تقرير جديد: اثنا عشر عامًا من النّزاع - "حالة العدالة في سوريا 2023"
بعد مرور اثني عشر عامًا على النزاع السوري، ما زال المدنيون يعانون من الظروف الإنسانية المُريعة في حين أن مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا يواجهون المساءلة إلا نادرًا. وعلى الرغم من أن القتال قد تراجع إلى حد كبير إلى حالة من الجمود، إلا أن الاقتصاد السوري في حالة من الانهيار، ووصل نقص الغذاء إلى مستويات تاريخية، وقد دمّرت حالات تفشي الكوليرا وكوفيد-19 نظام الرعاية الصحية المصاب بالعجز أصلا جرّاء سنوات من الهجمات المستهدفة. وتتفاقم جميع هذه العوامل الآن بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط/فبراير 2023 وأودى بحياة الآلاف من السوريين وترك العديد من الأشخاص بلا مأوى، وكان العديد منهم من النازحين أصلا بسبب النزاع.
هذا هو السياق الخاص بالتقرير السنوي الذي يصدر عن المركز السوري للعدالة والمساءلة تحت عنوان "حالة العدالة في سوريا 2023" والذي يعرض أخطر الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب السوري خلال العام الماضي، بينما يسلط الضوء أيضًا على توسيع جهود العدالة التي يقودها سوريون يسعون إلى تحقيق المساءلة. لا يزال السوريون يواجهون غارات جوية عشوائية، ومصادرة وتدميرًا للممتلكات، واحتجازًا لأجل غير مسمى في السجون ومنها مخيم الهول ومخيمات مماثلة. ولا تزال الحكومة السورية وتركيا وحلفاؤها وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأطرافُ النزاع الأخرى يتمتعون بالإفلات من العقاب على دورهم في هذه الجرائم.
غير أن هناك جهودا متزايدة للسعي إلى تحقيق المساءلة. حيث تكشف محاكمة علاء م. في ألمانيا كيف استخدمت الحكومة السورية العاملين في المجال الطبي لتعذيب معتقلين، ولقتلهم في بعض الأحيان. ويناقش المجتمع الدولي إنشاء آلية تركز على التحقيق بشأن الأشخاص المفقودين، بينما يبحث فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة في شمال شرق سوريا عن أولئك الذين اختفوا على يد تنظيم داعش. وبالإضافة إلى ذلك، يتبنى نشطاء حقوق الإنسان بشكل متزايد تقنيات جديدة، مثل خاصية التعرف على الأجسام/ الأشياء بشكل آلي وتلقائي، لتحديد وتحليل توثيقات النزاع بسرعة.
يُعَدّ تقرير "حالة العدالة في سوريا 2023" عملية تعاونية يقوم بها فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة، من المنسّقين الميدانيين الذين يوثقون الجرائم الجارية مباشرةً، إلى الموظفين القانونيين الذين يراقبون المحاكمات ويعدّون ملفات القضايا. ورغم أن هذا التقرير يركّز على التطورات في عام 2022، فقد أشار المركز السوري للعدالة والمساءلة إلى بعض المناطق التي زاد فيها الزلزال من حالة انعدام الأمن. وحتى تاريخ نشر هذا التقرير، لم يتم بعد إحصاء الآثار الكاملة التي خلّفها الزلزال. وفي الفترة القادمة، سيكرّس فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة جهوده لفهم كيف ستؤدي الآثارُ التي خلّفها الزلزال والتوزيعُ غير العادل للمساعدات في أعقابه إلى تغيير الظروف الإنسانية على أرض الواقع، فضلًا عن فرص تحقيق العدالة.
لعرض أو تحميل تقرير "حالة العدالة في سوريا 2023"، يرجى النقر هنا:
_______________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.