داخل محاكمة علاء م #69: عُنفُوانُ الشَّباب
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة التاسع والستون
تاريخ الجلسة: 20 شباط / فبراير 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
يسرد تقرير المحاكمة التاسع والستون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثامن عشر بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. تباحث القضاةُ وأطرافُ القضية في هذا اليوم إمكانيةَ الولوج إلى سجلّ محادثات المتهم على فيسبوك. لأن المتهمَ قال إنه لا يتذكر كلمة مرور حسابه، سعت المحكمة إلى إيجاد حلول أخرى لاستعادة الكلمة والولوج إلى حسابه. واقترح المتهم أن تتواصل المحكمة مع إدارة فيسبوك لاستجلاب سجل المحادثات.
استكملت بعد ذلك الخبيرةُ اللغويةُ قراءةَ ترجمة تقرير من الأمم المتحدة، غلبت خلالها المتهمَ عبراتُه إذ قال إنه يحاول مساعدة المحكمة. وبعد أن أخذت المحكمة من المتهم إقرارًا يخوّلها أن تطلب إنشاءَ كلمةِ مرورٍ جديدةٍ لحسابه إن عجز هو عن ذلك، شرعت الخبيرةُ اللغوية في قراءة تقرير جديد.
أبرز النقاط:
اليوم الثامن عشر بعد المئة - 20 شباط / فبراير 2024
استهلّ رئيس المحكمة كولر جلسة هذا اليوم بسؤال المتهم عن محادثة بينه وبين شاهد وما إن كانت زوجةُ المتهم تحدثت مع ذلك الشخص. ردّ علاءٌ بأن ذلك الشخص وغيره ليسوا شهودًا، ووضّح أنه أجرى بحثًا ليستقيَ بعض المعلومات وأنّ محاميه السابقَ نصحه بأن يُدرج سجل المحادثات عبر فيسبوك و واتسآب في ملف الدفاع. وأضاف علاءٌ أن تلك المحادثات كانت بينه وبين أحدهم وأنه أرسلها إلى امرأته قبل اعتقاله، ولذلك وجدتها الشرطة في هاتف امرأته المحمول. فقال كولر إن هذا ما قصده بمحادثات مع شهود. قال علاءٌ إن المحادثات كانت بينه وبين أشخاص أحدهم في سوريا والآخر في كندا وثالثُهما أخوه، وضرب علاءٌ أخا الشاهد P29 مثالًا.
تساءل القاضي رودِه عما إن كان لدى المتهم حسابٌ على فيسبوك. فأجاب علاءٌ بأنه مسح صفحته على فيسبوك إلّا أنّ لديه حسابًا على تطبيق مختلف يسمى ماسنجر لا يحتاج كلمة مرور للولوج إليه على غرار واتسآب. بدا وكأن علاءً يغافلُ القضاةَ ليوهِمَهُم أنّ التطبيقين مختلفان، فانبرت له المدعية العامة شليب وصوّبت كلامَه موضّحةً أنّ ولوجَ تطبيق ماسنجر يستلزم كلمةَ مرور كما يستلزمها فيسبوك، إلّا أنّ المرءَ لا يلزمه إدخالُ كلمة المرور عند الولوج إلى ماسنجر إذا كان التطبيق مربوطًا بفيسبوك على الهاتف المحمول. تساءلت شليب إن حاول المتهم استرجاع كلمة المرور عن طريق البريد الإلكتروني إن كان لا يتذكرها، فنفى علاءٌ ذلك. وعندما سأل القاضي رودِه المتهمَ إن كان يتذكر كلمة مرور بريده الإلكتروني القديم، أجاب علاءٌ بأنه يستطيعُ أن يزوّد المحكمة بالكلمة السريّة القديمة، ولكنه ليس متأكدًا إن كانت لا تزال صالحة أو إن كان قد غيّرها سابقًا، غير أنّ لديه حلًّا آخر: إذ يرى أنّ بإمكان المدعين العامين أو مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني أن يتواصلوا مع إدارة فيسبوك في ألمانيا ويستخرجوا سجلَّ المحادثات من السيرفر. فطّنت المدعية العامة شليب أنّ ولوجَ حساب مستخدمٍ ما لا يعني بالضرورة إمكانيةَ الوصول إلى سجلّ المحادثات الكامل، فهناك احتمالٌ بأنّ المستخدم حذف شيئًا من المحادثات.
تساءل محامي الدفاع العجي إن كان خيار التواصل مع إدارة فيسبوك مطروحًا، فردّ القاضي كولر بأنّ هذا قد يتطلّب وقتًا طويلًا وإجراءاتٍ كثيرةً لأنّ عليهم أن يتواصلوا مع الجهات المختصة في الولايات المتحدة. خلَصَ كولر إلى أنّ معرفة كلمة المرور قد يكون خيارًا أيسرَ، ولكن المحكمةَ مهتمة بمعرفة ما إن مُسح شيءٌ ما من سجلّ المحادثات. أعادت القاضية أدلهوخ التأكيدَ على أنّ بإمكان المرء استرجاع كلمة مرور حساب فيسبوك عن طريق البريد الإلكتروني، فَهَمَّ علاءٌ بإعطاء كلمة مرور بريده الإلكتروني القديم إلّا أنّ القضاةَ قاطعوه وطلبوا منه أن يزوّدهم بها لاحقًا على انفراد. كان مستغرَبًا أن يفكر علاءٌ بالجهر بكلمة مروره على الملأ. قال علاءٌ إنّه أغلق حسابه على فيسبوك عام 2019 - 2020 ويودّ لو أنه يتذكر كلمة المرور لأنّ المحادثات تصبّ في مصلحته أصلًا. ثم أشارت المدعية العامة شليب إلى أنهم يرغبون في معرفة البريد الإلكتروني المربوط بحساب فيسبوك إلى جانب كلمة المرور. فنوّه محامي الدفاع بون إلى أنّ البريدَ الإلكتروني مذكورٌ في ملف القضية، ولكن علاءً وضّح أنه سيتأكد مما إذا كان ما أشار إليه بون هو البريدَ الإلكترونيَّ المطلوبَ أم بريدٌ آخر.
عُرضت بعد ذلك لقطةٌ لرسالة أرسلها لعلاء على فيسبوك زميلُه السابقُ. نعت الزميلُ علاءً بالطبيب المجرم الحاقد وذكّره أنه بعث رسالةً إلى وزارة الخارجية الألمانية يخبرهم فيها عن علاء. قُرئت الترجمة الألمانية للرسالة التي لم يرد عليها علاءٌ كما كان واضحًا في اللقطة.
استأنفت بعد ذلك الخبيرةُ اللغويةُ السيدة كُون قراءة ترجمةٍ ألمانيةٍ لتقريرٍ للأمم المتحدة الذي استُهِلَّت قراءتُهُ في يوم المحاكمة الخامس عشر بعد المئة. وبينما تقرأ السيدةُ كُون، إذ لاحظ رئيسُ المحكمة كولر أنّ المتهمَ لم يكن على ما يُرام وطلب منه أن يخبر القضاةَ إن احتاج إلى استراحة. بدا وجهُ المتهم متمعّرًا ودمعت عيناه وهو يقول إنه يحاول مساعدةَ المحكمة بما يستطيعُ وإنه متأكدٌ من أنّ الشرطةَ الألمانية تستطيعُ الولوجَ إلى محتوى هاتفه ولا يفهم لمَ لمْيلِجوا سجلَّ محادثاته بَعْدُ. وضّح كولر أنّ الأمر سيكون صعبًا على المحكمة إن كانت المعلومات موجودةً في سيرفر فيسبوك في الولايات المتحدة، ولذلك يفضل كولر خيار كلمة المرور، بل سيكون الخيارَ الوحيدَ إن رفضت الولاياتُ المتحدةُ طلبهم. طمأن كولر علاءً بأنّ المحكمة لا تودّ أن تظلم أحدًا أو تُصدر حكمًا جائرًا بحقه. ثم استُؤنفت قراءةُ التقرير.
وبعد استراحة قصيرة، ذكّر رئيسُ المحكمة المتهمَ بأن يحاول استعادةَ كلمة المرور والولوجَ إلى حسابه، ثم أخذ إقرارًا منه ومن محاميه بموافقتهم على أن تحاول المحكمة التواصلَ مع المُخَدِّم لطلب أو إنشاءَ كلمة مرور جديدة، وعلى أن تكسر خصوصية البيانات المحمية لا سيما فيسبوك وماسنجر. استحضرت المدعية العامة شليب أنّ حساب علاء على الفيسبوك مربوطٌ ببريدٍ إلكتروني، وتساءلت إن كان لدى علاء بريدٌ إلكترونيٌّ مختلفٌ للحالات الطارئة واسترداد كلمة المرور. ردّ محامي الدفاع بون بأنّ فريق الدفاع سيُرسل ذاك البريدَ الإلكترونيَّ إلى القضاة.
بعد ذلك، استكملت الخبيرةُ اللغوية قراءة التقرير كاملًا، قبل أن تبدأ بقراءة الترجمة الألمانية لتقريرٍ آخر بطلب من رئيس المحكمة كولر. وكان عنوانُه ”تقريرٌ حول مدى مصداقية أدلة معينة بخصوص تعذيب وإعدام أشخاص اعتقلهم النظامُ السوريُّ الحالي“. وبعد قراءة نحو سبع صفحات، أعلن رئيس المحكمة كولر اكتفاء المحكمة بهذا القدر لذلك اليوم، على أن تُستكمل قراءته في وقت لاحق، ثم رفع الجلسة.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.