4 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #7: محاولة فاشلة للتعرّف على الهوية داخل المحكمة وروايات متعد?

داخل محاكمة أنور رسلان #7: محاولة فاشلة للتعرّف على الهوية داخل المحكمة وروايات متعد?

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – مدينة كوبلنتس، ألمانيا

التقرير السابع لمراقبة المحاكمة

تواريخ الجلسات 29 و30 و31 تموز/يوليو، 2020

>>التقرير الثامن

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافاً للتعذيب.

الملخّصات/أبرز النقاط:[1]

اليوم التاسع عشر للمحاكمة – 29 تموز/يوليو، 2020

  • شهد P7، 30 عاماً، على اعتقاله في فرعي الخطيب وكفرسوسة، واتهامه زوراً بتمويل الجيش السوري الحر. وعلى مدار ما يقرب من ثلاثة أسابيع، تعرّض P7 للتفتيش وهو عارٍ، وللضرب مراراً على قدميه، وللتعذيب بالكابلات، ولسكب البنزين عليه. وتُلقي شهادته الضوء تحديداً على الظروف القاسية التي يواجهها المعتقلون في فرع الخطيب، بما في ذلك: الزنازين المكتظة، وسوء حالة مرافق الصرف الصحي، والوجبات غير الكافية، ومحدودية الوصول إلى الماء، والمخاوف من تردّي الحالة الطبية. وتم إطلاق سراح P7 في اليوم الذي تم فيه تفجير مكتب الأمن القومي. وكان هناك بعض الخلاف حول ما إذا كان P7 معتقلاً في الفرع 251 أو في فرع آخر.

اليوم العشرون للمحاكمة – 30 تموز/يوليو، 2020

  • شهد P8، 39 عاماً، على اعتقاله كذلك في فرعي الخطيب وكفرسوسة. وعلى مدار أربع جلسات استجواب، تم استجواب P8 حول انتمائه إلى تنسيقيات المظاهرات. وتعرّض للضرب، لاسيما على قدميه. وعلاوة على ذلك، قدّر P8 أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم خلال الفترة التي قضاها في السجن، من بينهم جثة رجل تم وضعها بجانبه في ساحة. وفي كفرسوسة، أطلق السجانون اسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي على أداة تعذيب استخدموها لضرب المعتقلين.

اليوم الواحد والعشرون للمحاكمة – 31 تموز/يوليو، 2020

  • كان P9 موظفاً حكومياً يمتلك مقهى إنترنت في سوريا. واعتُقِل بناءً على أوامر عميد، ثم احتُجِز في الفرقة الرابعة. وركّز جُلّ شهادته على جلسة الاستجواب الأولى التي زعم أن المحقق تعرّف عليه فيها. وأوضح P9 كيف أدّى وضعه كموظف حكومي على الأرجح إلى إطلاق سراحه. وأشار إلى احتمال أن يكون المتّهم أنور هو الرجل الذي استجوبه. وعندما طُلب من P9 محاولة التعرّف على أنور في المحكمة، لوّح له أنور. وكان هناك سؤال حول مدى عدالة مجموعات الصور التي استخدمتها الشرطة لمعرفة ما إذا كان بإمكان P9 التعرّف على صورة أنور.

اليوم التاسع عشر للمحاكمة – 29 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة 12 شخصاً وستة أفراد من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.

تألف الجمهور من اثني عشر متفرجاً وستة من الإعلاميين. بدأت الإجراءات في الساعة 9:30 صباحاً.

شهادة P7

يبلغ P7 من العمر 30 عاماً. ويعمل في مطعم ويَحضر دورة لغة مستوى. وتم استدعاؤه كشاهد ولا علاقة له بالمتهمين.

اعتقال P7

أوضح P7 أنه في تموز/يوليو 2012، اعتقله شبيحة النظام بين الساعة 3 مساءً – 4 مساءً في شارع نسرين في حي التضامن بدمشق. وكان يعتقد أنه قد يموت في أي لحظة. وقال P7 إنه اعتُقل لأن بطاقته الشخصية (بطاقة الهوية) كانت تشير إلى أنه من حلب. حيث نظر الشبيحة إلى بطاقته الشخصية وسألوه عما كان يفعله في دمشق. فأخبرهم P7 أنه وُلد في دمشق وأن بطاقته الشخصية صدرت هناك أيضاً. فقلب الشبيحة قميص P7 على رأسه وأمروه بإبقاء رأسه منخفضاً. ثم تعرّض للضرب دون أن يقدر على رؤية المعتدين.

نُقِل P7 إلى قبو مبنى، وقُذِف في زنزانة بقوة كبيرة لدرجة أنه وقع على أفراد آخرين. وكان قد صُبّ على المعتقلين إما الديزل أو البنزين.[2] وذكر P7 أن الشبيحة بدأوا يتحدثون فيما بينهم. “بدا كما لو أن ضمير شخص ما قد استيقظ، لكن شخصاً آخر قال له لا، كان يريد إلقاء السيجارة”. ثم اقتاد الشبيحة المعتقلين خارج الزنزانة إلى ممر يبدو أنه بلا تهوية حيث مكثوا قرابة ساعتين. وخلال هذا الوقت، سأل الشبيحة المعتقلين عن حاجتهم للماء وأعطوا بعض الماء للمعتقلين. كما سألوا عمّن كان على استعداد لدفع نقود للإفراج عنه. وعرض العديد من الأفراد ما بين 100,000 – 200,000 ليرة سورية. وأشار P7 إلى أن الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم لم يُروا مرة أخرى.

في حوالي الساعة 2 – 3 صباحاً، أحضر الشبيحة مركبة أرادوا أن يستخدموها لنقل 29 فرداً.[3] ثم شكل الشبيحة طابورَين، في كل طابور عشرة أشخاص، امتدّا من مكان وجود المعتقلين إلى المركبة. وكان على المعتقلين المرور بين طابورَي الشبيحة الذين ضربوهم حتى صعد المعتقلون إلى المركبة. وأشار P7 إلى أن المركبة كانت تفوح منها رائحة وكأنها كانت تُستخدم لنقل اللحوم. وفي طريقها إلى الموقع التالي، توقفت المركبة عند ثلاث نقاط تفتيش، وفي كل مرة كان يدخل ثلاثة عسكريين إلى المركبة ويضربون بعض المعتقلين “كوسيلة للتنفيس عن الغضب”.

وصلت المركبة إلى فرع الخطيب[4] وتم مرافقة المعتقلين إلى الطابق السفلي وتفتيشهم وهم عراة ثم تم مرافقتهم إلى زنازينهم.[5] وذكر P7 أنه رأى أشخاصاً كثيرين عندما دخل زنزانته؛ ولم يكن هناك مكان يجلس فيه على الأرض، ومن كان يقف كان يفقد مكانه. ومكث هناك لمدة أسبوعين.

خلال الأسبوع الأول، أخِذَ P7 إلى غرفة استجواب حيث أجبِرَ على الركوع على الأرض ورأسه للأسفل ووجهه مغطى. كان هناك شخصان في الغرفة: المحقق الذي كان يقف أمام P7 والسجان الذي كان يقف خلف P7. وعندما لم يكن المستجوب راضٍيا عن إجابات P7، كان السجان يضرب P7 بكابل. وفي إحدى المرات، سأل المستجوب P7 عن سبب اعتقاله، فأجابه P7 بأنه يعيش ويعمل في دمشق، لكنه اعتُقِل لأنه [بطاقته الشخصية تفيد بأنه] كان من حلب. واعتقد P7 أن المستجوب أراد منه أن يقدّم اعترافاً كاذباً. وقال للمحقق أن يتحقق من سجله الجنائي وأنه سيقبل الاعتقال إذا أظهر السجل بالفعل تاريخاً إجرامياً. وفي النهاية أعيد إلى زنزانته.

واصل P7 وصف ظروف السجن. وبحسب قوله، فإن المعتقلين لم يستطيعوا التفريق بين الليل والنهار، أو ما إذا كانوا جالسين أم واقفين. وكانت جثث بعض الأشخاص مغطاة بطفح جلدي،[6] بما في ذلك جثة صبي. وكان يُسمح لهم باستخدام المرحاض مرة واحدة في اليوم. وكان على الناس الوقوف في طابور مقدّماً إذا أرادوا استخدام المرحاض، وهو ما كان صعباً على السجناء المسنين الذين ذكّروا P7 بوالده. كما مُنِع المعتقلون من الاستحمام. وذكر P7 كيف ذهب شخص إلى المرحاض وسكب الماء على نفسه لأنه “قرف من نفسه” وتعرّض بعد ذلك للضرب عقاباً على فعلته. وروى P7 أن الطعام الذي كان يُقدّم للمعتقلين على صينية كان يؤتى به لإطعام 15 شخصاً، لكنه لم يكن يكفي سوى لإطعام ثلاثة أشخاص.

وبعد أسبوعين من وصول P7 إلى الخطيب، نُقل هو ومعتقلون آخرون بالحافلة إلى فرع آخر في كفرسوسة. وأشار P7 إلى أن النقل تم حوالي الساعة 2 مساءً في يوم حار. كما تذكّر أنه كان حافي القدمين. واقتيد المعتقلون إلى ساحة حيث كان العناصر بانتظارهم. ولما رأى العناصر المعتقلين من بعيد اندفعوا نحوهم وانهالوا عليهم ضرباً. وأشار P7 إلى الارتباك الذي شعر به أثناء الهجوم؛ استغرب أن يُنقَل المعتقلون إلى هذا الفرع. ثم اقتيد P7 إلى زنزانته الجديدة التي وصفها بأنها أكثر اتساعاً نسبياً من زنزانته في الخطيب.

تذكّر سماعه محادثة بين العناصر الذي كانوا يمشون بالقرب من الزنزانة، حيث كانوا يتساءلون عن سبب إحضار المعتقلين إلى الفرع. وقالوا لا بد وأن P7 واحد منهم، [لأنه يملك طولا وبنية قوية] فكان يجب أن يكون واحدا منهم. ثم تعرض P7 للضرب على يد أحد العناصر. وأشار إلى أن المعتدي كان طوله حوالي 1.5 متر [4’9 أقدام] بينما يبلغ طول P7 1.92 متراً [6’3 أقدام]. وشعر P7 أن ذلك العنصر كان يحمل حقداً ضده، لكنه لم يعرف السبب. ومكثوا في ذلك المكان ثلاث ساعات ثم أُعيدوا إلى الفرع.

مكثوا في الفرع لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ثم اقتيدوا إلى ساحة الفرع. ووفقاً لما ذكره P7، كان هدف العناصر رعاية المعتقلين لإعادتهم إلى حالتهم الصحية، ولكن فقط إلى الحد الذي تم فيه إخفاء الآثار الجسدية [للتعذيب]. وبالتالي، قُدِّم لهم الطعام وكشف عليهم طبيب.[7] كما سُئلوا عمّا إذا كان أي شخص يريد إجراء مكالمة هاتفية. غير أن P7 لم يقبل العرض لأنه لم يشعر بالأمان.[8] ثم اقتيدوا إلى الساحة حيث أمضوا الليل. قال P7 إنه كان شعوراً لا يوصف أن ينام ورجلاه ممدودتان.

في اليوم التالي، قيل للمعتقلين إنه سيتم إطلاق سراحهم. وأعيد له محفظته وماله، ثم سار P7 في الشارع حافي القدمين، مرعوباً من مظهره. ولم يكن P7 على علم بأن مكتب الأمن القومي السوري قد تعرّض للتفجير يوم الإفراج عنه. ووصل P7 إلى منزل عائلته وقال لهم “الله لا يبقيني إذا بقيت في هذا البلد” [أي أنه لن يبقى في سوريا]. وغادر سوريا في 20 أيار/مايو، 2013.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أشارت القاضي كيربر إلى إفادات P7 بأنه لم يتم اعتقاله من قبل قوات عسكرية. وسألت إذا كان P7 يتذكر عدد الشبيحة، وما إذا كانوا مسلحين، وما إذا كانوا يرتدون زياً موحّداً. أوضح P7 أن الشبيحة كانوا يرتدون زياً عسكرياً.[9] وتابع قائلاً: “نحن [السوريون] نعرفهم. إنهم ليسوا متطوعين رسميين”، وأن” هؤلاء الأشخاص اعتادوا نهب الممتلكات الخاصة للمدنيين”. وكانوا موالين للنظام وليس لديهم وظائف. ودخلوا هذا المجال واكتسبوا سلطة من أجل السيطرة. وفيما يتعلق بالأسلحة، قال P7 إنهم كانوا يحملون رشاشات الكلاشينكوف (AK-47).

سألت القاضي كيربر عما رآه P7 عندما نُقل إلى الميدان. قال P7 إن رأسه كان مغطى بقميصه وكان منحنياً للأسفل، وإلا لكان قد تعرّض للضرب.

ذكرت القاضي كيربر شهادة P7 بأنه صُدم لأنه لم يرَ مثل هذه الدبابة الكبيرة في إشارة إلى المركبة التي استقلها مع المعتقلين الآخرين. وأقرّ P7 أن هذا صحيح.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P7 قد رأى 300 عنصر هناك. فقال P7 إنه رأى حوالي 200 إلى 300 عنصر.

سألت القاضي كيربر كيف ضُرِب P7 عندما تم توقيفه في حي التضامن. فقال P7 إنه تعرض للضرب باليدين والساقين وأعقاب البنادق.

سألت القاضي كيربر عن اسم الفرع الثاني الذي اعتُقِل فيه P7. لم يعرف P7 اسم الفرع الثاني وأشار إلى أن هناك العديد من الفروع في سوريا وهي تحمل أرقاماً فقط.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P7 يعرف رقم الفرع. لم يكن P7 يعرف رقم الفرع. كان يعلم فقط أنه يقع في كفرسوسة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P7 يعرف مكان اعتقاله قبل نقله إلى كفرسوسة. قال P7 إنه كان في الخطيب.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P7 أنه كان في الخطيب. وأوضح P7 أن الخطيب يقع في حي القصور وفيه محل معروف يبيع سلطة الفواكه. وغالباً ما كان يذهب إلى المحل مع أصدقائه.[10]

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان معتقلون آخرون قد أخبروا P7 بمكان اعتقالهم. قال P7 إن أياً من المعتقلين الآخرين لم يناقش المكان الذي كانوا فيه لأنهم كانوا يخشون أن يكون بينهم مخبر. وأوضح P7 أنهم اعتقلوا في شارع نسرين وذهبوا إلى الخطيب. ثم سأل عمّا إذا كان يمكنه إعادة تمثيل أفعاله عندما نزل من المركبة. [ركع على ركبتيه وأدار وجهه إلى اليسار] وقال إنه أدار وجهه إلى اليسار ليلقي نظرة سريعة على مبنى.

أشارت القاضي كيربر إلى إفادة P7 بأن الخطيب كان معروفاً لدى السوريين وأن أحد المعتقلين أخبره أنه الخطيب. سألت إذا كانت هذه الإفادة صحيحة. أوضح P7 أنه تعرف على المنطقة وقيل له الاسم.

سألت القاضي كيربر عن عدد الأشخاص في زنزانته. تدخّل محامي الدفاع، بوكير، وطلب قراءة النص بصوت عالٍ. منحت القاضي كيربر الإذن. قال المحامي بوكير إن صورة القمر الاصطناعي عُرضت على P7 أثناء استجواب سابق. وفي ذلك الوقت، سُئل P7 عمّا إذا كان قادراً على التعرف على المباني في الصورة. طلب بوكير إجابة P7. قال P7 إن سوريا لم يكن لديها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في ذلك الوقت. أخبره منطقه أنه عندما يرى شيئاً مشابهاً غير متوفر/غير مجد للعامة، فإنه لا يستطيع التعرف عليه وفي الواقع لم يكن قادراً على تخمين ما هو. ومع ذلك، فهو مكان جميل ويمكن للمرء التعرف على المنطقة بدون نظام تحديد المواقع العالمي.

سألت القاضي كيربر مرة أخرى عن عدد الأشخاص في زنزانة P7. قال P7 إنه أصيب بصدمة أكبر من حالة الأشخاص في زنزانته، وليس عددهم. حيث كان يبلغ من العمر 22 عاماً. ولكن عندما رأى حالة الآخرين، كانوا مختلفين. لم يستطع إعطاء عدد محدد من الناس، لكنه اعتقد أنه كان هناك الكثير من الناس، ربما حوالي 300 فرد. وأظهر P7 كيف كان يجلس في زنزانته عن طريق القرفصاء وضمّ ساقيه بذراعيه إلى صدره. وذكر أن بعض الناس ناموا على حِجر بعضهم البعض. وكانت الزنزانة مزدحمة جداً لدرجة أن الشخص يفقد مكانه على الأرض إذا وقف على رجليه.

سألت القاضي كيربر عن عدد المراحيض. تذكّر P7 ثلاثة مراحيض. كانوا في الزاوية اليمنى عند الدخول من الباب. وإذا أراد شخص ما استخدام المرحاض، فعليه أن ينتظر في طابور حيث ينتظر الناس جلوساً وقياماً. وكان بعض المعتقلين قد سُجنوا لمدة ستة أشهر وكانت حالتهم الصحية متدهورة، لذا كان لهم الحق في النوم وهم مستلقين ليمدّدوا أرجلهم.

ذكرت القاضي كيربر شهادة P7 حول الطفح الجلدي. وسألت إذا كان المعتقلون يعانون من كسور في أطرافهم. لم يرَ P7 أي أطراف مكسورة. [فيما يتعلق بالطفح الجلدي] قال إن الطفح الجلدي في سوريا يسمى جدري الماء.[11] ولم يرَ أي دم.

سألت القاضي كيربر P7 إذا رأى جثثاً. فأجاب P7 بالنفي.

سألت القاضي كيربر عن الطعام. قال P7 إن الطعام كان يقدّم للمعتقلين على صينية كانت توضع على الأرض. وكان يأكل كل من أراد أن يأكل. وكانت الوجبات تتكون من البطاطا والبرغل والخبز اليابس.

أشارت القاضي كيربر إلى أن P7 تعرّض للضرب. سألت أين وكيف ضُرب. قال P7 إنه تعرّض للضرب أثناء الاستجواب، في الخطيب، وعندما تم تفتيشه. “كان الحارس الذي يأخذ شخصاً إلى الداخل، يستقبله بالضرب”. وأثناء الاستجواب لم يرَ P7 المحقق الذي ضربه لأن رأسه كان منحنياً إلى الأسفل. وكلما قال P7 شيئاً لم يوافق عليه المحقق، كان P7 يُضرب بكابل على أصابع قدميه [باطن قدميه]. وعندما انتهى الاستجواب، أمر المحقق P7 بالتوقيع على وثيقة لم يُسمح له بقراءتها.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق.]

***

تم عرض فيديو يوتيوب. علق P7 أن فيديو يوتيوب رقم 1 يصوّر شارع بغداد.

ملاحظة من مراقب المحاكمة: المبنى الذي يظهر في فيديو يوتيوب رقم 1 عند الدقيقة 00:05 موجود هنا. إذا نقر المرء على صورة “مخبر الخطيب للتحاليل الطبية” في الرابط، سيجد صورة لنفس المبنى (نفس الدرج والشرفات). وإذا شاهد المرء النسخة الأطول من الفيديو هنا، فسيرى بوضوح عند الدقيقة 00:01 محل سلطة الفواكه (رامز) الذي ذكره P7. وبالإضافة إلى الشرح السابق، يمكن للمرء أن يرى في الفيديو الأصلي عند الدقيقة 00:29 لافتة شارع تشير إلى أن باب توما وشارع بغداد كانا على اليسار. وتعني هاتان النقطتان أن هذا لم يكن شارع بغداد، بل شارع مرشد خاطر.

تم عرض فيديو يوتيوب رقم 2. وذكر P7 أنه وصل إلى نقطة لم يُسمح له فيها بمتابعة السير بالمركبة.

ملاحظة من مراقب المحاكمة: المبنى الذي يظهر في فيديو يوتيوب رقم 2 عند الدقيقة 00:00 هو نفس المبنى هنا. إذا نقر المرء على صورة “مركز النجمة الشعاعي التخصصي” في الرابط، فسيجد صورة لنفس المبنى (ونفس اللافتة والمظهر). حيث يقع كل من مركز التصوير الشعاعي والدوار على الجانب الأيمن لمصور الفيديو، مما يعني أن مسار الحركة كان كما هو موضّح أدناه.

سألت القاضي كيربر P7 إذا كان قد تعرّف على المدخل. قال P7 إنه [بعد ما طالعونا من المكان[12] تذكّر أنه كان يزور المنطقة كثيراً. لم يكن يعلم بوجود فرع هناك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان مقطع فيديو يوتيوب رقم 2 يُظهر فرع الخطيب. لم يكن P7 متأكداً بنسبة 100%. قال إننا [الآن] في 2020 ولم يبحث في الموضوع. كما ذكر أن حالته النفسية بعد [الإفراج عنه من الاعتقال] كانت سيئة للغاية لدرجة أنه كره البلد الذي وُلِد فيه.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

سأل القاضي فيدنر عن المدة التي مكثها P7 في الخطيب. لم يتذكر P7 عدد الأيام، لكنه خمّن أنه بقي هناك لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ولم يتمكن المعتقلون من التفريق بين الليل والنهار. كان هناك ضوء أصفر مضاء دوماً وكان المكان تحت الأرض. وكان المعتقلون ينامون عندما كانوا يشعرون بالتعب.

سأل القاضي فيدنر P7 إذا كان غير قادر على تقدير الوقت لأنه لم يستطع رؤية ضوء النهار. أكّد P7 أنه لم يستطع رؤية ضوء النهار.

سأل القاضي فيدنر P7 عمّا إذا كان قد تم استجوابه في الفرع 251. وأكد P7 ذلك.

أشار القاضي فيدنر إلى ادّعاء P7 أنه تم استجوابه في الخطيب. ثم سأل إذا كان الاستجواب في نفس الطابق أم أنه صعد إلى الطابق العلوي. تذكر P7 أن شخصاً ما أمسك به بينما قام شخص آخر بجره. وصعد هو ومعتقلون آخرون سبع درجات، ووُضِعوا في حجرة، ثم تم استجوابهم واحداً تلو الآخر. لم يرَ المحقق الذي استجوبه أو الشخص مِن خلفه الذي ضربه.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الاستجواب قد تم في نفس الطابق الذي توجد فيه زنزانة P7. تم استجواب P7 في طابق مختلف عن طابق زنزانته.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان قد تمّ استجوابه في مبنى مختلف عن المبنى الذي كانت فيه زنزانته. تم استجواب P7 في نفس المبنى الذي توجد فيه زنزانته، وكانت غرفة الاستجواب على بعد طابق واحد تقريباً من زنزانته.

طلب القاضي فيدنر من P7 توضيح ما إذا كان ادعاء P7 بأنه تعرّض للضرب على “أصابع قدميه” يعني أنه تعرض للضرب على أخمص قدميه. قال P7 إنه عندما ذكر “أصابع قدميه” كان يعني أنه ضُرب على باطن قدميه، وهو الجزء الذي ركّز المحقّق الضرب عليه. وكان يعتقد أنه قد يُقتل بالرصاص، وفي هذه الحالة ستنتهي [معاناته] ويرتاح.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P7 تمنّى الموت نتيجة الضرب. قال P7 إنه أراد أن يموت بسبب الإهانات والمعاملة. ووصف الأشخاص الذين اعتقلوه بأنهم جاهلون، وذكر أن الإهانات التي وُجِّهت لعائلته كانت أكثر إذلالاً من الضرب.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كانت قدما P7 قد تورّمتا وما إذا كان قد لحق بهما ضرر دائم بسبب الضرب. قال P7 إن قدميه تورمتا وتماثلتا للشفاء خلال يومين أو ثلاثة أيام. ولم يلحق بهما ضرر دائم. ولكن يديه كانتا مقيّدتين بكابل بلاستيكي بقي أثره ظاهراً لمدة شهرين.

أشار القاضي فيدنر إلى ادّعاء P7 أنه كان هناك شخصان اثنان: محقق وسجان. وسأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المحقق قد أعطى أوامر أو تعليمات بضرب P7 وما إذا كانا يتواصلان مع بعضهما البعض. لم يعرف P7 لأن رأسه كان منحنياً للأسفل. وعلم أن المستجوب كان أمامه والسجان كان خلفه بناء على المكان الذي سمع فيه صوت المحقق وكيف تلقّى الضرب.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المحقق قد أعطى تعليمات للبدء بضرب P7 أو لإيقاف ضربه. لم يسمع P7 أي أوامر، لكنه أشار إلى أن المحقق ربما تواصل مع السجان باستخدام الإيماءات.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المعتقلون يناقشون فيما بينهم عمليات الضرب أو التعذيب. قال P7 إنه كان يسمع أنه لا ينبغي للناس أن يتحدثوا إلى معتقلين آخرين أثناء وجودهم في السجن بسبب وجود مخبرين متنكرين في هيئة سجناء من أجل جمع المعلومات. وإذا قيل له شيء، كان يجيب “حسناً”.

سأل القاضي فيدنر عمّا تحدّث عنه المعتقلون. قال P7 إنه في يومه الثاني دخل شخص [سمين] الزنزانة. شعر المعتقلون الآخرون بالحزن لأن سبعة أشخاص اضطروا إلى الوقوف عندما جلس ذلك الشخص [البدين].

سأل القاضي فيدنر كيف وصل ذلك الشخص إلى الخطيب. أوضح P7 أن الشخص [البدين] أخبر P7 أنه كان يبيع الخضار عندما مرت به مظاهرة. وتم اعتقاله مع المتظاهرين. ووصف P7 أيضاً وافداً جديداً آخر فقد عيناً ورِجلاً، وشعر P7 بالشفقة عليه. وشعر بالقهر، لاسيما على المعتقلين المسنّين الذين كانوا يذكّرون P7 بوالده.

كرّر القاضي فيدنر ادعاء P7 بأن بعض المعتقلين اعتُقِلوا لمدة ستة أشهر. سأل القاضي فيدنر P7 كيف عرف أن هذا صحيح. قال P7 إنه قيل له إن بعض المعتقلين كانوا هناك منذ ستة إلى ثمانية أشهر، لذلك سُمح لهم بالاستلقاء وتمديد أرجلهم. ولم يكن يعرف من أين جاءت تلك القاعدة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا تحدّث المعتقلون الآخرون عن التعذيب. فقال P7 لا، لكنه كان يسمع أصوات [التعذيب]. ولم يكن يعرف مصدر الصوت.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P7 يعتقد أنه كان هناك تعذيب يحدث. فأشار P7 إلى أن الضرب لم يحدث إلا للشخص الذي استحم [بماء المرحاض، كما ذُكر أعلاه].

سأل القاضي فيدنر P7 عمّا إذا كان قادراً على رؤية ما كان يحدث خارج زنزانته. فقال P7 إنه سمع أصواتاً، لكنه لم يعرف مصدرها بسبب وجود ممر [مجاور].

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هذا يحدث كثيراً. قال P7 إنه كان بإمكانه سماع الأصوات من وقت لآخر، وليس باستمرار.

سأل القاضي فيدنر P7 إذا كان قد شاهد جثثاً. فأجاب P7 بالنفي.

سأل القاضي فيدنر P7 عمّا إذا كان قد تعرّف على المدّعى عليه. قال P7 إنه كان يتمنى لو كان يعرف شخصاً ما، ولكن حتى لو جلس شخص بجواره في الحافلة، فلن يتمكّن من التعرّف على ذلك الشخص.

استجواب من قبل المدّعي العام

ذكر المدّعي العام كلينجه ادّعاء P7 بأنه تعرّض للضرب مرتين، ثم طلب من P7 أن يصف المرة الأولى التي تعرّض فيها للضرب. وصف P7 أن المرة الأولى كانت عندما وصل المعتقلون إلى الفرع ودخلوا السجن. حيث جُرّدوا من ملابسهم وأمِروا بالانحناء وتم تفتيشهم ثم ارتدوا ملابسهم مرة أخرى. ثم تم تسليم المعتقلين إلى آمر السجن[13] الذي صفعهم دون تمييز “كما لو كان يطلب منهم أن يخشوه”.

سأل كلينجه عمّا إذا كان من فعل ذلك هو آمر السجن فقط أم كان هناك آخرين. قال P7 إنه كان يعرف الموظفين فقط وليس المدير.

سأل كلينجه عن عدد الأشخاص الذين تعرّضوا للضرب. أوضح P7 أنه تعرّض للضرب. وطُلِب من المعتقلين أن ينزعوا ملابسهم وتم تفتيشهم، ثم تم تسليمهم إلى آمر السجن [السجّان] بعد أن ارتدوا ملابسهم مرة أخرى. ولم يكن يُسمح للمعتقلين الاحتفاظ بأربطة أحذيتهم وأحزمتهم؛ وتم إخبار P7 لاحقاً أنه كان يتم الاحتفاظ بهذه الأشياء حتى لا يتم استخدامها في الانتحار.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P7 قد تعرّض للضرب من قبل أي شخص آخر غير [السجّان]. قال P7 إن [السجّان] ضربه أمام الزنزانة، ثم دفعه إلى الداخل. وشعر بالارتياح لأن الضرب توقف [عندما عاد داخل الزنزانة].

سأل كلينجه عمّا إذا كان P7 قد تعرّض لسوء المعاملة عند وصوله [إلى الفرع] أم فقط عندما كان أمام الزنزانة. أوضح P7 أن الفرع كان في منطقة سكنية، لذلك لم يتم تعذيب المعتقلين في الساحة. وإنما كان يتم إنزالهم إلى الطابق السفلي.

طلب كلينجه تأكيداً على أنه، في أيلول/سبتمبر 2018، قال P7 إن قدميه كانتا متورمتين وأن السجان كان يسحب قدمي P7 كلما جذبهما P7 إلى جسده [بعيداً عن السجان]. كما سأل عمّا إذا كان P7 حافي القدمين أم كان يرتدي جوربين. قال P7: نعم، كان الضرب على باطن قدميه. كان P7 يسحب قدميه تجاه جسده، لكن [السجان] كان يعود ويسحبهما. وكان حافي القدمين وكان يرتدي صندلاً عند اعتقاله.

سأل كلينجه عن الأداة المستخدمة [لضرب قدمي P7]. خمّن P7 أن الأداة كانت عبارة عن كابل رباعي (من أربعة أسلاك).

سأل كلينجه عن عدد الأشخاص الموجودين في الزنزانة. خمن P7 أنه كان هنالك ما يقرب من 300 إلى 400 شخص. قال إنه كان مشهداً لا يُنسى، لكنه لم يكن قادراً على إحصاء عدد الأشخاص.

أكّد كلينجه أن P7 أعطى في السابق نفس الإجابة. وكرّر P7 أن [الرقم] كان في هذا النطاق تقريباً. كان هناك الكثير من الناس لدرجة أن الفرد يفقد مكانه إذا وقف على رجليه.

سأل كلينجه إذا كان هناك تغيير في المعتقلين وعمّا إذا كان السجّانون يعملون في مناوبات. لم يعرف P7 لأنه لا يستطيع التفريق بين السجّانين والمعتقلين.

سأل كلينجه عن عدد المرات التي تم فيها استدعاء المعتقلين للاستجواب. قال P7 إنه تم استدعاؤه مرة واحدة فقط.

سأل كلينجه عن المعتقلين الآخرين [ما إذا تم استجوابهم أكثر من مرة]. كما سأل عن عدد الأشخاص الذين كان يتم استدعاؤهم في كل مرة. قال P7 مرة أو مرتين في اليوم. ولكنه لم يكن يعرف ما إذا كانوا نفس الأشخاص أم أشخاصاً مختلفين. كان يتم استدعاء حوالي 15 إلى 20 شخصاً في كل مرة.

سأل كلينجه عن التهوية في الزنزانة. قال P7 إن الزنزانة كانت تعاني من الرطوبة، لكن أكثر شيء أحبه هو شرب الماء. حيث كان يغمس خبزه في الماء لإشباع جوعه وعطشه لفترة أطول. وكان يأكل بضع قضمات من البطاطا، لكنه عموماً لم يكن يعرف ما الذي يأكله.

أعاد كلينجه ذكر ادّعاء P7 بأن 200 إلى 400 شخص كانوا في الزنزانة ولم يكن يُسمح لهم الاستحمام. وسأل كلينجه P7 إذا كانت هناك رائحة نتنة. فقال P7 نعم، وكانت المشكلة أن الأشخاص المصابين [بالطفح الجلدي] كانوا يسلّمون عليه [بالمصافحة]. ولم يكن يريد أن يكون وقحاً معهم [برفض مصافحتهم]، حتى لو أدى ذلك إلى إصابته بالمرض.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P7 لا يزال يعاني من عواقب الاعتقال. فقال P7 نعم، حيث يشعر بالغضب كلما تذكّر ما حدث له، وتحديداً بسبب الإذلال وليس الضرب. وخدم عامين في الجيش للحصول على جواز سفر. إذا أراد المرء الحصول على جواز سفر في سوريا، فعليه تأجيل الدراسة أو أداء الخدمة الإلزامية. وأدى الخدمة من أجل الحصول على جواز سفر صالح لمدة ست سنوات.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P7 يعاني من اضطرابات النوم. وأشار P7 إلى أن ما مرّ به لا شيء مقارنة بما حدث في الغوطة بسبب الكيماوي [الأسلحة الكيميائية]. وقد حوصر الناس في الزبداني والغوطة بينهم أطفال مع عائلاتهم. وهو لم يشهد هذه الحوادث مما ساعده على نسيان ما حدث له. حيث مات الناس من الجوع. وسقط صاروخ وقتل عائلة بأكملها. تساءل كيف يمكن أن يفكر في نفسه. من المستحيل عليه العودة [إلى سوريا] والعيش مع مثل هؤلاء الناس.

قال كلينجه إنه متفهم [لعدم رغبة P7 بالعيش مع مثل هؤلاء الأشخاص]. ثم سأل عمّا إذا كان قد تم إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين يتراوح عددهم بين 200 و400. قال P7 إن 15 إلى 20 شخصاً فقط [أطلق سراحهم]. وأحضر [السجّانون] صندوقاً به المتعلقات الشخصية للمعتقلين وأعادوا لكل شخص متعلّقاته.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P7 يعرف سبب إطلاق سراحهم. لم يكن P7 يعرف، ولم يعتقد بأنه كان سيحصل على إجابة إذا سأل. كلّ ما أراده هو العودة إلى البيت.

سأل القاضي فيدنر عن حالة باقي المعتقلين بعد الاستجواب. قال P7 إنه لم يكن هناك دماء. حيث كان الألم داخلياً. إذا تعرّضوا للضرب، فستكون [العلامات] تحت ملابسهم ولم تكن ظاهرة.

سأل كلينجه عمّا إذا كان بإمكان P7 رؤية علامات على وجوه الأشخاص. قال P7 فقط على شخص واحد أو شخصين.

أشار كلينجه إلى ادّعاء P7 بأن المعتقلين بدا عليهم الاكتئاب وكانوا يُضرَبون بعد جلسات الاستجواب. كانت هناك علامات [جرّاء تعرّضهم للضرب] على وجوههم وأيديهم، ولكن لم تكن هناك علامات أخرى مرئية لأن المعتقلين كانوا يرتدون ملابس. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون بعض المعتقلين جواسيس. قال P7 إنه كان يسمع أن بعض الأشخاص قد أُرسلوا [إلى السجن] وكانوا يسألون عن أسباب وجود الآخرين هناك.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت أقوال P7 بشأن علامات الضرب الظاهرة على وجوه المعتقلين قد سُجّلَت بشكل صحيح. قال P7 نعم، كانت هناك [كدمات] بسبب ضربات بالمرفق أو باليد.

استجواب من قبل محامي الدفاع بوكير

سأل بوكير عن وضع الإفراج واليومين أو الثلاثة أيام التي قضاها في الفرع. قال P7 إن المعتقلين كانوا في الخطيب ثم وضعوا في حافلات. كانت أيديهم مقيدة بالكابلات. وعندما وصلوا إلى كفر سوسة، تعرّضوا للضرب لحوالي أربع ساعات.

سأل بوكير عمّا إذا كان P7 بقي في الخطيب لمدة يومين إلى ثلاثة أيام بعد [الضرب]. وأكّد P7 ذلك.

أشار بوكير إلى شهادة P7 أنه في اليوم السابق لإطلاق سراحهم، سُئل المعتقلون [من قبل السجّانين] عمّا إذا كانوا بحاجة إلى أي شيء. سأل المحامي بوكير عمّا إذا كان الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم هم من بين الـ15 إلى 20 شخصاً [الذين ذكرهم P7 سابقاً]. أوضح P7 أنه لم يدقّق في الجميع، لكن الأشخاص الذين كانوا في الساحة لم تتم إعادتهم [إلى الفرع].

سأل بوكير عمّا إذا كان [السجّانون] يريدون خلق “مزاج جيد” بالسماح للمعتقلين بالنوم في الساحة. وأكّد P7 ذلك، وأشار إلى أنهم أحضروا تفاحاً للمعتقلين لإنعاشهم.

سأل بوكير عمّا إذا كان المعتقلون يتحدثون عن إطلاق سراحهم ليلاً وماذا حدث في اليوم التالي. قال P7 إن المعتقلين خمّنوا بأنهم لن يمكثوا في الساحة، لذلك تضرّعوا إلى الله من أجل إطلاق سراحهم. وفي اليوم التالي، انتظر [العناصر] حتى انتهاء [مناوبتهم] في حوالي الساعة 3 مساءً أو 4 مساءً. وأعطوا المعتقلين متعلقاتهم وأطلقوا سراحهم.

ذكر بوكير أن حادثة وقعت في اليوم الذي تم فيه إطلاق سراح المعتقلين. سأل P7 إذا كان المعتقلون قد تحدثوا عنها. [لم يفهم P7 السؤال فتم تكراره]. قال P7 إن السجّانين لم يتحدثوا. وأخذ المعتقلون يخمّنون ما سيحدث وما إذا كان سيتم نقلهم إلى فرع آخر. وكانوا يخافون من صيدنايا [السجن] لأنهم سمعوا أن من يدخله لا يغادره.

سأل بوكير عن موضوع استجواب P7. وأشار P7 إلى أن المحقق سأل عن سبب وجود P7 في تلك منطقة [من دمشق]. وفي يوم اعتقاله كان يرتدي ملابس العمل. وأوضح للمحقق أنه كان يُحضر أشياء لورشته. وكان يحمل 7,000 ليرة سورية [130 دولاراً أمريكياً). وظهر [العناصر] فجأة وأغلقوا المنطقة. واتُهم بتمويل الجيش السوري الحر. طلب P7 من المحقق أن ينظر إلى مظهر P7 وأشار إلى أنه كان يرتدي نفس ملابس العمل في يوم اعتقاله. رأى المحقق أن لهجة P7 فيها سخرية. فبدأ السجان بضربه. طلب P7 من المحقق أن يطرح عليه أي أسئلة يريدها. وكان لديه البطاقة الشخصية لـP7. وإذا ما وجد أي شيء [فيما يتعلق بالسجل الجنائي لـP7] حتى في العشر سنوات الماضية، فعليه ألا يطلق سراح P7.

سأل بوكير عمّا إذا كان لمبلغ 7,000 ليرة سورية دور في الاتهام. لم يعتقد P7 ذلك. قبل أن يُعتقل شخص ما، تكون لديهم تهمة جاهزة مسبقاً.

أشار بوكير إلى أن P7 ذكر سابقاً مبلغ 18,000 ليرة سورية. شهد P7 أن صديقه كان معه.

سأل بوكير عمّا إذا كانت التهمة هي أن المال كان لتمويل الجيش السوري الحر. فأكّد P7 ذلك.

سأل بوكير عمّا إذا كان هناك أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي أو الفيسبوك أو هاتفه المحمول. قال P7 إنه لم يكن لديه فيسبوك في 2011 وكان هاتفه من نوع نوكيا [بمعنى أنه لم يكن لديه هاتف ذكي].

سأل بوكير عمّا إذا كان P7 يعني صيف 2012. فقال P7 إنه كان يعني صيف 2012.

سأل بوكير عمّا إذا كان قد تم سؤال P7 بشأن هاتفه المحمول أثناء الاستجواب. وسُئل عمّا إذا كان الهاتف قد أعيد إليه فأجاب على هذا السؤال بالنفي. كان الهاتف جديداً وأخِذَ منه في شارع نسرين وليس في الفرع.

سأل بوكير عمّا إذا كان الهاتف المحمول موضوع الاستجواب. قال P7 لا.

استجواب من قبل محامي الدفاع، فراتسكي

سأل فراتسكي عمّا إذا كان قد تم القبض على P7 بعد الظهر. وأكّد P7 ذلك.

سأل فراتسكي عمّا إذا تم نقل P7 في الساعة 3 فجراً. قال P7 إنه تم نقله في ذلك الوقت تقريباً. كان وقت الفجر.

سأل فراتسكي عن المدة التي استغرقتها الرحلة. قال P7 إنه لم [يلاحظ] المدة التي استغرقتها عملية النقل: ربما نصف ساعة لأنهم كانوا يتوقفون ويصعد العناصر إلى المركبة لضرب المعتقلين بالهراوات. ولم تكن الرحلة مباشرة. كان [السائقون] يقولون [لعناصر نقاط التفتيش] بأن يصعدوا إلى المركبة للتنفيس عن غضبهم [بضرب المعتقلين].

ذكر فراتسكي شهادة P7 بأن الرحلة استغرقت 40 دقيقة. قال P7 إن هذا كان تقريبياً.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان قد حلّ الظلام عند وصولهم. [طلب P7 توضيحاً حول ما إذا كان فراتسكي يسأل عن المركبة. قال فراتسكي “بالخارج”]. فقال P7 نعم.

سأل فراتسكي كيف تمكن P7 من التعرّف على الخطيب [إذا كان قد حلّ الظلام بالخارج]. قال P7 كان هناك ضوء بالقرب من المبنى. كان يسكن في منطقة شعبية. كان المبنى لطيفاً وكان هناك ضوء.

سأل فراتسكي عمّا إذا زار P7 ذلك المكان من قبل وما إذا كان لدى المبنى هندسة معمارية مميزة. أوضح P7 أنه كان يذهب إلى ذلك المكان مع أصدقائه لتناول سلطة الفواكه. وكانت المباني في المنطقة تشبه بعضها البعض واعتقد أنها كانت منطقة جميلة.

سأل فراتسكي كم كانت تبعد تلك المنطقة عن منزل P7. قال P7 إنها كانت تبعد حوالي نصف ساعة أثناء الازدحام المروري.

ذكر فراتسكي أن الظلام كان قد حلّ بالخارج ولكن كان هناك ضوء، وتعرّف P7 على الخطيب بسبب الهندسة المعمارية. فأوضح P7 أنه لم يتعرّف على الفرع. وإنما تعرّف على المنطقة. عَلِمَ فيما بعد أن الفرع كان الخطيب.

استجواب من قبل محامي الشاهد ومحامي المدّعين

سألت أوميين، محامية أحد المدّعين، ما إذا كان P7 قد تلقّى أي وثائق إخلاء سبيل. أوضح P7 أنه لم يتلقّ أي وثائق إخلاء سبيل. حصل على محفظته فقط وفيها 300 ليرة سورية. كان سعيداً [بالمال] لأنه استطاع استخدامه للعودة إلى المنزل.

سألت أوميشين P7 عن مشاعره عندما سُكِب عليه البنزين. قال P7 إنه كان هناك شخص لا يمكنه نسيانه من تلك الحادثة. قال الشخص بعد أن صب البنزين على المعتقلين، “هذه هي النهاية. سيتم حرقهم وسرعان ما سينتهي كل شيء”. كما لم ينسَ P7 كيف دُفع إلى زنزانته ووقع على الناس. كان يزن 100 كيلوجرام (220 رطلاً) ووقع على شخص قال له “ابتعد عني من شان الله“.

سألت أوميشين عمّا إذا تحدّث الشخصان [اللذان صبّا البنزين على المعتقلين] مع بعضهما البعض. قال P7 إن أحدهما سأل الآخر عن سبب قيامه بذلك. قال P7 إن كل شخص له دولته،[14] مثل رجل السيجارة الذي أغلق الباب وأراد إلقاء السيجارة وكانوا سيتحولون إلى رماد. “حرب أعصاب”.

سأل شارمر، محامي المدّعين، إذا كان ترتيب [المواقع] هو الخطيب ثم كفرسوسة ثم الخطيب. فأكّد P7 ذلك.

سأل شارمر عن سمعة الخطيب. قال P7 إنه فرع في وسط المدينة. إنه أحد فروع المخابرات الجوية. ويخشاه السوريون، لكنهم لا يعرفون ماذا يحدث في الداخل.

سأل شارمر عمّا إذا كان المحقق يخاطَب بلقب “سيدي”. قال P7 إنه لم يكن مركّزاً. حيث كان P7  يُضرَب ويُظهر برودة أعصاب.

سأل شارمر P7 إذا كان قد تعرّف على غرف أخرى. لم يعرف P7. حيث لم يرَ سوى قدميه أثناء المشي.

سأل شارمر عمّا إذا تعرّض المعتقلون لإيذاء جنسي وهم عراة وأثناء تفتيشهم. قال P7 إنه لم يرَ ذلك.

متابعة الاستجواب

طلب بوكير، محامي الدفاع، من P7 تأكيد ما قاله عن الخطيب وفرع المخابرات الجوية. وأكد P7 أن الخطيب يُدعى فرع المخابرات الجوية.

سأل بوكير عمّا إذا كانت هناك فروع مخابرات متعددة في محيط محل سلطة الفواكه في شارع بغداد. قال P7 كان هناك ضباط ومفارز.

سأل بوكير عمّا إذا كان هناك فرعان في المنطقة. فاعترض شارمر، محامي المدّعين، على السؤال. ورفضت القاضي كيربر الاعتراض وسمحت لبوكير بمواصلة طرح السؤال. قال P7 إنه لا يعرف [إذا كان هناك فرعان في المنطقة]. كلما رأى [السوريون] مفرزة، كانوا يستديرون ويعودون أدراجهم؛ كانوا [هم] يخشون الجيش. قال P7 إنه لم يكن مضطراً إلى إخفاء أي شيء. كان يرغب في التحدث ومشاركة المزيد.

سألت القاضي كيربر عن عدد المباني الموجودة في الفرع. لم يعرف P7 الجواب.

سألت القاضي كيربر عن عدد الطوابق في المبنى. خمّن P7 أن هناك أربعة طوابق. ولكنه لم يكن يعرف عدد الطوابق الموجودة تحت المبنى.

أرادت القاضي كيربر التأكد من السجن الذي كان P7 معتقلاً فيه. فأشارت إلى شهادة P7 بأن هناك ساحة في المبنى الإداري أعلى من السجن وهناك السجن [نفسه]. قال P7 إن السجن كان به طابق علوي واحد فقط وقبو. وكان المبنى الإداري يتكون من أربعة طوابق. وكان هناك ساحة بالخارج بسقف معدني، بحيث لا تستطع المباني المحيطة رؤية أي شيء.

***

[الرسم التوضيحي أدناه رسمه الشاهد وعُرِض في قاعة المحكمة].

***

***

[تم صرف الشاهد.]

***

أعلنت المحكمة أنه خلال الأسبوع الثالث من آب/أغسطس سيدلي السيد بشهادته على مدى يومين. سيتم تجهيز المعدات المطلوبة بحلول ذلك الوقت، وسيحدث الاستجواب عبر الفيديو.

تلقّى السيد المشورة من طبيبه بعدم السفر إلى كوبلنتس لأسباب صحية. وسألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت هناك أي مخاوف بشأن إجراء الشهادة عبر الفيديو. وسأل بوكير عمّا إذا كان السيد موجوداً في برلين، وهو ما أكدته القاضي كيربر. وأعرب بوكير عن رغبته في أن يحضر السيد إلى المحكمة، لكنه لم يكن لديه تعليقات أخرى بشأن هذه المسألة. وأوضح القاضي فيدنر أنهم على اتصال بالمحكمة الإقليمية.

رُفِعت الجلسة الساعة 12:30 ظهراً.

ستكون الجلسة القادمة في 30 تموز/يوليو، 2020 الساعة 10:45 صباحاً.

اليوم العشرون للمحاكمة – 30 تموز/يوليو، 2020

بدأت الجلسة في الساعة 11 صباحاً بعد تأخير لمدة خمسة عشر دقيقة. دخل المدّعى عليه إياد الغريب قاعة المحكمة مكبّل اليدين. وأزيلت الأصفاد أثناء المرافعات وكُبِّلت يداه بالأصفاد مرة أخرى في نهاية الجلسة. حضر هذه الجلسة خمسة أشخاص وفردان من وسائل الإعلام.

شهادة P8

يبلغ P8 39 عاماً ويعمل في منظمة غير حكومية تساعد اللاجئين السوريين. وتم استدعاؤه كشاهد ولا علاقة له بالمتهمين.

اعتقال P8

قال P8 إنه اعتُقل في عام 2012، حيث كان عائداً إلى منزله القريب من فرع الخطيب في دمشق. ومن أجل الوصول إلى المنزل، كان عليه المرور من نقطة تفتيش بالقرب من الفرع. وتم اعتقاله عند نقطة التفتيش عندما رأى العناصر بطاقته الشخصية. ينحدر P8 أصلاً من إدلب ووُلِد في دوما. وكانت المظاهرات قد بدأت في هاتين المدينتين. ثم تم اعتقاله في الخطيب. وقبل عام 2011، لم يكن لديه أي [مشاكل]. درس الأدب الفرنسي وعمل في شركة تأمين لمدة خمس سنوات. وفي عام 2011، بدأت المظاهرات وعمل [لفترة وجيزة] كمتطوع إغاثة.

سألت القاضي كيربر متى تم اعتقال P8. قال P8 إنه اعتُقل في الرابع أو الخامس من أيلول/سبتمبر 2012 الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 يُقدِّر أن ذلك تم في الرابع من أيلول/سبتمبر. أوضح P8 التاريخ بأنه الخامس من أيلول/سبتمبر لأن الوقت كان ليلاً.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P8 عن الخطيب. قال P8 إن الخطيب كان معروفاً لدى الناس. وكان على بعد حوالي عشر دقائق مشياً من منزله. وعندما صودرت سيارته اضطر للذهاب إلى الفرع لاستعادتها رغم أن سيارته لا تزال لديهم حتى الآن.

أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P8 التي ذكر فيها أنه اعتُقل في الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وسألت إذا كان اعتُقِل في الثانية صباحاً أو الخامسة صباحاً. قال P8 إما في الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، وليس في الخامسة فجراً، حيث أن الرقم خمسة كان يشير إلى تاريخ اليوم.

سألت القاضي كيربر عمّا حدث بعد اعتقال P8. قال P8 إنه اقتيد ثلاث أو أربع درجات إلى قبو حيث سُلِّمَ إلى [أحد المسؤولين في الفرع]. وأخذ ذلك المسؤول متعلقات P8، بما في ذلك بطاقته الشخصية وحزامه وحذاءه. وخلع P8 ملابسه وتم تفتيشه من أعلى جسمه إلى أسفله. ثم اقتيد إلى “غرفة النوم الخارجية”. ولم يتذكّر مساحة الغرفة لكنها كانت مليئة بالسجناء. كان هناك أكثر من 200 شخص. وكان هناك صنبور واحد ومرحاض واحد. وكان الضوء لا يُطفأ لمدة 24 ساعة في اليوم، لذلك لم يعرف السجناء ما إذا كانت الدنيا نهاراً أم ليلاً. وقال إنه يمكنه التحدث عن تفاصيل كثيرة من ذلك الشهر.

طلبت القاضي كيربر من P8 التحدث بحرية وأشارت إلى شهادة P8 بأنه كان واقفاً في الزنزانة. أشار P8 إلى أن العُرف كان يقتضي أن يبقى القادمون الجدد في نهاية الزنزانة، حتى لا يتّكئوا بظهورهم على الحائط. كان لكل شخص بلاطة واحدة يجلس عليها، إن كان بوسعهم الجلوس.

سألت القاضي كيربر عن حجم البلاطة. قال P8 إنه كان نفس حجم البلاطة في قاعة المحكمة. وأشارت القاضي كيربر أن حجم البلاطة في قاعة المحكمة كان 40×40 سم. وأوضح P8 أن الزنزانة كانت ممتلئة عن آخرها. كان الناس الواقفون ينتظرون فرصة للجلوس. كان العَرَق من أصعب الأمور في البداية. حيث كانت الأرض مغطاة بالعَرَق ولم يستطع المرء النوم. وإذا أراد المرء الذهاب إلى المرحاض، فعليه أن ينتظر ثلاث إلى أربع ساعات حتى يأتي دوره بسبب عدد الأشخاص. وعندما أراد المرء أن يمشي، كان يدوس على الناس وليس على الأرض. وفي الأسبوع الأول لم يأكل الطعام الذي كان عبارة عن بطاطا وبندورة. وكان الماء يُقطَع بشكلٍ منتظم ولم يتمكن المعتقلون من شرب الماء أو استخدام المرحاض لفترات طويلة من الزمن. وفي بعض الأحيان، عندما يشعر المعتقل بعطشٍ شديد لدرجة أن فمه جاف جداً بحيث لا يستطيع الأكل أو البلع، كان “الأشخاص معنا في الداخل” يعطوه الماء قطرة بقطرة. حيث كان لديهم زجاجة ماء واحدة لجميع المعتقلين.

تابع P8 أنه لم تكن هناك سوى مروحة واحدة، لذلك كانت وظيفة الأشخاص الواقفين هي التلويح بملابسهم في الهواء. كثير من الناس فقدوا عقولهم بسبب قلة النوم والطعام. فبعد يومين إلى ثلاثة أيام بدون نوم، يبدأ المرء في الهلوسة. وكان هناك العديد من الأشخاص الذين أصيبوا في المظاهرات، وكان لديهم قسم مخصص بجانب الحائط حيث كان لديهم أكثر من بلاطة واحدة يستريحون عليها.

وتابع P8 قائلاً إنه بعد الأسبوع الأول، تم استدعاؤه للاستجواب. كان معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره بينما كان في وضعية ركوع على الأرض. كان السؤال الأول هو ما إذا كان P8 يعرف رجل. قال P8 لا، فصفعه المحقق. أوضح P8 أنه عندما اختفى، لم تكن عائلته وأصدقاؤه يعرفون مكانه، لذلك أنشأوا صفحة على الفيسبوك تسمى “الحرية لـP8”. وكان صديق P8 هو أحد الأشخاص الذين عملوا “إعجاب” للصفحة، وكان مصوراً فوتوغرافياً/مصور فيديو و[ناشطا] إعلاميا في تغطية المظاهرات. وكان مطلوباً لهذا السبب. بدأ الاستجواب بالسؤال عن صديقه. وكانوا يضربون P8 للحصول على إجابة. أراد P8 إخبار المحقق بأنه يعرف صديقه من أجل إيقاف الضرب، فقال إنه يعرف صديقه من الجامعة.

شهد P8 أنه نُقل بعد ذلك إلى الزنزانة الخارجية [حيث احتُجز قبل الاستجواب]. وبعد يوم أو يومين، سُئل عن كلمات المرور لحساباته على الفيسبوك والبريد الإلكتروني. في البداية، لم يستطع P8 تذكر كلمات المرور الخاصة به. اقتيد إلى الطابق العلوي، ثم استُجوب وضُرب مرة أخرى. وضع المحققان أمامه جهاز كمبيوتر محمول (لابتوب) حتى يتذكر كلمة المرور الخاصة به ويكتبها. وبعد أن قام المحقق بكتابة كلمة المرور والدخول إلى حساب P8 على الفيسبوك، تمكّن من الحصول على معلومات حول الأنشطة، وكذلك معلومات خاصة متعلقة بتنسيقيات المظاهرات. بحث المحققان في أسماء مدراء التنسيقيات. أرادوا الحصول على أسماء ومعلومات. نفى P8 معرفته بأي شيء فتعرّض للضرب نتيجة لذلك.

في أحد جلسات الاستجواب، كان هناك محققان. كان على P8 الاستلقاء على الأرض ورفع قدميه. استخدم المحققان حزاماً مصنوعاً من مطاط أسود وبه أسلاك معدنية يُدعى “قشاط الدبّابة” لضرب P8 على باطن قدميه. ولم يتوقفا عن ضرب P8 حتى أعطاهما أسماء. وفي بعض الأحيان، كان P8 غير قادر على التحمّل [تحمّل الألم]، لذلك أعطاهما أسماء مزيفة. تم استجواب P8 ثلاث أو أربع مرات. وركّز كل استجواب على أسماء وأفراد. وذات مرة، كان التعذيب والضرب عنيفين لدرجة أن قيود P8 انقطعت. فقاما [بتقييده] بأداة خشبية.

سألت القاضي كيربر كيف تم تثبيت P8. قال P8 إنه في المرة الأولى كانت قدماه [مقيدتين] بحبل أو حزام بندقية. حيث ثبّته شخص وضربه آخر. في المرة الثانية [بعد انقطاع القيود البلاستيكية]، استخدم المحققان قطعة خشبية بفتحتين دائريتين تفتحان وتغلقان على قدمي P8.[15] حاولوا الحصول على أسماء. وفي أحد جلسات الاستجواب، بُطِح P8 على الأرض بقوّة. وسحب المحقق زناد مسدسه ووضعه على رأس P8 وقال لـP8 إنه سيُطلق عليه الرصاص ويلقى في الزبالة إذا لم يذكر أي أسماء. أصبحت قدما P8 ملتهبتين من الضرب المبرح. وكانت قدمه اليمنى أكبر بثلاث مرات [من قدمه اليسرى]. وأصبحت لديه كرة سوداء في مشط قدمه بسبب الضرب. وما زالت آثار الضرب ظاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أشارت القاضي كيربر إلى أنه تم استجواب P8 عدة مرات. وسألت عمّا إذا كان P8 قد تعرّف على الغرفة التي حدث فيها الاستجواب الأول وما إذا كان P8 انتظر في مكان ما قبل الاستجواب. قال P8 إن التحقيق الأول كان يتعلق بالصديق P8 زيدان. جاء سجّانان إلى P8، وسحباه [خارج الزنزانة] وأخذاه إلى ضابط الاستجواب في الغرفة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 صعد إلى الطابق العلوي عندما ذهب إلى الغرفة. أكّد P8 أن جميع جلسات الاستجواب الأربعة كانت في الطابق العلوي. ولم يكن الاستجواب الأول والثاني في الطابق السفلي.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 انتظر في غرفة [قبل أن يتم استجوابه]. تذكّر P8 أنه في المرة الأولى التي تم استجوابه فيها، جلس في مكان يشبه المطبخ. كان هناك مع أربعة أشخاص. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ضوء الشمس وشعر بالهواء. وكان حراس السجن يمرّون بهم ويضربون أي شخص يرفع رأسه.

سألت القاضي كيربر ما إذا استطاع P8 أن يرى الضوء، على الرغم من كونه معصوب العينين. فأكّد P8 ذلك. قال إنه عندما كان يشعر المرء أنه لا يوجد أحد في الجوار، كان بإمكانه أن يرفع رأسه. كانت هذه حركة خطيرة لأن المرء سيتعرض للضرب إذا رآه أحد السجّانين. لذلك كان المرء يرفع رأسه ويخفضه بسرعة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 قد استغرق في النوم. فتذكّر أنه أخذ قيلولة. سألت القاضي كيربر عن ردّ فعل الحراس. لم يتذكّر ما إذا كان قد أوقِظَ بالضرب، رغم أنه تعرّض للضرب بكابل على ظهره. سألت القاضي كيربر عن سبب استغراق P8 في النوم. قال P8 إنه نام لأنه شعر بالهواء النقي وكان من الصعب النوم في المهجع الخارجي. وأشار إلى أنه كان نوماً [هانئاً]. انتظر نصف ساعة، وساد الهدوء [المكان] فاستغرق في النوم.

قالت القاضي كيربر إن P8 ذهب إلى غرفة كان فيها ضابط. سألت كيف بدت الغرفة وكم عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين فيها. قال P8 إن شخصين أحضروه إلى ضابط الاستجواب الذي خاطبه السجّانون بلقب “سيدي”. وعادة كان المكان مرتباً عند دخوله. يبدو أنه مكتب خاص. كان هذا ظاهراً من تحت العصابة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 قد تعرّف على نوع الكرسي. لم يتذكّر P8. أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P8 بأن الكرسي مصنوع من الجلد الأسود. أكّد P8 ذلك وقال إنه اعتقد أن الكراسي كانت مصنوعة من الجلد الأسود. لكنه لم يكن متأكداً تماماً.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 سمع ضابطاً يعطي أمراً بضرب P8. فقال P8 إن المحقق هو الذي ضرب P8 في البداية.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 قد صُفع على وجهه. فأكّد P8 ذلك.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 بقي في نفس الغرفة أم نُقِلَ إلى غرفة أخرى. قال P8 إنه أُعيدَ إلى زنزانته.

أشارت القاضي كيربر إلى إفادة P8 السابقة بأنه لم توجه له تهمة. ثم نُقِل إلى غرفة أخرى حيث جرى “التعذيب الحقيقي” على مدى ثلاثين دقيقة أثناء سؤال بينما P8 عن صفحة الفيسبوك. لم يتذكر P8 التسلسل الزمني؛ حيث توالت [الأحداث] الواحدة تلو الأخرى.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان قشاط الدبّابة والكابل الرباعي يشيران إلى الشيء نفسه. أوضح P8 أوجه الاختلاف بينهما. حيث كان الكابل الرباعي يُستخدَم من قبل أحد السجّانين، أبو غضب. طلبت القاضي كيربر من P8 وصف الكابل الرباعي. قال P8 إنه كان مثل كابل منفرد. حيث كانوا يقومون بتجميع أربعة كابلات ويثبّتوها معاً، ثم يضربون به المعتقلين.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان الاستجواب التالي قد تم في مكتب مختلف. تذكّر أنه تم نقله إلى طابق مختلف حيث استجوبه شخصان. تم استجوابه عدة مرات. لم يعرف P8 إلى أي استجواب كانت تشير القاضي كيربر.

أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P8 بأن المكتب كان عبارة عن صالة. سألت إذا كانت مساحته أكبر وإذا كان أجمل. قالت P8 إنه عندما انتهى الاستجواب الأخير، لم يكن هناك ضرب. كانوا يتحدثون معه فقط.

سألت القاضي كيربر إذا كان P8 قد أصيب بجروح. قال إن قدميه تورمتا بالفعل.

أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P8 بأن المحقق كان مهذباً أثناء استجوابه الأخير. سألت عن فترة ذلك الاستجواب. قال إنه دام نصف ساعة إلى ساعة. لم يستطع التذكّر.

أشارت القاضي كيربر إلى إفادة P8 بأنه أُعيد إلى الزنزانة وكان عليه الانتظار في الممر حيث رأى أشخاصاً آخرين. سألت إذا كان P8 معصوب العينين. وأوضح أنه عندما نُقل إلى الممر وكانت قدماه متورمتين، لم يكن معصوب العينين. ومكث هناك من خمسة إلى سبعة أيام. كان عرض الممر متراً واحداً. ومر به [سجّان أو ضابط] كان ينادي على الأسماء. وكانت ساقا P8 ممدودتين. حيث كان نائماً، ولم يسحب ساقيه عندما مر به [السجّان أو الضابط]. أيقظ ذلك الشخص P8 وضربه.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 قد تلقّى علاجاً طبياً لقدميه. قال P8 إنه عندما أصيبت قدمه بالتهاب شديد، جاء أطباء وأعطوه حقنة في المطبخ.

سألت القاضي كيربر عن صحة السجناء الآخرين. قال P8 إنه ذكر سابقاً الإصابات والهلوسة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 رأى جثثاً. قال P8 إنه رأى جثة عندما كان بالخارج. عادة، عندما يموت شخص ما في الزنزانة، كان المعتقلون يقرعون الباب الحديدي ويصرخون بأن أحدهم مات. حيث كان طرق الباب محظوراً إلا إذا مات أحد. وعندما كان P8 بالخارج [في الممر]، طرق المعتقلون الباب وصرخوا قائلين إن أحدهم مات. أخذ العناصر الجثة ووضعوها بجانب P8. كانت الجثة زرقاء وصفراء. وكان الميت عبارة عن جلد على عظم – تماما كالأموات. وكان يرتدي سروالاً داخلياً فقط وكان قد قضى حاجته فيه. وبعد فترة، تم أخذ الجثة. وفي النهاية أعادوا P8 [إلى الزنزانة]. وخلال ذلك الشهر، صرخ المعتقلون أربع مرات بأن شخصاً مات. الأشخاص الذين يُحتَمل أن يكونوا قد ماتوا، لم يعودوا. وفي بعض الأحيان، إذا كان الشخص مريضاً، فإنه يعالج ويُعاد إلى الزنزانة. قال P8 إن الظروف التي مرّ بها خلال ذلك الشهر دون نوم أو ماء أو طعام جعلته يتمنى الموت.

طلبت القاضي كيربر من P8 وصف الجثة، بما في ذلك العمر. قال P8 إنه بينما كان العناصر يحملون الجثة، بدا أن ظهر الجثة مكسور. كانت جلداً على عظم. كان لونها أزرق مع عظام بارزة. لم يتذكر P8 ما إذا كان على الجثة كثير من الشعر.

سألت القاضي كيربر عن عمر الجثة. قال P8 إنه كان شخصاً صغيراً.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P8 في الممر في الأربع مرات التي صرخ فيها المعتقلون أن أشخاصاً ماتوا. قال إنه كان في الداخل [داخل الزنزانة].

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P8 شهد نقل جثث إلى الخارج أم أنه سمع فقط النداءات [من المعتقلين إلى السجانين]. قال P8 إنه عندما كان المعتقلون ينادون، كانوا يحملون الشخص إلى الباب [باب الزنزانة] ويطرقون الباب.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 قد رأى أو سمع أي شيء. رأى P8 الجثث تُنقل إلى باب الزنزانة، وسمع قرع الباب، ورأى إخراج الجثث من الزنزانة.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان الأشخاص الذين تم حملهم قد عادوا أم أنهم كانوا مرضى فحسب. لم يتذكر P8.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان السجناء قالوا إن “أحدهم مات” عندما طرقوا الباب. فأكّد P8 ذلك.

[تدخّل القاضي فيدنر لطرح سؤالين]

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت الحوادث التي قرع فيها المعتقلون الباب في بداية أو وسط أو نهاية فترة اعتقال P8. أوضح P8 أن اعتقاله في الخطيب استمر أربعة أسابيع. وفي تلك الفترة، كان من الصعب تحديد ما إذا كان ذلك في أول أسبوعين أو آخر أسبوعين من فترة اعتقاله. ولكنه اعتقد أن الجثة في الممر كانت في الأسبوع الثالث من اعتقاله.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P8 شهد أي شيء في بداية اعتقاله. لم يفهم P8 السؤال. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت هناك أي وفيات في بداية اعتقاله. لم يتذكر P8.

سألت القاضي كيربر إذا تم نقل P8 إلى سجن آخر. فأكّد P8 ذلك. قال إنه في نهاية الشهر نودي على اسمه. كان معصوب العينين ويداه مقيدتان خلف ظهره. في البداية لم يطلب منه الضباط التوقيع على أي شيء. ولكن قبل أن يُؤخَذ إلى الحافلة التي نقلته إلى كفرسوسة، جاء ضابط ليضع بصمة إصبع P8 على ورقة لا يعرف P8 محتواها. وبعد ذلك نُقِل بالحافلة إلى الإدارة المركزية في كفرسوسة.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P8 أنه كان في كفرسوسة. أوضح P8 أن السجناء الذين كانوا هناك لفترات أطول أخبروه أنه كان في كفرسوسة حيث كانت هناك إدارة عليا والمزيد من جلسات الاستجواب.

سألت القاضي كيربر إذا كانت الأوضاع في كفر سوسة أفضل أم أسوأ من الخطيب من حيث الدواء والطعام والنوم والمساحة والضرب. وأشار P8 إلى أن أساليب التعذيب في كفر سوسة كانت مختلفة. وعندما دخل المعتقلون، تم “الترحيب بهم” [تعرّضوا للضرب]. حيث تعرّضوا للضرب والإهانة بشكل متواصل حتى وصلوا إلى زنزانتهم. وتذكّر وجود قفاز ملاكمة في متعلقاته. قال له أحد السجّانين، “هل تلعب الملاكمة؟ سأعلمك كيف يتم ذلك”. كان P8 معصوب العينين ورجلاه وقدماه مقيدتين. وتعرض للكم في وجهه بشكل متكرر. ونتيجة لذلك أصيب بدوار وسقط على الأرض. وبعد ذلك، نُقل هو وسبعة معتقلين آخرين إلى زنزانة منفردة.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P8 يعني زنزانة صغيرة. أكّد P8 وأوضح أن الزنزانة تناسب شخصاً واحداً إذا كان الشخص منحنياً. وكان الطعام شحيحاً ولم يكن هناك ضوء. كان المكان هادئاً ولم يُسمح للمعتقلين بالتحدث مع بعضهم، بعكس الخطيب. وسُمح لهم باستخدام المرحاض مرة أو مرتين في اليوم. وكان لديهم من 10 إلى 20 ثانية لقضاء حاجتهم قبل أن يضطروا للعودة إلى الزنزانة. وفي الطريق إلى المرحاض وفي طريق العودة إلى الزنزانة، تعرّض المعتقلون للضرب على أيدي السجّانين. كان السجّانون يضربونهم بأداة تسمى “الأخضر الإبراهيمي” – وهي عبارة عن أنبوب حديدي ملفوف بمادة خضراء وكانت قد [سُمّيت] على اسم المبعوث الخاص إلى سوريا. وكانوا يسألون المعتقلين “هل تريدون الحصول على مساعدة الأخضر الإبراهيمي؟”

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت الأداة تُستخدم للضرب. قال P8 إنهم تعرضوا للضرب بها عندما كانوا يذهبون إلى المرحاض.

سألت القاضي كيربر عن حجم الزنزانة المنفردة. تذكّر P8 أنه كان هناك سبعة أشخاص بالداخل وكانوا يجلسون اثنان، اثنان، اثنان، واحد. كانت تتسع لثلاثة أشخاص جالسين.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المعتقلون يجلسون في وضعية القرفصاء. فأكّد P8 أنهم كانوا يجلسون في وضعية القرفصاء [يجلسون واليدان ملتفتان حول الركبتين].

سألت القاضي كيربر عن عرض الزنزانة. قال P8 إنه عندما كان يستند إلى الجدار الجانبي، كان عليه أن يرفع ساقيه على الحائط المقابل.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P8 قد تعرّض للضرب عندما خرج من الزنزانة للذهاب إلى المرحاض. وأكّد P8 أنه تعرّض للضرب ذهاباً وإياباً بين المرحاض والزنزانة.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P8 قد تعرّض للتعذيب أثناء الاستجواب في كفرسوسة. قال إنه تعرّض للضرب وهو في طريقه إلى غرفة الاستجواب. ومن أجل الذهاب إلى غرفة الاستجواب في المبنى الكبير، كان عليه عبور مبنى آخر وساحة. عندما وصل إلى المبنى الكبير، ذهب إلى الطابق الثاني أو الثالث لرؤية ضابط الاستجواب. وفي طريقه إلى هناك، تعرّض للضرب من قبل سبعة أو ثمانية أشخاص.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان المعتقلون قد تعرضوا للتعذيب بالفلقة في كفرسوسة. تساءل P8 عمّا إذا كان ما تعرّض له يُسمى “الفلقة”.

أشارت القاضي كيربر إلى إفادة P8 بأنه لم يتعرّض للتعذيب بأسلوب “الفلقة”، ولكن تم تعذيب معتقلين آخرين بالفلقة. قال P8 إن المعتقلين نُقلوا من الزنزانة المنفردة إلى غرفة أكبر. وفي بعض الأحيان، عُوقبوا داخل تلك الغرفة. حيث كان السجان يدخل وهم يقفون. وكان وجههم إلى الحائط و”كانوا فوق بعضهم البعض”. وكان الشخص المعاقَب خلفهم يُضرَب في وضعية “الفلقة”.

طلبت القاضي كيربر من P8 مقارنة وضع المعتقلين في الخطيب بكفرسوسة. أشار P8 إلى أنه عند وصوله إلى كفرسوسة كانت قدمه أصلاً ملتهبة ومتورمة. وعندما حضر الأطباء إلى كفرسوسة، اقتيد المعتقلون الجرحى لرؤيتهم. وأشار إلى أن طبيباً كان يغيّر الضمادات على جرح P8 بينما كان سجّان آخر يضربه في نفس الوقت. وفي بعض الأحيان كان يتم إعطاء المعتقلين مضادات حيوية وإيبوبروفين. وكان السجّانون يفتحون الطاقة الموجودة في الباب ويلقون بأقراص الدواء [إلى الزنزانة]. وإذا احتاج خمسون شخصاً إلى الدواء، كان أربعة أو خمسة فقط يحصلون على بعض منه.

أشارت القاضي كيربر إلى إفادة P8 بأن مساحة كفرسوسة أكبر وكان الطعام فيه أفضل وأن الزنازين يمكنها أن تستوعب 70-80 شخصاً داخلها [مقارنة مع الخطيب]. فأكّد P8 ذلك. حيث تواجد في أماكن مختلفة في كفرسوسة. وكانت الأوضاع تعتمد على ما إذا كان في زنزانة منفردة أو زنزانة مشتركة. وتواجد في أربعة أماكن مختلفة كل منها يختلف عن الآخر.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هذا ما شاهده P8. فأكّد P8 أن الأوضاع كانت أفضل.

سألت القاضي كيربر عن مدة اعتقال P8 و [طبيعة] إطلاق سراحه. قال P8 إنه مكث في كفر سوسة قرابة شهرين، ثم نُقل إلى محكمة عسكرية. وبعد ذلك نُقل إلى فرع القابون لبضعة أيام.[16] ثم نُقِل المعتقلون من الفروع العسكرية والأمنية إلى سلطة [منطقة] (عدرا).

سألت القاضي كيربر عن التوقيت. تذكّر P8 أنه كان قبل حلول العام الجديد حوالي 29 كانون الأول/ديسمبر، 2012. وحلّ رأس السنة الجديدة وهو في القابون. وبدأ إطلاق النار وتم نقله إلى عدرا.

***

[استراحة لمدة ساعة واحدة]

***

استجواب من قبل القاضي فيدنر

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت ملابس المعتقلين قد أعيدت إليهم بعد خلعها. قال P8 إن ملابسهم أعيدت إليهم. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت الملابس قد أعيدت في البداية أم بعد نقل P8. قال P8 إن هذا حدث في البداية. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان هذا يعني أن P8 كان يرتدي ملابسه، وليس فقط ملابسه الداخلية. فأكّد P8 ذلك.

سأل القاضي فيدنر عن باقي المعتقلين. أوضح P8 أن الكثير منهم كانوا يرتدون ملابسهم الداخلية فقط لأن الجو كان حاراً. وكانوا يحملون ملابسهم على أكتافهم. وفقد بعض الناس ملابسهم بسبب الاكتظاظ.

سأل القاضي فيدنر ما الذي عناه P8 “بالزنزانة الخارجية”. أشار P8 إلى أن الاسم الفعلي كان “المهجع الخارجي”. ربما كانت حديقة أو موقف سيارات قبل أن تتحول إلى زنزانة سجن.

سأل القاضي فيدنر كيف تم إحضار P8 إلى الزنزانة. قال P8 إنه بعد أخذ متعلقاته الشخصية، اقتيد عبر غرفتين أو ثلاث غرف “مثل تلك الموجودة في منزل”، ثم عبر ممر طويل. وكان المهجع في نهاية الممر على الجانب الأيمن.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المهجع الخارجي داخل المبنى أم خارجه. أكّد P8 أنه كان داخل المبنى.

أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P8 بأن الزنزانة كانت مساحة فارغة بين المباني ولها سقف، مثل مرآب. وكان فيها جدار من قضبان وجدار آخر به غرف استجواب. أكّد P8 ذلك، وأشار إلى أن الجدار على اليسار كان به نافذة طويلة، وكانت غرف الاستجواب على اليمين.[17]

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت الزنزانة في الطابق الأرضي أم أنها كانت تحت الأرض. اعتقد P8 أن الزنزانة كانت تحت الأرض. كان بوسعه أن يسمع الناس يمشون [خارج النافذة].

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P8 رؤية الشارع. قال P8 إنه لم يستطع رؤية الشارع وأن النافذة كانت على ارتفاع مترين.

سأل القاضي فيدنر عمّا كان وراء القضبان. قال P8 إنه كان من الصعب رؤية ما وراءها. فقد كان الزجاج سميكاً ومعتماً. وكانت هناك قضبان حديدية وأوساخ.

سأل القاضي فيدنر عن الضوء. أوضح P8 أنه في بعض الأحيان، شعر أنه كان هناك ضوء خافت. لم يدخل الكثير من الضوء — كان بالكاد يكفي للتمييز ما بين النهار أو الليل.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كان بإمكان P8 الرؤية خلف القضبان. قال P8 لا، لأن النافذة كانت أعلى من أن يستطيع النظر من خلالها.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P8 يعني أنه لا يستطيع الرؤية فوق الحائط ليرى ما وراء القضبان. أشار P8 إلى وجود نافذة طويلة أعلى الحائط، وكان الشارع على الجانب الآخر.

سأل القاضي فيدنر P8 عمّا إذا كان يتذكر الرسم التوضيحي الذي رسمه P8 أثناء الاستجواب. فقال إنه يتذكره.

سأل القاضي فيدنر P8 إذا كان المكان الذي رسمه موجوداً تحت الأرض. اعتقد P8 ذلك لأنه اقتيد إلى الطابق السفلي [تحت الأرض] عندما أحضِرَ إلى الفرع في البداية.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الحائط العلوي [المشار إليه في الرسم التوضيحي برمز >>] يطلّ على الشارع الجانبي. قال P8 إنهم شعروا بذلك في السجن.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كان هناك هواء يدخل إلى الزنزانة من الخارج. قال P8 إن الهواء كان يدخل إلى الزنزانة من الخارج، لكن الهواء كان شحيحاً وكان بالكاد يستطيع أن يتنفس. كان المكان الذي فيه أكبر قدر من الهواء هو عند الباب لأن الهواء كان يدخل من الفتحة الموجودة أسفل الباب. وكانت هناك مروحة لا تعمل. وكان كل شيء آخر مغلقاً.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا ظهرت على المعتقلين الآخرين آثار سوء المعاملة عند عودتهم من جلسات الاستجواب. قال P8 إن المعتقلين ظهرت عليهم في الغالب آثار ضرب على أجسادهم، بما في ذلك خطوط حمراء.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان الناس عراة الصدور أو إذا كانت هناك أثار ضرب على أعضائهم العلوية والسفلية. قال P8 إن الكثير من الناس لم يكونوا يرتدون ملابس تغطي كل أجسادهم، وبالتالي تمكّن من رؤية أجسادهم.

سأل القاضي فيدنر عن الحالة الجسدية للمعتقلين الآخرين. قال P8 إنهم كانوا يعانون في الغالب من جروح وتشققات جلدية.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كان المعتقلون يعانون من جروح مفتوحة. وأكّد P8 أنه كان لدى العديد من المعتقلين جروح مفتوحة، بما في ذلك هو نفسه [في قدميه].

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان لدى P8 إصابات دائمة بعد التهاب قدمه. قال P8 نعم، العلامات ما تزال ظاهرة على قدمه. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P8 لديه أي إعاقات. قال P8 إنه لا يعاني من أي إعاقات؛ وإنما يوجد مؤشرات على وجود جرح والتهاب.

سأل القاضي فيدنر ما إذا كان لدى P8 أي [آثار جانبية أخرى، بما في ذلك نفسية]. قال P8 إنه [عانى من آثار جانبية] تتعلق بما شاهده. لم يكن يتخيل أبداً أن هذا القدر من الوحشية كان على بعد 10 دقائق فقط من منزله. وبقي يشعر بالخوف لفترة طويلة بعد الإفراج عنه. حتى أنه بقي بعيداً عن الشرطة بسبب خوفه. ولا تزال تراوده ذكريات الماضي من ذلك الوقت.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P8 النوم. قال P8 إنه يستطيع النوم الآن، لكنه لم يستطع عند إطلاق سراحه. حيث كان يخشى البقاء في المنزل بمفرده وكان يشعر بالخوف كلما سمع شخصاً يصعد الدرج. وعند كان الباب [باب بنايته] يُفتَح ويُغلق، كان يخشى بأن شخصاً ما قادم لاعتقاله. وكان يجلس وحده في زاوية الغرفة.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان بإمكان P8 سماع أصوات أشخاص يتعرّضون للتعذيب. فغلبت على P8 العاطفة، ومنحت القاضي كيربر استراحة لمدة عشر دقائق. طرح القاضي فيدنر السؤال مرة أخرى. أكّد P8 أنه سمع صوت أشخاص يتعرّضون للتعذيب. كانت أصوات الضرب تصدر من الجانب الأيمن من زنزانته. كان معظم التعذيب لنساء. وكان هناك ضرب وصراخ طوال الوقت. وقال P8 إن المعتقلين شهدوا الإجراء برمته إلى أن اعترفت [المعتقلات]. وكان هذا صعباً للغاية.

سأل القاضي فيدنر عن عدد مرات حدوث ذلك وكم كانت الفترة. قال P8 إن هذا لم يكن متواصلاً. تذكّر أنه حدث ثلاث أو أربع مرات.

طلب القاضي فيدنر من P8 النظر إلى يمينه. ثم سأل P8 عمّا إذا كان قد تعرّف على أحد المتهمين. قال P8 إنه لم يتعرّف على أي شخص.

استجواب من قبل المدّعي العام

استفسر مساعد المدّعي العام عن أساليب التعذيب التي تعرّض لها P8 والمعتقلون الآخرون. لم يتذكر P8 ما قاله له الآخرون، لكنه تذكر ما شهده: الكابل الرباعي وقشاط الدبابة. لم يتحدث المعتقلون عن طرق أخرى، ولم يخبر P8 الآخرين بالطرق التي عُذِّبَ بها.

استفسر مساعد المدعي العام عن “الشّبْح” [أحد أساليب التعذيب]. تذكر P8 أن “الشّبْح” حدث في فروع أخرى. قال إنه كانت شائعاً وكان يتم تنفيذه على باب الزنزانة. ولم يكن يعلم ما إذا استُخدِم ذلك الأسلوب في الخطيب. ولكنّه كان يعرف أن “الشّبْح” حدث في [فرع] المخابرات الجوية. كان يعرف ذلك لأنه عندما اعتُقِل P8 [بخلاف الخطيب]، تم تعذيبه “بالشّبْح” بأسوأ طريقة – من الخلف. حيث جعلوه يقف على كرسي، وربطوا يديه خلف جسده، ثم استخدموا حبلاً لربط يدي P8 بالسقف. ثم سحبوا الكرسي من أسفل P8 فوقع. تدلّى في الهواء ولم يستطع أن يلمس الأرض. ثم فقد وعيه. فسكبوا عليه الماء. وخُلِع كتفه.

سأل المدعي العام عمّا إذا كان P8 تعرض لعنف جنسي في الخطيب. قال P8 إنه لم يتعرض لعنف جنسي. وسأل عمّا إذا كان P8 قد سمع ما إذا تعرّض آخرون، مثل الإناث، لعنف جنسي في الخطيب. فقال P8 لا.

استجواب من قبل بوكير، محامي الدفاع

أشار بوكير، محامي الدفاع، إلى أن P8 خضع لاستجوابات متعددة. وسأل عمّا إذا كان بإمكان P8 إعطاء إطار زمني فيما يتعلق بالوقت الذي تم فيه علاج قدمه. قال P8 إن قدمه عولجت بعد أسبوعين من تعرّضه للضرب عليها. وأوضح أن الشخص يجب أن يكون في حالة سيئة وأن يصرخ إذا احتاج إلى العلاج.

قال بوكير إن هذا لم يكن سؤاله وأوضح أنه كان يقصد أن يسأل متى التهبت قدم P8 بعد الاعتقال. قال P8 مرّ أسبوعان قبل أن تتورّم قدمه وتلتهب بالكامل. وكانوا يعالجون الأشخاص المصابين بجروح في المطبخ. وفي الأسبوع الثالث، استراح في الممر. وعاد إلى زنزانته خلال الأسبوع الرابع. أي أن P7 بقي في الخطيب لمدة شهر ثم نُقل إلى كفرسوسة.

سأل بوكير عمّا إذا استغرقت قدم P8 أسبوعين ليتفاقم حالها ثم أسبوعين آخرين ليتم معالجتها، بمعنى، حتى نهاية فترة اعتقال P8. قال P8 إن ذلك حدث تقريباً في الأسبوع الثالث. طلب بوكير من P8 تقديم إطار زمني فيما يتعلق بجلسات استجوابه. قال P8 إن هذا يتعلق بجلسة استجوابه الثالثة، على حدّ علمه. وفي جلسة استجوابه الرابعة والأخيرة، أشار P8 إلى أنه تم تضميد قدمه ومعالجتها.

سأل بوكير عمّا إذا كان العلاج قد تم قبل جلسة الاستجواب الأخيرة لـP8. سألت أوميشين عمّا إذا كان هذا قد تم في جلسة الاستجواب الأولى أم الأخيرة. فأشار P8 إلى أنه كان في جلسة الاستجواب الأخيرة.

سأل بوكير عمّا إذا كانت قدم P8 قد ضُمّدت قبل جلسة الاستجواب الرابعة. قال P8 نعم، تقريباً.

سأل بوكير كم من الوقت انقضى بين العلاج والاستجواب الرابع. قال P8 انقضى حوالي يومين.

سأل بوكير عن المدة التي قضاها في الاعتقال بعد جلسة استجوابه الرابعة قبل أن يُطلَق سراحه. قدّرها P8 بأسبوع واحد، وكان إجمالي الوقت الذي أمضاه [معتقلاً] هو شهر واحد.

أشار بوكير إلى أن P8 كان في الحافلة عندما أدرك [السجّانون] أن P8 لم يوقّع [أوراق إخلاء سبيله]، لذلك جاء شخص [إلى P8] حينها. قال P8 إنه قبل نقله إلى كفر سوسة، وُضِعت بصمة إصبعه على أوراق بينما كانت يداه مقيدتين خلف ظهره.

سأل بوكير عمّا إذا كان هذا قد حدث عندما كان P8 داخل الحافلة. قال P8 لا، كان في طريقه إلى الحافلة. حدث هذا قبل أن يغادر الفرع. وقف وانتظر خمس إلى عشر دقائق قبل أن يقتاد إلى الحافلة التي أقلّته إلى كفرسوسة.

سأل بوكير عمّا إذا جرت محادثة بين P8 والشخص الذي أخذ بصمة P8. قال P8 لا، كان وجهه إلى الحائط. أمسك الشخص أصابع P8، ووضعها على وسادة الحبر ثم على الأوراق.

سأل بوكير عمّا إذا كان قد تم إعطاء P8 شرحاً عن الأوراق. قال P8 لا.

أشار بوكير إلى شهادة P8 أثناء استجواب الشرطة عندما قال إنه لم يتعرض للضرب في جلسة الاستجواب الرابعة، وأن المحققين حاولا أن يناقشا معه سبب ذهابه إلى المظاهرات ومحتوى حسابه على الفيسبوك. سأل بوكير عمّا إذا كانت هذه وضعية استجواب. لم يفهم P8 السؤال. سأل بوكير عمّا إذا كان أولئك الذين حاولوا إجراء هذا النقاش مع P8 سجّانين أم محققين. أوضح P8 أن النقاش كان مع محققين.

أشار بوكير إلى شهادة P8 أثناء استجواب الشرطة والتي مفادها بأن الغرفة كانت نظيفة ولا تبدو وكأنها غرفة حدث فيها تعذيب. سأل بوكير لماذا كان لدى P8 هذا الانطباع. أوضح P8 أن الغرفة كانت أكبر ومختلفة عن الغرف السابقة.

أشار بوكير إلى شهادة P8 أثناء استجواب الشرطة والتي مفادها بأنه تم استجوابه من قبل شخصين. سأل P8 ما إذا كان أحد المحقِّقَين أعلى رتبة من الآخر. قال P8 إنهم تحدثوا عن أشياء عامة وبحثوا في حسابه على الفيسبوك وأصدقائه على الفيسبوك. لاحظ أحد المحقِّقَين ورود اسم عائلة صديقة P8. قال المحقق للضابط حينها إنها تبدو وكأنها من منطقة الضابط.

سأل بوكير كيف تحدّث المحققان مع بعضهما البعض وما إذا كان P8 قد عرف أن أحدهما أعلى رتبة من الآخر. قال P8 نعم، ربما كان أحدهما أعلى رتبة من الآخر.

سأل بوكير عمّا إذا كانت استجابة P8 تستند إلى معرفة فعلية. قال P8 لا، لقد كان مجرّد شعور.

أشار بوكير إلى شهادة P8 أثناء استجواب الشرطة والتي مفادها أنه لم يتذكر ما إذا كان قد جلس أو أُجبر على الركوع أثناء الاستجواب. قال P8 إنه لا يتذكر الجلوس.

أشار بوكير إلى شهادة P8 أثناء استجواب الشرطة والتي مفادها بأن الاستجواب الأخير كان أكثر هدوءاً وأن المحققين تحدثا بنبرة أكثر ليونة وأدباً. قال P8 إن هذا كان الوضع في آخر جلستي استجواب في كل من الخطيب و[فرع] المخابرات الجوية – بعد جلسات الاستجواب السابقة والضرب والاعترافات المنتزعة بالإكراه. “كان الأمر كما لو كانوا يحاولون إعطاء انطباع بأنهم أناس طيبون”. أجاب بوكير أن إجابة P8 كانت معقدة للغاية ولم يفهمها. وأشار بوكير إلى شهادة P8 بأن المحققين كانا أكثر هدوءاً وليناً خلال الاستجواب الأخير. فأكّد P8 ذلك. وتذكّر أن مزاج المحققين كان جيداً خلال جلستي الاستجواب الأخيرتين.

أشار بوكير إلى شهادة P8 بأن الفرع كان على بعد عشر دقائق من منزل P8 وأن P8 كان يعرف المنطقة. ثم سأل P8 إذا كان فرع المخابرات الجوية قريباً من الخطيب. ولم يتذكر P8.

استجواب من قبل فراتسكي، محامي الدفاع

سأل فراتسكي عمّا إذا كان بإمكان P8 تحديد موقع فرع المخابرات الجوية على الخريطة. تدخّل المدعي العام كلينجه وأشار إلى وجود العديد من القواعد الجوية، وبالتالي، ينبغي على فراتسكي أن يكون محدداً. أمرت القاضي كيربر فراتسكي أن يحدّد الفرع. ثم سأل فراتسكي P8 عمّا إذا كانت هناك منشأة للقوات الجوية في مكان قريب. فاعترض شارمر، محامي المدّعين، على أساس أن فراتسكي سأل نفس السؤال الذي طرحه بوكير. سأل فراتسكي عمّا إذا كان هناك فرع للمخابرات الجوية بالقرب من الخطيب. قال P8 لا، وإنما في منطقة أخرى.

سأل فراتسكي عمّا إذا كان فرع المخابرات الجوية في حي مختلف. قال P8 إنه كان هناك حي الخطيب وحي العباسيين. ربما كان فرع المخابرات الجوية هناك.[18]

سأل فراتسكي عن فرع المخابرات الجوية الذي اعتُقِلَ P8 فيه. قال P8 إنه اعتُقِلَ في فرع المخابرات الجوية على أوتوستراد المزة قرب مطار المزة. وأشار P8 إلى أن الفرع معروف جداً.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P8 يعلم بحدوث سوء معاملة في الخطيب وكفرسوسة قبل اعتقاله. قال P8 إنه كان يعلم بحدوث سوء معاملة في هذين الفرعين قبل اعتقاله. وأوضح أنه من مدينة دوما التي تقع ضمن منطقة اختصاص فرع الخطيب، حيث اعتُقِل وعُذِّبَ العديد من أصدقائه بسبب التظاهر. وكانوا قد أخبروا P8 عن تجاربهم.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت النبرة المهذبة التي استخدمها المحققان أثناء جلسة الاستجواب الرابعة قد خلقت مزاجاً جيداً. فأكّد P8 ذلك.

طلب كلينجه عرض صور الأقمار الصناعية لأن P8 يعرف المنطقة. قال P8 إن الصورة لم تكن واضحة. سأل عمّا إذا كان من الممكن عرض المسميات وأسماء الشوارع. وتم بعد ذلك تكبير الصورة.

تذكر P8 أن الفرع كان عبارة عن مبنيين بعد شارع مرشد خاطر، وكان هناك حديقة. وبعد إطلاق سراح P8 من السجن، ذهب إلى هناك لاستعادة سيارته. أشار P8 إلى موقع كان فيه حارس.[19]

طلب كلينجه من P8 تحديد موقع شارع بغداد وساحة التحرير ومشفى الهلال الأحمر. قام P8 في البداية بتحديد موقع شارع بغداد، وحدّد بعد ذلك موقع منزله وساحة التحرير ومشفى الهلال الأحمر الذي أشار إلى أنه قريب من الخطيب. وأشار P8 إلى حديقة [يشار إليها في الصورة أعلاه بسهم أخضر].

وتم تكبير الصورة أكثر.

قال P8 أن الصورة تشبه حديقة الخطيب.

سأل فراتسكي عن اسم الساحة المجاورة للخطيب. وأشار فراتسكي إلى شهادة P8 بأنه كان يسكن على بعد عشر دقائق من الخطيب. ثم طلب من P8 التعرّف على منزله. أشار P8 أولاً إلى جامع الفاروق ثم إلى منزله. وتمت الإشارة إلى منزل P8 على صورة الأقمار الاصطناعية بمستطيل أخضر. وطلبت القاضي كيربر من P8 تأكيد أن المستطيل هو منزله. فأكد P8 ذلك.

سأل بوكير P8 كيف استنتج بأن المحقِّقَين أرادا خلق مزاج جيد أثناء جلسة الاستجواب الأخيرة. شرح P8 مرة أخرى كيف أشار أحد المحقِّقَين إلى صديقة P8 التي كانت من نفس منطقة المحقق الآخر، وكيف ضحك كلاهما. في العادة كان المحققان يصرخان ويشتمان ويضربان P8. ولم يضحكا أبداً، ولهذا تولّد لدى P8 هذا الانطباع.

سأل بوكير عمّا إذا كان سبب توصّل P8 إلى هذا الاستنتاج هو أن المحقّقَين ضحكا. قال P8 إنه يمكن أن تكون هناك [أسباب] أخرى لكنه لم يتذكر.

سأل شارمر، محامي المدّعين، عمّا إذا كان قد تم إخبار P8 عن سبب علاج قدمه بحقنة. قال P8 لا، تم العلاج في مطبخ مساحته 2×2م. وكان هناك أربعة أو خمسة معتقلين في نفس الغرفة مع اثنين إلى ثلاثة من العاملين في المجال الطبي. ولم يكن P8 متأكداً مما إذا كان العاملون في المجال الطبي أطباء أم ممرضين. وألقى أحدهم نظرة على جروح P8 وأخبر P8 أنه بحاجة إلى حقنة. فأعطى P8 حقنة وأمره بالمغادرة. شعر P8 بالخوف لأنه لم يكن يعرف ما الذي حُقِن في قدمه. واستغرقت العملية برمّتها دقائق فقط.

سأل رايجر، محامي المدعي، عمّا إذا كان P8 قد تعرّف على أي لهجات أثناء الاستجوابات. لم يتعرف P8 إلا على لهجة من جنوب سوريا خلال جلسة الاستجواب الرابعة. سأل رايجر أين كانت اللهجة من جنوب سوريا. P8 قال إنها كانت من السويداء.

سأل رايجر عمّا إذا كان P8 تعرّف على أي ملابس. لم يتذكر P8.

سأل رايجر عمّا إذا كان P8 قد رأى أحذية. لم يرَ P8 أحذية المحققين، لكنه تذكر حذاء أبو غضب الذي كان يرتدي عادة البيجامة [بدلة رياضة] وأحذية رياضية.

سأل رايجر عمّا إذا كان P8 قد رأى شيئاً ما في غرفة الاستجواب. لم يستطع P8 أن يتذكر.

سأل بوكير عمّا إذا كان P8 قد تعرّف على اللهجة الجنوبية لدى أحد المحقّقَين. فأكّد P8 ذلك. ثم سأل بوكير لمن من المحقّقَين كانت اللهجة. لم يفهم P8 السؤال. كرّر بوكير السؤال. وكرّر P8 أنه كان هناك محققان، أحدهما لهجته جنوبية.

رُفِعَت الجلسة الساعة 3:30 مساءً.

اليوم الواحد والعشرون من المحاكمة – 31 تموز/يوليو، 2020

حضر هذه الجلسة 11 شخصاً وثلاثة أفراد من وسائل الإعلام. وبدأت المرافعات الساعة 9:30 صباحاً.

تأخر المترجم إسماعيل عن الجلسة بسبب الازدحام المروري، لذلك حلّ مكانه مترجم المتهم إياد الشخصي حتى وصل المترجم إسماعيل. أبلغت القاضي كيربر المتهم إياد أنه يُسمح له بالمقاطعة كلما احتاج إلى التحدث إلى مترجمه.

شهادة P9

يبلغ P9 من العمر 43 عاماً وهو عاطل عن العمل.

اعتقال P9

قال P9 إن المظاهرات بدأت سلمياً في منطقته عام 2011. وشن الجيش في الزبداني حملة واعتقل المتظاهرين. وكان لديه مقهى إنترنت وعمل أيضاً موظفاً حكومياً. كان دائماً يستيقظ مبكراً لتفقّد مقهى الإنترنت الخاص به قبل الذهاب إلى وظيفته الحكومية.

ذات يوم في الصيف، لاحظ أن جميع المتاجر مغلقة وأن [الشوارع] كانت هادئة تماماً، وهو أمر غير معتاد. وكان P9 يقود سيارته عندما أوقفه جندي على يمين الطريق. أمره الجندي بالوقوف جانباً. ثم أخذ بطاقة P9 الشخصية. وخلال هذا الوقت، دخل جنود آخرون متجر P9 [كان قريباً بما يكفي ليرى ما كان يحدث]. قال P9 للجندي الذي أوقفه إن الجنود دخلوا محله. ثم سأل إذا كان بإمكانه الذهاب إلى هناك. فوافق الجندي.

دخل P9 إلى مقهى الإنترنت. قال له الجنود إنهم يبحثون عن P9 منذ الصباح؛ حيث أراد العميد أن يرى P9. أخذوا سيارة P9 وأغلقوا متجره. وكان هناك مركز أمن دولة صغير في الزبداني. أحضر الجنود P9 إلى العميد الذي كان قائد الحملة. وأبلغ العميد P9 أنه فارّ من وجه العدالة. سأل P9 عن أسباب اعتباره فارّاً من وجه العدالة. أخبر العميد P9 أنه سمح لإسرائيل بالدخول إلى سوريا.

وُضِع P9 في سيارة ونُقل إلى الفرقة الرابعة التي يطلق أهل الزبداني عليها اسم “الكتيبة الانتحارية”. وجد P9 الكثير من الناس هناك. وتم تحميلهم في حافلات خضراء ثم تم نقلهم إلى فرع الخطيب. دخل المعتقلون الفرع، وتجمعوا معاً، وأمروا بخلع ملابسهم، وتم تفتيشهم. ثم نُقِلوا إلى المهجع الخارجي. وأعطِيَ P9 المتعلقات التي كانت داخل سيارته. وظل P9 في الاعتقال لمدة أربعة أيام قبل استجوابه. وأطلق سراحه بعد يومين أو ثلاثة. وكانت هناك عطلة خلال تلك الأيام القليلة. وكانت هذه أول تجربة لـP9 في الاعتقال.

استجواب من قبل القاضي كيربر

سألت القاضي كيربر عن العطلة التي كانت خلال فترة يومين إلى ثلاثة أيام قبل إطلاق سراح P9. ولم يتذكر P9، لكنه تذكر أن ذلك كان في الصيف. وأطلق سراحه بعد العطلة.

أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P9 أثناء استجواب الشرطة بأن الأحداث المحيطة باعتقال P9 الأول وقعت في آب/أغسطس 2011. فأكّد P9 ذلك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان P9 قد تعرّض لسوء معاملة. فأكّد P9 ذلك وأشار إلى أن جميع المعتقلين معه عُومِلوا بعنف، رغم أن اعتقاله الأول كان أفضل من اعتقاله الثاني.

سألت القاضي كيربر كيف وأين تعرّضَ لسوء المعاملة، وكذلك الأشياء التي تم استخدامها. أوضح P9 أن المعتقلين تعرّضوا لسوء المعاملة قبل وضعهم في الحافلات، وكذلك أثناء وجودهم داخل الحافلة. تعرّض الجميع للإذلال في الفرقة الرابعة.

أشارت القاضي كيربر إلى شهادة P8 خلال استجوابه من قبل الشرطة بأن P9 تعرّض للضرب حتى وصل إلى زنزانته في الفرقة الرابعة التي كان فيها خمسون معتقلاً آخر، ثم نُقل إلى فرع الخطيب. فأكّد P9.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P9 أنه كان في الخطيب. قال P9 إنه عرف المنطقة بمجرد إطلاق سراحه وخروجه [من المبنى].

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت ملابس P9 قد أعيدت إليه بعد أن تم تفتيشه. أشار P9 إلى أن ملابس المعتقلين أعيدت إليهم، لكن الجنود أخذوا كل ما كان في سيارة P9.

سألت القاضي كيربر P9 عن حجم الزنزانة الخارجية. وصفها P9 بأنها واسعة وجديدة بعض الشيء، “كما لو كانوا قد استعدّوا لجلب الناس إلى ذلك المكان”.

سألت القاضي كيربر P9 عن المرحاض. قال P9 إنه كان جديداً. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان تحت الأرض. فأكّد P9 ذلك.

سألت القاضي كيربر P9 عن الطعام في الخطيب. قال P9 إنه لم يحصل على طعام في اليوم الأول. وكان الجنود يهينون المعتقلين ويصرخون عليهم. وأشار إلى أنه تم نزع الأصفاد من يديه في نهاية اليوم. ولكن في اليوم الثاني، قُدِّمَ الطعام للمعتقلين وعُومِلوا بشكل أفضل.

سألت القاضي كيربر P9 عمّا إذا كان الطعام كافياً. ذكر P9 أنه في اليوم الثاني، قال الضابط للمعتقلين إنه اشترى الطعام من ماله الخاص لأنه لم يكن هناك طعام لهم. سألت القاضي كيربر عمّا إذا اضطر P9 إلى دفع ثمن الطعام. فقال P9 لا.

سألت القاضي كيربر P9 عن الطريقة التي تم بها استجوابه. كما سألت عن موضوع الاستجواب وما إذا كان قد تم إساءة معاملة P9. احتاج P9 أن توضّح القاضي كيربر ما إذا كانت تشير إلى الاستجواب الذي خضع له قبل إطلاق سراحه [بعد العطلة]. فأشارت القاضي كيربر إلى أن P9 قال في شهادته إنه تم استجوابه مرة واحدة.

ذكر P9 أنه كان معصوب العينين ومقيّد اليدين. صعد إلى الطابق العلوي ودخل من بوابة حديدية. ثم دخل إلى مكتب. أجبره عسكري على الركوع. كان المكتب هادئاً تماماً. شعر P9 كما لو كان بإمكانه سماع صوت تقليب صفحات. سأل المحقق P9 عن اسمه وعمره وما إذا كان P9 موظفاً حكومياً. طلب المحقق من العسكري إزالة العصابة عن عيني P9 والأصفاد والسماح لـP9 بالوقوف. قال المحقق إنه أراد النظر إلى P9. اعتقد أنه يمكنه التعرف على P9 إذا كان قد عمل بالفعل في مبنى المحافظة. واصل المحقق التكلم بهدوء. وذكر أنه ربما يعرف P9، لكنه لا يتذكر كيف. وسأل المحقق P9 إذا كان يعرف سبب إحضاره إلى الخطيب. وبدا وجه المحقق منزعجاً مما كان يحدث. وسأل المحقق P9 عن المكتب الذي عمل فيه. أوضح P9 أنه كان يعمل في المتابعة. ثم سأل المحقق إذا كان P9 يعرف محمد عكاش. فأجاب P9 أن محمد كان مديره. فقال المحقق لـP9 إن عكاش لديه ملف كبير وأنه مطلوب، لكنه تجنّب الاعتقال حتى تلك اللحظة. واصل المحقق طرح أسئلة على P9 حول مقهى الإنترنت الخاص به وأنشطته. وقّع المحقق على ورقة وقال لـP9 إنه سيطلق سراحه. سأل P9 عمّا إذا كان سيتم إطلاق سراحه في ذلك اليوم. قال المحقق لا، وإنما بعد العطلة. سأل P9 المحقق عن سبب كون محمد مطلوباً ولم يتم اعتقاله بعد. لم يُجب المحقق على أسئلة P9.

سألت القاضي كيربر P9 عمّا إذا كان قد تعرض للضرب أثناء الاستجواب. قال P9 لا. على العكس من ذلك، فقد كان المحقق هادئاً. كما سأل P9 المعتقلين الآخرين الذين استجوبهم نفس الشخص عن تجاربهم، وكان لديهم نفس الشعور.

سألت القاضي كيربر ما إذا كان P9 يعرف اسم المحقق الذي استجوبه. شهد P9 أنه لم يتعرف في البداية على صورة المدّعى عليه أنور لأنه كان منهكاً أثناء الاستجواب. ولكن مع مرور الوقت، بدأ في التعرف على المدّعى عليه أنور. ونظر إلى الصور المنشورة على الإنترنت. واعتقد P9 أن المحقق هو المدّعى عليه أنور، لكنه أراد التأكد.

طلبت القاضي كيربر من P9 أن ينظر إلى يمينه. وسألت عمّا إذا كان P9 قد تعرّف على أي شخص [كان المدعى عليه أنور يلوّح لـP9]. طلب P9 الإذن لطرح سؤالين على المدّعى عليه للتأكد [من أنه يمكنه التعرف عليه]. سأل P9 المتهم أولاً عمّا إذا كان يعرف محمد عكاش. فاعترض بوكير وطلب استراحة لمدة خمس دقائق.

بعد خمس دقائق، أفاد بوكير أن المدّعى عليه لن يقدم عينة صوتية. فأقرّت القاضي كيربر بذلك. ثم سألت P9 عمّا إذا كان قد تعرّف على المتهم أنور. وتدخلت أوميشين، محامية أحد المدّعين، وقالت إن المدّعى عليه قد رفع يده بالفعل [للتعريف عن نفسه]. قال فراتسكي إن P9 كان سيتعرّف على أنور سابقاً. وأعرب شارمر، محامي المدعين، عن عدم موافقته.

تم عرض مجموعة صور.

قالت القاضي كيربر إن P9 لم يتعرف على المتهم أنور أثناء استجواب الشرطة. وذكر P9 أنه رأى المتهم أنور مرة واحدة فقط أثناء استجوابه في الخطيب، وكان المدّعى عليه في ذلك الوقت نحيفاً. كُتِبَت كلمة “عقيد”،[20] لكن P9 لم يتذكر اسمه. شاهد P9 صورة للمدّعى عليه على الإنترنت يرتدي فيها المدّعى عليه بدلة سوداء وكان نحيفاً. بدأ P9 يعتقد أن المدعى عليه أنور هو المحقق الذي استجوبه بعد أن شاهد الصور على الإنترنت.

سألت القاضي كيربر P9 عمّا إذا كانت عائلته لا تزال في سوريا. فأكّد P9 ذلك.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا تواصل أي شخص بـP9 لمناقشة ما سيقوله أثناء الإدلاء بشهادته. قال P9 إنه لم يخبر أحداً بأنه سيدلي بشهادته. فهو يخشى على عائلته. وسألت القاضي كيربر P9 عما إذا تواصل شخص ما مع عائلته. قال P9 إنه لا يستطيع أن يسألهم ذلك عبر الهاتف، وحتى لو فعل ذلك، فإن عائلته سيمنعها الخوف من التحدث. ولقد صادرت الحكومة منزله. سألت القاضي كيربر عن مكان إقامة عائلة P9. فقال P9 في دمشق. سألت القاضي كيربر P9 عمّا إذا كان شخص ما قد تواصل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقال P9 لا.

طلب بوكير عرض مجموعة الصور. ثم سأل P9 إذا كان قد لاحظ أنه قد تم التلاعب بالصور. فقال P9 إنه لا يتذكر.

قال بوكير إنه ربما تم التلاعب بالصور بحيث تُظهِر جميعها نفس الميزة، باستثناء صورة واحدة. طلب P9 من بوكير إعادة السؤال. أوضح بوكير أن الصور قد تم تعديلها بحيث تبدو متشابهة بناءً على خصائص محددة. قال P9 أن الشامة لفتت انتباهه. سأل بوكير عمّا إذا كان P9 تحدث مع المحقق أثناء استجواب الشرطة حول الشامة. فقال P9 لا. قال إن المحقق عرض عليه الصور، وأخبره P9 أنه لا يعرف. سأل بوكير عمّا إذا كان المحقق، من باب الإنصاف، أخبر P9 أن الصور تم التلاعب بها. تدخل كلينجه وأوضح أن الصور لم يتم التلاعب بها؛ وإنما كان الأشخاص في الصورة عبارة عن نماذج وهمية.

سألت القاضي كيربر كيف شعر المعتقلون الآخرون الذين ربما لم يستجوبهم أنور. قال P9 إن المعاملة أثناء اعتقاله الأول كانت أفضل من المعاملة التي واجهها في اعتقاله الثاني والثالث والرابع عندما كان بوسعه سماع التعذيب. كانت نوافذ [غرف الاستجواب] قريبة من [زنزانة] المعتقلين، وبالتالي تمكّنوا من سماع كل شيء. وكانوا جميعاً على أعصابهم لأنهم كانوا يعلمون أن كلاً منهم سيأتيه الدور.

سألت القاضي كيربر عمّا إذا كانت [هذه الأحداث قد حدثت أثناء] الاعتقال الثاني لـP9. بذل P9 جهداً من أجل التذكر، لكنه كان يعلم أنه أفرج عنه في بداية عام 2013 لأنه وجد مقطع فيديو على الإنترنت تجمّع فيه المعتقلون في مقر شرطة دمشق (قدّم الفيديو توثيقاً لإطلاق سراح المعتقلين). لقد وجد مقتطفات من الفيديو، لكن ليس النسخة الكاملة. تعرّف P9 على الأشخاص في الفيديو، لكن ليس كلهم. لم يظهر هو في مقطع الفيديو. وكان هناك شخص في الفيديو يحمل أجندة مكتوب عليها “2012”.

سألت القاضي كيربر كيف يمكن أن يساعد [الفيديو] في [إنشاء إطار زمني]. قال P9 إنها كانت بداية عام 2013. كان الجو بارداً وكان هناك ثلوج. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هذا هو وقت اعتقاله أم إطلاق سراحه. وأكد P9 أن ذلك كان وقت إطلاق سراحه من الاعتقال. كان هناك حوالي 150 شخصاً في مركز تجمّع وتم إطلاق سراحهم منه.

سألت القاضي كيربر عن فترة الاعتقال الثاني لـP9. قال P9 إنه كان قد نسي أشياء كثيرة عندما أطلق سراحه. لم يكن قادراً على تذكر مظهر أفراد أسرته. ولم يستطع تحديد الوقت. كانت أشياء كثيرة مفقودة. وكان قد اعتُقِل في نهاية عام 2012.

قالت القاضي كيربر إنه قد يكون هناك خطأ مطبعي في بطاقة P9 الشخصية لأنها تشير إلى أنه وصل إلى ألمانيا في عام 2012. ثم سألت عمّا إذا كان P9 قد تلقى وثيقة تأكيد توضح تاريخ وصوله بدقة. قال P9 إنه في اليوم الذي أدلى فيه بشهادته، كان بحوزته بطاقته الشخصية فقط. ومع هذا فقد كان لديه وثيقة في المنزل تُظهر تاريخ دخوله إلى مخيم اللاجئين في 22 كانون الثاني/يناير، 2015. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان بإمكانها الاطلاع على بطاقة P9 الشخصية. أعطى P9 البطاقة إلى حارس قاعة المحكمة الذي أعطاها للقاضي كيربر. لم يكن التاريخ مكتوباً على البطاقة الشخصية.

استجواب من قبل القاضي فيدنر

سأل القاضي فيدنر P9 عن مهنته قبل اعتقاله في المرة الأولى. قال P9 إنه كان لديه مقهى إنترنت وكان موظفاً حكومياً. وعمل بمكتب المتابعة التابع لإدارة المحافظة. وكان مكتبه يعالج أي مرسوم صادر عن المحافظ لضمان وصوله إلى المؤسسة المناسبة. كما شغل منصب رئيس شعبة الكمبيوتر في دائرة مراكز التدريب المهني.

أشار القاضي فيدنر إلى إفادة P9 عندما استجوبه المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين حيث قال P9 إنه مشارك في قطاع الإنشاءات. فأكّد P9 ذلك؛ حيث قام مكتب المتابعة بإدارة مخططات المناطق العشوائية. وبالإضافة إلى ذلك، إذا كان هناك اجتماع، كان P9 هو من يتصل بالأطراف لدعوتهم.

أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P9 بأنه أشرف على الناس، وأن هذا الجزء من عمله اقتضى البقاء على تواصل مع المجتمع المحلي. أكّد P9 ذلك، لكنه أوضح أن القرارات كان يتم اتخاذها في النهاية من قبل مديره الذي كان يعطي التعليمات.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كانت معاملة P9 أثناء اعتقاله الأول لها علاقة بعمله كموظف حكومي. ذكر P9 أن الاستجواب كان هادئاً وعومل معاملة طيبة ولم يتعرض لتعذيب نفسي أو جسدي. وبالفعل، اعتقد أن السبب في ذلك هو أنه كان موظفاً حكومياً الذي كان يتلقى عادةً معاملة خاصة. وكان P9 قد أبلغ المحقق عن عمله أثناء جلسة الاستجواب الأولى.

أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P9 السابقة بأنه ذهب إلى غرفة الاستجواب معصوب العينين، وأن المحقق عرفه لأن P9 عالج طلباً لابنته. قال P9 إن المحقق تذكره من رؤيته في مبنى المحافظة. غير أن P9 لم يتعرّف على المحقق.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المحقق قد جاء إلى حيث كان P9 في الزبداني. قال P9 ليس إلى متجره، ولكن إلى مبنى المحافظة في دمشق حيث يتم إصدار وثائق، مثل التراخيص والتصاريح. وكان رئيس الشرطة في ذلك المبنى أيضاً. لم يكن القاضي فيدنر متأكداً مما إذا كان قد فهم P9 بشكل صحيح. أشار بوكير إلى أن P9 قد قال مسبقاً إنه لا يستطيع أن يتذكّر أنور. حيث قال P9 إنه لم يره من قبل.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان المحقق قد جاء إلى مكتب P9. لم يتذكر P9 ما إذا كان قد رأى المحقق. ومع ذلك، كان وجهه مألوفاً.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P9 يتذكر متى استجوبه المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. فقال P9 في آب/أغسطس 2015. وذكر القاضي فيدنر أن P9 سُئل عن أول استجواب له في الخطيب. وأراد القاضي فيدنر معرفة ما إذا كان P9 يتذكر ما قاله في ذلك الوقت. لم يتذكر P9 إجابته، لكنه أخبرهم بكل ما مرّ به.

قال بوكير إنه لم يفهم. قال القاضي فيدنر إنه تم استجواب P9 مرتين في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. وما أدلى به P9 من شهادة للتو كانت نفس الشهادة التي أدلى بها للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.

أشار القاضي فيدنر إلى شهادة P9 لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين التي قال فيها إنه محظوظ لأن محقّقه عرفه. كما أقرّ P9 بأنه أعطى تصريحاً لابنة المحقق. وذكر أنه اعتُقل بالخطأ وأفرج عنه في اليوم التالي. وقال P9 إنه عندما أزيلت العصابة عن عينيه، تعرّف عليه المحقّق لأنه كان قد راجعه في مكتبه.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P9 قد تذكّر ذلك التصريح. لم يتذكر P9 [ابنة المحقق] أو التصريح لأنه كان لديه العديد من العملاء، لذلك لا يمكنه أن يتذكرهم جميعاً. كما عمل P9 مع عضو المكتب التنفيذي لقطاع البناء فيما يتعلق بتصاريح المباني والمدارس ورياض الأطفال.

كرر القاضي فيدنر أن P9 عومل بشكل جيد خلال اعتقاله الأول. ثم سأل عمّا إذا كان P9 قد رأى معتقلين آخرين تظهر عليهم علامات سوء المعاملة. أوضح P9 أنه في المكان الذي اعتُقِلوا فيه، كانت النوافذ تطلّ على غرف الاستجواب. وكان P9 قد سمع جلسات استجواب وتعذيب. كما شهد تعرض معتقلين آخرين للضرب. ولكنه كان أفضل عام للاعتقال، لأن التعذيب كان أقل. وخلال اعتقاله الثاني، كان هناك قدر أكبر من التعذيب وكان أسوأ.

سأل القاضي فيدنر عن الإصابات التي شاهدها P9 أثناء اعتقاله الأول. قال P9 إن المعتقلين الآخرين لم يتمكّنوا من المشي عندما عادوا إلى الزنزانة. تم استخدام الدولاب لتعذيب الناس. وظهرت على ظهور المعتقلين الجدد علامات تعذيب.

سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P9 رأى جثثاً. قال P9 لا، ولكن كان من بين المعتقلين أطفال. سأل القاضي فيدنر عن عمر الأطفال. قال P9 10-14 سنة. سأل القاضي فيدنر عمّا إذا كان P9 قد شاهد إناثاً. فقال P9 لا.

سأل المدّعي كلينجه عمّا إذا كان P9 صادقاً أثناء مقابلته مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. أوضح P9 أنه أخبر المكتب بكل ما شهده دون أي إضافات.

سأل كلينجه ما إذا كان P9 قد شهد بأن المحقق أراد إصدار تصريح لابنته. قال P9 إن الضابط رآه وتعرّف عليه. ما جعل P9 يعتقد أنه من المحتمل أن يكون قد أصدر التصريح، على الرغم من أنه ما زال غير متأكد، هو أنه كان يعمل في إنشاء المدارس [الأمر الذي كان متعلقاً بتصريح الابنة].

سأل كلينجه عمّا إذا كان P9 يعني أنه غير متأكد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان غير متأكد الآن. اعترض بوكير. قال P9 إن حالته كانت سيئة للغاية عندما أطلِقَ سراحه. وكان يعرف اسمه كرقم ولم يستطع تذكر عائلته. “هم” طلبوا منه “مغادرة البلد […]”. ذهب P9 إلى ألمانيا ولم يتمكن من تذكّر التفاصيل. كان يعلم فقط أنه [في وظيفته الحكومية] أصدر تصريحاً، لكنه لم يكن يعرف ما إذا كان التصريح لابنة المحقق أو لأحد أقاربه.

قال كلينجه إن P9 ذكر ابنة المحقق في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أي، بعد ثلاث سنوات من استجوابه لأول مرة من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. وفي ذلك الوقت، ذكر P9 أن “المحقق عرفه لأنه أصدر طلباً لابنته”. وأشار كلينجه إلى أن أقوال P9 قد تُرجِمَت وأن P9 وقّع على الترجمة العكسية. قال P9 إنه تحدث دائماً بشكل عام، بما في ذلك عن التعذيب. وأقرّ P9 بأنه ربما قال الإفادة فيما يتعلق بتصريح لابنة المحقق أو لأحد أقاربه. كان يعلم أنه عالج طلباً للمحقق. ووقعت العديد من الحوادث وأراد التركيز. لم يعرف P9 ما إذا كانت المترجمة [أثناء الاستجواب] قد ارتكبت أخطاء، لأنه حتى عند الشرطة، لاحظ أن كلمة “متهم” وليس “شاهد” كانت مكتوبة.

قال كلينجه إن هذا لم يكن صحيحاً وتم إخطار P9 [تم إبلاغه بحقوقه] وتم استجوابه كشاهد. قال P9 إنه في نهاية الاستجواب رأت المترجمة الشرطي وأخبرته أنه [أي الشرطي] كتب كلمة “متهم”. كما شعر P9 أنه [استُجوب بصفته] متهماً.

وجد كلينجه أنه من المستغرب أن P9 تمكّن من التعرف على المدعى عليه أنور من الصور على الإنترنت، على الرغم من أنه رأى المدّعى عليه مرة واحدة فقط. قال P9 إنه لم يتعرّف على الرجال الموجودين في الصور، لكن كان لديهم جميعاً شامة على وجوههم. وأشار إلى أن وجه المدّعى عليه أنور كان عريضاً، لكنه كان نحيفاً في ذلك الوقت. هذا هو السبب في أنه لم يكن متأكداً بنسبة 100% عندما شاهد الصور على الإنترنت. لهذا أراد أن يطرح سؤالين على المدّعى عليه.

طلب كلينجه من P9 وصف الصورة التي شاهدها على الإنترنت. فأشار بوكير إلى أن هذا السؤال قد سبق طرْحُه. سمحت القاضي كيربر بالسؤال. قال P9 إنه رأى المدعى عليه أنور في صورة بدا فيها المدّعى عليه نحيفاً وكان يرتدي بدلة. وأكّد P9 أنه لم يكن متأكداً بنسبة 100% إذا كان المدّعى عليه هو المحقق أم أنه كان في مكتب المدّعى عليه أنور.

طلب كلينجه من P9 وصف الصورة. قال P9 إن المدعى عليه أنور لم يكن يرتدي زياً عسكرياً. وإنما كان يرتدي بدلة رسمية. قال P9 إنه كان يزور طبيباً نفسياً لمدة ستة أشهر لاستعادة ذاكرته. لذلك عندما رأى P9 المدّعى عليه أنور في الصورة، افترض أن المدّعى عليه هو الشخص الذي استجوبه.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P9 سيعفي [طبيبه النفسي] من [التزام السرية بين الطبيب والمريض]. قال P9 إنه لا يعرف. قال كلينجه إن الإعفاء قرار طوعي. قال P9 إنه لم يكن يعرف ما إذا كان مسموحاً له بمشاركة [بعض] المعلومات [مع طبيبه النفسي]. لم يكن لدى P9 مشكلة في الإفصاح عن المعلومات، لكنه أشار إلى أنه، باستثناء كوابيسه، لم يناقش تفاصيل اعتقاله [مع طبيبه النفسي]. ولكن إذا كانت هناك أسئلة [للطبيب النفسي]، فلم تكن لدى P9 مشكلة [في الإفصاح عن المعلومات]. سأل كلينجه عن اسم الطبيب النفسي ومكان عمله. قال P9 الاسم والموقع.

أعرب كلينجه عن حيرته لأنه كان هناك إخطار بأن أحد الشهود الذين أدلوا بشهادتهم قد تم الاتصال به عبر الإنترنت من قبل شخص قال إنه يجب عليه سحب أقواله. سأل كلينجه P9 عمّا إذا كان أي شخص قد تواصل معه على غرار ذلك. قال P9 إنه لم يضغط عليه أحد أو يتحدث معه عن الموضوع.

سأل كلينجه عمّا إذا كان أي شخص قد تواصل مع P9 على الفيسبوك. قال P9 لا. وأعرب P9 عن خوفه من تعرضه هو أو عائلته للتهديد، لذلك كان يتعامل مع [شهادته والمحاكمة] بسرية تامة.

سأل كلينجه P9 عمّا إذا كان أي شخص يعرف أنه في المحكمة. قال P9 لا. وكرر خوفه على أسرته، وأشار إلى أنه جاء إلى المحكمة بمفرده.

أوضح كلينجه أن ألمانيا تكرس نفسها للعدالة الجنائية التمثيلية وكشف الجرائم. وهذا يستلزم تعاون الضحايا. إذا لم يقولوا الحقيقة، يصبح [الحصول على العدالة] صعباً، إن لم يكن مستحيلاً.

تدخّل بوكير وقال إن هذا سيكون مسيئاً. اعترض كلينجه. طلبت القاضي كيربر بأن يكون بوكير قادراً على التعبير عن نفسه.[21]

بعد استراحة لمدة خمسة عشر دقيقة أثناء المرافعات، سأل لينكه P9 عمّا إذا كان قد تعرّف على المتهم أنور بسبب الشامة. فقال P9 لا. واعترض شارمر، محامي المدعين، على أساس أن التعرّف على الشامة لم يتم تأكيده، وبالتالي فإن السؤال غير مقبول. واعترض بوكير لنفس السبب الذي اعترض عليه شارمر، محامي المدعين.

سألت القاضي كيربر لينكه كيف يريد المضي قدماً. طلب لينكه الاحتفاظ بسؤاله. وافقت القاضي كيربر. دعا لينكه المحكمة لاتخاذ قرار. وبعد استراحة لمدة عشر دقائق، أيدت المحكمة قرار القاضي كيربر.

سأل بوكير P9 عمّا إذا كان تحدث مع معتقلين آخرين تم استجوابهم وما إذا كان بينهم عمال بناء آخرون. قال P9 إنه عندما كان الناس يعودون إلى الزنزانة بعد الاستجواب، كانوا يسألون على الفور عمّا تمت مناقشته أثناء الاستجواب. لم يكن هناك عمال بناء آخرون.

أراد القاضي فيدنر إعادة صياغة سؤال لينكه. سأل القاضي فيدنر P9 عمّا إذا كان قد شعر بأن المدّعى عليه أنور كان المحقق الذي استجوبه بسبب الشامة على وجه أنور. قال P9 إن شامة أنور لم تكن سبب تأكّده.

لم يفهم بوكير. سأل P9 عمّا إذا كان متأكداً أم لا. قال P9 إنه لم ينتبه إلى الشامة وأنه رأى المحقق مرة واحدة فقط.

أشار شارمر، محامي المدعين، إلى شهادة P9 لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في عام 2015 بأنه كان معصوب العينين، ومقيد اليدين، وتم استجوابه، وتم إخباره بأنه سيُطلَق سراحه في اليوم التالي، ثم أطلِقَ سراحه في اليوم التالي. سأل شارمر P9 كيف أطلِقَ سراحه في اليوم التالي إذا كان يوم عطلة. أوضح P9 أنه لم يقل إنه أطلق سراحه على الفور. وعندما تحدث P9 عن المعاملة الهادئة في جلسة استجوابه الأولى، لم تترجم المترجمة هذا الجزء. وأيضاً عندما سأل محقق المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين هذا السؤال مرة أخرى، قال محقق المكتب للمترجمة إنها لم تخبرهم بذلك.

سأل شارمر P9 كيف عرف أن [محققة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أخبرت المترجمة أنها لم تخبرهم] [إذا كان P9 لا يتحدث الألمانية]. قال P9 إنه يعرف لأن محقق المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قال ذلك، ثم كرر السؤال. كانت المترجمة تقاطع P9، وشعر أنه كان يُعامَل كمتهم.

سأل شارمر كيف عرف P9 أن ذلك لم يتم ترجمته. سأل شارمر ما إذا كان P9 قد فهم [المحقق والمترجمة في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين]. قال P9 إنه يريد تأجيل شهادته وأنه يريد حضور محام. سألت القاضي كيربر P9 لماذا. قال P9 إنه لم يكن قادراً على الإجابة على الأسئلة، وسافر 12 ساعة دون نوم. وكان يخشى الإدلاء بأقواله، وسيشعر براحة أكثر إذا كان محاميه حاضراً.

أخبرت القاضي كيربر P9 أنه لم يُطلَب منه سوى قول الحقيقة. قال P9 إنه كان يقول الحقيقة، لكن الأسئلة كانت تزداد صعوبة ولم يستطع فهمها جيداً.

أضاف شارمر أنه لم يتبقّ لديه الكثير من الأسئلة، لكن لم تكن لديه مشكلة إذا أراد الشاهد محام؛ ربما كانت هناك اختلافات في أقوال P9 وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها شارمر أن P9 سافر لمدة 12 ساعة دون نوم.

بعد استراحة لمدة خمس دقائق، سألت القاضي كيربر P9 إذا كان قد شرب الماء. ثم ذكرت أن طلبه توكيل محام رُفض لأنه لم يكن واضحاً أن P9 لم يكن قادراً على التمتع بحقوقه بدون محام. أخبرت القاضي كيربر P9 أن يقول الحقيقة. ثم سمحت لشارمر بمتابعة أسئلته.

لم يكن لدى شارمر أسئلة أخرى.

تم صرف الشاهد.

طلب شارمر وكروكر الإدلاء بإفادة في الجلسة التالية.

اقترح بوكير أنه يجب الحصول على مجموعة الصور الأصلية في عام 2017. وفي التماس إلى الشرطة الجنائية الفيدرالية، طلب دويسنج مجموعة الصور الخاصة بأنور. وأن الصور لن تجعله يفهم رد فعل الادّعاء العام. اقترح بوكير استخدام الملفات الأصلية إلكترونياً وإحضار الشخص المسؤول كشاهد. ردّت القاضي كيربر بأن الصور كانت نماذج وهمية، لذلك سيحتاج بوكير إلى الشخص الذي صمّمها. قال بوكير إن الصور ستفي بالغرض.

رُفِعت الجلسة الساعة 12:20 بعد الظهر.

[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و “المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون”. يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضراً لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] لم يتذكر P7 ما إذا كانت المادة التي صُبّت على المعتقلين هي الديزل أو البنزين. وفي وقت لاحق من المرافعات، أشارت أوميشين، محامية أحد المدّعين، إلى البنزين.

[3] ذكر P7 أن عدد الأفراد (29) كان بناءً على ما سمع الشبيحة يتحدثون عنه.

[4] يُعرف الخطيب أيضاً باسم فرع أمن الدولة 251.

[5] تذكّر P7 تحديداً الدرج حيث تم تفتيش المعتقلين، وكذلك بابا على اليسار. ومرّ عبر ممر، ثم استدار يميناً. لاحظ مراقب المحاكمة أن P7 استخدم يديه لوصف المشهد.

[6] استخدم P7 الكلمة العربية “حبوب” لوصف حالة الجلد التي رآها على السجناء الآخرين. وتم تعريف ذلك من قبل مترجم المحكمة على أنه “طفح جلدي”، ولكن تم التعرّف عليه لاحقاً على أنه “جدري الماء” (انظر الملاحظة 11).

[7] شهد P7 أنه فقد 12 كجم (حوالي 26 رطلاً) أثناء اعتقاله.

[8] غالباً ما كان يراود المعتقلين الشك في أنه سيتم تعقب من يستقبل مكالماتهم.

[9] عند الإجابة على هذا السؤال، أشار P7 في البداية إلى “الدفاع المدني”. وفي الجملة التالية، قال P7 “الدفاع الوطني”. وفسّر مراقب المحكمة استخدام “الدفاع المدني” في الجملة الأولى على أنه خطأ من جانب P7، وأنه كان يقصد أن يقول “الدفاع الوطني”.

[10] لاحظ مراقب المحكمة اللبس المحيط بهذا السؤال. حيث قال P7 إنه رأى المنطقة في الوقت الذي كان يتم فيه نقل المعتقلين إلى الفرع الثاني، وأنه استطاع أن يعرف من المباني أنها منطقة سكنية في الخطيب. ولكن القاضي كيربر قصدت أن تسأل P7 عن معرفته بالمنطقة التي أطلق سراحه فيها في النهاية، إشارة إلى كفرسوسة.

[11] في وقت لاحق من المرافعات، أوضح المترجم أن P7 ذكر “جدري الماء” لكنه لم يترجم الكلمة في الأصل بشكل صحيح.

[12] كانت كلمات P7 هي “بعد ما طالعونا من المكان”، لكن العبارة تُفهم بشكل صحيح على أنها “بعد إطلاق سراحنا”.

[13] استخدم P7 كلمة “سجّان”. على الرغم من أنها تُترجم عموماً إلى “guard” باللغة الإنجليزية، واستخدم مترجم المحكمة كلمة “آمر السجن”.

[14] “كل شخص له دولته” هو تعبير عامّي يعني أن كل شخص يتخذ قراراته الخاصة وليس ملزماً بقواعد.

[15] من المحتمل أن يكون P8 قد أشار إلى أسلوب التعذيب الذي يسمّى “بساط الريح”.

[16] فرع القابون هو سجن للشرطة العسكرية.

[17] وصف P8 المكان بأنه عندما يدخل المرء الزنزانة يصبح باب الزنزانة خلفه. انظر الرسم التوضيحي أدناه.

[18] لم يتضح لمراقب المحاكمة ما إذا كان P8 يقصد أن هناك فرعاً للمخابرات الجوية في كلا الحيين أم في العباسيين فقط.

[19] لم يتمكن مراقب المحاكمة من رؤية المكان الذي أشار إليه P8.

[20] لم يتضح لمراقب المحاكمة أين كتبت كلمة “عقيد”.

[21] لاحظ مراقب المحاكمة التوتر بين الطرفين. هدّأت المحامية أوميشين الوضع باقتراح تقديم مشورة للشاهد. شكرتها القاضي كيربر على الاقتراح لكنها رفضته.