مدربتا الطب الشرعي تزوران الرقة، وتقيّمان إمكانية التعرّف على هويات أشخاص مفقودين

في الشهر الماضي، سافرت خبيرتان في الطب الشرعي من مؤسسة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الغواتيمالية (FAFG) إلى الرقة والقامشلي للقاء فريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري (SMFT) بالإضافة إلى فريق توثيق الأشخاص المفقودين التابع للمركز السوري للعدالة والمساءلة. كانت هذه هي المرة الأولى منذ خمس سنوات منذ الهزيمة الإقليمية لتنظيم داعش التي يدخل فيها خبراء دوليون في الطب الشرعي إلى شمال شرق سوريا لتقييم الوضع وإمكانية التعرّف على هوية الرفات البشرية. إذ لم يتم العثور حتى الآن على آلاف المدنيين الذين اختفوا خلال حكم داعش، ولكن منذ عام 2018، تم استخراج أكثر من 6,000 جثة مجهولة الهوية من قبور في الرقة وما حولها. وتحمل المئات من تلك الجثث آثار إعدامات ميدانية، ويُعتقد أنهم ضحايا قُتِلوا على يد تنظيم داعش. وقد تم تعليق عمليات فتح العشرات من القبور الإضافية منذ أن أوقف المركز السوري للعدالة والمساءلة عمليات استخراج الجثث في عام 2020 إلى حين وضع استراتيجية شاملة لاستخراج الجثث.

خلال هذه الرحلة، زارت المدربتان من مؤسسة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الغواتيمالية مكتب فريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري، والعديد من المقابر، ومنها تلك الموجودة في الفروسية ومقلى، وسجن داعش سيئ السمعة المعروف باسم "الملعب الأسود"(سجن النطقة 11)، وتَظهر جميعها على الخريطة التي أنشأها المركز السوري للعدالة والمساءلة لسجون ومقابر داعش المعروفة.

كما التقت مؤسسة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الغواتيمالية بعائلات تبحث عن أبنائها الذين اختطفهم تنظيم داعش. وعلى الرغم من صعوبة السياق، كانت المؤسسة متفائلة بشأن إمكانية التعرف على هوية الجثث في المستقبل. غير أنّ التمكن من التعرف على هوية الجثث يتطلب عملًا مكثفًا وبناء للقدرات المحلية، وهذا ما قد يستغرق سنوات.

كانت هذه الرحلة أيضًا بمنزلة فرصة للتدريب العملي، مما سمح لفريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري بممارسة المهارات التي تم تطويرها من خلال الجلسات عن بعد التي عقدتها مؤسسة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الغواتيمالية. وتلقّى فريق التعرّف على هوية الأشخاص المفقودين التابع لفريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري تدريبًا في علم العظام في مختبر الطب الشرعي المجهز حديثًا؛ حيث سيساعد تحليل الرفات البشرية في تحديد سبب الوفاة. كما درّبت مؤسسة أنثروبولوجيا الطب الشرعي الغواتيمالية أعضاء الفريق على استخدام المعدات الجديدة التي حصلوا عليها خلال هذه الرحلة، والتي ستساعد الفريق في التحديد الدقيق لجنس بقايا الهياكل العظمية. وبالإضافة إلى ذلك، تلقى فريق التوثيق التابع للمركز السوري للعدالة والمساءلة تدريبًا أوليًا حول كيفية جمع عينات الحمض النووي المرجعية من عائلات الأشخاص المفقودين.

في الوقت الحالي، يواصل المركز السوري للعدالة والمساءلة وفريق شؤون المفقودين والطب الشرعي السوري التركيز على توثيق حالات الأشخاص المفقودين وإجراء تحقيقات سياقية للمقابر والسجون. ويمهد هذا العمل الطريق لتحليل الحمض النووي في المستقبل للتعرف على هوية الضحايا الذين قضوا على يد داعش ووضع خاتمة لأحزان عائلات المفقودين.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.