2 min read
داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #6: شَهادَةُ P29 عَمّا مَرَّتْ بِه

داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #6: شَهادَةُ P29 عَمّا مَرَّتْ بِه

محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع.

المحكمة الإقليمية العليا - ميونيخ ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السادس

تاريخ الجلسة: 8 و9 و10 تموز / يوليو 2025

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة السادس الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر من محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. في ميونيخ، ألمانيا. في اليوم الأول من جلسة المحاكمة، استمعت المحكمة إلى شهادة F29، التي كانت تعيش مع المتَّهمَين والمدعيتَين وشاهدتَين، وهما  F34، وF33، لفترة من الزمن في بلدة [حُجب المكان]. شهدت F29 بأن P1 أخبرتها هي وF33 وF34 بالتفصيل خلال فترة إقامتهن في بلدة [حُجب المكان] أنها تعرّضت للاغتصاب على يد توانا. وبعد أن أدلت F29 بشهادتها حول الواقعة، أُصيبت بنوبة هلع.

وفي اليوم الثاني من الأسبوع، أجابت F29 عن أسئلة مكتب المدعي العام الاتحادي، إضافة إلى أسئلة طرحها خبيران وفريق الدفاع. واتّهم محامي دفاع آسيا، أميري الشاهدةَ F29 بإخفاء محادثة جَرَت بينها وبين رجل من الحضور. وسأل F29 عمّا إذا كانت قد اطّلعت على مضمون لائحة الاتّهام.

وفي اليوم الثالث من الأسبوع، سُئلت المترجمة الشفوية للّهجة الكرمانجية C3، عن خطأ في الترجمة الشفوية في مقابلة الشرطة مع F29. وأجابت F29 بعد ذلك على ما تبقّى من أسئلة محامي الدفاع أميري.

اليوم العاشر – 8 تموز/يوليو، 2025

استهلّ رئيس المحكمة الجلسة بملاحظةٍ موجَّهة إلى [حُجب الاسم] C3، مترجمة المحكمة الشفوية للّهجة الكرمانجية. ونظرًا للمشاكل التي حدثت مع الشاهد السابق [حُجب الاسم] W7، طُلِب من C3 ترجمة الكلمات العربية شفويا أيضًا وشرح معانيها، خصوصًا تلك المتعلّقة بالاعتداء الجنسي [للاطّلاع على تفاصيل الشهادة، انظر تقرير المحاكمة #5]. وأشارت المترجمة الشفوية إلى أنها كانت قد تحدّثت مسبقًا مع الشاهدة [حُجب الاسم] F29. ومثّلَ F29 كلًا من المحامية [حُجب الاسم] F40، ومترجمتها الشفوية الخاصة [حُجب الاسم] رغم أنّ C3 هي من تولّت الترجمة الشفوية لشهادة F29.

أبلغ رئيس المحكمة F29 بعد ذلك بحقوقها وواجباتها، وطلب منها ذكر بياناتها الشخصية. فأخبرت F29 المحكمة بأنها وُلدت في عام [حُجب الزمان] وأنها تبلغ من العمر [حُجبت المعلومة] عامًا، وأنها لا تعمل حاليًا ولا تربطها أيّ صلة قرابة بأيٍّ من المتّهمَين.

طلب رئيس المحكمة من F29 بعد ذلك أن تروي للمحكمة كيف وصلت إلى بلدة [حُجب المكان]. فبدأت F29 بسرد رحلة انتقالها إلى [حُجب المكان]، موضحةً أنها نُقلت من الرقة إلى الميادين، ولكن عندما وصلت المعارك إلى الميادين، نُقِلت هي وشقيقتها [حُجب الاسم] F33، إلى منزل [حُجب الاسم] F34. وكان المتّهمان يقيمان أيضًا في ذلك المنزل. وقد عرّفت F29 المتّهمَين بأنهما أبو عبد الله وأم عبد الله أو آسيا. غير أنها رفضت بعد تلك اللحظة أن تُسمي المتّهميَن بأي اسم معيّن، واختارت بدلًا من ذلك أن تشير إليهما بعبارتي "هذين العضوين في تنظيم داعش" أو "زوجة ذلك الرجل الداعشي". شهدت F29 بأن فتاتَين إيزيديتَين كانتا تقيمان مع المتّهمَين، وقالت إنهما كانتا "سبيّتين" يمتلكانهما. وأوضحت المترجمة الشفوية C3 أن كلمة "سبايا" هي كلمة عربية يمكن ترجمتها إلى "غنائم حرب من النساء" أو إماء. وأشارت F29 إلى أنها أقامت مع شقيقتها F33 في ذلك المنزل لفترة من الزمن، لكنها لم تستطع أن تتذكر على وجه التحديد مدّة بقائهما هناك.

وفقًا لـF29، كان في المنزل خمس سبايا. وهن F33 وF34 وF29، بالإضافة إلى السبيّتَين اللتين يمتلكهما المتّهمان، والمدعوتان [حُجب الاسم] P1، و[حُجب الاسم] P2. وأوضحت أن المتّهمَين قد أطلقا على P1 اسم [حُجب الاسم]. وأشارت F29 إلى مدى فظاعة الوضع برمّته، إذ إن السبيّتَين التابعتين للمتّهمَين كانتا لا تزالان صغيرتين جدًا في السنّ، ومع ذلك فقد عانتا بالفعل معاناة شديدة. وأوضحت F29 أن آسيا مارست العنف على P1 وأجبرتها على رعاية طفلها الصغير.

وعندما طُلب من F29 وصف المنزل الذي التقت فيه بالمتّهمَين، أجابت بأنه كان يضمّ [حُجبت المعلومة] واحدة [حُجبت المعلومة] و[حُجبت المعلومة]، وعلى اليمين كان هناك مطبخ و[حُجبت المعلومة]. وخلال النهار، كان الرجال يجلسون في الغرفة [حُجبت المعلومة] بينما تبقى النساء في [حُجبت المعلومة]. أما في الليل، فكانت النساء ينمن في [حُجبت المعلومة]. وكانت آسيا تبقى في المطبخ مع السبايا. وأضافت أنه كان هناك [حُجبت المعلومة] أمام المنزل.

كان ثلاثة رجال، جميعهم أعضاء في تنظيم داعش، يعيشون في المنزل معهنّ. وهم توانا، ورجل يُدعى [حُجب الاسم] أو [حُجب الاسم] F42، ورجل يُدعى [حُجب الاسم] F43. وكانتا F29 وF33 سبيّتا F42. بينما كانت F34 سبيّة F43. وقد أُجبرت جميع السبايا على أداء الصلاة وفقًا لتعاليم تنظيم داعش. وكانت آسيا غالبًا تُخبر السبايا بمواقيت الصلاة التي يجب عليهنّ الالتزام بها. وإذا لم يُصلّين، كان يُنظر إليهنّ على أنهنّ كافرات ويُقتلن.

كان جميع أعضاء تنظيم داعش يحملون أسلحتهم معهم دائمًا بسبب اشتداد المعارك. وقد عرّفت آسيا نفسها أمام السبايا بأنها عضوة في تنظيم داعش. ومع اقتراب المعارك من المنطقة، أصبح الطعام قليلًا جدا، وبدأت السبايا يحصلن على كميات أقل من الطعام تدريجيا.

في هذه المرحلة، أوضحت F29 أنها لا تتذكر الكثير من التفاصيل لأنها كانت تعاني اضطرابًا نفسيًّا حادا منذ شباط/فبراير 2025. إذ عُثر على رفات شقيقها وسُلِّمت إلى العائلة في شباط/فبراير، وظلّت العائلة بأكملها في حالة حداد منذ ذلك الحين. قرّر رئيس المحكمة أخذ استراحة لمدّة 15 دقيقة.

***

[استراحة لمدّة 28 دقيقة]

***

وصفت F29 بعد الاستراحة كيف أُجبرت P1 على أداء الأعمال المنزلية وحمل طفل المتّهمة رغم صِغَر سنّها الشديد. ولم يكن يُسمح لـP1 بالاغتسال، وكانت أحيانًا تبكي. وأخبرت كلٌّ من P1 وP2 السبايا الأخريات بأن المتّهمة كانت تجوّعهما. وأخبرت P1 الشاهدةَ F29 بأن توانا قد اغتصبها. عندها قال القاضي لـF29 إنهم سيتناولون موضوع الاغتصاب بعد قليل، وسألها مجددًا عن الأعمال المنزلية. فأوضحت F29 أن السبايا الأكبر سنّا، أي F33 وF43 وF29، قلن لآسيا إن P1 وP2 كانتا صغيرتين جدا لأداء الأعمال المنزلية، وعرضن أن يتولين ذلك بدلًا عنهما. غير أن آسيا أجابتهن بأن P1 وP2 هما سبيّتاها، وبالتالي فإن أداء الأعمال المنزلية يقع على عاتقهما. وقدّرت F29 أن عمر P1 لم يكن يتجاوز العشر سنوات. بينما كانت P2 أكبر منها بعام أو عامين فقط. وأضافت أن المتّهمَين منحا P1 وP2 اسمين آخرَين غير اسميهما الأصليَّين، لأن اسميهما كانا يحملان خلفية إيزيدية. ولم تستطع F29 أن تتذكر المكان الذي شُرِيت منه الفتاتين أو ما إذا كانتا قد تحدثتا عن ذلك.

وعندما طُلب من F29 تحديد نوع العنف الذي تعرّضتا له P1 وP2، قالت إن جميع الفتيات والنساء الإيزيديات تعرّضن للاختطاف والبيع والشراء والاغتصاب والتجويع والعنف. وقالت إن P1 وP2 قد عاشتا الظروف ذاتها. وأوضحت أن P1 تحديدًا انتُزعت من عائلتها وبِيعَت. وأضافت أنه كان لدى P1 أثر حرق على ذراعها، وأنها أخبرت F29 أن آسيا قد [حُجبت المعلومة] عليها لإجبارها على [حُجبت المعلومة]. وكان حجم P1 صغير جدا بحيث أنها لم تكن تستطيع الوصول إلى [حُجبت المعلومة]، لذلك وضع أحدهم [حُجبت المعلومة] حتى تتمكن من غسل الأطباق. ولم تكن P1 تأكل إلا عندما تأذن لها آسيا بذلك. وقد تعرّضت P1 للضرب أيضًا.

أفادت F29 أن P1 قد تعرّضت أيضًا للاغتصاب على يد توانا. إذ روت P1 للنساء وهي تبكي بحرقة أنها لم تكن تعرف تمامًا ما الذي فعله بها ذلك الرجل، لكنها قالت إنه اعتلى جسدها. وكانت P2 وF33 وF34 وF29 جالسات في [حُجبت المعلومة] للمنزل الذي كنّ مُحتجزات فيه. وحاولت النساء تهدئة P1 [حُجبت المعلومة]. أراد القضاة بعد ذلك معرفة تفاصيل أكثر عمّا تعنيه عبارة أن توانا اعتلى جسد P1. فقالت F29 إن P1 كانت على ما يبدو تشعر بالخجل وكانت تبكي بشدة لدرجة أنها [حُجبت المعلومة]. وقد استخدمت P1 عبارة "صعد على جسدي". طرح القضاة المزيد من الأسئلة حول هذا الموضوع، غير أن F29 لم تُضف مزيدًا من التفاصيل. عندها أخذ رئيس المحكمة الوقت الكافي لشرح أن الأسئلة لم تُطرح بدافع السخرية أو التشكيك بأقوال F29، بل لأنه كان عليهم الاستيضاح بشأن تفاصيل ما حدث بالضبط لـP1، إذ إن الكثير من الأمور القانونية تعتمد على هذا التوضيح. واختتم كلامه بسؤال F29 عمّا تعنيه عبارة "اعتلى جسد شخص ما" من وجهة نظرها. وبعد تبادل للأسئلة والأجوبة، أوضحت F29 أن توانا قد قام بإيلاج عضوه الذكري في جسد P1. وأضافت أن P1 كانت صغيرة جدًا بحيث لم تدرك ما حدث لها، لكنها كانت تعلم أن شيئًا ما قد وقع، وقد شعرت بالألم بعد ذلك. سأل رئيس المحكمة بعد ذلك عمّا إذا كان توانا قد قذف. فقاطعته المترجمة الشفوية للّهجة الكرمانجية، C3، موضحة أنه لا توجد كلمة تعادل كلمة القذف في اللغة التي تتحدث بها F29. وفي تلك اللحظة، تثاءب توانا. وأفادت F29 بأن P2 كانت قد أخبرت السبايا الأخريات بأنها تعرّضت للاغتصاب أيضًا، لكنها لم تذكر تفاصيل إضافية، من بينها هوية من اغتصبها.

سأل القضاة F29 عمّن اغتصبها هي وF34 وF33. فأجابت F29 بأن F42 اغتصب شقيقتها، F33، وأن F43 اغتصب F34. أما F29 نفسها فقد اغتصبها رجل ألماني يُدعى [حُجب الاسم] F44. أما الرجل الثاني الذي اشتراها واغتصبها فقد كان أيضًا ألمانيا ويدعى [حُجب الاسم] F45. أما الرجل الثالث الذي اشتراها واغتصبها فقد كان رجلًا سعوديا يُدعى [حُجب الاسم] F46. أما الرجل الرابع الذي اشتراها واغتصبها فقد كان يُدعى [حُجب الاسم] F47. وقد باع F47 الشاهدةَ F29 إلى F42. وهنا رَفعَت المحكمة الجلسة لتناول الغداء. وفي اللحظة التي رُفعت فيها الجلسة، أُصيبت F29 بنوبة هلع شديدة أثّرت بوضوح في المحكمة.

***

[استراحة لمدّة 113 دقيقة]

***

بعد الاستراحة، أعادت المحكمة ترتيب المقاعد حتى لا تضطر F29 إلى النظر نحو المتّهمَين أثناء الإدلاء بشهادتها، وشكرتها على مواصلتها الإدلاء بشهادتها.

سألت المحكمة F29 عن عائلة P1. فأجابت F29 بأنها كانت تعرف اثنتَين من شقيقات P1، وهما [حُجب الاسم] F35، و[حُجب الاسم] F48. وأضافت أن لـP1 شقيقات أخريات لكنها لا تعرفهنّ. وعندما سُئلت F29 عمّا إذا كانت قد تواصلت مع السبايا الأخريات بعد أن تحرّرت، أجابت بأنها تتحدث بانتظام مع شقيقتها F33، ومع [حُجب الاسم] F34، بشكل شبه منتظم. وأوضحت F29 أنها لا تعرف ما الذي حدث لـP2 بعد مغادرتها المنزل.

كانت P1 مجبرة على العناية بطفل آسيا وأن تكون تحت تصرّف توانا في جميع الأوقات. وتذكرت F29 أن توانا كان أحيانًا ينادي P1 لتدخل الغرفة. وقالت F29 إن آسيا كانت تُبدي سرورًا لأن الفتيات الإيزيديات كنّ يُغتصبن لأنها امرأة قاسية. قرأت المحكمة بعد ذلك مقتطفًا من إفادة F29 أمام الشرطة، إذ قالت F29 في إفادتها إن آسيا كانت تغار من الوقت الذي تقضيه P1 مع توانا.

وعندما سُئلت F29 عن الطعام الذي كانت تحصل عليه السبايا، أجابت بأن أعضاء تنظيم داعش كانوا يأكلون أولًا، وإذا تبقّى شيء بعد أن يفرغوا من تناول الطعام، كان يسمح للسبايا بتناوله. وبعد طرح بضعة أسئلة حول اسم P2، صُرِفت F29 لهذا اليوم.

وبعد مغادرة F29 قاعة المحكمة، طرح محامي دفاع آسيا، أميري، بعض الأسئلة على المحكمة. وأوضح أن إحدى إفادات الشهود التي قُدّمت للشرطة كانت قد صُوّرت بالفيديو. وأوضح أن شريط الفيديو قد تُرجم، إلا أن الشهود يتحدثون بلهجة معينة من اللّغة الكردية، مما يثير تساؤلات حول دقّة الترجمة. ولهذا، كانت المحكمة تفكّر في عرض الشريط على مترجمة المحكمة الشفوية للّهجة الكرمانجية، C3، للتحقّق من صحّة الترجمة. وطلب المحامي أميري السماح له بمشاهدة الفيديو إذا عرضته المحكمة على C3. رفضت المحكمة أن تتّخذ قرارًا في هذا الشأن في الوقت الحالي، وأشارت إلى أنها ستنظر في الأمر لاحقًا.

 

رُفِعت الجلسة في الساعة 3:10 بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 9 تموز/يوليو، 2025، في التاسعة والنصف صباحًا.

اليوم الحادي عشر – 9 تموز/يوليو، 2025

في هذا اليوم من المحاكمة، استُمع مجددًا إلى الشاهدة F29. أرادت المحكمة معرفة مزيد من التفاصيل حول إفادة F29 أمام فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) (UNITAD). فأوضحت F29 أنها أدلت بإفادتين لفريق (يونيتاد). الأولى في العراق، والثانية بعد بضعة أشهر، حين تلقّت اتصالًا من [حُجب الاسم] W7، من فريق (يونيتاد). وأشارت إلى أنه رغم أن الشرطة قد استجوبت شقيقتها F33 في [حُجب المكان]، فإنهما لم تتحدثا عن الأحداث التي وقعت في بلدة [حُجب المكان].

عرضت المحكمة على F29 رسمًا تخطيطيا للمنزل الذي يقع في بلدة [حُجب المكان] كانت F29 قد رسمته للشرطة. تضمّن الرسم التخطيطي [حُجبت المعلومة] واحدة ومطبخا ومرحاضا و[حُجبت المعلومة]. أما الصورة التالية التي عرضتها المحكمة على F29، أظهرت F29 وF33 بعد وقت قصير من تحريرهما، وقد التقطتها "الهيئة"، أي وحدات حماية الشعب، التي حرّرتهما. أما الصورة التالية، فكانت لطفلة [حُجبت المعلومة] ترتدي فستانًا [حُجبت المعلومة] اللون، حدّدت F29 هويتها بأنها P1. وعلى الرغم من أن F29 لم ترَ الصورة من قبل، شهدت أن وجه الفتاة الظاهرة في الصورة هو وجه P1. وقالت إن P1 لم تكن أكبر بكثير من عمر الطفلة الظاهرة في الصورة عندما التقتها. وحدّدت F29 هوية الفتاة في الصورة التالية، التي ظهرت فيها فتاة صغيرة [حُجبت المعلومة] ، بأنها P2. أما الصورة الأخيرة، فكانت لفتاة [حُجبت المعلومة]، وحدّدت F29 هويتها بأنها P1 أيضًا. وبعد ذلك أعادت المحكمة عرض الصور مرة أخرى على F29 وسألتها عن الصور التي تحمل توقيعها. فأكّدت F29 أن توقيعها موجود على الصورة الأولى والصورة الثانية، والصورة التي حدّدتها في النهاية بأنها صورة P1. وأوضحت أن التوقيع الموجود على الصور الأخرى ليس توقيعها.

تحدثت F29 بعد ذلك عن الملابس التي كان عليهن ارتدائها أثناء وجودهنّ مع أعضاء تنظيم داعش. وأوضحت أن الفتيات الأكبر سنّا وزوجات أعضاء تنظيم داعش كان عليهن [حُجبت المعلومة]، ولكن نظرًا لأن P1 كانت لا تزال صغيرة، كان عليها [حُجبت المعلومة] فقط.

سأل محامي دفاع آسيا، أميري، عن المدّة التي قضينها في المنزل تحديدًا، فأجابت F29 بأنهنّ لم يكنّ يحسبن عدد الأيام. وأوضحت أن الفتيات لم يتوقعن يومًا أن يكون عليهن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة أمام محكمة، بل كنّ يعتقدن أنهن سيُقتلن، ولذلك لم يرين حاجة لمعرفة عدد الأيام التي قضينها هناك. وعندما أعاد أميري طرح السؤال، تدخّلت المدّعية العامة الاتحادية الدكتورة تْسابيك قائلة إن هذا السؤال قد أجيب عنه بالفعل. وبعد تبادل للأسئلة والأجوبة، طلب رئيس المحكمة من F29 أن تعيد ذكر المدّة التي قضتها في المنزل. فأجابت F29 بأنها لا تعرف، لأنها كانت محتجزة لمدّة ثلاث سنوات وخمسة أشهر.

***

[استراحة لمدّة 25 دقيقة]

***

بعد الاستراحة، سألت المدّعية العامة الاتحادية الدكتورة تْسابيك F29 عن السنة التي كانت فيها الفتيات محتجزات في بلدة [حُجب المكان]. فأجابت F29 بأن ذلك كان في عام [حُجب الزمان]، في شهر [حُجب الزمان] على الأرجح.

وعندما سُئلت F29 عن مظهر توانا في الفترة التي رأته فيها في عام [حُجب الزمان]، أجابت بأنه كان يبدو كما هو عليه في قاعة المحكمة اليوم، غير أنه كان لديه [حُجبت المعلومة]. وأضافت أنه كان يرتدي الملابس الاعتيادية لأعضاء تنظيم داعش، أي "[حُجبت المعلومة]". ورغم أنها لم تكن تعرف طبيعة الدور الذي كان يؤديه توانا داخل تنظيم داعش، كانت F29 متأكدة "مائة بالمائة" أن كلًّا من توانا وآسيا كانا عضوين في تنظيم داعش. وأوضحت F29 أن يقينها نابع من أن شراء السبايا كان محصورًا بمقاتلي تنظيم داعش فقط. وأضافت أن آسيا أخبرت الفتيات بنفسها بأن توانا كان مقاتلًا في تنظيم داعش.

كانت آسيا تضرب P1 كثيرًا وكانت تتحدث معها [حُجبت المعلومة]. وكانت P1 مجبرة على حمل طفل آسيا وغسل الأطباق رغم [حُجبت المعلومة]. ولم تكن P1 تحصل على أي طعام تأكله. وعندما كانت السبايا يتناولن الطعام، لم تكن P1 تجرؤ على تناول الطعام إلا بعد أن تنظر إلى آسيا وتنتظر الإذن منها لتأكل. وكانت P1 أقصر من F28 بنحو [حُجبت المعلومة] سنتيمترًا، أي بطول يقارب [حُجبت المعلومة] و[حُجبت المعلومة] سنتيمترًا.

وبعد طرح مزيد من الأسئلة، أشارت F29 أيضًا إلى أن P2 كانت تُكلَّف بأداء مهام مشابهة لتلك التي كانت تؤديها P1، إلا أن P2 لم تبقَ في المنزل نفس المدّة التي بقيتها P1، لذلك لم تكن F29 تعرف على وجه الدّقة طبيعة الأعمال التي كانت تُكلَّف بها. وأوضحت أن الفتيات كنّ مجبرات على الالتزام بالطقوس الدينية التي فرضها تنظيم داعش، من بينها طقوس الاغتسال وأداء الصلوات وقراءة القرآن.

تدخّل محامي دفاع توانا، مارتين كِمْبْف، وسأل عمّا إذا كان بإمكان F29 أن تنظر إلى الأمام لأنه لم يعد يتمكّن من رؤية وجهها. فأجابت F29 بأنها تجلس بهذه الطريقة، [أي وهي تميل بجسدها قليلًا مبتعدة عن مقعد المتّهمَين وعن القضاة ومتجهة نحو جهة الادّعاء العام]، لأنها لا ترغب في النظر إلى المتّهمَين. فتدخّل رئيس المحكمة قائلًا إن كِمْبْف ربما لا يرغب في الدخول في هذا النقاش، مشيرًا إلى أن المحكمة يجب أن تراعي وضع الشاهدة، لا سيما وأن الشاهدة قد أبدت استعدادها للإدلاء بشهادتها بحضور المتّهمَين. وأكّدت محامية F29، [حُجب الاسم] F40، هذا الموقف، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبة كبيرة في إقناع الشهود بالإدلاء بشهاداتهم بحضور المتّهمَين. أبدى كِمْبْف تفهّمه لذلك، مضيفًا أنه مع ذلك يفضّل أن تنظر F29 نحو القضاة. فأعاد رئيس المحكمة التأكيد على أنه لا يعتقد أن هذا النقاش سيصبّ في مصلحة كِمْبْف، لكنه توجّه إلى الشاهدة بالسؤال عمّا إذا كان بإمكانها أن تنظر أحيانًا نحو جهة القضاة. فوافقت F29 على ذلك، وشكر رئيس المحكمة الجميع على تفهّم بعضهم بعضا.

وفقًا لـF29، كان على الفتيات أن يؤدّين الصلاة خمس مرات في اليوم: مرة قبل شروق الشمس ثم في الصباح وفي المساء وقبل غروب الشمس ومرة في الليل. وكان أعضاء تنظيم داعش يصرخون عليهنّ لإجبارهنّ على الصلاة، إذ لولا الصراخ لما كنّ قد صلّين من تلقاء أنفسهنّ. وقد أُعطين ملابس محدّدة مخصّصة لأداء الصلاة. وأوضحت F29 أن المتّهمة كانت تعلم أن الفتيات من الطائفة الإيزيدية، وكانت تعتبرهنّ كفارًا، وتناديهن "بالكافرات". وأضافت أن آسيا كانت تقول للفتيات إن تنظيم داعش يعتنق الدين الصحيح الوحيد.

وبعد ذلك، أراد الخبير المختص بشؤون تنظيم داعش، [حُجب الاسم] E3، طرح بعض الأسئلة. إلا أن المدّعية العامة تدخّلت، مجادلةً بأنه من الأنسب أن تُطرح مثل هذه الأسئلة على شاهدة تتمتّع باستقرار نفسي أكبر. وفي النهاية، أمر رئيس المحكمة E3 بتوخي الحذر أثناء طرح أسئلته. سأل الخبير عن الملابس الاعتيادية التي كان يرتديها عناصر تنظيم داعش، وعمّا إذا كان التنظيم قد سجّل F29 بأي شكل من الأشكال. فأشارت F29 إلى أن تنظيم داعش [حُجبت المعلومة]، لكنهم لم يذهبوا إلى [حُجبت المعلومة] أو [حُجبت المعلومة] لتسجيل الأسماء. كان E3 مهتما بعد ذلك بمعرفة تفاصيل حول أحد الرجال الذين اشتروا F29، في إشارة إلى [حُجب الاسم] F47، الذي كان قد اشترى وباع عدّة سبايا أثناء وجود F29 معه. فقالت F29 أنه كان أكبر سنّا، وعندما سألها عن تقديرها لعمره، قالت إنه ربما كان يبلغ نحو [حُجبت المعلومة] عامًا. وفي تلك اللحظة، ضحك بعض الأشخاص في قاعة المحكمة، فما كان من F29 إلا أن قالت إن الأمر ليس موضعًا للضحك، لأنها كانت صغيرة جدًا في ذلك الوقت. ولم يطرح E3 أي أسئلة إضافية بعد ذلك.


[استراحة لمدّة 82 دقيقة]


كان أول ما قاله رئيس المحكمة لـF29 بعد الاستراحة هو أنه يستطيع أن يؤكد لها أن لا أحد من الحاضرين في قاعة المحكمة، ممن يتواجدون لأسباب مهنية، يعتبر ما حدث لها أمرًا يدعو للسخرية أو الاستهزاء. وأوضح أن سبب ضحك بعض الأشخاص على إجابتها قبل الاستراحة هو أن عددًا من الحاضرين في قاعة المحكمة كانوا يبلغون من العمر خمسين عامًا أو أكثر. فأجابت F29 بأنها تتفهم ذلك، لكنها أوضحت أنها تذكرت في اللحظة التي ضحك فيها الأشخاص أن ذلك الرجل قد اغتصبها، رغم صِغَر سنّها في ذلك الوقت. فطمأنها رئيس المحكمة قائلًا إنها ليست مضطرة لتقديم أي توضيحات إضافية، مؤكدًا أن المحكمة تُدرك تمامًا مدى صعوبة الوضع الذي تمرّ به F29.

اعتذر الخبير في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، [حُجب الاسم] E1، بعد ذلك للشاهدة لطرحه أسئلة حول مسألة العمر مرة أخرى. وأراد الخبير معرفة كم كان عمر F29 عندما وقعت تلك الأحداث. فأجابت F29 بأنها كانت تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا عندما أُسرت، وسبعة عشر عامًا عندما التقت بالمتّهمَين. ثم طلب من F29 تقدير عمر آسيا في الفترة التي التقت بها فيها، فقدّرت F29 أن عمرها كان يبلغ نحو أربعة وعشرين أو خمسة وعشرين عامًا. وعندما سُئِلت عن شخصية آسيا، أجابت F29 أن آسيا كانت امرأة شريرة، إذ أنه لا يمكن لأي شخص طيّب أن يفعل بـP1 وP2 ما فعلته آسيا بهما. وردّا على السؤال، قالت F29 إن آسيا كان لديها طفل، لكنها لا تعرف جنس الطفل. وأوضحت أن آسيا لم تكن تساعد في أداء الأعمال المنزلية، لكنها كانت تُظهر اهتمامًا كبيرًا بطفلها.

سأل محامي دفاع توانا، إيفالد، بعد ذلك عن الروتين المعتاد لتناول وجبات الطعام في المنزل في بلدة [حُجب المكان]. فأجابت F29 بأن الطعام كان يُحضِره [حُجبت المعلومة] الذين كانوا يعيشون في المنزل، ثم يُقدَّم ليتناولوه. عندها علّق إيفالد قائلًا إنّه عادةً ما تكون هناك بضع خطوات بين شراء الطعام وتناوله. فأوضحت F29 أنّ F33 وF34 كانتا تُجبران على طهي الطعام الذي كان أعضاء تنظيم داعش يتناولونه بعد ذلك. وبينما كان توانا وF42 وF43 يتناولون طعامهم في [حُجبت المعلومة]، كانت النساء تتناولن طعامهن في [حُجبت المعلومة] جالساتٍ [حُجبت المعلومة]. وكان يُسمح للسبايا تناول ما تبقّى من الطعام فقط بعد أن يشبع الرجال الأعضاء في تنظيم داعش.

وعندما سُئلت F29 عن آخر مرة رأت فيها P1، أجابت بأنها لا تتذكر على وجه الدّقة، لكنها كانت برفقة عضوي تنظيم داعش [الحاضرَين] في قاعة المحكمة اليوم.

سأل إيفالد بعد ذلك عن حادثة وقعت بين آسيا وF33. ووفقًا لإفادة F29، فقد [حُجبت المعلومة]. عندها قالت آسيا لـF33 [حُجبت المعلومة]. وأوضحت F29 أن آسيا أخبرت F33 بأن P1 وP2 كانتا سبيّتيها، لذلك كان يمكن لآسيا [حُجبت المعلومة]. وقالت آسيا لـF33 أيضًا إنه [حُجبت المعلومة]. وقالت F29 إنها أخبرت F33 ألا تقول شيئًا كهذا، إلا أن [حُجبت المعلومة].

قرأ إيفالد إفادة كانت F29 قد أدلت بها أمام الشرطة [حُجبت المعلومة]، ورد فيها أنّ آسيا كان لديها طفل واحد أو طفلان. إلا أنّ F29 نفت قولها ذلك، موضحةً أنها قالت دائمًا إن آسيا كان لديها طفل واحد فقط، لكنها لا تعرف جنسه. أما السؤال الأخير الذي طرحه إيفالد فكان حول سبب رفض F29 أن تنادي المتّهمَين باسميهما، رغم أنها ذكرت اسميهما في إفادتها أمام الشرطة. فأجابت F29 بأن المتّهمَين لم يكونا حاضرَين أثناء إدلائها بإفادتها، لكنها أرادت أن تجعلهما يشعران بما يعنيه ألّا يكون المرء مستحقًا حتى لأن يُنادى باسمه.

سأل محامي دفاع توانا، كِمْبْف، F29 بعد ذلك عمّا إذا كانت الشرطة قد عرضت عليها صورًا، وكيف جرى ذلك. فتذكرت F29 أنّها أُعطيت سجلا يحتوي على مجموعة من الصور لفرزها. وقد تعرّفت فيه على [حُجب الاسم] F44، و[حُجب الاسم] F45 وP1. ثم طُلب من F29 مغادرة قاعة المحكمة مؤقتًا. أوضحت المدّعية العامة أنّ الشرطة كانت قد أخذت إفادات أخرى من F29، والتي لم تتمكّن المدّعية العامة من الكشف عنها في وقتٍ سابق. ولأنّ القضية المعنية قد صدر فيها حكم إدانة في 4 تموز/يوليو، 2025، فقد أصبح بالإمكان الآن الكشف عن تلك الإفادات، وهي وثيقة مكوّنة من سبع صفحات. وبعد أن قرّر رئيس المحكمة أنه ينبغي مشاركة هذه الوثائق مع فرق الدفاع، أعلنت المحكمة استراحة قصيرة.

***

[استراحة لمدّة 17 دقيقة]

***

أُتيح لفرق الدفاع بعض الوقت لقراءة الوثائق المعنيّة. وبعد ذلك استؤنف طرح الأسئلة على F29 وعرض فريق الدفاع مجموعة من الصور عليها. في البداية، عرضوا على F29 صورة لتوانا. فقالت F29 إنها لا تتذكر ما إذا كانت قد عُرضت هذه الصورة عليها من قبل. وسألها كِمْبْف عمّا إذا كانت تتذكر أنها لم تتعرّف على توانا عندما عرضت عليها الشرطة هذه الصورة، فأجابت F29 مجددًا بأنها لا تتذكر ما إذا كانت قد تعرّفت على توانا عندما قدّمت إفادتها.

واصل محامي دفاع آسيا، أميري، طرح الأسئلة حول صورة توانا نفسها، وسأل عمّا إذا كانت F29 قد تعرّفت على الرجل الظاهر في الصورة اليوم. فأجابت F29 بأن الرجل الظاهر في الصورة هو توانا. وعرض عليها بعد ذلك صورتين لآسيا، إحداهما وهي ترتدي حجابًا والأخرى بدون حجاب، فحدّدت F29 كلتا الصورتين على أنهما صورتا آسيا.

سأل أميري بعد ذلك عمّا إذا كانت F29 قد اطّلعت على مضمون لائحة الاتهام بالأمس أم اليوم. فأجابت F29 بأنها لم تفهم السؤال، ورفض أميري إعادة طرح السؤال أو إعادة صياغته. فشرح رئيس المحكمة بعد ذلك ما هي لائحة الاتهام، وسأل مرة أخرى عمّا إذا كانت F29 قد اطّلعت على مضمونها. فأجابت F29 بأنها كانت تعلم بوجود قضية محكمة ضد آسيا وتوانا، لكنها أوضحت أنّه ليس من شأنها أن تعرف ما هي الجرائم المنسوبة إليهما بالضبط. وبعد أن ثبت أنّ F29 لم تحصل على أي معلومات عن لائحة الاتهام من محاميتها أو من وسائل الإعلام، سأل أميري عمّا إذا كانت F29 تعرف أحدًا من الجمهور. فأكّدت F29 أنها تعرف أنه كان هناك شابّا إيزيديّا، لكنها لا تعرف أي شخص آخر. وعندما سُئلت عن كيفية معرفتها بأنه إيزيدي، أوضحت أن شقيقها أخبرها بذلك بعد رفع جلسة المحكمة في اليوم السابق. وبعد طرح المزيد من الأسئلة حول هذا الموضوع، قالت F29 إنها لم تتحدث مع الرجل، وإن شقيقها أخبرها بأنه إذا احتاجت إلى أي شيء، فعليها أن تطلب المساعدة من الإيزيدي الموجود بين الحضور. وعندما سُئلت عمّا يتضمّن ذلك، أجابت F29 بأنه سيساعدها إذا ذهبت إلى المدينة. وأوضحت أن هذا العرض بتقديم المساعدة لا علاقة له بإجراءات المحاكمة الجارية. سألها أميري بعد ذلك عمّا إذا كانت قد تحدثت مع ذلك الشخص بنفسها. فأجابت F29 بأنها ألقت عليه التحية فقط ولم يتجاوز الأمر ذلك. سألها أميري عن سبب عدم إجابتها عن سؤاله الأول بصدق. وبعد نقاشٍ بين محامية F29 والمدعية العامة الاتحادية ومحامي الدفاع أميري، أقرّ رئيس المحكمة بأنه لا يمكن الجزم بما إذا كانت F29 قد أجابت عن السؤال بصدق أم لا، وذلك بسبب وجود إشكاليات في الترجمة. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت تملك معلومات الاتصال الخاصة بالرجل الموجود بين الحضور، أكّدت F29 ذلك. وبعد سؤال آخر، أضافت F29 أنها تحدثت معه عبر الهاتف، وأن الرجل عرض عليها المساعدة في حال احتاجت إلى من يقلّها لأي مكان.

***

[استراحة لمدّة 23 دقيقة]

***

استأنف أميري طرح الأسئلة بعد الاستراحة، وسأل عمّا إذا كانت F29 قد تحدثت في أي أمور أخرى مع ذلك الرجل أو ما إذا كانا قد التقيا في مناسبة أخرى. فنفت F29 ذلك، وأضافت أنه لم يُخبرها أيضًا بأنه كان حاضرًا ضمن الجمهور في جلسات سابقة من المحاكمة. طرح أميري بعد ذلك أسئلة تتعلّق بمعرفة F29 بالدين الإسلامي والقرآن الكريم. فأشارت F29 إلى أنها أُجبرت على قراءة القرآن والتعرّف على تعاليم الإسلام. سألها أميري بعد ذلك عن سبب استمرار وصفها بـ"الكافرة" رغم أنها كانت قد اعتنقت الإسلام في ظل تنظيم داعش. فأجابت F29 بأن أعضاء تنظيم داعش كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون تغيير الديانة الإيزيدية في قلوب الإيزيديين. وروت F29 كذلك أنها أُجبرت على إخبار F42 وF43 بأنها مسلمة.

وعندما استخدم القضاة كلمة "IS-ler" [وهي تعبير دارج باللغة الألمانية يُقصد به عضو في تنظيم داعش] للإشارة إلى موكلة أميري، احتجّ أميري على ذلك. وقد وافقت المحكمة على أنه لم يكن ينبغي استخدام هذا الوصف للإشارة إلى المتّهمة، غير أنه نظرًا لوجود مشاكل سابقة في الترجمة مع الشاهدة، فقد استخدموا نفس الكلمة التي استخدمتها الشاهدة. لكن المحكمة اتفقت على عدم استخدام هذا المصطلح مرة أخرى.

سأل أميري بعد ذلك عن سبب عدم ذكر F29 لاسم آسيا في إفادتها أمام الشرطة رغم أنها ذكرته في المحكمة. فأوضحت F29 أنها لا تتذكر ما إذا كانت قد ذكرت الاسم أمام الشرطة أم لا. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت قد تذكرت أي ملامح تعريفية أخرى خلال مقابلتها مع الشرطة، أشارت F29 إلى أنها لا تعرف إن كانت قد تذكرتها في ذلك الوقت. وأجابت F29 عن سؤالٍ آخر يتعلّق بالوقت الذي أخبرت فيه P1 النساءَ عن تعرّضها للاغتصاب والضرب.

لم تُطرح أي أسئلة إضافية بعد ذلك، وصُرِفت F29 لهذا اليوم.

قبل أن تُعلن المحكمة رفع الجلسة، أشارت المدّعية العامة إلى أنّ مترجمة المحكمة الشفوية للّهجة الكرمانجية، C3، أخبرتها بأن الفارق بين كلمتَي "طفل" و"أطفال" في اللّهجة الكرمانجية الكردية، وهي اللّهجة التي تتحدث بها F29، يكاد يكون غير ملحوظ. وعندما سُئلت C3 عن هذا الأمر، أوضحت أنّه بسبب هذا الفارق الدقيق في المعنى، فمن المحتمل أن يكون الخلاف حول ما إذا كانت F29 قد قالت إن آسيا لديها طفل واحد أم أكثر ناجمًا عن خطأ في الترجمة الشفوية.

رُفِعت الجلسة في الساعة 4:38 بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 10 تموز/يوليو، 2025، في التاسعة والنصف صباحًا.

اليوم الثاني عشر – 10 تموز/يوليو، 2025

بعد مواجهة بعض الصعوبات التقنيّة في بداية هذا اليوم من المحاكمة، أبلغ محامي دفاع آسيا، أميري، المحكمةَ بأنه يرغب في طرح عدد من الأسئلة حول الاختلاف في الترجمة الشفوية الذي أشارت إليه C3. سأل أميري عمّا إذا كانت المترجمة الشفوية هي التي بادرت بالتحدث إلى المدّعية العامة أم العكس. فأوضحت C3 أنها تحدثت مع زميلتها حول مسألة الترجمة من وإلى اللّهجة الكرمانجية. وخلال الحديث أشارت C3 عرَضًا إلى أن الفروق اللغوية الدقيقة، مثل الفرق بين كلمتَي "طفل" و"أطفال"، تكاد تكون طفيفة جدّا في اللّهجة الكرمانجية. وأضافت أن أحدًا ما نقل هذه المعلومة إلى المدّعية العامة، وهو ما دفع المدّعية العامة لاحقًا إلى التوجّه إليها وسؤالها عن هذه المسألة. وأكّدت المترجمة الشفوية أنها لم تكن ترغب في الإدلاء بأي تعليق من تلقاء نفسها، لأنها لا تعلم ما إذا كانت مخولة بذلك.

وبعد ذلك، استمعت المحكمة مجددًا إلى الشاهدة F29. سأل محامي دفاع توانا، كِمْبْف، عمّا إذا كانت F29 صادقة في إفادتها أمام الشرطة، فأكّدت F29 ذلك. ثم سأل محامي دفاع آسيا، أميري، عن المكان الذي أخبرَت فيه P1 الشاهدةَ F29 عن تعرّضها للاغتصاب. فقالت F29 إنها تعتقد أنّ ذلك حدث في المطبخ، أو ربما تحت الأشجار في الفناء الخارجي. وعندما كرّر أميري السؤال، أجابت F29 أنها غير متأكّدة في هذه اللحظة. وعندما سُئِلت عن اللّغات التي تتحدث بها، أجابت F29 أنها تتحدث اللّهجة الكرمانجية وتفهم اللّهجة السورانية جيدًا. وبعد تبادل للأسئلة والأجوبة، بالإضافة إلى تدخّل من محامية F29، قالت F29 إن P1 كانت تتحدث اللّهجة [حُجبت المعلومة]. وأوضحت F29 أنها كانت تتحدث مع آسيا باللّهجة السورانية. وأجابت F29 أيضًا عن سؤالٍ حول القواعد السارية في المنزل، إذ قالت إن أعضاء تنظيم داعش كانوا يأمرونهنّ بأداء الصلاة، ولم يكن يُسمح لهنّ بمغادرة المنزل، وذلك تماشيًا مع العادات التي كانت مفروضة عليهنّ خلال فترة احتجازهنّ لدى التنظيم. وأوضحت أن الأوامر بعدم الخروج صدرت عن F42. في حين أن آسيا هي من أمرت الفتيات بأداء الصلاة. أما P1 فقد تلقت أمرًا [حُجبت المعلومة]. وعندما سُئلت F29 عن الاسم الذي كانت تُعرف به أثناء احتجازها لدى تنظيم داعش، أجابت بأنه كان "[حُجب الاسم]".

أعربت F29 قبل صرفها من قاعة المحكمة عن امتنانها الشديد للدولة الألمانية لمحاسبتها أعضاء تنظيم داعش على أفعالهم.

قرّرت المحكمة قبل أن ترفع الجلسة للسماح لفرق الدفاع، بناءً على طلبهم، بتقديم بياناتهم وفقًا للفقرة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني في جلسة الاستماع التالية.

رُفِعت الجلسة في الساعة 10:32 صباحًا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 29 تموز/يوليو، 2025، في التاسعة والنصف صباحًا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.