4 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #6: تعذيب، وشاهد مطّلع، والفيسبوك

داخل محاكمة أنور رسلان #6: تعذيب، وشاهد مطّلع، والفيسبوك

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – مدينة كوبلنتس، ألمانيا

التقرير السادس لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات 1 و2 و3 و6 تموز/يوليو، 2020

>>التقرير السابع

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب.

[المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا].

(المعلومات الموجودة بين هلالين هي معلومات ذكرها الشهود أو القضاة أو المحامون).

الملخّص/أبرز النقاط

اليوم الخامس عشر للمحاكمة

  • شهد P4 حول تجربته كمعتقل في فرع الخطيب. قال P4 إن عناصر ميليشيا مسلحة اختطفوه، واتُهم زوراً بقيادة عمليات وحيازة أسلحة. وشهد P4 حول الوضع المعيشي القاسي والوحشي في فرع الخطيب، بما في ذلك الزنازين المكتظة والوصول غير الإنساني إلى الطعام والماء. ووصف التعذيب الذي تعرّض له وشاهده في السجن، بما في ذلك الشّبْح. وتمكن P4 في النهاية من الفرار من المعتقل عن طريق دفع رشوة إلى أديب زيتون، وهو شخص كان يعمل في الفرع 251 وكان P4 يعرفه قبل اعتقاله.

اليوم السادس عشر للمحاكمة

  • شهد P5، الشاهد الثاني المطّلع في هذه المحاكمة، عن تجربته كسجّان في الفرع 251، حيث ذكر التسلسل الهرمي للفرع. وتعرّف P5 على المتهم أنور في مجموعة صور عُرِضت عليه أثناء استجوابه من قبل الشرطة وفي المحكمة. وشهد بأن أنور كان رئيس قسم التحقيق في الفرع 251. وقدّم P5 مخططاً توضيحياً لخريطة الفرع 251 وقدّم معلومات حول القسم 40، مشيراً إلى أن ذلك القسم لديه ميزات وسلطة فريدة للقيام بما يريد القيام به، على الرغم من أنه كان من الناحية الفنية يتبع لقيادة الفرع 251. وشهد بأنه رأى بعض المعتقلين يتعرّضون للضرب، لكنه قال إنه لم يرَ أنور يضرب المعتقلين. وذكر P5 أنه انشق عن الحكومة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الظلم الذي شهده.
  • شهد مسؤولان من الحكومة الألمانية حول استجواب الشرطة للشاهد P5. ذكر أحدهما أن P5 انشقّ بسبب التعذيب الذي رآه.
  • تلا خبيب علي محمد، محامي المدّعي، إفادة لمعتقل سابق ادّعى أن المتهم أنور كان له سلطة وصلاحيات داخل الفرع 251. وعلى وجه التحديد، ذكر هذا الشخص أن علي مملوك وبّخ وصفع المتهم أنور لاعتقاله. وحاجج المحامي خبيب بأن هذا قد يتعارض مع رواية الدفاع بأن المتهم أنور افتقر إلى الصلاحيات الرسمية.

اليوم السابع عشر للمحاكمة

  • استمر استجواب P5. تعرّف P5 على الفرع 251 عبر صور الأقمار الصناعية وقدم مزيداً من التفاصيل عن القسم 40. وقال إن الأفراد الذين يعملون لدى القسم 40 يتم اختيارهم من خلال عملية خاصة. وقال P5 إن وجه المتهم أنور كان مألوفاً له، وشهد بشأن حادثة طلب فيها المتهم أنور من الموظفين التوقف عن ضرب معتقلين. كما ذكر P5 أنه سمع صرخات ألم أثناء عمله في الفرع.

اليوم الثامن عشر للمحاكمة

  • شهد P6، ابن عم المتهم إياد، الذي كان معتقلاً سابقاً، حول تجاربه وعلاقته مع إياد الذي كان برتبة مساعد. وذكر P6 أنه لم يتعامل كثيراً مع إياد عندما كان طفلاً، لكنه بدأ في التعامل معه أكثر كشخص بالغ. وذكر P6 أنه انخرط سياسياً مع شخصيات المعارضة السابقة والثورة. واعتُقل لمدة عشر ساعات ذات مرة لمحاولته المشاركة في مظاهرة والكتابة عنها على موقع الفيسبوك الذي وصفه أحد المحققين بأنه نشر “أخبار كاذبة”. وقال P6 إن المتهم إياد أعلن دعمه للثورة أمام P6 وآخرين، وأعطى مثالاً حذّر فيه إياد شخصاً من أنه سيُعتقل، مما سمح له بالفرار وتجنّب الاعتقال.

ملاحظات مراقب المحاكمة:

  • كان هناك شعور (بين الجمهور) بأن الأرقام التي ذكرها P4 كانت مبالغ فيها (على سبيل المثال، ذكر أنه رأى 500,000 جثة في سوريا)، لكن P4 ذكر عدة مرات أنها ليست مبالغة. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك الكثير من الالتباس حول أبو جعفر الذي تم التعرّف عليه كأحد السجّانين في الفرع 251. وفي مرحلة ما، توقّف القضاة عن السؤال عن هذا الأمر.
  • نفى P5 رؤية جثة، على الرغم من أن القضاة أخبروه أنه قال إنه رآها في استجوابه من قبل الشرطة. تفاجأ الجمهور بأنه لم يرَ سوى شخص واحد “عاجزً” ولم يرَ أي نساء معتقلات خلال سنتين من الخدمة. لكن إفادات P5 كانت محدّدة بشكل عام وشرح الأمور التي ذُكِرت في جلسات سابقة، مثل تعريف “المتطوعين”.
  • أعرب القاضي فيدنر مراراً وتكراراً عن أنه لا يستطيع فهم كيف لم يجد P6 مشكلة مع خدمة ابن عمته في أمن الدولة، على الرغم من أن P6 وصف مراراً الفروع بأنها “مسالخ بشرية”.

يوم المحاكمة الخامس عشر – 1 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة حوالي 10 أشخاص وأربعة أفراد من وسائل الإعلام. بدأت المرافعات الساعة 9:45 صباحاً، وتأخرت قليلاً بسبب تأخر الشاهد.

شهادة P4

أدلى الشاهد P4، البالغ من العمر 30 عاماً، وهو مختص بتركيب قرميد الأسطح، بشهادته حول تجاربه كمعتقل في سوريا.

اعتقال P4

بدأ P4 بشرح وجهة نظره وتجاربه في سوريا. وذكر أنه “لا وجود للدولة” في سوريا حيث يتعامل المرء فقط مع ميليشيات عسكرية ومافيات.

قال P4 إنه اعتُقِل، واختُطِفت أخته، واعتُقِل شقيقه وقُتِل.

ذكر P4 أن لديه فندقاً في السيدة زينب وحوالي 15-16 منزلاً، لكن تم تدمير جميع الممتلكات التي تخصّه هو وعائلته.

قال P4 إنه اعتُقِل في أول يوم من شهر رمضان 2012 [20 تموز/يوليو]. وذكر أن مسلحين، لا يحملون رُتباً عسكرية، جاءوا (كان معظمهم من الشيعة وأغلبيتهم إيرانيون وأفغان وعراقيون). وقال P4 إنه كان يعيش في منطقة غالبية سكانها من الشيعة العراقيين. وقال إنه عندما اعتُقِل، كان يعرف نصف الأشخاص الذين اعتقلوه لأنهم كانوا يعيشون في نفس المنطقة. وقال إنهم ينتمون إلى الجماعات الطائفية التالية: حزب الله، وعصائب الحق، وأبو الفضل العباس، والزينبيون. وقال P4 إن الجيش السوري كان عبارة عن “ممسحة” [مصطلح مهين] حيث كان يجلب الطعام لهذه الجماعات العسكرية [أي يقوم على خدمتهم].

قبل يوم واحد من اعتقاله، قال P4 إنه كان موجوداً في فندقه. وقال إن ثلاث حافلات وصلت من حمص، وعلى متنها نساء وأطفال من السنّة الذين فرّوا من الحرب. وقال P4 إنهم توقفوا عند الفندق وطلبوا منه مكاناً للإقامة وساعدهم. وقال إنه بعد ساعة من وصول الباصات بدأت المشاكل واختفت أخته.

ذكر P4 “أنهم” داهموا المنطقة في اليوم التالي، وهو أول يوم في شهر رمضان. وقال “إنهم” جاءوا إلى مدخل الفندق وأخذوا [منه] ماءً وطعاماً. وذكر P4 أن هؤلاء الأشخاص هم نفس الأشخاص الذين اعتقلوه بعد ذلك. وكان هناك أكثر من 1,000 مسلح (قال P4 إن الجيش السوري الحر لم يكن موجوداً في تلك المنطقة) كانوا يقفون على الطريق السريع، مقابل الفندق.

قال P4 إنه بعد أن أخذ “هؤلاء” الماء والخبز والطعام، أخبرهم P4 أنه يريد أن يُحضِر والده، وسألهم عما إذا كان يجب أن يذهب معهم أو يسلك طريقاً آخر. قال إنه كان في طريقه إلى والده وكان يمرّ بمشفى الخميني وبساتين وشجرة قطرها مترين. قال P4 “إنهم” بدأوا بقصفه بثلاث قذائف مدفعية، مما تسبب في تبخّر الشجرة بعد 30 دقيقة. وذكر P4 أنهم جاؤوا إليه وأخذوه. وقال P4 إنهم أجبروه على الوقوف أمام الحائط وأطلقوا النار حول الشكل الخارجي لجسمه [لرسم صورة جسمه بالرصاص على الحائط]. قال P4 في تلك اللحظة، بدأ “فيلم” التعذيب [سلسلة الأحداث] من الساعة 9:30 مساءً إلى 5:30 صباحاً، حيث تعرّض للضرب. وقال P4 إنه وُضع بعد ذلك في مخزن أسلحة، والذي اعتقد أنه كان زنزانة، ثم أخِذ إلى القبو بعد نصف ساعة. قال P4 أن هذا كان عند مفترق طرق السيدة زينب. قال P4 إنهم بدأوا في جلب المزيد من المعتقلين من الشوارع، تتراوح أعمارهم بين 17 و40 عاماً، ولم يكونوا على صلة بالجيش السوري الحر ولم يكونوا مسلحين.

طلبت رئيسة المحكمة الدكتورة كيربر من P4 إظهار المواقع على الخريطة. قال P4 إنه سار لمدة ساعة حيث تعرض للضرب بالحجارة والحديد والزجاج. وأشار إلى موقع على الخريطة وقال إنه كان فيه أسلحة يمكن أن تمحو سوريا [من الخريطة].

[الإحداثيات 33.434592، 36.347077]

سألته القاضي كيربر عن موقع فندقه، فأشار P4 إلى مشفى الخميني ومنزل السفير الإيراني وموقع فندقه واسمه فندق السيدة زينب. كما عرض P4 مقام السيدة زينب.

[الإحداثيات 33.445571، 36.338548]

ورداً على أسئلة القاضي فيدنر، قال P4 إن هذا كان في المنطقة الجنوبية من دمشق وأن الشجرة كانت مقابل مشفى الخميني. وأشار P4 إلى موقع منزله.

[لم تُعرض الصورة أدناه في قاعة المحكمة، ولكن ربما كان P4 يعني هذه الشجرة (أمام المستشفى في الصفحة 2). هذه لقطة شاشة من google earth].

[الإحداثيات 33.434164، 36.346773]

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المزيد من الناس قد حضروا عندما تم اعتقاله. قال P4 إن العديد من “الأفلام” [الأحداث] وقعت عدا عن اعتقاله. حيث قال P4 إنه كان هناك شيعة يحملون أسلحة وسكاكين وقتلوا أي شخص [يمرّ بهم]؛ قبل أيام قليلة من رمضان، قتل هؤلاء الأشخاص حوالي 450 بالسكاكين والسيوف. قال P4 أيضاً إن طائرة هليكوبتر شنت غارة جوية بثلاثة صواريخ أسفرت عن مقتل 580 شخصاً. وقال إن هذا وقع على مدار ثلاثة أشهر.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد تعرّض للتعذيب أثناء اعتقاله. قال P4 إنه نُقل إلى مفرزة أمن الدولة حيث فقد الوعي لبضعة أيام. قال P4 إنه كان هو ومعتقلون آخرون في غرفة مغلقة، وكانت القوات العسكرية تعود بعد عمليات فاشلة وينفّس الجنود عن غضبهم بالمعتقلين [جسدياً]. قال P4 إنه مكث في المفرزة لمدة خمسة أيام، حيث كان المعتقل يتعرّض للضرب ويتوقفون قبل موته بقليل.

نقل P4 إلى فرع الخطيب

قال P4 إنهم نُقلوا بعد ذلك إلى الخطيب، حيث شعر أنه في مكان مختلف تماماً تحت الأرض، غير قادر على معرفة ما إذا كان الوقت نهاراً أم ليلاً. وذكر P4 أن الأعداد [أعداد المعتقلين] كانت هائلة ولا يمكن تصورها داخل الخطيب. وقال إنه فور وصوله “تم الترحيب بهم” لمدة ساعة بالجلد أو بالكهرباء أو بالدولاب أو بالكابلات أو بالشّبْح. وقال P4 إنه تم بعد ذلك تجريد المعتقلين من ملابسهم وتفتيشهم قبل إرسالهم إلى زنازينهم. وقال P4 “كانوا” يفعلون ما يريدون. وقال P4 إنه لم يشعر بأي شيء، وبسبب الضرب المبرح، كل ما كان يريده هو النوم فقط.

سألت القاضي كيربر عن سبب عدم السماح لهم بالنوم، وقال P4 إنهم اعتقلوا أشخاصاً لتعذيبهم، وليس للسماح لهم بالنوم. وتابع P4 أنه بعد تفتيشهم، سألوا المعتقلين عمّا إذا كانوا يريدون الذهاب إلى الزنازين الداخلية أو الخارجية أو زنازين “24” [لم يشرح P4 المقصود بزنازين “24”]. وكان لكل نوع من الزنازين جو خاص به وعدد مختلف من المعتقلين. وقال P4 إن الزنزانة الخارجية كانت الأكبر في الفرع وكان سقفها من الحديد. وهكذا، قال P4، يتعرض المرء للتعذيب حتى عندما ينام عندما تضرب حرارة الشمس سقف الزنزانة.

أشار P4 إلى أنه كان يؤتى بمزيد من المعتقلين إلى الزنزانة باستمرار، وأن السجانين لم يأخذوا في الاعتبار أن الزنزانة كانت قد وصلت إلى سعتها القصوى. وقال P4 إنه عندما كان يُقال لمعتقل إنه سيذهب في جولة على “الدولاب”، كان يشعر بالسعادة لأنه كان بإمكانه على الأقل الذهاب للحصول على بعض الهواء خارج الزنزانة.

رداً على سؤال، أوضح P4 أنهم لم يستطيعوا رؤية الشمس في الزنزانة، ولكن لأن السقف مصنوع من الحديد، جعلت الشمس جو الزنزانة شديد الحرارة.

أضاف P4 أنه في اليوم الأول، كان هناك 520 شخصاً داخل الزنزانة؛ كان السجّانون يحصونهم ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، وكان يتم إحضار 15 إلى 20 شخصاً بين الحين والآخر. وأضاف أنه لا يمكن تخيّل الأعداد بالداخل وأنه لم يكن هناك مكان للجلوس. وضرب P4 مثالاً للشاحنة التي يراها المرء على الطريق السريع مليئة بالخنازير فوق بعضها البعض، ثم قال إن ذلك هو ما حدث لهم. قال P4 أنه إذا كان الشخص سورياً، فإن كرامته وشرفه وماله ملك للدولة.

أشار P4 إلى وجود أعداد هائلة من الأشخاص داخل الزنزانة وبلغ عددهم ذات مرة 800 شخص. (قال الشاهد إنه كان يرتجف [داخل قاعة المحكمة]). وذكر أنه لم يكن هناك هواء، وكان الناس ينامون فوق بعضهم البعض، وكان بينهم جثث. وأخبر P4 القضاة أن كل هذا كان واقعاً وأخبرهم ألا يفكّروا أنه خيال.

سألت القاضي كيربر عن حجم الزنزانة. قال P4 إنه كان 10 – 12 ضرب 5 أمتار.

تحدّث P4 عن ظروف الغذاء والماء. قال إن الطعام كان قطعة بطاطس مغموسة بالديزل أو مطبوخة بالديزل (لم يكن متأكداً). قال P4 إن الزنزانة الخارجية لم يكن بها ماء وكانوا يشربون من الحمام، لكن الكميات كانت شحيحة. قال P4 إنه كان هناك ستة أشخاص مسؤولين اعتادوا فتح أو إغلاق المراحيض وفقاً لمزاجهم، أو ربما كانت لديهم أوامر، لكن P4 لم يكن يعلم بذلك.

سألت القاضي كيربر كيف عرف أن هذا كان في فرع الخطيب. قال P4 إن أحداً [يبدو أنه أحد السجناء] أخبره بذلك بعد 15 يوماً. قال إنه تأكّد لاحقاً عندما ذهب مرة إلى الاستجواب ووجد شخصاً في الطابق العلوي كان يعرف أنه يعمل في الخطيب.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت لديه فرصة للنظر من النافذة. قال P4 أنه لم يكن هناك نافذة.

سألت القاضي كيربر عن الاستجواب. قال P4 إنه نُقل مرة واحدة إلى مكتب في الممر حيث أجبر المحقق المعتقل على الاعتراف بشيء لم يفعله. قال P4 إنه كان في الطابق العلوي وأنهم تُركوا واقفين في الممر لمدة خمس دقائق تقريباً. وقال إنه كانت هناك جثث على الأرض، ونساء، وثلاثة أطفال معه في الزنزانة الخارجية، ورجل يبلغ من العمر 70 عاماً بعين واحدة ويده اليسرى وساقه اليمنى مقطوعتان.

سألت القاضي كيربر عن عمر الأطفال. قال P4 إن واحداً كان سبعة أو ثمانية، وواحداً كان عشرة والآخر كان ثلاثة عشر أو أربعة عشر. قال P4 توفي واحد أو اثنان منهم لأن أحدهم كان صغيراً وكان يعاني من مشاكل قبل مجيئه إلى السجن. وأضاف P4 أن كبار السن كانوا يجدون صعوبة في التنفس.

سألت القاضي كيربر عن إقامته في الزنزانة الخارجية. قال P4 إنه مكث هناك تسعة أيام قبل نقله إلى الزنزانة الداخلية، وهو الأمر الأصعب. قال P4 إن جدران الزنازين الداخلية كلها مصنوعة من الإسمنت، ولم يُفتح الباب إلا عندما أرادوا أن يأتوا بسجناء إلى داخل الزنزانة. قال P4 إنهم صنعوا فتحة في السقف فوق الباب مزوّدة بمحرّك [مروحة آلية] للسماح بدخول الهواء، لكنها لم تفعل شيئاً. ووصف العرق بأنه مرتفع بمقدار 70 سم. قال P4 إنه مكث هناك حوالي 20 يوماً وكان العدد [عدد السجناء] لا يقل عن 480.

سألت القاضي كيربر عن حجم الزنزانة فقال P4 إنها خمسة أمتار في خمسة أمتار. سألت كيربر كيف يمكن أن تتسّع لهذا العدد من الأشخاص في الداخل. وصفها P4 بأنها تشبه المعكرونة التي يتم طهوها لأن الناس كانوا فوق بعضهم البعض.

رداً على القاضي كيربر، قال P4 إن كل ما يتعلق بالزنزانة الداخلية كان فظيعاً، باستثناء وجود مرحاض. وأضاف، كل أسبوعين كان هناك قطعتين من الصابون للزنزانة بأكملها وكان السجّان يمسح الرأس [السجين] بالصابون ويطلب [السجين] التالي.

رداً على القاضي كيربر، قال P4 إنه لم يكن هناك طعام تقريباً. في معظم الأيام، كانت قطعة بطاطس بنكهة الديزل وكان يُقدم لهم المربّى كل 10 أيام. كان يُقدّم المربّى في طبق مع ملعقتين لـ50 شخصاً. سألت كيربر عمّا إذا كانوا يتشاركون في الطعام، فقال P4 إنهم كانوا يتقاتلون ويضربون بعضهم البعض.

سألت القاضي كيربر عن حالة P4 الصحية في السجن. قال P4 إنه لم يكن قادراً على الرؤية لفترة من الوقت بسبب الضرب. وعُرض عليه الذهاب إلى المستشفى لكنه رفض وكان خائفاً. وأضاف أنه لم يكونوا “هم” من عرض ذلك، ولكن السجناء أخبروه أنهم ذاهبون إلى المستشفى وسألوه عمّا إذا كان يريد أن يأتي معهم. وقال إنهم ذهبوا ولم يعدوا أبداً.

ذكر P4 أنه عندما تم اعتقاله، كان لديه 3,660 ليرة سورية أخذها واحتجزها الضباط [أموال ومتعلّقات ينبغي إعادتها إلى السجناء عند إطلاق سراحهم]. طلب P4 من عسكري في السجن أن يأخذ نقوداً كانت بحوزته كجزء من متعلّقاته وأن يُحضر له مرهما للعين. وقال P4 إن العسكري غادر لمدة ساعة وعاد ومعه مرهم أسود ربما كان شحم سيارات، والذي استخدمه.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان لديه أموال في السجن. قال P4 إن السجناء كانوا يطلبون من القائمين على التعذيب أشياء أثناء الضرب. سألت كيربر عن مكان النقود وقالت إنها لم تستطع أن تفهم أن لديه نقوداً في السجن. قال P4 إنه كان يحمل نقوداً عندما تم اعتقاله، وصادرها السجن منه. وأضاف أنه كما ذكر من قبل، لم يكن يعيش في دولة بل بين عصابات مافيا، وكانوا “هم” [سلطة السجن] يأخذون متعلقات السجناء [لأنفسهم]. عرف P4 أشخاصاً دخلوا السجن ولديهم أشياء مثل السيارات ولكن بعد إطلاق سراحهم، لم يكن لديهم شيء.

قال P4 إنه سلّم ثلاثة هواتف محمولة عندما تم اعتقاله، ولكن أعيد له هاتف واحد عندما أطلق سراحه. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا قد أعادوا المال إليه بعد إطلاق سراحه، فقال P4 لا، وإنه لم يحصل سوى على هاتف محمول ومفاتيحه وبطاقة هويته.

سألت القاضي كيربر عن الظروف الصحية المتعلقة بالجِلد. قال P4 إن الزنزانة كانت مغلقة “مثل علبة التونة”، ولم يدخلها هواء أو شمس. وذكر أن البثور كانت تظهر على الجسم ثم تبدأ في أكل اللحم [الجلد]. وأشار إلى وجود تونسي معه في السجن أصيب بهذه البثور في ساقه واختفى أصبع قدمه.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان استجوابه قد تم عندما كان في الزنزانة الداخلية أم الخارجية. قال P4 إن ذلك حدث عندما كان في الزنزانة الداخلية، حيث أخِذ إلى الطابق الثالث. قال P4 إنه تم وضعه في المطبخ واسترق النظر لمدة خمس دقائق من تحت العصابة يُمنة ويُسرة، ورأى العديد من الجثث واللون الأحمر عندما نظر إلى منطقة الزنزانة.

سألت القاضي كيربر عمّا حدث في المطبخ. قال P4 إنه بقي هناك لنصف ساعة أو ساعة على الأرض في وضعية الانبطاح ولم يُسمح له بالنظر حوله. قال إنها المرة الوحيدة التي شعر فيها بالشمس فوقه، لكنه لم يرها. قال P4 إنه لم يعرف ما كان يحدث، لكنه كان يسمع أصوات قصف. عندما سُئل عمّا إذا كانت النوافذ مفتوحة، قال P4 كان الجو مشمساً.

قالت القاضي كيربر إن P4 ذكر في وقت سابق في استجوابه من قبل الشرطة أنه نظر من النافذة ورأى الأشجار والشارع واستنتج أنه فرع الخطيب. قال P4 إنه تذكر هذا السؤال وذكر أنه أجاب بأنه كان على الأرض، وكانت هناك نافذة ورأى منها الجزء العلوي من المباني في الخارج، لكنه لم يكن قادراً على الوقوف. وتأكد أنه كان في الخطيب لأنه يقع في شارع بغداد بوسط البلد.

كان هناك مزيد من الالتباس حول قيام P4 بالنظر من النوافذ/من خلال النوافذ، لكن P4 أوضح أنه لم يقف بجانب النافذة، بل نظر من خلال النافذة. وصف P4 أنه كان ممدّداً على الأرض، على بعد مترين من النافذة ويداه مقيدتان، لكنه كان لا يزال قادراً على أن يرى من خلال النافذة. وأضاف أن الناس في سوريا يعرفون الأحياء من شكل المباني.

سألت القاضي كيربر عمّا حدث بعد ذلك. قال P4 إنه مكث هناك حوالي نصف ساعة أو ساعة. قال P4 إنه بدا أن هناك ضابطاً رفيع المستوى بالخارج وبسببه تأخر الاستجواب. بعد ذلك، قال P4 إنه أخِذ إلى محقق يُدعى أبو جعفر، الذي يمكن أن يكون برتبة مقدّم وطلب من P4 الاعتراف بكل شيء. أخبره P4 أنه لم يفعل شيئاً، لكن لا يجوز القول إن أحداً لم يفعل شيئاً.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت هناك صلة قرابة بينه وبين الضابط الذي كان يعمل في الفرع والذي كان يعرفه. قال P4 إن ذلك الشخص لم يكن أحد الأقارب المقرّبين، بل هو أحد أبناء العمومة “تربطه به صلة قرابة بعيدة/غير مباشرة” من نفس العشيرة.

سألت القاضي كيربر عن اسمه، فقال P4 إنه لا يعرف. سألت كيربر إذا كان اسمه هو عبد الله السلام، فقال P4 نعم، لكن هذا ليس أبو جعفر [يبدو أن عبد الله السلام يكنّى أيضاً بأبي جعفر، إذاً هناك شخصان يكنّيان بأبي جعفر]. وأضاف P4 أنه لا أحد ينادي الآخر باسمه في الفرع، بل بالكنية.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هذا الشخص المذكور أعلاه قد استجوبه أيضاً. قال P4 لا، وأنه بعد ستة أشهر من إطلاق سراحه، ترك ذلك الشخص عمله، ويبيع الآن الفلافل في اسطنبول.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قادراً على نزع العصابة والرؤية من تحتها. قال P4 لا، وإنه كان سيُضرب لو فعل ذلك. كان قادراً على تحريكها قليلاً فقط.

رداً على أسئلة القاضي كيربر، قال P4 إن مساحته [مساحة المكتب] تبلغ حوالي 20 متراً مربعاً وكان هناك مكتب وأريكة وكابلات على الأرض. قال إنه لم ير أي شيء على الحائط، ولم يكن هناك كمبيوتر محمول لكنه رأى شاشة.

سألت القاضي كيربر P4 عمّا إذا قام عبد الله السلام أو أبو جعفر باستجوابه وضربه. قال P4 إنه علم أن أبو جعفر استجوبه، لأن شخصاً جاء أثناء الاستجواب وخاطب المحقق بكنية “أبي جعفر” وطلب منه الحضور لتناول الإفطار.

استراحة لمدة 15 دقيقة

سألت القاضي كيربر عمّا حدث بعد الاستجواب. قال P4 إنه عندما دخل المكتب، قال له المحقق أن يعترف بثلاثة أشياء. أخبره P4 أنه لم يفعل شيئاً وأنهم يعرفون كل شيء عنهم أصلاً. قال P4 إنه تعرّض بعد ذلك للضرب لمدة دقيقتين وأجبره المحقق على توقيع ورقة وختم بصمة إصبعه على ورقة فارغة أخرى. ثم قال P4 إن المحقّق ختمها، واستدعى شخصاً أخذ P4 إلى الطابق السفلي، وضربه بالكابل وأخذه في النهاية إلى الزنزانة.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان الاتهام هو أنه شارك في ثلاث عمليات عسكرية، فأكد P4 ذلك.

سألت القاضي كيربر عن الاستجواب. قال P4 إنه ذكر أسماء أشخاص يعرفهم من قوات الأسد، لكن لم يذكر أسماء من الجيش السوري الحر. قال إنه عُرض عليه شريط فيديو لمظاهرة لأشخاص من حيّه. أخبرهم P4 أنه لا يعرف الأشخاص الموجودين في الفيديو وأنه لم يكن على اتصال بجيرانه، لأنه كان معنياً بعمله فقط. ظلّ P4 يتجنب الأسئلة حتى استدعى المحقق شخصاً [ربّما السجّان] ليأتي، فعرف P4 أن المحقق انتهى منه.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان متهماً بحيازة أسلحة. فأكد P4 ذلك، وقال إنه تم استجوابه مرتين. لقد كتب [المحقق] على الورقة أن P4 كان لديه رشاشات (بي كيه إس) وقاذفة (آر بي جي) ودبابة، بل إنه اتهم بوضع متفجرات في حذائه. وجد P4 ذلك غريباً وأخبره أنه مدني.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هناك اتهام بحيازة سلاح في ذلك الاستجواب [عندما عُرض عليه شريط فيديو للمظاهرة] فأجاب P4 بالنفي.

سألت القاضي كيربر عمّا كانت الأشياء الثلاثة التي طُلب منه الاعتراف بها. قال P4 إنه طُلِب منه أن يعترف بثلاثة أشياء [طُلِب منه أن يختلق ويعترف بجرائم/تهم].

قال P4 إن الاستجواب استمرّ أقل من ساعة. قالت القاضي كيربر إن P4 قال في استجواب سابق إن الأمر استغرق ساعتين تقريباً، لكن P4 نفى ذلك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قال إن عبد الله السلام استجوبه وقال P4 إنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشخص أم شخص آخر. وأضاف P4 أنه بعد إطلاق سراحه أمضى 6 أشهر في البحث عن ذلك الشخص وكان ينتظر في الخارج [خارج الفرع] حتى يخرج أي شخص، حتى يتمكن P4 من الاستفراد به والحصول على إجابات، لكنه لم يستطع، لأنهم كانوا يغادرون العمل في مجموعات.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان يعرف أن قريبه كان يعمل في الفرع قبل اعتقاله. قال P4 لا، وإنه علم بذلك فقط بعد إطلاق سراحه. وأضاف P4 أنه قال في الاستجواب إنه كان يعرف أن قريبه كان في الخطيب وأنه يُدعى أبو جعفر، لكنه لا يعرف ما إذا كان هو نفسه المحقق أبا جعفر.

قال P4 إن عبد الله السلام لم يكن في سوريا، بل في اسطنبول. أخبرت القاضي كيربر P4 أن هذه الإجابة كانت مختلفة عمّا قاله في الاستجواب. قال P4 إنهم أحضروا أثناء الاستجواب سيدة ألمانية تتحدث العربية المكسّرة وأمضوا ساعتين في تنقيح المحضر بعد الاستجواب.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد وقّع على النسخة وأكّد P4 ذلك. وقال P4 إن جميع الأرقام والتقارير التي ذكرها صحيحة وغير مبالغ فيها.

قالت القاضي كيربر إن P4 قال إن ابن عم عبد الله السلام كان في السجن. قال P4 إنه عندما كان في التحقيق ذكر أن عبد الله السلام كان في الفرع. وعندما جاء شخص وقال: “أبو جعفر، تعال لتناول الإفطار”، خطر اسم عبد الله السلام في ذهن P4. لذلك قال P4 “له” [للمحقق] إن ابن عمه كان في الطابق السفلي، وسأل الشخص P4 عن اسم الشخص في الطابق السفلي فقال له P4 “ضياء سلام”. ثم أحضر [المحقق] أوراقاً ليوقّعها P4 ودعا السجّان لأخذه إلى الخارج. وقال P4 إنه هو و[تم حجب الاسم] دخلا السجن معاً وخرجا معاً، لكن لم يتم استجواب ضياء.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P4 يتذكر اسم رئيس فرع الخطيب. فأجاب P4 بالنفي، ولكن عندما أخذوه خارج الغرفة، التقى بشخص كان يعرفه في الممر “أديب زيتون”. قال P4 إنه كان يعرف ذلك الشخص قبل الاعتقال. حيث كان P4 يعمل في مساكن برزة وكان ذلك الشخص يؤمّن لهم [ربما يعني عائلته] تراخيص البناء. وعندما سمع P4 صوت زيتون، ترك السجّان وركض نحو ذلك الشخص وأخبره من هو. وتعرّف عليه ذلك الشخص، لأنه كان لديهما الكثير من الأعمال بين بعضهما البعض. قال P4 إن ذلك الشخص أخذ P4 إلى مكتبه وأحضر له الطعام. ثم أخذا يتفاوضان على مقدار المال الذي يريده من P4. واتفقا على 10 ملايين ليرة سورية (حوالي 100,000 دولار أمريكي).

عندما طُلب من P4 وصف المكتب، قال إنه يشبه الفيلا وكانت هناك صور لبشار “الكلب” ووالده “الخنزير”. طلبت منه القاضي كيربر أن يتجنب ذكر مثل هذه التعليقات.

قال P4 إنه خرج بعد 12 يوماً وذهب إلى فرع آخر. قال P4 إنهم أخِذوا إلى نجها. ربما كانت فيلا وليست فرعاً، وكان هناك طابقان مليئان بالغرف تحت الأرض. قال P4 إنه لم يكن هناك هواء أو ضوء، ووصفه بأنه فيلم رعب جديد مع أناس مرعبين جدد. وأضاف P4 أنها كانت زنزانة كبيرة بها أشخاص شَعْر رؤوسهم ولحاهم أبيض بالكامل. كان جميع المعتقلين هم سجناء قدامى منذ فترات طويلة. لم يُسمح لأحد بالاقتراب من زنزانتهم.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P4 قد تعرّض للضرب أو التعذيب في الفرع 251. قال P4 إن الجميع تعرضوا للضرب ولم يَنَم أحد دون أن يُضرب. وقال إنه عندما لم يكن هناك أشخاص لاستجوابهم، كان اثنان – ثلاثة [من السجّانين] يفتحون الباب، ويدخلون إلى الزنزانة ويضربونهم [يضربون السجناء] في الداخل [داخل الزنزانة].

قالت القاضي كيربر إن P4 قال إن طفلاً مات داخل السجن، وأوضح P4 أنه قال أطفال وليس طفلاً.

رداً على أسئلة القاضي كيربر حول الوفيات في الخطيب، قال P4 إن العديد يموتون كل يوم. وأضاف أنه كانت هناك جثث داخل زنزانته وخارجها في الممر. وكان من بينهم 13 شخصاً تُوفوا في الزنزانة التي بصم/وقّع P4 على ورقة تفيد بأنهم توفوا وفاة طبيعية.

سألت القاضي كيربر عن سبب بصمه على ورق الجثث. قال P4 إنه أُجبر على ذلك. قال إنه وسجناء آخرون كانوا يحملون الجثث خارج الزنزانة ليتم أخذها، وكان يحمل آخر جثة عندما تم استدعائه. بصم P4 على 13 ورقة فارغة، وهو نفس عدد الجثث.

سألت القاضي كيربر كيف عرف أنه سيتم تسجيلهم على أنهم توفّوا “وفاة طبيعية” وما إذا كان هناك شيء مكتوب على الأوراق. قال P4 إن الأوراق كانت فارغة ولم يُكتب فيها أي شيء. قال P4 إنهم لم يموتوا من تلقاء نفسهم [أي: لم يموتوا ميتة طبيعية]. كانوا يأتون متوفين من مضايا والغوطة، حيث يتلقون معاملة “خاصة” من التعذيب [في الفرع]. وقال P4 إن صديقه في الزنزانة ضُرِب بكابل حديدي على تفاحة آدم/حنجرته وتوفي بعد 10 دقائق. قال P4 إن هذا الشخص لم يكن من ضمن الـ13 جثة.

سألت القاضي كيربر عن عدد الجثث التي كانت على الأرض. قال P4 إنه لم يعدّها، ولكنها كانت أكثر من 10.

سألت كيربر مرة أخرى عن عدد حالات الوفاة. قال P4 إن كثيرين توفوا، وكانوا يجلسون مذعورين من صوت التعذيب. وأضاف أن المرء يمكن أن يُصاب بنوبة قلبية أثناء الجلوس، وأنهم [هو والسجناء] لم يحسبوا الأعداد.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

قال القاضي فيدنر إن P4 ذكر في استجواب سابق أن طفلاً توفي، وطرح أسئلة متابعة. قال P4 إنه كان الطفل الأصغر، حوالي سبع سنوات، وأنه توفي بينما كانوا جالسين عندما كان الطفل في حِجر والده. قال P4 “إنهم” أخذوا الطفل للاستجواب حيث مكث هناك لمدة ساعة أو أكثر. وذكر P4 أنهم أعادوه [إلى الزنزانة] وأخذوا الأب الذي تعرّض للضرب وعاد إلى الزنزانة إنساناً مختلفاً. وجلس الطفل في حِجر والده. قال P4 إنه نسي ما حدث بالضبط، ربما نام أو غادر الزنزانة، لكنه استيقظ وسأل عن الطفل، وقيل له إنه “انتهى” ومات. قال P4 إنه لم ير الطفل الميت، لكنه رأى الأب يبكي وقيل له إنه مات. لم يكن يعرف سبب وفاة الطفل. قال إن هذا حدث في الزنزانة الخارجية.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P4 قد شاهد الآخرين الذين ماتوا. قال P4 إن كثيرين ماتوا، وعندما كان شخص يموت، لم يكونوا يدركون ذلك، لأنهم عندما كانوا ينامون لم يعرفوا من لم يستيقظ [ومن مات]. قال P4 إن السجناء اعتادوا إخبار السجّانين عندما يموت شخص ما، وكان السجانون يقولون لهم إن ذلك “طبيعي”.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا يقومون بنقل الجثث إلى الخارج. قال P4 إنه كان يُطلب منهم وضع الجثث في الممر.

قال القاضي فيدنر إنه لم يكن يطلب أرقاماً محددة وسأل عمّا إذا كان P4 قد رأى حالات وفاة بين الإناث. قال P4 إنه طوال فترة اعتقاله رأى امرأة واحدة حامل ميتة. قال P4 إن هذه المرأة لم تكن من ضمن الـ13 جثة المذكورة سابقاً.

أضاف أن هناك طاقة [أو فتحة] للخدمة في أسفل الباب، كانوا يراقبون من خلالها الممر ويرون الناس. قال P4 إنه لم يُسمح لهم بالنظر من خلال تلك الطاقة. قال P4 إنه كان هناك سجينين بجانب الباب وكانا يأخذان أي شخص كان ينظر ليُضرب بالخارج.

قال القاضي فيدنر إن P4 ذكر في استجوابه أن صديقه تعرض للتعذيب ومات. قال P4 للقاضي أنه ربما كان يقصد [تم حجب الاسم إمام مسجد. قال P4 إن عمّ هذا الشخص كان وزيراً. قال P4 إنه أبلغ الشرطة أن [تم الحجب] كان معتقلاً معه وتعرّض للتعذيب. قال P4 إن ذلك الشخص لم يكن صديقاً، بل رفيق زنزانته.

قال P4 إنه على الرغم من عدم قدرتهم على النظر، إلا أنهم كانوا يستطيعون سماع الأصوات – أصوات التعذيب على وجه التحديد.

سأل القاضي فيدنر عن حجم النافذة. قال P4 إنها كانت كبيرة وداخل الزنزانة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P4 رأى التعذيب أو سمعه. أضاف P4 أنه بسبب العدد الكبير [للمعتقلين]، لم تكن هناك مساحة كافية وكانت الزنازين الخارجية سابقاً مغلقة بالحديد. لذلك بقيت النوافذ على الأبواب واستعمل المكان للتعذيب. قال P4 إنه كان يُطلق عليها زنازين خارجية، لأنها كانت موجودة خارج السجن.

قال القاضي فيدنر إن P4 قال إنه “رأى” شخصاً يتعرض للتعذيب. قال P4 إنه رأى ذلك بعينيه وأن المعتقلين كانوا يُعلَّقون مثل الخراف ويتعرضون للتعذيب بشكل جماعي.

قال القاضي فيدنر إن هناك مشكلة فيما قيل للشرطة. قال P4 إنه لا يمكن للمرء أن يحصي كل ما حدث خلال فترة اعتقاله التي دامت 45 يوماً.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P4 تقدير عدد حالات الوفاة التي حدثت خلال فترة اعتقاله (قال P4 إنه يريد إظهار شيء ما على الخرائط، لكن طُلب منه الإجابة على السؤال). قال P4 إن الأعداد كانت كبيرة ولا يمكنه تقديرها، لأنهم كانوا يجلبون معتقلين باستمرار. قال إنه متأكد من مقتل نصف المفرج عنهم.

قال القاضي فيدنر إن P4 قال إن حوالي 100 ماتوا. فأكد P4 ذلك. قال ذلك لأنه رأى هذا بنفسه وأخبره به آخرون. قال P4 إنه شاهد 500,000 جثة في سوريا. قال إن منزله كان بجوار مقبرة [تم حجب الاسم] التي كانت صحراء قبل ذلك. وكانت هناك كل يوم جرافة وشاحنة تقومان بالدفن.

رداً على أسئلة حول التعذيب، قال P4 إنه تم استخدام كل الأساليب، من ضرب وشتم وإهانات. قال P4 إنهم لم يستخدموا أيديهم/قبضتهم لأن ذلك لن يؤذي، واستخدموا الكابلات بدلاً من ذلك.

قال القاضي فيدنر إن اسم عبد الله السلام ظهر أثناء استجواب الشرطة وسأل P4 عن مدى صلة هذا الاسم. قال P4 إنه كان محققاً.

سأل القاضي فيدنر إذا كان شخصان قد استجوبا P4. قال P4 واحد فقط. وأضاف أنه قال للشرطة إنه لو استجوبه عبد الله السلام لما اضطر لدفع 10 ملايين ليرة سورية للخروج من السجن، لأن عبد الله السلام كان سيخرجه دون مقابل [لكان بمثابة “واسطة” P4].

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P4 قد رأى المحقق. قال P4 لا، وأنه كان سيُضرب إذا حاول. قال P4 إن المحقق وقف خلفه. وأضاف P4 أنه لو عرف المعتقلون من يعمل في الفروع، لكانوا [المعتقلين] قتلوهم [المحققين] بعد إطلاق سراحهم.

رداً على الأسئلة، قال P4 إنه مكث في الفرع 251 لمدة 34 يوماً تقريباً. قال P4 إنه ذهب بعد ذلك إلى نجها، حيث بدأت سلسلة جديدة من التعذيب والقتل. وقال إن الماء كان متوفراً لكن لم يكن هناك طعام. قال P4 إنه مكث هناك لنحو ستة إلى سبعة أيام قبل إطلاق سراحه ونقله إلى الخطيب حيث بصم على ورقة. وقد أعيد له هاتف محمول ومفاتيحه، رغم أنه كان بحوزته في الأصل ثلاثة هواتف محمولة و3,600 ليرة سورية عندما اعتُقِل.

سأل القاضي فيدنر كيف كان مظهره عندما أطلق سراحه. قال P4 مثل الميكروفون.

سأل القاضي فيدنر كيف سلّم P4 المال. قال P4 إنه بعد 3 أيام من إطلاق سراحه، ذهب بنفسه وسلمه إلى ذلك العميد؛ ذهب إلى منزل ذلك الشخص في [تم الحجب].

استراحة لمدة ساعة.

طرح القاضي فيدنر أسئلة تتعلق بالشَّبْح. قال P4 إن المرة الأولى التي تعرّض فيها للشّبْح كانت في السيدة زينب واستمرت لمدة خمس إلى ست ساعات. وقال P4 إنه تعرض للضرب والجلد في الخطيب فقط. قال P4 إن كثيرين آخرين تعرّضوا للشّبْح؛ بعضهم من اليدين والبعض الاخر من القدمين وبعضهم باستخدام الدولاب. وتعرّض شخص من مضايا للضرب على قدميه حتى انتفختا بشدة [وصفها P4 بيديه].

سأل القاضي فيدنر كيف علم P4 بوجود الشّبْح في فرع الخطيب. قال P4 إن السوريين يعرفون فروع المافيا وطرق التعذيب الموجودة هناك. وبشكل أكثر تحديداً، قال P4 إنه شاهده، وكان معه سجناء تعرّضوا للتعذيب بالشّبْح. قال P4 إنه عندما كان يذهب للخارج ليُعذَّب، كان يرى الناس على الأرض وكان بعضهم معلّقاً. وبسبب الأعداد الهائلة، كان كل خمسة إلى ستة [يُعلَّقون] معاً [في نفس المكان]. سأل القاضي فيدنر عن الجزء الذي تم تعليقهم منه في جسمهم، فقال P4 من أيديهم بالأصفاد أو الكابلات وكانت اليدان تبقيان مرفوعتين لمدة 13-14 ساعة. قال P4 إنهم كانوا يُعلّقون على الحائط مثل “الغسيل”. وأضاف P4 أن الشخص الذي كان يُعلّق من قدميه يتم التعرّف عليه [من قبل السجناء]، لأن ساقيه كانتا زرقاوين وكبيرتين مثل الشاشة [جهاز العرض].

قال القاضي فيدنر إن P4 قال كان أشخاص يموتون كل يوم وأكد P4 ذلك.

استجواب من قبل محامي المدعي والقاضي فيدنر

قال أندرياس شولتس، محامي المدعي، إن P4 ذكر “بالوعة البشر/ Menschen-Spülen” أثناء استجوابه من قبل الشرطة وطلب من P4 توضيح ذلك. قال P4 إنه لم يفهم. قال إنه سُئل عمّا يعرفه عن الخطيب، فأجاب بأنه مسلخ بشري، حيث من المعروف أن أي شخص يدخل السجن لن يخرج منه على الأرجح.

سأل باتريك كروكر، محامي المدّعي، P4 كيف تم تفتيشه. قال P4 إنهم خلعوا عنه جميع ملابسه، حتى ملابسه الداخلية وأجبروه على الجلوس على الأرض. وقال “إنهم” كانوا يضعون أيديهم بين الأرداف للبحث عمّا إذا كان أحد المعتقلين يخفي شيئاً مثل شفرة الحلاقة.

سأل المحامي كروكر عن تجربة P4 النفسية وما إذا كان قد تحدث إلى طبيب نفسي. قال P4 إنه لم يحدث شيء لحالته النفسية، لكنه لا يستطيع النوم في الليل. توقف P4 قليلاً ثم قال إنه لم يكن يعرف الكحول في سوريا، لكنه حالياً يشرب بشكل يومي.

سأل المحامي كروكر عمّا إذا كان هذا السلوك مرتبطاً بما تعرّض له أثناء الاعتقال. قال P4 بالتأكيد، وأضاف أنه لم يتمكن من التعامل مع أسرته لمدة 14 يوماً بعد إطلاق سراحه. طلب P4 من [كروكر/المحكمة] أن يتخيلوا أنه ذهب إلى المرحاض مرتين فقط خلال فترة اعتقال استمرت 45 يوماً. قال إنه كان يزن 100 كيلوغرام قبل اعتقاله، لكن كان وزنه 46 كيلوغراماً عندما أطلق سراحه. قال P4 إنه تغير تماماً وأصبح شخصاً مختلفاً.

سأل المحامي كروكر عن إفادة P4 السابقة بأنه كان يرتعش، وسأل عمّا إذا كان هذا يحدث كثيراً. قال P4 إن هذا يحدث عندما يشعر بالدوار. وأضاف أنه عندما يكون وسط 50 شخصاً، كما هو الحال في قاعة المحكمة، لا يمكنه الجلوس [البقاء]. قال إنه لم يكن قادراً على المشاركة في دورة لغة لأنه لا يستطيع الجلوس بين الكثير من الناس وعلى الرغم من وجود العديد من العرب الذين يعيشون في منطقته، إلا أنه لم يستطع تكوين صداقات. وأضاف أنه في العمل المكون من ثلاثة أشخاص، يبقى دائماً وحده. قال P4 إنه إذا غضب وأراد أن يضرب شخصاً ما، فإنه لا يتوقف حتى يرى اللون الأحمر (الدم).

أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P4 بأنه سلّم أموالاً إلى أديب زيتون، وسأله عمّا إذا كان يعرف منصب أديب في الفرع 251. قال P4 إنه كان يعرف رتبته فقط. وذكر P4 أنه لم يكن يعرف من قبل مكان عمل أديب ورآه بالصدفة فقط.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كان P4 قد سمع من معتقلين آخرين أن أديب كان هناك. قال P4 إنه لم يسأل، وأضاف أن أي شخص ليس علوياً أو شيعياً لا قيمة له.

قال القاضي فيدنر إن P4 قال سابقاً إن أديب كان يعطي أوامر من وقت لآخر، وإن أديب كان يُخاطَب بلقب “معلّم”. قال P4 إنه خلال الاستجواب لم يكن يعرف ما إذا كان يعمل في الخطيب أم في القسم 40، وأضاف أن جميع الفروع مرتبطة ببعضها البعض.

سأل القاضي فيدنر كيف عرف P4 أن أديب كان موجوداً دائماً أيام الثلاثاء والخميس، بينما لم يره P4 سوى مرة واحدة فقط. قال P4 إنه في يومي الثلاثاء والخميس كان هناك “أعاصير وزلازل” [كان التعذيب يزداد، وكانت حوادث كبيرة تقع في الفرع وكان الجميع في حالة تأهب]. ورداً على سؤال آخر من فيدنر، قال P4 إنه عندما كان يتم أخذ معتقل للضرب ثم إعادته، فإن ذلك المعتقل يخبر السجناء بما رآه وسمعه. ومما قاله هؤلاء المعتقلون، ذكر P4 أنهم ألمحوا إلى وجود مسؤول رفيع المستوى في هذين اليومين.

سأل القاضي فيدنر كيف عرف P4 أنهما كانا يومي الثلاثاء والخميس على وجه التحديد. قال P4 إنهم تعرّضوا في هذين اليومين لمستويات أعلى من التعذيب. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تسعة سجّانين للتعذيب في هذين اليومين (مقارنة باليومين أو الثلاثة العادية). قال P4 إن هذا كان من تجربته، وأضاف أنه إذا أراد مشاركة ما حدث في هذه الأيام تماماً بنفس الطريقة التي عاش بها خلالهما، فسوف يسقط مغشياً عليه [ربما كان يعني أنه لا يستطيع أن يعيش تلك اللحظة مرة أخرى].

تساءلت الدكتورة آنا أوميشين، محامية المدعي، عمّا إذا كانت هناك زيادة في عدد الجثث بين عامي 2011 و2012. قال P4 إنه كل يوم، كان هناك حفر وشاحنات يمكن أن تكون قادمة من الفروع. قبل اعتقاله، قال P4 إنه اعتاد رؤية ذلك لأنه كان يحدث على الطريق المؤدي إلى منزله وأمام منزله. وبعد إطلاق سراحه، قال إنه لم يعد قادراً على رؤية ذلك لأنهم بنوا جداراً. ولكن قال P4 إنه كان بإمكانه رؤية الجرافة وهي تعمل والشاحنات (أحياناً مدنية وأحياناً عسكرية)، لأنها كانت تدفن الأشخاص الذين قتلوا في الحرب. قال P4 إنه قبل آذار/مارس 2011، كان يُسمح للمدنيين بالدخول، لكن هذا تغير بعد أيلول/سبتمبر 2012.

رداً على الدكتورة أوميشين، أكّد P4 أن المترجمة في استجوابه من قبل الشرطة كان تتحدث العربية المكسّرة وأنه لم يكن يفتقر للنوم ولم تكن الرحلة شاقة إلى مركز الشرطة قبل استجوابه حيث كان المركز قريباً من منزله.

رداً على سؤال من الدكتورة أوميشين، أكد P4 أنه يعاني من اضطراب في النوم، وقال إنه نام في الساعة 03:30 صباحاً واستيقظ في الساعة 05:00 صباحاً قبل الإدلاء بشهادته اليوم.

سألت الدكتورة أوميشينأوميشين عمّا إذا كان قادراً على التركيز أثناء الاستجواب من قبل الشرطة، فقال P4 نعم ولكن الاستجواب بدأ في الساعة 8:00 صباحاً وانتهى في الساعة 6:00 مساءً.

شهد P4 أنه في الزنزانة الخارجية، كان هناك ثلاثة أشخاص في دورات المياه وثلاثة عند الباب. قال إن هؤلاء الأشخاص مثل الأمن حيث كان المسؤول عن التعذيب يأتي كل ساعة ويطلب أشخاصاً ليجلدهم. قال P4 إن السجناء كانوا يخشون هؤلاء الأشخاص الستة، لأن هؤلاء الستة كانوا يتعاملون مع المسؤول عن التعذيب. كانوا يتناولون طعاماً مختلفاً وكانوا يحصلون على سجائر. وقال P4 إن ثلاثة من الستة كانوا قادة في الجيش السوري الحر.

سأل محامي المدعي شولتس عن المعتقلين القدامى والجدد. قال P4 إن السجناء الجدد كانوا يشعرون بالخوف لأنهم لم يكونوا يعرفون ماذا سيحدث معهم. قال إنه عندما كان نزيل جديد يدخل الزنزانة، كان يرى سجناء لا يشبهون البشر لأن أجسادهم كانت أشبه “بالفسيفساء”، حيث تعرضت أجسادهم للكيّ بالسجائر والطعن بالأقلام [مليئة “بالألوان” والإصابات]. قال P4 إنه لا يوجد لدى المعتقلين طاقة ليقاتلوا بعضهم البعض؛ اعتاد المعتقل على دخول الزنزانة مكسوراً وكل ما يريده هو النوم فقط.

سأل خبيب علي محمد، محامي المدعي، عمّا إذا كان هناك إساءة جنسية للإناث. قال P4 إنه اعتاد سماع أصوات نساء في الممر، لكنه لم يكن يعرف ما الذي كان يحدث معهن. سأل خبيب عمّا إذا كان قد أبلغ أحد عن اغتصاب، فقال P4 إن هذا الشيء لم يحدث أمامهم، وإن الإناث لم تسجن مع الذكور.

سأل خبيب، محامي المدعي، ما إذا كان هناك سوء معاملة جنسية للذكور. فأكّد P4 ذلك، رغم أنه لم يره.

قال P4 إن أخته اعتُقلت أيضاً في أمن الدولة بكفر سوسة. وقال إنها أطلق سراحها بعد ثلاثة أشهر وعادت إلى المنزل مدمنة على الكوكائين.

سأل خبيب، محامي المدعي، عمّا إذا كان قد شاهد ذلك أم أنه يفترض أنه كان هناك سوء معاملة جنسية للذكور. قال P4 إنه لم يكن افتراضاً وأن جميع الشهادات موثقة ومقاطع الفيديو موجودة على اليوتيوب. وأضاف P4 أنه قيل له ذلك عندما أطلق سراحه.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P4 رأى بنفسه المرأة الحامل في الممر. أكّد P4 ذلك وقال إنه رآها ميتة على الأرض، عندما كان ذاهباً للاستجواب.

طلب الدفاع استراحة وتم أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة.

لم يكن لدى الدفاع أي أسئلة.

استضاف الناشط خالد بركة، بالتعاون مع مبادرة “تبنَّ ثورة” و”حملة من أجل سوريا” و”عائلات من أجل الحرية” و”المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان”، فعالية خارج قاعة المحكمة. فيما يلي بعض الصور (نوافذ المبنى الظاهر في بعض الصور هي نوافذ قاعة المحكمة التي تجري فيها المحاكمة):

يوم المحاكمة السادس عشر – 02 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة حوالي 12 شخصاً وثلاثة أفراد من وسائل الإعلام. بدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.

شهادة P5

يُدعى الشاهد P5، [تم حجب الاسم] ، 37 عاماً، وهو خرّيج هندسة وعاطل عن العمل حالياً.

الاستجواب بشأن خلفية P5 والفرع 251

شهد P5 حول خلفيته وخدمته العسكرية في سوريا. قال إنه درس الهندسة في [تم حجب المعلومات] وعمل مدرّساً ثم بدأ خدمته العسكرية في أيار/مايو 2010. قال إنه أكمل تدريبه من حزيران/يونيو إلى تشرين الثاني/نوفمبر، ثم نُقل إلى “الفرع الداخلي” [هذا هو الاسم الأكثر دقة والاسم الرسمي لفرع الخطيب/251. كانت هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها شخص في المحكمة إلى الفرع بهذا الاسم] حيث مكث حتى انشق في 5 آب/أغسطس، 2012. قال إنه انشق لأسباب عديدة، منها الظلم القائم الذي شهده والذي لم يستطع فعل أي شيء إزاءه. قال إنه من الأفضل أن يبقى المرء بعيداً عن المشاكل.

سألت القاضي كيربر عمّا فعله P5. قال P5 إنه شخصياً لم يتورّط في المشاكل، لكن المعتقلين عوملوا بوحشية وضُربوا. قال P5 إنه لم يستطع هو وزملاؤه فعل أي شيء حيال ذلك، لذلك قرروا الفرار.

سألت القاضي كيربر عن طبيعة عمله في الفرع. قال P5 إنه يريد ذكر بعض الأحداث. قال إنه عندما حدثت المظاهرات، كان الناس يتعرضون للضرب ويُقتادون إلى السجن. قال P5 إنه كان يرى معتقلين يخرجون من المركبات ويتعرضون للضرب المستمر حتى دخولهم السجن. قال إن ساحة الفرع قريبة من السجن.

أثار هانز لينكه، محامي المتهم إياد، المادة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (StPO) [التي تتناول حق الشاهد في رفض الإجابة عن الأسئلة إذا كانت إجابته تعرّضه لخطر الإدانة]. وافق المدعي العام كلينجه على ذلك وأبلغت القاضي كيربر الشاهد بهذا التذكير.

خاطب P5 القاضي كيربر قائلاً إنه أراد أن يقول إنه يشعر بالقلق على عائلته في سوريا وليس على نفسه، حيث يذهب بعض أفراد عائلته في سوريا إلى مناطق سيطرة النظام، مما قد يسبّب لهم المشاكل. قالت القاضي كيربر إنه لا يزال يتعيّن عليه أن يقدّم معلومات.

سألت القاضي كيربر عن مدة الضرب وما هي الأدوات المستخدمة. قال P5 إن الضرب يستمر في بعض الأحيان نصف أو ربع ساعة. قال إن الأمر يعتمد على الوقت الذي اعتاد الضابط المسؤول القدوم فيه للسماح للمعتقلين بالدخول، وإن الضرب تم من قبل عناصر السجن. وعندما سُئل عمّا إذا كان الضرب يستمر لمدة أربع ساعات، قال P5 إنه يمكن أن يحدث ذلك، لكن بشكل عام كان أقل من ذلك. قال P5 إن المدة تعتمد على الضابط. وشهد P5 أنه تم استخدام الهراوات العادية والكهربائية [الصاعقة] أكثر من مرة. قال P5 إنه عرف أن الهراوات كانت كهربائية لأن المعتقل يسقط أرضاً بمجرّد وضعها على الجسم.

سألت القاضي كيربر عن المعتقلين الذين كانوا ينزلون من الحافلات. قال P5 إن المعتقلين كانوا يخرجون وقمصانهم على وجوههم حتى لا يروا أي شيء إلى أن يصلوا إلى الفرع. وأضاف أنهم كانوا يتعرضون للضرب باستمرار منذ لحظة اعتقالهم حتى وصولهم إلى ساحة الفرع. قال P5 إنهم كانوا يتعرضون للضرب في كل مكان محتمل من الجسم.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد رأى ما حدث داخل السجن وإذا كان قد سمع شيئاً. قال P5 إنهم كانوا يسمعون أصوات السجناء حيث كان هناك قبو ونوافذ صغيرة مقابل الساحة. قال P5 إنه كان يسمع أصوات صراخ مرتفعة وأصوات أشخاص يتعرضون للتعذيب. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قد تعرّف على بعض الكلمات، فقال P5 إن الصراخ كان في الغالب أصوات ألم ومعاناة.

سألت القاضي كيربر عن التسلسل الهرمي للفرع 251. قال P5 إن توفيق يونس كان رئيس الفرع، وكانت هناك أقسام تتبع للفرع. ولدى سؤاله عن الأسماء الأخرى ذكر P5 ما يلي: المقدم كمال، رئيس قسم الأديان؛ والمقدم أحمد، رئيس قسم الاقتصاد؛ والعميد محمد رئيس قسم الأحزاب [الأحزاب السياسية]؛ والمقدم باسل، رئيس قسم الإعلام والجامعات (الذي نسيه P5 أثناء استجوابه، لكنه تذكّره لاحقاً)؛ والعقيد أحمد، رئيس قسم الاتصالات.

سألت القاضي كيربر عن الأشخاص الذين تعرّف عليهم P5 في مصفوفة الصور أثناء استجوابه عام 2018، فقال P5 العقيد أنور رسلان. قال P5 إنه يعرف المتهم أنور منذ الوقت الذي خدم فيه في الفرع. سألت كيربر عن رتبة أنور، فقال P5 إنه كان برتبة عقيد، ثم عميد. شهد P5 أن أنور كان دائماً موجوداً أثناء خدمة P5.

سأل القاضي فيدنر عن منصب المتهم أنور، فقال P5 إن أنور كان رئيس قسم الاستجواب. وسأل فيدنر عمّا إذا كان هناك ضابط مع أنور فقال P5 إن نائب رئيس القسم كان الرائد عبد المنعم.

سأل القاضي فيدنر عن القسم 40. قال P5 إنه كان يتبع لإدارة الفرع الداخلي [الفرع 251] وكان العقيد حافظ مخلوف رئيس ذلك القسم.

طرح القاضي فيدنر مزيداً من الأسئلة عن المتهم أنور. قال P5 إن كل من خدم في الفرع يعرف أنور، وأكد P5 أن الشخص الجالس على يمينه في قاعة المحكمة هو أنور. قال P5 إن أنور كان عقيداً. قال P5 إن أي شخص يعرف أن رئيس قسم التحقيق لديه مسؤوليات في السجن. وعندما سُئل عمّا إذا كان أنور يقوم بالاستجواب، فأكد P5 ذلك.

سأل القاضي فيدنر عن مهام P5. قال P5 إنه كان ضابط صف مسؤول عن الحرس [الأمن] وكان عنصراً في الحرس. وقال إن مهمتهم كانت مراقبة الفرع. وأضاف أنهم يعرفون الضباط في الفرع وكانوا يرون المعتقلين عند وصولهم. قال P5 إنه لم يدخل السجن، لكن زميله دخله وأخبر P5 بمدى سوء معاملة المعتقلين.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الضرب الذي تم في الفناء الخارجي قد تم تنفيذه بأوامر، أو إذا قام عناصر السجن بذلك بمحض إرادتهم. قال P5 إنه فيما يتعلق بعناصر الفرع، فقد كان “المتطوعون” [الذين شرح P5 عنهم لاحقاً في شهادته] هم الذين اعتادوا ضرب المعتقلين دون وجود ضابط. قال P5 إنه عندما يصل الضابط كان يأمر بإحضار المعتقلين إلى السجن. وأضاف P5 أن الضباط يكونون في المنزل ليلاً أو في الصباح الباكر، لذلك كان المعتقلون الذين يصلون في ذلك الوقت يتعرضون للضرب حتى وصول الضباط إلى السجن.

سأل القاضي فيدنر عن أسماء الضباط. قال P5 إن الضباط المسؤولين عن السجن هم رئيس قسم الاستجواب ونائبه. سأل فيدنر عمّا إذا كان P5 يعني أنور وعبد المنعم (على التوالي)، وقال P5 نعم. قال P5 إنه لم يرَ ضباطاً آخرين.

قال القاضي فيدنر إن P5 ذكر كمال أثناء الاستجواب. قال P5 إن هذا كان صحيحاً، لكنه لم يكن على صلة بالمعتقلين. وذكر P5 أنه في استجواب الشرطة، قال إن المقدم كمال كان يتواصل مع رجال الأمن عبر جهاز اللاسلكي عندما كان الناس يذهبون إلى المظاهرات، لكن P5 لم يقل إن كمال على صلة بالسجن.

استجواب بشأن المتهم أنور

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P5 قد رأى ضابطاً يضرب معتقلين بنفسه. قال P5 إنه رأى فقط المقدّم باسل يفعل ذلك. وسأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد قال إن المتهم أنور ضرب معتقلين. قال P5 (حقيقة) لا.

سأل القاضي فيدنر عمّا كان يفعله المتهم أنور عند وصوله. وذكر P5 أنه تم إحضار أشخاص من دوما وحرستا وتعرّضوا للضرب. قال إنه عندما جاء العقيد أنور، منعهم من الضرب وأمرهم بإدخال المعتقلين لبدء الاستجواب. قال P5 إنه لا يعرف ما حدث للمعتقلين فيما بعد.

سأل القاضي فيدنر ماذا قيل لـP5 حول ما حدث مع المعتقلين. قال P5 إنه صراحة نسي أشياء كثيرة منذ مجيئه إلى ألمانيا، لكنه سيحاول أن يتذكر. وكرّر فيدنر السؤال، وقال P5 إنه لا يعرف.

سأل القاضي فيدنر كيف كان المتهم أنور كقائد (إذا كان قاسياً، على سبيل المثال). قال P5 إنهم عندما كانوا يقفون في الخارج [خارج الفرع]، كان أنور هو الشخص الوحيد الذي اعتاد على تحيّتهم بصفتهم حرسا من رتب أدنى. قال P5 إن هذه كانت طريقة تعامل أنور معه، لكنه لا يعرف كيف كان يعامل أنور المعتقلين.

قال القاضي فيدنر إن P5 ذكر سابقاً أن المتهم أنور كان يتظاهر بأنه جيّد أمام P5 وزملائه. قال P5 إنه قال الشيء نفسه للتو، إنه لا يعرف كيف كان أنور يعامل المعتقلين.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان من الممكن أن المتهم أنور لم يكن على علم بما كان يحدث في الفرع. قال P5 إنه ذكر هذا من قبل وسيكرره: إن رئيس القسم [يعني أنور] كان على دراية بكل شيء بالتأكيد، لكن رئيس الفرع [يعني توفيق يونس] كان مسؤولاً عن كل شيء.

سأل القاضي فيدنر عمّا يعرفه المتهم أنور عن السجن والاستجواب. قال P5 “تعذيب أو شو بصير” لكنه لم يكن متأكداً 100% لأن رئيس فرعه (توفيق يونس) كان قاسياً. قال P5 إن الاستجواب كان يتم من قبل ضباط، وهي معلومات سرية لا يمكن لأحد أن يطّلع عليها. قال P5 إنه حتى لو لم يره بأمّ عينيه، فقد كان من المعروف بين زملائه أن الضباط هم من أجروا الاستجواب وليس الرتب الدنيا.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان للفرع الداخلي أسماء أخرى وطلب تفاصيل عن الفرع. قال P5 إن الخطيب و251 وربما الميسات سابقا كانت أسماء معروفة للفرع. وقال P5 إنه فرع أمني تابع للمخابرات العامة. وقال إنه خلال الثورة، كان كل فرع مسؤولاً عن منطقة من دمشق، وكان الفرع الداخلي مسؤولاً بشكل عام عن دوما وحرستا والغوطة الشرقية.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان نشاط الفرع قد زاد بعد الثورة. وأكد P5 ذلك، وقال إن عدد العناصر كان بين 80 – 100 شخص قبل الأحداث [الثورة] وتضاعف العدد بعد ذلك، حيث تم استدعاء جنود الاحتياط.

سأل القاضي فيدنر عن الوقت الذي شهد فيه حالات الضرب. قال P5 بعد الثورة، لكنه لا يتذكر. قال إنه يعتقد أن ذلك كان في أواخر عام 2011.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك تغيير في عدد المعتقلين وما الذي تغير في الفرع. قال P5 إنه لم يكن جميع المعتقلين في الفرع 251، حيث توجد أقسام أخرى مثل القسم 40 في دوما [إما يعني أن القسم 40 كان مسؤولاً عن تنظيم دوما أو هناك فرع من القسم 40 في دوما]، وفي السيدة زينب، وفي الزبداني، وكلها تتبع إدارياً للفرع الداخلي. وقال P5 إنه لا يعرف ما إذا كان لدى القسم 40 سجن، لكنه رجّح أن يكون هناك سجن لأنه فرع أمني.

سأل القاضي فيدنر عن وقت اعتقال هؤلاء السجناء، فقال P5 إن السجناء في قسم مكافحة الإرهاب اعتُقِلوا قبل الثورة.

طلب القاضي فيدنر تفاصيل حول سجناء الفرع 251. قال P5 إنهم من دوما وحرستا والميدان وسقبا وحمورية. وذكر أن كل ذلك يسمى بالغوطة الشرقية. وشهد P5 أنهم اعتُقِلوا بسبب المظاهرات في بداية الثورة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الفرع 251 مسؤولاً عن الاعتقال. قال P5 إن الأمر يعتمد على المكان الذي نُقل المعتقلون إليه (إذا تم إحضار المعتقلين إلى الفرع 251، فعندئذ يكون عناصر الفرع هم من اعتقلوهم. وإذا نُقِل المعتقلون إلى القسم 40، فسيكون عناصر ذلك القسم هم المسؤولين عن الاعتقال).

سأل القاضي فيدنر عن القسم 40. قال P5 إنه عندما كان هو وآخرون في التدريب، جاء شخص لاختيار أشخاص للعمل في القسم 40. وقال إن هؤلاء الأشخاص المختارين لديهم خصائص جسدية محددة وينبغي أن تكون خلفيتهم (وخلفية عائلتهم) نظيفة. وقال إنه إذا كان كل شيء على ما يرام، فسيتم اختيار الشخص. قال P5 إنه لم يكن يعرف ما هي مهام هؤلاء الأشخاص الذين تم اختيارهم، لأن ذلك لم يكن قسمه. قال القاضي فيدنر إن P5 ذكر في وقت سابق في الاستجواب أن عناصر من القسم 40 كانوا يأتون ويعملون معهم في الفرع 251، وأنه لم يُسمح للناس بالتجمع في المساجد وفي الميدان. وأقرّ P5 بذلك.

طلب القاضي فيدنر من P5 توضيح المقصود بـ”المتطوعين”. قال P5 إنه لم يكن يتم اختيار “المتطوعين”. قال P5 في سوريا هناك مجموعتان: الأولى هي الخدمة العسكرية الإلزامية والثانية هي “المتطوعون”، وهم الأشخاص الحاصلون على شهادة الثانوية العامة، الذين يكملون التدريب. قال P5 يتم توزيع هؤلاء “المتطوعين” على الشرطة والجيش وأجهزة المخابرات، ويبقون في الخدمة لفترات طويلة (30 – 35 سنة). قال P5 إن “المتطوعين” كانوا موجودين حتى قبل الثورة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P5 قد رأى جثثاً. قال P5 إنه رأى سيارة ذات مرة عند باب السجن ليلاً، ووُضِع شخص بداخلها، لكنه لم ير جثثاً. قال P5 إنه لا يعرف ما إذا كان ذلك الشخص حياً أم ميتاً. حيث كان يريد دخول الفرع للذهاب إلى سكن العناصر، لكن أحد المتطوعين حال دون دخول P5.

سأل القاضي فيدنر عن هذا الشخص المحدد الذي تم إحضاره إلى السجن. قال P5 إنه ذكر سابقاً أن هذا الشخص كان مسناً لأن هذا الشخص كان يعاني من زيادة الوزن وكان يرتدي جلابية. وعند سؤاله، قال P5 إنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشخص حياً أم ميتاً. وأضاف أنه عندما كان الناس يتعرّضون للضرب المبرح، كانت تأتي سيارة من مستشفى الهلال الأحمر القريب وتأخذ هؤلاء الأشخاص. وقال P5 إن ذلك الشخص نُقل في سيارة بدون صفارات إنذار، فقال للشرطة إنه من المحتمل أن يكون ميتاً، لأنها لم تكن سيارة إسعاف. قال القاضي فيدنر إن P5 ذكر سابقاً أن الشخص كان يبلغ من العمر 60 عاماً وكان ميتاً. قال P5 إنه لم يغير إفادته؛ حيث كان يعلم أن هذا الشخص كان مسنّاً من خلال ملابسه ولم يعرف ما إذا كان ميتاً، لكنه قال إنه يحتمل أن يكون ميتاً لأنها لم تكن سيارة إسعاف.

قال القاضي فيدنر إن P5 ذكر سابقاً أنه كان يتم نقل الجثث ليلاً، وسأل P5 عمّا إذا كان قد رأى ذلك أو سمع عنه. قال P5 إنه لم يرَ غير الشخص المذكور أعلاه. قال إنهم اعتادوا “سماع” التعذيب وليس “رؤيته”، وإذا حدثت عمليات [النقل] تلك، فلن يخبر المتطوعون P5 وزملاءه بالأمر.

سأل القاضي فيدنر كيف تم نقل الجرحى. قال P5 إن الهلال الأحمر كان قريباً من الفرع الداخلي وكان يأتي وينقل الجرحى.

سأل القاضي فيدنر عن حالة السجناء عند إطلاق سراحهم. قال P5 إن هناك انعداما في النظافة داخل السجن لذا كان السجناء في حالة مزرية وقذرة عند إطلاق سراحهم.

أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P5 السابقة بأنه في ذات مرة جُلِب العديد من المعتقلين. قال P5 إن حادثة وقعت في الصباح الباكر (حوالي 5 – 6 صباحاً)، يُفترض أن تكون في جامع الرفاعي في كفر سوسة، حيث تم جلب العديد من المتظاهرين داخل المسجد. وذكر P5 أن حادثة الرفاعي وقعت في شهر رمضان 2011. كما تذكّر P5 وذكر حادثة ثانية وقعت في جامع الحسن بالميدان. قال P5 إن المتظاهرين كانوا يُجلبون يومياً من دوما.

قال القاضي فيدنر إن P5 قال سابقاً إن 20 – 40 متظاهراً تم جلبهم من دوما ذات مرة، وقال P5 إن ذلك كان صحيحاً واعتذر إذا كان قد نسي.

استراحة

الاستجواب بشأن القسم 40

سأل القاضي فيدنر عن القسم 40 وعن حافظ مخلوف. قال P5 إن القسم 40 هو قسم معروف بقيادة حافظ، ويتبع إدارياً للفرع 251. واعتقد P5 أن الجميع يعرف أن حافظ هو ابن خالة بشار الأسد، وأعتقد أن الجميع يعرف أن القسم 40 له وزنه في دمشق. قال P5 إن القسم 40 يقع في الجسر الأبيض في دمشق وعلى مقربة من قصر بشار الأسد. وقال إن عناصر القسم يتم اختيارهم بشكل انتقائي ولديهم عدد أكبر من العناصر مقارنة بالأقسام الأخرى. وأكد P5 إفادته السابقة بأن القسم يتمتع بالحرية لفعل ما يشاء وله سلطة كبيرة؛ على الرغم من أنه أقل مرتبة من الفرع، إلا أن للقسم ميزات فريدة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان أفراد القسم 40 إجراء استجوابات في الفرع 251. قال P5 لا، وإنه لم يكن على علم بذلك.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان لحافظ مخلوف سلطة على الفرع 251. قال P5 إن رئيس القسم 40 لديه سيطرة أمنية قوية وهو قاسٍ. وذكر P5 أنه عندما يتم تكليف حافظ بمهمة، فإنه لا يتلقّى الأوامر (بخلاف الضباط الآخرين). أعطى P5 مثالاً أنه عندما كان القسم 40 يريد أن يقمع المظاهرات، يذهب عناصره دون الرجوع إلى الفرع. ولكنهم عندما يجلبون المتظاهرين [المعتقلين]، فإنهم يجلبونهم إلى الفرع الداخلي.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانوا [عناصر القسم 40] يجلبون المعتقلين فقط، أو إذا كان لديهم أيضاً مهام داخل الفرع 251. قال P5 إنه رأى أنهم كانوا يجلبون المعتقلين فقط، بالإضافة إلى تسيير الدوريات وحراسة نقاط التفتيش. قال P5 إنه عندما كان عناصر القسم 40 يجلبون المتظاهرين، كانوا يضربونهم، لكنهم لم يستجوبوهم.

تتمة الاستجواب بشأن الفرع 251

سأل القاضي فيدنر عن مناصب السُنّة والعلويين. فقال P5 أن أي سوري يعرف للأسف أن العلويين يَشغلون الغالبية العظمى من المناصب الحساسة في الفروع الأمنية وفي الجيش. وأضاف أن النظام القمعي بدأ يميّز بين السُنّة والشيعة والعلويين.

سأل القاضي فيدنر عن المتهم أنور. قال P5 إنه افترض، بناءً على اسم المتهم أنور، أن أنور سنّي بنسبة 80%. سأل فيدنر ما إذا كان أنور يمكن أن يتمتع بالسلطة كونه سنّياً. قال P5 إنه لا يعرف، لكنه قال للشرطة في استجوابه إن غالبية المعلومات التي كان يتلقّاها الضباط كانت من رئيس الفرع [توفيق].

سأل القاضي فيدنر P5 حول الضباط الذين كانوا يجرون الاستجوابات. قال P5 إن المسؤول عن التحقيق هو رئيس القسم [أنور] أو نائبه [عبد المنعم]. قال P5 إن عبد المنعم كان يُجري الاستجواب إذا لم يكن أنور موجوداً. وأضاف أن رئيس الفرع [توفيق] ربما يجري الاستجواب إذا كان الشخص مهماً [في استجوابه، افترض القاضي فيدنر أن توفيق هو المحقق الرئيسي، يليه أنور ثم عبد المنعم. وهكذا، كان هناك بعض الالتباس هنا. عندما عالج فيدنر هذا الالتباس، أوضح P5 أن توفيق استجوب أفراداً “مميّزين” فقط].

سأل القاضي فيدنر كيف علم  P5 ذلك. قال P5 إنه أبلغ الشرطة في السابق بمدخل الفرع ومخرجه. قال إنه إذا أراد الذهاب إلى الكافتيريا أو منطقة السكن، فكان عليه المرور في الفناء. قال إن P5 وزملاءه كانوا يرون رئيس الفرع يخرج ويتجه إلى اليسار عدة مرات (لأن السجن كان في الطابق السفلي). قال إنه بسبب ذلك علموا أنه كان يذهب إلى السجن. وأكّد P5 أنه كان يتحدث عن توفيق، وأنه لم يرَ ضباطاً آخرين.

تم عرض مخطط توضيحي لخريطة الفرع 251 من خلال جهاز العرض (وفيما يلي إعادة رسم لهذا المخطط):

سأل القاضي فيدنر عن مكان ضرب المعتقلين. قال P5 إنه في معظم الأحيان، كان عند المدخل الأول والثالث. قال إن السيارة التي كانت تنقل المعتقلين كانت تبقى عند الباب الرئيسي [المشار إليه بنجمة حمراء]. قال P5 إن المبنى 1 كان فيه قبو به قسم السلاح وقسم الصيانة وقسم الاتصالات/المقسم بالفرع.

ذكر P5 أن الطابق الأول كان فيه مكتب رئيس الفرع، ومقابله كان الديوان؛ أما الطابق الثاني فكان فيه مكتب رئيس قسم الاقتصاد ومقابله قسم الإعلام؛ وكان في الطابق الثالث على اليمين قسم الأحزاب وقسم آخر تحت إدارة ضابط كان P5 قد نسيه [كان هناك الكثير من الالتباس فيما يتعلق بتسمية الطوابق، أي، القبو والطابق الأرضي والطابق الأول].

رسم P5 مخططاً توضيحياً لطوابق السجن وتم عرضه (وفيما يلي إعادة رسم لهذا المخطط):

قال P5 إن رئيس قسم التحقيق كان في الطابق الأرضي فوق السجن، وتحته بخمس درجات يوجد السجن [يبدو أن P5 كان يعني أن المعتقل يصعد خمس درجات من مستوى الشارع ليدخل الطابق الأول، حيث كان مكتب المتهم أنور، وبعد ذلك ينزل 5 درجات للذهاب إلى الطابق الأرضي/القبو/السجن].

قال المدعي العام كلينجه إن P5 قال إنه كانت هناك نافذة. قال P5 إن الحائط [المشار إليه بالرمز الأزرق >>] كان ارتفاعه مترين ويتضمن مدخل المبنى، وكانت النوافذ في أسفل الحائط. قال P5 إنها كانت عبارة عن ثقوب صغيرة وعليها شبك حديدي.

سأل المدعي العام كلينجه عن عدد الطوابق الموجودة فوق السجن. قال P5 أن على الفرد صعود خمس درجات لكي يصل إلى رئيس القسم ونائبه. يوجد طابق آخر لرئيس قسم الاتصالات والمكتب المالي (في الطابق الثالث). كان الطابق الثاني عبارة عن شقة لرئيس الفرع.

سأل المدعي العام كلينجه عن المبنى الثاني. قال P5 إنه يعتقد أن المبنى الذي فيه رئيس الفرع كان أكثر ارتفاعاً، ولكن ربما يكون كلا المبنيين بنفس الارتفاع.

قال P5 إن هناك كافيتريا فوقها مبنيين سكنيين. سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان بإمكان المرء القفز فوق الحائط [الخط الأحمر]. تساءل P5 كيف يمكن للمرء الوصول إلى هناك في المقام الأول. كان P5 يعلم أن هناك باباً أسودا ارتفاعه مترين على طول الحائط، لكنه لم يتذكر ما إذا كان متواصلاً.

سأل المدعي العام كلينجه عن ارتفاع الحائط الخارجي وما إذا كان عليه حراسة [خط أزرق متقطع]. قال P5 إن المباني المحيطة بالفرع كانت سكنية ومرتفعة. وكان الفرع بينها وكان هناك حديقة [رمز الشجرة الخضراء] خلف مكان وقوف السيارات.

قال P5 إنه كان هناك ما يقرب من 200 إلى 300 متر تفصل بين نقطة التفتيش [رمز X باللون الأزرق] والمدخل. وفيما يتعلق بالمدخل العلوي، قال P5 إنه يشبه نقطة تفتيش سكة الحديد في ألمانيا. بعد الأحداث [الثورة] نُقلت نقطة التفتيش إلى يسار مطعم السنابل. إذا كان شخص قادما من جهة القصور، لا يُسمح له بالدخول. وعند المدخل الثالث كان هناك عناصر مزودين بجهاز لتفتيش السيارات الداخلة.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان لدى أنور موقف خاص لسيارته. قال P5 إنه يتذكر أن سيارته كانت زرقاء داكنة أو سوداء وكانت تقف مباشرة مقابل الباب [عند رمز علامة التعجب “!” الخضراء]. سأل فيدنر عن مكان وجود شارع بغداد، وأشار P5 إلى نقطة على الخريطة [عند رمز علامة التعجب “!” الزرقاء].

سأل مايكل بوكر، محامي المتهم أنور، عمّا إذا كان P5 ذهب بنفسه داخل المبنى الأيمن أو الأيسر. قال P5 إنه كان يذهب إلى أقسام معينة إذا دعاه زملاؤه [على سبيل المثال: كان له زميل يعمل في الديوان، واعتاد على دعوته للذهاب إلى مكتبه].

سأل المحامي بوكر ما إذا كان P5 قد دخل قسم الاستجواب. قال P5 إنه لم يدخل المبنى، لكنهم اعتادوا المرور بذلك المكان عندما كانوا يستلمون رواتبهم. وهكذا كان يعرف هذه الأقسام، وقد دخلها كل من استلم مالاً.

سأل المحامي بوكر عمّا إذا كان P5 قد تواجد في المبنى الآخر، حيث يوجد مكتب رئيس الفرع. فأجاب P5 بالنفي، وقال إنه من المستحيل على أي شخص أن يدخله إلا إذا كان يعمل هناك.

عرض P5 هيكل إدارة المخابرات العامة في كفر سوسة [أضاف P5 رمز * عند إدراج الفرعين الخارجي والداخلي]:

  • فرع التحقيق
  • فرع الاتصالات
  • فرع المداهمة
  • فرع الاستشعار عن بعد
  • فرع المعلومات

* الفرع الخارجي [279]: كان الرئيس السابق اللواء بهجت سليمان

* الفرع الداخلي:

  • توفيق يونس، الرئيس الحالي للفرع (من حماة ومقيم بدمشق)
  • مدير المكتب، الأمين العام جوزيف
  • القسم 40 برئاسة حافظ مخلوف (في الجسر الأبيض)
  • قسم الأديان برئاسة المقدم كمال
  • قسم التحقيق برئاسة العقيد أنور رسلان وعبد المنعم
  • قسم الأحزاب برئاسة العميد عدنان أو محمد
  • قسم الاقتصاد، برئاسة المقدم أحمد
  • قسم الإعلام برئاسة العقيد محمد [لم يتم سماع هذا الجزء بوضوح].
  • قسم الإعلام والجامعات، برئاسة المقدم باسل

سُمح لـP5 بالانصراف واستؤنف استجوابه في اليوم التالي.

استراحة لمدة ساعة

شهادة بروكن

يدعى الشاهد الثاني السيد بروكن، وهو مفتش في الشرطة الجنائية

وصف بروكن الاستجواب الذي أجرته الشرطة الفرنسية في أحد الأيام في عام 2019، من الساعة 10 صباحاً حتى 4 مساءً. وقال إن الشرطة تلت على P5 حقوقه. وكان هناك مترجم وعُرض على P5 مجموعة صور فوتوغرافية وصور أقمار صناعية.

سأل القاضي فيدنر عمّا حدث. قال بروكن إن P5 تعرّف على وجه وقال إنه يذكّره بشخص ما، لكن P5 لم يستطع تذكر الاسم. وتذكر P5 الاسم فقط عندما ذكرت الشرطة اسم الشخص الموجود في الصورة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بروكن قد شارك في إجراء الاستجواب، وقال لا.

طلب القاضي فيدنر من بروكن التحدّث عن الاستجواب الفرنسي. قال بروكن إن الأمر سار وفقاً للبروتوكول الفرنسي. سأل فيدنر عن الترجمة. قال إنه باستثناء شهادة P5، كان كل شيء باللغة الفرنسية. قال بروكن إنه يعرف القليل من الفرنسية وكان هناك ترجمة إلى الألمانية بعد الاستجواب.

سأل القاضي فيدنر عن انطباع بروكن عن P5. قال إن P5 كان ذكياً ومثقفا ويستطيع قراءة الفرنسية قليلاً.

سأل محامي الدفاع بوكر عمّا إذا كان بروكن يعلم بأمر الفروع. قال بروكن لا.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك ترجمة عكسية إلى العربية. قال بروكن نعم، ووقّع P5 عليها، لكن بروكن لم يكن يعرف ما إذا كانت قد أجريت تعديلات في وقت لاحق.

سُمِح للشاهد بالانصراف.

شهادة كاترين م.، كاثرين ميتندورف

كانت الشاهدة الثالثة كاثرين م.، كاثرين ميتندورف، صانعة القرار في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF).

شهدت كاثرين م. أن P5 غادر سوريا مع عائلته. قالت إن P5 التحق بالخدمة العسكرية وشهد التعذيب، ولهذا انشق. ذكرت كاثرين م. أن P5 كان يعمل حارس أمن في الفرع 251 وشهدت زوجته التعذيب من قبل داعش. قالت إن P5 لم يقدّم معلومات محددة عن واجباته في الحراسة، ويبدو أنه كان من رتبة متدنية.

سأل القاضي فيدنر كاثرين م. أسئلة أكثر تحديداً حول ما قاله P5. قالت كاثرين م. إن P5 ذكرت اسمين، لكنها لم تستطع تذكرهما. قالت إن P5 ذكر أنه كان هناك تعذيب وذكر معلومات أخرى، لكنها لم تستطع تذكّر ذلك. قالت كاثرين م. إن P5 انشق عن طريق تهريب بطاقة هويته الشخصية في علبة دواء، وأخذها معه عندما غادر العمل في المساء. قالت إنه لم يخضع للتفتيش لأنه كان يعمل لفترة طويلة. وذكرت أنه توجّه بعد ذلك إلى مسقط رأسه لمغادرة سوريا، حيث انتظر 5 أيام حتى استلم راتبه.

سأل القاضي فيدنر عن مسقط رأس P5. قالت كاثرين م. إنه كان تحت سيطرة الجيش السوري الحر وكان داعش هناك أيضاً.

سألها القاضي فيدنر عمّا إذا كانت تتذكر المقابلة فقالت كاثرين م. لا. وقالت إن المترجم كان السيد يوسف وتمت ترجمة المخططات التوضيحية أيضاً.

سأل سيباستيان شارمر، محامي المدعي، عمّا إذا كان P5 يرتدي زياً موحداً في الخدمة العسكرية. قالت كاثرين م. لا، كان يرتدي ملابس مدنية [ملابس عادية].

سُمِح للشاهدة بالانصراف.

إفادة [تم حجب الاسم] ، S1، تلاها المحامي خبيب علي محمد

قرأ خبيب، محامي المدعي، إفادة S1، المقيم في [تم حجب المعلومات] كعرض دليل.

أوضح المحامي خبيب أن S1 كان إمام مسجد كبير في سوريا. وفي 25 نيسان/أبريل، 2011 كانت هناك مظاهرة وتم اعتقال وتعذيب S1 في الفرع 251. ونتيجة لذلك، خرجت مظاهرة حاشدة شارك فيها أكثر من 10,000 متظاهر في دوما. ولوقف المظاهرات أطلق علي مملوك سراح S1 بعد أسبوع. وكتب S1 أن المتهم أنور كان حاضراً، وأن عليا وبّخه [وبّخ أنور] وسأله عن سبب اعتقاله “لهذا الرجل الطيب [S1]”. صفع علي أنور على وجهه وقال إن على أنور أن يعتذر لـS1 . وبعد عامين، اتصل أنور بـS1 من الأردن وأراد الاعتذار عن كل شيء، “لأننا الآن [هما] في نفس الجانب”. أجاب S1 : “وحده الله يغفر”، وأغلق الخط.

قال المحامي خبيب إن هذا قد يثبت تورط أنور في سلسلة القيادة ويدحض شهادة أنور بأنه لم يعذِّب ولم يُصدر أوامر بالتعذيب والاعتقال. يمكن لـS1 أن يشهد بأن أنور كان بإمكانه بالفعل اعتقال الأشخاص، وإلا لكان علي مملوك قد سأل توفيق يونس [ملاحظة: كان أنور يبتسم في المحكمة].

وأوضح المحامي خبيب أن المتهم أنور كان مسؤولاً بشكل رئيسي ومستقل، وهو ما ورد في المكالمة الهاتفية عام 2013 حيث قال أنور إنهما “الآن في نفس الجانب”. وقال المحامي خبيب إن هذا يشير إلى أنه قبل عام 2013 كان إلى جانب النظام وكان يعرف ما كان يفعله في ذلك الوقت.

إن S1 موجود في [تم حجب المعلومات] منذ عام 2019 وأخبر المحامي خبيب أنه متاح شخصياً للإدلاء بشهادته. وهو حالياً في [تم حجب المعلومات] وهو حاصل على [تم حجب المعلومات] الذي يسمح له بالبقاء في [تم حجب المعلومات] والحصول على خروج دون عودة. هذا هو السبب في ضرورة الحصول على الموافقة على إمكانية العودة، ويمكن السماح بذلك في حالات فردية (فقد كان هذا هو الحال في محاكمة فرنسية).

يمكن لشهادة S1 أن تدحض أقوال المدّعى عليه.

أراد المتهم أنور أن يقول شيئاً عن هذا، لكن محاميه (بوكر) أوقفه وذكر أن هذا الدليل لن يثبت شيئاً ولن يكون مقبولاً – على عكس التماس خبيب.

انتهت المرافعات في الساعة 2:45 مساءً.

يوم المحاكمة السابع عشر – 03 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة حوالي 11 شخصاً وفردان من وسائل الإعلام. بدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.

تلا المحامي خبيب إفادته مرة أخرى وأضيفت إلى البروتوكول.

استجواب P5، تتمة

عرض المدعي العام كلينجه صور الأقمار الصناعية (كما هو موضح أدناه) وسأل P5 عمّا إذا كان يمكنه التعرف على أي شيء. قال P5 إنها يمكن أن تكون صورة للفرع، لكنها لم تكن واضحة ولم يكن قادراً على التعرّف على الشوارع.

تساءل P5 إذا كانت الساحة في الأعلى هي ساحة القصور أم ساحة العباسيين، وقال إنها على الأرجح ساحة القصور.

تم تكبير الصورة (انظر أدناه) وظهر اسم الشارع:

قال P5 إنه “الآن” يمكنه التعرّف عليها. قال: إذا كان هذا شارع بغداد فيجب أن يكون الفرع في الشارع الذي خلفه. أشار P5 إلى المبنى الموجود أسفل الأشجار (في الجزء العلوي من الصورة) على أنه الفرع. وتم عرض صورة أخرى:

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان P5 قد تعرّف على أي شيء، وتعرّف P5 على ساحة العباسيين [أعلى اليمين] وحدّد موقع الفرع بدقة باستخدام تلك الساحة.

سأل المدعي العام كلينجه عن عدد المركبات المستخدمة لجلب المعتقلين إلى الفرع 251. قال P5 إنه في بعض الأحيان كانت تتراوح بين مركبة واحدة إلى ثلاث مركبات، وبشكل أساسي في أيام الجمعة حيث كانت تجري المظاهرات في ذلك اليوم. قال P5 إنهم نادراً ما كانوا يرون معتقلين قبل الثورة، ولكن بعد ذلك، كان يتم جلب معتقلين كل يومين. وإذا كان P5 مناوباً في العمل، فإنه يرى عملية التوصيل، وإلا فلم يتمكن من رؤيتها بخلاف ذلك. سأل كلينجه عمّا إذا كان هناك تصعيد في الأحداث من نيسان/أبريل 2011 إلى 2012. قال P5 نعم، فقد زاد العدد بالتأكيد، ولكنه لم يكن يعرف كم كانت الزيادة بالضبط. قال P5 في آذار/مارس 2011، بدأت المظاهرات في دمشق وريف دمشق، لكن العدد [عدد المتظاهرين] لم يكن كبيراً في البداية. ولكن P5 قال إن الأعداد زادت بمرور الأيام.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان المعتقلون يتعرضون للضرب عند توصيلهم وما إذا كانت هناك “حفلات استقبال”. ذكر P5 أنه سيتحدث عمّا شهده. قال إنه تم جلب معتقلين ذات مرة في يوم الجمعة، وجاء بعضهم من دوما. قال P5 إنهم أُخرِجوا من المركبات ووقفوا أمام الحائط في ساحة الفرع. وذكر أنهم تعرضوا للضرب على أيدي العناصر وتم اقتيادهم إلى السجن في الطابق السفلي.

سأل المدعي العام كلينجه P5 عمّا إذا كان بإمكانه وصف الضرب، علما بأنه ليس من اللطيف وصفه. قال P5 إنهم جاؤوا بمركبة بيضاء لم تكن كبيرة (يمكن أن تتسع من 15 إلى 20 شخصاً في الداخل، لكن العدد كان أكبر من ذلك). قال إن العناصر نزلوا منها ووقف عنصر واحد من القوات بجانب باب المركبة. كانت رؤوس المعتقلين مغطاة بقمصانهم وكانت هناك آثار ضرب عليهم (يبدو أنهم تعرضوا للضرب في المركبة) والدماء تسيل من أنوفهم. كان الشخص الواقف بجانب الباب يضرب كل من نزل من السيارة ويطلب منهم الوقوف في طابور في مواجهة الحائط. قاموا بضرب هؤلاء المعتقلين بشكل عشوائي، بما في ذلك باستخدام الهراوات الكهربائية [جهاز الصعق] مما جعلهم يسقطون على الأرض مباشرة. وصحب ذلك سبّ وشتم. ثم جاء المتهم أنور بينما كان المعتقلون واقفين أمام الحائط. قال P5 إن المتهم أنور أمرهم بوقف الضرب وسألهم عن سبب ضربهم. وذكر P5 أن المتهم أنور أمر القوات بإحضار المعتقلين إلى السجن في الطابق السفلي لاستجوابهم، وبعد ذلك سيعرفون ما إذا كان شخص ما مذنباً.

طرح المدعي العام كلينجه المزيد من الأسئلة بشأن معاملة المعتقلين. قال P5 إن الضرب كان مبرحاً. وذكر أن الشخص الذي كان يقف بجانب باب المركبة كان يستخدم يديه في الضرب. قال إن هناك عناصر كانوا يُخرِجون المعتقلين من المركبة والآخرين كانوا بجانب الحائط. قال P5 إنه ذكر سابقاً أن هؤلاء كانوا “متطوعين” [أوضح P5 ذلك في يوم المحاكمة السادس عشر؛ ليس “متطوعين” بالمعنى التقليدي] وأضاف أنهم يتلقون أجورا. قال P5 إن الضابط لا يمكنه البدء كمتطوع. وقال إن رتبة ضباط الصف معروفة، أما الضابط فيحتاج إلى شهادة جامعية، وضابط الصف يصل إلى رتبة لا يمكن أن يحصل على ترقية بعدها.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان لدى مكتب رئيس الفرع نوافذ تطل على الساحة الداخلية. قال P5 إنه يعتقد أنه كانت هناك [نافذة]، لكن ذلك كان قبل ثماني سنوات [لم يكن يتذكر بدقة].

أشار مايكل بوكر، محامي المتهم أنور، إلى أن موكله لم يكن رئيس الفرع.

ثم سأل المدعي العام كلينجه على وجه التحديد عن مكتب المتهم أنور، رئيس القسم. قال P5 إن رئيس الفرع يختلف عن رئيس القسم، وكان أنور هو الأخير. قال P5 إنه قد تكون هناك نافذة، لا تطل على الساحة، لكنه لم يكن متأكداً.

سأل المدعي العام كلينجه كم اعتاد P5 أن يرى أنور. قال P5 كثيراً لأنه أدى الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة عامين تقريباً في الفرع 251. قال P5 إن أنور كان لا يزال هناك عندما غادر P5.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كانت سلطة المتهم أنور قد تقلّصت أو تراجعت [بعد الثورة]. وقال P5 إن هذه الأمور تخص كبار الضباط ولا علم له بشأنها.

ذكر P5 أنه يريد شرح شيء ما. شهد P5 على شيء لم يذكره في اليوم السابق لأنه لم يُسأل عنه. قال P5 إنه خلال الوقت الذي كان فيه في الفرع (ربما في عام 2012، لكن P5 لم يتذكّر)، جاء ضابط (كان ملازماً ثانٍ أو ملازماً) [إلى الفرع] وأصبح نائباً لقسم الاستجواب، أو محققاً. ربما أصبح نائب الرئيس وأصبح عبد المنعم رئيساً. سوف يتذكّر P5 اسم هذا الضابط، إذا ذكره أحدهم.

سأل المدعي العام كلينجه عن الفرق بين إدارة المخابرات العامة وأمن الدولة. فقال P5 إن ما تعلموه في التدريب هو أن إدارة المخابرات العامة “هي” فرع أمن الدولة وهي تضم جميع الفروع التي ذُكِرت على الشاشة [إشارة إلى اليوم السابق]. سأل كلينجه عمّا إذا كان الفرع 251 يتبع المخابرات العامة أم أمن الدولة. قال P5 إن ما تعلموه هو أن الفرع الداخلي [251] مسؤول عن الشؤون الداخلية للبلد. وقال P5 إن الفرع يلاحق كل من يتدخّل في شؤون البلد أو يقوّض المنطقة.

سأل المدعي العام كلينجه ما هي أجهزة المخابرات الرئيسية. قال P5 إنه في سوريا توجد المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية والمخابرات العامة (أمن الدولة)؛ ولكل فرع تخصصه.

الاستجواب بشأن القسم 40

سأل المدعي العام كلينجه عن خصائص الأفراد الذين تم اختيارهم خصيصاً للقسم 40. قال P5 إنه قبل حوالي شهر ونصف من انتهاء تدريبه الذي استمر ستة أشهر، تم اختيار حوالي 40-45 شخصاً من قبل مساعد (قبل أن يأتي أحد الأفراد) وكان P5 من بين هؤلاء الـ45. قال P5 إن الاختيار لم يكن محدّداً (على سبيل المثال، إذا كان الشخص طويلاً أو شيء من هذا القبيل). ثم ذهب الـ45 شخصاً إلى مركز القيادة في مركز التدريب. ثم جاء فرد/شخص وأخبره المساعد أن هؤلاء هم الأشخاص الذين اخترناهم “سيدي”. وبدا أن الشخص كان من رتبة عسكرية، وبدأ الشخص في الاختيار من بين عناصر المجموعة. لم يتم اختيار P5، حيث كان هناك أشخاص أطول منه. شعر [P5 والأشخاص الذين لم يقع عليهم الاختيار] بالانزعاج وتساءلوا عن سبب عدم اختيارهم، لأنهم أرادوا فقط إنهاء الدورة. قال P5 إنه تم اختيار 20-25 شخصاً في المرحلة الأولى ثم تم اختيار 11-12 شخصاً من تلك المجموعةً. وقال P5 إنهم سألوا أولئك الذين لم يتم اختيارهم في المرحلة الثانية عن سبب عدم اختيارهم؛ قال أولئك الذين لم يتم اختيارهم إنهم سُئلوا عن عمل آبائهم وهل كانوا أعضاء في الحزب [حزب البعث] أم لا. وقال P5 إنه إذا كان لدى أي من أقارب المتدرب مشاكل مع البلد، كان يُرفَض.

سأل المدعي العام كلينجه ما إذا كان يجب أن يكون المرء مواليا للنظام. قال P5 إنه لا يعرف ما إذا كان ينبغي على المرء أن يكون موالياً للنظام، وإنما ينبغي أن تكون خلفيته نظيفة.

سأل المدّعي العام كلينجه عمّا إذا كان قد تم نقل الأشخاص بعد اندلاع الثورة من 251 إلى القسم 40. قال P5 إنه لم يتم نقل أي ضباط، ويعتقد أنه لم يتم نقل أي عناصر أيضاً، لأنه تم اختيارهم مسبقاً.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان عناصر القسم 40 ينقلون الجثث. قال P5 إنه لم يرَ جثثاً ولا يعلم بأمر القسم 40، لأنه في الجسر الأبيض، موقع مختلف.

استجواب بشأن المتهم أنور وضباط آخرين والفرع 251

قال المدعي العام كلينجه إن P5 تعرّف على المتهم أنور وسأل عمّا إذا كان قد تعرّف على المتهم إياد. قال P5 إن الوجه مألوف وربما يكون قد رآه، لكن ملامح الوجه تغيرت.

قال المدعي العام كلينجه إن P5 ذكر عبد المنعم سابقاً وسأل عمّا إذا كان P5 يعني عبد المنعم النعسان. قال P5 نعم، على الأرجح.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان P5 يعرف عمر شنان. سأل P5 عمّا إذا كان ضابطاً وقال إنه ربما يكون ملازماً من حلب بسبب لهجته.

قال المدعي العام كلينجه إن P5 ذكر في الاستجواب أنه “لا يوجد شيء غير مسموح القيام به. حيث كانت الرؤوس تُضرَب بالجدران والدماء تتناثر. سمع أن الكثيرين ماتوا في السجن”. سأل كلينجه عمّا إذا كان P5 يعرف ما حدث مع المعتقلين. أخبر P5 كلينجه أنه لم يقل إن الكثيرين ماتوا، لكنه اشتبه في وفاة شخص واحد فقط. قال إنهم تعرضوا للضرب المبرح وسمع أصواتاً وصرخات لكن الشخص الوحيد الذي رآه هو من كان يرتدي الجلابية. قال P5 إن ذلك كان الشخص الوحيد الذي رآه دون حراك.

قال المدعي العام كلينجه إن P5 قال في الاستجواب إنه سمع أن كثيرين ماتوا في السجن. فأكد P5 هذا الأمر، حيث كان العناصر يتحدثون مع بعضهم البعض ويقولون إنه قد يموت الكثيرون بسبب التعذيب. لكن P5 قال إن هذا كان افتراضاً. وأكّد مجدّداً أنه لم يُسمح لهم بدخول السجن أصلاً.

استراحة لمدة 10 دقائق

سأل شارمر، محامي المدّعي، عن رتبة عبد المنعم وعلاقتها برتبة المتهم أنور. قال P5 إن عبد المنعم مقدّم، وكان نائب رئيس القسم. سأل المحامي شارمر عمّا إذا كانت رتبة مقدّم أدنى من رتبة عقيد وأدنى بعدة رتب من رتبة عميد. قال P5 إن رتبة مقدّم أعلى من رتبة رائد.

عدّد P5 الرتب بالترتيب التالي: ملازم [نجمة واحدة]؛ ملازم أول (نجمتان)؛ نقيب (ثلاث نجوم)؛ رائد (نسر)؛ مقدم (نسر ونجمة)؛ عقيد (نسر ونجمتان)؛ عميد (نسر وثلاث نجوم). وقال إن الرتب التالية غير موجودة في الفروع الأمنية/أجهزة المخابرات العامة: لواء، وعماد، وعماد أول، وفريق.

أشار شارمر، محامي المدّعي، إلى إفادة P5 السابقة حول كيف حضر المتهم أنور وطلب من العناصر التوقف عن ضرب المعتقلين، وسأله عمّا إذا كان يمكنه تقدير وقت حدوث ذلك. قال P5 إن هذا حدث أثناء مظاهرات عام 2011 ولا يمكنه معرفة متى بالضبط، لكن ربما بعد ستة أو سبعة أشهر. سأل شارمر عمّا إذا كان ذلك بعد سبعة أشهر على بداية الثورة في آذار/مارس 2011، فقال P5 نعم.

سأل شارمر، محامي المدّعي، عمّا إذا كان “المتطوعون” الذين ذكرهم من الفرع 251 أو من القسم 40 أو من كليهما. قال P5 إن الفرع 251 يحتوي على العديد من الأقسام وكانت الأقسام الأخرى تقوم بالتوصيل إلى الفرع 251، حيث أنه الفرع الرئيسي. قال P5 إنه في بعض الأحيان، يذهب متطوعون من الفرع والقسم 40 وأقسام أخرى إلى المظاهرات. قال P5 إنه بصراحة لا يعرف الفرع المعني في المظاهرة المحددة المذكورة أعلاه.

سأل شارمر، محامي المدّعي، P5 إذا كان المتطوعون قد توقّفوا عن الضرب عندما طلب منهم المتهم أنور القيام بذلك. قال P5 نعم بالتأكيد لأنهم كانوا “متطوعين” وكان هو ضابطاً.

قال شارمر، محامي المدّعي، إن P5 قال إن هناك نوافذ عليها “شبك حديدي” تطلّ على الفناء الداخلي وسأل عمّا إذا كانت تطلّ على الجانب الخارجي. وقال P5 إن النوافذ كانت تطلّ على الجانب الداخلي، فقط داخل الفرع وليس على المباني السكنية.

طلب شارمر، محامي المدّعي، من P5 التحقق من هذه الإفادة من هذا الاستجواب السابق: “كانت هناك نوافذ صغيرة للهواء في الأسفل، لكنه لم يكن يعرف كيف يبدو الوضع في الداخل. عندما كان يصل الناس إلى السجن، كان أنور ونائبه في مكتبيهما. وفي بعض الأحيان، كان أنور ونائبه ينزلان إلى الطابق السفلي من السجن، ربما بسبب وجود غرف للاستجواب. وبخلاف ذلك، سمع P5 أن الاستجواب كان يتم في الطابق العلوي. وسمع P5 صرخات الألم والتوسل وكذلك الإهانات”. قال P5 إن هذه الإفادة كانت صحيحة.

طلب شارمر، محامي المدّعي، من P5 التحقق من صحة هذه الإفادة: “لم يكن P5 في السجن مطلقاً وكان يسمع صراخاً دائماً”. قال P5 إنه كان يسمع صراخاً عندما كان يعبر ساحة الفرع ويتوجه إلى المطعم أو السكن، ولكن ليس “دائماً”. قال P5 إنه كان يقصد الوقت الذي كان فيه في الفرع، و”غالباً” ولكن ليس “دائماً”.

قال خبيب، محامي المدعي، إن P5 ذكر سابقاً أنه “لا يوجد شيء غير مسموح لهم فعله” وسأل عمّا إذا كان ذلك يشمل إساءة المعاملة الجنسية. قال P5 لا، لم يشهد ذلك؛ وإنما كان يقصد أن كل أساليب الضرب كانت تُمارس على المعتقلين.

ذكر كروكر، محامي المدعي، إفادة P5 السابقة “لن يكون من المبالغة القول إن هذا كان عملهم اليومي وأن الفرع كان فخوراً باستلام العديد من المعتقلين، وكانوا يتباهون بذلك” وأضاف أن “P5 لم يرَ جثثاً، لأنه كان هناك تحذير”. قال P5 إن هذا التحذير كان يتعلق بحادث مع زميله الذي التقط صورة. قال P5 إن الزميل تعرض للتوبيخ ونزل إلى السجن، حيث لم يُسمح للصور بالخروج. وأضاف P5 أنه من المعروف أن جميع فروع الأمن سرية؛ لم يُسمح لأحد حتى بإخبار أسرته عن خدمته وعن أسماء الضباط.

سأل المدعي كروكر عمّا إذا كانت هناك إناث بين المعتقلين الذين يتم جلبهم. قال P5 إنه رأى مرة واحدة فقط إناثا تم جلبهن. وقال إنه كانت هناك مظاهرة في ساحة عرنوس بدمشق وسمع من أصدقائه أنه تم الإفراج عن المعتقلات لكنه لا يعرف على وجه اليقين.

سأل مايكل بوكر، محامي المتهم أنور، عمّا إذا كان P5 قد سمع أو قيل له إنه تم استجواب أشخاص في مكتب أنور أو مكتب نائبه. قال P5 إنه كان عنصراً عادياً وتساءل من سيخبره بذلك. وأوضح P5 أنه عندما كان يمرّ هو وآخرون بساحة الفرع، كان السجن على جانبهم الأيسر. قال أن السجين معصوب العينين والسجّان كانا يصعدان الدرجات الخمس إلى الطابق العلوي، ثم خمس درجات إلى قسم الاستجواب. قال إن أي شخص كان يمر من الساحة وينظر إلى اليسار سيرى أن السجين يتجه إلى الاستجواب. ورداً على سؤال آخر، أضاف P5 أنه كان يراهما متجهين إلى الاستجواب، لكن الاستجواب نفسه لم يجرِ أمامه.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان وجه المتهم إياد مألوفاً منذ وقت خدمة P5 وما إذا كان بإمكان P5 تقدير الفترة الزمنية. قال P5 إنه منذ ثماني سنوات والوجه مألوف، لكنه لم يكن متأكداً بنسبة 100%. ورداً على سؤال آخر، قال P5 إن استجوابه تضمّن مجموعة صور، وقال إن هذا الوجه مألوف، لكن ليس لدرجة أنه يعرف الشخص [إياد].

سألت القاضي كيربر عن حالة المعتقلين الذين يؤخذون للاستجواب. قال P5 إنهم تعرّضوا للضرب [يبدو أنهم قد تعرضوا للضرب].

تلا المحامي خبيب إفادته مرة أخرى. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هذا اقتراحاً أم التماساً، فقال خبيب إنه كان التماساً.

رُفِعت الجلسة الساعة 11:30 صباحاً.

يوم المحاكمة الثامن عشر – 06 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة حوالي 6 أشخاص وثلاثة أفراد من وسائل الإعلام. بدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.

شهادة P6

يُدعى الشاهد P6، [تم حجب الاسم] 45 عاماً، طبيب أسنان وكاتب مقيم في برلين.

سألت القاضي كيربر P6 عمّا إذا كان قريباً لأحد المتهمين، وقال P6 إن المتهم إياد هو ابن عمته.

بدأ P6 يتحدث عن تجربته في سوريا، لكنه توقف عندما التقط أحد الحضور من الصحافة صوراً داخل قاعة المحكمة. رأته رئيسة المحكمة كيربر واستدعته إلى هيئة القضاة. وكانت مستاءة وطلبت منه حذف جميع الصور على الفور. ثم سلّمت كيربر الهاتف إلى أحد موظفي تكنولوجيا المعلومات. وأكدت كيربر أن التقاط الصور والتسجيل من أي نوع محظور في قاعة المحكمة ويمكن تغريم الأفراد. ولم تُغرِّم هذا الشخص لأنها لم تكن تعرف ما إذا كان حاضراً عندما وجّهت التحذير لأول مرة، ولكن قد لا يُسمح لهذا الشخص بإحضار هاتفه إلى داخل قاعة المحكمة مرة أخرى. اعتذرت كيربر عن هذا التعطل.

خلفية P6 واعتقاله

استأنف P6 وقال إنه قال إنه أصبح مهتماً بالشؤون السياسية السورية في مرحلة مبكرة. وذكر أنه بعد وفاة حافظ الأسد، حضر نقاشات سياسية خلال ما عُرف باسم “ربيع دمشق” (2000-2001)، وخاصة مع [تم حجب الاسم]. قال P6 إنه أنشأ هو وزملاؤه منتدى صغيراً تناول مواضيع ثقافية وسياسية مختلفة، وبدأ في بناء علاقات مع شخصيات معارضة سابقة (بعض الأصدقاء الشخصيين ومعارف آخرين). قال P6 إنه بدأ الكتابة عن الشؤون السورية في عام 2007، بما في ذلك عن العلمانية. وعندما بدأت الثورات في مصر وتونس، قال P6 إنه، مثل كثيرين آخرين، كان متحمساً لإمكانية وصولها إلى سوريا. قال إنه شارك في المظاهرة الأولى منذ البداية في 25 آذار/مارس 2011 في دوما، كما شارك في مظاهرات أخرى.

قال P6 إنه اعتُقل في 8 نيسان/أبريل، 2011 لمدة 10 ساعات. وقال إنه كان هناك محاولة فاشلة للقيام بمظاهرة في جامع الرفاعي بكفر سوسة، وقامت قوات الأمن والشبيحة بتفريق المتظاهرين. حيث توجّه P6 وصديقه إلى البرامكة ودخلا إلى مقهى إنترنت. قال P6 إنه حاول كتابة تقرير صغير على الإنترنت عن المظاهرة، لكن قوات الأمن جاءت إلى المقهى واعتقلتهما. وأضاف أن سيارتي أجرة ومركبات أخرى كانت في انتظارهما.

ذكر P6 أنه بعد شهر من الحادث، قال مدير المقهى لـP6 إن أحد عناصر الأمن كان يتتبعهما، ودخل إلى المقهى، وتحدث مع المدير وسأله عمّا إذا كان من الممكن مراقبة ما كانا يفعلانه. وتمكن عناصر الأمن من مراقبة النشاط، وعندما نشر P6 المقال على الفيسبوك، حضر عناصر الأمن وأخذاهما (بسيارتين) إلى فرع فلسطين، حيث استمر التحقيق من الساعة 2:00 ظهراً حتى 12:00 صباحاً. قال P6 إنه يفضل بدء الأسئلة؛ يمكنه مشاركة المزيد من التفاصيل، لكنه لا يعرف ما إذا كان ذلك مهماً.

سألت القاضي كيربر إذا كان مقيّد اليدين. قال P6 إنه تم تقييد يديه في المقهى ثم أخِذَ إلى السيارة. جاء عنصر أمن وقال للضابط إن P6 أغلق حسابه على الفيسبوك قبل المغادرة. لذلك تم أخذ P6 من السيارة إلى المقهى لفتح حسابه. قال P6 إنهما سُئلا في السيارة عن اسميهما ومهنتيهما. قال P6 إنه طبيب أسنان وصحفي وصديقه مدرس فلسفة وصحفي. وذكر أن عناصر الأمن فوجئوا وشعروا بأنهم حصلوا على “صيد” ثمين. وشهد P6 أنه قيل لهما ألا يخافا وأنه كان تحقيقاً روتينياً. وتم نقلهما ثلاث إلى أربع مرات بين طوابق الفرع وطُرِح عليهما أسئلة بسيطة للحصول على معلومات، قبل أخذهما إلى الاستجواب الرئيسي.

قال P6 إن المحقق وصف نفسه بأنه “شاب”، وقال إنه خريج جامعي، وإنه سيكون حديثاً ودياً. بدأ المحقق بسؤال P6 عن انتماءاته السياسية، ولماذا كان P6 مهتماً بالمظاهرات ولماذا كان P6 ينشر أخباراً كاذبة على الفيسبوك. قال P6 للمحقق إنه ليس عضوا في أي حزب؛ وكان فقط مهتماً، وكانت الثورة ضرورية. قال P6 إنهم أخذوا معلومات حساب الفيسبوك الخاص به، لكن لحسن الحظ، كان P6 ملتزماً بتعليمات الأمان المعروفة: فكان يحذف كل يوم خميس أي شيء قد يتسبب في ضرر إذا تم تسريبه.

نُقِل P6 إلى مكتب نقيب آخر. وقال إنه سُئِل ما إذا كان من [تم حجب المعلومات]. وأضاف المحقق الجديد أن الكثيرين من أبناء تلك المنطقة متعلمون وضباط في الجيش، وسأل عن سبب تورّط P6 واهتمامه بأعمال التخريب. قال P6 إنه لم يتعرّض للضرب في ذلك الوقت، وإنما تعرّض للسّب والشّتم فقط. شهد P6 أنه عندما نُقلا بين الغرف، كان هناك اثنان إلى ثلاثة معتقلين بجوار الحائط وأيديهم خلفهم، وكان العناصر يشتمونهم أو يضربونهم عند المرور بهم. قال P6 إن العناصر أخبروهما بأن هؤلاء المعتقلين كانوا مخبرين، وأن P6 كان مختلفاً ويجب ألا يخاف.

شهد P6 أنه في حوالي منتصف الليل، ربما تحدّث رئيس الفرع في الطابق السابع معهما لمدة 10 دقائق وألقى عليهما محاضرة عن الوطنية والديمقراطية. قال P6 إنهم كانوا يراقبون صفحتيهما [ربما تكون صفحة الفيسبوك] وأن أصدقاءهما كانوا ينشرون أخبار اعتقالهما. لذلك، طلب منهم المسؤول أن يقولا الحقيقة وسيعاملان باحترام. ذكر P6 أن المسؤول قال لهما إذا واجها أي مشكلة أن يحضرا إليه. ثم أطلق سراحهما.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P6 أنه كان فرع فلسطين. قال P6 إنه عاش في تلك المنطقة لمدة عامين، وبالتالي عرف أنها منطقة أمنية. قال إنه سمع أيضاً أن الدوريات [الفرع 215] وفرع فلسطين [الفرع 235] كانا هناك.

الاستجواب بشأن المتهم إياد

طرحت القاضي كيربر أسئلة مختلفة حول علاقة P6 بالمتهم إياد. قال P6 إنهما لم ينشآ معاً لأن P6 وعائلته كانوا يعيشون في محافظة مختلفة ولم يكن يلتقي بالأقارب إلا في الصيف. شهد P6 أنه ليس لديه معلومات كيف كان إياد عندما كان طفلاً. قال إنه وعائلته كانوا يذهبون إلى [تم حجب المعلومات وكان إياد وعائلته في [تم حجب المعلومات]. قال P6 إنهم اعتادوا الذهاب لمدة أسبوع تقريباً إلى القرية [تم حجب المعلومات] في إجازة الصيف التي كانت مدتها شهرين.

سألت القاضي كيربر عن خلفية المتهم إياد التعليمية والمهنية. قال P6 إنه لا يعرف ما إذا كان الغريب قد اجتاز مرحلة البكالوريا/الثانوية العامة، لكنه يعلم أن إياد لم يكمل دراسته. قال P6 إنه بعد المدرسة الثانوية، تطوع الغريب في قوات الأمن ووزارة الداخلية، لكنه لم يكن متأكدا.

قال P6 إن علاقته الفعلية مع المتهم إياد بدأت في عام 2001 بعد أن أنهى P6 دراسته الجامعية وخدمة العلم [الخدمة العسكرية]. فتح P6 عيادة أسنان في المنطقة التي كان يسكن فيها إياد (في [تم حجب المعلومات]). كان إياد والعديد من الأقارب من [تم حجب المعلومات] قيمون هناك؛ لهذا السبب فتح P6 عيادته هناك. قال P6 إنه كان يلتقي بإياد من حين لآخر حيث كان إياد يأتي أحياناً مع أحد أقاربه أو مع زوجته إلى عيادة P6.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المتهم إياد قد أخبر P6 بتفاصيل حول عمله. وقال P6 إن إياد قال إنه كان مدرّب رياضية في نجها ثم عمل في قسم الأديان. قال P6 أن إياد ذكر حادثة. قال P6 إن هناك حركة [جماعة] جديدة في المجتمع تسمى “emo”، وأعطى إياد P6 تقريراً عن تلك الحركة [الجماعة]. وأشار P6 إلى أنه تضمّن مقابلة مع شيخ مسجد ورجل دين مسيحي وأستاذ جامعي في علم النفس. قال P6 أن هذا ما يعرفه عن عمل إياد في قسم الأديان.

أشارت القاضي كيربر إلى استجواب P6 عام 2019، حيث سُئل عن موقف إياد السياسي. شهد P6 أنه ذكر سابقاً أن إياد أعلن بوضوح دعمه للثورة أمام P6 وآخرين منذ البداية. لم يذكر P6 ما يلي في استجواب أيلول/سبتمبر 2019: جاء إياد ذات مرة إلى عيادة P6 (ربما لجلب ابنه للعلاج) في شباط/فبراير أو آذار/مارس 2011، قبل الثورة بأسبوعين – ثلاثة أسابيع. وسأل P6 إياد عن القوات الأمنية، فقال إياد إنها وضعت في حالة تأهب كامل. وذكر P6 أن إياد قال إنهم علموا بأن ثورة ستحدث و”إن شاء الله” ستحدث.

سألت القاضي كيربر عن تصرفات المتهم إياد في الأجهزة الأمنية وفي قسم الأديان. قال P6 إنه ليس لديه أي فكرة ولم يخبره إياد. قالت كيربر إن P6 ذكر في استجواب سابق أن إياد قال إن عمله لم يعد روتينياً منذ بداية 2011 حيث تغيّر عمله وبدأ العمل لساعات إضافية من آذار/مارس 2011 فصاعداً. وأشارت كيربر إلى أن P6 قال للتو إن إياد لم يخبره، وذكّرت P6 بأن واجبه هو قول الحقيقة.

سألت القاضي كيربر مرة أخرى، ما الذي كان يفعله إياد. قال P6 إن مهام إياد كانت واضحة، وأضاف أنه لا يعرف روتينه اليومي أو تفاصيله. قال P6 إنهم [قسم الأديان] اعتادوا الخروج يوم الجمعة لمراقبة المكان المتوقع أن تخرج المظاهرات منه. وقال P6 إن هذا ما يعرفه وهذا ما شهده في مظاهرات أخرى من الشبيحة وقوات الأمن.

سألت القاضي كيربر عن شعور المتهم إياد داخل الفرع وما إذا كان هناك توتر بين السنّة والعلويين. فقال P6 إن إياد ذكر حادثة، لكنه لا يعرف ما إذا كانت تكرّرت. قال P6 إن إياد كان مع زميلين، وسمع أحدهما المركبة التي تقلّ المعتقلين [قد وصلت]. قال P6 إن هذا الشخص عندما سمع صوت الحافلة، أخذ الهراوة وذهب للمشاركة في “حفل الاستقبال” لضرب المعتقلين. وذكر P6 أن إياد كان غاضباً جداً لأنها لم تكن مهمة [ذلك الشخص] ولم يكن ذلك مطلوباً منه. قال P6 إن هذا حدث ربما في الخطيب، لكنه علم بذلك فقط من خلال متابعة المحاكمة الجارية.

الاستجواب بشأن القسم 40

سألت القاضي كيربر عن القسم 40. قال P6 إنه لا يعرف عمل هذا القسم، لكن إياد ذكر حافظ مخلوف أكثر من مرة، وتحدث عن وحشيته واستبداده، وذكر حادثة إطلاق النار في دوما. حسب ما يتذكر P6، قال إن حافظ نزل من سيارته ذات الدفع الرباعي ووضع قدمه على عتبة باب السيارة وبدأ في إطلاق النار. قال P6 إنه سمع ذلك من إياد. قال P6 إنه لا يعرف كيف علم إياد بذلك ولم يسأله.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P6 يعرف ما إذا كان المتهم إياد قد عمل في القسم 40. قال P6 إنه لا يعرف. طلبت كيربر منه أن يتذكر، لكن P6 قال إنه لا يعرف على الإطلاق. سألت كيربر مرة أخرى وقال P6 إنه لا يتذكر؛ اكتفى إياد بالحديث عن حافظ مخلوف وذكر أنه هدد العناصر وطلب الولاء للنظام. قال P6 إن هذا ما تذكره، لكن لم يكن لديه معلومات عمّا إذا كان إياد في القسم 40. قال P6 إنه قرأ وسمع أن حافظ كان رئيس القسم.

سألت القاضي كيربر عن سمعة القسم 40 في سوريا. قال P6 إنه لا يعرف، لكنه قال إن جميع الفروع والأقسام بشكل عام مسالخ بشرية، تقتل وتعذّب الناس. قال P6 إن القسم الذي يقوده حافظ مخلوف هو جحيم حقيقي.

قالت القاضي كيربر إن P6 ذكر في استجوابه في أيلول/سبتمبر 2019 أن “النظام لم يعد يثق في إياد. كان عمله مكتبياً، مما كان يدل على أن النظام لا يثق بالسُنّة. قال إياد لـP6 إنه نُقل إلى القسم 40 في تموز/يوليو 2011”. قال P6 إنه لا يتذكر هذه التفاصيل، ولا يتذكر العلاقة بين القسم 40 والفرع 251.

الاستجواب بشأن المتهم إياد، تتمة

سألت القاضي كيربر عن أسلحة الأجهزة. قال P6 إن إياد أخبره أن الأسلحة سُحِبت منهم [بعد الثورة]، ولم يعد معهم أسلحة كما كان من قبل.

سألت القاضي كيربر عن الإطار الزمني. قال P6 إن ذلك صعب، لكنه يذكر أنه كان في الصيف. وقال إن إياد ذكر أنه شعر بأن هناك اصطفافا على أساس الدين والطائفة. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان ذلك يتعلق بسحب الأسلحة. قال P6 ربما، وإن إياد قال له إن هناك شكوكاً وانعدام ثقة، وكان الجو متوتراً. قال P6 إنه تم سحب الأسلحة ولم يتم تسليمها إلا عند حدوث مظاهرات، لكنه لم يتذكر.

شهد P6 أن المتهم إياد أخبره ذات مرة أن هناك مرسوماً باعتقال ناشط مشارك في المظاهرات، ربما في [تم حجب المعلومات]. قال P6 إن إياد أخبره بأن إياد أرسل تحذيراً عن طريق أحد أقارب ذلك الشخص، والذي بدوره أخبر ذلك الشخص أن عليه الفرار أو الاختباء. قال P6 إن هذا حدث ما بين أيار/مايو – آب/أغسطس 2011، لكن كان من الصعب التذكر.

كما شهد P6 بشأن صديقته التي تم تحذيرها. قال إن ذاكرته بشأن تفاصيل الحدث لم تكن واضحة (خاصة حول المكان الذي سمع فيه المعلومات، وهل كانت مباشرة من إياد نفسه أو من قريب آخر)، لكن ذلك حدث. قال P6 إنه قيل له أن هناك مرسوماً باعتقال تلك المرأة، وأنهم يعرفون أن P6 يعرف تلك المرأة. قال P6 إنه طُلب منه تحذيرها، لكنه أخبرهم أنها كانت مختبئة أساساً ولم تكن تذهب إلى منزلها بانتظام. قال P6 إن اسمها كان [تم حجب الاسم].

قال P6 إنه أراد أن يذكر تفصيلاً صغيراً كان يعرفه من شقيق المتهم إياد. قال إنه لا أحد من عائلة P6 أو من عائلة إياد كان يعلم أن P6 سيدلي بشهادته. ومع ذلك، اتصل شقيق إياد [تم حجب الاسم] بـP6 عندما كانوا يبحثون عن ابن عم وابن عمة P6 في صور قيصر. وأخبره P6 أن هناك شاهداً سيُدلي بشهادته دون الكشف عن هويته في قضية إياد. وقال إن شقيق إياد تفاجأ وقال إن هذا الشاهد يمكن أن يشهد لصالح إياد. وعرف P6 هذه المعلومات عن هذا الشاهد من خلال وسائل الإعلام. اتصل شقيق إياد بـP6 وأخبره أن هناك معلومة وكان يتساءل عمّا إذا كان بإمكانهم إثباتها، مفادها أن إياد كان يعلم أن هناك كميناً لـ[تم حجب الاسم] وأنها ستُعتقل من عزاء شخص ما، وأنها كانت في زيارة “المخيم” في حي القدم بمخيم اليرموك. قال P6 إن إياد حاول الوصول إليها من خلال مختار المنطقة لتحذيرها. قال P6 أن تلك المعلومة كانت من شقيق إياد قبل أسبوع.

سألت القاضي كيربر كيف انتهى بهما المطاف عند قصة [تم حجب الاسم] أثناء محادثتهما. سأل P6 عمّا إذا كان بإمكانه إحضار هاتفه داخل قاعة المحكمة لعرض تاريخ [محادثة] الواتساب وكيف انتهى بهما الأمر بذكر [تم حجب الاسم]. سمحت كيربر بذلك وطلبت من حارس الأمن إحضار الهاتف. قال P6 أنه كان في الصندوق رقم 6.

قالت القاضية كيربر إنها أرادت أن تسأل ماذا كانت رتبة إياد إلى أن يصل الهاتف. قال P6 مساعد أو مساعد أول.

تم إحضار الهاتف وطلبت القاضي كيربر من الشاهد الاقتراب من هيئة القضاة وإظهار كيف انتهى بهما الأمر بالحديث عن [تم حجب الاسم]. قال P6 إنه كان هناك مكالمة صوتية مع شقيق إياد تناولت كيف يمكن أن يثبتوا أن إياد حاول التواصل مع [تم حجب الاسم] وما إذا كان ذلك لصالح إياد.

تم عرض شاشة الهاتف من خلال جهاز العرض. تم عرض محادثة واتساب يعود تاريخها إلى 24 حزيران/يونيو. بدأ P6 في قراءة المحادثة.

سلامات شلونك؟ فاضي/مشغول؟

بتتزكر شكل [تم حجب الاسم] ابن عمي [تم حجب الاسم]؟

إيه بعرف الصورة

هل هي الصورة؟

شفت الصور مبارح ودورت مبارح وشكيت بس ولا وحدة بجد

أنا بدور عالأذن وعضمة الأنف

قريبة بس مو صورتو

[تم حجب الاسم] أسمر وهاد أفتح

قال P6 إنهم استمروا في مناقشة الصورة. ثم انتقل إلى أسفل المحادثة. قال P6: “اليوم فيه شاهد مخفي بخصوص إياد”. أجاب شقيق إياد أنه مندهش. سأله P6 عمّا إذا كان لديه فكرة عن الشاهد، فقال شقيق إياد لا. أخبره P6 أنه قرأ على الفيسبوك أو في مكان آخر أنه سيكون هناك شاهد مجهول الهوية وربما سيشهد لصالح إياد. (كان هناك صحفية من Levant تغطي الموضوع). أخبر P6 أنه تذكر شيئاً مهماً وتحدثوا عن حادثة [تم حجب الاسم] ثم سأل P6 إذا كان بإمكانهما الوصول إلى [تم حجب الاسم] وسؤالها عمّا إذا كانت هذه القصة قد حدثت.

طلبت القاضي كيربر من P6 أن يأخذ هاتفه ويعود إلى مقعده. سألت كيربر P6 عمّا إذا كان قد خطّط مسبقاً لعرض تلك المحادثة قبل الإدلاء بشهادته، فأجاب P6 بالنفي.

سأل P6 عمّا إذا كان يمكنه تلاوة شهادة عن معتقل في فرع الخطيب تم اعتقاله في آب/أغسطس 2012 لمدة ستة أشهر. وكُتبت الشهادة عام 2016 وكان P6 قد شاركها على صفحته [قد تكون صفحة الفيسبوك] في كانون الأول/ديسمبر 2016. ورأى P6 أن الشهادة يمكن أن تكون ذات فائدة، لأنها كانت عن الخطيب والظروف بداخله.

قال P6 إنه يريد توضيح نقطة وذكر أنه يدعم الضحايا والعدالة تماماً. قال إنه يقف مع إياد، لكن هذا لا يغير موقفه [من دعم الضحايا]. أراد P6 تلاوة الشهادة أمام المحكمة ليصف الظروف المروعة داخل الخطيب.

قالت القاضي كيربر إن P6 ذكر أن إياد كان برتبة رقيب أول في استجوابه للشرطة. قال P6 أنه قد يكون خطأ في الترجمة.

سألت القاضي كيربر عن انشقاق إياد. قال P6 إن إياد انشق في نهاية عام 2011، بعد إطلاق سراح P6. قال P6 إنه كان يعلم شخصياً أن إياد كان يتحدث عن الانشقاق منذ آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر، وأنهم نصحوه بأخذ وقته وترتيب وضع عائلته أولاً، لأن الانشقاق ليس سهلاً. وبعد انشقاق إياد، لم يرَه P6. وبعد شهر أو شهرين، قال P6 إنه سمع أن إياد قد سافر ولم يرَ إياد حتى اليوم [يوم الإدلاء بالشهادة]. قال إنهم تحدثوا مرتين: مرة على الهاتف في تموز/يوليو 2018 عندما توفيت والدة P6 ثم عندما تم إطلاق سراح إياد في العام السابق، حيث اتصل به P6 لتهنئته.

استراحة لمدة 15 دقيقة

سألت القاضي كيربر P6 عن خلفيته وتعليمه. تحدث P6 عن تعليم إياد وقال إنه لا يعرف ما إذا كان إياد في [تم حجب المعلومات] أو في [تم حجب المعلومات]. قال إن المدرسة كانت في [تم حجب المعلومات لكنه لا يعرف أين عُقِد امتحان البكلوريا.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P6 يعرف ما إذا كان إياد قد حضر تدريباً أم أدّى خدمة عسكرية. قال P6 إنه يعرف معلومات عامة – أن الشخص يحضر دورة تدريبية لمدة ستة أشهر عندما يتطوع في [المجال] الأمني ​​أو العسكري. أعطى P6 مثالاً على أنه أدى خدمته العسكرية بين عامي 2001 و2003 كطبيب. حيث كان يتعلم العلوم/المعارف العسكرية ويمارس التمارين الرياضية.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان إياد قد انضم إلى الجيش أو قوات الأمن. قال P6 إنه لا يتذكر أن إياد تطوع في الجيش. كان يعلم أن إياد كان في أمن الدولة ولا يعرف ما إذا كان أمن الدولة يتبع لإدارة وزارة الداخلية. لا يعرف P6 الصفة/الوصف الوظيفي، ما إذا كانوا جنوداً أو لديهم أسماء مختلفة.

قال P6 إنه ليس لديه فكرة عمّا إذا كان أمن الدولة جزءاً من أجهزة المخابرات. سألت القاضي كيربر عن أمن الدولة. قال P6 إن لأمن الدولة السوري دورين: (1) نظرياً، من المفترض أن يحمي الدولة ويحافظ على سلامة الناس، ولكن (2) في واقع الأمر، يراقب شعبه ويساعد على بقاء النظام في السلطة.

قال القاضي فيدنر إن P6 ذكر أنه كان مع المعارضة، ثم سأل عمّا إذا لم يكن لدى P6 مشكلة مع عمل ابن عمته في أمن الدولة. قال P6 إن كل ما يعرفه هو أن إياد كان مدرباً رياضياً في نجها. قال P6 إنه كان يعلم أن نية إياد لم تكن إيذاء أي شخص أو إلحاق الضرر به. وبالإضافة إلى ذلك، قال P6 إنه أثناء عمله في عيادته، كان يأتي العديد من أفراد قوات الأمن والجيش، وكان كثير من الناس من قريته أو أقاربه أو معارفه في الجيش أو قوات الأمن. قال إنهم كانوا يعرفون من كان متورطاً في بعض السفالات ومن لم يكن كذلك (كان يقصد قبل الثورة). قال إن هناك الكثير أو بعض الأشخاص الذين كانوا يعرفون بأنهم فاسدون أو يؤذون الناس، وبالتالي، لم يكونوا يتعاملون معهم. لذلك، لو علم P6 أن إياد كان شخصاً سيئاً في تلك الفترة أثناء عمله، لما تعامل معه P6.

قال القاضي فيدنر إنه لم يفهم. وذكر أن P6 اعتُقل بعد الثورة وأن عمل المتهم إياد لم يعد روتينيا حيث كان إياد يراقب المساجد وشهد عمليات الاعتقال. سأل القاضي فيدنر P6 إذا لم تكن لديه مشكلة مع هذا [أي: ألم يكن ذلك تناقضاً؟].

سأل P6 عمّا إذا كان بالإمكان تكرار السؤال، لأنه أراد التعليق على المسألة الروتينية.

كرر القاضي فيدنر السؤال. وقال P6 إنه تحدث في شباط/فبراير مع إياد عن وضع القوات الأمنية وقال إياد إنه تم وضعهم في حالة تأهب تام. وبخصوص هذه القضية، اعتادت القوات الأمنية جلب موظفين صغار من دوائر الدولة في آذار/مارس ونيسان/أبريل. حيث كان هؤلاء الموظفين [يُستخدمون] لمنع المظاهرات أو للقيام بمسيرات موالية للنظام. قال P6 إن النظام بأكمله كان في حالة تأهب، وليس فقط قوات الأمن. إن كل من يعرف P6، كان يعلم أن P6 كان يشارك في المظاهرات. ومع ذلك، قال P6 إنه (وكذلك العديد من أقارب إياد الآخرين) لم يكونوا يخشون أن يبلغ إياد عنهم.

سأل القاضي فيدنر كيف تعاملت قوات الأمن مع المظاهرات. قال P6 إن المظاهرة الأولى التي انضم إليها كانت في 25 آذار/مارس 2011 في دوما. وجاءت مسيرة مؤيدة للنظام قوامها 100 – 200 شخص يحملون صور الرئيس من الجانب الآخر. قال إنهم كانوا يعرفون أن هؤلاء الناس [المشاركين في المسيرة] كانوا موظفين وعمالاً بسطاء.

قال P6 إنه كان هناك بالتأكيد عنف من جانب قوات الأمن ضد المظاهرات في أيار/مايو أو أواخر نيسان/أبريل بعد اعتقاله، وبقي في المنزل حوالي أربعة أسابيع بسبب الخوف. ثم قال إنه ذهب إلى كفر سوسة للمشاركة في مظاهرة. كانوا ينتظرون في الساحة المقابلة للمسجد خروج المظاهرة [من المسجد] للانضمام إليها. في ذلك الوقت، أغلقت قوات الأمن باب المسجد الكبير، وفرّقت المتظاهرين، ومنعت التصوير. وبعد خمسة عشر دقيقة، جاءت حافلة سعتها 24 راكباً. وترجّل [من الحافلة] مجموعة من القوات العسكرية أو الجنود يرتدون الزي الموحد ويحملون الهراوات واعتدوا على المتظاهرين. قال P6 إنهم ضربوا واعتقلوا الناس، لكن P6 لم يكن يعرف العدد.

قال القاضي فيدنر إن P6 عانى من هذا الوضع ومع ذلك كان لديه ابن عمة يعمل في قوات الأمن ثم في القسم 40 سيء السمعة. ثم سأل فيدنر إذا لم يجد في هذا مشكلة. قال P6 إن إياد أعلن لـP6 بوضوح أنه كان يدعم الثورة.

سأل القاضي فيدنر P6 عن هذا التناقض مرة أخرى. وقال P6 إن إياد لم يذكر المشاركة [في مثل هذه الأعمال] أو اعتقال المتظاهرين. سأل فيدنر إذا سأل P6 إياد عن ذلك. فقال P6 لا، لا يتذكر. لم ينظر P6 إلى إياد بهذه الطريقة، وبالتالي، كان P6 يعتبر إياد جزءاً من الثورة وليس ضد المتظاهرين. قال P6 إن إياد أعلن أنه كان مع الثورة.

سأل القاضي فيدنر مرة أخرى عن هذا التناقض [كيف كان إياد مع أمن الدولة ومع الثورة في نفس الوقت]. قال P6 إنه لا يرى أي تناقض شريطة أن يكون إياد قد ساعد المتظاهرين والمعتقلين. وقال إنه حتى لو لم يساعد إياد المتظاهرين والمعتقلين، يكفي أن يعلن المرء [دعمه للثورة] أو أن يُعرف بأنه مناهض للنظام [من شأن ذلك أن يوقع الشخص في ورطة كبيرة].

قال القاضي فيدنر إن فهمه لهذا الأمر يقل أكثر فأكثر. وذكر فيدنر أن P6 أشار إلى أن الفروع عبارة عن مسالخ، لكن P6 كان لا يزال راضياً لأن إياد كان أيديولوجياً على الجانب الآخر. قال P6 إنه اعتذر وقال إنه يعتقد أن صيغة السؤال لم تكن صحيحة. افترض P6 أن إياد كان إلى جانب الثورة ولم يكن ينظر إلى إياد كمتهم.

قال القاضي فيدنر إن ابن عمة P6 مدّعى عليه في القضية ومتّهم باعتقال متظاهرين وتسليمهم للخطيب. وسأل P6 عمّا إذا كان معرفة هذا الأمر يشكّل مفاجأة لـP6. قال P6 إنه لم يكن يعرف ذلك، كما لم يخبره إياد بأنه شارك شخصياً في هذه التهمة. قال P6 إنه أراد توضيح نقطة: على الرغم من معرفته بإياد، إلا أنهما لم يكونا يجتمعان يومياً أو أسبوعياً. قال P6 إنه كان يتحدث بناءً على اللقاءات المحدودة.

قال القاضي فيدنر إن P6 عُومل بشكل جيد أثناء اعتقاله في فرع فلسطين، وهو أمر غير معتاد وسأل عن السبب. قال P6 إنه اعتُقل في 8 نيسان/أبريل، 2011، وهو ما يعني أنه في وقت مبكر من الثورة. وفي رأي P6، كانت خطة النظام في تلك الفترة الزمنية هي الحد من العنف. حيث كانوا يستخدمون مستوى معيناً من العنف، يمكن للمرء أن يراه في أعداد الشهداء الذين سقطوا [ماتوا] يوم الجمعة. كان يسقط [يموت] عدد معين كل أسبوعين. وبعد ذلك ارتفع هذا الرقم. حيث تم استخدام المزيد والمزيد من العنف. كان P6 محظوظاً لأنه لم يتعرّض للضرب، وإنما للشّتم فقط.

سأل القاضي فيدنر P6 عمّا إذا كان لديه وسايط أشخاص يدعمونه [في الفروع الأمنية] وإذا كان قد ذكر أن ابن عمته يعمل في أمن الدولة. قال P6 لا؛ لم يذكر ذلك، لكن عندما تم اعتقاله وأخذوا حسابه على الفيسبوك، سأل العديد من الأصدقاء كثيراً عن P6 وصديقه المعتقل، وكتبوا أنهما كانا مفقودَين وربما معتقلَين. قال أن هذا ما قاله لهما رئيس الفرع.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هناك مترجم وترجمة عكسية أثناء استجواب الشرطة. قال P6 نعم. قال P6 إنه كان هناك سوء تفاهم مع المترجم، لكنهم تعاملوا معه ولم تكن هناك مشاكل فنية.

سأل المدعي العام كلينجه عمّا إذا كان شخص يدعى [تم حجب الاسم] أحد أفراد عائلتهم. قال P6 لا.

قال ماتياس شوستر، محامي إياد، إن P6 قال في الاستجواب إن الناس من منطقته كانوا ينضمون بشكل متزايد إلى أمن الدولة. قال P6 لا؛ قال إن حوالي 500 شخص من [تم حجب المعلومات] كانوا ضباطاً في الجيش – بعضهم في قوات الأمن أو دوائر أخرى، لكن ليس “جميعهم” أو حتى “معظمهم” في قوات الأمن.

قال المحامي شوستر إن P6 قال إن أفراد الأسرة الآخرين أبلغوا عن فرار إياد من الخدمة. قال P6 إنه في اليوم الأول أو الثاني [بعد فراره من الخدمة]، زار [تم حجب الاسم الشقيق الأكبر لإياد، P6 في العيادة وأخبره أنه قدّم بلاغاً يفيد بأن إياد مفقود. حيث كان هذا هو العذر الشائع المستخدم لتغطية الفرار من الخدمة لتجنب الملاحقة (إما الفقد أو الخطف). قال P6 إن شقيق إياد جاء إلى P6 إلى العيادة وأخبر P6 أنه قدم بلاغاً [تمت ترجمته إلى “Vermisstenanzeige” بمعنى “بلاغ عن شخص مفقود”]، ولكن ليس في الجريدة أو وسائل الإعلام. وقال P6 إن شقيق إياد قال أيضاً إن العشرات قدّموا تقارير مشابهة.

قال المحامي شوستر إن P6 قال إن البلاغ لم يكن في صحيفة ولا في وسائل الإعلام وسأل عمّا إذا كان شقيق إياد قد ذهب إلى الفرع. قال P6 إنه لا يعرف.

قال سيباستيان شارمر، محامي المدعي، إن P6 قال إنهما أجريا محادثة مع العميد وأخبرهما أن يحضرا إذا واجها مشكلة. قال شارمر إنه يبدو وكأنه عرض عمل. قال P6 إن عناصر الأمن الذين أخذوهما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض بأنهم سيأخذونهما إلى مكتب العميد ثم سيتم إطلاق سراحهما. قال P6 إنه بالطبع عرض عمل؛ كان ذلك واضحاً. وفي تلك اللحظة، أراد P6 وصديقه العودة إلى المنزل فقط. قد لا يساعد ذلك في القضية، لكنه كان مضحكاً: في تلك اللحظة، سألهم العميد (بعد عرضه) عمّا إذا كانا قد فقدا شيئاً من ممتلكاتهما في الاعتقال. قال صديق P6 إنه اشترى “ذاكرة تخزين/فلاش درايف” جديدة وفقدها. سأل العميد عن تكلفتها ووضع يده في جيبه وكأنه يبحث عن المال. قال P6 إن الوضع كان مضحكاً، لأن هذا الفرع (والفروع الأخرى) عبارة عن مسالخ بشرية وكان هذا السلوك أشبه بالكاريكاتير في هذا المجال [كان ذلك “مضحكاً”، إذ من يظن أن رئيس فرع لديه بعض الضمير ليقول له “إذا فقدتما شيئاً بسببنا، فعلينا تعويضه”].

سأل المحامي شارمر ما إذا كان P6 قد قبل “عرض العمل”. قال P6 بالطبع لا.

طرح القاضي فيدنر أسئلة على P6 حول خلفية المتهم إياد. أشار P6 مرة أخرى إلى أن علاقته مع إياد بدأت في وقت لاحق من حياته، عندما فتح عيادته.

رُفِعت الجلسة الساعة 12:10 بعد الظهر. ستكون المحاكمة القادمة في 29 تموز/يوليو، 2020 الساعة 9:30 صباحاً.

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.