
داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #4: مُقايَضَة؟
محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع.
المحكمة الإقليمية العليا - ميونيخ ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الرابع
تاريخ الجلسة: 24 حزيران / يونيو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الرابع الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الخامس من محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. في ميونيخ، ألمانيا. في هذا اليوم، ركزت المحكمة أساسا على طرح أسئلة على الشاهد السيد كولر، W3، والذي كان المحقق الرئيسي المحلي للشرطة المشارك في التحقيق مع F6 وF7. وكان السيد كولر قد أجرى أيضًا مقابلتين مع المتهمة آسيا.
خلال الجلسة، طُرِحت أسئلة على السيد كولر حول مقابلاته مع آسيا والجوانب العامة لقضية F7. أوضح السيد كولر أن آسيا على الأرجح زارت F7 وشريكها آنذاك F6 مرتين إلى ثلاث مرات شهريا أثناء وجودهما في سوريا. وأصبح من الواضح أن إفادتي F7 حول توانا وآسيا لفتت انتباه سلطات التحقيق إلى جوانب هذه القضية الحالية وأدت في النهاية إلى اعتقال المتهمَين. وحدّد السيد كولر جدولًا زمنيا لتحركات توانا. فوفقًا للسيد كولر، من المرجح أن توانا التقى بـF6 وF7 قرابة شهر نيسان/أبريل 2015 في تركيا، وعبر الحدود معهما، والتحق لاحقًا بمعسكر تدريب لداعش مع F6. انتقل توانا بعد ذلك إلى الموصل (العراق) حيث تزوج بآسيا (وفقًا للشريعة الإسلامية)، ثم عاد إلى الرقة (سوريا) عام 2016 لمدة عام، تلتها إقامة لمدة ستة أشهر في الميادين والبوكمال أو بالقرب منهما.
اليوم الخامس – 24 حزيران/يونيو 2025
بدأت الإجراءات بشرح رئيس المحكمة القاضي د. شْتول أن الطبيب اعتبر آسيا مؤهلة للمحاكمة. وسألها عمّا إذا كانت توافق على إعفاء أطبائها من التزاماتهم بالسرية للسماح بتقييم أفضل لحالتها، وهو ما وافقت عليه، وذكّرها بشرب الكثير من الماء.
استُدعي الشاهد السيد كولر، وتلا عليه د. شْتول حقوقه وواجباته. أوضح السيد كولر أنه كان المحقق الرئيسي في قضية [حُجب الاسم] F6، و[حُجب الاسم] F7.
طلب د. شْتول من السيد كولر توضيح ما هي المعلومات الواردة في القضية المرفوعة ضد F7 والتي قد تكون ذات صلة بالقضية الحالية. فأوضح السيد كولر أن الإجراءات الجنائية ضد F7 كانت مستمرة منذ عام 2015. وبعد عطلة عيد الفصح، أبلغت مدرسة ابن F7 الأكبر، [حُجب الاسم] F17، الشرطةَ نظرًا لغيابه غير المبرر. ونتيجة لذلك، دخلت الشرطة شقة F7 وF6 في ذلك الوقت ووجدتها فارغة، وهو ما أدّى إلى استنتاج أن F6 وF7 قد غادرا البلاد متّجهين إلى تركيا وسوريا. وأكّدت F7 لاحقًا وجودها في سوريا خلال مكالمة هاتفية. وفي عام 2017، ألقى الجيش الأمريكي القبض على F6 وF7 في سوريا. أُخطِرَت القوات الألمانية في عام 2019 وقُبِض على F7 في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2021 عند وصولها إلى مطار فرانكفورت [في ألمانيا].
طلب د. شْتول من السيد كولر أن يُطلع المحكمة على المقابلتين اللتين أجراهما مع F7. أوضح السيد كولر أن F7 أتت على ذكر آسيا وتوانا في مقابلة مع الشرطة. وقال كولر إنه أجرى مقابلة مع آسيا مرتين: الأولى في 11 آب/أغسطس 2022 والثانية في 1 آذار/مارس 2023. وأضاف كولر أن زميله أجرى مقابلة مع توانا في 12 آب/أغسطس 2022.
استفسر د. شْتول عمّا إذا كان السيد كولر على علم بالنتائج المالية في القضية المتعلقة بـF7 وF6، من ضمنها الحسابات المصرفية المتعددة التي زعما أنهما فتحاها وأفرغاها، وتحديدًا أي دليل على وجود صلة مالية بين توانا وF6 وF7. أجاب السيد كولر بأن هذه المسألة تولاها سلفه، كْنول، لذلك لا يُمكنه الجزم بشأنها.
وتابع د. شْتول بالسؤال عمّا إذا كان السيد كولر يعرف كيف عرف المتهمان F6. وفقًا للسيد كولر، فإن المتهمَين التقيا عام 2015 في العراق وتزوجا [ملاحظة: تزوج المتهم وفقًا للشريعة الإسلامية. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #1]، ثم انتقلا إلى سوريا عام 2016، وقضيا عامًا واحدًا في الرقة، ثم ستة أشهر بالقرب من البوكمال/الميادين. ثم غادرا سوريا، وقضيا 4-5 أشهر في تركيا، ومن هناك ذهبا إلى اليونان ثم وصلا إلى شتوتجارت [في ألمانيا] بجوازَي سفر مزوّرَين. قال السيد كولر إن آسيا أخبرته في إفادتها، أن توانا قد التقى بـF6 بالصدفة في الرقة وأن الاتصال بين آسيا وF7 بدأ لأن F6 دعا آسيا وتوانا لزيارة منزله.
أراد د. شْتول معرفة الأسماء الدقيقة التي استخدمتها آسيا فيما يتعلق بـ F6 وF7. أجاب السيد كولر عن هذا السؤال بقوله، أم وأبو [حُجب الاسم] F19، لأن F17 وهو الابن الأكبر لـF6 كان من شريك سابق، لذا كان [حُجب الاسم]، F19، هو الابن الأكبر لـF6 وF7. وبعد سؤاله مرة أخرى، نظرًا لظهور اسم مختلف في الملفات، أوضح السيد كولر أن F17 أصبح يُدعى [حُجب الاسم]، ولهذا السبب يُشار إليهما أيضًا باسم أم وأبو [حُجب الاسم] F17. أوضح السيد كولر أنهم عرضوا على آسيا صورة تعرّفت فيها على F7، وأن اسم أم [حُجب الاسم] لم يكن قد ذُكر سابقًا.
واصل السيد كولر شرحه أن آسيا ذكرت أن F6 دعا كلا المتهمين إلى منزله، حيث التقت آسيا بـF7 لأول مرة. بعد ذلك، التقت المرأتان مرتين أو ثلاث مرات في الشهر لحوالي ساعة إلى ساعتين كل مرة. وتذكّر كولر من التحقيق أنهما تحدثا عن حياة F7 في ألمانيا، وعائلتيهما، والوضع في سوريا، وبشكل أكثر تحديدًا القصف، والماء، والكهرباء. وروى أن توانا لم يكن حاضرًا في جميع الزيارات، وعندما كان يحضر، كان الرجال يقيمون في غرفة منفصلة عن النساء والأطفال، وكان باستطاعة الابن الأكبر F17 أن يكون موجودًا في كلتا الغرفتين. وأضاف السيد كولر أن آسيا علمت من توانا أن F6 وF7 تلقّيا أموالًا من داعش. وأشار إلى أن آسيا أجابت عن بعض الأسئلة بطريقة مراوغة.
أراد د. شْتول معرفة ما إذا كانت F7 قد تحدثت عن ماضيها. قال السيد كولر إن F7 أخبرته أنها لا تستطيع أن تمارس حريتها الدينية لأنها لا تستطيع العيش وفقًا للشريعة الإسلامية في ألمانيا، وأنها كانت قلقة في البداية بشأن الانضمام إلى داعش لكنها في النهاية كانت سعيدة بذلك.
طرح د. شْتول أسئلة متابعة متعددة حول ظروف معيشة F7 وF6. وفقًا لكولر، عاشت F7 وF6 بالقرب من [حُجبت المعلومة]. وأوضح أيضًا أن F7 عاشت مع أطفالها، [حُجب الاسم] F17، (مواليد 2004)، و [حُجب الاسم] F19، (مواليد 2011)، و [حُجب الاسم] F20، (مواليد 2014)، و [حُجب الاسم] F21، (مواليد 2017 في الرقة). أمضت F7 جلّ وقتها في المنزل وكانت تطبخ الطعام. وفقًا للسيد كولر، ذكرت آسيا أن F6 وF7 تلقّيا أموالًا من داعش وأنها عرفت هذه المعلومات من توانا. أوضح السيد كولر أن آسيا ذكرت أن F7 كانت صديقتها المقربة الوحيدة.
وعندما سُئل، أوضح السيد كولر أن المقابلة مع المترجمة الشفوية سُجِّلت صوتيًا، ولم تُدوَّن سوى الترجمة إلى الألمانية التي قدّمتها المترجمة الشفوية. سأل د. شْتول عمّا إذا كانت هناك أي صعوبات في الفهم. قال السيد كولر إن المترجمة الشفوية لم تكن تعلم أحيانًا ما إذا كانت آسيا قد فهمت السؤال جيدا. وعندما كان يحدث ذلك، كانت المترجمة الشفوية تكرّر السؤال.
سأل د. شْتول عمّا إذا كانت آسيا قد أخبرت السيد كولر عن مشفى. أجاب أن آسيا ذكرت أنها وتوانا عاشا في البداية في مشفى مهجور، ولكنهما انتقلا لاحقًا. يعتقد السيد كولر أن ذلك بسبب الهجمات على سوريا.
سأل د. شْتول أيضًا عمّا إذا كانت آسيا تأخذ ابنتها معها عند زيارة F7. فأكّد السيد كولر ذلك. سأل د. شْتول عن سبب قرار المتهمَين مغادرة الرقة. أجاب السيد كولر أن المتهمين قررا الانتقال إلى الميادين بعد تدهور الوضع في الرقة. ووفقًا للسيد كولر، فقد غادرا قبل F6 وF7 بحوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وواصل المتهمان زيارة F6 وF7 في الميادين، مرتين أو ثلاث مرات.
أراد د. شْتول معرفة كيف تواصلت آسيا وF6. قال السيد كولر إن آسيا لم تتحدث أبدًا مع F6، وإنما مع F7 فقط، وإن التواصل بين F7 وآسيا كان باللغة العربية الفصحى، على الرغم من أن معرفة F7 بالفصحى لم تتجاوز 25%. وعندما سُئل عن مهارات آسيا اللغوية، أشار السيد كولر إلى أن آسيا زعمت أنها تتحدث العربية الفصحى و"الكردية". وتابع د. شْتول بالسؤال عن مهاراتها في اللغة الإنجليزية، فأجاب السيد كولر أن آسيا ذكرت أن معرفتها باللغة الإنجليزية تقتصر على كلمتي "نعم" و"لا". ثم عُرِض عليه محضر المقابلة، إذ زعمت آسيا أنها لا تتحدث الإنجليزية، وعندها اعتذر السيد كولر لأن ذاكرته خانته.
محوّلًا تركيز النقاش، سأل د. شْتول عن الصور التي عُرضت على آسيا خلال استجوابها الأول. ذكر السيد كولر أنه عرض عليها صورًا لـF7، وF17، وF6 وأنها تعرّفت على F7. وأشار د. شْتول إلى أن الإفادة المكتوبة لم تأتِ على ذِكر هذا التعرّف، وهو ما دفع السيد كولر إلى الإشارة إلى أنه ربما يكون قد خلط بين المقابلة الأولى والثانية.
وجرى التطرّق إلى المعتقدات الدينية لـF7. ذكر السيد كولر أن آسيا أشارت إلى أن F7 كانت متدينة، وأنها واظبت على الصلاة، وأن هذا لم يتغير بعد انتقالها إلى الميادين. وأضاف أن آسيا روت أيضًا أنها شخصيا تواظب على الصلاة وترتدي الخمار الكامل. وعندما سُئل عن إفادة آسيا بشأن توانا، قال السيد كولر إنها أوضحت أن توانا تلقّى تدريبًا من داعش على الدين والأسلحة، لكنها لم تذكر ما فعله بذلك التدريب. وصف السيد كولر آسيا بأنها منطوية عموما، ولكنه ذكر أيضًا أن محتوى إفادتها لم يكن استثنائيّا. وقال إنها اغرورقت عيناها بالدموع عندما تحدثت عن القصف، ولكن حتى ذلك كان فيه تحفظ نوعًا ما ولم تبالغ في التعبير عن مشاعرها. وكانت محايدة عموما تجاه توانا، ربما مع دلالة سلبية طفيفة.
ثم طرح القاضي شْتْغافْنَر أسئلة إضافية.
قال القاضي شْتْغافْنَر إنه أراد توضيح سوء فهم وسأل عن الاسم الذي استخدمته آسيا للإشارة إلى داعش. وأشار السيد كولر إلى أن آسيا ذكرت كلمة "الجماعة" كلما قصدت داعش. وأوضح أنها تحدثت أيضًا عن الكتيبة [وحدة عسكرية] لأنها اعتقدت خطًأ أن الشرطة تريد معرفة الكتيبة التي انتمى لها F6. وسأل القاضي شْتْغافْنَر عمّا إذا كانت آسيا تقصد داعش كلما ذكرت كلمة "الجماعة" في الإفادة المكتوبة، وهو ما أكّده كولر.
سأل القاضي شْتْغافْنَر عمّا يمكن أن يقوله المتهمان عن أطفال F7. أجاب السيد كولر أن آسيا كانت تعلم أن F6 ليس والد [F17]، الابن الأكبر لـF7، واستطاعت سرد جميع أسماء الأطفال.
سأل القاضي شْتْغافْنَر عمّا إذا كان أي شخص قد تحدث عن أسلحة. وفقًا للسيد كولر، ذكرت آسيا أن توانا كان يحمل مسدسًا دائمًا، لكنه تخلّص من بندقيته في إيران.
أراد القاضي شْتْغافْنَر معرفة ما إذا كان أي شخص قد أخبر السيد كولر أي معلومات عن كيفية وصول توانا إلى سوريا. أجاب السيد كولر أن F7 أخبرته أن توانا وF6 التقيا في تركيا وعبرا الحدود معًا قبل الانضمام إلى معسكر تدريب لداعش. بعد ذلك، ذهب توانا إلى العراق قبل أن يلتقي بـF7 مرة أخرى في الرقة. تلا القاضي شْتْغافْنَر إفادة آسيا من محضر الشرطة، إذ أشارت إلى أن توانا قال إنه جاء مع عائلة لديها أطفال، لكنهم بقوا في سوريا. فأكّد السيد كولر أنه يتذكر ذلك.
ثم سأل القاضي شْتْغافْنَر عن أي أصدقاء محتملين آخرين لتوانا. روى السيد كولر كيف أخبرته آسيا أن توانا لم يكن على تواصل إلّا بأشخاص من بيئة داعش. وذكرت أسماء [حُجب الاسم] F22، و[حُجب الاسم] F6، و[حُجب الاسم] F23.
قرأ القاضي شْتْغافْنَر أيضًا مذكرة من السيد بروكنر، F24، الذي أجرى التحقيقات المالية، حول معاملة محتملة بقيمة 500 يورو من توانا إلى F6. لم يتمكن السيد كولر من التعليق على هذه المسألة. وعند الاستفسار عن سجلات الهاتف، أوضح السيد كولر أن آخر اتصال هاتفي قبل أن يخرج هاتفاهما المحمولان من نطاق تغطية أبراج الاتصالات الألمانية كان بين توانا وF6.
سأل القاضي شْتْغافْنَر أيضًا عمّا أخبرت F17 الشرطةَ عن توانا. تذكّر السيد كولر أن عائلة F7 عبرت الحدود مع رجل وأن هذا الرجل رافقه هو وF6 إلى معسكر تدريب داعش. أوضح السيد كولر أن الشرطة لم تتمكن من تحديد هوية الرجل على أنه توانا على وجه اليقين.
***
استراحة لـ 15 دقيقة
***
بعد الاستراحة، طلب البروفيسور فْغايْسْليدَر، الخبير المُعيّن من قِبَل المحكمة في طب نفس الأطفال والمراهقين، من السيد كولر توضيح تقييمه للعلاقة بين المتهمَين. أوضح السيد كولر أنه قيّم العلاقة بأنها محايدة، مقارنةً بأشخاص آخرين يتحدثون عن أزواجهم، إذ بدت سلبية أو باردة نوعًا ما، ولكن لم يكن هناك شيء ملموس يُفضي إلى تقييم "سلبي". سأل محامي الدفاع إيفالد ما إذا كان انطباعها العام أكثر حيادًا أم انفعالًا. أشار السيد كولر إلى أنه كان محايدًا نوعًا ما، لأن آسيا كانت متحفظة جدًا وقليلة الكلام. استفسر محامي الدفاع إيفالد عن موعد مغادرة F7 ألمانيا بالتحديد. أشار السيد كولر إلى أن ذلك كان بين 31 آذار/مارس و1 نيسان/أبريل.
ثم التفت محامي الدفاع أميري إلى مترجم آسيا أثناء طرح الأسئلة عليها. وفقًا للسيد كولر، تولت السيدة تشورباني الترجمة، لكن الضابط لم يكن يعلم ما إذا كانت معتمدة للترجمة في المحاكم.
واستفسر محامي الدفاع أميري عمّا إذا كانت الإفادات المسجلة قد دُوِّنت حرفيا، وهو ما أكّده السيد كولر، وما إذا كانت ردود آسيا قد أُعيدت على مسامعها لتتحقّق من دقتها. فأشار السيد كولر إلى أنه سأل آسيا، وفقًا للإجراءات المتبعة، عمّا إذا كانت ترغب في الاستماع إلى إجاباتها، وهو ما رفضته. ووقّعت آسيا لاحقًا على إفادتها المدوّنة.
عند سؤال السيد أميري عمّا إذا كان هناك تحقيق جنائي جارٍ ضد آسيا خلال الإدلاء بإفادتها، تدخّل القاضي شْتْغافْنَر وقال إن السؤال يوحي بالإجابة، نظرًا لوجود إفادتين للشاهدة، وأُخِذَت الإفادة الثانية فقط أثناء وجود تحقيق جنائي ضد آسيا.
واصل محامي الدفاع أميري طرح أسئلته على السيد كولر بسؤاله كيف علم بالظروف الحالية المتعلقة بالمتهمَين. قال السيد كولر إنه أصبح من الواضح أن هذا الأمر قد يتطور إلى تحقيقات وإجراءات جنائية وأنهم أُبلِغوا باعتقال توانا، لكنه لم يكن على علم بالموضوع والادعاءات المفصلة إلا بعد انتهاء التحقيق بوقت طويل. لم يستطع السيد كولر تذكر متى اعتُقِل توانا. وأسهب في بيان "الادعاءات المفصلة" التي حصل عليها من خلال قراءة لائحة الاتهام الصادرة عن المدعي العام الاتحادي لأنه كان مسؤولًا عن مراقبة زيارات المتهم [ملاحظة: لم يُحدّد المتهم]. خلص السيد كولر إلى أنه لم يقرأ أي شيء آخر عن هذه القضية قبل الإدلاء بشهادته.
سأل محامي الدفاع أميري عن سير الإجراءات الجنائية المتعلقة بـF7. أوضح السيد كولر أنه وفقًا لعلمه، فقد رُفِضت الدعوى في صيف عام 2024. وأوضح السيد كولر أن التهم المتعلقة بالمشاركة في جماعة إرهابية أجنبية [الفقرة 129، 129أ (1)، 129ب من القانون الجنائي الألماني] قد أُسقطت لعدم كفاية الأدلة، وأن التهم المتعلقة بانتهاك واجبات الرعاية [الفقرة 171 من القانون الجنائي الألماني] قد أُسقطت لأن F7 أدلت بملاحظات مستفيضة بشأن أشخاص آخرين (توانا، و[حُجب الاسم] F25). أراد محامي الدفاع أميري معرفة ما إذا كان ذلك وعد قد قُطِع لـF7 على هذا النحو. أشار السيد كولر إلى أن الشرطة لم تقدّم ضمانات من هذا القبيل إلى F7، وأنها أدلت بجميع الإفادات طواعية. أوضح السيد كولر، عند سؤاله، أنه كان الشرطي الوحيد الذي كان على اتصال بـF7 في قضيتها. ومع ذلك، ربما كانت على اتصال بضباط آخرين وأدلت بإفادات أخرى. روى كولر أنها أدلت بما مجموعه 11 إفادة وأنه لا يستطيع الجزم بما إذا كانوا قد وعدوها بأي شيء.
ونظرًا لعدم طرح أي أسئلة أخرى، صُرِف السيد كولر قبل أن تتلو المحكمة أمرين بالرفض بشأن قضية F7.
1. نظرًا للتقارب الفكري لـF6 وF7 تجاه داعش، كان هناك اشتباه قوي في كونهما عضوين في منظمة إرهابية أجنبية [الفقرة 129، 129ب من القانون الجنائي الألماني]. إذ كان F6 متورطًا في المشهد السلفي في ميونيخ، ونشرت F7 شعار داعش على حسابها على فيسبوك. وسافر كلاهما عن علم إلى الأراضي التي سيطر عليها داعش، حيث شارك F6 في تصنيع مفاتيح السيارات، وأجهزة تشغيل العبوات الانتحارية، وتعطيل الطائرات المسيّرة، بينما بقيت F7 في المنزل مع الأطفال. لم يثبت وجود شكوك قوية ضد F7، إذ اقتصرت أفعالها على الإقامة مع أطفالها وتربيتهم في سوريا، ولم تكن هناك أدلة كافية لإثبات عضويتها في داعش. وبعد ستة أشهر من الحبس الاحتياطي قبل المحاكمة، أُلغيت مذكرة التوقيف.
2. يُشتبه في أن F7 قد انتهكت واجب رعاية وتربية أشخاص تقل أعمارهم عن 16 عامًا [الفقرة 171 من القانون الجنائي الألماني]، إذ عرّضت أطفالها لخطر يهدد حياتهم بتربيتهم في سوريا وضمن البيئة الأيدلوجية لتنظيم داعش، وهو ما يُعرّضهم لخطر أن تؤدي تربيتهم إلى نمط حياة إجرامي. رُفضت القضية لعدم وجود اهتمام عام بالملاحقة القضائية، وعدم كفاية الأدلة على خطورة الذنب، وحقيقة أن الأفعال وقعت منذ زمن طويل. علاوة على ذلك، أُخِذَ في الاعتبار نأيُ F7 بنفسها عن أيدولوجية داعش، وإدلائها بإفادات عن عدة أشخاص. كانت إفاداتها ذات أهمية كبيرة، وضمنت أن تصبح مسألة توانا وآسيا معروفة لدى سلطات التحقيق، وهو ما أدّى في النهاية إلى تنفيذ مذكرتي التوقيف.
وبعد تلاوة الأمرين، رفع رئيس المحكمة الجلسة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:52 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 30 حزيران / يونيو 2025، في التاسعة والنصف صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.