داخل محاكمة علاء م #86: «الْأَعْـــمـــالُ الْـــقَـــذِرَة»
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة السادس والثمانون
تاريخ الجلسة: 10 تشرين الأول / أكتوبر 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة السادس والثمانون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الخامس والخمسين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل مجدّدا في المحكمة السيدُ دويْسِنج، رئيس التحقيقات في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA). طُلب منه بدايةً أن يستحضر استجواب P51 في الشرطة، فأكّد إلى حدّ كبير ما أفاده P51 في المحكمة. ثم سُئل السيد دويْسِنج عن [حُجب الاسم]، الذي كان أول شخص في ألمانيا يلفت انتباه السلطات الألمانية إلى احتمال تورط علاء م في جرائم في مشفى حمص العسكري.
ثم مَثَل المترجم الشفوي، السيد فرّاج، ليُدليَ بشهادته خبيرًا لغويّا. إذ ترجم محادثات بين P48 وP35 وبين P49 و[حُجب الاسم]. ثم ترجم السيد فرّاج وثيقة سورية رسمية مؤرخة في 21 تموز / يوليو، 2014. وصادقت الوثيقة على أماكن اختصاص علاء الأولية في حمص وعلى اجتيازه امتحانه الأول. وتضمنت إشارة إلى إصابة علاء المزعومة في [حُجبت المعلومة]. سأل القاضي كولر السيدَ فرّاجا عن الدلالات الزمنية في رسائل الدردشة باللغة العربية، فأكّد فرّاج أنها غالبا ما تُستخدم بلا ضابط. وأخيرا، شرح السيد فرّاج استخدام كلمة «الأغرار»، وذكر أنها تقترن عادةً بالأفراد الذين يبدأون مسيرتهم العسكرية، إذ يُكلَّفون في كثير من الأحيان بأصعب المهام. فقاطعه علاء وصاح محتجّا بأنها تعني «الأعمال القذرة».
اليوم الخامس والخمسون بعد المئة - 10 تشرين الأول / أكتوبر 2024
في جلسة المحاكمة اليتيمة هذا الأسبوع، بعد تأخر في الجلسة الوحيدة لهذا الأسبوع، مَثَل مجدّدا في المحكمة السيدُ دويْسِنج، رئيسُ التحقيقات في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA). طُلب من السيد دويْسِنج في بداية الجلسة أن يلخّص استجواب الشاهد P51 في الشرطة في [حُجب الزمان]. [لمزيد من التفاصيل حول شهادة P51 في المحكمة، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #85.] أشار السيد دويْسِنج إلى أنّ المقابلة بدأت بدايةً عسيرة، إذ أبدت P51 بوضوح عدم رغبتها في الإدلاء بشهادتها في المحكمة، وقطعت بأنها لم تشهد علاءً بتاتًا يسيءُ معاملة أيٍّ كان. ورغم ترددها في البداية، إلّا أنها وافقت في النهاية على التحدث إلى الشرطة في ذلك اليوم.
ثم سرد السيد دويْسِنج تفاصيل مسيرة P51 المهنية. إذ عملت في مشفى حمص العسكري قبل أن تنتقل إلى مشفى المزة في آخر 2011 أو أول 2012، حتى غادرت سوريا نهائيّا. ووفقًا للسيد دويْسِنج، غادرت P51 حمص بعد إعلامها بتقاريرَ وردت بشأنها وبعد تهديدها في مكالمة هاتفية وإنذارها بأن «تلتزم الصمت». وأشار السيد دويْسِنج إلى أنّ P51 ذكرت تغيّرا في سلوك علاء بعد بداية النزاع، مشيرةً إلى أنه بدا وكأن «تركيزَه كان دومًا مُنصَبًّا لعمل أمر ما» وأنه كان يستهدف ضحايا النزاع.
ثم استوضح القاضي رودِه عدد المرات التي رأت فيها P51 علاءً بالزي العسكري. فذكر السيد دويْسِنج أنّ P51 لم تكن متأكدة من عدد المرات وأوقاتها بدقة، ولكنها كانت متيقّنة من أنها رأته بالزي العسكري مرتين على الأقل. سأل القاضي رودِه عن عدة أسماء أشارت إليها P51 أثناء جلسة المحكمة، فأكّد السيد دويْسِنج أنّ نفس الأسماء ذُكرت أثناء استجوابها في الشرطة. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت P51 قد لمست في [حُجب الاسم] مؤشرات على التطرف، أكّد السيد دويْسِنج ذلك، مستحضرًا أنها أعربت عن أنّ [حُجب الاسم] أصبح أكثر تديّنًا بعد تركه المشفى.
أشار القاضي رودِه إلى مقطع من مقابلة الشرطة ذكرت فيه P51 أنّ علاءً «لم يكن بسوء الأطباء الآخرين»، وسأل عمّا إذا كان السيدُ دويْسِنج يعتقد بأنّ P51 كانت ربما تحاول حماية علاء. أقرّ دويْسِنج بأن هذا التفسير ممكن، غير أنه أوضح أنّ P51 أجْرت هذه المقارنة في سياق واقعة مكدّرة جدّا تتعلق بطبيب آخر أمر بنقل المصابين إلى غرفة التبريد المخصصة لحفظ الجثث ويدعى [حُجب الاسم].
***
[استراحة لعشر دقائق]
***
بعد استراحة وجيزة، طُلبت من السيد دويْسِنج تفاصيلُ حول [حُجب الاسم]، P52. فأوضح دويْسِنج أنّ P52 كان أولَ شخص قرن علاءً بالجرائم المرتكبة في مشفى حمص العسكري. ووفقًا للسيد دويْسِنج، ذكر P52 خلال جلسة استماع طلب لجوئه في تشرين الأول / أكتوبر [حُجب الزمان] أنه زار أحد أقاربه في مشفى حمص العسكري وشاهد إساءةَ معاملة. وبعد ذلك، استجوب مكتبُ الشرطة الجنائية الإقليمية (LKA) في [حُجب المكان] P52 عام [حُجب الزمان]. وأشار السيد دويْسِنج إلى أنّ P52 اتصل بمحقق مكتب الشرطة مرة أخرى بعد هذا الاستجواب الأولي وحدّد أنّ علاء م شارك في ذلك. ووفقً لدويْسِنج، استُدعيَ P52 بعد فترة وجيزة لاستجواب ثانٍ في نفس مكتب الشرطة وذكر فيه أنه سمع اتهامات ضد علاء م من [حُجب الاسم].
قرأ القاضي رودِه من مذكرة من المدّعي العام الاتحادي (GBA) ولخّص أدلةً للقطات شاشة من فيسبوك قدّمها P52. وتضمنت الأدلة مجموعةَ صور فيها علاءٌ، ومنشورات تتهمه بتعذيب المرضى فيها مزاعمُ بأنه أحرق الأعضاء التناسلية لأحد المرضى. لم تكن ثَمّةَ أسئلةٌ أخرى، فشكر القاضي كولر السيدَ دويْسِنج وصرفه.
ثم دُعيَ المترجم الشفوي، السيدُ فرّاج، ليُدليَ بشهادته خبيرًا لغويّا. فقدّم ترجمته لمحادثة بين P48 وP35. [عرضت لقطات الشاشة الأصلية باللغة العربية وترجمتها الألمانية في قاعة المحكمة وكانت مرئية لمراقبة المحاكمة. نوقشت المحادثة سابقا في الأسبوع 82 أثناء شهادة P48. وقدّم محامي P48 لقطات الشاشة تلك إلى المحكمة قبل تلك الجلسة. لمزيد من التفاصيل حول شهادة P48، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #82].
قرأ السيد فرّاج مقتطفات من ترجمته لمحادثة في تشرين الثاني / نوفمبر 2011 والتي كانت مخزنةً في حساب P48 على فيسبوك. أبلغ P48 في هذه المحادثة P35 بانتقال علاء إلى دمشق، فتخوّف P35 من زوال السلام والهدوء قريبا. ووفقًا لترجمة السيد فرّاج، طلب P35 كذلك من P48 أن يرسل طلب صداقة على فيسبوك إلى علاء، وأن يضيف تعليقًا «ودودًا» على منشور علاء الذي كان في كانون الثاني / يناير 2012.
أمّا المحادثة التالية التي ترجمها السيد فرّاج فكانت في 10 أيلول / سبتمبر 2023، والتي ارتأى فيها P35 أن يحذف بعض الرسائل من المحادثة الأولى في تشرين الثاني / نوفمبر 2011. إذ ردّ P48 فيها بأنه سيُبقي الرسائلَ حفاظًا على مصداقيتها، معربا عن تخوّفه من «أنهم» قد يتعقّبون ما سيُحذف. وخلص إلى أنّ الاحتفاظ بالرسائل قد يكون مفيدا «له».
عجّت المحادثةُ بكلمات بذيئة تَحَرَّجَ السيدُ فرّاج من الجهر بقراءتها. تدخل القاضي كولر مشيرًا إلى أنّ الأجزاء الرئيسية قد قُرأت وأنّ القضاة والأطراف الأخرى سيراجعون الترجمة المكتوبة الكاملة بأنفسهم، فوافق جميع الأطراف. ثم قرأ السيد فرّاج نفس المحادثة كما بدت في حساب P35 على فيسبوك، وكانت أقصر بكثير.
***
[استراحة لعشرين دقيقة]
***
ثم قرأ السيد فرّاج ترجمته لمحادثة بين P49 و[حُجب الاسم]. وكان محامي P49 قد قدّم إلى المحكمة لقطاتِ شاشة لرسائلهما وتسجيلَ فيديو للرسائل الصوتية التي تبادلاها. [عُرضت لقطاتُ الشاشة وترجماتُها معروضة على الشاشة وكانت مرئية لمراقبة المحاكمة. ونوقشت هذه المحادثة سابقًا في الأسبوع 83 أثناء شهادة P49. لمزيد من التفاصيل، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #83].
وفقًا لترجمة السيد فرّاج، تواصل [حُجب الاسم] مع P49 في 26 حزيران / يونيو 2020، وسأله عمّا إذا عمل في مشفى حمص العسكري وما إذا كان يعرف علاءً. فأكد P49 ذلك، مشيرًا إلى أنه رأى علاءً يضرب المرضى، وأخبر [حُجب الاسم] عن واقعة القضبان المعدنية. وبعد بضعة أسابيع، أرسل P49 رسالة إلى [حُجب الاسم] يخبره فيها أنه تلقى استدعاءً من الشرطة، وسأل عمّا إذا زوّد [حُجب الاسم] السلطات باسمه. فردّ [حُجب الاسم] برسائل صوتية، وأشار على P49 بأن يحضرَ الاستجواب ويقولَ الحقيقة إن لم يكن في ذلك خطر عليه. وأكّد [حُجب الاسم] لـ P49 أنه لم يزوّد السلطات باسمه وأنه لن يفعل ذلك قطعًا دون موافقة الشخص.
ثم قرأ السيد فرّاج ترجمته لوثيقة رسمية سورية مؤرخة في 21 تموز / يوليو 2014. كانت الوثيقة موجهة إلى وزير الصحة السوري وموقعة من الأستاذ الدكتور يونس قبلان، المدير العام لهيئة الاختصاصات الطبية. وصادق الأستاذ الدكتور قبلان في الوثيقة على أماكن اختصاص علاء الأولية في حمص، وأقرّ فيها بإتمام أول امتحان له بنجاح. وأشارت الوثيقة إلى واقعةٍ ترك فيها علاء مشفى الشهيد يوسف العظمة [أي المزة] في دمشق [حُجبت المعلومة]. [عُرضت على الشاشات للجمهور الوثيقةُ الأصليةُ باللغة العربية فقط دون الترجمة الألمانية. ونظرًا لسرعة السيد فرّاج في قراءة الترجمة، لم تتمكن مراقبة المحاكمة من تدوين محتوى الوثيقة كاملا].
ثم سأل القاضي كولر السيدَ فرّاجا عن مدى دقة الدلالات الزمنية في رسائل الدردشة العربية. [أُثير هذا الموضوع سابقا في الأسبوعين 81 و82 عندما عرض القضاةُ رسائل علاء إلى أصدقائه على فيسبوك، والتي صرّح فيها عن وصوله إلى دمشق «قبل عشرة أيام». وفي الأسبوع التالي للمحاكمة، أشار علاء في بيانه إلى أنّ السوريين المتحدثين بالعربية غالبًا ما يستخدمون الدلالات الزمنية على نحو غير مضبوط ولا محكَم. لمزيد من التفاصيل، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #81 وتقرير المحاكمة #82]. أكّد السيد فرّاج أنّ عبارة «عشرة أيام» لا تشير بدقة إلى عدد محدد، بل قد تشير إلى 8 أو 9 أو 11 أو 12 يوما. وعندما سأله محامي الدفاع بون عمّا إذا كان من الممكن أن تشير إلى 13 يومًا كذلك، ابتسم السيد فرّاج وأجاب بأن بعض الناس قد يفهمونها بهذا المعنى الفضفاض غير المحكَم.
ختاما، فسّر السيد فرّاج استخدام كلمة «أغرار»، وأخبر المحكمة أنه بحث عن المصطلح ووجد مصادر موثوقة تشير إلى أنّ جذرها هو «غُرّة»، والتي تعني «البداية». وأشار إلى أنّ الكلمة استُخدمت في الأصل لوصف الأشخاص الذين يتولّون واجبًا بالزي الرسمي، كالجنود وضباط الشرطة ورجال الإطفاء وحتى الكشافة. ومع مرور الوقت، صار من الأشيع اقتران الكلمة بأولئك الذين يبدأون مسيرةً عسكرية، إذ كانوا يُكلّفون في الغالب بأشقّ المهام. قاطع علاءٌ الحديثَ وصاح بأنها تعني «الأعمال القذرة». أقرّ السيدُ فرّاج بأن هذا المصطلح يعبّر عن الفحوى، رغم أنه لم يكن يحبّذ استخدامه. ثم استفسر القاضي رودِه عما إذا كان من الممكن استخدام الكلمة مجازيّا، فأكّد السيدُ فرّاج ذلك.
لم تكن هناك أسئلةٌ أخرى للسيد فرّاج، فشكره القاضي كولر وصرفه.
رُفِعت الجلسة في الساعة 12:40 ظهرا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 31 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.