داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #2: قَيْدَ الْمُحاكَمَةِ مَرَّةً أُخْرى: إِدانَةُ تْوانا السّابِقَة
محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع.
المحكمة الإقليمية العليا - ميونيخ ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثاني
تاريخ الجلسة: 26 أيار / مايو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثاني الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثاني من محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. في ميونيخ، ألمانيا. في يوم المحاكمة هذا، فصّلت المحكمةُ وقائعَ إدانة توانا السابقة لتوانا. ولفعل ذلك، استجوبت المحكمة أحد المحققين الرئيسيين في هذه القضية السابقة من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، السيدَ جْغاوْبْنَه، W1، وقرأت الحكمَ النهائي لتلك القضيّة. كشفت شهادةُ الشاهد وحكمُ القضية عن تفاصيل تتعلق بحياة توانا قبل مشاركته في تنظيم داعش وأثناءها وبعدها. إذ عاش المتهم حياةً عادية بعد وصوله عامَ 2002 إلى ألمانيا تحت اسم مستعار. والتقى [حُجب الاسم]، F2، ورُزقا عامَ [حُجب الزمان] بطفل يُدعى [حُجب الاسم]، F3. ثم كانت لديه علاقةٌ مستقرة مع السيدة [حُجب الاسم]، F4، ووظيفةٌ مستقرة في صالونها لتصفيف الشعر، وكان ذلك من عام 2004 على أقل تقدير إلى عام 2013 . بعد انهيار علاقته عامَ 2013، تطرّف توانا في مسجد في ميونيخ على يد أعضاء داعش والذين حوكموا لاحقا في محاكمات مختلفة.
غادر المتهم ألمانيا عامَ 2015 وانضم إلى تنظيم داعش. وذكر المتهمُ خلال شهادته عامَ 2019 أنه كان يقود سيارةَ إسعاف فحسب ساعيا إلى مساعدة الناس في سوريا. رفضت المحكمة السابقة مصداقية توانا بحجة أنه كان «مرنًا مع الحقيقة». وقرّرت المحكمةُ السابقة أنّ توانا انخرط في الخطوط الأمامية لجيش داعش وشارك في حفظ الأمن على الثغور (الرباط). وتزوج توانا من المتهمة آسيا حينما كان مع داعش. ثم فرّا من العراق مع ابنتهما في أواخر عام 2017، ووصلا إلى ميونيخ، ألمانيا، في أيار / مايو 2018. واستخدما بطاقتَي هوية حقيقيّتَن لمواطنين سوريين لكي يحصلا على اللجوء في ألمانيا. قُبض على توانا بتهمةِ دخول ألمانيا بصورة غير قانونية وإساءةِ استخدام وثائق الهوية. وحُوكم لانتمائه إلى منظمة إرهابية أجنبية وأُدين بذلك وفقا للفقرة 129أ و129ب من القانون الجنائي الألماني، وبالتحضير لارتكاب جريمة عنف خطيرة تهدّد الدولة وفقا للفقرة 89أ من القانون الجنائي الألماني.
اليوم الثاني - 26 أيار / مايو 2025
بدأت الجلسة بتأكيد حضور الأطراف إجرائيّا. وعلّق القاضي بأن المتهم توانا بدا أفضلَ حالا مما كان عليه في يوم المحاكمة الأول [لمزيد من التفاصيل، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #1].
بعد أن أعلم القاضي كلا المتهمَين بحقوقهما وواجباتهما، تحدث توانا ح. ش. وادعى أنه لم يسمع من قبل عن الأسماء المذكورة. وقال: «أنت تعرف اسمي. لقد ذكرتَ أسماءً لا سمعتُ بها سابقا ولا أعرفها. أريد أن أرى هذه الأسماء أولا، وبالطبع، أريد أن أقول شيئا». بدا فريق الدفاع متفاجئا من أنّ المتهم تحدّث طوعا، فبدأوا يتهامسون ويحاولون لفت انتباهه. وبعدما لاحظ القاضي ذلك، سأل المتهمَ توانا عما إذا كان يرغب في التشاور معهم. فاستدار توانا وتحدث إلى فريق دفاعه مفعما بالنشاط. وبعد دقيقة، اقترحت المحكمة أن يواصل توانا وفريقُ دفاعه حديثَهم في استراحة الغداء، ووافق الجميع على ذلك. ثم استدعت المحكمة الشاهدَ الأول، المحققَ الجنائي الرئيسي (Kriminalhauptkommissar) في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، بيتر جْغاوْبْنَه، W1، الذي قاد التحقيق في أمر توانا في القضية السابقة.
بعد توضيح هوية الشاهد ودوره، بدأ القضاة استجوابَ الضابط حول ظروف توانا الشخصية خلال إقامته في ألمانيا وقبل مغادرته إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى تنظيم داعش. ووفقا للشاهد، دخل توانا ألمانيا عامَ 2002 مستخدما أسماءً مستعارة وتهجئات مختلفة لعدّة أسماء. ذكرت المحكمة الأسماء المستعارة «عبد الله عماد» و«عماد». بدأ توانا إجراءات الهجرة في نفس العام. أوضح السيد جْغاوْبْنَه أنّ المتهم التقى [حُجب الاسم]، F2، عامَ 2002 - في مهرجان أكتوبر [ملاحظة: مهرجان أكتوبر هو مهرجان شعبي تقليدي بافاري، يُقام في ميونيخ كل عام]. رُزق توانا وF2 بابنٍ يُدعى [حُجب الاسم] F3 عامَ 2003. وفي نهاية عام 2002، قدّم المتهمُ إلى سلطات الهجرة بطاقةَ هويةٍ عراقيةٍ مزورةً باسم عبد الله عماد. وفي عام 2004، قدّم وثيقةً باسم توانا [حُجب الاسم] تثبت جنسيتَه العراقيةَ. وفي عام 2005، انتقل المتهم للعيش مع السيدة [حُجب الاسم]، F4، التي كانت صديقتَه وربّةَ عمله. بدأ الاثنان في المواعدة عامَ 2003، رغم أنّ توانا كان لا يزال على علاقة مع والدة ابنه حتى حوالي عام 2004. وانفصل كلٌّ من F4 والمتهم عن الآخر عام 2013 تقريبا. ووفقا لإفادة من قضية المحكمة السابقة، ذكرت F4 أنّ غيرة توانا وتحكّمه زادا، وهو ما تسبّب في انفصالهما.
وشهد ضابط الشرطة أنّ فريق التحقيق لم يكن على علم بتوانا في البداية. إذ برز اسمُه عامَ 2014 في سياق قضية مواطن عراقي آخر غادر ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش. وتواصل الاثنان قبل يوم من مغادرة المواطن العراقي ألمانيا للانضمام إلى التنظيم المتطرف. إضافةً إلى ذلك، كان المتهم توانا على تواصل مع [حُجب الاسم]، F5، الذي انضم كذلك إلى تنظيم داعش وكان «أميرا» لجماعة متطرفة في ميونيخ، وحوكم عامَ 2019.
وفقًا لجْغاوْبْنَه، هناك عدة روايات تتعلّق بفرار توانا من العراق. ففي طلب اللجوء الذي قدّمه عامَ 2002، ادعى توانا أنه فرّ بعد شِجارٍ في صالون حلاقة. استحضر جْغاوْبْنَه زعمَ توانا أنّ والده قُتل في نفس الوقت تقريبا. غير أنّ التحقيقات كشفت لاحقا عن عدة تواريخ متضاربة لوفاة والده. وفي الواقع، اتصلت الشرطةُ بالوالد الذي أكّد شخصيّا أنه غادر العراق. ظل مبهَما ما إذا كان والد توانا قد توفي بعد ذلك ومتى حدثت الوفاة. وكانت إفاداتُ توانا السابقة كاذبة على كلّ حال. وحصل توانا على تصريح إقامة في ألمانيا عامَ 2004، نظرا لأنّ ابنه كان قاصرا يحتاج إلى رعاية. وبدت العلاقة مستقرة حتى عام 2011. وكان المتهم يدفع نفقة الطفل ويقضي وقتا مع ابنه بانتظام. وتذكّر الضابط أنّ توانا توقّف عن دفع نفقة الطفل في عام 2011. وأفاد ابنُ توانا أنّ أباهُ بدأ يذهب إلى المسجد بانتظام في أواخر عام 2014، قُبَيْل مغادرته ألمانيا. وفي نفس الوقت تقريبا، طلب المتهم من F2 جوازَ سفر ابنه F3 حتى يصحبه في إجازة إلى العراق، وهو ما رفضته F2. وفي إفادة F2 أمام المحكمة في محاكمة عام 2019، أعربت عن ارتياحها لأنها كانت تخشى أن يأخذ ابنَها معه إلى داعش.
وفقا لجْغاوْبْنَه، تذكر الشهود لاحقا أنّ توانا تغيّر في الأشهر التي سبقت رحيله. فقبل ثلاثة أشهر أو خمسة من رحيله، اعتاد لبس السراويل الطويلة، وأطلق لحيته الطويلة، وتوقّف عن الاستماع إلى الموسيقى وعن التدخين، وتخلّى عن الأصدقاء الذين كان يحتفل معهم بانتظام. أفاد السيد جْغاوْبْنَه عن تصريحات مؤيدة لذلك من حارس المبنى السكني الذي كان يقطنه توانا، وكذلك من الرجال الذين أخلَوا شقةَ المتهم بعد مغادرته ألمانيا. لاحقا، أوضح السيد جْغاوْبْنَه أنّ هؤلاء الشهود أفادوا أنهم علموا أنّ توانا رحل للانضمام إلى منظمة إسلامية متطرفة، ولكنهم لم يتذكروا ما إذا كانت تلك المنظمة هي القاعدة أو داعش.
وأوضح جْغاوْبْنَه أنّ تصريح إقامة المتهم انتهى في عام 2016 لأن السلطات قرّرت أنّ المتهم لم يعد يعيش في ألمانيا. إذ أبلغ توانا السلطات أنه يريد العيش في العراق مع ابنه ويؤسّس حياةً هناك. ويُزعم أنّ المتهم اشترى شقةً في العراق، وهو ما يدعم هذا الافتراض.
قبل أن يغادر توانا، كان قيد التحقيق بتهمة تمويل منظمة إرهابية، وفقا لما أضافه جْغاوْبْنَه. وتوقّف التحقيقُ بعد أن تَقرَّر أنّ توانا قد غادر ألمانيا نهائيّا في نهاية آذار / مارس 2015. وفي كانون الثاني / يناير وشباط / فبراير في نفس العام، اشترى توانا أقنعة رأس مموَّهة مستخدما بطاقتَه الائتمانية. وطلب عبر حسابه على موقع أمازون بعض البضائع للاستخدام خارج المنزل. وسُلّمت هذه البضائع إلى العنوان المسجل باسم توانا. وخمّنت الشرطة أنّ هذه البضائع قد تستخدم مؤنًا لتنظيم داعش، وبهذا يُحتمل أنّ توانا كان يموّل منظمةً إرهابية. واستُخدم حسابُ أمازون والبطاقةُ الائتمانية في ألمانيا حتى بعد أن غادر المتهمُ البلاد. وعُثر لاحقا على البطاقة الائتمانية في شقة زوجة عضو آخر في تنظيم داعش، واستُخدم حسابُ أمازون لتسليم بضائعَ أخرى إلى عنوان هذه الشقة.
بعد التحقيق، توصّل جْغاوْبْنَه وفريقُه إلى أنّ توانا قد أتمّ في تموز / يوليو 2015 تدريبا إلزاميّا على كلّ عضو جديد ينضم إلى تنظيم داعش. واستمعت المحكمةُ السابقة إلى شهادة الخبير الدكتور جويْدو شْتايْنْبيرج، E2، الذي أفاد بأن تنظيم داعش يصادر خلال هذا التدريب هواتفَ جميع المتدربين. وفي تموز / يوليو 2015، تواصل توانا بزوجة عضو آخر في داعش عبر خدمة مراسلة تسمى Surespot. ووفقا للخبير، يكاد يكون مؤكدا أنّ المتهم أكمل تدريبه مع داعش، إذ كان بإمكانه استخدامُ هاتف. ووفقا للسيد جْغاوْبْنَه، كشفت التحقيقات أنّ توانا غادر ألمانيا برفقة شخصَين، هما [حُجب الاسم]، F6، و[حُجب الاسم]، F7.
عندما سُئل السيد جْغاوْبْنَه عن الصلات التي تربط توانا بالسلفيين في ألمانيا، أشار إلى أنه لا توجد سوى أدلة قليلة. وتذكّر أنّ توانا التقى في أحد المشافي بشخص يدعى هيباكوتشا، F8، يُزعم أنه توفي لاحقا في محاولة تفجير انتحاري. وردّا على أسئلة القضاة، أوضح جْغاوْبْنَه أنّ F8 حضّر للهجوم الانتحاري، ولكنه أُرديَ قتيلا بالرصاص قبل أن يتمكن من تفجير القنبلة. ووفقا لجْغاوْبْنَه، قبل أن يغادر توانا لينضمّ إلى داعش، أخبر آخرين في مجموعةٍ للمتعاطفين مع داعش أنه غُمَّ حين سمع خبر الهجوم الانتحاري، وأنه لم يكن يعلم أنّ تنظيم داعش قد يجبر شخصا على فعل أمر كهذا، وأنه لا يمكن أن يؤيّدهم [أي، داعش] بسبب أفعال مثل التفجيرات الانتحارية. ثم أوضح السيد جْغاوْبْنَه أن لقاء توانا بـ F8 لا بدّ أنه حصل قبل 18 حزيران / يونيو 2014، لأن F8 اختفى من ألمانيا بعد هذا اليوم. وفي محادثة أخرى مع [حُجب الاسم]، F9، قال توانا إنه يشعر بالأسى تجاه اليزيديين والأكراد بسبب داعش.
واستجوب فريق التحقيق الرجلَ الذي اشترى سيارة توانا عندما غادر ألمانيا. ذكر الرجلُ أنّ توانا كان يجمع الملابس لمنظمة Hansainternational الخيرية [ملحوظة: لا يزال اسم المنظمة غير مؤكد بصفتها منظمة خيرية مسجلة]. وكان F5 ممثّلا لمنظمة Hansainternational آنذاك. وأضاف جْغاوْبْنَه أنّ جمعَ توانا الملابسَ للمنظمة يشير إلى أنه كان على تواصل مع الجماعات الجهادية المتطرفة في ميونيخ.
عثرت الشرطة في وسائل التواصل الاجتماعي على حساب فيسبوك باسم «Luka Hama [لوقا حما]». كان اسم الحساب «Salafar [سلافار]». وأظهر أحد المنشورات صورةً لتوانا مع آخرين في Stachus [سْتاخوس] [ملحوظة: Stachus هي ساحة رئيسية كبيرة في ميونيخ، ألمانيا]. وكان الحساب مسجَّلا باستخدام عنوان بريد إلكتروني لتوانا. ووُضع «إعجاب» على ثلاثة منشورات باستخدام هذا الحساب، كان أحدها منشورا مفصَّلا عن «الدين الحق» وأشار الآخر إلى منظمة Hansainternational، وهو ما ربط توانا أكثر بـ [حُجب الاسم]، F5، عندما كان لا يزال في ألمانيا. وأظهر المنشورُ الأخير [كتابات] «عقديّةً» باللونين الأبيض والأسود. لم يتمكن جْغاوْبْنَه من تحديد تاريخ دقيق بسبب الإعدادات الافتراضية لفيسبوك، ولكنه أشار إلى أنّ هناك إعجابا وُضع على المنشور في تشرين الأول / أكتوبر 2014 على أقصى تقدير. وشدّد السيد جْغاوْبْنَه على هذه النتيجة، زاعما أنها تُظهر أنّ توانا كان مهتمّا بالإسلام بشدة في ذلك الوقت فعلا.
عندما سُئل السيد جْغاوْبْنَه عن استعدادات المتهم لمغادرة ألمانيا، أوضح أنّ المحققين اكتشفوا بدايةً أنّ توانا غادر ألمانيا في 30 آذار / مارس 2015 متوجها إلى تركيا. وقبل أن يرحل توانا، طلب عدة بضائع للاستخدام خارج المنزل، منها أقنعةُ رأس. وكشفت التحقيقات أنّ التخطيط للمغادرة تمّ مع رجل آخر غادر ألمانيا للانضمام إلى تنظيم داعش. واستمر استخدام الحساب والبطاقة الائتمانية حتى بعد مغادرة توانا ألمانيا، ولكن اكتُشفت فواتيرُ غير مسددة. وفيما يتعلق ببعض الطلبات، أوضح جْغاوْبْنَه أنّ المجموعة المحيطة بتوانا وF5 وF6 تباحثت أنّ تسديد الدفعات لا يلزم في «دار الكفر»، والتي عرّفها مكتبُ الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) على أنها تعني «منطقة حرب».
عندما استجوب جْغاوْبْنَه المتهمَ توانا، اعترف المتهم بأنه غادر ألمانيا وانضم إلى تنظيم داعش. وأتمّ توانا تدريبا قصيرا شمل دروسا في الشريعة باللغة العربية وتدريبا على استخدام السلاح. وفقا للسيد جْغاوْبْنَه، أوضح توانا أنه لم يُتمّ سوى ثلاثة أو أربعة أيام من التدريب على استخدام بندقية كلاشنيكوف بسبب بعض أمراض الحساسية التي كانت لديه. وعزا توانا تفاقم حساسيته إلى إفراطه في تعاطي الكوكايين في ميونيخ، وهو ما لم يتسنّ تأكيده. واستحضر جْغاوْبْنَه أنّ المتهم التقى بأفراد من عائلته في تركيا وسافر معهم إلى سوريا. وأخبر توانا السيدَ جْغاوْبْنَه أنه فرّ بعد تدريبه إلى الموصل التي كانت آنذاك تحت سيطرة داعش. وخلصت المحكمةُ السابقة إلى أنّ الموصل كانت وجهة غير مناسبة لمن يريد الفرار من داعش. وعمل توانا في الموصل سائقا لسيارة إسعاف.
إضافةً إلى ذلك، أصيب توانا بين عامي 2016 و2017. وتمكن السيد جْغاوْبْنَه من اكتشاف محادثة بين عضوين في تنظيم داعش، هما F5 ورجلٌ يدعى [حُجب الاسم] F10، تحدثا فيها عن وجود توانا في المشفى. فُحصت الإصابة في تقييم جنائي خلال القضية السابقة. ووفقا لتوانا، كان قد أُصيب بسبب قصف. وادعى أنه كان موجودا بسبب عمله سائقا لسيارة الإسعاف. ورجّح الخبير الجنائي أنّ الشظايا والجروح كانت ناتجة عن تأثيرات فردية، أي جروحا بسبب طلقات نارية، وليس عن تأثير واسع النطاق.
في الموصل، التقى توانا بـ F5 وأراد أن تلتقي زوجتاهما. حصل جْغاوْبْنَه على هذه المعلومات عن طريق محادثات بين المتهم وF5، وبين F5 وF6. وأوضح السيد جْغاوْبْنَه ههنا أنّ المتهم لم يكن يُدعى دائمًا «توانا [حُجب الاسم] ح. ش.» في تلك المحادثات. بل كان يُدعى أيضا بعبد الله الكردي وعبد الله الألماني. وبيّن السيد جْغاوْبْنَه لاحقا أنّ توانا كان يُدعى بـ «عبد الله الكردي» عندما كان الناس يتحدثون عنه باعتباره كرديّا و«عبد الله الألماني» عندما كانوا يتحدثون عنه باعتباره من ألمانيا.
وشهد السيد جْغاوْبْنَه أنّ المحققين فتّشوا هاتف توانا. وكانت أقدمُ البيانات المخزّنة مؤرّخةً في كانون الأول / ديسمبر 2017. وكشفت البيانات الجغرافية أنّ توانا كان في جنوب شرق تركيا عندما فُعِّل الهاتف شمالَ غرب سوريا. وعلى مدى عدة أشهر، تنقّل توانا والمتهمةُ الأخرى، آسيا، وابنتُهما عبر تركيا حتى وصلوا إلى اليونان في 20 أيار / مايو 2018. وفي ذلك الوقت، كان توانا يدرس عدةَ مدن ألمانية (ميونيخ وهامبورج وبريمن) إضافة إلى مدينة في هولندا. ويُزعم أنّ توانا حصل من شخص يدعى [حُجب الاسم]، F11، على مجموعة بطاقات هوية حقيقية لمواطنين سوريين، له وللمتهمة الأخرى، آسيا، التي كانت زوجتَه حسب الشريعة الإسلامية ولابنته آنذاك. استخدمت الأسرةُ بطاقات الهوية للدخول إلى ألمانيا وتقديم طلب لجوء. وأخبر المتهمُ السيدَ جْغاوْبْنَه أنّ هذه «أشياء يمكنك الحصول عليها على فيسبوك».
ثم سألت المحكمةُ ضابطَ الشرطة عن السيد [حُجب الاسم]، F12، حارس المبنى الذي فيه شقة المتهم. وفقا للسيد جْغاوْبْنَه، أفاد الحارس أنّ سلوك المتهم تغير في الأشهر التي سبقت رحيلَه. فرغم أنّ توانا كان مهذبا في السابق، صار فظّا متجهّما. ولم يُنْهِ توانا عقدَ إيجاره بنفسه؛ بل فعل ذلك رجلٌ آخر نيابةً عنه. وإضافةً إلى التحدث مع الحارس، استجوب جْغاوْبْنَه الرجالَ الذين أخلَوُا الشقة. ورغم أنّ هؤلاء الرجال كانوا متأكدين من أنّ المتهم غادر ألمانيا للانضمام إلى منظمة متطرفة، إلّا أنهم لم يكونوا متيقّنين من كونها القاعدة أو داعش. وأكّد F12 أنه سمع شيئا مشابها.
سألت المحكمة عن رجل آخر له صلة بالقضية، اسمه [حُجب الاسم]، F13. تذكّر السيد جْغاوْبْنَه أنّ F5 طلب من هذا الرجل أيضا الانضمام إلى داعش.
***
[استراحة لسبع عشرة دقيقة]
***
بعد الاستراحة، سألت المحكمةُ السيدَ جْغاوْبْنَه عن علاقة المتهم بأعضاء آخرين من داعش. وفقا لسجلّ المحكمة في القضية السابقة، ذكر توانا وزملاؤه في داعش أنّ توانا علّق سلبيّا على تنظيم داعش بسبب عملياته الانتحارية التي أعقبت الواقعةَ المذكورة أعلاه - قبل أن يغادر توانا ألمانيا. وكان توانا أقرب ما يكون إلى F6، وكان على تواصل معه طيلة إقامته في أراضي داعش حيث كانا يلتقيان. وعندما سُئل السيد جْغاوْبْنَه كيف عَلِم فريقُ التحقيق بمكان إقامة المتهم في ذلك الوقت، أوضح أنهم تتبعوا عنوان IP الخاص بمحادثات تيليجرام التي كان توانا وأعضاءٌ آخرون يتواصلون عن طريقها.
***
[استراحة لإحدى وسبعين دقيقة]
***
بعد استراحة الغداء، عرضت المحكمة على السيد جْغاوْبْنَه عدةَ صور. وأعادت المحكمة توضيح تفاصيل المحادثات وقسّمت الجوانب الإجرائية لملف القضية. ثم عرضت عليه عدة لقطات شاشة لصور تُظهر رجالا يحملون بنادق قناصة على موقع Pinterest. وأوضح جْغاوْبْنَه أنّ توانا استخدم كثيرا من هذه الصور في ملفه الشخصي على تيليجرام في أوقات مختلفة.
نظرا لأن الادعاء العام ومحامي المدعين لم يكن لديهم أسئلة، أثار فريق الدفاع أسئلتَه. أوضح أحدُ محامي دفاعِ توانا بعض التفاصيل المتعلقة بإصابة توانا. ثم سأل شِرفين عامري، محامي دفاعِ آسيا، عما إذا كانت هوية توانا قد أُكّدّت. فأجاب السيد جْغاوْبْنَه بأنهم أكّدوها بقدر ما كان في وسعهم.
قبل اختتام الجلسة، قرأت المحكمة الحكمَ الصادر في القضية السابقة ضد توانا برقم القضية 9St3/19. وحدّدت المحكمةُ السابقة تاريخَ تنظيم داعش وأهدافَه وأَوردت النتائج المتعلقة بحياة المتهم الشخصية. وفي الحكم، قضت المحكمةُ السابقة بأنها مقتنعة بمشاركة توانا طوعا في تنظيم داعش. وحسمت المحكمةُ بأنه كان جزءا من كتيبة الأنبار الملكي [ملحوظة: لم يكن الاسم واضحا]. ووفقا للحكم، أصيب توانا حينما كان مرابطا. ورأت المحكمةُ السابقة أن زعمَ توانا أنه كان سائق سيارة إسعاف لم يكن يهدف إلّا إلى التهوين من أهمية مشاركته في أنشطة تنظيم داعش. وحدّدت المحكمةُ السابقة تاريخ 31 أيار / مايو 2015 على أنه تاريخُ مغادرة توانا، وهو ما يتعارض مع التواريخ الأخرى المذكورة في الحكم وفي شهادة شاهد أدلى بها ضابطُ جمارك خلال المحاكمة السابقة والتي أفادت بأن التاريخ هو 30 آذار / مارس 2015.
نظراً لتأخر الوقت، توقّف القضاة عن قراءة بقية الحكم، وستُستأنف في الجلسة القادمة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:27 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 2 حزيران / يونيو 2025، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.