2 min read
داخل محاكمة رسلان #22: امرأة حامل في الخطيب

داخل محاكمة رسلان #22: امرأة حامل في الخطيب

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 22 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 16 كانون الأول/ديسمبر، 2020

>>التقرير 23

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط: [1]

اليوم الثاني والخمسون للمحاكمة – 16 كانون الأول/ديسمبر، 2020

P24 هي شاهدة تبلغ من العمر 41 عامًا، أدلت بشهادتها بشأن اعتقالها في الفرع 251 والقسم 40. وبسبب المخاوف المتعلقة بسلامتها وسلامة عائلتها، سُمح للشاهدة P24بإخفاء أي معلومات من شأنها أن تعرّضها أو تعرّض عائلتها للخطر. قالت P24للمحكمة إنها لم تتعرّض لتعذيب [بدنيّ]، ويعود ذلك على الأرجح للوضع الاجتماعي لعائلتها في سوريا. ومع ذلك، فقد كانت تسمع باستمرار أشخاصًا يصرخون من التعذيب، وكانت شاهدة على التعذيب في أروقة الفرع 251 من خلال فتحة في باب زنزانتها. كما تحدّثت عن المعاملة التي تعرّضت لها المعتقلات في الفرع 251 بناءً على تجربتها في مشاركة زنزانة منفردة مع امرأة حامل، بالإضافة إلى اعتقالها في زنزانة مكتظة مع العديد من النساء والفتيات.


اليوم الثاني والخمسون للمحاكمة – 16 كانون الأول/ديسمبر، 2020

بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور أربعة أشخاص وممثلين اثنين من الصحافة. ولم يطلب أي من الصحفيَّين المعتمدَين الحصول على الترجمة العربية. وأعلنت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنها لن تسأل بعد الآن عن الصحفيين المعتمدين الذين يحتاجون إلى الحصول على الترجمة العربية في العام الجديد. ولم يكن هناك مصور يسجل الجلسة قبل بدئها. ومثل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. وحضرت المحامية فورستر بالدینیوس بدلا من محامي المدعين محمد.

سألت القاضي كيربر محاميي المدعين شارمر وكروكر بشأن مثول موكلهما أمام المحكمة كشاهد، والذي كان من المقرر إجراؤه في الأسبوع التالي. فأخبرها الدكتور كروكر أن موكلهما موجود حاليًا في السويد ولا يمكنه القدوم إلى كوبلنتس بسبب قيود متعلقة بفيروس كورونا. ومع ذلك، أضاف الدكتور كروكر أن موكلهما سيكون على استعداد للإدلاء بشهادته عن طريق الفيديو (شهادة مسجلة) إذا كان أحد محاميَيه موجودًا معه في السويد. فقالت كيربر إن الإدلاء بشهادة عبر الفيديو سيكون خيارًا بشكل عام وطلبت من شارمر والدكتور كروكر إبلاغ القضاة عن السلطات السويدية المعنيّة التي يحتاجون إلى الاتصال بها من أجل التحضير لتقديم شهادة عن طريق الفيديو. وقامت كيربر بإلغاء الجلسات المقررة في الأسبوع التالي (21 و22 كانون الأول/ديسمبر) لأنه لم يكن هناك أي شاهد آخر مُقرّر، ولن يكون عقد جلسة محكمة فقط لتلاوة تقارير من ملف القضية ممكنًا في ضوء الجائحة.

شهادة P24

رافَقَ P24، والتي كانت ترتدي شالًا حول رأسها، محاميتُها فون دير بيرنس. وقالت فون دير بيرنس للمحكمة إنه بناءً على طلبها مساعدة الشاهدة كمستشارة قانونية، فإنها تطلب ألا تضطر موكلتها، P24، إلى تقديم معلومات شخصية بسبب المخاطر المحتملة عليها وعلى عائلتها في سوريا.

طلب بوكر، محامي دفاع أنور رسلان، النظر إلى طلب فون دير بيرنس. فسمحت له كيربر بالتحقق منه بشكل غير رسمي والاطلاع على الوثيقة الموجودة على كمبيوتر فون دير بيرنس.

قال المدعي العام كلينجه إن الادعاء العام ليس لديه اعتراضات على الطلب وفقًا للقواعد الإجرائية ذات الصلة.

سمحت كيربر للشاهدة بعدم تقديم معلومات شخصية لأن ذلك من شأنه أن يعرض حياة أو سلامة أو حرية أفراد عائلة الشاهدة للخطر، والذين لا يزالون يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في سوريا. حيث إنه قد تم استيفاء المتطلبات الأساسية للمادة 68(3) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (StPO) [عدم تقديم معلومات شخصية للأسباب المذكورة أعلاه]، أضافت كيربر أن القضاة على دراية تامة من الشهادات السابقة أن الحكومة لديها مصلحة جوهرية في ولاء الموظفين الحاليين والموظفين السابقين والأشخاص الآخرين.

أخبرت كيربر P24 أنها تستطيع خلع شالها/وشاحها إذا كانت تشعر بالأمان حيث إنه لن يراها أحد، طالما أنها لا تلتفت إلى الخلف.

تمت تلاوة التعليمات على P24 وأُبلغت بحقوقها كشاهدة. قالت P24 إنها تبلغ من العمر 41 عامًا، ولكنها تفضل عدم الكشف عن مهنتها.

استجواب من قبل القاضي كيربر

ذكرت كيربر أن شهادات P24 لدى الشرطة الفرنسية والألمانية موجودة في ملف القضية. وقالت إنه وفقًا لهذه المحاضر، فقد تم القبض على P24 واعتقالها في سجون مختلفة لفترة زمنية معينة. وطلبت كيربر من P24 شرح سبب اعتقالها وكيف تمت معاملتها في السجون. وأضافت بأن تركيز المحكمة سيكون على الفرع 251. فشكرت P24 كيربر وقالت إنها في شهر أيار/مايو عام 2012، حوالي 5 أيار/مايو 2012، التقت بأصدقائها في مكان خاص. ثم تم اقتحام المكان واعتُقلت هي وأصدقاؤها. وأوضحت أن المكان كان في دمشق بين [حُجِبَت المعلومات]. واقتيدت هي وأصدقاؤها إلى القسم 40 حيث كان عليهم البقاء لليلة واحدة. وفي اليوم التالي نُقلوا إلى فرع الخطيب. كما قالت P24 للمحكمة إنها قضت فترة في الخطيب قبل نقلها إلى فرع كفرسوسة. وكانت آنذاك الوحيدة من المجموعة التي تم إعادة نقلها إلى الخطيب. وقالت إنه تم إطلاق سراحها من القسم 40 في 9 حزيران/يونيو، 2012.

أرادت كيربر معرفة تفاصيل حول كيفية وصول P24 وأصدقائها إلى مركز الاعتقال الأول. فأوضحت P24 أنها كانت هي وأصدقاؤها في مكتب عندما طرق أحدهم الباب. وعندما فتحت الباب، صوب شخص يرتدي ملابس مدنية مسدسه نحوها. وقال أشخاص آخرون كانوا معه إنهم من قوات الأمن ويريدون الدخول. وقالت P24 إنها طلبت بطاقات الهوية من هؤلاء الأشخاص، حيث كانت هي وأصدقاؤها يتصرفون "ضمن حدود القانون". ومع ذلك، قام الأشخاص باقتحام المكتب. قالت P24 إن هذا حدث عندما كانت هي وأصدقاؤها يتناولون الغداء معًا. وقامت مجموعة الأصدقاء أولًا بالسؤال عن سبب اقتحام المكتب، لأنهم كانوا مجرد أصدقاء يتناولون الغداء معًا. وتذكرت P24 بأنهم كانوا مجموعة من ثمانية أشخاص. وقام الضباط، الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، بتفتيش كل شيء وأرادوا رؤية جميع بطاقات الهوية الخاصة بهم. كانوا يحملون أجهزة لاسلكي استخدموها للتحقق من أسمائهم. ثم قرروا أخذ المجموعة معهم إلى الفرع. قالت P24 إنه على ما يبدو أن الضباط شعروا بالانزعاج من أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكتب. كما أوضحت أن السجانين، كما يحدث عادة للشباب، قاموا بوضع قمصان الشباب فوق رؤوسهم، بحيث كان ظهرهم عاريًا. "وبالطبع" لم يقوموا بفعل نفس الشيء معها. وقالت إنها طلبت أن تقود سيارتها الخاصة [إلى الفرع]، فركب اثنان من الضباط سيارتها وتوجهوا إلى القسم 40. وعندما وصلوا إلى هناك، تم تفتيش سيارتها، وبدأوا في تعذيب الشباب.[2] قالت P24 إنه تم نقلها مباشرةً إلى مكتب للتحقيق. حيث طلبوا منها أن تفتح بريدها الإلكتروني وحسابات الفيسبوك الخاصة بها. ثم اقتيدت إلى القبو حيث كان أحد الرجال يتعرض للتعذيب باستخدام الصدمات الكهربائية والضرب. وقالت P24 إنهم أجبروها على المشاهدة.

سألت كيربر عمّا إذا كان هذا الرجل من مجموعة أصدقائها. فأكدت P24 ذلك، مضيفةً أنهم أجبروها على المشاهدة لجعلها تشهد ضده. قالت P24 إنه بعد كل التحقيقات، كان عليهم الانتظار في مكتب. وتم إحضار ضابطة إلى المكتب لتفتيشها. قالت P24 إن الضابطة قامت بتفتيشها في الحمام بناء على طلبها. ثم كان على P24 قضاء الليلة في ذلك المكتب، بينما كان الباب مقفلًا. كما أوضحت P24 أنه في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، تم نقلهم إلى الخطيب في حافلة صغيرة. وقالت إن أحد الأشخاص من القسم 40 كان يُدعى يامن. وأضافت أنها لم تكن معصوبة العينين، ولكن كانت يداها مقيدتين خلف ظهرها وكان عليها أن تنظر إلى الأرض. قالت P24 إن ذلك كان في الصباح الباكر، لذا كانت الشوارع شبه فارغة وكانت الحافلة الصغيرة تسير "بسرعة هائلة". ووفقًا لـP24، فقد تعرضت المجوعة للشتم والصراخ طوال الطريق إلى الخطيب. وقالت إن يامن بقي معها عندما وصلوا إلى الخطيب ورافقها إلى الأسفل إلى القبو. وأوضحت بأنهم ذهبوا إلى مكان يشبه المكتب. ثم تم استدعاؤها إلى غرفة أخرى كانت تبدو وكأنها حمّام. وفي تلك الغرفة، والتي كانت مغلقة، طلبت منها امرأة خلع ملابسها. كان عليها أن تخلع كل ملابسها ولم يُسمح لها أن تبقي أي قطعة ملابس على جسدها. ثم طُلب منها الجلوس بوضعية القرفصاء والنهوض ثلاث مرات. وقالت P24 إنه من الطبيعي أن يصدر جسدها أصوات طقطقة عند الركوع أو الجلوس بوضعية القرفصاء، ولكن المرأة لم تصدقها. وقالت P24 إنه سُمح لها بارتداء ملابسها وبأن المرأة ذهبت إلى المكتب، بينما كان عليها البقاء في الغرفة. وبعد ذلك، تم نقلها إلى غرفة أخرى. قالت P24 إنها لا تستطيع تذكر مكان الغرفة بالضبط، ولكنها تتذكر أنها كانت في نفس الطابق الذي كان به العديد من الزنازين المنفردة. وقالت إنها نُقلت إلى منفردة مساحتها 2×1 متر، وكانت امرأة حامل في شهرها الثامن تنتظر هناك. قالت P24 إنها بقيت هناك لمدة 21 يومًا، مضيفة أنها نسيت السؤال المبدئي.

فقالت القاضي كيربر لها إن كل شيء على ما يرام وبأنها أبلت بلاءً حسنًا. وطلبت منها كيربر المتابعة وعرضت على P24 أن تأخذ استراحة كلما احتاجت. فأوضحت P24 أن المرأة في الزنزانة المنفردة كانت هناك منذ فترة طويلة بالفعل. ولم تكن تعلم كم كانت الفترة بالضبط غير أنه كان هناك ثلاث نساء أخريات في الزنزانة مع المرأة الحامل قبل وصول P24. وأضافت P24 أن المرأة كانت منهكة للغاية. كما قالت إنها لا تتذكر كم مرّ من الوقت حتى تم التحقيق معها لأول مرة، ولكنه كان بعد عدة أيام على الأقل. وقالت إن هناك شيئًا لم تتمكن من فهمه، فلذلك تريد تقديم المزيد من التوضيح: فأوضحت P24 أنه لم يكن هناك مرحاض في الزنزانة. وقالت إنه كان هناك المزيد من الزنازين المنفردة في ذلك الطابق، حيث كان هناك زنزانتان على اليمين وزنزانتان على جهة اليسار من زنزانتهما، وواحدة مقابلهما على اليسار. وكانت هناك أيضًا عدة زنازين أكبر تشبه "القاعات"، بالإضافة إلى غرفة السجّانين. وقالت P24 إن السجانينن كانوا يقررون متى يُسمح للمعتقلين باستخدام المرحاض. وقالت إنها ورفيقتها في الزنزانة كانتا دائمًا تذهبان معًا. حيث كان عليهما أن يخفضا رأسيهما ولم يُسمح لهما بالنظر إلى أي شخص. ووفقًا لـP24، فلم تكن ترى سوى الأرض أثناء ذهابها يوميًا إلى المرحاض، باستثناء رؤيتها لرجالٍ جالسين وممدين على الأرض. وقالت P24 إنهما كانتا تحصلان على مياه الشرب من المرحاض؛ وكانت جودتها رديئة للغاية. ووصفت P24 أنه كان هناك في المرحاض نافذة صغيرة (فتحة) [3] في الحائط حيث كان يمكن للمرء الحصول على بعض الهواء النقي. وقالت إنه من المثير للسخرية أن المرحاض كان الغرفة الوحيدة التي يمكن للمرء أن يتنفس فيها هواءً مختلفًا. حيث كان كل مكان آخر تفوح منه رائحة العرق والبول. وقالت P24 إنها تتذكر يومها الأول في الخطيب عندما قررت أن تأكل من أجل الحفاظ على صحتها. وأضافت أنه كان يُقدّم لها وجبتان يوميًا في الخطيب، وجبة بعد الظهر في حوالي الساعة 3:00 أو 4:00 ووجبة في نهاية الليل أو في الصباح الباكر. وقالت إن الطعام كان لا يحتوي على ملح أو سكر. ولم يكن لديهم أدوات تناول الطعام ليأكلوا بها وكان الخبز فاسدًا في معظم الأحيان، ولكنها كانت على الرغم من ذلك تأكل الطعام.

سألها القاضي فيدنير عن جودة الطعام وما إذا كان كافيًا. فقالت P24 إن إحدى الوجبات (ليلًا/ صباحًا) كانت عبارة عن مربى وزيتون وخبز. وأضافت P24 أنهم في بعض الأحيان كانوا يحصلون على حلاوة طحينية أو بيضة. غير أنه كان دائمًا يُقدّم طبق واحد فقط، بغض النظر عن عدد الأشخاص [في الزنزانة]. ولطعام الغداء، كانوا يحصلون على أرز وطبق جانبي. وكان طعامًا سيئًا بشكل عام. وافترضت P24 أنه كان هناك حصص غذائية مخصصة لكل شخص، لكنها لم تصل إلى المعتقلين. كما قالت إنه كان بمثابة حلم عندما حصلوا مرة على خيار وعلى برتقالة في مرة أخرى.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P24 قد خسرت وزنًا. فقالت P24 إنها خَسرت 8 كيلوغرامات في 35 يومًا، على الرغم من أنها كانت تأكل.

أراد فيدنير معرفة عدد الأيام التي قضتها P24 في الخطيب وعدد الأيام التي قضتها في كفرسوسة. فقالت P24 إنها قضت في الخطيب 21 يومًا مع المرأة الحامل، والتي غادرت السجن بعد ذلك. ثم بقيت P24 في تلك الزنزانة لليلة أخرى مع امرأة أخرى، قبل أن يتم نقلها إلى الزنزانة الجماعية الكبيرة. وأوضحت P24 أنه [في ذلك اليوم] تم نقل جميع النساء من الزنازين المنفردة إلى الزنزانة الجماعية. حيث كان السبب وراء ذلك أن العديد من النساء اعتقلن ذلك اليوم بسبب مظاهرات في دمشق حول المجزرة التي حدثت في حماة. ووفقًا لـ P24، فقد تم إخراج الرجال من الزنزانة الجماعية، ولكنها لم تعرف إلى أين تم أخذهم. وأضافت أن حالة تلك الزنزانة الجماعية كانت "غير معقولة". حيث كان في الزنزانة مرحاض، ولكن الزنزانة بأكملها كانت قذرة. ولم يكن هناك هواء وكانت تفوح رائحة قوية. وقالت P24 إنها بقيت هناك لمدة يومين قبل نقلها إلى كفرسوسة حيث بقيت لمدة يومين قبل إعادتها إلى الخطيب. وتابعت P24 لتخبر المحكمة أنه في البداية حقق معها محققان في الخطيب. غير أنها لم تتمكن من رؤية الشخص لأنها كانت معصوبة العينين. وقالت إنه تم التحقيق معها مرة واحدة فقط وكانت الغرفة التي تم فيها التحقيق ممرًا أكثر من كونها غرفة. وقالت إنها تتذكر أنه كان هناك معدات معينة، ربما أدوات مطبخ. وأوضحت P24 أن يديها كانتا مقيدتين وبأنها كانت معصوبة العينين وكان عليها أن تجثو، بينما كان المحقق جالسًا على كرسي صغير. وقالت إن أحد السجانين كان يلقّب بأبي غضب، وكان مسؤولًا عن القيام بـ "أفعال مجنونة". وقالت إنه في كل مرة يغضب فيها أحد السجانين، كان أبو غضب يبدأ في تعذيب الناس. ووصفته بأنه طويل ونحيف وقالت إنها شعرت بأنه "غريب". وأضافت P24 أنه أثناء تحقيقها، كان أبو غضب حاضرًا وكان يحمل سوطًا. غير أنه لم يكن هناك لأجلها على وجه التحديد. حيث كان يأتي ويذهب مرارًا وتكرارًا ويقوم بجلد الأرض بجوارها مباشرةً. وأضافت أنها شعرت كما لو أنه كان يريد إخبارها " بأنه موجود هنا [بسوط] إذا كنتِ لا تريدين التحدث". وقالت P24 إن المحقق لعب دور "الشرطي الطيّب"، وقال لأبي غضب إن مساعدته لم تكن ضرورية. وخلصت إلى أنهم "لعبوا لعبة الشرطي الطيب - والشرطي السيئ طوال فترة التحقيق معها". غير أن التحقيق لم يسفر عن أي نتيجة، حيث إنها لم تقل أي شيء من شأنه أن يدينها. وقالت إن المحقق أصر على مرافقتها شخصيًا إلى زنزانتها وربت على ظهرها في الطريق، كما لو أنه كان يريد أن يقول لها "ابقي هادئة". وقالت إنه بقدر ما تتذكر، فلم يكن هناك المزيد من التحقيقات في الخطيب. وقالت P24 إن نفس المحقق أراد التحدث معها في يوم نقلها إلى كفرسوسة، ولكن ذلك كان بلا مغزى. وعندما عادت من كفرسوسة لم يتم التحقيق معها بعد ذلك في الخطيب.

قالت كيربر رئيسة المحكمة إن هذه المحاكمة تتعلق بأنور رسلان وسألت P24 عمّا إذا كان المحقق هو أنور. فالتفت P24 إلى مقعد المتهمين، وبعد استراحة قصيرة، قالت إنها لا تعتقد أن أنور كان هو المحقق.

أرادت كيربر معرفة لماذا كانت تعتقد ذلك. فقالت P24 إن مجمل الحالة التي كانت تحيط بالتحقيق والغرفة لا يتناسبان مع رجل من رتبته. وأضافت بأن السجّانين كانوا يدخلون ويخرجون من الغرفة باستمرار.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كانت P24 قد لاحظت أي شيء حول لغة/صوت المحقق وما إذا كانت قد حددت لهجته. فقالت P24 إنها حاولت تذكر التحقيق. حيث كانت هناك بعض المؤشرات المتعلقة بالشخص، ولكنها لا تتذكر.

أشارت كيربر إلى أن P24 قالت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية (BKA) إنها تعتقد بأنه تم التحقيق معها مرتين في الخطيب، وبأنها لم تتعرض للضرب ولم تكن مقيّدة. غير أنها كانت معصوبة العينين ولم تستطع رؤية من كان يقوم بالتحقيق معها. وقالت إنه كان نفس الشخص في كلا التحقيقين وبأنه كان يتحدث بلهجة السويداء. فقالت P24 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه بالتالي يمكنها استبعاد أنه كان أنور رسلان. وسألت كيربر P24 عمّا إذا كانت تتذكر أي شيء عن اللهجة. فقالت P24 إنه من المحتمل أن لهجته كانت من السويداء.

فقالت كيربر إنه لا بأس بذلك. فقالت P24 إنها لا تستطيع التذكر الآن، ولكنها إذا قامت بإخبار الشرطة بهذه المعلومات، فإنها على الأرجح صحيحة. وأضافت بأن المحقق [في الخطيب] قال لها إنه سيذهب لزيارتها [إذا تم إطلاق سراحها] ويكشف لها عن هويته.

سألت كيربر عمّا إذا كان قد زارها بالفعل. فنفت P24 ذلك.

أراد كيربر معرفة ما حدث بعد عودة P24 إلى الخطيب من كفرسوسة. فقالت P24 إنه في آخر يوم لها في الخطيب، وتعتقد بأنه كان 9 حزيران/يونيو 2012، تم وضعها في سيارة. ولم تكن معصوبة العينين أو مقيدة. وتم نقلها إلى القسم 40 إلى مكتب الشخص الذي حقق معها في يومها الأول. وقالت إنه قد تم تقديم القهوة لها، والتي شربتها بعد تجربتها مع [الطعام الرديء] في مراكز الاعتقال. وقالت P24 للمحكمة إنها نُقلت بعد ذلك إلى مكان آخر حيث كان عليها الانتظار قبل "تسليمها" إلى والدها، ولكن دون أي شيء من مقتنياتها الشخصية. حيث قالت إنها أعيدت إلى المنزل بدون سيارتها أو أوراق الثبوتية الخاصة بها. كما أوضحت P24 أنه في هذا الوقت، كان هناك العديد من نقاط التفتيش في دمشق، لذلك كان من الصعب التنقل بحرية دون أوراق ثبوتية. وقالت إنها عادت بعد عشرة أيام لتطلب مقتنياتها. حيث قالت P24 إنها بدأت في الخطيب حيث قيل لها عند نقطة التفتيش عند البوابة أن تنتظر ريثما يبحثون عن أغراضها. وطلبوا منها بطاقة الهوية الخاصة بها، ولكنها كانت تحمل هاتف والدتها فقط. وقالت P24 إنها لم تأخذ الهاتف معها داخل المبنى. ثم صعدت إلى الطابق العلوي (ليس إلى القبو حيث يوجد المعتقلون) وأعلمت الرجل الذي كان جالسًا خلف طاولة مكتب بهويتها وبأنها تريد مقتنياتها الشخصية. قالت P24 إنه طُلب منها الانتظار على أريكة مكسورة، وكان الناس في الخطيب ودودين ورحبوا بها. ووفقًا لـP24، كانت تعتقد أن الرجل في المكتب كان يعرفها. حيث كان جالسًا خلف طاولة المكتب عندما نهض ليرحب بها، ثم جلس على الأريكة المقابلة لها. وأوضحت P24 أنه سألها كيف بإمكانه مساعدتها بعد أن قال لها إن "[هذا] ما يحدث عندما يتم إطلاق سراحك". وقالت إن الجملة كانت تشير إلى مظهرها: حيث كانت ترتدي ملابس عادية، ولكنه كان يعني بأن هذا يكون شكل الأشخاص بعد إطلاق سراحهم. وفقًا لـP24، فقد أخبرته أنها تريد مقتنياتها الشخصية. وجاء مدير السجن المسؤول عن جميع الزنازين بملف للتوقيع. وسأل كيف "يمكننا مساعدتك، يا سيدة….؟". فأوضحت P24 أنها غادرت الغرفة مع مدير السجن لكنها لم تجد مقتنياتها في الخطيب. ثم ذهبت إلى القسم 40، حيث سُلّمَت مقتنياتها.

طلبت كيربر من P24 وصف الغرفة التي كانت فيها مع الشخصين. فوصفت P24 الغرفة بأنها مربعة الشكل وكان بها نافذة مقابل الباب. وقالت أيضًا إنه كان هناك طاولة مكتب وأريكتان جلديتان وصورة للرئيس. وتذكرت بأنه كان هناك ستائر لكنها لم تتذكر ما كان لونها.

سألت كيربر عن وجود رف أو حامل معاطف. فقالت P24 إنها لا تعتقد بأنه كان هناك أي من هذه الأشياء، ولكن كان هناك العديد من الأشياء في الغرفة، ومنها تلفاز.

قالت كيربر إن P24 قد سبق أن رسمت رسمًا تخطيطيًا للغرفة، ويمكنها شرحه لاحقًا. وتابعت كيربر سؤال P24 إذا كان لديها أي افتراضات حول هوية الشخص الثاني. نفت P24 ذلك قائلة إنها لا تستطيع التذكر.

طلبت منها كيربر أن تنظر إلى المتهمين وأرادت معرفة ما إذا كانت قد تعرّفت على أحدهم. فنفت P24 ذلك قائلةً إنها لا تعتقد ذلك.

عندما سألتها كيربر عمّا إذا كانت بحاجة إلى استراحة، نفت P24 ذلك. فتدخل محامي دفاع أنور، وطلب استراحة لاستنشاق بعض الهواء النقي.

***

[استراحة لمدة 5 دقائق]

***

أوضح المترجمون أن نافذة المرحاض في الخطيب، التي ذكرتها P24 سابقًا، كانت فتحة صغيرة.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أراد القاضي فيدنير معرفة المزيد عن السجّان أبي غضب الذي وصفته P24 سابقًا. قام المترجم بترجمة اسم السجّان إلى الألمانية. فأكدت P24 ذلك، مضيفةً أنه في هذه الحالة كان "اسمًا على مسمى" وأن الاسم يصف الشخص تمامًا.

قال فيدنير إن هذا السؤال قد يبدو غبيًا لكنه يريد معرفة كيف عرفت P24 أنها كانت في الخطيب. فأوضحت P24 بأنه لم يكن عليها وضع عصابة على عينيها، ولكن كان عليها النظر إلى أسفل. وأضافت بأنها رأت الشوارع وكانت تعرف المنطقة جيدًا.

خلُص فيدنير إلى أن P24 كانت تعلم قبل اعتقالها هناك أن فرع الخطيب كان في مكان ما في تلك المنطقة. فأكّدت P24 ذلك.

أراد فيدنير معرفة مساحة الزنزانة المنفردة. فقالت P24 إنها كانت 1×2 متر، ولكن سقفها كان مرتفعًا.

خلص فيدنير إلى أنها في الواقع كانت بحجم سرير فقط، ومع ذلك فقد كان هناك شخصان بالداخل. فأكدت P24 ذلك، مضيفة أنه لم يكن هناك سرير أيضًا.

فأوضح فيدنير أنه كان يتحدث عن الحجم لإجراء مقارنة فقط. وقالت P24 إنهما كانتا تنامان على الأرض. حيث نامت هي على جانبها بينما نامت المرأة الأخرى الحامل على ظهرها.

طلب فيدنير من P24 أن تصف الموقف الذي شعرت فيه المرأة الحامل بأنها ليست بخير. فقالت P24 إنه ذات مرة، كان على المرأة الحامل استخدام المرحاض بشكل عاجل. فطرقتا على الباب، ولكن لم يجبهما أحد، لذلك قامتا بالطرق على الباب لعدة مرات. وقالت إن المرأة كانت خائفة عندما جاء أحد السجانين. ومع ذلك، فقد سُمح لها باستخدام المرحاض. وتمت معاقبة P24 بعدم استخدام المرحاض لمدة 24 ساعة. وقالت P24 إنها لا تعرف الموقف الذي كان يقصده فيدنير. قالت إنهما في مرة أخرى سمعتا أصوات تعذيب وصراخ في الليل قادمة من الطابق العلوي. حيث بدا الصوت كما لو أن رأس شخص كان يُضرب بالحائط أو بالأرض. وكانت تلك هي الليلة التي انهارت فيها المرأة. قالت P24 إن الصرخات ذكّرتها [أي ذكّرت المرأة الحامل] بمنزلها، حيث اعتاد والدها على ضربها. وقالت لـP24 إنها لن تنسى أبدًا ذلك الصوت.

أكد فيدنير أن P24 أخبرت الشرطة بنفس القصة. وأشار إلى أنها قالت للشرطة كذلك إنه تم إطلاق سراح المرأة وإنها تمكنت من الولادة. فنفت P24 ذلك، موضحةً أنها التقت بالمرأة بعد أسبوعين من إطلاق سراحها [P24]. حيث إنه بعد أسبوعين من اعتقال P24 والمرأة الحامل معًا، أصبح بطن المرأة صلبًا. واتفقتا على إخبار السجّانين بأن الجنين توقف عن الحركة، حتى يتم نقلها إلى مشفى ويتم فحصها. ثم قامتا بإخبار السجّانين بأن الجنين ربما يكون قد مات. فتم نقل المرأة إلى مشفى الهلال الأحمر حيث وجد الأطباء أن الجنين لا يزال على قيد الحياة وأنها على وشك الولادة. فقاموا بتعجيل هذه العملية وتم نقلها من قبل محكمة إلى سجن عدرا.

أراد فيدنير معرفة كيف كان الهواء في المنفردة، ما إذا كان جيدًا وما إذا كان هناك ما يكفي من الأكسجين. فضحكت P24 قائلةً إنه ببساطة لم يكن هناك هواء، ولا بأي معنى للكلمة.

خلص فيدنير إلى أن الهواء كان سيئًا. قالت P24 إنه لم يكن هناك تهوية أو أي شيء من هذا القبيل.

أشار فيدنير إلى أن P24 قالت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إن المكان الوحيد الذي كان به هواء نقي هو المرحاض، حيث كان فيه أنبوب يمتد إلى الخارج، فكان المرء يحاول التنفس من خلاله. وأراد معرفة ما إذا كان هذا صحيحًا. فأكدت P24 ذلك، مضيفةً أنه كان ينبغي على المرء أن يضع في اعتباره أن هذا المرحاض كان يستخدمه عدد لا يحصى من الناس. وقد كان فيه فئران ولم يكن هناك مناشف. وأوضحت أنها والمرأة الحامل كانتا تخافان من الفئران. فكلما ذهبتا إلى المرحاض، كانت إحداهما تستخدم المرحاض بينما تضع الأخرى قدميها أمام الفتحة التي كانت تخرج الفئران منها. وقالت P24 إن هذا هو المكان الذي كانتا تستنشقان فيه هواءً نقيًا.

أراد فيدنير معرفة عدد الأشخاص الذين كانوا في الزنزانة الجماعية. فقالت P24 إنه كان هناك ما لا يقل عن 25 امرأة. وقالت إنها تتذكر أنه لم يكن جميعهن قادرات على النوم في نفس الوقت. حيث كان عليهن النوم بالتناوب.

سأل فيدنير عن الأوساخ والجرذان والقمل والحشرات داخل هذه الزنزانة. فأوضحت P24 أنه عند استخدام الزنزانة لاحتجاز الرجال، يكون هناك المزيد من الأشخاص في نفس الزنزانة، وبأن المرحاض في الزنزانة كان قذرًا. وقالت P24 للمحكمة إن النساء عرضن تنظيف المرحاض بأنفسهن. حيث تطوع ثلاث منهن لتنظيفه إذا حصلنَ على مواد تنظيف. كما قالت P24 إن هذا حدث عندما قابلت مدير السجن، لأنهن لاحظن وجود صراصير في الزنزانة. وفقًا لـP24، فقد كان هناك ما لا يقل عن 60 صرصورًا كبيرًا. وعندما بدأت النساء بالصراخ، سألهن السجانون عمّا إذا كان كل شيء على ما يرام. وعندما أخبرتهم P24 بأن لا شيء كان على ما يرام، صرخ السجّان عليها. غير أن مدير السجن جاء لحل مشكلة الصراصير. حيث قام برش بعض المواد الكيميائية، والذي تسبب فقط في دخول المزيد من الصراصير إلى الزنزانة. وعندما أحضر رشاشًا أكثر فعالية، كانت النساء داخل الزنزانة على وشك الاختناق بينما كان السجانون يضحكون عليهن. قالت P24 إن المدير نفسه اضطر إلى مغادرة الزنزانة وتقيأ. وأمر على الفور بإخراج جميع النساء إلى الخارج، حتى زوال الأدخنة. قالت إن الصراصير اختفت، غير أنه عندما عادت إلى الخطيب كان هناك صراصير مرة أخرى.

أشار فيدنير إلى أن P24 قالت إنها نُقلت إلى القسم 40 بعد اعتقالها، وسألها كيف عرفت أنها كانت في القسم 40. وطلب منها أيضًا أن تخبره قليلًا عن موظفي القسم وماذا كانوا يرتدون وما إذا كانت تعرف أي شيء عن مهام القسم 40. فقالت P24 إن القسم 40 كان مألوفًا لهم [لها ولأصدقائها]، لا سيما في ظل الثورة. وقالت إن "مثل هذه الأقسام" كانت عادة موجودة في مواقع نائية، ولأنها لم تكن تضع عصابة عينين في طريقها إلى القسم، فقد كانت قادرة على رؤية إلى أين كانوا يذهبون. وأوضحت كذلك أنه، على الرغم من بعض الاستثناءات، فقد كانوا [عناصر القسم] يرتدون عادة ملابس مدنية. وكان أحد الأشخاص من حلب وكان يرتدي ملابس مموهة، لكنه لم يكن يبدو وكأنه في الجيش. حيث إنه لم يكن يرتدي زيًا رسميًا، إلا أن ملابسه جعلته يبدو أكثر غضبًا من شخص يرتدي زيا رسميا. وقالت P24 إنها رأت شخصًا مشابهًا عندما أخذت مقتنياتها. حيث كان يبدو وكأنهما ينتميان إلى ميليشيا. وقالت إن الشخص الذي حقق معها في القسم 40 كان لديه مكتب كبير فيه العديد من الأسلحة، تشمل العديد من البنادق الكبيرة. حيث كان مكتبًا عالي المستوى. قالت P24 إنه كان هناك شخص آخر، يامن، الذي قام بمرافقتها. وفقًا لـ P24، فقد كان من الواضح أنه كان من المفترض عليه [الرجل الذي كان من حلب] أن يتحدث إلى المعتقلين بشكل غير رسمي. حيث قالت إن النساء الأخريات كُنّ يتحدثن معه كما يشأن، وكان على ما يبدو أحد الأشخاص الرئيسيين، لكن سلوكه تجاه الناس كان يختلف من شخص لآخر. وقالت P24 إن يامن كان شابًا نسبيًا. حيث ولد عام 1989. وبالإضافة إليه، فقد كان هناك 3 أو 4 أشخاص إضافيين [عندما تم اعتقالها في المكتب]. وكان الشخص الذي طرق الباب ووجه مسدسه نحوها يرتدي بدلةً رياضية. حيث كان هذا الشخص أيضًا في القبو وقام بفتح أجهزة الكمبيوتر الخاصة بـ"الشباب" وقام باستجوابهم. وقد تم تعذيب الشخص الذي كان إلى جانبها على يد شاب من حلب، والذي كان، وفقًا لـ P24، الأكثر وحشيةً بينهم. كما أوضحت أنه عندما كانت تسير في نهاية الممر في القسم 40، كان الناس يتعرضون للضرب في القاعات وعندما تم إحضارها إلى الرجل الذي كان يرتدي بدلة رياضية، سمعت صوت صراخ رجل. وعندما سألت إلى أين كان السجانون يأخذونها، قيل لها ألا تسأل أي أسئلة. وسألت P24فيدنير عمّا كان سؤاله.

فقال فيدنير إن كل شيء على ما يرام وأشار إلى شرحِها لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بأن القسم 40 كان مختلفًا، حيث كان بعض الأشخاص يرتدون ملابس مموهة وكانت تفترض أن بعضهم، من الذين كانوا يرتدون قمصانًا ضيقة، كانوا من الشبيحة. وقال فيدنير إنها قالت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية كذلك إنها شعرت كما لو أن هذا [قيام الأشخاص بارتداء ملابسٍ مموهة وقمصان ضيقة] كان بمثابة عرضٍ لتمييزهم عن الآخرين. فقالت P24 إن هذا هو بالضبط ما قصدته عندما تحدثت عن الزي الرسمي والميليشيات.

أشار فيدنير إلى أن P24 ذكرت للتو أنها رأت أحدهم عند نقطة تفتيش. واستشهد بمقابلتها مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية التي قالت خلالها إن "موظفي القسم 40 كان لديهم عدة مهام، وليس فقط القيام باعتقال الأشخاص". فأكدت P24 ذلك، مضيفةً بأنها رأت أحدهم عند نقطة تفتيش في دمشق. حيث تعرف عليها ولم ينظر إلى هويتها أو يفتش سيارتها. وبعد ذلك، لم يعد موجودًا عند نقطة التفتيش تلك. وقالت إنهم كانوا يتجولون أيضًا في الأحياء العصرية، وأصبح من الواضح أن لديهم مهمة.

أراد فيدنير معرفة من الذي كان يرأس القسم 40. فقالت P24 إنه كان حافظ مخلوف.

سألها فيدنير عمّا إذا كانت قد قابلته. فقالت P24 إنها قابلته في يوم إطلاق سراحها.

سأل فيدنير P24 عمّا إذا كان مناسبًا لها التحدث عن اعتقالها في الفرع 251 بدلًا من الحصول على استراحة. وتابع ليسألها ما إذا كان صحيحًا أنها لم تتعرض للضرب أو لسوء المعاملة. فقالت P24 إن ذلك صحيح، مضيفةً أنها تعرضت للتهديد أثناء التحقيق.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت تشير إلى الشخص الذي قام بضرب الأرض باستخدام السوط بجانبها. فأكدت P24 ذلك.

سألها فيدنير عمّا إذا كانت محظوظة ببساطة أم كان هناك أسباب لعدم تعرضها للضرب. وأخبرها أنه يتعين عليها فقط الإجابة على هذا السؤال بطريقة لا تؤدي إلى استنتاجات حول هويتها وهوية عائلتها. فقالت P24 إنها تفضل عدم الإجابة على هذا السؤال.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P24 قد شاهدت أو سمعت كيف تم تعذيب الآخرين. فقالت P24 إنه كان هناك " استقبال". حيث إنه فيما يتعلق بالمعتقلين الذكور، كان هذا "الاستقبال" يحدث في المنطقة التي توجد بها الزنازين، وهي مكان يتم فيه استقبال المعتقلين الجدد. كما أوضحت أنه كان هناك أيضًا "ضربٌ عند الاستقبال" سمعته من زنزانتها المنفردة، ولكنها لم تشاهده. وقالت إنها شاهدت أيضا عمليات الضرب خلال فتحة في باب الزنزانة الجماعية. حيث تعرضت النساء الأخريات من اللواتي لديهنّ أشقاء وآباء وأزواج [في المعتقل] للانهيار عندما سمعن الأصوات. وقالت إنها سمعت أيضًا صراخًا من زنزانتها المنفردة ورأت رجلًا مسنا أجبر على خلع ملابسه. وعندما قال للسجّانين إنه في نفس عمر آبائهم، قاموا بضربه. ووفقًا لـP24، كان السجانون يدخلون أحيانًا إلى زنزانة الرجال ليلًا ويشرعون في ضربهم. كما قالت إنها رأت وهي في طريقها إلى المرحاض نزيف أقدام معتقلين آخرين.

قال فيدنير إن P24 أوضحت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية كيف تم تعذيب الأشخاص الآخرين عندما قالت إنه كان هناك فجوة كبيرة تحت باب زنزانتها تمكنت من خلالها رؤية المعتقلين الجدد. وإن السجّانين كانوا على دراية بأمر الفجوة، فكان المعتقلون يخشون النظر من خلالها. وقالت إن الأشخاص تعرضوا للضرب بالعصي والأحزمة المطاطية حتى سقطوا على الأرض حيث كانوا يتعرضون بعد ذلك للتعذيب والضرب "حسب الأصول". وقالت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنها شاهدت هذا مرة واحدة فقط. كما قالت P24 لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنها تفترض أن الرجال فقط هم الذين تعرضوا للضرب في الخطيب خلال "حفلات الاستقبال". فأكدت P24 ذلك، مضيفة أن النساء اللواتي تم اعتقالهنّ في المظاهرات تعرضن للاعتقال والضرب في القسم 40. ولم يكن هناك أي تعذيب أثناء التحقيق [في القسم 40]، غير أنهنّ تعرضن للضرب عندما كنّ يصعدنَ إلى الطابق العلوي. حيث قالت P24 إنه قيل لهن إن لكل فرد [من العناصر] الحق في ضربهن [المعتقلات] في أي وقت.

سأل فيدنير عمّا إذا كان ذلك في القسم 40. فأكدت P24 ذلك. وأضافت أنه فيما يتعلق بالخطيب فلم يسمعوا أي شيء يتعلق بالنساء. وأوضحت أنه في المنطقة التي كان يعمل فيها السجانون، كان يتم مناداة الأشخاص الذين يتم نقلهم أو إطلاق سراحهم بالاسم في أوقات محددة. وقالت P24 إنه كان بإمكانها سماع الأسماء بوضوح من زنزانتها، غير أنها لم تسمع أبدًا اسم امرأة. وأشارت أيضًا إلى الوقت الذي كانت تريد فيه أخذ مقتنياتها وقام القسم 40 بإرسالها إلى الخطيب. وقالت إنها اضطرت إلى الانتظار في غرفة لتحديد مقتنياتها. وأثناء الموقف قامت بالتحدث بصوت طبيعي، ولكن السجّان قام بالصراخ عليها وطلب منها أن تخفض صوتها، لأنهم كانوا يسمعون أصوات رجال فقط وليس أصوات نساء.

أراد فيدنير توضيح ما إذا كان هذا قد حدث في القسم 40 أم في الفرع 251. فقالت P24 إنه حدث في الفرع 251.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت تسمع أصوات رجال يتعرضون للتعذيب من الزنزانة الجماعية أيضًا. فأكدت P24 ذلك، قائلةً "بالطبع" كنت أسمع ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت هذه الأصوات متواصلة دون توقف، أم في أوقات معينة، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى كانت وكم كانت عدد المرات. فقالت P24 إنها كانت تسمعها طوال الوقت.

أشار فيدنير إلى أنه تم التحقيق مع P24 في الفرع 251 وأراد معرفة مكان [غرفة التحقيق]. وسألها عمّا إذا كان عليها الصعود إلى الطابق العلوي حيث كانت الزنازين الجماعية أم كانت أبعد من ذلك. فقالت P24 إنها كانت في زنزانة منفردة وكانت [غرفة التحقيق] بعيدة عن تلك الزنزانة، غير أنها كانت أقرب إلى الزنازين الجماعية.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت في نفس الطابق. فأكدت P24 ذلك.

أراد فيدنير معرفة المكان الذي قابلت فيه مدير السجن عندما عادت [لأخذ مقتنياتها]. فأوضحت P24 أنه إذا نزل المرء إلى الطابق السفلي بدءًا من الطابق الأرضي، فإنه يصل إلى الزنازين. غير أنها في هذه المرة صعدت إلى الطابق العلوي، حيث كان في الطابق الأول إذا لم تخنها ذاكرتها.

قال فيدنير إن P24 قد تفقدت المتهمين بشكل شامل. وسألها عمّا إذا كانت تستبعد إمكانية مقابلتها لأحدهم، أو إذا كان من الممكن أنها قد قابلت أحدهم، ولكنها لا تتذكر. فأوضحت P24 أن طريقتها في التعامل مع الاعتقال كانت تتمثل في عدم المقاومة، بل في اتخاذ الخطوة المناسبة قدر الإمكان. حيث إنها لم تنظر إلى وجه أي شخص خلال اعتقالها، بغض النظر عمّا إذا كانت معصوبة العينين أم لا. وحاولت أن تعرف سبب عدم قدرتها على تذكر وجه الشخص الذي كان في المكتب؛ وخمّنت بأنها كانت تنظر إلى الأرض. ووفقًا لـP24، فلا يمكنها تذكر السبب حتى الآن.

أشار فيدنير إلى أن P24 ذكرت أنور رسلان أثناء مقابلتها وقالت إنه [الشخص في المكتب] قد يكون هو. وسألها لماذا كانت تعتقد ذلك وأخبرها بأنها لا تحتاج إلى قول من قام بتحديد هوية الشخص. ففضلت P24 عدم الإجابة.

قال فيدنير إن هناك متهمًا ثانيًا وهو إياد الغريب. وسأل P24 عمّا إذا كانت تعرفه أو يمكنها قول أي شيء عنه. فنفت P24 ذلك.

أشار فيدنير إلى أن P24 قالت لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إن الأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم لم يقولوا إلا أمورا جيدة عن إياد. وقالت P24 إنه أثناء اعتقال [إياد]، عندما تم نشر اسمه على الملأ، اختلفت ردود الأفعال بين السوريين. حيث قال البعض إنه كان يحاول المساعدة، غير أن ذلك كان رأيًا شخصيًا. وأضافت P24 أنها هي نفسها لا تعرف أي شيء عنه وليس لديها معلومات خاصة.

***

[استراحة لمدة 60 دقيقة]

***

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة P24 عمّا إذا كان لديها أو لعائلتها علاقات وثيقة مع الحكومة السورية، أم كان هناك سبب آخر لعدم معاملتها بشكل سيئ. وأضافت كيربر أنها تعتقد بأن هذا السؤال لن يلحق ضررًا بـP24، غير أنه يمكن لـP24 بالطبع استشارة محاميتها. فقالت P24 إنه سؤال يصعب الإجابة عليه، ولكن، ما يمكنها قوله عن ملفها الشخصي كشخص هو أنها: بصفتها امرأة، كان لديها سيارتها الخاصة، مما يدل على أنها في وضع جيد إلى حد ما؛ وكان لديها شهادة جامعية. وكان لديها وظيفة في سوريا. حيث كانت هذه كلها مؤشرات على أنها كانت من "أفضل طراز" والتي كانت تتمتع بالحصول على نوع من المعاملة الخاصة.

استجواب من قبل الادعاء العام

أراد المدعي العام كلينجه التحدث عن اعتقال P24 وأسباب اعتقالها في المكتب. فقالت P24 إنها لا تعرف الأسباب الدقيقة، غير أنه على ما يبدو أنها كانت هي وأصدقاؤها يخضعون للمراقبة. أوضحت P24 أن الاعتقال حدث في يوم جمعة، وفي ذلك الوقت كان هناك حظر تجول يوم الجمعة مما يعني وجودًا مكثفًا للشرطة. وقالت إن اجتماعهم لم يكن مخططًا له. حيث قرروا الاجتماع في وقت قصير بسبب الوضع في دمشق. وأضافت P24 بأنهم كانوا مجموعة من الأشخاص وكان لديهم الصلاحية للدخول إلى مكان غير مدني، وهو أمر مثير للشبهة. كان هذا اشتباهها في أسباب الاعتقال.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت P24 وأصدقاؤها جزءًا من المعارضة المدنية أو العسكرية أم كان اعتقالهم عن طريق الخطأ. فقالت P24 إنهم بالتأكيد لم يكونوا أعضاء في المعارضة المسلحة. كانوا في الواقع مجرد مجموعة من الأصدقاء لديهم قيم مشتركة، مثل العدالة والمساواة. وكان هدف اجتماعهم هو إجراء حوار.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P24 وأصدقاؤها قد نظموا أي فعاليات مثل المظاهرات وما إلى ذلك. فقالت P24 إنها تستطيع التحدث عن نفسها فقط؛ حيث كان لديها بالتأكيد موقف يعارض النظام في ذلك الوقت، ولكنها لم تشارك في أي مظاهرات.

سأل كلينجه عن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم. فقالت P24 أنهم كانوا خمسة أشخاص بالإضافة إليها.

سأل كلينجه عن عدد الرجال والنساء. فقالت P24 إنها تفضل عدم الإجابة على هذا السؤال.

قال كلينجه إنه لا بأس بألا تجيب P24 على السؤال وطلب منها تقديم مزيد من التفاصيل فيما يتعلق بالأحداث عندما كانت تتحدث مع يامن في القسم 40 واضطرت لمشاهدة شخص يتعرض للتعذيب. فقالت P24 إنها دخلت إلى غرفة مقابل مكتب الشخص الذي قام بالتحقيق معها. حيث كان شابٌّ تعرفه ممددًا على الأرض بجانبها على الجهة اليمنى. "وقاموا" بركله وضربه وصعقوه باستخدام الصدمات الكهربائية. وأوضحت P24 كذلك أنها سُئلت عن علاقتها بهذا الرجل فيما يتعلق "بأحداث معينة".

أراد كلينجه معرفة كم استمر التعذيب. فقالت P24 إنها لا تستطيع التحديد بالضبط، ولكنها خمّنت أن الأمر استغرق من خمس إلى عشر دقائق. وقالت إنها رأت نفس الشخص بعد ساعات من تلك الحادثة وهي في طريقها إلى المرحاض. حيث كان ملقى على الأرض، شبه ميت. وقالت إنه فتح عينيه وابتسم كإشارة على أنه لا يزال على قيد الحياة. غير أن علامات الضرب بقبضة اليد على وجهه أوحت لها بأنه كان ميتا.

أشار كلينجه إلى أن P24 قالت إنها تحدثت إلى يامن في طريقها من القسم 40 إلى الفرع 251 وإن ​​يامن رافقها إلى الطابق السفلي في الفرع 251. فقالت P24 إن يامن كان من القسم 40، لذلك لم تره في الفرع 251. وتذكرت أنه عندما كانا ينتظران معًا في المكتب، قام بالتحدث إلى ضابط آخر عن أدوات التعذيب. حيث تحدثا عن الأدوات التي كانت لديهم والأدوات التي يحتاجون إلى شرائها. وقالت P24 إنها بعد ذلك كانت معه بمفردها. كان ذلك عندما أخبرها بأنه قد تم نقلها إلى المكان الذي كانت فيه من قبل.

سأل كلينجه P24 عمّا إذا كان هناك بطانيات أو أشياء أخرى في الزنزانة المنفردة في الفرع 251. فأكدت P24 أنه كان هناك بطانيات يضعونها على الأرض أو يستخدمونها لتغطية أنفسهم. وأشارت إلى أن الجو كان شديد البرودة، رغم أنه كان شهر أيار/مايو. وأضافت أن كل ما حصلوا عليه هو بطانيات وزجاجة مياه من المرحاض.

أراد كلينجه معرفة المزيد عن حالة البطانيات، سواء كانت نظيفة أم لا. نفت P24 ذلك، قائلة إنها كانت مليئة بالقمل. قالت إنها أصيبت بالقمل في كل مكان بسبب هذه البطانيات البنية. وأضافت أنه خلال الـ24 يومًا التي قضتها في هذه الزنزانة، لم يتم تغيير البطانيات.

أشار كلينجه إلى حديث P24 عن الحرمان من النوم في الزنازين الجماعية وطلب منها إخبار المحكمة بعدد الزنازين الجماعية التي رأتها في المنطقة. فخمنت P24 أنه كان هناك أربع أو خمس زنازين.

طلب منها كلينجه تقدير عدد المعتقلين في هذه المنطقة. فقالت P24 إنها سمعت أصوات صراخ من الزنازين الجماعية للذكور لأن الرجال كانوا يصرخون على بعضهم البعض عندما لا يستطيع أحدهم الجلوس أو النوم. وقالت إنه ذات مرة دخل السجّان إلى الزنزانة، ولكن ذلك لم يكن ممكنًا في الواقع حيث كان هناك الكثير من الأشخاص في الزنزانة. وقدّرت P24 أنه كان هناك من 100-120 شخص في هذه الزنزانة، مضيفةً أنهم لم يكونوا قادرين على الجلوس، وكان على جميعهم الوقوف.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P24 تعرف أي شيء عن أساليب التعذيب المستخدمة في الفرع 251 أو ما إذا كانت قد سمعت شيئًا عنها. فقالت P24 إنه كان هناك سِياط في الفرع 251. حيث تذكرت أن الناس كانوا تعرضون للضرب على أقدامهم بالسياط. وأضافت أنه كان على المعتقلين الوقوف أثناء تعرّضهم للضرب على أقدامهم وعندما يسقطون كانوا يتعرضون للضرب على أجسادهم بالكامل. وقالت إن أشخاصًا تعرضوا للتعذيب في الغرفة الموجودة فوقها، ولكن ليس لديها أدنى فكرة عن الأدوات التي استخدمت هناك.

سأل كلينجه P24 عمّا إذا كانت قد رأت جثثًا أو عمليات إعدام في الفرع 251. فنفت P24 ذلك، مضيفة بأن النساء الحوامل اللواتي تم اعتقالها معهن قمن بطلب الاستحمام بعد أيام معينة من الاعتقال، على الرغم من عدم تذكرها كيف علمت بذلك. وقد قيل لها أنه لم يعد من الممكن استخدام مرافق الاستحمام. حيث كانت هناك مؤشرات معينة تدل على أنه كان هناك وضع معين في مرافق الاستحمام. قالت P24 إنه لم يكن هناك معلومات أكثر تحديدًا من ذلك. كما قالت للمحكمة إنه تم اعتقال المرأة الحامل مع زوجها. وعندما سألتها P24 عن زوجها، أخبرتها المرأة أنها عندما قامت بالسؤال عنه، قيل لها إن عليها أن تنسى أمره. قالت P24 إن النساء تصرفن وكأنه كان ميت.

أشار كلينجه إلى أن P24 أخبرت مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أنها لا تعرف شيئًا محددًا عن عمليات الإعدام والجثث لكنها تفترض أن وضع المعتقلين الذكور كان فظيعًا على الأرجح. فقالت P24 إن كل ما يمكنها التحدث عنه هو ما رأته على الأرض [في الممر في الطريق إلى المرحاض]. حيث رأت أقدام الرجال الصفراء والحمراء. وبأنه كان على الرجال أن يقفوا في مواجهة الحائط. وقالت P24 إنها رأت آثار التعذيب على أقدامهم وظهورهم. وخلصت إلى أنهم قد تعرضوا للتعذيب على الأرجح.

أشار كلينجه كذلك إلى أن الشرطة الفرنسية سألت P24 عن العلاقة بين العلويين والسنة داخل النظام. وأراد أن يعرف ما إذا كانت P24 تتذكرهذه الأسئلة. فنفت P24 ذلك.

سأل كلينجه P24 عمّا يمكنها قوله للمحكمة بشأن تمثيل العلويين والسنّة على مستوى النظام. فأرادت P24 معرفة ما إذا كان كلينجه يتحدث عن الحكومة. فأكد كلينجه ذلك. فقالت P24 إن هذا سيكون رأيها الشخصي فقط، ولكن كان هناك مناصب تم تخصيصها بشكل واضح منذ [تولي الأسد للسلطة]. ففي بعض الأحيان يتم تخصيصها حسب الديانة، وأحيانًا وفقًا لعضوية الحزب. وقالت إن وزارات معينة كانت مع الأحزاب الاشتراكية ووزارات أخرى مع حزب البعث. وأضافت P24 أنها كانت تتحدث عن أشخاص لهم وظائف معينة يمثلون الحزب. فعلى سبيل المثال، سيبقى رئيس الوزراء دائمًا سُنيًا وستُمنح المناصب العليا في قوات الأمن دائمًا للعلويين. وقالت إنه من وجهة نظرها الشخصية، فإن المناصب الإدارية العليا تُمنح دائمًا للسُنة، بينما تُمنح المناصب العليا فيما يتعلق بالأمور الأمنية دائمًا للعلويين.

أشار كلينجه إلى أن P24 أخبرت الشرطة الفرنسية أنها لا تستطيع القول إن النظام يتألف من العلويين فقط. وقالت للشرطة الفرنسية إن رئيس الوزراء ورئيس البرلمان كانا من السُنة. وبشكل عام، فقد كان هناك حوالي 60% من السُنة. فقالت P24 إن هذا صحيح.

سأل كلينجه عن الطائفة التي ينتمي إليها علي مملوك. فقالت P24 إنها لا تعرف.

أشارت المدعي العام بولتس إلى أن P24 نُقلت من منفردة إلى زنزانة جماعية بها حوالي 20-25 امرأة وسألت P24 عمّا إذا كانت أي من النساء قد ظهرت عليها آثار تعذيب أو سوء معاملة. فقالت P24 إنها سبق أن قالت للمحكمة إن النساء تعرضن لسوء المعاملة في القسم 40. وظهرت آثار ذلك على أقدامهن وأوراكهن.

أرادت بولتس معرفة ما إذا كانت تعليقات P24 تستند إلى استنتاجاتها الخاصة، أم أنها كانت تعلم ذلك بالتأكيد. فقالت P24 إنها لا تستطيع القول إنها كانت تعلم ذلك يقينًا.

سألت بولتس P24 عمّا إذا كانت قد تحدثت عن ذلك [التعذيب أو سوء المعاملة] مع أي شخص. فقالت P24 إن النساء في الزنزانة الجماعية كن حذرات للغاية بشأن ما يقلنه وما لا يقلنه. حيث كنّ يخشين دائما أن "تكون إحداهن حاضرة" [إحدى السجّانات بين المعتقلات]. لهذا لم تقل أيٌ منهن ما كانت تتعرض له. وقالت P24 إن النساء من القسم 40 كن في حالة صدمة. وأضافت أنها بقيت في الزنزانة الجماعية لمدة يومين قبل نقلها إلى كفرسوسة. وقالت إنها كانت مرهقة للغاية عندما عادت من هناك لدرجة أنها كانت بالكاد تستطيع التواصل.

سألت بولتس P24 عمّا إذا كانت ضحية للعنف الجنسي. نفت P24 أنها كانت ضحية للعنف الجنسي. وأضافت أنها لم تسمع أي شيء عن ذلك بشكل صريح من الآخرين. غير أنه كانت هناك امرأتان: كانت إحداهما تريد التدخين وأظهرت صدرها لأحد السجانين لتحصل على سيجارة. والأخرى كان لديها إدمان على ما يبدو. حيث كانت هناك لليلة واحدة فقط وظلت تمشي ذهابًا وإيابًا في الغرفة. ثم تحدثت إلى أحد السجّانين، ليحضر لها شيئًا. وقالت P24 إنها لم تتمكن من سماع ما قالاه. قالت P24 كذلك إنه كان هناك امرأة مع ابنتها القاصر. حيث قالت المرأة لابنتها إنها تعرف كيف تتعامل مع السجانين.

أرادت بولتس معرفة ما إذا كان هناك المزيد من القُصّر في الخطيب. فقالت P24 إن هذه الفتاة كانت قاصر بالتأكيد، لكنها لم ترَ قُصّرا آخرين.

أشارت بولتس إلى أن P24 أخبرت المحكمة أنها اضطرت إلى خلع ملابسها والجلوس بوضعية القرفصاء وبأنه كان لديها مشاكل في مفاصلها. فقالت P24 إنه من الناحية النظرية، تم استخدام هذا الإجراء لتفتيش الأشخاص. ولكن من الناحية العملية، فقد تم استخدامه لجعل الأشخاص يشعرون بالإهانة. وأضافت بأنه [الإجراء] لم يُنظر إليه إلا من تلك الزاوية [الإذلال].

ونظرًا لعدم وجود المزيد من الأسئلة لدى الادعاء العام، أشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى الرسم التخطيطي الذي رسمته P24 أثناء مقابلتها مع الشرطة. وقالت إنه تم حجب اسم P24 وخط يدها وطلبت منها وصف الرسم التخطيطي.

قالت P24 إن هذه هي الغرفة التي كانت فيها عندما أخذت مقتنياتها [في الفرع 251]. حيث قامت بوصف الغرفة من الداخل.

سألها المدعي العام كلينجه عن لون الأرائك. فقالت P24 إنها كانت إما بنية أو سوداء، مضيفة أنها لا تتذكر بالتحديد، ولكنها متأكدة من أنها كانت غامقة اللون.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار فراتسكي محامي دفاع أنور أن P24 ذكرت لهجة السويداء وسألها في أي منطقة كانت هذه اللهجة شائعة. فقالت P24 إنه يتحدث بها في السويداء، وهي محافظة في جنوب سوريا.

أراد فراتسكي معرفة المزيد عن إثنية الناس الذين يعيشون في السويداء والذين يتحدثون بهذه اللهجة. فقالت P24 إن معظم الناس هناك من الدروز. غير أنه كان يتم التحدث باللهجة اعتمادًا على المنطقة بغض النظر عن الطائفة الدينية.

أشار فراتسكي أيضًا إلى أن P24 أخبرت المحكمة أنها كانت في الفرع 251 لأخذ مقتنياتها، وسألها عن اسم مدير السجن الذي ذكرته. فقالت P24 إنها لا تعرف اسمه، ولكنه كان موجودًا أثناء حادثة الصراصير. ووصفته بأنه رجل قصير.

أراد فراتسكي معرفة ما إذا كان هو نفس الرجل الذي كان موجودًا عندما أخذت مقتنياتها. فقالت P24 إن هذا الرجل دخل مكتب الشخص الذي كانت تتحدث معه عن أمورها. حيث طلب الرجل الذي دخل المكتب توقيعاتٍ من الشخص الذي كان موجودًا بالفعل.

سأل فراتسكي P24 كيف علمت بأنه كان مدير السجن. فقالت P24 إنه كان المسؤول أثناء حادثة الصراصير. حيث قال السجانون للمعتقلات إن المدير قادم.

أراد فراتسكي معرفة ما إذا كان اسم توفيق يونس يبدو مألوفًا لـP24. فقالت P24 إن الجميع يعرف هذا الاسم.

سأل فراتسكي P24 عمّا إذا كانت لديها أي معلومات عنه. فنفت P24 ذلك، مضيفةً أن بعض الأشخاص يصبحون ببساطة أساطير.

وسأل فراتسكي P24 كذلك عمّا إذا كان [توفيق يونس] له علاقة بالخطيب. فقالت P24 إنها لا تعرف.

وقامت P24 بشكر المحكمة عندما صُرفت كشاهدة.

سأل محامي دفاع إياد القضاة عن مثول المفتش كنابمان أمام المحكمة. فأجابه القاضي فيدنير بأنه، كالعادة مع وجود شهود من الخارج البلاد، سيدلي مفتش مكتب لشرطة الجنائية الاتحادية المختص بشهادته في المحكمة. فأراد شوستر معرفة متى سيحدث ذلك وما إذا كان لا يزال أمامه هو وزميله فرصة لاستجوابه [بالنظر إلى أن المحكمة أعلنت بأنها ستصدر حكمًا على إياد بحلول نهاية شهر شباط/فبراير 2021]. فقالت القاضي كيربر رئيسة المحكمة لشوستر إنها على دراية بالصعوبات المحيطة بجدول الشاهد وأكدت له أنه سيكون قادرًا على استجواب كنابمان في وقت ما في بداية العام المقبل.

بيان الادعاء العام بشأن تقديم محاميَي المدعين كروكر وشارمر طلبًا بشأن تغيير في المرجع القانوني.

تلا المدعي العام كلينجه بيان الادعاء العام ردًا على الطلب الذي تقدّم به محاميا المدعين كروكر وشارمر فيما يتعلق بإدراج العنف الجنسي كجريمة ضد الإنسانية إلى التهم، بالإضافة إلى ترجمة بعض الوثائق [فيما يلي ملخص للجوانب الرئيسية من التصريح كما لوحظ من قبل مراقب المحاكمة]:

1)    كان الطلب المقدم يختلف بالكاد عن لائحة الاتهام. وقد وُجد في لائحة الاتهام بالفعل هجوم ممنهج وواسع النطاق ضد السكان السوريين. كما أن أعمال العنف الجنسي الإجرامية المذكورة في طلب محاميَي المدعين كانت مدرجة في لائحة الاتهام.

2)     إذا قام القضاة بمشاركة تقييم محاميَي المدعين لأعمال العنف الجنسي المذكورة، فإن الأعمال سيتم وصفها كعمل واحد فقط بموجب المادة 7(1) الفقرة 6 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي، بالإضافة إلى الأعمال المنصوص عليها في المادة 7(1) من قانون الجرائم ضد القانون الدولي والتي تم إدراجها بالفعل في لائحة الاتهام.

3)     تقديم الوثائق المذكورة في طلب محاميَي المدعين كدليل، بالإضافة إلى الترجمات ذات الصلة، لن يخدم جانب التوفير الخاص بالمحاكمة أو مصالح الإجراءات القانونية الواجبة. حيث إن القضاة كانوا بالفعل على دراية بالحقائق التي تتطلب تقييما.

4)     العنف الجنسي مدرج بالفعل في لائحة الاتهام وقد تم تأكيده من قبل العديد من الشهود. لذلك، كان لدى القضاة بالفعل أدلة كافية للحكم في هذه المسألة.

5)     الوثائق المذكورة في طلب محاميَي المدعين لا تقدم معلومات إضافية بشأن هجوم واسع النطاق وممنهج ضد السكان المدنيين.

6)     علاوة على ذلك، فإن القيمة الإثباتية للوثائق محدودة لأنها مجرد تقارير.

قامت القاضي كيربر رئيسة المحكمة بإلغاء الجلسة المقررة في اليوم التالي.

رُفِعَت الجلسة الساعة 1:50 بعد الظهر.

ستُعقد جلسة المحاكمة القادمة في 6 كانون الثاني/يناير، 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] والمعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2]            ملاحظة من مراقب المحاكمة: غالبًا ما كانت P24 تستخدم مصطلح شباب بدلًا من رجال.

[3]            ملاحظة من مراقب المحاكمة: تشاور المترجم مع P24 لتوضيح ما قصدته بالضبط. وخلال استراحة في وقت لاحق، تمكنوا من توضيح أنها لم تكن نافذة، بل كانت فتحة صغيرة.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.