1 min read
سوريا، كفاحٌ أقبَل وأسدٌ أدبَر

سوريا، كفاحٌ أقبَل وأسدٌ أدبَر

ثلاثة عشر عاما مضت منذ أن بدأ المركز السوري للعدالة والمساءلة إعداد العدّة لأول فجر يشرق بُعَيد سقوط حكومة الأسد وانجلاء ظلمتها، مع إيمان راسخ لا يتزحزح بأن السوريين سينالون يوما ما فرصةً يحقّقون فيها عدالةً ومساءلةً حقيقيةً عن الجرائم التي ذاقوا وَيلاتِها ويشيّدون بها دولةً تحترم حقوق السوريين بأَسْرِهم.

طيلة العقد الماضي، جمع فريقنا في سوريا وفي الشتات أكثر من مليوني توثيقٍ يتعلق بالنزاع، وأجرى تحقيقاتٍ مستفيضةً في الجرائم الدَّولية، ومهّد الطريق وقعّد القواعد لإجراء تحقيقات شاملة بشأن المفقودين. وآن أوانُ عملنا الآن، في انطلاقة الأسبوع الأول من سوريا بعد نبذها الأسد.

وفي الأسابيع المقبلة، سيصبّ فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة تركيزه على حفظ الوثائق المعرضة للخطر بعد جمعها من المناطق التي كانت تحت سطوة الحكومة واستعصى بلوغُها، مع ضمان أن تُتاح للسوريين مصادرُ معلومات واضحة ومحايدة عن التحديات القضائية التي ستباشر الظهور في قابل الأيام. وحالما يستقر الوضع على الأرض، يتطلع فريقنا إلى العمل مع السوريين من كافة أرجاء البلاد للبدء في تصميم عملية عدالة انتقالية فعلية.

ورغم أنّ المركز السوري للعدالة والمساءلة ما فتئ يدعم العدالة التي يقودها السوريون، إلا أنّ حُلما بسوريا يعمّها الاستقرار والسلام لا سبيل إلى تحقيقه إلا بدعم من المجتمع الدولي. وعلى مدى العقد الماضي الذي تماطل فيه النزاع، تراجعت كثيرٌ من الدول عن دعمها لحقوق الإنسان والجهود الإنسانية في سوريا، وانسلخت من عملية السلام في نفس الوقت. والآن، حين بات حلمٌ بسوريا يعمّها الاستقرار والسلام قاب قوسَين أو أدنى، نطلب من المجتمع الدولي أن يشارك مجددا في سوريا، عن طريق تمويل مكين لعمليات العدالة وإعادة الإعمار، إلى جانب المشاركة السياسية.

ومع تطور التركيبة السياسية لسوريا بعد نبذها الأسد، ينبغي على المجتمع الدولي أن يعيد النظر في العقوبات المفروضة على هيئة تحرير الشام وأن يعيد تقييم تصنيفها كمنظمة إرهابية. وفي وقت يسوده الغموض، نطلب من الدول المضيفة أن تستمر في توفير لجوء آمن للسوريين في أنحاء المعمورة. فخيرُ مَن يقدّر متى تكون العودةُ آمنةً هم السوريون أنفسُهم.

قد يكون على المستقبل غشاوة، ولكن فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة متحمسٌ للعمل من أجل العدالة والمساءلة، مُسْتَقْبِلًا سوريا، مُسْتَدْبِرةً الأسد.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.