في اليوم التالي.
تم التحقيق مع P32بالفعل في اليوم التالي. وكان محققها مختلفا عن الذي حقق مع المعتقلات الأخريات. أوضحت P32 أن يديها كانتا مقيدتين خلف ظهرها بشريط بلاستيكي. ولم تكن معصوبة العينين (P32 لم تكن متأكدة تمامًا من ذلك الأمر). قالت P32 إن التحقيق معها لم يكن من قبل أنور [رسلان]. وبدأ الشخص الذي حقق معها بِذِكر شادي الجلبي. قالت P32 للمحكمة إن هذا هو سبب ذكرها لاعتقال شقيقتها أيضًا كما أوضحت أن شقيقتها اعتُقلت في مظاهرة من قبل شخص يُدعى شادي. وأضافت أن المظاهرة التي اعتُقلت فيها شقيقتها أصبحت مشهورة في بداية الثورة، كما اشتهرت شقيقتها. حتى أن هناك مقطع فيديو لهذه المظاهرة ما زال على الإنترنت. حيث يمكن رؤية شادي في مقطع الفيديو. لذلك كان من المعروف أن هذا الشخص هو من اعتقل [الشقيقة 1]. أعلن الجيش السوري الحر في داريا [الغوطة الغربية] أنهم "قتلوا شادي من أجل [الشقيقة 1]". أوضحت P32 أن [الشقيقة 1] كانت خارج البلد وأن عائلة P32 لم تكن على اتصال بالجيش السوري الحر على الإطلاق، إلا أن اسم [الشقيقة 1] أصبح رمزًا للمظاهرة الأولى. وفقًا لـP32، فإن عائلتها لم تكن على علم بهذه الأنشطة التي قامت بها "جماعة تطلق على نفسها اسم الجيش السوري الحر". ومع ذلك، قررت الأجهزة الأمنية اعتقال P32 واتهامها بالتحريض على قتل رفيقهم شادي. قالت P32 إن شادي كان على ما يبدو مهمًا لضبّاط الأمن الآخرين وكانوا يبحثون عن كبش فداء، وأرادوا من P32 أن تلعب هذا الدور. وصفت P32 كذلك كيف أخبرها المحقق أن التحريض على قتل زميله عقابه السجن لعشر سنوات على الأقل، كما وصفت استخدامه بعض المصطلحات السيئة للغاية التي أصبحت معروفة للجميع في قاعة المحكمة.
سألت كيربر عمّا إذا كان المحقق قد هدد P32. فأكدت P32 ذلك، موضحة أنه كان عليها توقيع خمس أوراق. حيث قيل لها إنه سوف يتم تعذيبها حال عدم توقيعها، وسيقومون "بملاحقتها" بسبب موت شادي.
أضافت كيربر أن P32 قالت للشرطة سابقًا إنها تعرّضت للتهديد بالتعذيب في القبو. فأكدت P32 ذلك، مضيفة أنه – كما قالت للتو – فقد هددها بالتعذيب.
سألت كيربر P32 عمّا إذا كانت قد هُددت بالاغتصاب كذلك. نفت P32 ذلك قائلة "لم يكن هناك سوى اغتصاب لفظي".
تدخل القاضي فيدنير، متسائلًا عن صحة أن P32 قد هُددت بالاعتقال لفترة طويلة. فأكدت P32 أن هذا "صحيح 100%". ووصفت أخذها إلى الطابق السفلي في القبو وتعذيبها عن طريق الشَّبْح [التعليق من اليدين]. كان أحدهم يحتسي الشاي أو مشروبًا ساخنًا آخر مع الشخص الذي عذبها وسكبه عليها. قالت P32 إن الندبة ما زالت على بطنها. أوضحت P32 كذلك أنها تعرّضت للضرب أثناء تعليقها من معصميها. ثم كان عليها التمدد على لوحٍ خشبيٍ وقيّدت عليه وضُربت على قدميها. قالت P32 إنها تتذكر سابقًا إخبار الشرطة بأنها تعرّضت للتعذيب بالكهرباء، لكنها لم تتذكر ذلك في تلك اللحظة تحديدًا في المحكمة. قالت P32 إنها نسيت أيضًا ما إذا تم اصطحابها إلى الطابق العلوي للمحقق أو إعادتها إلى الزنزانة الجماعية بمجرد انتهاء التعذيب. قالت P32 إنها عندما عادت إلى الزنزانة الجماعية، ظهرت عليها العديد من آثار الضرب. ومكثت هناك ستة أيام قبل أن يستدعي السّجان والدتها. قالت P32 إنه كان شعورا غريبا لأنها كانت سعيدة بإطلاق سراح والدتها لكنها شعرت بالحزن في ذات الوقت.
سألت القاضي كيربر كيف عُلقت P32 بالضبط: على سبيل المثال، على الحائط أم من السقف أم على الباب. فقالت P32 إنها عُلقت من السقف.
سألت كيربر كيف عُلقت P32: على سبيل المثال باستخدام الخطافات. لم تستطع P32 التذكر، قائلةً إن الصورة في ذهنها مشوهة.
ذكرت كيربر إشارة P32 إلى أنها لا تتذكر موقف التعذيب بالكهرباء وطلبت من P32 وصف ما حدث على اللوح الخشبي. فقالت P32 إن أحد طرفي اللوح الخشبي كان مرتفعًا للأعلى، وإن ساقيها قد ربطتا بالطرف العلوي من اللوح الخشبي.
سألت كيربر عمّا إذا كان صحيحًا تعرُّض P32 للضرب في هذه الوضعية. فأكدت P32 أنها تعرّضت للضرب على قدميها.
أرادت كيربر معرفة ما إذا كانت هذه الحادثة قد حدثت قبل أو بعد الاعتداء الجنسي. قالت P32 إنها حدثت قبله.
سألت كيربر عمّا إذا كانت P32 قد تعرّضت للضرب أثناء تعليقها. فأكدت P32 أنها ضُربت على بطنها وأنهم قاموا برش سائلٍ ساخنٍ عليها.
أرادت كيربر معرفة إن كانت P32"قد لُمست" في هذا الموقف. نفت P32 ذلك قائلة إنها تعرّضت "فقط" للكثير من الإهانات والإذلال.
سألت كيربر إن كانت P32 تذكر اسم السّجان، فأكدت P32 ذلك.
أرادت كيربر معرفة الاسم، قالت P32 إن السجّانين استخدموا أسماء مستعارة عوضا عن أسمائهم الحقيقية مثل أبو غضب وأبو عيطة وأبو شملة. وكان هناك المزيد من السجّانين وفقًا لـP32، لكنها لم تتذكر سوى تلك الأسماء.
سألت كيربر أي السجّانين كان موجودًا عندما تم تعذيب P32، فقالت P32 إن أبو غضب كان وحده.
أرادت كيربر معرفة ما إذا كان أبو غضب هو من "لمسها" أثناء الاعتداء الجنسي، نفت P32 ذلك.
سألت كيربر عن هويته، فأوضحت P32 أن هذا [الاعتداء الجنسي] قد قام به سجّان آخر هو أبو شملة. ولم يحدث ذلك أثناء تعذيبها.
أرادت كيربر معرفة ما حدث بعد استدعاء والدة P32. قالت P32 أنها استُدعيت بعد دقائق قليلة من استدعاء والدتها، وتم إخراجها من الزنزانة الجماعية. [استخدمت P23 يديها لوصف المكان الذي توّجب عليها الذهاب إليه] اضطرت P23 إلى مغادرة الزنزانة الجماعية، وتوجّهت إلى اليمين ثم اليسار إلى حيث توجد الزنازين الانفرادية. اقتيدت إلى داخل إحدى الزنازين الانفرادية. استذكرت P32 أنه عندما أخذها السجّان إلى الزنزانة، لم تكن تريد أن تكون بمفردها [غلب على P32التأثر والانفعال]. وانهارت ولم تعرف ماذا تفعل، وطلبت الذهاب إلى المرحاض. وفي طريقها إلى المرحاض، اعتقدت P32 أن النساء في الزنزانة الجماعية يجب أن يعرفن أنه لم يتم إطلاق سراحها، حتى يتمكّنَّ من إبلاغ آخرين بمكان وجودها إذا تم إطلاق سراح إحداهن. وصفت P32 كيف قررت أداء تمثيلية صغيرة في طريقها إلى المرحاض [استخدمت P32 يديها مرة أخرى لوصف الموقف المكاني]. كانت فكرتها كالتالي: في الطريق من زنزانة P32الانفرادية إلى المرحاض، كان عليها أن تمشي بجوار الزنزانة الجماعية للنساء. وعندما كانت أمام الزنزانة الجماعية، تظاهرت P32 بفقدان الوعي وسقطت على الأرض. بدأ السجّانون يضحكون عليها قائلين: "اتركوها تقف وحدها"، وأخذوا ينكزونها. ثم قالت P32 بصوت عالٍ جدًا، "من شان الله! لا تضعوني في الزنزانة الانفرادية"، لتعرف النساء في الزنزانة الجماعية أنها كانت في الزنزانة الانفرادية. قالت P32للمحكمة إنها نفّذت هذه الفكرة ثم ذهبت إلى المرحاض وعادت إلى زنزانتها الانفرادية.
طلبت P32استراحة، فسألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت P32 تفضل أخذ 15 أو 30 دقيقة، فأجابت P32 إنها تفضل أخذ 30 دقيقة.
***
[استراحة لمدة 30 دقيقة]
***
طلبت القاضي كيربر من P32 أن تصف ما حدث بعد إعادتها إلى الزنزانة الانفرادية. أوضحت P32 أنه كان في فصل الصيف – تمّوز/يوليو، 2012 – وكان الجو حارًا جدًا داخل زنزانتها. وكان الوقت الذي قضته بمفردها في الزنزانة الانفرادية صعبًا للغاية، إن لم يكن أصعب وقت في حياتها. قالت P32 إنها ما زالت تعاني من العواقب النفسية لهذا الاعتقال. أشارت P32 إلى أن المرء لا يعرف أبدًا ما إذا كان الوقت نهارًا أم ليلًا، ويصعب التنفس بسبب أنه لم تكن هناك تهوية. وكان هناك ضوء أصفر قد افترضت P32 أنه تم وضعه هناك لتعذيب الناس، حيث لم يتم إطفاؤه مطلقًا. وكان حجم الزنزانة الانفرادية 175 × 75 سم. وكان الشيء الوحيد داخل الزنزانة هو بطانية بنّية مليئة بالقمل. وسُمح للمعتقلين باستخدام المرحاض مرة كل 12 ساعة بعد حصولهم على الطعام. أضافت P32 أنهم قدموا الزيتون على العشاء و"ما عدّه [العناصر في الفرع] حلاوة" (حلاوة السمسم والسكّر). نظرًا لأن P32 قد واجهت صعوبة في تحديد الوقت، فقد اعتادت إخفاء نواة زيتون لتعلم أن يومًا قد مضى. أوضحت P32 للمحكمة أنها تعرّضت أثناء وجودها في هذه الزنزانة الانفرادية لأصعب تجربة في فرع الخطيب: حيث قام أحد السجّانين، أبو شملة، بفتح الفتحة الصغيرة في باب الزنزانة ليراقبها. قالت P32 إن هذا كان بداية ما حدث.
ثم طلب منها أن تخلع سترتها وسألها "ألا تشعرين بالحر؟".[4]قالت P32 إنها كانت صغيرة في العشرين من عمرها، ولم يكن هناك مهرب منه سوى زاوية زنزانتها. وذات مرة، أخبرها أبو شملة أن تريه صدرها. وفي حادثة أخرى (لم تعرف P32 إن كان الوقت ليلًا أم نهارًا) فتح الباب ودخل الزنزانة. وقالت P32 إنه فتح سحّابها [سحّاب سترتها] ولمس صدرها وخلع ملابسه وأخرج عضوه التناسلي ووضع يده على فمها. وقالت P32 إن ذلك حدث في غضون ثوانٍ ولم تكن تعرف ما الذي يجري ولم تستطع إبعاده. [شعرت P32 بالانفعال] كان أبو شملة مسيطرًا على الموقف: يد واحدة على صدر P32والأخرى على فمها. أوضحت P32 أنها لم تستطع فعل أي شيء. فقامت بعضّه وبدأت بالصراخ، فخاف وخرج. خلصت P32 إلى أن هذا هو ما عانته.
إضافة إلى ذلك كان بالإمكان سماع أناس يتأوهون ويصرخون قائلين "أرجوك يا سيدي" وأصوات ضرب وجلد طوال 24 ساعة في اليوم. وصفت P32 أنها أصيبت بانهيار عصبي خلال فترة وجودها في الزنزانة الانفرادية، وكانت تبحث عن طرق لإنهاء حياتها. أضافت أن هناك خطوطًا منحوتة في جدار زنزانتها [التي قامت بحفرها معتقلات سابقات] تشير إلى عدد الأيام وكونها في الواقع غير معدودة. أوضحت P32 أن هذا كان أيضًا الوقت الذي طلبت فيه مقابلة المحقق أنور رسلان، لأنها عرفت اسمه ووجهه من الاجتماع الذي أجروه أثناء اعتقال شقيقتها. حيث قالت P32 إن لديها طلبًا واحدًا فقط: العودة إلى الزنزانة الجماعية كي لا تفقد عقلها. ولأن أنور كان الشخص الوحيد الذي تعرفه [في الفرع]، طلبت من السجّانين اصطحابها لرؤيته. ظلت P32 تصرّ على السجانين لمدة 3 إلى 4 أيام إلى أن فتح أحد السجّانين الباب وأخذها إلى أنور [رسلان].
وصفت P32للمحكمة أنه كان عليها الصعود إلى الطابق العلوي وأنها دخلت مكتب أنور، وكانت معصوبة العينين. قالت P32 إنها تتذكر هذه اللحظات جيدًا وأنها كانت متأكدة مما حدث. وفقًا لـP32، غطت العِصابة 80% من عينيها. إلا أن الأشخاص الذين كانوا حولها لم يكونوا على علم بأنها كانت قادرة على رؤية بعض الأشياء. ذكرت P32 كذلك صعودها إلى الطابق العلوي إلى ممر صغير يؤدي إلى ثلاثة أو أربعة مكاتب. وكان أحدهم مكتب العقيد أنور [رسلان]. كانت [قدرة P32 على رؤية بعض الأشياء] جيدة لأنها كانت متأكدة الآن من أنها اُقتيدت إلى أنور [رسلان]. أدخل السجّان P32 وقرأت على اللافتة "العقيد أنور رسلان" [لم توضح ما إذا كانت اللافتة مثبتة على الباب أم على المكتب]. وخاطبها أنور قائلًا "عمو"، وسألها عن سبب مشاركتها في المظاهرات بدلًا من التركيز على دراستها. قالت P32 إن أنور لم يكن قاسيًا ولم يهنها. وصفت P32 أنها انهارت باكيةً، وأنها طلبت منه إعادتها إلى الزنزانة الجماعية لأنها لا تستطيع البقاء بمفردها. وفقًا لـP32، كان طلب إعادتها إلى الزنزانة الجماعية بمثابة الجنة بالنسبة لها في ذلك الوقت، مضيفة أن هذا هو كل ما طلبته وكانت تعلم أنه لن يخسر شيئًا إن وافق على طلبها.
[غلب على P32التأثر والانفعال، وأعلنت القاضي كيربر استراحة لمدة دقيقتين لتتمكن P32 من شرب بعض الماء]
سألت كيربر P32 إن كانت تفضل أخذ استراحة أطول. فقالت P32 إنها بخير وإنها جاهزة للمتابعة.
أشارت كيربر إلى قول P32 إنها كانت قادرة على الرؤية من خلال عصابة عينيها، وسألت P32 ما إذا كانت قادرة على رؤية وجه المحقق. فأكدت P32 أن المحقق هو أنور [رسلان]. وفقا لـ32، فقد سألته أشياء كثيرة...
تدخّل محامي الدفاع بوكر، مشيرًا إلى ما قالته P32 عن رؤية وجه المحقق أنور [رسلان] عندما سُئلت عمّا إذا كانت قد رأت وجه المحقق. أضاف بوكر أنه لم يتضح له متى رأت P32 وجهه بالضبط.
أعادت كيربر صياغة سؤالها السابق. قالت P32 إنها لم تفهم.
أشارت كيربر إلى طلب P32 من المحقق إعادتها إلى الزنزانة الجماعية عندما رأت لوحة اسم عليها اسم أنور. أرادت كيربر معرفة إن كانت P32 قد رأت وجه المحقق في نفس الموقف. أكدت P32 صحة ذلك 100%.
تابعت كيربر سؤال P32 عن هوية المحقق، فأجابت P32 أنه كان أنور رسلان. فقد توسلت إليه للسماح لها بالعودة إلى الزنزانة الجماعية مع النساء الأخريات. وفقًا لـP32 قال لها أنور: "حسنًا، حسنًا، يا عمو [انظر السياق أعلاه]. قلتُ للسجّان أن يأخذك إلى الزنزانة الجماعية للنساء". قالت P32 إن أنور استدعى السجّان (نسيت P32 اسمه) وأخبره أن يأخذ P32 إلى الزنزانة الجماعية بدلًا من الزنزانة الانفرادية. أوضحت P32 أنها رأت أنور يرفع حاجبيه [عادةً ما يعني "لا"] وكأنه يعطي السجّان إشارة لفعل عكس ما قاله للتو. وبالفعل، أعاد السجّان P32 إلى الزنزانة الانفرادية. ثم انهارت P32 وأصيبت بنزيف في بطنها كما نزفت من أنفها بغزارة. قالت P32 إنها لا تعرف ما إذا تعرّضت لنوبة حزن. ففي نهاية المطاف، كان ما يزال في داخلها روح تقاتل للخروج من هذا المكان. لذا قررت P32"أن تقوم بحيلة": حيث جمعت الدم من أنفها ووضعته على ثيابها والجدران حتى غُمر المكان كله بدمائها. ثم نادت السجّان وأخبرته أنها لا تعرف ما حدث عندما سألها عن كل الدم في زنزانتها. أوضحت P32 للمحكمة أنها كانت محطمة للغاية في ذلك الوقت، لذلك لم تتذكر إن حدث ذلك مباشرة بعد الموقف مع أنور. إلا أن P32 قالت إنها تعلم أنها مكثت في الزنزانة الانفرادية لعدة أيام بعد لقائها مع أنور [رسلان]. ذات صباح (تذكرت P32 أنها تناولت العشاء ثم نامت) فتح السجّان زنزانتها وطلب منها أن تأتي معه. وخرجت P32 من زنزانتها الانفرادية إلى الممر. حيث كانت هناك زنزانة جماعية، لذا افترضت P32 أنها ستُقتاد إلى هناك، لكن السجّان قام بفتح باب زنزانة انفرادية ثانية. كانت P32 تتساءل لماذا أرادوا نقلها إلى زنزانة انفرادية أخرى. وعندما فتح السجّان باب الزنزانة، فوجئت P32 برؤية والدتها التي لم يتم إطلاق سراحها، بل كانت هناك في الزنزانة الانفرادية. [أبدت P32 تأثرا وغلبت عليها مشاعرها] ذكرت P32 أن والدتها كانت مريضة ومتعبة وكانت شفتاها شاحبتين ونهشت الحشرات جسدها.
طلبت P32استراحة قصيرة للتعافي، فأعلنت رئيسة المحكمة القاضي كيربر استراحة لمدة 15 دقيقة.
***
[استراحة لمدة 15 دقيقة]
***
واصلت القاضي كيربر استجوابها بسؤال P32 عمّا حدث بعد نقلها إلى زنزانة والدتها. قالت P32 إنها دخلت الزنزانة، مضيفة أنها غير متأكدة من سبب قيام أنور [رسلان] أو غيره من المحققين بذلك. وفقًا لـP32، ربما اعتقدوا أنها ستموت وقرروا نقلها مع والدتها. غير أن وضع P32 في زنزانة انفرادية ووالدتها في زنزانة أخرى يُعد تعذيبًا منهجيًا. وصفت P32 دخولها زنزانة والدتها وجلوسهما معًا. أوضحت P32 أن الزنزانة لم تكن في الواقع كبيرة بما يكفي لشخص واحد، ناهيك عن شخصين. قالت P32 إنها علمت فيما بعد كيف أن تمثيلية سقوطها على الأرض في الردهة جعلت أمها تعرف أن P32 لا تزال هناك وعلى قيد الحياة. فكانت هناك فجوة صغيرة تحت باب زنزانة والدتها حيث رأت والدتها من خلالها كيف سقطت P32. قالت P32 كذلك أن والدتها أخبرتها كيف كانت تبحث دائمًا عن حذاء P32 من خلال الفجوة الموجودة أسفل بابها، وكانت قادرة على رؤيتها كلما ذهبت P32 إلى المرحاض. [أبدت P32 تأثرا وغلبت عليها مشاعرها]
مرت الأيام دون التحقيق مع P32 أو والدتها. وكانتا فقط تأكلان وتذهبان إلى المرحاض كل 12 ساعة، وكانتا تضعُفان بينما نهشت الحشرات جسديهما. كان المكان صغيرًا لدرجة أن P32 اضطرت للنوم على جانبها وهي تعانق والدتها، وبخلاف ذلك لم تستطع P32 أن تنام. بعد مرور مدة (ما مجموعه 23 يومًا في الخطيب) تم نداء اسم والدتها، وأُطلق سراحها. وبعد ذلك بثلاثين دقيقة تم استدعاء اسم P32 وأخذتها حافلة صغيرة إلى فرع آخر، وهو الفرع العسكري 285 في كفرسوسة. قالت P32 إنها بقيت في هذا الفرع وفي الخطيب ما مجموعه شهر ونصف. في الفرع العسكري، تم التحقيق معها لمرة واحدة ثم أُحيل ملفها إلى القضاء العسكري وليس إلى قصر العدل. اعتُقلت P32 للأسباب التالية: التحريض على القتل، وحيازة سجلات ووثائق، والخيانة كبرى، والمشاركة في المظاهرات، ودعم الجيش السوري الحر، وغيرها من التّهم "الملفّقة" [المُختلقة]. كما نُقلت P32 إلى سجن عدرا حيث سُجنت نحو شهر ونصف قبل إطلاق سراحها بإطلاق سراح مشروط في تاريخ [المعلومات محجوبة]، 2012.
أرادت القاضي كيربر أن تعرف أي فرع كان أسوأ، 251 أم 285. فأجابت P32 أن الخطيب كان أسوأ بالتأكيد، مضيفة أنه لا مقارنة بينهما.
سألت كيربر عن تعرّض P32 لسوء المعاملة أثناء التحقيق في الفرع 285، نفت P32 ذلك.
أرادت كيربر معرفة ما إذا كانت P32 لا تزال تعاني من العواقب الطبية لاعتقالها. وفقًا لـP32، بقيت بعض الندبات والإصابات، ولكن ليس لفترة طويلة. وكان لديها فقط ندبة على البطن كما ذُكِرنًا، وانزلاق غضروفي.
سألت كيربر P32 عن سبب الندبة، فأجابت P32 بأنها من آثار الماء الساخن في القبو [انظر السياق مجددا: التحقيق في القبو أعلاه].
طلبت كيربر من P32 تقديم المزيد من التفاصيل حول الماء الساخن الذي ذكرته عند رسمها لرسمٍ توضيحيٍ أثناء استجواب الشرطة لها. فأوضحت P32 أن ذاكرتها المتعلقة بغرفة التعذيب مشوهة لأنها قررت أن تهجر ذكرياتها. ولكنها حاولت أن تتذكر بعض الأشياء أثناء استجواب الشرطة.
ذكرت كيربر أن P32 قد رسمت رسمًا توضيحيًا أثناء استجواب الشرطة لها في [حُجبت المعلومات] وسألت P32 إذا كانت تتذكر فأكدت P32 ذلك.
[ما يلي هو نموذج معاد تصميمه للرسم التوضيحي المعروض في المحكمة، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من رؤيته وسماعه في المحكمة.]
أرادت كيربر معرفة من كتب الكلمات الألمانية على الرسم التوضيحي. قالت P32 إنها هي من فعلت ذلك.
أرادت كيربر معرفة ما إن كانت P32 تتذكر الجلوس على كرسي كهربائي. أوضحت P32 أنها كانت في حالة نفسية تمنعها من تذكر كل شيء.
سألت كيربر P32 إذا كانت تفضل الاستمرار في فترة ما بعد الظهر، فأوضحت P32 أنها حاولت استعادة ذكرياتها قبل المحاكمة. إلا أنها "قررت الابتعاد عن الشرق الأوسط" عندما بدأت حياة جديدة في سويسرا. أضافت P32 أنها استشارت اختصاصيا نفسيا اجتماعيا لتتمكن من تقبُّل ما حدث لها والمضي قدمًا. ومن الواضح أنها لا تزال تتذكر بعض القصص مثل محاولة الاغتصاب من قبل أحد السجّانين والأذى الجسدي الذي تعرّضت له. وفقًا لـP32، ظلت هذه الذكريات تطاردها لفترة طويلة جدًا، بل وأثرت على علاقتها بابنتها. لذلك، قررت P32 إغلاق هذا الفصل.
أوضحت كيربر أن لديها "مع الأسف" المزيد من الأسئلة بخصوص الغرفة التي جرى فيها تعذيب P32. أضافت كيربر أنها ستذكّر P32 بما حدث من خلال اقتباس محضر استجواب الشرطة لـP32. وبعد كل اقتباس، على P32 أن تخبر المحكمة إذا كانت (1) تذكر حدوث ذلك لها و(2) إذا كانت تذكر قولها ذلك أثناء استجواب الشرطة. بدأت كيربر في الاقتباس من المحضر:
"رأت P32 أبا غضب وأبا شملة مرارا أثناء جلسات التعذيب وعند تقديم الطعام". فأكّدت P32 ذلك.
"تعرّضت P32 للتعذيب بأداة تشبه السرير وربطت بها." قالت P32 إنها تذكرت ذلك، لكنها غير متأكدة.
"كانت هناك أدوات لتعليق الناس، أحيانًا من أيديهم وأحيانًا من أقدامهم، سمعت P32 ذلك من معتقلين آخرين". قالت P32 إنها تذكرت قول هذا أثناء استجواب الشرطة، مضيفة أنه ليس لديها اطلاع على شهادات الشهود الآخرين.
"رسمت P32 رسما توضيحيا وسُئلت عمّا حدث لها، فأجابت أن أبا غضب ضربها بيده". قالت P32 إنها تذكرت لكنها لم تكن متأكدة.
" جلست P32 على الكرسي." فأكّدت P32 ذلك.
"قُيِّدت قدما P32، وتعرّضت للتعذيب بالكهرباء". قالت P32 إنها تذكّرت قول ذلك، لكنها الآن نسيت ما حدث.
"الكلمة المفتاحية: شدّة التيار الكهربائي". قالت P32 إنها لا تذكر ذلك، لأنها كانت في حالة نفسية [سيئة]. قالت P32 إنها كانت في حالة تشعر فيها بآلام [أثناء التعذيب].
قالت كيربر إنه لا بأس بذلك وسألت P32 عمّا إذا كانت تتذكر ما يلي: "تمت زيادة شدّة التيار كلما امتنعت P32 عن ذكر اسم. كان [التيار] شديدًا". قالت P32 إنها تتذكر قول ذلك أثناء استجواب [الشرطة].
"تم وضع P32 على الأرض". قالت P32 إنها تذكّرت قول ذلك.
"تعرضت P32 للضرب سبع أو عشر مرات على قدميها". قالت P32 إنها تذكّرت قول ذلك.
"لم تكن P32 قادرة على الوقوف". قالت P32 إنها نسيت ذلك.
"لم تكن P32 قادرة على المشي على قدميها". قالت P32 إنها غير متأكدة [إن حدث هذا].
"اعتدى أبو غضب على P32جنسيًا وخلع ملابسها". وقالت P32 انها نسيت فربما حدث ذلك، وربما لم يحدث. وأضافت أنها ربما تخيلت حدوث ذلك لأنها كانت خائفة.
"خلع [أبو غضب] ملابس P32 ولمس صدرها". قالت P32 إنها تذكّرت قول ذلك. فقد كانت تشير إلى ما حدث في زنزانة الحبس الانفرادي في حديثها عن صدرها.
سألت كيربر عمّا إذا كانت P32 تتذكر أن ذلك حدث مرة أو مرتين [قيام أبي غضب/ أحد السجّانين بلمس صدرها]. فأوضحت P32 أنها تذكرت فقط أنها تعرّضت للضرب واللمس من قبل شخص ما في غرفة التعذيب، بالإضافة إلى الألم الذي شعرت به. لكنها لم تكن تعرف ما إذا كان اللمس بغرض الاعتداء الجنسي.
"أصيبت P32 بصدمة نفسية بسبب الإساءة وانهارت وفقدت الوعي. ثم أعادها أبو غضب إلى المحقق". تذكرت P32 أنها أخبرت المحكمة سابقًا أنها لا تعرف ما إذا كانت قد أعيدت إلى الزنزانة أو إلى المحقق. وحول الاعتداء الجنسي، أوضحت P32 أنه أثر عليها نفسيا وعلى زواجها لسنوات، وأن السجّان هو أبو شملة [وليس أبا غضب كما هو مذكور في المحضر].
أرادت كيربر معرفة ما إذا كانت P32 تذكر إعادتها إلى مكتب المحقق بعد أن فقدت وعيها. أوضحت P32 أنها كانت شبه واعية؛ لذا لم تستطع تذكّر الظروف عند استيقاظها.
"جلست P32 على نفس الكرسي أثناء التحقيق وبسبب الضرب والاعتداء الجنسي، كانت مشتتة. لم تذكر P32 أي أسماء [أثناء التحقيق] وأُعيدت إلى زنزانة النساء [الجماعية]". قالت P32 إنها تذكرت حدوث ذلك.
"كانت P32 ترتدي ملابسها". قالت P32 إنها تذكر ذلك.
سألت كيربر P32 عمّا إذا كانت تفضل الاستمرار لثلاثين دقيقة أخرى أو أخذ استراحة أطول. فقالت P32 إنها تفضل أخذ استراحة.
***
[استراحة لمدة 60 دقيقة]
***
استجواب من قبل القاضي فيدنير
أراد القاضي فيدنير معرفة ما إذا كان من الصحيح القول إن شقيقة P32 كانت نشطة سياسيًا. أكدت P32 أن عائلتها كانت معروفة لدى الجهات الأمنية، ففي بداية الثورة – قبل 15 آذار/مارس، 2011، لم تكن هناك ثورة بعد – تابع الناس أخبار الثورات التي انطلقت في تونس ومصر وليبيا. وفي ذلك الوقت، كان لدى الشعب السوري أمل ضئيل للغاية في بدء ثورة – حيث يعرف الناس أن النظام السوري نظام ديكتاتوري ولم يجرؤ الناس على النزول إلى الشوارع – إلا أنهم كانوا يأملون [على الأقل] في الخروج إلى الشوارع. قالت P32 إنها لم تكن لديها أي فكرة عندما تم تنظيم مظاهرة سرية بشكل مفاجئ في 15 آذار/مارس، 2011، وكانت شقيقتها واحدة من المنظمين. أوضحت P32 أن المظاهرة كانت صغيرة للغاية، وأن شقيقتها ذهبت إلى منطقة الحريقة في دمشق مع أشخاص آخرين. كانت شقيقة P32 ملفوفة بعلم سوري كبير، وقد هتفت مع آخرين "عاشت سوريا حرة" وبعد لحظات قليلة، هاجمت قوات الأمن شقيقة P32ومتظاهرين آخرين.
سأل فيدنير P32 إن كانت شقيقتها ناشطة على الإنترنت. فأكدت P32 ذلك، مضيفة أن المظاهرة التي وصفتها للتو كانت المظاهرة الوحيدة التي شاركت فيها شقيقتها وقد تم اعتقالها فيها. أوضحت P32 أن شقيقتها الأخرى [الشقيقة 2] أُوقفت في مكان عملها أيضًا واعتُقلت في الخطيب.
سأل فيدنير P32 عمّا إذا كانت هي نشطة سياسيًا أيضًا. فقالت P32 إنها لم تكن ناشطة في آذار/مارس، 2011. وبعد اعتقال شقيقتيها من قبل قوات الأمن في بداية الثورة وحتى اعتقالها، شاركت P32 في المظاهرات لتوثيقها.
أراد فيدنير معرفة إن كانت P32 قد حضرت مظاهرة 15 آذار/مارس، [2011]. نفت P32 ذلك.
سأل فيدنير P32 عن أفراد عائلتها الذين اعتُقلوا. فقالت P32 إنها هي وشقيقتيها [الشقيقة 1] و [الشقيقة 2] ووالدتها قد تم اعتقالهم.
أراد فيدنير معرفة إن تم اعتقالهم جميعًا في 15 آذار/مارس، [2011]. أوضحت P32 أنه في 15 آذار/مارس، 2011 تم القبض على شقيقتيها فقط. إلا أنه قد تم اعتقال أربعتهن بالمجمل.
سأل فيدنير إن تم اعتقال أفراد العائلة الآخرين إضافةً إلى شقيقتي P32. نفت P32 ذلك، مضيفة أنه تم القبض على شقيقتيها [الشقيقة 1] و [الشقيقة 2] فقط.
أراد فيدنير معرفة ما حدث لشقيقتي P32 بعد اعتقالهما. أوضحت P32 أنه تم إطلاق سراح [الشقيقة 2] بعد ثلاثة أيام من اعتقالها. بينما لم يتم إطلاق سراح [الشقيقة 1]. أضافت P32 أن عائلتها لم تعرف مطلقا ما كان سيحدث لشقيقتي P32. فلا أحد يعرف مصير من يدخلون السجون السورية.
سأل فيدنير كيف عرفت عائلة P32 أن شقيقتها كانت في الخطيب. فقالت P32 إنهم يعرفون "حسب المعلومات الأولية" أن هذه الأمور تقع تحت مسؤولية الخطيب. وكانوا يعلمون مجرى الأحداث بشكل عام، لكنهم لم يكونوا متأكدين.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت العائلة قد حاولت مساعدة شقيقة P32. قالت P32 إن العائلة حاولت بشتى الطرق الاتصال بأشخاص من الحكومة للحصول على معلومات حول مكان وجود شقيقتها. أضافت P32 أنه تم إطلاق سراح [الشقيقة 2] بعد 3 أيام، لذلك علموا أن [مكان اعتقال شقيقتها الأخرى] هو الخطيب.
سأل فيدنير عمّا إذا كانت العائلة قد دفعت المال لتسهيل إطلاق سراح شقيقة P32. نفت P32 ذلك.
أراد فيدنير معرفة ما حدث لشقيقة P32. قالت P32 إن العائلة سُمح لها بزيارة [الشقيقة 1] في مكتب المحقق أنور رسلان.
سأل فيدنير P32 عن تجربتها [في هذا الاجتماع] كما سأل P32 كيف حصلت العائلة على إذن لزيارة فرع الخطيب. فقالت P32 إنها لا تعرف كيف وصلوا إلى هذه النقطة، لكنهم تمكنوا في النهاية من الذهاب إلى الخطيب ومقابلة شقيقتها.
أراد فيدنير معرفة من ذهب إلى هذا الاجتماع. قالت P32 إنها كانت هي ووالدتها ووالدها. لم تتذكر P32 ما إذا كانت [الشقيقة 2] قد ذهبت أيضًا أم لا.
سأل فيدنير P32 عمّا تتذكره من الزيارة. فأجابت P32 إنها تذكرت دخولهم الفرع، وبالطبع كان هناك العديد من نقاط التفتيش على الطريق. عند المدخل، كان هناك درج يؤدي إلى القبو حيث توجد الزنازين ودرج آخر يؤدي إلى المكاتب. قالت P32 إنهم دخلوا إلى مكتب المحقق أنور [رسلان] حيث سمح للسجّان بأخذ [الشقيقة 1] إلى المكتب أيضًا. وكانت ترتدي حجابًا مليئًا بالدماء. وكان وجهها أزرق ومليئا بالكدمات من آثار الضرب. كان والد P32 قلقًا وطلب من أنور [رسلان] السماح له بأخذ [الشقيقة 1] إلى المنزل. إلا أن أنور [رسلان] أخبرهم أنهم سيبقونها بضعة أيام من أجل "تربيتها". بالفعل، تمكنت العائلة من رؤية [الشقيقة 1]، لكن كان عليها أن تبقى في الفرع بعد مغادرتهم. ذكرت P32 أن أنور أخبر العائلة أيضًا أنه سيبقي [الشقيقة 1] لبضعة أيام ثم يرسلها إلى المنزل.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P32 تعلم كيف أصيبت شقيقتها بالكدمات والإصابات. افترضت P32 أن ذلك كان نتيجة "الضرب الذي حدث في الطابق السفلي".
أشار فيدنير إلى أن P32 ذكرت أثناء استجواب الشرطة لها أن شيئًا ما حدث في الاجتماع وسألها إذا كانت تتذكر. فأجابت P32 إنها نسيت ثم اعتذرت قائلة إنها تعلم أنها قالت شيئًا أثناء استجواب الشرطة، لكنها نسيت ما قالته لأن عقلها كان مشوشًا. وتذكرت فقط أن العائلة قد رأت [الشقيقة 1] ثم غادرت.
أشار فيدنير إلى أن P32 أخبرت الشرطة أنه كان مكتب أنور رسلان، وسأل P32 كيف عرفت ذلك. فأشارت P32 إلى ما سبق وأن قالته للمحكمة عندما تحدثت عن اعتقالها: كانت هناك لوحة اسم. أضافت P32 أن الشخص قدّم نفسه أيضًا باسم العقيد أنور رسلان.
سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا في الاجتماع الأول بعد 15 آذار/مارس، 2011. فقالت P32 إن أنور عرّفهم بنفسه، وأنها رأت لوحة الاسم.
سأل فيدنير P32 عمّا إذا كانت قادرة على التعرّف على أنور في قاعة المحكمة. فأكّدت P32 ذلك.
أراد فيدنير معرفة من تعرّفت على هويته بأنه أنور [في قاعة المحكمة]. قالت P32 إنه كان جالسًا على جانبها الأيمن [مقعد المدّعى عليه].
سأل فيدنير عمّا إذا كان هذا هو نفس الشخص الذي رأته أثناء اعتقالها. فأكدت P32 ذلك.
سأل فيدنير كيف كان رد فعل انور عندما طُلب منه إطلاق سراح شقيقة P32 فأجابت P32 بأنه رفض الطلب، قائلًا إنه سيبقيها [في الفرع] "لتربيتها".
اقتبس فيدنير مذكرة استجواب الشرطة لـ P32 حيث قالت خلاله "لقد توسلنا إليه [أنور] ليطلق سراح [شقيقة P32] حيث أجاب "ليس الآن، فيما بعد". ولم يطلب شيئًا ". كما سأل فيدنير P32 إذا كانت تتذكر. فأكدت P32 ذلك قائلة إنه لا يخالف ما قالته للتو.
أراد فيدنير معرفة إن كانت P32 تعرف إن كان والداها قد دفعا المال في قضية شقيقتها. وقالت P32 إذا كان فيدنير يقصد إن دفعا أموالًا لإطلاق سراحها، فإن الإجابة ستكون لا.
قال فيدنير إنه يقصد ما إذا كانا قد دفعا نقودًا للذهاب لرؤية شقيقتها. قالت P32 إنهما لم يضطرا للذهاب [إلى الفرع]، لأنه تم إطلاق سراحها بعد 3 أيام.
ذكر فيدنير أنه فيما يتعلق بـ"المال" أخبرت P32 الشرطة "أن والديها قد دفعا نقودًا من أجل رؤية شقيقتها، إلا أن P32 لم تعرف لمن دفعا". وسأل فيدنير عمّا إذا كانت P32 تتذكّر ذلك. فقالت P32 بالطبع إنها تتذكر. وأضافت أن عائلتها كانت على اتصال بشخص ما، لأن الناس في سوريا يعرفون أن النظام يعمل بهذه الطريقة [باستخدام معارفهم والرشوة لتسهيل الأمور].
طلب فيدنير من P32 وصف المكتب الذي رأت فيه أنور في الاجتماع. فأوضحت P32 أن الغرفة كانت مربعة وأن المكتب يقع على يمين المدخل. وكان هناك مكان للطاولة والكرسي. إن هذا ما بقي في ذاكرة P32.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان المكتب كبيرًا. نفت P32 ذلك، مضيفة أنه "كان عاديا".
أراد فيدنير معرفة المزيد عن الأثاث. قالت P32 إنه لم يكن بسيطًا ولا فاخرًا، وخلصت إلى أنه كان مكتبًا عاديًا به أثاث أنيق.
[ما يلي هو نموذج معاد تصميمه للرسم التوضيحي المعروض في المحكمة، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من رؤيته وسماعه في المحكمة.]
سأل فيدنير عمّا إذا كان على المرء الصعود إلى الطابق العلوي أو النزول إلى الطابق السفلي للوصول إلى هذه الغرفة، فقالت P32 إنهم [P32 وعائلتها، انظر السياق أعلاه] صعدوا إلى الطابق العلوي.
أراد فيدنير معرفة من كتب الكلمات الألمانية [كانت هناك كلمات ألمانية في الرسم، توضح بالتفصيل ما كان هناك]. قالت P32 إنها كانت هي.
طلب فيدنير من P32 شرح رسمها التوضيحي فقالت P32 إن المدخل كان على اليمين وكان كل شيء آخر تماما كما صورته في الرسم التوضيحي.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الغرض الموجود في الزاوية فترينة. ذكرت P32 أن الفترينةربما كانت خلفه [أنور].
أشار فيدنير إلى إخبار P32 الشرطة أن "المكتب ربما كان في الطابق الثالث أو الرابع وأنه كان فاخرا، وكانت هناك لوحة اسم مكتوبٌ عليها اسمه بخط عربي مميز". أراد فيدنير معرفة إن كانت P32 تتذكر، فأكّدت P32 ذلك.
أراد فيدنير معرفة المزيد عن "صورة ما". ذكرت P32 أن هناك صورة لبشار الأسد.
سأل فيدنر إذا كانت هناك صورة أخرى. لم تتذكر P32 إن كانت هناك صورة لحافظ الأسد أيضًا، نظرًا لأن هناك صور لبشار وحافظ في كل الفروع.
أكد فيدنير أن P32 قدمت للشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية (BKA) وصفًا مشابهًا من خلال اقتباس مذكرة الاستجواب.
اقتبس فيدنير مرة أخرى من استجواب الشرطة لـP32 حيث قالت P32 "كانت مساحة المكتب 40 م2 وكان هناك جهاز حاسوب على المنضدة". سأل فيدنير إن كانت P32 تذكر. فأكدت P32 ذلك، مضيفة أنها لا تتذكر التفاصيل. وأوضحت للقضاة أنه في المرتين [عندما كانت في مكتب أنور] لم تكن في وضع يسمح لها بالتركيز، لأن شقيقتها [في إحدى المرات] اعتُقلت وضُربت و[في المرة الأخرى] اعتُقلت P32. لذا لم تهتم بالتفاصيل.
قال فيدنير إن كل شيء على ما يرام، وكان على P32 فقط أن تذكر ما تتذكّره.
أراد فيدنر أن يعرف إن ارتدى أنور زيًا رسميًا أو أي شيء آخر. قالت P32 إنه كان يرتدي زيًا رسميًا إلا أنه لم يكن زيًا عسكريًا، بل كان بدلة عادية مع ربطة عنق.
أراد فيدنير كذلك معرفة إن كان أنور يرتدي نفس الزي عندما رأته P32 أثناء اعتقالها. فأكدت P32 ذلك، قائلة إنه بالطبع كان نفسه.
سأل فيدنير إن كان كلا الاجتماعين قد تما في نفس المكتب. فأكدت P32 ذلك موضحة أن ذهابها إلى نفس المكتب ساعدها في التعرف على هويته عندما قابلته للمرة الثانية، لأنها كانت قد رأته من قبل.
أراد فيدنير معرفة المدة التي استغرقها الاجتماع الأول [عند زيارة P32 ووالديها الفرع]. قالت P32 إنه لم يستمر سوى بضع دقائق.
سأل فيدنير عن شعور P32 تجاه أنور، وما إذا كان أنور مفيدًا، وكيف تفاعلت معه. فأجابت P32 أنه كان "إنسانًا متبلّدا وبلا أي مشاعر".
أراد فيدنير معرفة سبب إطلاق سراح شقيقة P32. قالت P32 إن لا فكرة لديها عن السبب، فربما كانت الأمور لا تزال في مراحلها الأولية، وأرادوا التخلص منها حتى لا تتسبب في ثورة. أضافت P32 أنه "للعلم"، اعتُقلت شقيقتها مرة ثانية.
سأل فيدنر متى كان الاعتقال الثاني. لم تتذكر P32 بالضبط، قائلة إنه ربما كان في نهاية عام 2011، تم تهريب شقيقتها إلى الخارج بعد ذلك. ذكرت P32 أن شقيقتها قد اعتُقلت لمدة سبعة أيام قبل أن يُطلق سراحها باتفاق مع ضابطٍ أعطاها هاتفًا خلويًا حتى تقوم بالتبليغ عن أشخاص، بالعمل سرًا لصالح النظام.
سأل فيدنر عمّا إذا كانت شقيقة P32 أخبرتها أن اعتقالها الأول كان في الخطيب، فقالت P32 إن شقيقتها أخبرتها أنها اعتُقلت مع [حُجب الاسم] وتم اعتقالهما في نفس زنزانة النساء حيث اعتُقلت P32 كذلك [لاحقًا].
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت شقيقة P32 قد أخبرتها عن تعرّضها للإيذاء أو عمّا حدث لها، أوضحت P32 أن شقيقتها قالت إنها تعرّضت للضرب وتم التحقيق معها للحصول على أسماء المسؤولين عن المظاهرة [في 15 آذار/مارس، 2011].
سأل فيدنير إن ذكرت شقيقة P32 اسم أنور، فأكدت P32 ذلك.
أراد فيدنير معرفة ما قالته شقيقة P32 لـP32 عن أنور بالضبط، أوضحت P32 أنها تحدثت مع شقيقتها عن أنور، لأنهما تعرّضتا لتجارب مشابهة معه. إلا أن شقيقتها قد تعرّضت للضرب من قبل السجّانين ولم تكن P32متأكدة إن كانت قد تعرّضت للضرب من قبل أنور كذلك.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P32 قد أبلغت الشرطة عن تعرّض شقيقتها للضرب من قبل السجّانين وليس من قبل أنور. لم تتذكر P32.
اقتبس فيدنير مرة أخرى من مذكرة استجواب الشرطة لـP32: عندما سُئلت P32 عمّا فعله أنور بشقيقتها، قالت P32 إنه قام بالتحقيق مع شقيقتها وقام بضربها على رأسها. أخبرت شقيقتها العائلة بما حدث عندما أطلق سراحها، لكنها نفت تعرّضها للضرب من قبله". أكدت P32 أن هذا ما قالته للشرطة. وأضافت P32 أن أنور [رسلان] قد حقق مع شقيقتها بالتأكيد، لكن P32 لم تعرف ما إذا تعرّضت شقيقتها للضرب أثناء ذلك التحقيق. خلصت P32 إلى أن ذلك [الضرب على يد أنور أثناء التحقيق] لم يحدث لها.
وأشار فيدنير إلى أنه قد تم إطلاق عيارات نارية عند إلقاء القبض على P32 في مظاهرة في أيار/مايو، 2011، فأكدت P32 ذلك.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كان قد أصيب أو قُتل أحد. لم تكن P32 تعلم.
سأل فيدنير كيف علمت P32 أنها نُقلت إلى الخطيب من القسم 40. أشارت P32 إلى إجابة سابقة على سؤالٍ في المحكمة: يعلم السوريون أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم ينقلون إلى الخطيب في 90% من الحالات، خاصة عند القبض عليهم في مناطق مثل الجسر الأبيض. قالت P32 أنها تمكنت أيضًا من تحديد المكان لأنها ذهبت إليه سابقًا عندما زارت شقيقتها. لم تتذكر P32 إن كانت معصوبة العينين في رحلة الحافلة من القسم 40 إلى الخطيب، إلا أنها تذكرت الصورة عندما دخل المعتقلون الفرع.
اقتبس فيدنير مرة أخرى محضر استجواب الشرطة لـP32، قائلًا: "علمت P32 أنه الخطيب من زيارة شقيقتها، رغم أنها كانت معصوبة العينين في طريقها إلى هناك". فأكدت P32 ذلك.
سأل فيدنير عن تعرّض P32 للضرب عند اقتيادها إلى الطابق العلوي أم السفلي، فقالت P32 إنها لا تتذكر، مضيفة أنها تتذكر تعرّضها للضرب فقط عندما دخلت القسم 40.
ذكر فيدنير أن P32 أخبرت الشرطة أنها لم تتعرّض للضرب وسأل P32 إن قالت ذلك، فأكّدت P32 ذلك.
أراد فيدنير توضيح ما إذا كانت P32 تذكرت في تلك اللحظة بالذات في المحكمة إذا لم تتعرّض للضرب. استذكرت P32 [في استجوابها للشرطة] قولها سابقًا إنها لم تتعرّض للضرب هي والمعتقلات الأخريات في الفرع الثاني.
سألها فيدنير عمّا إذا كانت P32 قد تعرّضت للضرب عند وصولها إلى الخطيب، فقالت P32 إنها لا تتذكّر.
طمأن فيدنير P32 أنها ستكون على ما يرام وإن لم تكن تعلم، فقالت P32 حسنًا.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P32 تتذكر كيف بدت المعتقلات الأخريات عند عودتهن من التحقيق وما إن تحدثت معهن. قالت P32 إنها نسيت كيف بدت النساء عند عودتهن من التحقيق. قالت P32 إنها كانت تركز على نفسها وتتجنب التحدث إلى الأخريات لأنها فقدت الثقة تماما، حتى أنها كانت تهمس عندما كانت تتحدث إلى والدتها.
سأل فيدنير عمّا إذا كان من الممكن أن يسمع شخص ما في القبو ما حدث للمعتقلين الآخرين، فقالت P32 إنه من الممكن سماع ذلك "طوال الوقت."
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت الضوضاء والأصوات تأتي من نفس الطابق، أكدت P32 ذلك قائلة 100%. وأن الأصوات قريبة جدًا وقادمة من الممرات أو أحيانًا من الباب عندما يَضرب السجين رأسه بباب الزنزانة.
سأل فيدنير ما إذا كانت P32 تعني أصوات ذكورٍ أم إناثٍ، فقالت P32 إنهم كانوا ذكورًا.
أراد فيدنير معرفة إن رأت P32 جثثًا. قالت P32 إنها رأت "أجسادًا"، موضحة أنها اعتادت في طريقها إلى المرحاض على رؤية رجالٍ يجلسون على ركبهم مواجهين الحائط.
سأل فيدنير عمّا إذا كانت تظهر عليهم آثار سوء المعاملة أو الإصابات، قالت P32 إنها شاهدت أشخاصًا تعرّضوا للإصابات والجلد. حيث كانت ظهورهم مليئة بالدماء نتيجة الضرب بأدوات معينة.
ذكر فيدنير قول P32 للشرطة إنها شاهدت شخصًا على الأرض وأقدامه مقيدة وظهره مليء ٌبالدماء، فأكدت P32 ذلك.
ذكر فيدنير الموقف عندما طلبت P32 مقابلته ثم طلبت نقلها إلى الزنزانة الجماعية للنساء. أراد فيدنير معرفة ما إذا كان أنف P32 قد نزف قبل أو بعد الاجتماع. قالت P32 إن ذلك حدث بعد لقائها مع أنور [رسلان].
قال فيدنير إن P32 قد قالت عكس ذلك أثناء استجواب الشرطة، قالت P32 إن هذا حدث لأنها لم تكن متأكدة ما إذا كان قد حدث قبله أو بعده.
أراد فيدنير معرفة المدة التي مكثت فيها P32 في الزنزانة الانفرادية حيث تعرّضت للإساءة. قالت P32 إنها مكثت حوالي 11 يومًا.
ذكر فيدنير قول P32 سابقًا إنها تعاني من مشاكل في عمودها الفقري وسأل P32 عمّا إذا كانت هذه المشاكل بسبب اعتقالها. أوضحت P32 أن مشاكل عمودها الفقري كانت ناجمة عن ضربة على رقبتها بأخمص (عقب) بندقية. وأضافت أنها غير متأكدة إن كان هذا هو السبب، لكنها خضعت للأشعة السينية بعد الضربة. وقد أظهرت الأشعة السينية أنها مصابة بانزلاق غضروفي. كما أصيبت P32 بقرحة في المعدة.
أراد فيدنير معرفة إذا ما تم إبلاغ عائلة P32 باعتقالها، قالت P32 إن أراد فيدنير معرفة إن تلقت عائلتها إخطارا، فالجواب هو "لا".
سأل فيدنير عمّا إذا كان من الصحيح القول إن P32 هُددت بالاعتقال لفترة طويلة جدًا، ما لم تفصح عن الأسماء. فأكّدت P32 أنها تعرّضت للتهديد بالسجن لمدة 10 سنوات، كما قيل لها أن السبب وراء هذا السجن الطويل هو تورطها بشكل مباشر أو غير مباشر في وفاة شادي.
اقتبس فيدنير محضر استجواب الشرطة لـP32 قائلًا: "لقد أخبَرَ P32 أنها ستُسجن لمدة 10 سنوات إن لم تعترف أو تذكر أسماء أخرى". سأل فيدنير عمّا إذا كانت P32 قد اعترفت بالفعل وذكرت الأسماء أو ما إذا تمت مساءلتها. فقالت P32 إنه [المحقق] تحدّث معها بهذه الطريقة لكي تعطيه أسماء، أي "إذا أعطيتني أسماء، سأساعدك على عدم البقاء/قضاء كامل الفترة [في السجن]". على أي حال، كان على P32 التوقيع على أوراق وإعطاء بصمة إصبعها.
أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت ذاكرة P32 أفضل في هذا اليوم بالذات في المحكمة مقارنة باستجواب الشرطة أو ما إذا كانت ذاكرتها أفضل في ذلك الوقت. قالت P32 إنها كانت تتذكر بشكل أفضل في ذلك الوقت، لأنها بعد استجواب الشرطة، قررت أن تنسى كل شيء لأنها قد تعبت.
سألت رئيسة المحكمة القاضي كيربر الطرفين عن مقدار الوقت الذي يحتاجان إليه للأسئلة. فقال محامي الدفاع بوكر إن الدفاع يحتاج لبعض الوقت للتحدث مع موكّله لتحضير بيان.
***
[استراحة لمدة 20 دقيقة]
***
قالت P32 إنها تفضل إيقاف إدلاء شهادتها في الوقت الحالي، لأنها ظلت مستمرة منذ الصباح وكان الأمر مرهقا للغاية بالنسبة لها.
صرفت القاضي كيربر P32 لهذا اليوم، موضحة أن هذا سيوفر أيضا وقتا كافيا لمحامي الدفاع للتحدث مع موكلهم.
رُفعت الجلسة الساعة 3:00 مساءً.
ستستأنف المحاكمة في 15 نيسان/أبريل، 2021.
اليوم السبعون للمحاكمة – 15 نيسان/أبريل، 2021
بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور عشرة أشخاص وستة من الصحفيين، وطلب أحد الصحفيين المعتمدين الوصول إلى الترجمة العربية (نفس الشخص في اليوم الثلاثين من المحاكمة)، وكان رسّام محكمة بين الحضور ومثّل الادّعاء العام المدّعيان العامان كلينجه وبولتس.
قال محامي الدفاع فراتسكي إن الدفاع قد أعد بيانا بغرض تلاوته، واقترح محامي الادّعاء شارمر تأجيله حتى نهاية الجلسة. سألت القاضي كيربر فراتسكي عن أهمية البيان لمجريات الجلسة، فقال فراتسكي إنه مهم.
سمحت القاضي كيربر للدفاع بتلاوة البيان، موضحة أنه سيتم تلاوته بمجرد مغادرة P32 قاعة المحكمة [استعدت P32 ومحاميها د. كروكر لمغادرة قاعة المحكمة]. بعد أن خرجت P32، طلبت كيربر من المترجم أن يخبر P32 بأن بإمكانها البقاء أو المغادرة. فعادت P32 إلى الداخل وقالت إنها تفضل البقاء [تحدث د. كروكر مع P32 وغادرا مرة أخرى].
أشارت القاضي كيربر إلى دخول المدّعي P30 للتو لقاعة المحكمة قبل أن يبدأ محامي الدفاع فراتسكي بتلاوة البيان:
[ما يلي هو إعادة صياغة لبيان أنور بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]
"[ذكر أنور بدايةً شهادة P32في اليوم السابق بخصوص إيقافها واعتقالها والاجتماع مع أنور]. قلت في بيان دفاعي السابق إن P32 تم القبض عليها مع [الشقيقة 1]، لكن هذا كان خطأً: بالأحرى كانت [الشقيقة 1] و[الشقيقة 2] وفتاة أخرى من عائلة [حُجب الاسم]. تم ضربهن وإهانتهن على أيدي ضبّاط من القسم 40، وتدخلت لإنهاء الضرب، رغم أن هؤلاء الضبّاط لم يكونوا تحت إمرتي. لم يكن ذلك ما حدث مع الفتاة الثانية، فهي لم تتعرّض للضرب. طالبني توفيق يونس بالتحقيق مع [الشقيقة 1] لكنني لم أضربها، وقد بحثت في هاتفها وحسابها "الوردة الدمشقية" على الفيسبوك حيث وجدت مقاطع فيديو لمظاهرات. لا علم لدي إن كانا قد دفعا نقودًا مقابل الزيارة، إلا أن الوالدين زارا الفرع في نفس المساء دون P32، كما هدد والدها بإشعال النار في نفسه أمام الفرع. طلب مني توفيق يونس أن أحضر وأن أجلب معي [الشقيقة 1]. في مكتب يونس، صفع الأب ابنته بشدة لدرجة أنه أزال حجابها وسال الدم عليه. طلبت من الأب التزام الهدوء، وطلب مني يونس إطلاق سراح [الشقيقة 2] والفتاة من عائلة [حُجب الاسم]. قمت بالتحقيق مع [الشقيقة 1] ثلاث مرات واعتقلها فرع فلسطين مرة أخرى بعد أسبوع، حيث أطلق سراحها. لا أعرف لماذا افترت P32 علي على الفيسبوك، كما زعمت أنها طلبت مني نقلها إلى الزنزانة الجماعية، مع أنني لا أذكر ذلك. ومع ذلك، لم تكن لتفعل ذلك لو أنها سمعت أشياء سيئة عني من شقيقتها. وإلا لكانت طلبت المساعدة من أبي غضب، فحقيقة أنها طلبت ذلك مني تثبت أن شقيقتها لم تقل شيئًا سيئًا عني. اعتُقلت الأم في وقت لاحق والتقيت بها بعد حوالي 40 إلى 45يومًا من لقائها في 15 آذار/مارس، واعتقل القسم 40 والدة الشاهدتين".
توقيع أنور رسلان
سألت رئيسة المحكمة القاضي كيربر أنور عمّا إذا كان هذا هو بيانه. فهز أنور رأسه [بدا متفاجئًا].
طلب محامي الدفاع فراتسكي استراحة.
***
[استراحة لمدة 5 دقائق]
***
كررت القاضي كيربر سؤالها لأنور عن كونه صاحب البيان، فأجاب أنور بالإيجاب. طلبت كيربر من مترجم أنور ترجمة ما قاله، فأوضح المترجم أن أنور قال "نعم".
قال المدّعي العام كلينجه إن البيان قد أفسد الانسياب التنظيمي لذلك اليوم. ردّ محامي الدفاع بوكر أنه كان ضروريًا وأنه أفضل من دعوة P32 مرة أخرى في وقت لاحق. بينما قام أحد ضبّاط المحكمة بتوزيع نسخ ورقية من البيان، أشارت القاضي كيربر إلى أن P32 قد ترغب في استشارة محاميها د. كروكر. طلب محامي الادّعاء شارمر إبلاغهما بتمديد فترة الاستراحة.
***
[استراحة لمدة 15 دقيقة]
***
شهادة P32 [5]
استجواب من قبل الادّعاء العام
ذكرت المدّعي العام بولتس قول P32 إنه كان هناك طبيب عندما نُقلت من القسم 40 إلى الخطيب، وسألت P32 عمّا ارتداه الطبيب. فقالت P32 إنه كان يرتدي زي الطبيب.
سألت بولتس عمّا إذا كان على ملابسه ما يشير إلى انتمائه إلى قوات الأمن أو أحد الأجهزة الأمنية. نفت P32 ذلك.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كانت P32 قد سمعت من معتقلات أخريات عن الاعتداء الجنسي على النساء أو الرجال، نفت P32 ذلك.
ذكرت بولتس رؤية P32 لمعتقلين على ظهورهم دماء وإصابات، وسألت P32 عمّا إذا كانت قد رأت أيضًا قتلى أو أشخاصًا يتعرّضون للقتل. نفت P32 ذلك، مضيفة أنها تذكرت أصوات السجّانين وهم يتحدثون عندما كانت في الزنزانة الانفرادية. وبدا من حديثهم أن هناك جثة، وقالوا شيئًا مثل "انظر! لقد مات هذا. لفّوه في سجادة وخذوه للخارج". قالت P32 إنهم بدوا وكأنهم يتحدثون عن كيس من الخيش أو عن حيوان.
أشارت بولتس إلى استخدام P32 للضمير "هو" وسألت عمّا إذا كانت P32 تقصد أن الشخص الميت كان ذكرًا. فأكدت P32 ذلك.
أرادت بولتس معرفة مكان P32 أثناء هذه المحادثة، قالت P32 إنها كانت وحدها في الزنزانة الانفرادية.
سألت بولتس عمّا إذا كان الوقت نهارًا أم ليلًا. لم تعرف P32، موضحة أن لا فرق بين النهار والليل، لأنها فقدت إحساسها بالوقت.
أرادت بولتس معرفة ما إذا ذكرت معتقلات أخريات وفاة أشخاص في الخطيب. قالت P32 إنها لا تذكر الحديث عن مثل هذه الأمور مع معتقلات أخريات.
سألت بولتس P32 إن رأت أطفالًا أثناء اعتقالها. فأوضحت P32 أنها لم تعرف ما تقصده بولتس بكلمة "أطفال"، لكن P32 لم تر أو تسمع عن أي أطفال. ولكن كان هناك أشخاص يخصّون النظام. قالت P32 أن المرء قد يعرف مصطلح "سُخرة" [العمل القسري] مما يعني أنه تم إجبارهم على التنظيف.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كانت P32 قد رأت هؤلاء الأشخاص وكم كانت أعمارهم، قالت P32 إنه لم يُسمح لهنَّ بالتواصل المباشر مع المعتقلين، فقط مع السجّانين. كما كانوا يعاملون كالعبيد حيث يقال لهم "تعالوا إلى هنا واذهبوا إلى هناك". لهذا السبب، لم يكن هناك اتصال بصري معهم، لكنهم كانوا صغارًا في السن.
سألت بولتس إذا كانت P32 بالتالي لم ترهم. فقالت P32 إنها لم ترهم، فعلى حد علمها، لم يتواصل معهم سوى السجّانون.
أرادت بولتس معرفة كيف عرفت P32 ذلك. وصفت P32 سماع المعتقلات أصوات عمال السُخرة على الدوام. كما سمعت المعتقلات السجانين وهم يصدرون الأوامر للعمال في الممرات، قالت P32 إن المحادثات بين السجّانين وعمال السُخرة كانت "كالراديو"، حيث كان بإمكان المعتقلات سماعهم.
سألت بولتس عمّا إذا كان بإمكان P32 تأكيد كونهم أطفالًا، فقالت P32 إنها متأكدة من أنهم عملوا بالسُخرة: أي كانوا عبيدا، إلا أنها لم تكن متأكدة من أعمارهم على الإطلاق، مضيفة أنها لا تعرف ما إذا كانوا معتقلين كذلك. قالت P32 إن من الممكن أنهم كانوا في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من العمر، وقبل أخذهم إلى الجيش، تم استخدامهم في العمل القسري.
أرادت بولتس معرفة المزيد عن عائلة P32، وسألت عمّا إذا كان لديها أشقاء آخرين غير شقيقتيها، فقالت P32 إن لديها شقيقتين اثنين وشقيقا واحدا.
سألت بولتس إن كانوا يعيشون جميعًا في سوريا، فأكدت P32 ذلك.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كان جميع الأشقاء على اتصال ببعضهم البعض، قالت P32 إن بينهم علاقة أسرية طبيعية.
سألت بولتس عمّا إذا كانت عائلة P32 تتناول مشاكلها بانفتاح فيما بينها، فأوضحت P32 أنها تعتقد أن "العائلة" مشتقة من "الوحدة". لذا تفترض P32 أن أفراد العائلة يتحدثون مع بعضهم البعض في حال حدوث أمر ما.
أوضحت بولتس أن أنور قدم للتو بيانًا [تلاه دفاعه، انظر السياق أعلاه]. وودّت بولتس تلاوته، قد يكون البيان طويلًا إلا أن بولتس ستكرر أي جزء إن أرادت P32:
"زعمت P32 أنها قابلت أنور مرتين في مكتبه: مرة عندما اعتُقلت مع شقيقتها [الشقيقة 1] ومرة عندما زار والداها أنور". قالت P32 إن أنور قد يكون مخطئًا، فقد كانت [الشقيقة 1] [هي المعتقلة في هذا الاجتماع].
[واصلت بولتس تلاوة البيان]
سألت بولتس عمّا إذا كان لدى P32 ما تقوله عن البيان، فأوضحت P32 أن علامات تعجبٍ واستفهامٍ ظلت تظهر في رأسها منذ بداية البيان. والآن بعد أن انتهت بولتس، كان لدى P32 العديد من الامور التي يجب معالجتها. قالت P32 إن كل ما ارادت قوله هو إن كوبلنتس جميلة إلا أنها لم تأت هنا للسياحة، بل أتت كشاهدة ومدّعية وضحية. وهي ليست في وضع يسمح لها بالاستماع إلى شخص تعدّه مجرمًا، وشعرت أنه من الغريب أن تضطر إلى الدفاع عن نفسها ضد مجرم.
قالت بولتس إن P32 كانت في المحكمة بصفتها شاهدة وأن المتَّهم أنور أنكر الأقوال التي أدلت بها في شهادتها. [تلت بولتس البيان مجددا] طلبت P32 من بولتس إعادة سؤالها. أوضحت بولتس لـP32 أن محتوى بيان المتَّهم أنور يختلف عمّا قالته P32 في اليوم السابق. سألت بولتس P32 إن كانت حاضرة أثناء الاجتماع الأول مع أنور، فقالت P32 إن رغبت بولتس في تناول النقاط واحدة تلو الأخرى، فيمكن عندئذٍ أن تتلو بولتس البيان وستوقفها P32 عند نقاط معينة لتناولها. وقالت P32 إنه إذا كان لدى بولتس أسئلة، فستجيب عليها. أما إن كان السؤال متعلقا برد فعلها، فستكون الإجابة أنها تشعر بالغرابة لأن أنور لم يفعل شيئًا سوى الإنكار.
سأل محامي الدفاع بوكر إن كان بإمكانه طرح سؤال، فمنعت القاضي كيربر ذلك. قال بوكر حسنًا، ومع ذلك، لم يتم الرد على سؤال المدّعي العام.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كان والدا P32 قد زارا أنور بنفسيهما بخصوص مسألة شقيقة P32. نفت P32 ذلك، مضيفة أن والديها لم يخبراها بذلك.
ذكرت بولتس قول P32 إنها كانت حاضرة أثناء الاجتماع، فأكدت P32 ذلك.
سألت بولس عمّا إذا كان والدها قد ضرب شقيقتها، فقالت P32 إن الرواية هي "أنه لم يفعل".
سألت بولتس عمّا إذا كان حساب "الوردة الشامية" على الفيسبوك يخص شقيقتها [الشقيقة 1]. فقالت P32 إن لا فكرة لديها، ويجب سؤال شقيقتها عن ذلك.
أرادت بولتس معرفة ما إذا كانت P32 تتذكر اسم حساب شقيقتها على فيسبوك. قالت P32 إنها نسيت، فقد اعتاد الجميع على إنشاء حسابات بأسماء وهمية بدافع الخوف. قالت P32 إنه في هذه اللحظة بالذات، لو بحثت عن الوردة الشامية (بالعربية)، لوجدت عشرات الحسابات بهذا الاسم.
سألت بولتس P32 إن كانت شقيقتها نشطة على الإنترنت، فأوضحت P32 أنها كانت تعلم أن شقيقتها كانت نشطة على الإنترنت لكنها لا تعرف أي تفاصيل. وحتى يوم 15 آذار/مارس، لم يكن أحد من العائلة على علم بذلك. قالت P32 إن لديها استفسارًا بسيطًا: قال أنور إن الاعتقال استمر من أربعين إلى خمسة وأربعين يومًا، مما جعل P32 تتساءل عمّا إذا كان هناك سوء فهم من جانب أنور حول وقت اعتقالها هي ووالدتها وشقيقتيها. أوضحت P32 أن الأمر بدا وكأن أنور يفترض أن اعتقالهن جميعًا قد تم في نفس الوقت تقريبًا، إلا أن شقيقتيها قد اعتُقلتا في عام 2011 بينما اعتُقلت P32 ووالدتها في عام 2012. وأضافت P32 بشكل ساخر أن الفرق "ليس إلا" عامًا واحدًا.
تدخلت القاضي كيربر، وسألت P32 في أي عام تم اعتقالها وقالت P32 إنها اعتُقلت في عام 2012.
وأشارت المدّعي العام بولتس إلى ذكر المتَّهم أنور أن حجاب شقيقة P32 كان أبيض اللون. سألت بولتس P32 إن كان هذا صحيحًا، فأكدت P32 ذلك.
سألت بولتس عن صحة أن والد P32 قد هدد بحرق نفسه. فقالت P32 إنها لا تستطيع تصور ذلك، ولن يقول والدها شيئا كهذا. سألت P32 عمّا إذا كان بإمكانها تناول نقطة فيها تناقض مرعب: فمن الغريب أن المحاكمة استمرت لمدة عام، وما زال أنور يعتقد أن P32 اعتُقلت مع شقيقتها [[الشقيقة 1]] (فقد خلط بين الشقيقتين)، بينما يزعم أنه يتذكر الوضع في مكتبه. قالت P32 إن الأمر بدا غريبًا بالنسبة لها: حيث خلط أنور بين أمور أساسية بينما تذكر تفاصيل معينة. خلصت P32 إلى أنها تعتقد أن أنور لا يمكنه تذكر هويات من تم اعتقالهم، لأن هناك آلاف المعتقلين الذين يدخلون ويغادرون هذا السجن.
قالت بولتس إنها مع الأسف لم تمتلك إجابةً، شكرت P32 بولتس لمنحها الفرصة للحديث.
استجواب من قبل القاضي فيدنير
أشار القاضي فيدنير إلى أن P32 أخبرت المحكمة أن شقيقتها اعتقلت في 15 آذار/مارس، 2011. أراد فيدنير معرفة كم من الوقت مر حتى لقاء عائلتها بأنور في مكتبه. قالت P32 إنها لا تتذكر مقدار الوقت الذي مر. ولكن ذكرت P32 مداهمة قوات الأمن منزلهم في نفس اليوم، وكانوا يبحثون عن أوراق تتعلق بتنظيم المظاهرات. وأخذوا العديد من الوثائق لأن P32 درست [حُجبت المعلومات]، لذلك افترضت القوات أن بعض أوراق دراستها كانت منشورات وإعلانات متعلقة بالمظاهرات.
سأل فيدنير عن عدد الأيام التي استغرقها الوصول لأنور في مكتبه. لم تتذكر P32 المدة بدقة، مضيفةً أن [الشقيقة 2] اعتُقلت مع [الشقيقة 1] وتم إطلاق سراح [الشقيقة 2] بعد ثلاثة أيام. وبالتالي لم تر العائلة أنور إلا بعد ثلاثة أيام من اعتقال شقيقتيها على الأقل.
ذكر فيدنير إخبار P32 الشرطة أن الاجتماع قد تم في 20 آذار/مارس، فأكدت P32 ذلك بعد أن سألها، موضحة أنها افترضت أنه تم إطلاق سراح [الشقيقة 2] "بعد أن علمت العائلة بالأمر" بثلاثة أيام.
استجواب من قبل محامي الدفاع
سأل محامي الدفاع فراتسكي P32 عن وظيفة والدها، فقالت P32 إنه كان تاجرًا.
سأل فراتسكي P32 عن موقف والدها تجاه النظام، فقالت P32 إنه مثل 90% من السوريين، يقف ضد الاضطهاد الذي يمارسه النظام، إلا أن العائلة كانت خائفة [من النظام] مثل أي شخص آخر.
ذكر فراتسكي أن P32 طلبت مقابلة أنور أثناء اعتقالها في عام 2012 وسألها عن سبب رغبتها في رؤيته. فأشارت P32 إلى أحد أقوالها السابقة، قائلة إنها أرادت الخروج من الزنزانة الانفرادية، لأنها كانت على وشك الانهيار. أضافت P32 أنها لم تطلب مقابلة أنور لأنه كان لطيفًا مع شقيقتيها، بل لأنه كان الشخص الوحيد الذي عرفت اسمه.
قال فراتسكي إن P32 قد ذكرت أسماء أخرى في اليوم السابق، وسألها لماذا لم تطلب منهم P32 [نقلها إلى زنزانة أخرى]. طلبت P32 من فراتسكي توضيح الأسماء التي كان يشير إليها. فإذا كان يقصد السجّانين، لم يكن بإمكانهم تلبية طلبها.
سأل فراتسكي P32 كيف عرفت ذلك. [استاءت P32 للغاية] وقالت P32 إنها علمت ذلك لأنه من المعروف في سوريا وفي كل مكان آخر أن السجّانين لا يملكون مثل هذه الصلاحيات الواسعة. حيث تقتصر صلاحيتهم على فتح الأبواب وإغلاقها.
سأل فراتسكي إن كانت P32 على علم بمحاولة تقديم أي معتقلة أخرى التماسًا لأنور. لم تعرف P32، مضيفة أنها لم تسأل عن ذلك ولم تهتم، أوضحت P32 أن طلبها الوحيد كان الخروج من الزنزانة الانفرادية.
صرّح فراتسكي أنه على الرغم من تعرُّض P32 للاعتقال، إلا أنها امتلكت الشجاعة الكافية لتطلب مقابلة أنور، وسألها إن كانت تأمل أن يساعدها أنور، فأوضحت P32 أن غريزة البقاء لديها قد دفعتها إلى فعل ما فعلته. قالت P32 إن أنور كان الشخص الذي كان بإمكانه التوقيع على أوراق إعدامها لذا كانت غريزة البقاء فقط هي التي دفعتها إلى فعل ما فعلته.
أراد فراتسكي أن يعرف لماذا حاولت P32 أن تسأل أنور، إن كانت على علم بأن الإجابة ستكون "لا". [استاءت P32] وأوضحت P32 أن خيار المعتقلين الوحيد هو التحدث إلى المجرم، فلم يكن هناك محامون أو ملائكة رحمة.
قال فراتسكي إن P32 لم ترد على سؤاله، لكنه شكرها.
سأل محامي الدفاع بوكر P32 إن تم إطلاق سراح شقيقتها بعد الاجتماع مع أنور، ولم تفهم P32 السؤال. قال بوكر إنه يريد معرفة ما إذا كان قد تم إطلاق سراح شقيقتها بعد أن رأت أنور. قالت P32 إنها إذا فهمت بشكل صحيح، فسيكون سؤاله غريبًا، لأن شقيقتها كانت حاضرة مع والدة P32 ووالدها وP32. بعد إطلاق سراح شقيقتها، قالت إن أنور قام بالتحقيق معها.
سأل بوكر P32 عن مقدار الوقت الذي استغرقه إطلاق سراح شقيقتها بعد ذلك الاجتماع. فقالت P32 إنها كما قالت في اليوم السابق وأثناء استجواب الشرطة: 11 يومًا.
سأل بوكر إذا كانت P32 تعرف أي شيء عمّا تم فعله بهدف إطلاق سراح شقيقتها بعد 11 يومًا. فقالت P32 إنها لا تعرف شيئًا عن هذا الموضوع.
أراد بوكر معرفة ما إذا كان إطلاق سراح شقيقة P32 مرتبطًا بالاجتماع مع أنور. طلبت P32 من بوكر تكرار السؤال. أوضح بوكر إنه تم إطلاق سراح شقيقة P32 بعد 11 يومًا من لقائها مع أنور، وتساءل عمّا إذا كان بإمكان P32 ربط كلا الحدثين. قالت P32 إنها لا تعتقد بأن أحدا قد فهم السؤال، وطلبت من بوكر توضيحه وأضافت أنه لم يتم إطلاق سراح شقيقتها بعد 11 يومًا من لقائها بأنور، بل كانت مدة الاعتقال بأكملها هي 11 يومًا. كما سألت P32 بوكر عن الأحداث التي أراد منها ربطها ببعض.
سأل بوكر عن المدة التي استغرقها إطلاق سراح شقيقتها بعد الاجتماع مع أنور. قالت P32 إن أحد القضاة قد طرح السؤال نفسه، مضيفةً أن الأمر استغرق من ثلاثة إلى أربعة أيام إذا تذكرت بشكل صحيح.
سأل بوكر إن كانت P32 ترى أي صلة بين إطلاق سراح شقيقتها واجتماع عائلتها بأنور في مكتبه، فقالت P32 إن لا فكرة لديها إن كانت هناك صلة.
سأل بوكر P32 عمّا إذا كانت تعتقد بأن هناك صلة محتملة. سألت P32 "صلة بين ماذا؟" أوضح بوكر أنه لو كان في مكان P32 لكان قد فكر في... قاطعت P32 قائلة إنها فهمت، إلا أن إطلاق سراح شقيقتها كان هو المهم فحسب، فلم تفكر في الأمر.
تدخل بوكر، وطلب من P32 السماح له بإنهاء سؤاله. وكرر أنه إذا كانت لديه شقيقة وكانت في نفس وضع شقيقة P32، فإنه سيعتقد بأن هناك صلة محتملة بين إطلاق سراحها وإجراء المحادثة مع المحقق قبل بضعة أيام. قالت P32 إن هذا قد يكون ممكنا لو كان بوكر في مكانها، لكنه لم يكن في مكانها. أضافت P32 أن الشيء الوحيد الذي اكترثت لأجله كان إطلاق سراح شقيقتها.
أراد بوكر مرة أخرى معرفة ما إذا كانت P32 تعتقد وجود صلة بين الحدثين، أو ما إذا كانت قد حاولت أن تسأل عن أسباب اعتقال شقيقتها في الفرع. وتدخل شارمر محامي المدعي، قائلًا إن بوكر كان يجب أن يذكر "أسباب إطلاق السراح" وليس "الاعتقال". كما طلب من بوكر ألا يربك الشاهدة. قال بوكر إن زميله شارمر كان على حق. قالت P32 إن لا فكرة لديها ولا تريد أن تعرف. ولو أرادت أن تعرف، لكان قد تم القبض عليها. تساءلت P32 كيف كان عليها أن تحاول معرفة الأسباب دون أن يتم القبض عليها.
ذكر بوكر أنه تم القبض على P32 بعد عام واحد من شقيقتها، وقد طلبت رؤية أنور على أي حال. وأراد بوكر معرفة سبب طلب P32 مقابلة أنور. قالت P32 إنها طلبت مقابلة أنور للخروج من الزنزانة الانفرادية كما ذكرت من قبل وأنه كان الشخص الوحيد الذي تعرفه [في الفرع].
أراد محامي الدفاع فراتسكي أن يعرف كيف زارت P32 ووالداها أنور في مكتبه. فقال محامي المدعي، شارمر، إن السؤال قد سبق وأن تمت الإجابة عليه في اليوم السابق.
سأل فراتسكي P32 إن أخبرها والداها عمّا توقعاه من الاجتماع. فقالت P32 إنهما كانا يأملان إطلاق سراح شقيقتها.
استجواب من قبل محامي الادّعاء
أشار شارمر محامي الادّعاء إلى أن P32 أخبرت المحكمة سابقًا كيف تم تفتيشها من قبل ممرضتين، وأنها ذكرت أن الأمر كان مهينًا. طلب شارمر من P32 أن تصف بالضبط لم شعرت بالإهانة. قالت P32 إنها ستقدم إجابة مختصرة فقط، لأن الأمر كان مزعجًا. أوضحت P32 أن عبارة "بطريقة مهينة" تعني "أنهم فتشوا داخلي".
أشار شارمر إلى قول P32 إنه بعد اعتقال شقيقتها مرة أخرى، تم إطلاق سراحها وإعطاؤها هاتفا خلويا، وسأل P32 إن عملت شقيقتها مع النظام. فقالت P32 إنها بالطبع لم تعمل مع النظام. إلا أن شقيقتها قبلت العرض [بالعمل لدى النظام] من أجل إطلاق سراحها ثم مغادرة البلاد.
صُرفت الشاهدة، وأخبرت كيربر P32 أن بإمكانها البقاء في قاعة المحكمة [بقيت P32].
***
[استراحة لمدة 10 دقائق]
***
أعلنت القاضي كيربر أنه تم إعفاء مترجم المحكمة السابق رسميًا من مهامه، وسيحل مترجم محلف آخر مكانه [مترجم إياد الغريب].
تلت القاضي كيربر حكمًا من القضاة، يوضح بالتفصيل أن بعض التّهم التي تتعلق بالجرائم العادية بموجب القانون الألماني يمكن إضافتها إلى لائحة الاتهام، لأنها قد ارتكبت ضد بعض المدعين.
[فيما يلي إعادة صياغة لأقوال القضاة بناءً على ما استطاع مراقب المحكمة سماعه في المحكمة]
1) أوضحت القاضي كيربر أن حصر المحاكمة في الجرائم المزعومة المفصّلة في لائحة الاتّهام لا ينطبق على القضايا التي ارتكبت فيها جرائم معينة ضد المدعين. لذلك أبلغ القضاة الطرفين بأنه يجب إضافة الإصابات الجسدية والإصابات الجسدية الشديدة والاعتداء الجنسي والحرمان من الحرية على النحو المنصوص عليه في القانون الألماني إلى التّهم.
وخلصت كيربر إلى أن ظروف الاعتقال في فرع الخطيب – الزنازين المكتظة ونقص الأكسجين والحرمان من النوم والافتقار إلى النظافة ونقص العلاج الطبي والإساءة اللفظية المستمرة للمعتقلين وسوء التغذية – تُعد إصابات جسدية بموجب القانون الألماني. كما يُعد الضرب الذي وصفه الشهود من قبيل الإصابات الجسدية الشديدة.
2) في إشارة إلى شهادات المدعين حتى الآن، قالت القاضي كيربر إن جميعهم تأثروا جسديا وهو ما يُعد بمثابة التسبب في إصابات جسدية بموجب القانون الألماني:
1. تعرّض P1 للضرب بالكابلات والهراوات لإجباره على إعطاء معلومات عن حياته ومواد فيلمه وتعاونه المزعوم مع قوى أجنبية. قيل له أيضًا إنه سيبقى رهن الاعتقال في حال لم يتعاون. وبالإضافة إلى ذلك، تم إدخال عصا في فتحة شرجه. خلصت كيربر إلى أن هذه الأوصاف هي مؤشرات على وقوع جرائم الاعتداء الجنسي الشديد/الاغتصاب بموجب المادة 177 (1) رقم 1 و2 من القانون الجنائي الألماني، والمادة 177 (2) s. 2 رقم 1 من القانون الجنائي الألماني، والمادة 177 (4) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني [النسخة سارية المفعول حتى 2016]، والاعتداء الجنسي على المعتقلين بموجب المادة 174 a(1) من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني، والسجن غير القانوني بموجب المادة 239 (3) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني، وأخذ الرهائن بموجب المادة 239ب من القانون الجنائي الألماني.
2. طُلب من P11 تقديم أسماء أعضاء المعارضة وضُرِب على أخمص قدميه باستخدام الكابلات والأنابيب. خلصت كيربر إلى أن هذه الأوصاف كانت مؤشرات على وقوع جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني.
3. تعرّض P12 للضرب بالكابلات وتم تهديده بالتعذيب. كما أُجبر على تقديم أسماء أعضاء المعارضة. خلصت كيربر إلى أن هذه الأوصاف هي مؤشرات على وقوع جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني، والسجن غير القانوني بموجب المادة 239 (3) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني.
4. تعرّضت P19 للضرب وقام أحد السجّانين بلمس صدرها. وخلصت كيربر إلى أن هذه الأوصاف كانت مؤشرات على وقوع جرائم الاعتداء الجنسي/الاغتصاب بموجب المادة 177 (1) رقم 1 و3 من القانون الجنائي الألماني [النسخة سارية المفعول حتى عام 2016]، والاعتداء الجنسي على المعتقلين بموجب المادة 174a (1)، والأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني، والسجن غير القانوني بموجب المادة 239 (3) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني.
5. تعرّض P25 للضرب بأداة مشابهة لأنبوب، وخلصت كيربر إلى أن هذا الوصف كان مؤشرًا على وقوع جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني.
6. تعرّض P27 للضرب بالكابلات، وخلصت كيربر إلى أن هذا مؤشر على جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني.
7. تعرّض P28 للضرب بعدة أدوات مختلفة، وخلصت كيربر إلى أن هذا الوصف كان مؤشرًا على وقوع جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني، والسجن غير القانوني بموجب المادة 239 (3) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني.
8. تعرّض P30 للضرب بطرف كابل مفتوح، وخلصت كيربر إلى أن هذا مؤشرٌ على وقوع جرائم الأذى الجسدي بموجب المادة 223 من القانون الجنائي الألماني، والأذى الجسدي الشديد بموجب المادة 224 (1) رقم 2 من القانون الجنائي الألماني، والسجن غير القانوني بموجب المادة 239 (3) رقم 1 من القانون الجنائي الألماني.
3) بالإشارة إلى شهادتي P1 وP19، وجدت كيربر أن وصفهما يُعد أيضًا من المؤشرات على وقوع الاعتداء الجنسي كجرائم ضد الإنسانية كما هو منصوص عليه بموجب المادة 7 (1) رقم 1الفقرة 1 من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي.
4) بالإشارة إلى شهادتي P17 وP18 حول وفاة شقيقه/ابن عمه [على التوالي]، وجدت كيربر أن هذه مؤشرات على جرائم القتل بموجب المادة 211 من القانون الجنائي الألماني والقتل غير العمد بموجب المادة 212 من القانون الجنائي الألماني. إلا أن القاضي كيربر أضافت أنه يجب الأخذ في الحسبان أنه لم يتم العثور على جثة الشخص الذي يُزعم أنه ميت، وقد ذكر الشاهدان أنه من المحتمل أن يكون الشخص لا يزال على قيد الحياة.
5) وضحت القاضي كيربر أن القضاة سيطلبون رأي خبير في الجرائم الجنائية المذكورة أعلاه وسيتم تقييمها بحسب القانون السوري آخذين بالاعتبار وقت ارتكاب الأفعال ذات الصلة.
تلت القاضي كيربر رسالة البريد الإلكتروني التي تلقتها المحكمة من [حُجب الاسم] [وهي مدرجة كمدعية في يوم المحاكمة رقم 1]. شكرت [حُجب الاسم] القضاة على تقديم تدابير الحماية والدعم لها وأوضحت أنها لم تكن قلقة على عائلتها فحسب، بل أن لديها مخاوف أخرى كذلك، لذا فضّلت ألا تدلي بشهادتها في المحكمة.
قال محامي الادّعاء كروكر إن موكله [حُجب الاسم] لن يشارك بعد الآن في المحاكمة بصفته مدعيا ولن يدلي بشهادته في المحكمة كذلك.
أعلنت القاضي كيربر أنه سيتم إلغاء مواعيد أيام المحاكمة في 28 و29 نيسان/أبريل، 2021 لأن الشاهد لن يدلي بشهادته في المحكمة. وأضافت أن المحكمة تم إبلاغها بواسطة [حُجب الاسم] عبر البريد الإلكتروني أنه فضل عدم الإدلاء بشهادته في المحكمة.
طلب محامي الدفاع بوكر إبلاغه بهذه الرسائل الإلكترونية والقرارات في الوقت المحدد، حيث يتعين على مكتبه ترتيب الجدول الزمني وفقًا لذلك.
قامت المدّعي العام بولتس بتلاوة بيان المدّعين العامين بشأن طلب محامي الدفاع لأخذ أدلة إضافية من خلال شهادات خمسة شهود.
[فيما يلي إعادة صياغة لأقوال المدّعين العامين بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]
1) اعترض المدّعون العامون على طلب محامي الدفاع لسماع [حُجب الاسم] و[حُجب الاسم] من دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) كخبيرين للإدلاء بشهادتهما بشأن صلاحيات القسم 40 من إدارة المخابرات العامة السورية. احتج المدّعون العامون بأن الشاهدين المقترحين لن يكونا قادرين على الإدلاء بشهادتهما حول أمر قد اختبراه بشكل مباشر، وبالتالي فإن شهادتهما ستكون إما غير ذات صلة أو غير مناسبة: فإذا أدلى الشاهدان المقترحان بشهادتهما حول مسؤولية القسم 40 عن المظاهرات التي جرت في دمشق، فإن شهادتهما لن تكون ذات صلة لأن عمل القسم 40 لا علاقة له بمحاكمة أنور رسلان. وإذا أدلى الشاهدان المقترحان بشهادتهما حول كون القسم 40 هو القسم/الفرع الوحيد المسؤول عن المظاهرات في دمشق، فلن تكون شهادتهما مناسبة لأن التفويض الحصري للقسم 40 لم يكن جزءًا من تقرير خبراء دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية. يشير تقرير دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية إلى أن مهام وتفويضات أجهزة المخابرات المختلفة في سوريا كانت متداخلة، وغالبًا ما كان من غير الواضح من المسؤول عن حالات معينة. بحسب الادّعاء العام، يذكر التقرير أيضًا أن جميع أجهزة المخابرات كانت مشاركة في محاربة المعارضة. وأشار المدّعون العامون إلى تصريح إياد الغريب أمام الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية، التي صرّح فيها أن أفراد القسم 40، وأعضاء الأقسام الفرعية الأخرى بالفرع 251، وأفراد وزارة الداخلية، وأفرادا من إدارة المخابرات الجوية كانوا موجودين في المظاهرات في دوما. خلص المدّعون العامون إلى أنه في حالة وجود أي أسئلة مفتوحة حول صلاحيات وتفويضات أجهزة المخابرات السورية المختلفة، فيمكن عندئذٍ استدعاء كبير المفتشين الجنائيين دويسنج من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية كشاهد مرة أخرى.
2) اعترض المدّعون العامون على استدعاء [حُجب الاسم] وشخصين آخرين كشهود، نظرًا لعدم وجود صلة. أوضح المدّعون العامون أنه ليس من الواضح كيف سيتمكن الشهود المقترحون من معرفة إن كان المتَّهم أنور حاضرًا في احتجاج ما أو في جنازة مخرج سينمائي سوري. حيث كان [حُجب الاسم] يعمل في الطابق السفلي في سجن الفرع 251 بينما كان مكتب المتَّهم أنور في الطابق الأول من المبنى. لذلك لن يتمكن [حُجب الاسم] من تأكيد حضور أنور أو عدمه في الأحداث المذكورة أعلاه كما ادعى محامو الدفاع، لأنه لم يكن هو وأنور معًا طوال الوقت. ذكر المدّعون العامون أن الأمر نفسه ينطبق على الشاهدين الآخرين المقترحين. وفقًا للمدعين العامين، فإن مذكرة الدفاع التي تطلب استدعاء هؤلاء الأشخاص كشهود لا تشير إلى كيف سيتمكن هؤلاء الشهود من الإدلاء بشهاداتهم حول سلوك أنور. وعلى أي حال، فإن شهاداتهم بشأن سلوك أنور لن تكون حقيقةً معتبرةً، بل مجرد انطباعٍ شخصيٍ.
أعلن جميع محامي الادّعاء أنهم سينضمون إلى بيان المدّعين العامين. وأضاف محامي الادّعاء، شارمر أنه سيكون من المثير للاهتمام سماع [حُجب الاسم] كشاهد، ولكن لأسباب مختلفة عن تلك التي قدمها الدفاع.
رُفعت الجلسة الساعة 12:10 مساءً.
تم تحديد يوم المحاكمة التالي في 21 نيسان/أبريل، 2021.
[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.
[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: كانت 23P منفعلة خلال الشهادة بأكملها، وقد قامت في بعض الأحيان بتصحيح المترجم وتذكيره بأنه لم يترجم نهاية جملتها.
[3] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يتضح إن قامت P32 بإجراء الاتصال أم لا.
[4] ملاحظة من مراقب المحاكمة: كانت P32 منفعلة جدًا في هذه المرحلة. ولم يتضح ما إذا كان السجّان قد خلع سترتها أو جعلها تفعل ذلك من خلال مشاهدتها والتحدث معها أو إن كانت قد خلعتها على الإطلاق.
[5] ملاحظة من مراقب المحاكمة: كما في اليوم السابق، كانت P23 منفعلة للغاية أثناء ادلاء الشهادة. كما أنها صححت في بعض الأحيان للمترجم بإعلامه أنه لم يترجم نهاية جملتها.