3 min read
من داخل محاكمة أنور رسلان #21: "كان هناك دائماً أمل وخوف"

من داخل محاكمة أنور رسلان #21: "كان هناك دائماً أمل وخوف"

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 21 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 9 و10 كانون الأول/ديسمبر، 2020

>>التقرير 22

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

ملخص/ أبرز النقاط:

اليوم الخمسون – 1 كانون الأول/ديسمبر، 2020

استمعت المحكمة إلى شهادة P22، (38 عامًا)، الذي كان طبيبًا في سوريا. حيث روى اليوم الذي اعتقله فيه مسؤولان بلباس مدني في المستشفى الذي كان يعمل فيه واتهموه بتنظيم أصدقائه للمشاركة في مظاهرات. وأمضى 77 يومًا في فرع الخطيب، ثم نُقل إلى كفر سوسة. ووصف P22 الأوضاع البدنية لزملائه المعتقلين وعدم قدرته على تلبية احتياجاتهم الطبية لأنه كان هو نفسه معتقلًا.

وتلا محامي الدفاع، شوستر، إفادة من إياد الغريب عبّر فيها المدّعى عليه عن "ألمه وحزنه" بعد مشاهدة صور من ملفات قيصر أثناء المحاكمة في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، 2020. وأوضح أن خياره الوحيد للانشقاق كان الانتظار حتى أعيد فتح الحدود السورية/الأردنية وتمكّن من الفرار مع أسرته.

اليوم الواحد والخمسون– 10 كانون الأول/ديسمبر، 2020

كان الشاهد هو P23، البالغ من العمر 31 عامًا، وكان يدير محلًا لغسيل/تصليح السيارات في منطقة يرتادها المسؤولون الحكوميون وعائلاتهم في دمشق. وذكر الشاهد – الذي غلبت عليه عاطفته – المعاملة الوحشية التي تعرّض لها طوال فترة اعتقاله: بدءًا من الفرقة العاشرة في بلدة قطنا إلى فرع الخطيب إلى المستشفى العسكري في حرستا. وقُبَيل قيام مسؤولين بإلقاء P23 في الشارع والعُثور عليه من قبل سائق سيارة أجرة، كان قد قُيّد بالسلاسل في سرير حيث عانى من آلام مبرحة ناجمة عن تعرّضه للضرب بلا هوادة.


اليوم الخمسون – 9 كانون الأول/ديسمبر، 2020

وصل المتّهم متأخرا، وبدأت الجلسات في تمام الساعة 9:40 صباحا. حضر الجلسة خمسة أشخاص وممثلان من الصحافة. لم يحضُر محامي المدعين كروكر الجلسة، وحضرت المحامية فورستر بالدينيوس بالنيابة عن محامي المدعين محمد.

تلا محامي الدفاع بوكر إفادة بشأن وفاة شقيق P17المزعومة. واشتمل ما تلاه على إفادات P17 وP18 وP21 ثم أمر بـما يلي: (1) ترجمة رسالة من P18، و(2) واستدعاء محقق مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا كشاهد، (3) واستدعاء ضابط مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا الذي حلل الرسالة/ الدردشة عبر موقع فيسبوك، (4) وترجمة محتوى الدردشة عبر موقع فيسبوك.

شهادة P22

يبلغ P22 من العمر 38 عاما، وعمل طبيبا في سوريا، وحضر برفقة محاميته، د. آنا أوميشين.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان ينبغي لها أن تخاطب P22 مستخدمة لقب الطبيب/ الدكتور [حُجب الاسم]، فأوضحت أوميشين أن P22 لم يحصل على إجازة مزاولة مهنة الطب في ألمانيا بعد.

جرت تلاوة التعليمات، وتم إعلام P22بحقوقه بصفته شاهدًا.

قالت القاضي كيربر إن P22خضع للتحقيق في 1 أيار/مايو، 2020، وطلبت من P22التعريف بنفسه، وسرد قصة اعتقاله، والتحدث عن تجربته أثناء الاعتقال [في سوريا]. أوضح P22 إنه درس الطب من العام 2001إلى 2007 في دمشق، وتخصص بعد ذلك في المسالك البولية في مشفى المجتهد حتى العام [حُجب التاريخ]. ثم عمل في قسم جراحة الكلى في مشفى ابن النفيس، إلى أن اعتُقل.

سألت القاضي كيربر كيف تم اعتقاله، ومتى، ولأي سبب، فقال P22 إنه قد اعتُقل في تاريخ [حُجب التاريخ]؛ حيث كان يعمل في قسم الطوارئ، وحدة الكلى في مشفى ابن النفيس. قاطعت القاضي كيربر سائلة عن العام المعني، فأوضح P22 أنه يشير إلى العام 2011. واستُدعي من قبل مديرة المشفى. كان يوجد في المكتب [ُأي مكتب المديرة] شخصان يرتديان زيّا مدنيّا، وأخبرا P22 بأنه شارك في عملية جراحية لمريضة تُوفيّت، وإن عائلتها رفعت ضده شكوى بذلك. علم بأمر تلك المريضة التي كان اسمها وقصتها معروفين لدى جميع العاملين في مشفى المجتهد، ولكنه لم يشارك في العملية الجراحية، فأخبر المسؤولان P22 بأنه "بلى، لقد شاركت. قال بعض الأطباء إنك شاركت، ونرغب لذلك بالتحقيق معك لمدة ربع ساعة. تفضل معنا رجاء!" كانت هناك سيارة بانتظارهم على بعد 50 مترا من المشفى، وكان فيها شخصان، وكان بحوزة أحدهما كلاشنكوف، وأخذوا P22 من غير تقييد يديه بالأصفاد. وجلس بينهما في المقعد الخلفي، وأخبراه بأنهم متوجهون إلى أحد فروع الأمن الجنائي. في دمشق، كان الجميع على دراية بوجود فرعين اثنين للأمن الجنائي: أحدهما في باب مصلى، والآخر في ساحة الجمارك. وتوقع P22 أن يسلكوا مسارا معينّا، ونزلوا من مشفى ابن النفيس [إنه من غير الواضح لمراقب المحاكمة ما إذا كانوا قد غادروا المشفى أو أنهم مضوا باتجاه آخر الشارع]، فاعتقد P22 أنهم متوجهون إلى باب المصلى باتجاه نفق الثورة.

سأل القاضي فيدنير ما إذا كان P22معصوب العينين، فأجاب P22: "لا". وعندما وصلوا إلى شارع الثورة، سلكوا طريقا آخر [باتجاه شارع يقع فيه مسجد مشهور] على الدوار. انتاب P22 شعور [بأن شيئا لم يكن على ما يُرام]، فسأل المسؤولين عن وجهتهم، فقالوا إنه [وصولهم إلى وجهتهم] لن يستغرق الكثير من الوقت، ثم سلكوا شارع العدوي، ووصلوا إلى مبنى لا يعرفه P22. كان هناك الكثير من الجنود والسجانين خارج ذلك المبنى. ترجّل P22 من السيارة [لم يكن معصوب العينين أو مقيد اليدين حتى هذه اللحظة]، وأمره المسؤولان بنزول الدرج [لم يعرف مراقب المحاكمة ما إذا كان الدرج داخل المبنى أم خارجه]. توجه أحد المسؤولين [في الأسفل] بالسؤال للعنصرين [اللذين اعتقلا P22] مستنكرا كيف تم جلبه وهو غير معصوب العينين، أجاب أحدهم قائلا: "إنهما اقتاداه [أي P22] للتو". كانت توجد غرفة صغيرة على الجانب الأيمن أسفل الدرج. دخل شخص، وفتّش P22، وأخذ مقتنياته. تجرد P22 من ثيابه، خلا سرواله الداخلي. صرخ عليه المسؤول آمرا إياه بأن ينزع [سرواله الداخلي]، وأمسك مسؤول آخر بـ P22من رقبته، وأخفض رأسه إلى الأسفل، ثم اقتادوه إلى المنفردة (زنزانة الحبس الانفرادي). تذكر P22 وجود بطانية أو اثنتين من بطانيات الجيش (كما هو متعارف عليها في سوريا). انتظر لساعتين أو ثلاث، ثم اقتيد إلى أولى جلسات التحقيق معه بعد أن قيدوا يديه، وعصبوا عينيه. سمع المحقق، ولكنه لم يستطع رؤيته. بدأ المحقق بطرح أسئلة عامة (الاسم، العمر، وما إلى ذلك). قال المحقق: "كم يحتمل أن تدفع لقاء دراستك الطب في الأردن (دولة مجاورة) في حال رغبت في ذلك؟" فأجاب P22 إن ذلك قد يكلفه نصف مليون ليرة. فقال المحقق: "إن هذا يعني أن السيد الرئيس منحك ستة أعوام من الدراسة بتكلفة 3 ملايين ليرة كهدية، وتتحدث بعد ذلك كله بشكل سيء عن الحكومة؟!" أوضح المحقق ما قام P22 بمناقشته مع [حُجب الاسم] و[حُجب الاسم]، وأنكر P22 كل شيء بادئ الأمر؛ حيث كان خائفا جدا لأنه كان يقف أمام [محقق] يستطيع أن يفعل أي شيء [به]، ولأنه لم يكن يرغب أن يورط الأشخاص الآخرين. أخبره المحقق بأنه لن يفعل أي شيء به [أي P22]، ثم [أمر السجانين باقتياد P22إلى الزنزانة مجددا]. وخضع للتحقيق مرة ثانية إما في اليوم الثاني أو الثالث بحسب ما يتذكره P22 [ثمة تفاصيل كثيرة لا يتذكرها P22بدقه حسب قوله]، وكما هو الحال دائما، كان معصوب العينين، ومقيد اليدين. قال المحقق: "التقيت بـ [حُجب الاسم] و[حُجب الاسم] في كافتيريا الجامعة [السّكن الطلابي]، وأخبرتهم بأنه يتعين عليهم أن يعربوا عن احتجاجهم". كانت المظاهرات قد بدأت آنذاك لتوها في درعا، وكان الجيش حاضرًا هناك. كان لـP22 صديق من درعا، وأراد أن يفعل شيئا لأسرته.

ذكر المحقق تفاصيل لم يستطع P22تذكرها [أثناء التحقيق]. ثم أمره بأن يستلقي على الأرض، ويرفع [قدميه] إلى الأعلى، وضربه المحقق على قدميه. لم يرَ P22الأداة المستخدمة في ضرب قدميه، ولكنه اعتقد بأنها سلك. سأل المحقق P22أثناء التحقيق عن الأشخاص الذين كان على اتصال معهم خارج البلد، وذكر المحقق اسم برهان غليون (وهو أحد رموز المعارضةالمعروفين)، فأخبرP22المحقق بأنه لا يعرف برهان، ولم يكن على اتصال معه. تحدث P22 مع أصدقائه [قبل أن يُعتقل]، وأخبرهم بأنه من المحتمل أن يشيَ أي شخص يُعتَقَل بالآخرين [تحت التعذيب]، وإنهم أسسوا خلايا صغيرة تحتوي كل منها على عدد قليل [من الأشخاص]، بحيث لا يتسبب اعتقال أحدهم بالإخبار عن [الآخرين] تحت التعذيب، وأخبر المحقق P22 بأنه قد اختلق هذه الفكرة. لم يعرف P22 كيف علموا بذلك. قال المحقق إن تلك الأفكار مصدرها من الخارج [أي خارج البلد]، ومن الموساد الإسرائيلي. وعندما يذكر أحدهم ’الموساد‘ فإن ذلك يُعد [تُهمة] كبيرة؛ حيث تحاول [السلطات] أن تُهوّل من أمر التهمة المسندة لأحدهم كي يقول : "لا، لم يحصل ذلك. لقد شاركت في إحدى المظاهرات فقط." وبعد تعرضه للضرب، أمر المحقق باقتياد P22إلى المنفردة مجددا، وبقي P22فيها بضعة أيام. اعتُقل أصدقاؤه، ولكنه لم يعلم بذلك إلا عقب الإفراج عنه. وحقق [المحقق] مع كل واحد منهم على انفراد لكي يجمع معلومات. لا يتذكر P22عدد المرات التي خضع فيها للتحقيق، لربما خضع للتحقيق ما بين 6 إلى 10 مرات. وتم نقله إلى المهجع/الزنزانة الجماعية في اليوم الخامس والعشرين. كانت المنفردة شبيهة بالقبر؛ حيث لم يكن هناك اتصال مع الآخرين. سمع، في المنفردة، مساجين آخرين (كانوا أيضا في المنفردات) يتحدثون مع بعضهم البعض، ولم يجرأ P22على الحديث خوفا من أن يُضرب [من قبل السجانين] إذا ما سُمِع. وكان يوجد شخص يصر دائما على الحديث معه، واعتقد P22بأن الرجل كان في [زنزانة] رقم 25، ولكن كان P22خائفا. عندما أحس بعدم وجود أحد حوله، تحدث P22 مع الرجل الذي أخبره بأنه فرد من عائلة [حُجب الاسم]، وأحد أقارب [رموز المعارضة]. في إحدى المنفردات الأخرى، اعتُقل شخص واسمه [حُجب] من دوما (سمع P22صوته فقط). وتنحدر أصول معظم معتقلي الخطيب من الزبداني، ومضايا، ودوما، وحرستا. كان [حُجب الاسم] معروفا لدى المتظاهرين، وأخبر P22 بأن هذه هي المرة الخامسة التي يُعتقَل فيها. لاحظ P22أنه عادة ما وُجِد في المهجع/ الزنزانة الجماعية نحو 25[مُعتَقَلا]، وهو ما يعُتبر عددًا قليلًا؛ إذ وصل العدد إلى 35-40 مُعتَقلا عندما كانوا يعتلقون الأشخاص في المظاهرات. استُدعي P22للتحقيق مرتين أو ثلاث مرات أثناء وجوده في المهجع/ الزنزانة الجماعية، وتعرّض للضرب أثناء التحقيق. سُئل في مرة عن كلمة المرور الخاصة بحسابه على موقع فيسبوك، ولكنه نسي كلمة المرور في واقع الأمر. كان يجلس على ركبتيه [وكان أخمص قدميه إلى الأعلى] أثناء التحقيق. عندما قال P22 ذلك [أي أنه لا يعرف كلمة المرور]، ضربه [المحقق] على أخمص قدميه. تذكر P22 كلمة المرور، ثم أعطاها للمحقق، واقتيد بعد ذلك إلى الغرفة. قال المُعتقلون الجُدد إنه من المحتمل صدور قرار رئاسي برفع حالة الطوارئ في غضون أقل من 60يوما، [وكانوا يأملون] بانتهاء التعذيب والتحقيقات في غضون 60يوما. بحلول اليوم 61 أو 62، استُدعي P22 إلى التحقيق، ووقف بمواجهة الحائط [في غرفة التحقيق]، وكان المسؤولون يحققون مع أحدهم، وعرف P22 ذلك الشخص من صوته: وكان ذلك الشخص هو [حُجب]. واعترف [حُجب الاسم] بمشاركته في المظاهرات، وفي نهاية التحقيق [مع حُجب الاسم]، قال [المحقق]: "هل سمعت [حُجب الاسم]، و[حُجب الاسم]، و[حُجب الاسم]؟" (وكأن المحقق يوجّه حديثه إلى P22والآخرين). لم يتم التحقيق مع P22بعد ذلك. انتابه شعور بأنه مضى 61-62يوما [منذ أن اعتُقل]، وأنه يحتمل أن يحدث شيء ما؛ ولكنه أمضى في فرع الخطيب 77 يوما، ثم نُقِل إلى فرع أمن الدولة في كفرسوسة. عندما كان P22 في المنفردة، سأل عن مكان وجوده، فأُخبِر بأنه في فرع الخطيب. قال أحد المُعتقلين في المهجع إنه صحفيّ (لم يكن P22متأكدا من ذكر اسم الصحفي من عدمه، فلم يقم بذلك). حدث ذلك في منتصف أيلول/سبتمبر [2011]. وأخبر الصحفيّ المُعتقلين الآخرين بوجود إحصاءات حول عدد من توفوا تحت التعذيب في مختلف الفروع، وبوفاة شخص واحد فقط في فرع الخطيب مقارنة بالفروع الأخرى، على حد زعمه. قال P22إنه شاهد كثيرا من المُعتقلين.

سألت القاضي كيربر ما إذا تم التحقيق مع P22بواقع 16 مرة، فقال P22: "لا".

سألت القاضي كيربر عن عدد المرات التي تم التحقيق معه فيها، فقال P22 إنه غير قادر على تذكر عدد المرات بالتحديد، نظرا [لما عاشه من خوف أثناء فترة اعتقاله]، ولكنه يعتقد بأنه خضع للتحقيق من 7-10 مرات.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P22معصوب العينين، وسألت أوميشين عن الفترة التي كانت تشير إليها القاضي كيربر في سؤالها، فأوضحت القاضي كيربر إنها قصدت الفترة أثناء التحقيق، فقال P22إنه كان معصوب العينين أثناء كل جلسات التحقيق.

سألت القاضي كيربر ما إذا تسنّى لـP22مشاهدة أي شيء وهو معصوب العينين، فقال P22: "لا"، فقد كان رأسه دائما موجها للأسفل. قد يكون رأى قليلا [من أسفل عصابة العينين]، كالبلاط أو أرضية الغرفة على سبيل المثال.

سألت القاضي كيربر ما إذا شاهد P22المحقق، فقال P22: "لا".

سألت القاضي كيربر ما إذا اضطلع بالتحقيق مع P22 في كل مرة المحقق ذاته، أو محققون مختلفون، فقال P22إنه كان المحقق ذاته دائما، ولكن من المحتمل أن يكون محقق آخر قد حقق معه بشأن حسابه على موقع فيسبوك.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان أبو غضب هو من تولى دائمًا التحقيق مع P22، فأوضح P22 بأن "أبا غضب" هو لقب يُطلق على جميع السجّانين.

سألت القاضي كيربر عمّا يعنيه اسم "أبي غضب"، [فأوضح المترجم ترجمة الاسم]. قال P22إنه استطاع سماع أصوات [السجّانين]، وعلم بأصولهم استنادا إلى لكنتهم.

سألت القاضي كيربر عن لكنة المحقق، فقال P22 إن المحقق لم يكن من منطقة الساحل، وإنه كان على الأرجح من دمشق أو حمص.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا ضرب المحقق P22بنفسه، أو تولى شخص آخر ضربه، قال P22إنه [ضُرب] من قبل المحقق أحيانا، ومن قبل السجّان في أحيان أخرى. حقق المحقق مع صديق P22 في إحدى المرات (كان هذا مضحكا)، وكان صديق P22 قد اشترى هاتفا محمولا لا يتعرف على اللغة العربية، وظهرت إحدى الرسائل النصية بصيغة رموز، وليس باللغة العربية، فأراد المحقق منه أن يعترف بأن ذلك قد كان شفرة باللغة الإنجليزية. وضرب [من غير الواضح لمراقب المحاكمة ما إذا كان P22يشير إلى قيام المحقق أو السجّان بفعل الضرب] صديق P22باستخدام كابل، ثم أخبر صديقه السجّان بأن الكابل [غير مؤلم]، وطلب منه إحضار عصا "خشبية". إن الاستلقاء على الأرض هي الوضعية التي اتُخذت دائما أثناء تعرضهم للضرب. وعندما ضربه السجّان باستخدام العصا، اهتزت الأرض.

سألت القاضي كيربر عن كيف علم P22بذلك، فأوضح P22 إنه كان معصوب العينين، ولكنه سمع [المحادثة وتعرض الشخص للضرب].

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P22 في نفس الغرفة، فأقر P22 ذلك. وكان يوجد شخص آخر يخضع للتحقيق ويتعرض للضرب.

أوضحت د. أوميشين ما قاله P22.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P22دائما يجثو على ركبتيه أثناء التحقيق معه، فقال P22إنه كان يجثو أحيانا على ركبتيه، وقدماه مثنيتان إلى الخلف؛ حيث كانت قدماه إلى الأعلى في بعض الأحيان، ووجهه إلى الحائط أحيانا.

سألت القاضي كيربر ما إذا ضُرب P22على مكان آخر من جسده غير قدميه، فقال P22إنه ضُرب على قدميه فقط.

سألت القاضي كيربر عن عدد المرات التي تعرّض P22للضرب فيها، فقال P22 إنه ضُرب مرة واحدة فقط.

سألت القاضي كيربر ما إذا تعرض P22للصفع، فقال P22 إنه صُفع مرة واحدة؛ لأن المحقق قد وجّه لـP22 سؤالا، ولم يجب عليه.

سألت القاضي كيربر عن الظروف العامة في المُعتَقَل، وأحوال المعتقلين، فقال P22 إن المنفردات شبيهة بالقبر، ولكن يمكن النوم فيها؛ بينما لم يكن الحال كذلك دائما بالنسبة للمهجع، حيث كان عدد [المعتقلين] في المهجع كبيرا. وفي إحدى الليالي، جلبوا كثيرا من المعتقلين، ولم يتمكن أي أحد منهم أن ينام مستلقيا على ظهره. وفقد P22بعضا من وزنه؛ حيث كان الطعام رديئًا، خصوصا في ظل ارتفاع عدد المعتقلين.

سألت القاضي كيربر عن الأحوال الصحية، فقال P22إنه اعتُقل في آب/أغسطس. كان يوجد عدد من البطانيات (بواقع اثنتين أو ثلاث في المهجع/الزنزانة الجماعية). وعندما كان الجو باردا [لاحقا أثناء اعتقاله]، أحضر [السجّانون] بطانيات مليئة بالقمل، فأصيب جميع المعتقلين بالقمل.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا وُجد أي آثار للتعذيب على المعتقلين، فقال P22 إن من ضُربوا في فرع الخطيب كانوا يعودون من جلسات التحقيق وقد بدا الاحمرار على أذرعهم/أياديهم وسيقانهم/أرجلهم. كما شاهد تعرض الكثيرين للضرب في الخارج أمام نقاط التفتيش. ومورس الضرب فقط في فرع الخطيب، ولم يشاهد أكثر من ذلك (على سبيل المثال: لم يشاهد أشخاصا وعليهم أثار جروح، أو ضربات على الرأس)، لربما كانوا يتعرضون للضرب في الخارج. وشاهد في إحدى المرات "مريضا نفسيا" يُضرب في المهجع، واتسّم سلوكه بعدم الاتزان؛ حيث عمد إلى الصراخ، وكان يضع قدميه في طعامه، ولم يدع المعتقلين الآخرين يأخذون قسطا من الراحة. فجاء سجّانان أو ثلاثة، وطرحوا المعتقل أرضا، وقيّدوا يديه وقدميه إلى الخلف، وانهالوا عليه ضربا، وقاموا بضربه ورأسه على الأرض.

سألت القاضي كيربر عن طريقة تعرض ذلك المُعتقل للضرب، فقال P22 إنه تعرّض للضرب على قدميه/ساقيه بأحد الأسلاك، وبأيدي السجّانين.

سألت القاضي كيربر ما إذا شاهد P22جثثا في فرع الخطيب. فقال P22: "لا".

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدينر عن المنفردة، وحجمها، فقال P22إنها بطول 160-180سم، وبعرض 80-100سم، ولها باب معدني، تعلوه [فتحة] صغيرة. يوجد في الخارج ضوء أصفر مضاء على مدار الساعة، وانعكس الضوء على قضبان الباب المعدنية.

سأل القاضي فيدنير P22 ما إذا كان يتذكر رسمه لمخطط عندما حققت الشرطة معه، فأقر P22ذلك.

قال P22إنه يوجد ثلاث أو أربع منفردات اعتُقل فيها سجناء تحدث P22معهم [مؤشر عليها باستخدام إشارة * سوداء]. بدا طول الزنزانة في المخطط 1.8 مترا، ولكن اعتقد P22 بأنه كان قادرا على الاستلقاء فيها، ومد ساقيه. اعتقد أنه يوجد تلفاز وكان يسمع صوته [مؤشر عليه باستخدام إشارة * حمراء]. لربما كان يوجد مكان لاستراحة السجّانين، وكان ذلك المكان فارغا عندما كانوا يجلبون معتقلين جددا. أظهر P22 المكان الذي كان فيه لحظة اعتقاله [مؤشر عليه بإشارة ؟] قبل أن يأمروه بالنزول إلى أسفل الدرج. كان للزنزانة الخارجية نافذة يرتفع جزء منها عن مستوى الطابق الأرضي.

سألت القاضي كيربر عمّا يشير إليه الشكل الموجود تحت رسم الزنزانة [في المخطط]، فقال P22 إن الشكل يشير إلى باب الزنزانة لكي يتسنّى له رسم النافذة/الفتحة.

قال P22 إن للنافذة حافة تُستخدم للصعود إلى "عليّة" يستلقي فيها بعض المعتقلين. وكان يتحدث مع الموجودين في الزنازين [المشار إليها بـ؟]. يوضح الخط المتقطع مكان دورة المياه حسب اعتقاد P22.

سأل القاضي فيدينر عن التهوية في المنفردات، وفي المهجع، فقال P22 إن التهوية كانت أفضل في المنفردة نظرا لوجود شخص واحد بمفرده فيها. وكانت التهوية في المهجع سيئة في البداية نظرا إلى عدد المعتقلين الكبير فيه، وتعرّقهم؛ حيث يوجد فيه مروحة واحدة عند النافذة. ثم تم تركيب نظام تهوية (مزوّد بتوربينات) لاحقا، فتحسّن الوضع (كان بوسع المعتقلين سماع أصوات ورشة التركيب).

أشار القاضي فيدنير إلى أن P22 قد ذكر أثناء التحقيق معه في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا واقعة تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي، فقال P22 إن المعتقلين كانوا يستخدمون المروحة حينها، ولم يكن بحوزتهم أي ثياب خلا ما يرتدونه، فعمدوا إلى غسيل ثيابهم، ونشرها على النافذة، واستخدام المروحة لتجفيفها. وثمة عدد من الشبان ممن كانوا فنيي كهرباء، وكانوا لذلك قادرين على تشغيل المروحة باستخدام الأسلاك. وبسماع صوت الأذان أحيانا، تمكنوا من معرفة الوقت. ففي إحدى المرات، أراد أحدهم غسل ثيابه وتجفيفها في ساعات الفجر، فربط الأسلاك، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي، وتشغيل دويّ صفارة الإنذار. وتحرك السجّانون بطريقة مروّعة، راغبين بمعرفة ما الذي حدث، ففتحوا أبواب كل الغرف، إلى أن وصلوا زنزانة P22. وتاليا شم الرائحة المنبعثة منها، علموا بأن زنزانته [هي مصدر المشكلة]، فلم يعترف أحد بشيء. وبحلول الساعة 7:00-8:00 صباحا، أمر "أبو غضب" جميع المعتقلين [الموجودين في زنزانة P22] بأن يثنوا ركبهم، في مواجهة الحائط والباب خلفهم، وأن يضعوا أياديهم خلف رؤوسهم، وأن يرفعوا أردافهم [بحيث يتخذوا نصف وضعية القرفصاء]. وشكلّوا صفين. أخذ السجّانون اثنين ممن كانوا في الصف الخلفي، وضربوهما لكي يعترفا، وصادف ذلك وقت تبديل وردية السجانين، فتوقف إنفاذ العقوبة.

سأل القاضي فيدنير عن المدة التي استغرقتها تلك العقوبة، فقال P22 إنه ذلك استغرق من ساعة إلى ساعة وربع الساعة.

أشار القاضي فيدنير إلى إفادة P22التي أدلى بها أثناء التحقيق معه في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، والتي قال فيها إن العقوبة استمرت ساعتين – إلى الساعة الثامنة صباحا. أوضح P22إنه لم يكن قادرا على تخمين الوقت [حينها]. حث بعض الرجال المعتقلين قائلين: "هيّا يا شباب! اعترفوا!".

سأل القاضي فيدنير P22 عن كيفية نوم المعتقلين، فقال P22إنهم كانوا ينامون متخذين وضعية معروفة باسم "التسييف" [استخدم المصطلح في تقرير المحاكمة رقم 09]؛ بحيث ينامون على جانبهم، بوضع إحدى اليدين تحت الرأس، ووضع الأخرى على الجانب. ناموا في صفين (كان أحدها قرب الحائط، بينما كان الآخر مقابله)، وكانت سيقانهم متشابكة.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان أشخاص ينامون وهم جالسون، فأقر P22 بنوم المعتقلين الجدد جلوسا في بعض الأحيان، مستندين إلى ظهور بعضهم البعض نظرا لعدم توفر مساحة كافية للنوم مستلقين.

سأل القاضي فيدنير عن مدى وجود أي آثار للتعذيب وسوء التغذية من وجهة نظر P22بصفته طبيبا، فقال P22 إن معظم جروح المعتقلين تعود لتعرضهم إلى التعذيب خارج فرع الخطيب، ولكن كانت العناية بتلك الجروح رديئة داخل فرع الخطيب. زُجّ بأحدهم في السجن ويده مكسورة، وبقيت دون علاج، وكان آخر من الزبداني مصابا بمرض السكري من النوع الأول، ثم اقتيد إلى الخارج لتلقي جرعة أنسولين، وكانت تلك هي المرة الثانية التي يُعتَقَل فيها. وقد أخبر ذلك الشخص P22 بأنه قد أصيب بمضاعفات أثناء المرة الأولى التي اعتقل فيها (الحماض الكيتوني السكري)، ونُقل في إثرها إلى أحد المشافي، ثم خرج منه [لم يعرف مراقب المحاكمة ما إذا كان يقصد خروجه من المشفى أو من السجن]. وأصيب آخر في عمر 19-20 سنة بألم أسنان حاد، وأعطاه [السجّانون] كوب ماء وملح (لتخفيف الألم). لم يكن المعتقلون قادرين على تقليم أظافرهم، لذا كانوا يستخدمون أسنانهم، ويحفون أظفارهم على الحائط بعدها للقيام بذلك.

سأل القاضي فيدنير P22عمّا إذا كان الدواء متوفرا، فقال P22إنه لا يتذكر. ذكر شيئا يعتقد إنه لا يمت بصلة لموضوع الحديث قائلا: ثمة، في إدارة أمن الدولة، من ذوي الأمراض المزمنة من قبيل المصابين بارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك. واعتاد أولئك المعتقلون على الوقوف بجانب النافذة كي يناولهم السجّانون الأدوية. وعانى أحد الأشخاص من آلام في البطن، وطلب زيارة طبيب عدد من المرات، وعندما حضر الطبيب، أخذوا المريض إليه. لم يكن P22متأكدا من ذكره ذلك أثناء التحقيق معه في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا.

سأل القاضي فيدنير عن التغذية في المُعتَقل، وأشار إلى إفادة P22 بأنه قد فقد بعض الوزن في السجن، فقال P22 إن ذلك قد حدث بالطبع. كانت جودة الطعام أفضل في المنفردة، بينما تغيرت أحوال التغذية في المهجع، حسب عدد الأشخاص المعتقلين فيه. لم يكن الطعام كافيا؛ اعتاد [السجّانون] إحضار طبق من الطعام يكفي لإطعام خمسة أو ستة أشخاص فقط. لم تكن الكمية كافية؛ حيث كان بعضهم يخبئون بعض الخُبز، وهو ما كان ممنوعا. كان الطعام يُقدّم في الساعة 6 صباحا و6 مساءً، وأعطى السجّانون المعتقلين قطعا من الخبز في بعض الأحيان إن جاعوا. وفي حال تجرأ أحدهم على طلب [المزيد]، كان يعطيه السجّان مزيدا من الطعام مثل حساء العدس (حيث اعتمد ذلك على السجّان المناوب آنذاك).

سأل القاضي فيدنير عن وضع التغذية بالنسبة لباقي المعتقلين، فقال P22 إنه لم يشاهد أشخاصا بقوا طويلا [في السجن]. أصبح P22 أقدم سجين [حيث قضى في المُعتقل أطول مدة]، في حين كانت مدة اعتقال باقي المعتقلين عابرة، سرعان ما كانوا يأتون ويغادرون.

أشار القاضي فيدنير إلى سطر من محضر الشرطة، قيل فيه إن "كمية الطعام لم تكن كافية؛ حيث فقد P22 من وزنه 12 كغم، لكنه لم يشاهد أي حالات شديدة الخطورة لمعتقلين آخرين"، فأقر P22إفادته، وكرر قوله إن الآخرين أتوا وغادروا، بينما مكث هو. ووزن P22نفسه بعد أن أُفرِج عنه في تاريخ [حُجبت المعلومات] [2011]، كان سرواله فضفاضا، لذا ثبّته باستخدام كيس [بلاستيكيّ].

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان هذا الحال ينطبق أيضًا على مُعتقلين آخرين، فأشار P22إلى نفسه تحديدا.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا سمع P22أصوات صراخ، أو أي أصوات ناجمة عن ممارسة الإساءة بحق أصحابها، فقال P22: "نعم"، وإنه قد حدث ذلك عدة مرات.

سأل القاضي فيدنير عن مدى تكرار سماع أصوات كتلك، فقال P22 إنه سمع تلك الأصوات يوميا – أثناء التحقيق، وفي آناء الليل في بعض الأحيان عندما كان السجّانون يُحضرون المعتقلين الجدد إلى الساحة، وتحديدا في أثناء "حفل الاستقبال" الذي يحدث أمام المهجع/الزنازين الجماعية، وسمع أصوات السجّانين وهم يكيلون الشتائم [للمعتقلين الجدد] ويوسعونهم ضربا. وسمع في إحدى المرات ما بدا وكأنه صوت [حُجب الاسم] أمام باب المهجع/الزنزانة الجماعية. وسمع أصواتًا أخرى، تشمل الصراخ، آتية من غرف أخرى أثناء التحقيق.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا ضُرب P22وهو في طريقه إلى التحقيق، فقال P22: "لا".

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان الضرب يُمارَس في الغرفة، فقال P22: "لا".

سأل القاضي فيدنير عن دورة المياه، فقال P22إنه لا يوجد دورة مياه في المنفردة، حيث حُدّد له وقت يمكنه الذهاب فيه إلى دورة المياه، ورأسه إلى الأسفل. كان يتعيّن عليه أن يضع طبقه (صحنه) في مكان محدد، ومن ثم أن يذهب إلى دورة المياه، وأن يشرب الماء، فلم يتوفر الماء في المنفردة.

أشار القاضي فيدنير إلى إفادة P22التي أدلى بها أثناء التحقيق معه في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، حيث قال: "سُمح لنا باستخدام دورة المياه مرّتين يوميّا، وفي حال أراد أحدهم استخدام دورة المياه [في وقت مختلف]، كان يتعرّض لإهانة [السجانين] وهو في طريقه إلى دورة المياه، ويُضرب على عنقه من الخلف. وقال P22 إن السجانين عادة ما أخبروهم بأن يستخدموا دورة المياه "بسرعة!" [لكي يحثوهم على الاستعجال في قضاء حاجتهم]. وبخلاف تلك المرّتين خلال اليوم، تعين على أحدهم أن يستأذن للذهاب إلى دورة المياه أكثر من مرة.

قال القاضي فيدنير إن P22 قد ذكر قصة عن شخص له أحد الأقارب، فقال P22إنه سيذكر القصة إذا تذكرها.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا مورس الضرب بكثرة، فقال P22 إن الضرب لم يمارس داخل الغرفة، وإنما أثناء التحقيق فقط. لربما ركل السجّان في إحدى المرات صدر أحدهم عندما طرق الباب عدد من المرات.

أشار القاضي فيدنير إلى إفادة P22السابقة بأن صحفيّا قد ذكر واقعة وفاة داخل فرع الخطيب، فسأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان P22 على علم بمصدر معلومات الصحفي، ما إذا كان المصدر رسميّا على سبيل المثال، فلم يعرف P22. اعتقد P22 أن الصحفي هو ناشط قانوني، ولذا فقد سمع المعلومة من مصدر ما ولكنه لا يعرف من أين.

سأل القاضي فيدنير P22عمّا إذا اعتقد وجود معتقلين بحاجة لتدخّل طبي فوري بصفته طبيبا، فقال P22"لا"، إنه لم يوجد [معتقلين من ذوي الحالات الخطيرة] ممن احتاجوا علاجًا فوريًا.

أشار القاضي فيدنير إلى شهادة P22 بأنه قد ضُرب على قدميه، وسأل القاضي فيدنير عمّا إذا قصد P22بذلك أخمص قدميه، فأقر P22ذلك. أمر السجّانون السجناء بالجري في مكانهم من أجل [منع] التورّم.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان هذا الحال بالنسبة لـP22، فقال P22 إن [سجّانا] قد ضربه مرّة واحدة فقط، وأمره بالجري في مكانه بعدها. وخطى P22خطوة إلى الأمام أو إلى الخلف [حيث لم يجرِ في المكان نفسه]، فأخبره السجّان: "يبدو أنك لم تؤدّ خدمتك العسكرية".

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان ذلك [أي الجري في المكان] يخفف من الألم عقب الضرب، فقال P22: "طبعا".

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا أُعلم أقارب P22 باعتقاله، فعرف P22 بعد الإفراج عنه أن عائلته حاولت أن تعثر عليه، وتمكنوا من خلال بعض المعارف والمال معرفة مكان اعتقال P22. اعتُقل P22 في شهر رمضان (لا يتذكر التاريخ بالتحديد، ولكنه يذكر أن العيد كان على الأبواب). أقام P22 في دمشق، بينما أقامت عائلته في القرية، وودّوا معرفة مكانه، فاتصلّوا بـ P22 ولم يجِب، ولكنّهم استطاعوا التواصل بطريقة ما.

قال القاضي فيدنير إن [التواصل مع عائلة P22] لم يكن رسميّا، فقال P22: "لا".

سأل القاضي فيدنير عن المدة التي قضاها P22 في فرع الخطيب، فسأل P22 القاضي فيدنير عمّا إذا قصد مدة اعتقاله كاملة، فقال القاضي فيدنير: "نعم". قال P22إنه قد اعتقل في [حُجب التاريخ]، وعقب ذلك (تم نقله إلى فرع كفرسوسة قبل عيد الأضحى بيوم واحد، أي في [حُجب التاريخ] تقريبا [ملاحظة من مراقب المحاكمة: صادف أوّل أيام عيد الأضحى في العام 2011 تاريخ 6 تشرين الثّاني/ نوفمبر].

سأل القاضي فيدنير عمّا حدث بعد ذلك، فقال P22إنه هو وآخرون قد نُقلوا إلى فرع أمن الدولة الكائن في كفرسوسة؛ حيث جمعوهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، ونُقلوا بواسطة حافلة صغيرة. وكانوا معصوبي الأعين، ولكن أمر شخص ما في الحافلة الضابط بـ[إزالة عصابات الأعين عن المعتقلين]. وأقيم في الخارج "حفل الاستقبال" المعتاد. في اليوم الأول، خلع المعتقلون ثيابهم بالكامل خلا ثيابهم الداخلية، ثم جرى تعصيب أعينهم، وتُركوا واقفين هناك. واستطاع المعتقلون رؤية بلاط الأرضية، ووجود ماء [على الأرضية] من أسفل عصابة العينين. كان [الجوّ] شديد البرودة، وكانت الساعة 9:00-10:00 مساء، وجثوا على رُكبهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم إلى حوالي الساعة 11:00 صباحا أو 12:00 ظهرا من اليوم التالي.

سأل القاضي فيدنير عن المدة التي قضاها P22 في كفرسوسة، فقال P22 إنه قد قضى هناك 15 يوما.

سأل القاضي فيدنير عمّا حدث عقب الإفراج عن P22، وكيف تم ذلك، فقال P22 إنه قد خضع للتحقيق مرة في كفرسوسة، وكانت الأحوال في كفرسوسة أكثر صعوبة من نظيرتها في فرع الخطيب؛ حيث كان بوسع المعتقلين النوم أثناء النهار في فرع الخطيب، في حين استحال ذلك عليهم في كفرسوسة. استيقظوا في تمام الساعة 6:00 صباحا (حيث كان السجّانون يقرعون الأبواب)، واتخذوا وضعية الجلوس إلى أن يُؤذن لهم بالنوم [في وقت النّوم]. وتفقّد السجّانون المعتقلين كل دقيقتين، ولكن لم يحدث هذا في فرع الخطيب. وإذا علا صوت أحدهم عن مجرد الهمس في فرع كفرسوسة، فسوف يتعرض المعتقلون لعقوبة جماعية. وكانت الأوضاع في فرع الخطيب أكثر راحة.

سأل القاضي فيدنير ما إذا أُفرِج عن P22 في [حُجب التاريخ] من العام [2011]، فقال P22:"صحيح". وبعد أن قضى 15 يوما في كفرسوسة، نُقل إلى سجن عدرا، ومكث فيه مدة 15 يوما أخرى إلى أن أُفرج عنه.

سأل القاضي فيدنير P22عمّا إذا كان يعرف المتهم على يمينه، فقال P22: "لا".

***

[استراحة لمدة 60 دقيقة]

***

استجواب من قبل المدّعي العام كلينجه

قال كلينجه إن P22 قد جُلب إلى فرع الخطيب، وأُجبر على نزع سرواله الداخلي، فسأل كلينجه P22عمّا إذا كان يعرف سبب إجباره على القيام بذلك، فقال P22 إن ليس لديه أدنى فكرة، ولكنه سمع بأنهم يشكّون بقيام أحدهم بإخفاء أداة حادة أو أي جسم آخر يستخدم في الانتحار [في سرواله الداخلي].

سأل كلينجه P22عمّا تعين عليه فعله. توجّب على P22 أن يخلع ثيابه لكي يتسنّى للسجّانين التأكد مما إذا كان يُخفي أي شيء.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P22يعتقد أن ذلك مهينا، فقال P22: "طبعا".

سأل كلينجه عن السبب وراء زجّ P22 في المنفردة في البداية قُبيل نقله إلى المهجع، فاعتقد P22 أن ذلك حصل كي يتم منعه من التواصل مع أصدقائه، ولكيلا يتسنّى له ولأصدقائه الاتفاق على توحيد أقوالهم [بشكل جماعي مثلا].

سأل كلينجه عمّا إذا انضم P22لأصدقائه في الزنزانة الخارجية، فقال P22: "لا"، وإنه تم فصلهم عن بعضهم.

قال كلينجه إن P22 قد خضع للتحقيق بحضور آخرين يُحتمل أنهم كانوا أصدقائه، وسأل كلينجه عمّا إذا كان P22يعرف السبب وراء ذلك، فاعتقد P22 أن ذلك حصل بغرض إحراج أصدقائه، وحملهم على الاعتراف ما إذا سمعوا P22يعترف بأي شيء؛ لربما قد نفى أصدقاؤه أمرا اعترف P22به.

سأل كلينجه عمّا إذا تم اللجوء إلى العنف أثناء التحقيق الجماعي، فقال P22 إن المرة الوحيدة التي شهدت حصول إساءة أثناء التحقيق الجماعي كانت عندما ضرب [السجانون] [حُجب الاسم] باستخدام الكابل والعصا، وحدث ذلك أثناء التحقيق معهم في المرة الثانية.

سأل كلينجه عمّا إذا ضُرب صديق P22على مرأى منهم، فقال P22 إنه سمع أصوات الضرب، ولكنه لم يستطع مشاهدة ذلك.

أشار كلينجه إلى إفادة P22بأن الشخص يفقد الإحساس بعد تعرضه لعدة ضربات، وسأل كلينجه عن المدة المُستَغرَقة في ضرب P22، فقال P22 إن الضرب لم يتجاوز دقيقة أو اثنتين، بما يعادل تعرضه لـ15-20 [ضربة].

سأل كلينجه عمّا إذا كان ذلك مؤلما، فقال P22: " طبعا".

سأل كلينجه P22عمّا إذا تورمت قدماه، فقال P22 إن قدميه كانتا محمرتين، ومتورمتين بعض الشيء.

سأل كلينجه عمّا إذا تألم P22عند وقوفه عقب ذلك، فقال P22: "نعم".

سأل كلينجه عن مدة استمرار الشعور بالألم، فقال P22إنه [أي الألم] لم يكُن سهلا؛ فقد استمر لساعة أو اثنتين. وكان يدلّك قدميه ويضعها على بلاط الأرضية الذي كان باردا قليلا عقب عودته إلى الزنزانة الخارجية.

سأل كلينجه عمّا إذا كان هناك فرق بين المحقق والسجّان، وكيف تعاملا مع بعضهم، فقال P22إنه كان هناك محقق وسجّان واحد، وإن السجّان اتَبع أوامر المحقق.

سأل كلينجه عمّا إذا تحدث معتقلون آخرون عن التعذيب، فقال P22: "طبعا".

سأل كلينجه عن طرق التعذيب التي ذكرها المعتقلون، فقال P22 "إنها نفس الشيء، الضرب على القدمين". واتُّهم شخص من دوما بـ"حمل السلاح"، ووفقا لما أفاد به، ضربوه على كل جزء من جسده، وليس على قدميه فقط.

سأل كلينجه عن طرق التعذيب الأخرى، من قبيل الكرسي الألماني، وبساط الريح، فقال P22إنه لم يسمع عنهما في فرع الخطيب. وسمع باستخدام طريقة الدولاب في كفرسوسة. وبخصوص الكرسي الألماني، فمن المعروف عموما لدى المجتمع السوري استخدام هذا الأسلوب في التعذيب.

سأل كلينجه عمّا إذا كان هناك مهاجع أخرى عدا تلك التي احتُجز فيها P22، فقال P22 إن المعتقلين في زنزانته علموا بوجود مهجع آخر. [حصلوا على المعلومات من معتقلين آخرين]. وسمعوا أصواتا عندما كان يفتح السجانون الباب لاقتياد المعتقلين إلى التحقيق.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P22يعرف عن الأوضاع هناك، فقال P22:"لا".

سأل كلينجه عمّا إذا كان لدى P22الانطباع بأنه مميز، وأنه تلقى معاملة أفضل من تلك التي تلقاها الآخرون، فقال P22: "نعم"، وإنه لربما يُعزى ذلك إلى عدم اتهامه بـ"حمل السلاح" كبقيّة المعتقلين.

سأل كلينجه عمّا إذا شاهد P22حالات عنف جنسي، أو سمع بحدوثها، فقال P22: "لا".

سأل كلينجه عن الحالة النفسية في المُعتَقَل (مثل الخوف)، فقال P22 إن الحالة كانت صعبة نفسيّا؛ حيث مرّ [بحالة انهيار عصبيّ كامل]. كان المعتقلون يفكرون دومًا بما قالوه [أثناء التحقيق]، أو إذا ما أخبر عنهم أحدهم، وانشغلوا بالتفكير في عائلاتهم، وبشعور أمهاتهم وآبائهم. عرف الأهالي أنه عند اعتقال أجهزة المخابرات لشخص ما، فلن يعرف أحد ما سوف يحلّ به. وفي سوريا، عادة ما يصدر الرئيس عفوا بمناسبة الأعياد والعطل الرسمية. واعتقل P22 في شهر رمضان، الأمر الذي يعني انتظار مناسبة حلول عيدي الفطر والأضحى، واللذان يفصل بينهما شهران و10 أيام. توقّع P22 والمعتقلون الآخرون صدور عفو، والإفراج عنهم. وتلاعب السجّانون بعواطف المعتقلين؛ حيث كان يجيب السجّانون بنعم عندما سألهم المعتقلون عمّا إذا كان يحتمل صدور قرار بالعفو، فكان هناك دائما الأمل الممزوج بالخوف.

سأل كلينجه مما كان المعتقلون خائفين، فقال P22إنهم لم يعلموا بالمدة التي سيمضونها في السجن، ومتى قد يُفرج عنهم. وكان هذا هو الحال تحديدا بالنسبة إلى المعتقلين السياسيين نظرا لكون [التُّهم المسندة إليهم] معادية للحكومة.

سأل كلينجه عمّا إذا تعرض P22للشتم، فقال P22: "نعم". فقد نُعت بـ"الخائن"، ووُجّهت له شتائم أخرى.

سأل كلينجه عمّا إذا تلقى P22تهديدات، فأشار P22 إلى أن المحقق سأله مرة عن اختصاصه الطبي، فأجابه P22 إن اختصاصه هو المسالك البولية. وسأل المحقق P22عمّا إذا كان متزوجّا، فأجاب بكلا، ثم سأله المحقق: "ألا تريد أن تنجب أطفالا؟" خاف P22 نظرا لأنه رأى في سؤال المحقق تهديدا مباشرا لاستعداد الأخير لإلحاق الأذى بأعضاء P22التناسلية، بحيث يتعذر على P22إنجاب الأطفال بعدها.

سأل كلينجه P22 عمّا إذا كان خائفا، فقال P22: طبعا، بل إنه كان خائفا جدا.

سألت فورستر - بالدينويس P22عمّا إذا ساعد معتقلين آخرين بصفته طبيبا، فقال P22 إن المعتقلين الآخرين سألوه عمّا ينبغي لهم فعله في حالة إصابتهم بآلام في البطن، والتهاب في الحلق، وما إلى ذلك، ولكن، لم يملك P22الأدوات لمساعدتهم. وكان يساعدهم بطمأنتهم بقوله إن [الحالة] غير سيئة أو خطيرة. ونصح الشاب الذي كان يعاني من ألم في أسنانه بأن يتحدث مع السجانين لعلهم يفعلون شيئا.

سألت فورستر - بالدينيوس P22عمّا إذا كان خائفا من التحدث مع المعتقلين الآخرين، وتقديم النصح لهم، فقال P22إنه نصح أحدهم مرة (بخصوص مشكلة لا يتذكرها)، وطلب مساعدة [السجانين]، وأخبرهم بأن P22 قد تحدث معه، فجاء سجّان إلى P22، وطلب منه بلطف بأن يمتنع عن تقديم النصح لأي شخص.

عرضت أوميشين وثيقة.


وثيقة 1 [عُرضت باللغة العربية]

بيان

 

بالرجوع إلى الإضبارة رقم أساسي [حجبت المعلومات] تحقيق أول بدمشق. موضوع الادعاء رقم [حُجب الرقم] تاريخ 20/11/2011 بحق المدعى عليه [حُجب الاسم] والدته [حُجب الاسم] تولد 1983، بجرم النيل من هيبة الدولة وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها أن توهن من نفسية الأمة وللتظاهر، علما أنه تم توقيفه بتاريخ [حُجب التاريخ]2011 وتم إخلاء سبيله بتاريخ [حُجب التاريخ]2011 ولا تزال الدعوى قيد النظر.

 

2011/12/21

 

أديب الأحمد                                                                                                القاضي أحمد السيد

أمرت القاضي كيربر P22بأن يشرح ما في الوثيقة، فقال P22إنه حاول العمل مجددا عقب الإفراج عنه، ولكن نظرا لكونه تغيب عن العمل لثلاثة أشهر، طلب المشفى من P22 توضيحا [لسبب تغيبه لفترة طويلة]. فتوجه P22 المحكمة، وتقدم بطلب للحصول على إثبات بأنه كان معتقلا، فمنحته المحكمة تلك الوثيقة.

[تولى المترجم الشفوي ترجمة الوثيقة، وتلا محتواها].

قال P22 إن القاضي أحمد السيد أصبح وزيرا للعدل في سوريا لاحقا.

وثيقة 2

وزارة العدل

مجلس إدارة صندوق التعاون

 

إلى السيد المحترم قاضي التحقيق الأول بدمشق

 

مقدمه: [حُجب الاسم]، تولد 1983

مقيم: [حُجبت المعلومات]

سيدي الموقر، أرجو من سيادتكم الموافقة على إعطائي بيانا بالدعوى رقم [حُجب الرقم] تاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وذلك لتقديمه إلى مديرية صحة دمشق.

وذلك للحاجة الماسة.

ولكم جزيل الشكر

 

2011/12/21

ديوان

إجابة الطلب أصولا

[تولى المترجم الشفوي ترجمة الوثيقة، وتلا محتواها].

قال P22 إن الوثيقة هي طلب مستعجل. واضطر في كل عام أن يبرز ما يثبت تأجيل الخدمة الإلزامية، حيث كانت مدة التأجيل ستنقضي في آذار/مارس 2012، ولم يتبقَ أمامه من الوقت سوى ثلاثة أشهر، وأراد لذلك بيانا يوضح أنه على رأس عمله مجددا.

سألت أوميشين موكّلها عن وظائف المعتقلين معه، فقال P22 إن معظمهم كان من الأطباء، ولم يعرف بعضهم بعضًا بشكل شخصيّ، وأشار إلى وجود خمسة أطباء وصحفيّ واحد ضمن المعتقلين.

[لم تكن هناك المزيد من الأسئلة من الأطراف المعنية].

سأل P22عمّا إذا كان بوسعه أن يقول شيئا، فوافقت القاضي كيربر، فقال P22 إن مثوله في المحكمة هو للحصول على الحقيقة، فهو لا يكنّ أي شيء شخصي تجاه أنور. وتحدث مع أصدقائه قبيل مشاركته في المحاكمة ليتقصى أراءهم حيال ما إذا كان ينبغي له أن يشارك. وكان ذلك أمرا أخلاقيّا نظرا لكونه قد ترك عمله في العام 2012، وغادر [سوريا] في مرحلة مبكرة [من النزاع] نوعا ما؛ ومع ذلك، "نحن قررنا" أن نشارك للحصول على الحقيقة.

شكرت القاضي كيربر الشاهد.

سأل محامي الدفاع فراتسكي P22 عن المشار إليهم في قوله "نحن".

لم ترغب أوميشين بقول الأسماء علنا لأسباب أمنية، ولكنها وافقت على كتابتها. سألت أوميشين عن الأسماء ذات الصلة بالدفاع، فاقترح فراتسكي تدوين كل الأسماء، بحيث يتولى القضاة فرزها لاحقا.

قالت القاضي كيربر إنه يتعين على P22 أن يطلعهم على الأسماء بصفته شاهدا.

قال بوكر إنه سوف يتحدث مع [فراتسكي] لكي يقررا أسماء الأشخاص ذات الصلة بقضية موكلهم.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

[عاد P22ومحاميته وسلموا ورقة].

قال فراتسكي إنهم أرادوا الحصول على الأسماء المتعلقة بالمحاكمة.

[سُمح للشاهد بالانصراف].

أراد محامي الدفاع شوستر تلاوة إفادة من المدّعى عليه السيد إياد الغريب، فسألت القاضي كيربر عن الوقت الذي يلزمه لذلك، فاقترح شوستر منحه عشر دقائق. أراد فراتسكي أيضا قراءة إفادة تستغرق خمسة دقائق.

[تلا شوستر الإفادة التالية]:

في تاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر، 2020، عُرضت الصور المؤلمة من ملفات قيصر أمام المحكمة وقامت بمعاينتها. كان العرض الذي قدمّه الأستاذ الدكتور روثشيلد واضحا جدا، ووفر إيضاحات ممتازة. وأوّد أن أتقدم بالشكر إلى الأستاذ الدكتور روثشيلد بشأن كلمته عن التعذيب النفسي والجسديّ. كما أعرب عن احترامي وتقديري للبطل قيصر على نضاله ضد نظام الأسد.

أوّد أن أشرح ما شعرت به أثناء مشاهدة هذه الصور؛ لقد كُسر قلبي، وتعيّن عليّ أن أفكّر بالأبرياء من ضحايا هذه الأفعال الوحشيّة. يصعُب على العقل البشريّ أن يفهم كيف بوسع الناس أن يفعلوا أمورا كهذه ببعضهم. كنت أرتجف طوال العرض التقديمي، كما ملأ الغضب وكراهية الأسد وأعوانه وجداني وقلبي. لم أشاهد 99% من هذه الصور من قبل. لقد شاهدت فقط الصور التي نشرتها الجزيرة وغيرها من وكالات الأنباء. تعيّن عليّ طيلة العرض التقديمي أن أفكّر بكل أقاربي الذين لا يزالون رهن الاعتقال. اعتُقل سبعة من أقاربي، وعدد من أصدقائي، والمئات من أبناء بلدتي، ولا يزال مصيرهم مجهولا. كنت أبحث عن وجوه مألوفة في صور قيصر، وكنت أخشى في الوقت ذاته أن أتعرف على صاحب إحداها.

وعقب تلك الجلسة المؤلمة، لم أعد قادرا على أن أتمالك نفسي وأنا عائد في الحافلة الصغيرة إلى السجن وحدي، أجهشت بالبكاء. وقد غمرني الحزن والألم، وتوجب عليّ التفكير بعائلتي، وحاولت أن أفهم سبب اعتقال الناس لمجرّد مطالبتهم بالمساواة، والحرية، والعدالة في المظاهرات. أدركت بكل ألم أن بشار الأسد وأبناء [طائفته] هم مجرمون ماضون في ارتكاب آلاف الجرائم على مرأى من العالم الذي يكتفي بالمشاهدة فقط، ولم يحرّك المجتمع الدولي ساكنا في هذا الشأن.

أحبّ بلدي، وشعبها، ولهذا آمل أن أشاهد نظام المجرم، لا سيما المجرم والطاغية بشار الأسد، ماثلا أمام إحدى المحاكم الدولية. كنت عاجزا تماما، حالي في ذلك حال جميع السُّنة، ويشكّل السُّنة 90% من الثوّار، وعقب اندلاع الثورة، ساد انعدام الثقة بالسنّة، وتعرّضنا إلى التهديد على الدوام. عقب الشهر الأول من الثورة، وتعرّضنا إلى الاحتقار، وجُردنا من أسلحتنا وهوياتنا وأوراقنا الثبوتية، وأُخضعنا للمراقبة الدائمة، أملا في أدنى إشارة إلى تحيّزنا، واستخدامها ذريعة لإلقاء القبض علينا. ولم يكن أمامي سوى الخيارات التالية:

1) عصيان الأوامر علنًا، مما كان من شأنه أن يؤدّي إلى اعتقالي، وبما يفضي عادة إلى الإعدام؛

2) الانشقاق والفرار. وكان ذلك ليكون ضربا من الجنون وحماقة محضة، حيث كانوا سيقدمون على تعذيب أفراد عائلتي إلى أن أعود إلى سوريا؛

3) الخيار الصحيح، وهو أن أنتظر وأُجري التحضيرات اللازمة إلى أن تُفتح الحدود، ثم أنشق وأهرب برفقة عائلتي.

لقد اخترت هذا الخيار في تاريخ 5 كانون الثاني/يناير، كما فعل آخرون كثر.

وهل حبي لعائلتي – زوجتي وأطفالي الأربعة – ذنب أستحق أن أُعاقَب عليه؟ آمل أن تعثر هذه المحكمة على إجابة على سؤالي، بحيث تصلح إجابة أيضا لجنود المستقبل الذين سوف يجدون أنفسهم عالقين في غمار حروب أهلية في بلدانهم.

أود أن أشكر جميع الأطراف في هذه المحاكمة وجميع المعنيين بها، مع فائق احترامي.

الثلاثاء، الموافق 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

إياد الغريب

[التوقيع]

قال شوستر إن المدّعى عليه كتب الرسالة بمفرده، بلا مساعدة من محاميه. طلبت القاضي كيربر من إياد أن يقرّ ذلك، فقال شوستر إن موكلّه يحبّذ التزام الصمت. ولم تكن بحوزة شوستر نسخٌ عن هذه الإفادة. أمرت القاضي كيربر بأخذ استراحة لمدة دقيقتين لكي يتم إصدار نُسخ عن الإفادة، وأمرت الأطراف بالبقاء في قاعة المحكمة.

***

[استراحة لمدة دقيقتين]

***

قال كلينجه إنه ثمة حاجة لوجود خبير خطوط بغرض المقارنة، ولكن الخبير غير متاح حاليا.

قالت القاضي كيربر إن شاهدا قد استُدعي من فرنسا للإدلاء بشهادته في تاريخ 6 و7 كانون الثاني/يناير، 2021، ولكنه لم يعد على استعداد للقيام بذلك.

تلا فراتسكي إفادة أشار فيها إلى إفادة محاميَي المدعين بخصوص العنف الجنسيّ، وقال إنه لا تتوفر أدلة كافية تثبت الطبيعة المنهجية للعنف الجنسي (على النقيض من ادّعاء المدّعين [حُجبت الأسماء]).

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 2:35 بعد الظهر.

ستعقد المحاكمة التالية بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 2020 في تمام الساعة 9:30 صباحا.

اليوم الواحد والخمسون – 10 كانون الأول/ديسمبر، 2020

وصل المتّهم متأخرا، وبدأت الجلسات في تمام الساعة 9:40صباحًا. حضر سبعة أشخاص وممثلان اثنان من الصحافة. لم يكن محامي المدعين كروكر حاضرًا في الجلسة، ولكن كان محامي المدعين بانز حاضرًا. وحضرت المحامية فورستر بالدينيوس بالنيابة عن محامي المدعين محمد.

شهادة P23

تُليَت التعليمات، وتم إعلام P23بحقوقه بصفته شاهدًا.

استجواب من قبل القاضي كيربر

سألت القاضي كيربر P23 عن سنّه، فقال P23 إن تاريخ ميلاده يوافق 1 كانون الثاني/يناير، 1989. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان ذلك يعني أنه يبلغ من العُمر 31 عاما، فقال P23 إن سنّه يقارب 31 عاما. وأردف معتذرا، حيث يصادف تاريخ ميلاده الموافق 2 تشرين الأول/أكتوبر، 1989. [ملاحظة من مراقب المحاكمة: من الشائع تسجيل تواريخ الميلاد في 1 كانون الثاني/يناير في سوريا، بصرف النظر عن تاريخ الميلاد الفعليّ].

سألت القاضي كيربر عن مهنة P23الحالية، فقال P23 إنه يعمل في أحد محال البقالة.

نوّهت القاضي كيربر إلى أن P23 قد خضع للتحقيق من قبل الشرطة الجنائية في أوسلو، وسألت P23عمّا إذا كانت تربطه بالمتّهم صلة قرابة عن طريق مصاهرة أو نسب، فقال P23: "لا".

سألت القاضي كيربر عمّا إذا خضع P23للتحقيق مرتين [من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا]، فأقر P23ذلك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا خضع P23للتحقيق من قبل الشرطة الجنائية في أوسلو ومكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا، فقال P23: "نعم".

سألت القاضي كيربر ما إذا تمت إعادة ترجمة محضر التحقيق مع P23 من قبل الشرطة في أوسلو، فقال P23إنه يعتقد ذلك.

نوّهت القاضي كيربر إلى أنه لم تتم تلاوة المحضر، لذا اعتقدت بأنه لم تعاد ترجمته، فقال P23إنه لا يتذكر.

قالت القاضي كيربر إن P23اعتُقل في الفرع 251، ثم نُقل إلى أحد المشافي. سألت القاضي كيربر P23 عن تجربة اعتقاله، وما مرّ به، وكيف تمت معاملته.

فقال P23إنه كان في مكان عمله – ألا وهو محل [لغسيل وتصليح] السيارات. لا يتذكر التاريخ، ولكن كانت الساعة حوالي 1:00-2:00 بعد الظُهر. وكان هو المدير، وكان يوجد عمّال، وكان جالسا داخل مكتبه. وصلت الكثير من سيارات الأمن والجيش، ثم دخلوا المحل، وصرخوا عليه وضربوه، وقلبوا قميصه فوق رأسه [أي غطوا رأس P23 بقميصه] ووضعوه في السيارة، واقتادوه إلى الفرقة العاشرة في قطنا. وتعرض للضرب وخضع للتحقيق على مدار أربعة أيام. وطُرحت عليه أسئلة لم يعرف إجابتها من قبيل ما يلي: "ماذا كنت تفعل في حلب وحمص؟" و"ما اسم المكان الذي قمت بتفجيره؟" فأجاب P23 بأنه كان يعمل كثيرا، لذا لم يغادر دمشق، ولم يقم بأي من هذه التّهم. ولم يغادر سوريا في حياته قطّ، موضحا أن مكان عمله يوجد في موقع حساس؛ حيث يقع في مفترق طريق أمني [من قوات ومواقع]. وأخبر المحقق أن ضباط الأمن وزوجاتهم وأبناءهم كانوا يتركون سياراتهم في محله، وكان هو يعيدها إلى منازلهم بمجرد انتهائه من تصليحها. وأخبر P23 المحقق بأن يسأل الضباط عمّا إذا سبق وأن تسبب لهم بأي مشكلات؛ حيث كانوا جميعهم زبائنه، وعرف أيضا أحد العمداء الذي كانت سيارته بحاجة لتصليح، واتصل بـ P23ليرى ما إذا كان بوسعه أن يرسل أحد عماله للقيام بذلك، فأرسل P23عمالا لمساعدته. وشكر العميد P23 في اليوم التالي. أوضح P23للمحقق بأنه لم يتسبب بمشكلات، وأنه خدم في الجيش، ولا يزال على اتصال بالعقيد الذي كان مسؤولا عنه أثناء خدمته. وزوّد المحقق بأرقام هواتف، وطلب منه أن يتصل بها، وثمة أيضا أرقام هواتف ضباط مخزنة على هاتفه. وأخبر المحققين بأن يتحدث مع جيرانه، وأن يسألهم عمّا إذا ذهب إلى حلب وحمص. وبعد تعرضه للضرب في كل يوم، قال P23إنه لم يفعل شيئا [مما اتهم به]. وكان في السجن عسكري يتردد على مكان عمل P23، فشاهد العسكري P23 عن بُعد وهو يُضرب، فتفاجئ العسكري وسأل عن سبب [اعتقال] P23، فقال P23إنه لا يعرف. تحدث العسكري مع السجّانين، وأمرهم بعدم ضرب P23 أو الاقتراب منه، ثم غسل ثياب P23 كي يزيل الدم عنها، واقتاده خارجا [لم يحدد الشاهد المكان] وأحضر له الطعام. أمر العسكري P23بالاختباء [في ذلك المكان]، وبأن ليس بوسعه أن يقدم له شيئا سوى أن يغسل ثيابه، وأن يحضر له الطعام، ويحول دون تعرّضه للضرب. وبعد ساعتين، عاد العسكري حاملا بطانيّة، وأمر الجنود بألا يقتربوا من P23.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا [كان لكلام المسؤول أثر]، وعمّا إذا بقي P23[في ذلك المكان]، فقال P23 "لا"، وإنه أعيد إلى السجن.

سألت القاضي كيربر ما إذا تعرّض P23 للضرب مرة أخرى، فقال P23 إن تعرّضه للضرب استمر في الليل.

سألت القاضي كيربر عن كيفية ضرب P23، فقال P23 إن فمه (أي أسنانه) قد كُسرت، حيث ضربه [السجّانون] بحذاء، وضربوه على سائر أنحاء جسده. وفي اليوم التالي، أخبره [العسكري الذي كان يعرفه] بأنه لم يعد بوسعه أن يساعده، ولكنه عرف بأن P23 سيُنقل إلى مكان آخر، ولكنه لا يعرف إلى أين. سأل P23 عمّا إذا كان بوسع العسكري أن يخبر عائلته، أو من هم في مكان عمله، أو جيرانه بذلك، فقال العسكري إنه سيحاول بإذن الله. اقتاد السجّانون في اليوم التالي [المعتقلين] على متن حافلات، ووضعوا باذنجانًا في أفواههم، وكانت رؤوسهم إلى الأسفل أثناء وجودهم على متن الحافلة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كانوا [أي المعتقلين] واقفين أم جالسين، فقال P23إنهم كانوا جالسين ورؤوسهم إلى الأسفل؛ حيث كان رفع رؤوسهم أمرا ممنوعًا. وكانوا معصوبي الأعين، وضُربوا في الحافلة إلى أن وصلوا إلى مكان لم يكن P23على علم بأنه أحد الفروع، وقد عرف ذلك لاحقا.

سألت القاضي كيربر عن الفرع الذي وصلوا إليه، فقال P23 إنه فرع الخطيب. أُنزل المعتقلون [من الحافلة]، وطُرحوا أرضًا، وداس الضباط عليهم بأقدامهم قرابة الساعة أو الساعتين، وسمعوا أشخاصا يأتون ويغادرون بسياراتهم. أنزل المعتقلون بعد ذلك إلى الفرع واحدا تلو الآخر. وعندما دخل P23، ضُرب وسقط عن الدرج، ونتيجة لذلك، تحركت عصابة العينين قليلا من مكانها، فشاهد أربعة أشخاص يتناولون الطعام. ولم يستطع تعديل عصابة العينين عندما سقط، فجاء شخص وضربه، وعدّل [عصابة العينين]، وأمره بخلع ثيابه. وكان السجّان يضرب P23عقب خلعه كل قطعة، قائلا:" انزع القطعة التالية". وزُجّ P23 في السجن مع الأشخاص الآخرين، ونُزعت عنه قيود اليدين، وعصابة العينين. لم يحدث أي شيء في اليوم الأول، وأما في اليوم الثاني، اقتاد السجانون P23خارجا/إلى الأعلى [ملاحظة من مراقب المحاكمة: قد تعني الكلمة العربية التي استخدمها الشاهد إما "خارجا" أو "إلى الأعلى"]، وأخبروه بأنه سيخضع للتحقيق، فقيدوا يديه، وعصّبوا عينيه. سأله المحقق: "كيف فجّرت الموكب في حمص؟" فأخبر P23 المحقق أنه لم يزر حمص قط من قبل. أخبر المحقق P23 أنه قد وقّع إفادة جاء فيها أنه قال ذلك، فأخبر P23المحقق أنه ضُرب كل يوم، وأُمر وهو معصوب العينين بالتوقيع على الورقة. سأل المحقق: "ماذا كنت تفعل في حلب؟" فأجاب P23الإجابة نفسها – أي أنه لا يعرف عمّا يتحدث المحقق. اتّهم المحقق P23 بأنه يكذب، وأمر السجّانين باقتياده خارجا. وأوسع السجّانون P23ضربا إلى أن فقد وعيه [أو كاد؟]، وأعادوه إلى السجن مرة أخرى.

وفي اليوم التالي، اقتاد السجّانون P23 إلى الأعلى/خارجا، ووُجّهت له الأسئلة نفسها، فأوضح P23 [قصّة] حياته كاملة بالتفصيل. سأل المحقق P23 عن الشخص الذي ضربه، فقال إنه كانت تغطيه الدماء بكثرة، وأوضح أن تعرضه للضرب قد حصل في الفرقة العاشرة؛ حيث أمر المحقق السجّانين بمسح الأرضية (وتنظيفها من دم P23)، وأمرهم أيضا باقتياد P23 إلى الأعلى/خارجا لكي يستنشق بعض الهواء. وقد انبعثت من P23 رائحة كريهة. وبعد ساعة أو اثنتين (داس أشخاص على P23 في هذه الأثناء، ووصل مزيد من المعتقلين في سيارات)، اقتاد السجّانون P23 إلى السجن مجددا. في اليوم التالي، وصل كثير من المعتقلين الجدد، وسألهم P23 عن سبب وجودهم هناك، علما بأنهم كانوا يرتدون ثيابا نظيفة، فأوضحوا أنهم كانوا [يتجولون في الشوارع] لكون العيد قد جاء، فوصلت حافلة رجال أمن، [واعتقلوهم]، واقتادوهم [إلى الفرع]، فسألهم P23 عن مكان [توقيفهم]، فقالوا إن المكان هو فرع الخطيب. وكانت رائحة P23 ليلا كريهة. واكتظ السجن بالكثيرين، وبعثت حتى أصغر اللمسات فيه شعورا فوريّا بالألم، وجلس لذلك في زاوية بجانب الحائط، لكيلا يلمسه أحد. وطرق [المعتقلون] باب [الزنزانة]، قائلين: "أخرجوا هذا الشخص من هنا، فإن رائحته لا تُحتمل". ولم يكن بوسع المعتقلين الجلوس دوما نظرا لوجود الكثيرين. وتقيح جسد P23، وبدأ تسيل منه دماء سوداء. اقتاد السجّانون P23إلى التحقيق في اليوم التالي. ووجه المحقق إلى P23الأسئلة نفسها، فأعطى P23 الإجابات نفسها. لم يطق المحقق رائحة P23، وأمر السجّانين باقتياده خارجا، فأخذوه إلى مكان آخر (لا يذكر الوقت)، على فرض أنه سيتلقى العلاج فيه لأنه مريض، ولكنّهم استمّروا في ضربه يوميا.

سألت القاضي كيربر P23 عن اسم المكان الذي أُخذ إليه، فقال P23 إن اسم المكان حرستا، وهو مشفى في دوما، ولكنه لا يذكر اسمه. واقتادوه إلى مكان آخر، وأخبروه بأن اسمه هو "17"، وبأنه في حال نودي باسم [حُجب الاسم] وأجاب النداء، سيعرّض نفسه للضرب. ومورس الضرب على الدوام؛ حيث كان يقيّد المعتقلون في الأسرّة باستخدام جنازير حديدية، ثم يحضر السجّانون سوطا ويضربون المعتقلين وهم مقيدون. جاء شخص في الليل (أثناء تبديل وردية السجّانين)، وطعن ظهر P23بسكّين.

سألت القاضي كيربر ما إذا كانت السكين عادية أم مبضعا (سكين جراحية)، فاعتقد P23 أنها سكين عادية أو شفرة. وضُرب P23بالخراطيم/الأنابيب المعدنية بعد ذلك لثلاثة أيام.

سألت القاضي كيربر P23 عن كيفية خروجه من المشفى، [فالتزم P23الصمت]. سألت القاضي كيربر ما إذا احتاج P23 لاستراحة، فطلب P23استراحة لمدة 5-10 دقائق.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

سألت القاضي كيربر P23 كيف غادر المشفى، فقال P23 إن المعتقلين فقدوا وعيهم في بعض الأحيان جرّاء تعرّضهم للضرب والتعذيب بشكل دائم. [فعندما] قال شخص إن ذراعه تؤلمه، أخذه السجّانون، وقطعوا ذراعه، وأعادوا زجه في الزنزانة. مات الكثيرون، واعتقد P23 أن هذا المكان هو الذي يحضرون إليه المعتقلين كي يلقوا حتفهم. كان هناك كثير من الجرحى، وانعدمت الرعاية الطبيّة؛ حيث كان ذلك المشفى لأغراض التعذيب فقط. وسأل أحدُ السجّانين P23 "ما اسمك؟" كل يوم، فأخبره P23 بإن اسمه "17"، فاستمر السجّان بضرب P23وسؤاله عن اسمه، فسأل P23 السجّان في نهاية الأمر عمّا إذا كان يريد أن يعرف اسم P23الحقيقي أم رقمه، فقال السجّان وهو مستمر بضرب P23وشتمه: "الاسم الحقيقي"، فأخبر P23 السجّان باسمه، فردّ السجّان قائلا: "ألم أُخبرك بأن تقول الرقم فقط، وليس اسمك؟"، وضرب P23. وكان التعذيب شديدا، [ولا توجد كلمات] تكفي لوصفه. وتعرّض P23 للتعذيب باستخدام وسائل كثيرة منذ لحظة اعتقاله وحتى لحظة وصوله إلى المشفى.

سمع صراخا وأصوات ضرب بمجرد دخوله فرع الخطيب. ووصل إلى مرحلة لم يعد قادرا معها على تحمل الضرب، وضربوه على رأسه وفقد وعيه، ولم يكن قادرا على تذكر أي شيء بعدها [ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم تتم ترجمة هذه الجملة نظرا لأن P23 قد استخدم كلمات عاميّة لم يفهمها المترجم الفوري]. رشّ السجّانون الماء على الجميع وضربوهم، فما حصل لـP23 حصل أيضا لمن كان بجانبه [بمعنى أن الجميع قد تعرّض لنفس الشيء]. وكانت حالة P23فيما يخصّ رأسه وظهره و[فقدان] دمه حرجة؛ إذْ يتذكّر قول أحدهم: "لقد انتهى أمر هذا الرجل. تخلّصوا منه [مستخدمًا نفس المصطلح الذي يشير إلى التخلص من القمامة]". وألقوا بـP23 في مكان ما (لا يتذكرّه)، وغطّاه الذباب وهو طريح الأرض، ولم يستطع أن يزيله عنه. وتمنّى لو أن الأرض [ابتلعته] لكيلا يراه أحد، وأراد أن يختفي. وتوقفت سيارة أجرة، فرفعه سائقها برفق، وسأله عمّا حدث، وعن هويّته، وعن مكان منزله، فأراد P23الحديث، ولكنّه لم يستطع. أحضر السائق لـP23 زجاجة ماء، وغسل وجهه، ووضعه في سيارة الأجرة. وقال P23 إنه يعرف رقم هاتف والدته، فاتّصل السائق بوالدة/عائلة P23، وأخبرهم بأنه قد عثر على P23. وأخبرت عائلته السائق بأن يحضر P23، وأنهم على استعداد بأن يدفعوا للسائق ما يريد من المال. فاصطحب السائق P23 إلى منزله، وكان شقيق P23، وعمّه، وباقي أشقائه وشقيقاته حاضرين. فحملوه من السيارة إلى المنزل، وحمدوا الله على أنه لا يزال على قيد الحياة. وكان P23عاجزا عن الكلام، فأخذوه إلى الطبيب فورا الذي أخبرهم بأنه ليس بوسعه فعل أي شيء له، وأنه يتعيّن على P23 مغادرة البلاد [طلبا للعلاج]، وأعطى الطبيب P23 حُقنةً، ومسكنات ألم، وأدوية أخرى. وسافرP23 برفقة عائلته إلى الأردن بالسيارة في اليوم التالي، وتوجهوا مباشرة إلى أحد المشافي التخصصية، حيث مكث P23فيه لثلاثة أشهر. وعانى من كثير من الإصابات في ظهره، وكان بحوزته مقطع فيديو، وصور.

سألت القاضي كيربر ما إذا التقطت الشرطة النرويجية صورًا فوتوغرافية له، فلم يتذكّر P23قدرا كبيرا من التفاصيل، ولكن كان لديه مقطع فيديو التقطه العائلة له قبل العملية وبعدها. [عرضت القاضي كيربر صورة لظهر P23 وقد بدت عليه ندب وآثار إصابات].

سألت القاضي كيربر P23 ما إذا كان قادرا على أن يقر بأن الصورة هي صورته في العام 2017، فأقر P23 ذلك.

سألت القاضي كيربر متى اعتقل P23، فقال P23إنه اعتقل في العام 2011 تقريبا.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P23 يتذكر متى تلقت والدته اتصالا [من قبل سائق سيارة الأجرة]، فلم يفهم السؤال.

أشارت القاضي كيربر إلى أن P23 قد ذكر تاريخ نقله أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة في العام 2019، وأرادت معرفة ما إذا كان P23 يتذكر ذلك التاريخ، فقال P23 إن ذلك قد وقع في العام 2011، في وقت العيد، ولكنه لا يتذكر التاريخ، وإن علمه بذلك كان نظرا لكونه قد سأل المعتقلين الجدد عندما وصلوا إلى السجن؛ حيث أخبروه بأن العيد قد حلّ، وأنهم كانوا في السوق [عندما اعتُقلوا].

قالت القاضي كيربر إنه ورد ذكر التاريخ 26 آب/ أغسطس، 2011 في المحضر، فاعتقد P23 أن التاريخ قد يكون صحيحا نظرا لأنه اعتقل في رمضان، وأن العيد يحلّ بعد رمضان. [ملاحظة من مراقب المحاكمة: في العام 2011، انتهى شهر رمضان بتاريخ 29 آب/أغسطس، وحلّ أول أيام عيد الفطر بتاريخ 30 آب/أغسطس].

سألت القاضي كيربر ما إذا كان [التاريخ المذكور] موفق لتاريخ أول أيام العيد، فقال P23:"صحيح".

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان بوسعه أن يستمر لأنها لاحظت أنه بدا غير مرتاح، فسألت القاضي كيربر عمّا إذا كان [P23 يريد أن يحصل على استراحة]، فقال P23 إنه [لا يريد استراحة].

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير ما إذا اعتُقل P23 مرة برفقة آخرين، فقال P23 إن كثيرين قد اعتُقلوا معه.

سأل القاضي فيدنير عن المدة التي قضاها P23 في فرع الخطيب، فقال P23أربعة أو خمسة أيام تقريبا.

أخبرت القاضي كيربر P23 بأن يعلمها عندما يريد أن يحصل على استراحة، فقال P23: "حسنا"، وشكرها.

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا كانت الإصابات الظاهرة في الصورة قد لحقت به في فرع الخطيب، فقال P23 إنه لم يصب بجميع تلك الإصابات في فرع الخطيب.

سأل القاضي فيدنير عن الإصابات التي لحقت به في فرع الخطيب، فأشار P23إلى أن [الإصابات الناجمة عن] ضربه على ظهره، وتلك الناجمة [عند تعرضه] للضرب على جنبه عندما نزل الدرج.

سأل القاضي فيدنير متى تعرض P23 للضرب (مثال: على الدرج، وأثناء جلسات التحقيق، وما إلى ذلك)، فقال P23 إن [أحد السجانين] وقف خلفه أثناء التحقيق وضربه، وعندما لم يسمع [المحقق] [الجواب الذي أراده] أخبر [السجّان] أن يقتاد P23 إلى الخارج ويؤدبه ومن ثم أن يعيده.

سأل القاضي فيدنير عمّا حدث، فقال P23 إن [السجّان] اقتاده خارجا، وضربه، ثم أعاده إلى التحقيق، وخضع [للتحقيق] مجددا في اليوم التالي.

سأل القاضي فيدنير عمّا كان يرتديه P23 في فرع الخطيب، فقال P23إنه لم يكن يرتدي [ثيابا]؛ حيث امتلأت ثيابه بالدماء، وكانت تنبعث منها رائحة كريهة، فقام بنزعها.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان P23 عاريًا عندما تعرض للضرب، فأقر P23 ذلك.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان P23 قد تعرض للضرب على جروحه في فرع الخطيب، فأقر P23 ذلك، وقال إن [المعتقلين] تعرّضوا للضرب والاقتياد خارجا، وداس الناس عليهم.

سأل القاضي فيدنير ما إذا حدث ذلك أثناء التحقيق أو داخل الزنزانة، فقال P23إنه يوجد كثير من الأشخاص داخل غرفة صغيرة، فلم يستطع P23الجلوس إلا في حال ثنى ساقيه، وكانت ساق أحدهم فوق ساقيه. لقد كانت الزنزانة مكتظة، ولم يستطع أحد أن يدخل إليها، لذا لم يضرب [السجّانون] الأشخاص داخلها، وإذا أرادوا استدعاء أحدهم، نادوا على اسمه واقتادوه خارجا.

سأل القاضي فيدنير كيف عامل [السجّانون] P23 وتعاملوا مع إصاباته عندما اقتادوه إلى الأعلى/خارجًا، فقال P23 إنهم اقتادوه إلى الأعلى/خارجًا نظرا لرائحته الكريهة، وكان كل من يدخل ويخرج يضربه وهو في الأعلى/في الخارج، حيث كانوا على علم بأنه معتقل، وبأنه ينتظر أن يعود [إلى الداخل].

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا حدث ذلك في الخارج، فأقر P23ذلك.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا شاهد P23 معتقلين في الخارج، وعن كيفية معاملتهم، فقال P23 إنه كان ملقىً أرضا، وكان بوسعه مشاهدة القليل من أسفل عصابة العينين. أُخرِج الأشخاص من حافلات صغيرة، حيث كانت تُركن بعيدا، وتُفتَح أبوابها، وينهال السجّانون على المعتقلين بالركل والشتائم.

سأل القاضي فيدنير عن عدد المرات التي تم التحقيق مع P23فيها، فقال P23 إنه خضع للتحقيق مرتين أو ثلاثًا.

سأل القاضي فيدنير عن مدى تكرار تعرّض P23 للضرب أثناء التحقيق، فقال إنه ضُرِب مرتين: أي في كل مرة خضع فيها للتحقيق؛ حيث اقتاده السجانون إلى الأعلى/خارجا، ولم تَرُق أجوبة P23 للمحقق، ثم اقتادوه إلى الخارج وضربوه.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا ضرب المحقق P23 أو عمّا إذا ضُرِب P23 في حضرة المحقق، فقال P23 إنه كان يوجد شخص يقف خلفه والذي قال مرّة: "على ما يبدو أنك لا تفهم، أو أنك لن تعترف"، ثم ضرب P23 من الخلف على ظهره، وجرّه خارجًا. لم يكن P23 واقفا، حيث كان دائما على الأرض.

سأل القاضي فيدنير عن المكان الذي أجري فيه التحقيق (مثال: الطابق الذي يعلو زنزانته، أو الكائن أسفلها)، فقال P23 إنه تم اقتياده إلى الطابق العلويّ، وإنه يذكر أحد المكاتب الذي كان يقع خطوتين إلى اليسار. وفي إحدى المرات، قاموا بجر P23 إلى المطبخ.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا تم التحقيق مع P23 في المطبخ، فقال P23إنه استُجوب هناك قبل أن تتم إعادته إلى مكان التحقيق.

سأل القاضي فيدنير عن الطابق الذي يقع فيه المطبخ، وعمّا إذا كان فيه نافذة، فقال P23إنه لم يستطع رؤية أي شيء بسبب عصابة العينين؛ وقد تحدث مشكلة كبيرة إذا رأى السجّانون أن العصابة لم تكن في مكانها.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كانت الزنزانة تحت مستوى الأرض، فأقر P23ذلك، وأشار إلى أنه لم يكن بوسع المعتقلين تمييز الليل من النهار.

سأل القاضي فيدنير عن عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين في زنزانة P23[على سبيل المثال: 10 أو 15 شخصا؟]، فقال P23 إنه كان فيها ما يقرب من 400شخص؛ حيث لم يكن بوسع أحدهم أن يجلس، فقد كان الناس فوق بعضهم. وفي حال أراد أحدهم استخدام دورة المياه، توجب عليه أن يدوس على الآخرين في طريقه.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان هناك نافذة أو نظام تهوية، فقال P23إنه لم يتذكر وجود أي نوافذ، ولكن ذهب الكثيرين إلى دورة المياه لكي يتنفسوا، فقد كانت كل النوافذ داخلية، ولكنه لا يتذكر.

أشار القاضي فيدنير إلى إفادة P23 التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة والتي قال فيها إنه "وُجدت في الزنزانة نافذة، ولكن، لم يستطع أحد رؤية الضوء منها. ولم يكن هناك متسّع للجلوس، وكنت أتألم في حال لمسني أحدهم"، فقال P23 "نعم"، وُجدت نافذة في الزنزانة، وتذكر محاولته بأن ينظر من خلالها لكي يعرف الوقت [ملاحظة من مراقب المحاكمة: يبدو بأنه كان هناك ساعة معلقة على الحائط الكائن خلف النافذة، وكانت الرؤية مشوشة بسبب النافذة نفسها].

سأل القاضي فيدنير عن الطعام، فقال P23 إنه لا يتذكر ذلك 100%، ولكنه يذكر أنه تناول حساء وتفاحًا، ثم قال "لا، لربما كان ذلك بطاطس مسلوقة في واقع الأمر".

سأل القاضي فيدنير عن أحوال المعتقلين الآخرين (ما إذا لحقت بهم إصابات أيضا)، فقال P23إنه لم يتعرضوا جميعا للإصابات، ولكن تعرض بعضهم للضرب. وكان هناك أناس جدد ممن أتوا بهم من الشارع وألقوا بهم في الزنزانة، فلم يكن [جميع المعتقلين] متشابهين.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا استدعى [السجّانون] المعتقلين المصابين، فقال P23إنه جرى استدعاء بعض من المصابين للتحقيق. وفي إحدى المرات، استدعى السجّانون شخصا، وأعطوه قرصين من الدواء من خلال فتحة الباب.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا تحدث P23 مع المعتقلين الآخرين عن التحقيق معهم، فقال P23 إنه لا يذكر ذلك، ولكنهم تحدثوا عن عدد الأيام التي مضت على اعتقالهم، وعما حلّ بهم. وعندما زُج P23 في الزنزانة في بداية الأمر، نصحه معتقل آخر بأن يعترف [أثناء التحقيق] لكيلا يضرب [السجّانون] P23 ويقتلونه [: اعترف وتكلم قبل أن يقدموا على ضربك وقتلك"].

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا سمع أصوات أشخاص وهم يتعرضون للتعذيب، فأوضح P23أنه سمع أصوات ضرب وصراخًا أثناء توجهه إلى الطابق السفلي، وسمع أيضا [حديثا من بعض المعتقلين] بأن فلانا كان يتم تعذيبه.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا سمع P23 تلك الأصوات داخل غرفة التحقيق، فقال P23 إنه لا يتذكر سماع تلك الأصوات في الغرفة، ولكنه يذكر سماع صرخات أثناء وجوده في الطابق السفلي.

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا اعتقل في الفرقة العاشرة، وفرع الخطيب، ومشفى حرستا العسكري، فأقر P23 ذلك.

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا شاهد جثثا، ومكانها، فقال P23إنه قد شاهد جثثا يوميا أثناء وجوده في المشفى.

سأل القاضي فيدنير عن عدد الجثث التي شاهدها P23، فقال P23إنه شاهد الكثير من الجثث في المشفى.

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا شاهد جثثا في الفرقة العاشرة، فقال P23:"لا"، وإنه شاهد الجثث في المشفى في حرستا.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا شاهد P23 جثثا في فرع الخطيب، فقال P23إنه لم يشاهد أي جثة في فرع الخطيب، وإنما شاهد التعذيب فقط.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا أٌعلِمَت عائلة P23 باعتقاله، فقال P23:"لا". وكان هناك ضابط يعرف والده، فتوجه والده إلى الضابط الذي أخبره بأن "ابنك معنا، وهو بخير"، ولكن لم يكن P23 موجودًا [في الفرع الذي يعمل فيه الضابط]، ولم يكن بخير. وعندما وصل P23 إلى المنزل، أخبرته والدته بأن "والدك قد دأب على زيارة أحد الضباط، وإعطائه المال كي يعتنوا بك". [دفع والد P23المال للضابط الذي كان يكذب بشأن مكان وجود P23وحالته].

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا فقد P23 وعيه في فرع الخطيب، فتذكر P23أنه فقد وعيه مرة عندما طرق [المعتقلون] الآخرون الباب [وأخبروا السجانين] "بالمجيء وتفقّد [P23]".

سأل القاضي فيدنير P23 عمّا إذا كان يريد أن يحصل على استراحة، فقال P23: "نعم".

فسألت القاضي كيربر عن كم يحتاج P23 من الوقت، فقال 10 دقائق، ثم شرع بالبكاء، فاعتذر، وقال إنه تذكر والده الذي توفي العام الماضي، والذي لم يره لمدة طويلة.

***

[استراحة لمدة 30 دقيقة]

***

قالت القاضي كيربر إنها تأمل أن P23 قد هدأ من روعه، واسترجع نشاطه أثناء الاستراحة، فشكرها P23، واعتذر على ما تسبب به من إزعاج.

سأل القاضي فيدنير عن المدة التي قضاها P23 في الفرقة العاشرة، فقال P23ثلاثة أيام تقريبا.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا تلقى P23 أو المعتقلون الآخرون العلاج في مشفى حرستا، فقال P23 إنه لم يكن هناك أي علاج.

سأل القاضي فيدنير عن عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين في المشفى مع P23، فقال P23 إنه كان يوجد شخصان [مقيدان بالسلاسل الحديدية] على كل سرير، واعتقد بأن هناك 20 سريرا، وما يقارب 40 شخصا.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا تعرض الآخرون للإساءة كتلك التي تعرض P23لها، فقال P23: "نعم". إذا طلب أحدهم شيئا، فيجيبون [طلبه] بإلحاق الألم به [أي إذا طلب أحد دواءً، فسوف يوسعونه ضربًا عوضا عن ذلك].

شكرت بولتس P23على مثوله أمام المحكمة، وقالت إنه ليس لدى الادعاء العام أي أسئلة. وقال بوكر إن للدفاع الرأي ذاته، وقال شارمر نفس الشيء أيضا.

سُمح للشاهد بالانصراف.

رُفعت الجلسة في تمام الساعة 11:00 صباحا.

ستعقد جلسة المحاكمة التالية بتاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر، 2020 في تمام الساعة 9:30 صباحا.

______________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.