1 min read
داخل محاكمة علاء م #67: طَمْسُ الحَقيقةِ وافْتِراءُ الكَذِب، هَل يَسْتَوِيان مَثَلا؟

داخل محاكمة علاء م #67: طَمْسُ الحَقيقةِ وافْتِراءُ الكَذِب، هَل يَسْتَوِيان مَثَلا؟

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السابع والستون

تاريخ الجلسة: 30 كانون الثاني / يناير و 1 شباط / فبراير 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة السابع والستون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع عشر والخامس عشر بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في الجلسة الأولى هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة. P33هو طبيبٌ وصديقٌ لعلاء. قال إنه لَم يعالجْ ولم يرَ مدنيين من المعارضة في المشافي التي عمل بها، سوى الجنودِ وعائلاتِهم. سمع P33 من زملائه أنّ مرضى معتقلين كانوا يعالَجون في المشفى وأنهم والعسكريينَ كانوا في العلاج سواء. جهر القضاةُ غير مرة بأنهم لا يصدقون ما ادّعاهُ P33. أقرّ P33 بأنه تواصل مع P26 الذي أخبره عن الأسئلة التي سُئل عنها في المحكمة، ولكنه أكّد على أنّ P26 لم يزوّده بتفاصيل ومعلومات.

في يوم المحاكمة التالي، استكمل P33 شهادته في المحكمة. لم يَتَبَنّ P33 رأيَ P28، الذي يقول بأن علاءً كان مؤيدًا للنظام السوري، حين أورده له القضاة. وبعد أسئلة من فريق الدفاع، صُرف الشاهد. ثم وضّح المتهمُ نقطةً يظن أنه أُسيءَ فهمُها في المحكمة. وخُتمت الجلسة بقراءة تقرير من الأمم المتحدة.

أبرز النقاط:

اليوم الرابع عشر بعد المئة - 30 كانون الثاني / يناير 2024

مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة هذا اليوم. P33 هو طبيبُ عيون يعمل في ألمانيا وصديقٌ لعلاء. وضّح P33 أنه عمل في عدة مشافٍ في دمشق، منها مشافٍ عسكرية كالمزة وتشرين وحرستا. وعندما سأله القضاةُ عن موقفه من نظام الأسد، أجاب بأنه محايدٌ غير مهتم بالسياسة، ولكن حين شبّت الحرب في سوريا، كان للدين دورٌ أساسي. استطرد P33 قائلًا إنه من الأقلية المسيحية، إذ ينحدر من قرية مسيحية في حماة كانت وما زالت مواليةً للنظام. استفسر القضاةُ عن المرضى الذين عالجهم في المشافي العسكرية، فقال P33 إنه لم يعالج إلا جنودًا وأقاربَهم، فلا عالج هو مدنيينَ أو أفرادًا من المعارضة، ولا حتى رآهم في المشافي. أراد القضاةُ أن يتأكدوا مما إذا كان P33 يقصد الفترة التي تَلَت بدء الاضطرابات في سوريا، فردّ P33 بأن الاضطرابات بدأت في درعا عام 2010، وفقًا لما يذكره، وسأل القضاةَ إن كان على صواب.

أوغل القضاةُ في السؤال، فأقرّ P33 أنّ زملاءه أخبروه أنهم عالجوا مصابين من المعارضة. وعندما أراد القضاةُ أن يعرفوا كيف عَلِم زملاؤه أن المصابين كانوا من المعارضة، راوغ P33 في إجاباته إلى أن أقرّ في نهاية المطاف أن الشرطة كانت من جلبتهم إلى المشفى، مجترًّا أنه لم يعالجهم ولا رآهم، بل سمع عنهم فحسب. وحين سأله القضاةُ عما سمعه عن معاملة أولئك المرضى تحديدًا، أجاب P33 أنهم عوملوا بشكل طبيعي كسائر المرضى: فقُدِّم العلاجُ لمصابهم والدواءُ لمحتاجهم وأُجريت عملياتٌ لمن استلزمت حالُه جراحةً. أثارت إجابة P33 حنق رئيس المحكمة كولر الذي تساءل إن كان P33 يستغفل القضاةَ ويظنهم سذّجًا. فطّن كولر الشاهدَ بأنّ القضاةَ دأبوا على العمل في هذه القضية لما يربو عن العامين، وأخبره أنه لا يصدّق كلمةً مما قال P33، إذ سمع القضاةُ من شهود عدة عن المعتقلين المرضى الذين كانوا يُجلبون معصوبي الأعين إلى المشفى، وتُكَبَّل أيديهم وأرجُلُهم إلى الأسرّة، ويَضرِبُهُم بأدواتٍ طبية وغيرِها أطباءُ وممرضون وجنودٌ. اجترّ P33 بأنه لا سمع عن هذا ولا رآه، إذ لازَمَ أطباءُ العيون قِسمَهُم، وإليه كان يُبعث المرضى، ولم يَغْشَ أطباءُ العيون قسمَ الطوارئ إلّا ما ندر. بدا الاشمئزازُ على رئيس المحكمة الذي قال إنه لا يصدّق P33 ولا أسئلةَ أخرى لديه.

شرع القاضي رودِه في استجواب الشاهد وسأله إن كان علاجُ المرضى المعتقلين موضوعًا يتداوله الأطباء فيما بينهم. أجاب P33 بأنه لم يكن هناك داعٍ ليتحدث الأطباء عن ذلك الموضوع، واجترّ ما سمعه من أطباء آخرين عن أنّ المدنيين والجنودَ كانوا في العلاج سَواسِيَة. لم يصدّق رودِه ما تلفّظ به P33، فقاطع محامي الدفاع إندريس الحديثَ وطلب من القضاة استراحة. طلب كولر من الشاهد أن ينتظر خارج القاعة ريثما يتباحث الأطراف أمرًا ما. وبعد انصراف الشاهد، صرّح إندريس بأن فريق الدفاع لا يودّ استجواب الشاهد. تساءلت المدعية العامة تسابيك عن السبب، فأخبرها إندريس أن الشاهد لا يعرف شيئًا أو هو وجِلٌ من أمر ما.

بعد عودة P33 إلى قاعة المحكمة، سأله رئيسُ المحكمة كولر إن كان قد يعرف صور ملفات قيصر. ردّ P33 بأنه سمع عنها في وسائل الإعلام، إلّا أنه لم يرها ولم يبحث عنها وليس مهتمًّا بها. سأل القاضي رودِه إن أَسِنَت في المشفى رائحةُ جثثٍ، فوضّح P33 أنّ الرائحة لم تكن في المشفى قبل الحرب. وخمّن أنّ الجثث كانت لجنودٍ، حين استوضحه رودِه عن الأمر.

سألت القاضية أدلهوخ كيف كان عملُ P33 في قسم الطوارئ، فأجابها P33 بأن جُلّ عمله كان في قسم العيون وأنه لم يكن يذهب إلى استقبال الطوارئ إلّا مرتين أو ثلاثًا. تساءلت القاضية فون أرنيم إن كان يقصد P33 مرتين أو ثلاثًا في اليوم أم في الشهر أو غير ذلك، فأقرّ P33 أنه كان يقصد كل مناوبة. تعجّب القاضي كولر مستحضرًا أن P33 أخبر المحكمة أنه لم يذهب إلى قسم الطوارئ إلّا نادرًا، وتساءل إن لم يرَ P33 رغم ذلك مرضى من المعارضة في الاستقبال، فنفى P33 ذلك. قال كولر إنه لا يصدّق P33وإنّ ذلك قد يكون افتراءً وكذبًا في محكمة ألمانية. تساءل كولر إن كان P33 خائفًا من شيءٍ ما أو على أقاربه في سوريا أو لا يرغب في الحديث عن موضوع معيّن، فنفى P33 كل ذلك. فقال كولر إنه لا يفهم إذًا لمَ يفتريP33القولَ في المحكمة، فردّ P33 بأنه لا يقولُ إلّا ما رآه.

بعد ذلك، استجوب القضاةُ الشاهدَ حول المشافي التي عمل فيها علاء، والعلاقة بينهما، وكيف ساعده علاءٌ في بعض الوثائق. وضّح P33 أن علاءً أرسل له نموذج السيرة الذاتية الذي ملأه P33 ببياناته. وبعدما استجوبه القضاةُ عن المعلومات الواردة في سيرته الذاتية، تبيّن أنها كانت غير ما أفاد به في المحكمة. فاعترف P33 أنه لم يغيّر تلك المعلومات في السيرة الذاتية وأبقاها كما هي، كما أقرّ أنه فعل الشيءَ نفسه في خطاب دوافعه. تساءل القضاةُ عن سبب إغفال P33 لذِكر مشفيَي المزة وحرستا في سيرته الذاتية، فقال P33 إن مشفى تشرين كان هو المشفى الرئيسيَّ حيث قضى معظم وقت اختصاصه. تساءل القضاةُ إن ساعد P33 علاءً يومًا ما أو أسدى إليه نصيحة بشكل عام، ولكن P33 لم يتذكر ذلك.

سأل القاضي رودِه إن تواصل P33 مع P26 بخصوص الشهادة في المحكمة. اعترف P33 بأنهما تحدثا معًا عن الأمر، إلّا أن P26 لم يزوّد P33 بتفاصيل، بل أخبره عن الأسئلة التي سُئل عنها فحسب. ثم استجوب رودِه الشاهدَ حول الاحتفال الذي أقامه علاءٌ وأصدقاؤه في قلعة استأجروها في ألمانيا. وضّح P33 أن علاءً أخبره حينها عن شخص يلاحقه في ألمانيا وأن ذلك مرتبطٌ بواقعة قديمة. لم يسأل P33 علاءً عن تفاصيل الأمر لأنه شخصٌ غير فضولي، كما وصف نفسَه، وحاول تهدئتَه عوضًا عن ذلك. أراد كولر أن يعرف لمَ اتهم ذلك الشخصُ علاءً، فخمّن P33 أنّ قريةَ ذلك الشخص قُصفت في الحرب وقُتلت عائلته في إثر ذلك. يبدو أنّ الشاهد كان يرمي إلى أنّ ذلك الشخصَ أراد الانتقام من علاء.

في نهاية الجلسة، أعرب رئيس المحكمة كولر عن خيبة أمله لأن القضاة كانوا يظنون أنهم سينتهون من استجواب P33 مبكّرًا، إلّا أنه يبدو أنهم سيحتاجون إلى جلسة ثالثة بعد الجلسة القادمة. قال P33 إنّ بإمكان القضاة المضيَّ في استجوابهم الآن حتى لا يُضطر إلى السفر مجدّدًا لجلسة ثالثة. فأخبره كولر أن عليه أن يأتيَ مجدّدًا إن استدعى الأمر ذلك، ثم رفع الجلسة.

اليوم الخامس عشر بعد المئة - 1 شباط / فبراير 2024

استُأنف في هذا اليوم استجوابُ P33. وضّح P33 في بداية الجلسة أن التناوب بين المشافي كان كل ستة أشهر ويكون في أحد شهرين سمّاهما ولا ثالث لهما. سأله القضاةُ إن استطاع أن يتذكّر في أي المشافي كان يعمل في وقت معين، إلّا أنه لم يتمكن من ذلك. أشار القضاةُ إلى أن P33 وصف موقفه الحيادي من نظام الأسد، وأرادوا أن يعرفوا موقف علاء من النظام نفسه. قال P33 إنّ بعض الأشخاص كانوا يُغالون في دعم النظام، ولكنه لم يلاحظ أنّ علاء كان يفرط في ذلك. وعندما صرّح القضاة أنّ المرءَ قد يدعم النظام ولو بغير إسراف، قال P33 إن علاءً لم [يدعم النظام] كل يوم. فاستوضحه القضاةُ عما يعنيه بذلك، فبدّل كلامه إلى أن علاء لم [يدعم النظام] قطّ. ثم استطرد P33 في حديثه قائلًا إنّ همَّهم كان اجتياز تلك المحنة والبقاء على قيد الحياة، فالمستقبل لم يكن واضحًا إذ كانت هناك جماعاتٌ إسلاميةٌ كثيرةٌ ركبت الوضعَ واستغلّته. استحضر القاضي رودِه ما ذكره P28 عن أنّ علاءً كان مؤيدًا للأسد بنسبة 70 - 80%، وسأل P33 عن رأيه في ذلك، فردّ P33 بأنه لا يتذكّر علاءً على هذا النحو.

طلب القضاةُ من P33 أن يصف شخصية علاء، فردّ P33بأن علاءً الذي تعرف عليه كان إنسانًا عاديًّا مرحًا طيّبًا كريمًا ولطالما دعاه علاءٌ إلى بيته لأكل الطعام وشيّ الشواء. سمّى القضاةُ بعد ذلك أشخاصًا وأرادوا أن يخبرهم P33عمّا يعرفه عنهم.

لمّا لم يكن لدى المدعين العامّين ولا محامي المدعين أسئلةٌ، استفتح محامي الدفاع العجي استجواب فريق الدفاع بسؤال يتيم. أعقبه المتهمُ بالإشارة إلى أن P33 سمى شهرين يمكن الانتقال فيهما بين المشافي والتناوب بينها. أراد علاء أن يعرف إن كان يمكن لطبيب ما أن ينتقل للعمل في مشفى في شهر آخر غير هذين الشهرين. لم يفهم P33 السؤالَ وتطلّب الأمر وقتًا وتدخُّلًا من أطراف عدة حتى تبيّن للشاهد مرادُ المتهم، ونفى الشاهدُ إمكانية الانتقال في غير هذين الشهرين.

بعد فناء الأسئلة، أعلن رئيس المحكمة كولر أن استجوابَ P33 انتهى قبل المتوقّع. ولذلك، كان هذا اليوم آخر يوم لاستجواب P33، ثم صرف كولر الشاهدَ والمترجمَ الشفوي. وبعد صرفهما، تساءل محامي الدفاع إندريس إن كان هناك إمكانيةٌ لتغيير المترجم الشفوي. وصرّح محامي الدفاع بون أنّ علاء يودّ تبيان نقطة معينة. قال علاءٌ إنه استغرب عندما سأل القضاةُ P33 عما إذا أسدى إلى علاء نصيحة ما. أردف علاءٌ أنّ الشخص الذي قصده علاءٌ خلال شهادته في المحكمة كان شخصًا آخر، ولكن اسم عائلته هو نفس اسم عائلة P33. قال القضاةُ إنهم سيتأكّدون من الأمر لاحقًا.

بعد استراحة، مَثَلت السيدة كُون في المحكمة لقراءة الترجمة الألمانية لتقريرمن الأمم المتحدة عن الوضع في سوريا. وبعد قراءة نحو ست عشرة صفحة، أعلن رئيس المحكمة كولر اكتفاء المحكمة بهذا القدر لذلك اليوم، على أن تُستكمل قراءته في وقت لاحق، ثم رفع الجلسة.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.