
داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #1: تُهَمٌ بِالْإِبادَةِ الْجَماعِيَّة: يَوْمُ الْمُحاكَمَةِ الْأَوَّلُ في مْيونيخ
محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع.
المحكمة الإقليمية العليا - ميونيخ ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الأول
تاريخ الجلسة: 19 أيار / مايو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الأول الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الأول من محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. في ميونيخ، ألمانيا. في هذا اليوم، ركزت المحكمة أساسا على تقييم حالة توانا ح.ش. الطبية وعما إذا كان مؤهَّلا للمحاكمة. إذ أفاد بأنه يعاني من صداعٍ شديدٍ وطنينِ أذنٍ ودَوخة. وفحصه طبيبٌ خلال الاستراحة وعرض نتائج فحصه الطبي في المحكمة. وفي النهاية، أكّد القاضي شْتول أنّ المتهم مؤهلٌ للمثول أمام المحكمة وأنّ المحاكمة ستجري كما هو مقرر.
وبعد أول توقّف، قُرئت لائحةُ الاتهام:
اتُّهم توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. بارتكاب الجرائم التالية معا. ارتُكبت جريمتان منها تقعان في الأرقام (2) و(3) و(4) بنفس الفعل، وكانت آسيا ر. ع. في جزء من المدة التي ارتُكبت فيها تلك الأفعالُ شابةً بالغة [الفقرة 105 من قانون محاكم الأحداث]:
- (1) [الإبادة الجماعية]: إلحاق أذى جسدي أو عقلي جسيم عمدا بقصد تدمير جماعة دينية كليّا أو جزئيّا [الفقرة 6 (1)(2) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي] بالاقتران مع الفقرة 226 من القانون الجنائي الألماني ونقل طفل قسرا من جماعة إلى جماعة أخرى [الفقرة 6 (1)(5) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- (2) [الجرائم ضد الإنسانية]: فعلُ ما يلي ضمن هجوم موسّع أو منهجي ضد السكان المدنيين
- الاتجار بالبشر وانتحال ملكيّتهم حالَ فِعْلِ ذلك [الفقرة 7 (1)(3) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- تعذيب شخص محتجز لديهم أو خاضع لسيطرتهم بطريقة أخرى عن طريق إلحاق أذى جسدي أو نفسي كبير أو معاناة به، ولم يكن ذلك مجرّد نتيجة للعقوبات المسموح بها بموجب القانون الدولي [الفقرة 7 (1)(5) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- التسبب في ضرر جسدي أو نفسي جسيم لشخص آخر، ولا سيما من النوع الموصوف في الفقرة 226 من القانون الجنائي الألماني [الفقرة 7 (1) (8) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- حرمان شخص جِدّيّا من حريته الجسدية في انتهاك لقاعدة عامة من قواعد القانون الدولي [الفقرة 7 (1) (9) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- اضطهاد مجموعة أو جماعة معينة على أساس الدين أو النوع الاجتماعي، وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية أو فرض قيود صارمة عليها [الفقرة 7 (1)(10) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- (3) [جريمة حرب]: معاملة شخص محميّ بموجب القانون الإنساني الدولي معاملةً قاسية أو لا إنسانية في سياق نزاع مسلح غير دولي، عن طريق إلحاق أذى جسدي أو نفسي كبير أو معاناة به [المادة 8 (1)(3) من قانون جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية].
- (4) [تهم الاتجار بالبشر محليّا]: إيواء شخص دون سن الثامنة عشرة بهدف الاستغلال الجنسي والاستعباد، عن طريق القوة والتهديد بإلحاق أذى جسيم [الفقرة 232 (1) (1) (أ)، (2) (1)، (3) (1) من القانون الجنائي الألماني]
واتُّهم توانا ح. ش. بنفسه بخمس حالات ارتكبها في نفس الفعل، وهي:
- اغتصاب شخص آخر في سياق هجوم موسّع ومنهجي ضد سكان مدنيين [الفقرة 7 (1) (6) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- اغتصاب شخص محمي بموجب القانون الإنساني الدولي في سياق نزاع مسلح غير دولي [الفقرة 8 (1) (4) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- الجِماع مع طفل [الفقرة 176 (1)، والفقرة 176أ (2) (1) من القانون الجنائي الألماني]
وإضافة إلى ذلك، اتُّهم توانا بالمشاركة عضوا في منظمة أجنبية تتوجّه أهدافُها وأنشطتُها إلى ارتكاب جرائمِ القتل العمد وغير العمد وإبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية وجرائمِ حرب [الفقرة 129أ (1) (1) و129أ (1) (2) من القانون الجنائي الألماني].
واتُّهمت آسيا ر. ع. بمساعدة شخص عمدا [الفقرة 27 من القانون الجنائي الألماني] في ارتكاب فعل غير قانوني على الصعيد الدولي في خمس حالات في نفس الفعل، وهي:
- جريمة ضد الإنسانية عن طريق الاغتصاب
- جريمة حرب عن طريق الاغتصاب
- اعتداء جنسي جسيم على الأطفال
إضافة إلى ذلك، اتُّهمت آسيا بالمشاركة عضوةً في منظمة أجنبية تتوجّه أهدافُها وأنشطتُها إلى ارتكاب جرائمِ القتل العمد وغير العمد وإبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية وجرائمِ حرب [المادة 129 أ (1) (1) و129 أ (1) (2) من القانون الجنائي الألماني].
وقائع القضية
وفقا للائحة الاتهام، اشترى توانا ح. ش. فتاةً يزيديةً بلغت من العمر خمس سنوات، تُدعى [حُجب الاسم]، [ملحوظة: لُفظ اسمها الأول في المحكمة بألفاظ عدّة، مثل [حُجب الاسم] وغير ذلك]، P1، وكانت هديةَ زواج، بين تشرين الأول / أكتوبر وكانون الأول / ديسمبر 2015 في الموصل، وفتاةً يزيديةً تبلغ من العمر اثني عشر عاما، تدعى [حُجب الاسم] [ملحوظة: لُفظ اسمها بألفاظ عدّة، مثل [حُجب الاسم]]، P2، في أوائل تشرين الأول / أكتوبر 2017 في الرقة. زعم المتهمان ملكيّتهما للفتاتين واحتجزاهما في منازل مختلفة. وعرّض توانا وآسيا الفتاتَين للاستغلال الجنسي والمادي والعنف الجسدي، وقمعا أي شكل من أشكال الإرادة الحرة، وأجبراهما على التخلي عن ممارسة شعائرهما الدينية وعلى ممارسة شعائر الإسلام. اعتدى توانا جنسيّا على الفتاتين مرات متعددة وجامَعَهما في الفَرْج. وكانت آسيا على علم بذلك ووافقت عليه وأيّدته. فُعلت أفعال توانا وآسيا بصفتهما عضوَين في تنظيم داعش ووفقا لأجندة التنظيم. وأرادا المساعدة في تدمير الجماعة واعتقدا أنّ تدمير اليزيديين أمرٌ يمكن إنجازه.
وتضمنت لائحة الاتهام تفاصيل عن النزاع غير الدولي في سوريا والعراق. ووُضّح أنّ أحد أهداف تنظيم داعش هو تدمير الديانة اليزيديّة، وأنه وفقا للديانة اليزيديّة، يؤدّي الجماع مع أشخاص من خارج الطائفة اليزيديّة تلقائيّا إلى الطّرد من الطائفة الدينية. ولذلك يعني اغتصابُ رجالٍ غير يزيديّين نساءً يزيديّات أن تفقد تلك النساءُ انتماءهنّ الدينيّ.
اليوم الأول - 19 أيار / مايو 2025
في يوم المحاكمة هذا، بدأت الإجراءات في الساعة 9:45 صباحًا أمام هيئة قضاة أمن الدولة في المحكمة الإقليمية العليا في ميونيخ، ألمانيا. حضر 28 ممثّلا عن الصحافة ومتفرّجا في بداية المحاكمة، بالإضافة إلى ستة مصورين صوّروا قبل بدء الجلسة.
يَفصِل في القضية خمسةُ قضاة يشكّلون هيئة القضاة وقاضيةٌ بديلةٌ واحدة: القاضي الدكتور شْتول (رئيسا للمحكمة)، والقاضي غايْشِنْبِرْجر، والقاضية فوسُلوس، والقاضي شْتْغافْنَر، والقاضية هامِل، والقاضية نولتِه (قاضيةً بديلا).
مثّل مكتبَ المدعي العام الاتحادي (GBA) الدكتورةُ شْليب والدكتورةُ تْسابيك. وشكّل فريقَ الدفاع عن المتهم توانا ح. ش. المحاميان اللذان عيّنتهما المحكمةُ، المحامي بيتر إيفالد والمحامي كِمْبْف. مَثَّل آسيا ر. ع. محامو الدفاع لِيا ماتْنر وفيليب يانسُن وشِرفين عامري من مكتب المحاماة «عامري يانسُن وأُندْراسيك». وكان الدكتور فاجْنر مترجمَ آسيا الشفوي الخاصّ. مَثَّل المدّعيتَن المحاميتان السيدةُ فون فِسْتِنْجْهاوْزِن والسيدةُ لينَر. ولم تحضر المدّعيتان الجلسة. كان المترجمان اللذان عيّنتهما المحكمةُ هما السيدةُ والسيدُ حسين. قدّم الدكتور فْرايْزيهَر خدمة محكمة الأحداث [بالألمانية: Jugendgerichtshilfe. تنصّ الفقرة 38 من قانون محاكم الأحداث على تقديم المساعدة في القضايا التي يكون فيها المتهمون أحداثا. إذ كانت آسيا في جزء من المدة التي ارتُكبت فيها تلك الأفعالُ شابةً بالغة (بين 18 و 21 عاما، الفقرة 1 من قانون محاكم الأحداث).
دخل المتهم توانا قاعةَ المحكمة مغطّيا وجهَه بقطعة ورق فيها فتحتان للعينين. ثم دخلت المتهمة آسيا بُعَيد ذلك مخفيةً وجهَها بملف أزرق، يحجبها عن الأنظار قليلا ضابطُ أمن ومحامو دفاعها. صوّر فريق تصوير حتى دخل القضاة وطلبوا من الصحفيين المغادرة.
افتتاح المحاكمة
افتتح رئيسُ المحكمة الدكتورُ شْتول محاكمةَ توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. وقدّم أعضاءَ هيئة القضاة، وفريقَي الدفاع، والادعاءَ العام، ومحامي المدعيتَن، والمترجمَين الشفويَّين. وأشار القاضي إلى أنه لم تطرأ أي تغييرات على تشكيلة المحكمة منذ صدور أمرها في 2 أيار / مايو 2025.
حلَّف رئيسُ المحكمة المترجمَين الشفويَّين، ثم سأل كلا المتهمَين عما إذا فهِما المترجمَين الشفويَّين صوتا ولغةً. وأكّد المتهمان أنهما يفهمان المترجمَين الشفويَّين.
قبل أن يواصل القاضي الجلسة، طلب توانا أن يُدليَ ببيان. طلب منه رئيس المحكمة أن يؤجّل تعليقه حتى يتأكد من معلومات المتهم الشخصية وحضوره لتدوين ذلك في المحضر.
ثم سجّل رئيسُ المحكمة بيانات توانا الشخصية، وأكّد توانا أنّ اسمه توانا ح. ش. عندما طُلب منه تأكيد ذلك. وأُشير إلى خطأ كتابي يتعلق بتكرار اسم عائلته في بعض السجلات؛ وبُيِّن أنّ هذا التكرار غير صحيح. وأكّد المتهم أنّ توانا [حُجب الاسم] هو اسمُه الصحيح. وسأل رئيسُ المحكمة عما إذا كان هذا هو اسمَ عائلته في ألمانيا واسمَه عند الولادة، فأقرّ المتهم ذلك.
ثم أدلى توانا ببيانه، وأبلغ المحكمة بظروفه في الحبس الاحتياطي. ووصف أنّ موظّفي الأمن في سجن آوْجْسْبورج اعتدوا عليه جسديا وخدّروه على مدى الأيام الـ 400 الماضية. وأضاف أنه لم يكن في حالة تسمح له بالمشاركة في الإجراءات بسبب ذلك.
روى توانا أنّ موظّفي السجن كان يضربونه ويركلون رأسه بانتظام. وأكّد أنّ مدير سجن آوْجْسْبورج كان على علم بهذه الحوادث المزعومة. وادّعى أنّ الضربات المتكررة على رأسه تسببت له في صداع شديد مستمر.
ووصف توانا هـ. س. أيضا احتجازه الذي استمرّ حتى بداية المحاكمة وقال إنه تعرض لإساءة المعاملة طوال فترة احتجازه. وشهد بأنه احتُجز في زنزانة تحت الأرض، «مخبأ محصّن»، لعدة أشهر دون أن يتمكن من الوصول إلى أيٍّ من متعلقاته الشخصية أو التواصل مع محاميه. وزعم أنه كلما كان يطلب رعاية طبية، كان موظّفو الأمن يتجاهلون طلباته أو يردون عليها بالعنف، بركله في رأسه. وادعى أنه أُجبر على تناول حبوب. وأوضح أنه لم تتح له أي فرصة للوقوف أمام الباب أو مقابلة محاميه.
طلب توانا تأجيل الجلسة، مدّعيا أنه عاجزٌ حاليّا عن فهم أي شيء بسبب صداعه وطنين أذنيه، وأنّ ليس في وُسعه «استيعاب أي شيء».
ردّ رئيس المحكمة بأنه يمكن إجراء فحص طبي لتقييم مدى أهلية توانا للمثول أمام المحكمة، ولكن هذه المسألة ستُتناول بعد الانتهاء من توثيق البيانات الشخصية.
استمرار توثيق بيانات توانا الشخصية
ثم استأنف القاضي تسجيلَ بيانات توانا الشخصية. وردّا على سؤال رئيس المحكمة، أشار توانا إلى أنه ولد في [حُجب الزمان] 1981 في العراق قربَ الحدود مع إيران [ملاحظة: لم تسمع مراقبةُ المحاكمة المكانَ جيدا]. وأكّد المتهم أنّ لديه الجنسية العراقية.
ثم سأل رئيسُ المحكمة المتهمَ توانا عما إذا كان متزوجا طبقا للقانون الألماني. وبعد توقف وجيز، نفى متردّدا. فسأل القاضي عما إذا كان صحيحا أنّ توانا متزوج من المتهمة آسيا وفقا للشريعة الإسلامية ودون زواج مدنيّ في ألمانيا. فأقرّ توانا ذلك وأضاف أنّ الزواج كان عن طريق إمام.
وعندما استجوبه رئيسُ المحكمة، أوضح توانا أنه عمل في مشفى لأربعة أشهر أو خمسة. وتابع القاضي شْتول بسؤاله عن العمل الذي كان يؤديه في المشفى. فأجاب توانا أنه كان يعمل في الموصل سائقا لنقل المرضى في أحد المشافي [بالألمانية: Krankenfahrer؛ لم يكن واضحا ما إذا كان المتهم قد قال Krankenfahrer (سائق لنقل المرضى) أو Krankenpfarrer (قسيس المستشفى)، وحاولت المحكمة توضيح ذلك لاحقا].
تساءل رئيسُ المحكمة إذا كانت هذه هي مهنتَه التي تدرّب عليها. فأجاب توانا أنه تدرّب رسميا على مهنة الحلاقة. وبعد مزيد من الاستجواب، أوضح أنه خلال فترة احتجازه عمل في خط إنتاج ألعاب الأطفال، ووصف ذلك بأنه آخر عمل له.
عندما سأله رئيس المحكمة عن آخر مكان أقام فيه، أجاب توانا أنه لم يكن متأكدا. ثم قرأ رئيس المحكمة العنوان بصوت عالٍ: سكن مشترك في [حُجبت المعلومة]. قال توانا إنّ هذا العنوان ربما يكون صحيحا.
ثم تساءل رئيسُ المحكمة عما إذا كان صحيحا أنّ توانا قد اعتُقل في 9 نيسان / أبريل 2024 بناءً على مذكرة توقيف صدرت في 19 آذار / مارس 2024. أجاب توانا أنه ليس متأكدا تماما من التواريخ، لكنه افترض احتمال أن تكون صحيحة. وأكّد أنه في الحبس الاحتياطي منذ اعتقاله.
تسجيل بيانات آسيا الشخصية
ثم انتقل رئيس المحكمة إلى تأكيد بيانات آسيا الشخصية.
أكّدت المتهمة أنّ اسمها هو آسيا [حُجب الاسم]. وبعد أن سُئلت عن تاريخ ميلادها، أجابت آسيا أنه [حُجب الزمان] 1996. أخطأت المترجمةُ، السيدةُ حسين، في ترجمة السنة إلى 1986، وهو ما لوحظ على الفور وصُحّح، واعتذرت السيدة حسين عن خطئها. وعند سؤال القاضي التالي، قاطع مترجمُ آسيا الشخصيُّ وأشار إلى أنّ المتهمة لم تتمكن من فهم السيدة حسين. طلب القاضي شْتول من السيد حسين تولي أمر الترجمة. تحسن الفهم بعد هذا التغيير، ولكن محاولة القاضي لاستيضاح أسباب عدم فهم آسيا باءت بالفشل.
أفادت آسيا أنها ولدت في كركوك، وأنها لا تزال متزوجة من توانا وفقا للشريعة الإسلامية، ولكن ليس وفقا للقانون المدني الألماني، إلّا أنهما انفصلا. وعندما سُئلت عن مهنتها، أجابت أنها تعلّمت إصلاح الدراجات النارية من والدها.
تواصلت مشاكلُ آسيا في الفهم، فطلب مترجمُها الشخصي، الدكتورُ فاجنر، ومحامي دفاعها شِرفين عامري، تغييرَ الترجمة إلى اللغة العربية [ملحوظة: لم تُحدَّد اللغة التي كان السيد والسيدة حسين يترجمان إليها حتى ذلك الحين، ويُرجّح أنها الكرمنجية، ولكن لم يؤكّد ذلك].
ثم أدلت آسيا بشهادتها باللغة العربية بأنّ لديها الجنسية العراقية وأنها تقيم في [حُجبت المعلومة]. ولم تتمكن من تحديد تاريخ مذكرة توقيفها أو تاريخ احتجازها بدقة، ولكنها أكّدت أنها احتجازها مستمرٌّ منذ يوم توقيفها.
ثم انتهت المحكمة من تسجيل البيانات الشخصية لكلا المتهمين.
حالةُ توانا البدنية وقدرتُه على المثول للمحاكمة
بعد توضيح تفاصيل المتهم الشخصية، أراد رئيسُ المحكمة مواصلة الجلسة قبل التوقف لإجراء الفحص الطبي إذا أحسّ توانا أنه قادر على ذلك. أشار المتهم إلى أنه يعاني من صداع شديد ومشاكل في التوازن. وأفاد بأنّ سببَ صداعه هو إساءةُ معاملته أثناء الاحتجاز وركلُه على رأسه. وروى أنه لا يزال ضعيفا وَهِنًا منذ أن احتُجز لدرجة أنه لا يستطيع سوى الاستلقاء على السرير.
سأل رئيسُ المحكمة المتهمَ توانا عما إذا كان قد تواصل مع محاميَي دفاعه، فأجاب توانا «لا، إطلاقا». ثم استعلم القاضي شْتول عما إذا كان توانا موافقا على إعفاء محاميَي دفاعه من السِّرّية المهنية للتأكّد من عدم وجود تواصل. سأل القاضي المتهمَ صراحةً: «هل فهمت السؤال؟ هل يُسمح لمحاميَي الدفاع بإخباري متى كان آخر تواصل لهم معك؟» أجاب توانا أنه لا يستطيع فهم الكثير صوتيا بسبب ضعف سمعه. وشرح أنه يسمع صفيرا وغناءً، «مثل صوت اندفاع يأتي ويذهب (...) لا أعرف ما الذي يحدث». ثم استفسر القاضي عن مستوى توانا في اللغة الألمانية ولاحظ أنّ توانا بدا أنه يفهم اللغةَ الألمانيةَ ويُجيب بها جيدا، وهذا يشير إلى أنّ اسيعابَه للّغة وافٍ. ثم أمر القاضي شْتول المترجمين الشفويين أن يتوقفوا عن الترجمة، لأن ذلك قد يزيدُ من ارتباك توانا وحيرته. ولم يعترض توانا ولا محاميا دفاعه على ذلك.
ثم كرر القاضي سؤاله: «أيمكن لمحامي الدفاع أن يخبروني متى تحدثوا معك آخر مرة؟»، فرد توانا «طبعا» وأشار إلى أنّ محاميَي دفاعه لا يعرفون حالته الصحية. فاقترح القاضي شْتول الحصول على هذه المعلومات من أطباء السجن. وبعدما سُئل توانا إن كان يوافق على إعفائهم من في السِّرّية الطبية، أجاب بالإيجاب. ودوّن رئيسُ المحكمة رسميا في المحضر أنّ «توانا ح.ش. يُعفي أطباءَ السجن من واجب السِّرّية الطبية، ويُعفي محاميَي دفاعه من واجب السِّرّية المهنية، بالقَدْر الذي يتعلق بالتواصل مع المتهم وحالته الصحية».
[ملحوظة: كان إعلامُ توانا بخصوص إعفاء السِّرّية موجزا وغير رسميّ غالبا. ولم يوضّح القاضي شْتول التّبعاتِ القانونية المحتملة لمثل هذا الإعفاء.]
ظلّ محاميا دفاع توانا صامتَين طوال الحوار، وتحدث توانا نيابة عن نفسه.
ثم أعلن رئيس المحكمة عن استراحة لمدة 45 دقيقة لكي تُقَيّم حالة توانا طبيّا ولتحديد ما إذا كان مؤهّلا للمحاكمة.
***
[استراحة لمئة دقيقة]
***
استأنفت المحكمة جلستها الساعةَ 12:02، بعد تمديد الاستراحة مرتين. خلال الاستراحة، أخرج أحد أفرادُ الأمن أحدَ الحاضرين من قاعة الجمهور لأسباب غير معروفة. وبعد عودة جميع الأطراف إلى الجلسة، قُرئت عدّة وثائقَ تتعلق باعتقال توانا واحتجازه وحالته الصحية.
[ملحوظة: نظرا لسرعة القراءة ورداءة الصوت، لم تتمكن مراقِبةُ المحاكمة من تدوين كافة التفاصيل. ولذا فإنّ ما يلي هو مقتطفاتٌ من قراءة الوثائق.]
الوثيقةُ الأولى - مكالمةٌ هاتفيّة مع السيدة هاتْلَه
قرأ القاضي نص محادثة هاتفية مع السيدة هاتْلَه [لم يتضح لمراقِبة المحاكمة متى جَرَت المحادثةُ الهاتفية ومن الذي بدأها بالضبط؛ ويُفترض أنها جَرَت خلال الاستراحة].
في نهاية تشرين الأول / أكتوبر 2024، عملت السيدةُ هاتْلَه قائمةً بأعمال نائب مدير السجن. وأفاد سجلُّ المكالمة الهاتفية بأنّ توانا كان محتجَزا في الحبس الانفرادي آنذاك قبل نقله إلى مبنى الزنازين الجماعية. واستحضرت السيدةُ هاتْلَه أنّ توانا لم يُقدّم أيّ شكوى، وأنه لم تُتّخذ أيّ إجراءات تأديبية. وتذكّرت أنّ توانا كان معتقلا هادئا ويُؤْثِر التّواري وعدم التطفّل.
الوثيقةُ الثانية - إفادةٌ سابقةٌ لتوانا
وثّق سِجِلٌّ قضائيّ غير محدد بتاريخ 19 آذار / مارس 2025 بأنّ توانا كان شاهدا وأدلى بشهادته. نصّت الوثيقة على أنه خلال إفادة سابقة استمرت ساعةً ونصف [ملحوظة: لم يتضح متى وأين أدلى بهذه الإفادة]، عُدَّ توانا مؤهّلا للإدلاء بشهادته وأدلى بذكرياته باللغة الألمانية. ووفقا لسِجِلِّ المحكمة، ظهر من توانا فهمٌ كافٍ وأجاب بصورة معقولة عن الأسئلة التعقيبيّة. وأوضح توانا خلال شهادته أنّ معاملتَه أُسيئت أثناء احتجازه، ومن ذلك ركلُه وضربُه. ولم تقدّم الوثيقةُ تفاصيلَ عما إذا عانى توانا من تبعاتٍ أو إصاباتٍ طويلة الأمد.
الوثيقةُ الثالثة - تقريرٌ أول عن اعتقال توانا
ثم قرأت المحكمةُ تقريرَ الاعتقال المؤرخ 28 أيار / مايو 2024. واستندت مذكرة التوقيف إلى انتهاكات مزعومة للفقرات 6 و7 و8 من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي. ففي 19 آذار / مارس 2024، أمر قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية باعتقال المتهم ووضعه بالحبس الاحتياطي.
قدّم التقريرُ الذي شرح تفاصيلَ تنفيذِ مذكّرة التوقيف ما يلي:
- 6:01 صباحا: فُتحت عنوةً الغرفة [حُجبت المعلومة] حيث كان يقيم.
- 6:05 صباحا: دخل الغرفةَ عدّةُ ضباط شرطة وقيّدوا يدَي توانا، وكان معهم مترجمٌ كردي. لم يتعرض توانا لأي إصابات خطيرة. اعتقد توانا بدايةً أنّ الاعتقال يتعلق بشكوى جنائية قدّمها في اليوم السابق، وأعرب عن رغبته في سحب تلك الشكوى. أُبلغ توانا بالسبب الفعليّ لاعتقاله؛ وترجم المترجمُ تلك المعلومات. شحب لون توانا وتسارع تنفّسُه.
- 6:10 صباحا: استُدعيت سيارة إسعاف. أُعطيَ توانا ماءً وعاد تنفّسُه طبيعيّا. صرّح توانا أنه لا يحتاج إلى مترجم. فحص المسعفون توانا فحصا طبيا، وقرّروا أنه لا يحتاج علاجا وأنه جاهزٌ للنقل.
- 6:27 صباحا: غادرت سيارةُ الإسعاف المكان. فُتّش توانا بحثا عن أشياء خَطِرة، ولم يُعثر منها على شيء. سأله ضباط الشرطة عما إذا كان لديه محامٍ وعما إذا كان يعرف كيف يتواصل معه. أجاب توانا أنه يحتفظ بمعلومات الاتصال بمحاميه إيفالد في خزانته، والتي حِيزت وسُجّلت. وحاول تدوين معلومات الاتصال بمحاميه الثاني بوراك. وعندما طُلب منه الاختيار، اختار إيفالد. سُمح لتوانا أن يأخذ بعض متعلقاته الشخصية من غرفته.
- 6:58 صباحا: المغادرة من مكان الإقامة إلى «KPI [حُجب المكان]» [إدارة الشرطة الجنائية في [حُجب المكان]]. سار توانا إلى السيارة «بنفسه ودون عوائق جسدية». لم يُبدِ أي سلوك غير طبيعي. قُدّم إليه طعامٌ وشراب. وفي مركز الشرطة، ترجم مترجمٌ كردي مذكرةَ التوقيف الصادرة ضد توانا. ثم طلب توانا مساعدة طبية، قائلا إنه كان يسمع أصواتا، ويشعر وكأنه يحلم، ولا يعرف أين هو. وقيّم أفرادُ الأمن حالتَه بأنه لا تَظهر عليه أي علامات تدلّ على مشاكل صحية، وعَدّوا أنّ إجراءَ تقييمٍ طبي آخر أمرا غيرَ ضروري لأنه خضع مؤخرا لفحص طبي. سُلّم توانا وثائقَ مذكرة التوقيف، ولكنه رفض أن يوقّع عليها. وذهب إلى المرحاض بنفسه دون أن تظهر عليه علاماتٌ تدلّ على مشاكل صحية. ثم طلب طبيبا مرة أخرى، و«تهاوى على جنبه». ومرة أخرى، لم تُستدعَ مساعدةٌ طبية أخرى لأنه فُحص حديثا ولم تَظهر عليه علاماتٌ واضحة على وجود مشاكل صحية. تقهقر توانا وفَتَر مرة أخرى، وأغلق عينيه أثناء التقاط الشرطة صورا له. وتحتّم سَنْدُه وتوجيهُه مرارا.
- وُضع توانا في زنزانة احتجاز في القبو. وكرّر مرارا باللغة الألمانية: «لا حقوق!»، «أين حقوقي الإنسانية؟»، «أحتاج طبيبا». وتفقّدوه بانتظام، ولم تُلاحظ أي علامات خارجية تدلّ على وجود أضرار صحية. وما إن صار خارج نطاق سَمْع ضباط الأمن، توقف عن تكرار هذه العبارات.
- كانت هناك محاولات للتواصل مع محاميه. بدايةً، ردّ جهازُ الرد الآلي فقط، ولم تُترك أي رسالة. وبعد الاتصال مرة أخرى، تُركت رسالة هذه المرة. عاود المحامي إيفالد الاتصال. وأُبلغ بموضوع مذكرة التوقيف. أتيحت لتوانا فرصةٌ التحدث مع إيفالد. جرت المحادثة في غرفة مكتب أخرى، إذ لم يكن هناك إشارةُ الشبكة ضعيفة في زنزانة الاحتجاز في القبو. جرت المحادثة بعيدا عن نطاق سمع ضباط الأمن. وجرت محادثتان بين المحامي وتوانا.
- ثم سُئل توانا إن كان يريد الذهاب إلى المرحاض، ولكنه رفض وقال: «حقوقُ الإنسان، حقوقُ الإنسان، ليس لديّ أيُّ حقوق إنسان». وسُمح له بتدخين سيجارة.
- بعد ذلك، نُقل توانا مرة أخرى لعرضه على قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية. سار بنفسه من المكتب وإليه. وسار بنفسه إلى السيارة. رفع يديه المكبّلتين نحو أحد ضباط الأمن وسأله: «هل هذا ما تريده؟» ونام ساعةً تقريبا أثناء نقله. بعد ذلك، أبلغ ضباط الأمن أنه بحاجة ماسة إلى استخدام المرحاض. ثم بال في سرواله بُعَيد ذلك. ثم توقفت السيارةُ في منطقة استراحة. وهناك، قال توانا إنه لم يعد بحاجة إلى استخدام المرحاض. وغُطّي مقعدُ سيارته بكيس قمامة أزرق.
- 11:45 صباحا: استؤنفت الرحلة بالسيارة. وكان هناك استراحةٌ لاستخدام المرحاض في الساعة 1:09 ظهرا.
- 1:32 بعد الظهر: بُلغت الوُجهة. سُمح لتوانا بأخذ استراحة لتدخين سيجارة. وسار إلى المبنى ودخله بنفسه. لم يُلاحظ أي أثر لضرر جسدي.
- أثناء محادثة، لاحظ محققُ الشرطة فوجِل أنّ توانا «هوى إلى الأرض ببطء وانضباط، ودفع الكرسي جانبا، واستلقى تدريجيّا». استُدعي الإسعاف الطبي وطبيب. وضع ضباطُ الأمن توانا في وضعية الإنعاش. وصل المسعفون. قال توانا إنّ جانبه الأيسر مشلول، وأنه يعاني من صداع، وأنه يسمع أصواتا. وعندما سأله المسعفون عن تلك الأصوات، لم يصفها توانا بتفصيل أكثر.
- 2:15 بعد الظهر: وصل طبيب وفحص توانا، وخلص المسعفون والطبيب إلى عدم وجود أي مشاكل صحية خارجية. وعندما استفسر المحقق الدكتور لوتْس عن إمكانية عرض توانا على القاضي، لم يعترض الطبيب أو المسعفون على ذلك.
- 2:41 بعد الظهر: عُرض توانا على القاضي. اضطر أفراد الأمن إلى حمله وإبقائه معتدلا على كرسيه. «حاول توانا مرارا أن يهويَ إلى الأرض عمدا».
- تحتّم حملُ توانا إلى المرحاض. طلب منه محققُ الشرطة تْسانَر مرارا أن يخلع سرواله قبل استخدام المرحاض. وعندما أُجلس على المرحاض، لم يَقْضِ توانا حاجته. بعد ذلك، استُفسر من المسعفين إن كانت هناك حفاضاتٌ للبالغين، ولكنها لم تكن متوفّرة. عوضا عن ذلك، قدّم المسعفون بدلةً واقيةً من المواد الخطرة كانت من مخلّفات فترة كوفيد، فَلَبِسها توانا وعاد إلى غرفة القاضي. رُبطت الأكمام على نحوٍ غير محكمٍ حول جسد توانا لأنّه كان لا يزال مكبَّلا.
- ثم جلس توانا على كرسيه معتدلا. وصرخ قائلا: «أريد طبيبا!»، «أريد أن أرى أطفالي!»، «أين حقوقي؟»
- ثم سار توانا بنفسه إلى السيارة.
- تعاون توانا أثناء نقله من مركز الاحتجاز في 10 نيسان / أبريل 2024.
الوثيقةُ الرابعة - تقريرٌ ثانٍ عن اعتقال توانا
ثم قرأت المحكمة وثيقةً أخرى وصفت اعتقالَ توانا وفصّلت أنّ التحقيق أجري بناءً على قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وتشير الوثيقة أيضا إلى أنّ ضباط الشرطة الذين اعتقلوا توانا تعرّف بعضهم على الآخر عن طريق ملابسهم. وفتحوا باب غرفة توانا بالقوة. كان توانا مستلقيا على السرير وقت الاعتقال. سُحب من السرير باستخدام قوة خفيفة وأُلقيَ على الأرض، حيثُ فُتِّش بحثا عن أشياء خطرة. بعد أن شُرح لتوانا سببُ اعتقاله، تدهورت حالته الصحية بوضوح.
بعد الاعتقال، كانت الظروف الموصوفة في هذه الوثيقة مطابقةً لتلك الواردة في الوثيقة الثالثة المذكورة في الأعلى.
الوثيقةُ الخامسة - إفادةٌ سابقةٌ لتوانا أمام هيئةٍ لَم تُسَمّ
وفقا للوثيقة، ادّعى توانا أنه سُمِّمَ في مركز الاحتجاز. وأشار إلى أنه كتب رسائل طلب فيها المساعدة.
عندما تساءل القاضي شْتول إلى مَن أُرسلت الرسائل، لم يتمكن توانا من تحديد ذلك.
وذكرت الوثيقة كذلك أنّ توانا أُبلغ بأنه لا يمكن فِعلُ أيّ شيء حيال ذلك. وواصل كتابة الرسائل، مشتكيا من أنّ ضباط الأمن خدّروه وحاولوا «إقناعه بالانتحار» [ملحوظة: راوَح توانا بين مصطلحي «تسميم» و«تخدير»]. وفقا للوثيقة، ادعى توانا أنه أُخبر أن يقتل نفسَه بقطع معصمَيه بالطول بشفرة حلاقة.
وفي المحكمة، سأل رئيسُ المحكمة المتهمَ توانا كيف عرف أنه سُمِّم، أجاب توانا أنه شعر بألم في كِليتَيه وجَنْبه وكبده ورئتَيه. وأضاف أنه تعرف على الأعراض لأنه عمل في مشفى. ووضّح للقاضي أنه لا يستطيع تحديد المادة التي سُمِّم بها.
وذكرت الوثيقة أنّ توانا اشتبه في أنه سُمِّم عن طريق طعامه. ثم اشتكى من أنه لم يتلقّ سوى إيبوبروفين دون أن يفحصه طبيب. وادعى أنّ حالته كانت خطيرة لدرجة أنه لم يستطع النهوض لساعات.
وفقا للوثيقة، أبلغ توانا مرفق احتجاز آخر بنفس الأعراض، فأُجريَ له هناك اختبار حساسية أظهر أنه يعاني من حساسية تجاه جزيئات الغبار الدقيقة. وبعد تنظيف زنزانته، لاحظ توانا أنه عندما ضغط بيده على الحائط، ابيضّت يدُه بسبب قوة المنظفات.
رداً على سؤال أثاره رئيسُ المحكمة الدكتور شْتول، أوضح توانا أنه تعرض أيضاً خُدّر كذلك في لانْدْسْبيرج Landsberg، ولكن بدرجة أقلَّ من ريجِنْسْبورج Regensburg. وذكر توانا أنه كان يشعر دائما بصحة جيدة أوقات إجراء فحص الدم، وهو ما يشير إلى أنه لم يُسَمَّم في ذلك الوقت. وقال إنه لا يعرف المادة التي سُمِّمَ بها. وفقا للوثيقة، قال توانا إنه حُبس بمفرده في زنزانته لـ 23 ساعة تقريبا بسبب كوفيد. وكلّما اشتكى، لم يردّ عليه إلّا رئيسُ الأمن الذي أخبره أنه يجب أن يبقى في المنشأة.
وفقا للوثيقة، وقّع توانا على الإفادة.
الوثيقةُ السادسة - تقرير المُسعِف
أفاد التقرير الصادر في 9 نيسان / أبريل 2024 أنّ المسعف يورجِن بيكَر وصل إلى مكان الحادث وفحص توانا الذي اشتكى له من صداع، وخَدَرٍ في الجَنْب الأيسر، وسماع أصوات. لاحظ المسعف أنّ توانا حرّك جَنْبَه الأيسر أثناء ذهابه إلى المرحاض وانزلاقه على الأرض، رغم أنه ادعى سابقا أنّ جَنْبَه ذاك كان خَدِرا. ووفقا للتقرير، لم يقدّم توانا تفاصيل أكثر عن الأصوات التي ادعى سماعها عندما سُئل عنها. وأشار المسعفُ في تقريره إلى أنه لم يتمكن من تحديد أي مشاكل صحية خارجية، باستثناء علامات ضغط طفيفة سبّبتها الأصفاد.
الوثيقةُ السابعة - جلسة استماع أمام قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية
[المحتوى لم يكن واضحا]
الوثيقةُ الثامنة - مذكرة بخصوص تقرير الاعتقال
ثم قرأت المحكمةُ مذكرةً تتعلق باعتقال توانا. وفصّلت أنه في الساعة 2:15 بعد الظهر، لم يعد من الممكن التواصل مع توانا لأنه لم يكن يتجاوب. إذ انزلق على الأرض وظل مستلقيا. استُدعيَ المسعفون الذين وصلوا إلى الموقع.
كان فحص توانا عسيرا للغاية. إذ اشتكى من خَدَرٍ في جَنْبِه الأيسر وأفاد بأنه يسمع أصواتا. لم يتمكن المسعفون من تأكيد وجود مشاكل جسدية ولا استبعادها.
في الساعة 2:40 بعد الظهر، وصلت طبيبةُ طوارئ وخلصت إلى أنّ توانا كان قادرا على متابعة الاستجواب وأنه كان «يتمارض». وفقا للطبيبة، كان أفراد الأمن يسندون توانا الذي كان يتأوّه كثيرا. وبخلاف ذلك، سار الفحص دون بَلْبَلة.
شهادة الخبير الطبي
بعد قراءة عدّة وثائق تتعلق بصحة المتهم، مَثَل في المحكمة شاهدا خبيرا دانيال كولب، وهو الطبيبُ الذي فحص توانا. أُجري الفحص خلال الاستراحة وطُلب من الدكتور كولب أن يشهد بشأن أهليّة توانا للمحاكمة. ذكّر رئيسُ المحكمة الدكتورَ كولب بأن يشهد بحياديّة وبأقصى ما تُمَكِّنُه منه معرفتُه المهنية.
بعد أن قدّم الدكتور كولب بياناته الشخصية، أوضح أنه فحص توانا هذا الصباح. وفقا للدكتور كولب، أفاد توانا أنه اعتُديَ عليه مرارا أثناء حبسه الاحتياطي، وأنه يعاني من صداع مستمر وطنين في أذنَيه منذ ذلك الحين. وأوضح الدكتور كولب أنه أعطى توانا 400 ملغ من الإيبوبروفين والميتاميزول [نوع من مسكنات الألم] في الساعة 10:40 صباحا. وأبلغ الدكتور كولب المحكمةَ أنّ توانا ذكر لاحقا أنّ احتمال الألم أصبح ممكنا أكثر، وأنّ الطنين قد تضاءل. وأشار الدكتور كولب إلى أنّ ليس بإمكانه أن يؤكّد صحة هذا الإحساس.
بعد قياس ضغط دم المتهم (120 على 80) ونبضه (70 نبضة في الدقيقة)، خلص الدكتور كولب إلى أنّه يُتوقّع أن يكون توانا مؤهّلا للمشاركة في الإجراءات لساعة تاليةٍ أو اثنتَين.
قراءةُ لائحة الاتهام
بعد أن تأكّدت المحكمةُ من أهليّة المتهم للمحاكمة – في جلسة اليوم على الأقل – مضت قُدُما في جدول أعمالها المعتاد. ثم قرأ الادعاءُ العام لائحةَ الاتهام.
اتُّهم توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. بارتكاب الجرائم التالية معا. ارتُكبت جريمتان منها تقعان في الأرقام (2) و(3) و(4) بنفس الفعل، وكانت آسيا ر. ع. في جزء من المدة التي ارتُكبت فيها تلك الأفعالُ شابةً بالغة [الفقرة 105 من قانون محاكم الأحداث]:
- (1) [الإبادة الجماعية]: إلحاق أذى جسدي أو عقلي جسيم عمدا بقصد تدمير جماعة دينية كليّا أو جزئيّا [الفقرة 6 (1)(2) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي] بالاقتران مع الفقرة 226 من القانون الجنائي الألماني ونقل طفل قسرا من جماعة إلى جماعة أخرى [الفقرة 6 (1)(5) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- (2) [الجرائم ضد الإنسانية]: فعلُ ما يلي ضمن هجوم موسّع أو منهجي ضد السكان المدنيين
- الاتجار بالبشر وانتحال ملكيّتهم حالَ فِعْلِ ذلك [الفقرة 7 (1)(3) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- تعذيب شخص محتجز لديهم أو خاضع لسيطرتهم بطريقة أخرى عن طريق إلحاق أذى جسدي أو نفسي كبير أو معاناة به، ولم يكن ذلك مجرّد نتيجة للعقوبات المسموح بها بموجب القانون الدولي [الفقرة 7 (1)(5) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- التسبب في ضرر جسدي أو نفسي جسيم لشخص آخر، ولا سيما من النوع الموصوف في الفقرة 226 من القانون الجنائي الألماني [الفقرة 7 (1) (8) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- حرمان شخص جِدّيّا من حريته الجسدية في انتهاكٍ لقاعدة عامة من قواعد القانون الدولي [الفقرة 7 (1) (9) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- اضطهاد مجموعة أو جماعة معينة على أساس الدين أو النوع الاجتماعي، وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية أو فرض قيود صارمة عليها [الفقرة 7 (1)(10) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- (3) [جريمة حرب]: معاملة شخص محميّ بموجب القانون الإنساني الدولي معاملةً قاسية أو لا إنسانية في سياق نزاع مسلح غير دولي، عن طريق إلحاق أذى جسدي أو نفسي كبير أو معاناة به [المادة 8 (1)(3) من قانون جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية].
- (4) [تهم الاتجار بالبشر محليّا]: إيواء شخص دون سن الثامنة عشرة بهدف الاستغلال الجنسي والاستعباد، عن طريق القوة والتهديد بإلحاق أذى جسيم [الفقرة 232 (1) (1) (أ)، (2) (1)، (3) (1) من القانون الجنائي الألماني]
واتُّهم توانا ح. ش. بنفسه بخمس حالات ارتكبها في نفس الفعل، وهي:
- اغتصاب شخص آخر في سياق هجوم موسّع ومنهجي ضد سكان مدنيين [الفقرة 7 (1) (6) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- اغتصاب شخص محمي بموجب القانون الإنساني الدولي في سياق نزاع مسلح غير دولي [الفقرة 8 (1) (4) من القانون الألماني للجرائم ضد القانون الدولي]
- الجِماع مع طفل [الفقرة 176 (1)، والفقرة 176أ (2) (1) من القانون الجنائي الألماني]
وإضافة إلى ذلك، اتُّهم توانا بالمشاركة عضوا في منظمة أجنبية تتوجّه أهدافُها وأنشطتُها إلى ارتكاب جرائمِ القتل العمد وغير العمد وإبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية وجرائمِ حرب [الفقرة 129أ (1) (1) و129أ (1) (2) من القانون الجنائي الألماني].
واتُّهمت آسيا ر. ع. بمساعدة شخص عمدا [الفقرة 27 من القانون الجنائي الألماني] في ارتكاب فعل غير قانوني على الصعيد الدولي في خمس حالات في نفس الفعل، وهي:
- جريمة ضد الإنسانية عن طريق الاغتصاب
- جريمة حرب عن طريق الاغتصاب
- اعتداء جنسي جسيم على الأطفال
إضافة إلى ذلك، اتُّهمت آسيا بالمشاركة عضوةً في منظمة أجنبية تتوجّه أهدافُها وأنشطتُها إلى ارتكاب جرائمِ القتل العمد وغير العمد وإبادةٍ جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية وجرائمِ حرب [المادة 129 أ (1) (1) و129 أ (1) (2) من القانون الجنائي الألماني].
ثم عرض الادعاءُ العام وقائعَ القضية على النحو التالي:
بين تشرين الأول / أكتوبر وكانون الأول / ديسمبر 2015، اشترى توانا في الموصل الطفلةَ [حُجب الاسم]، P1، التي كان عمرها آنذاك خمس سنوات، لأنّ آسيا أرادت ضمن هدايا زفافها فتاةً يزيديةً. زعم المتهمان ملكيّتهما لـ P1 وأبقَوها أسيرةً في منازل مختلفة في العراق وسوريا. أخضعها توانا وآسيا للاستغلال الجنسي والمادي والعنف الجسدي، وقمعا كل أشكال الإرادة الحرة وأجبرا P2 على الالتزام بالقواعد الدينية الإسلامية.
في موعد أقصاه نوفمبر 2015، انتقل المتهمان إلى بازوايا، شمال الموصل. وهناك بدآ في تعليم P1، التي كان عمرها آنذاك ست سنوات، حفظَ الصلوات الإسلامية وأداءها وفق توجيهاتهما.
في أيار / مايو 2016، وبعد بضعة أشهر فقط من ولادة [حُجب الاسم] F1، ابنة توانا وآسيا، انتقلوا إلى الرقة في سوريا، حيث أقاموا ستةَ أشهر.
بين كانون الثاني / يناير وأوائل تشرين الأول / أكتوبر 2017، اعتدى توانا جنسيا على P1 عدّة مرات. وكانت آسيا على علم بالاعتداءات، وأقرّتها، وساندت توانا في أفعاله. وفي مرّةٍ واحدةٍ على الأقل، دخل توانا غرفة P1 ليلا، وعرّاها وجامَعَها في الفَرْج.
في أوائل تشرين الأول / أكتوبر 2017، اشترى توانا فتاة يزيدية ثانية عمرها 12 عاما، تدعى [حُجب الاسم] P2، في قاعدة عسكرية لتنظيم داعش في البوكمال، بمحافظة دير الزور. وأخذها إلى منزل بالقرب من [حُجب المكان] و[حُجب المكان]، حيث كانت تقيم آسيا ومريم و P1 في ذلك الوقت. وأُجبرت P2 على اعتناق الدين الإسلامي وتعرضت للعنف الجسدي.
حتى حوالي تشرين الثاني / نوفمبر 2017، احتجز المتهمان في منزلهما الفتاتَين اليزيديتَين. شارك توانا في أنشطة تنظيم داعش، بينما بقيت آسيا غالبا في المنزل. أُجبرت P1 و P2 على أداء جميع الأعمال المنزلية، وكان على P1 رعاية [حُجب الاسم] F1، ابنةِ المتهمَين. كلما سَهَت الفتاتان اليزيديتان أو توقّفتا عن العمل بسبب إرهاقهما، آذياهما المتهمان جسديّا.
أجبرت آسيا الفتاتَين مرتَين على الوقوف على ساق واحدة لثلاثين دقيقة عقابا لهما. وفي حالة أخرى، أحرقت P2 القهوة، فضربها توانا بعصا مكنسة. واعتدى توانا جنسيا على P1 وP2 عدّة مرّات، وهو ما أقرّته آسيا. وفي ثلاث مرّات بين بداية تشرين الأول / أكتوبر ونهاية تشرين الثاني / نوفمبر 2017، جامَعَ توانا P2 جنسيّا رغما عنها.
في واقعةٍ مشمولةٍ في التّهم، نظّفت آسيا الغرفة مع P2، وأجبرتها على الاستحمام ولبس ملابسها وتَرْكِ شعرها مفرودا رغم مقاومتها لذلك. ووضعت آسيا المكياج على P2 وأرسلتها إلى توانا الذي ثبّتها وأجبرها على الجِماع في الفَرْج دون استخدام وسائل منع الحمل.
في المرة الثانية، أيقظ توانا P2 في منتصف الليل بضرب قدمَيها وساقَيها بعصا لأنها لم تسمع نداءاته. ثم جامَعَها في الفَرْج دون استخدام وسائل منع الحمل بينما كانت P1 نائمة في نفس الغرفة. ووقع الاعتداء الجنسي الثالث في غياب آسيا، إذ جامَعَ أوّلا P1 جنسيّا قسرا، فسبّب لها ألما شديدا تحمّلته دون مقاومة. ثم جامَعَ المتهمُ P2 رغما عنها.
أُسكنت P1 وP2 لاحقا في مكان آخر في [حُجب المكان] مع ثلاث فتيات يزيديات أخريات و«مُلّاكِهِنّ». احتُجزت الفتياتُ أسيراتٍ في ذلك المنزل واستغلّاهنّ المتهمان منهجيّا وأجبراهنّ على أداء الأعمال المنزلية، وكانا يحملان أسلحة معهما دائما. واستغلّ المتهمان P2 خاصةً وأذلّاها وعذّباها. وفي إحدى المرات، سكبت آسيا ماءً مغليّا على يدَيها عقابا لها لعجزها عن أداء العمل.
ثم ذكرت لائحةُ الاتهام أنّ كلا المتهمَين كانا على عِلم بأنّ تنظيم داعش اختطف الفتيات واستعبدهنّ. ونفّذ توانا وآسيا أفعالهما بصفتهما عضوين في داعش وبما يتماشى مع أجندة التنظيم. فقد أرادا المساعدة في تدمير الجماعة. وكانا يعتقدان أنّ تدمير اليزيديين أمرٌ يُمكن تحقيقه.
في الثّلث الأخير من تشرين الثاني / نوفمبر 2017، سلّم توانا P1 وP2 إلى أعضاء آخرين في تنظيم داعش. وافتدت الفتاةَ P2 عائلتُها عامَ 2018. أمّا P1 فلا يزال مكانها مجهولا.
وتابعت لائحةُ الاتهام بشرح النزاع غير الدولي في سوريا، إذ إنّ الأفعال التي اتُهمت بها توانا وآسيا متأصّلةٌ في الحرب الأهلية في العراق وسوريا. تصاعدت الاحتجاجات ضد حكومة بشار الأسد وتطوّرت إلى انتفاضة مسلحة اجتاحت أجزاءً كبيرةً من البلاد في أوائل عام 2012. وكان الجهاتُ الفاعلةُ الرئيسيّةُ هي القوات التي توحّدت تحت مظلة «الجيش السوري الحر» وتنظيمُ داعش.
في عامي 2013 و 2014، امتدّ الصراع إلى العراق. في حزيران / يونيو 2014، احتلّ تنظيمُ داعش مدينةَ الموصل التي صارت معقلَه في العراق. وفي عام 2016، حُرِّرت مدينةُ الفلوجة، وفي عام 2017، استُعيدت الموصل.
كان هدف تنظيم داعش هو إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية في أراضي العراق وسوريا والأردن وإسرائيل وفلسطين. ولتحقيق هذا الهدف، كان هناك قتالٌ بريّ، وتَقَبُّلٌ لوقوع ضحايًا مدنيين، واستهدافٌ لجميع مَن لم يخضع للشريعة الإسلامية. في آب / أغسطس 2017، عُدَّ أنّ تنظيمَ داعش هُزم عسكريّا في العراق وسوريا دون أن يُسحق بالفعل. ومنذ ذلك الحين، واصل التنظيمُ نشاطه في صورة حرب غير متكافئة تضمّنت هجماتٍ إرهابية.
كان أحد أهداف تنظيم داعش هو إبادةَ اليزيديين بالكامل. إذ شنّ هجوما منظّما مركزيّا على منطقة استيطان اليزيديين في محيط جبال سنجار. وكان هدفُ الهجوم هو تدميرَ ديانة اليزيديين عن طريق إكراههم على تغيير ديانتهم، وإعادة تثقيفهم دينيّا، واختطافهم، واستعبادهم، واغتصاب نسائهم وفتياتهم، وإعدام رجالهم الذين يرفضون تغيير ديانتهم. ووقعت مذابح جماعية.
أُسكنت النساء والفتيات في ملاجئ كبيرة في تلعفر وبعاج وبادوش والموصل، حيث احتُجزن بصورة غير إنسانية، وأُسيئت معاملتهنّ، وصُنّفن، ثم احتَفظ بهنّ مقاتلو داعش سبايا للجنس أو خادمات في المنازل.
كان هدفُ هذا الفعل هو تدميرَ الديانة اليزيدية. فوفقا للديانة اليزيدية، يؤدّي الجِماعُ مع أشخاص من خارج الديانة اليزيدية إلى الطّرد من الديانة تلقائيّا. وبالتالي، يعني اغتصابُ رجالٍ غير يزيديين نساءً يزيدياتٍ فقدانَ هؤلاء النساء انتماءهنّ الديني. وقد فُهم هذا الإجراء على أنه مقوِّمٌ من مقوّمات تنظيم داعش التي تستهدف تدمير الديانة اليزيدية. وقد برّرت أيديولوجية داعش قتلَ اليزيديين واستعبادهم.
قَتَل تنظيمُ داعش بين 2000 و 5.500 يزيدي، واختُطف أكثرُ من 6.300 منهم.
اختتامُ المحكمة للجلسة
بعد أن انتهى الادعاءُ العامّ من قراءة لائحة الاتهام، خاطب رئيسُ المحكمة القاضي شْتول كلا المتهمَين، توانا وآسيا، وأشار إلى أنهما قد استمعا الآن إلى التهم ضدهما وأنّ كل شيء قد تُرجم. وأشار إلى أنّ بإمكان المتهمَين أن يُعقّبا، إلّا أنه ليس إلزاما. ونوّه أنّ بإمكانهما أن يتحدّثا عن طريق محامي دفاعهما.
قبل رفع الجلسة، سأل رئيسُ المحكمة محامي دفاع آسيا، السيدَ عامري، عما إذا كان لا يزال عازما على الإدلاء ببيان في 2 حزيران / يونيو 2025 للتعقيب على التهم ضدَّها، وهو ما أقرّه محاميها.
رُفِعت الجلسة في الساعة 1:35 ظهرا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 26 أيار / مايو 2025، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.