3 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #34: ظهور وجيز لبشار الأسد

داخل محاكمة أنور رسلان #34: ظهور وجيز لبشار الأسد

محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

التقرير 34 لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة 21 نيسان/أبريل، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:[1]

اليوم الواحد والسبعون للمحاكمة – 21 نيسان/أبريل، 2021

أدلت P33، سيدة سورية تبلغ من العمر 57عامًا، بشهادتها بشأن اعتقالها في فرع الخطيب، إضافة إلى اعتقال ابنتيها في الفرع نفسه. وعلى الرغم من أنها لم تتعرض للتعذيب شخصيًا، إلا أنها شاهدت معتقلين آخرين يتعرضون للتعذيب في الفرع، بينهم نساء. ووصفت كذلك الظروف غير الصحية إلى أبعد الحدود في المعتقل. وأثناء البحث عن ابنتيها المعتقلتين في فرع الخطيب، التقت بأنور رسلان في مكتبٍ في الفرع وعرّفته بأنه موظف رفيع المستوى. ولاحظ محامو الدفاع عن أنور رسلان والمدعون العامون العديد من التناقضات بين شهادة P33وP32 بخصوص اللقاء مع أنور. وأكدت P33أن شهادتها ستمثّل الحدث حسبما تذكره. وطلبت P33وشخصان آخران الانضمام إلى المحاكمة كمدّعين.

اليوم الواحد والسبعونللمحاكمة – 21 نيسان/أبريل 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:30 صباحًا بحضور خمسة أشخاص وصحفيَّين اثنين. لم يطلب أي من الصحفيين المعتمدين الحصول على الترجمة العربية. ومثّل الادعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. وحضر محامي المدعين بيير بدلًا من الدكتورة أوميشين.

شهادة P33

رافق P33 محامي الشاهدة، الدكتور كروكر، وتم إطلاعها على حقوقها وواجباتها كشاهدة. ذكرت P33 أنها كانت تبلغ من العمر 57 عامًا، ولديها أربعة أطفال ولا تربطها صلة قرابة أو مصاهرة بالمتهم.

استجواب من قبل القاضي كيربر

ذكرت رئيس المحكمة كيربر أن ابنة P33 أدلت بشهادتها الأسبوع الماضي. وبناءً على شهادتها، يودّ القضاة طرح أسئلة بخصوص ثلاثة مواضيع مختلفة: إلقاء القبض على ابنة P33 الأولى واعتقالها [حُجِب الاسم]؛ إلقاء القبض على ابنة P33 الثانية واعتقالها [P32]، وإلقاء القبض على P33 نفسها واعتقالها. طلبت كيربر من P33 أن تصف للمحكمة أولًا ما حدث لها ولعائلتها في عام 2011. أوضحت P33 أن كل شيء بدأ في 15 آذار/مارس، 2011. حيث كانت ابنتها الكُبرى [الأولى] [حُجِب الاسم] في الكلية وكان من المفترض أن تعود إلى المنزل بعد انتهاء محاضراتها. ولكن أقارب P33 اتصلوا بها وأخبروها أن ابنتها الأولى كانت تتظاهر في سوق الحميدية، وهي تحمل العلم السوري وتهتف. قالت P33 إنها شعرت بخوف شديد لأنها تعرف كيف يتعامل النظام "مع مثل هذه الأمور." لذلك ذهبت P33 لرؤية ابنتها الثالثة [حُجِب الاسم] في مكان عملها. عندما كانتا تتحدثان، وصلت سيارة دفع رباعي وأخبر أربعة أشخاص نزلوا من السيارة ابنتها أنهم أرادوا التحدث معها وطرح أسئلة عليها. أرادت P33 مرافقة ابنتها، لكن لم يُسمح لها بذلك. وصفت P33 أن الرجال أخذوا ابنتها في نهاية المطاف، ولم تكن قادرة على فعل أي شيء إزاء ذلك. عندما عادت P33 إلى المنزل لإبلاغ زوجها، كانت شقتهم تعجّ بضباط الأمن الذين فتشوا الشقة بأكملها. كما طرح الضباط أسئلة حول ابنتي P33 وأخبروا P33 أنها ستستعيد ابنتيها في غضون ساعتين. أشارت P33 إلى أن هذا حدث حوالي الساعة الثالثة مساءً، ولكن، عندما لم ترجع ابنتاها في الليل، قرّرت أن تفعل شيئًا خطيرًا في اليوم التالي.

ذهبت P33 إلى المكتب الرئاسي حيث طلبت بصوت عالٍ التحدث إلى الرئيس للسؤال عن ابنتيها. قالت P33 إنها تعرّضت للسخرية من فعلتها وأعطُيت رقم هاتف لرجل وقيل لها أن تتصل به. غير أن محاولاتها للوصول إلى شخص ما باءت بالفشل. ثم عادت إلى المنزل وقادت سيارتها من فرع [مخابرات] إلى فرع [مخابرات] بحثًا عن ابنتيها. قالت P33 إنها ذهبت إلى الفرع السياسي، وفرع الأمن الوطني، وكفر سوسة، وفرع فلسطين، وفرع الأمن العسكري. تعرّضت للسخرية وطُردت من كل هذه الفروع. ولم يستطع الأمن الجنائي مساعدتها أيضًا. أشارت P33 إلى أنه راودها شعور سيء عندما عادت إلى المنزل. ولم تحصل على أي معلومات عن ابنتيها في اليوم التالي. في اليوم الثالث [بعد اعتقال ابنتيها] اتصل بها شاب (لم تكن P33 تعرف كيف حصل على رقم هاتفها) في حوالي الساعة الخامسة مساءً ليخبرها أنه كان هناك اعتصام أمام قصر العدل. ذهبت P33 إلى هناك مع زوجها وابنها. قالت P33 إنه كان هناك العديد من الأشخاص المشاركين، في انتظار أحبائهم المعتقلين في قصر العدل. افترضت أن ابنتيها كانتا محتجزتين هناك أيضًا، ومع ذلك، لم يظهر اسماهما في القائمة المعروضة هناك. اقترب رجل من P33 بعد أن قدّم نفسه على أنه [حُجِب الاسم]، مدافع عن حقوق الإنسان، وأخبرها أنها على حق ويجب أن تستمر في السؤال عن ابنتيها بأعلى صوتها.

قالت P33 إن الهدوء كان يعمّ أرجاء المكان، باستثناء P33 وزوجها وابنها، الذين كانوا يصرخون من أجل ابنتيها. نظر المدعي العام في دمشق من نافذته إلى المتظاهرين وأمر بإحضار الأشخاص الثلاثة الذين يصرخون. أشارت P33 إلى أنها عند دخولها مكتبه، سألت عمّا إذا كانت ابنتيها "في ذلك المكان" أيضًا. إلّا أن المدعي العام قال إنهما لم تكونا هناك. أثناء محادثتهم، دخل إلى الغرفة رجل طويل كان يتحدث عبر الهاتف. قال إن عائلة P33 كانت عائلة شريفة ومحترمة. قيل لهم إن ابنتهم كانت معتقلة لدى العقيد خالد من الأمن السياسي، وأنه سيتم اصطحابهم هناك لرؤية ابنتهم. قالت P33 إنها وزوجها أخِذا مباشرة إلى فرع الخطيب بالسيارة (لم يُسمح لابنها بمرافقتهما). قالت P33 إنها بحثت عن ابنتيها في كل مكان، لكنها لم تتخيل أبدًا أنهما يمكن أن تكونا في الخطيب.

قالت P33 إن الصمت كان يخيّم على المكان عند دخولهم المبنى؛ كانت تشعر بالخوف. وأضافت أن الناس كانوا يعملون على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم في مكاتبهم. كان على P33 وزوجها الانتظار لمدة 30 دقيقة أو أكثر قبل نقلهما إلى مكتب آخر. وصفته P33 بأنه مكتب كبير به رجل يجلس خلف طاولة المكتب وكان هناك شخصان آخران حاضرين أيضًا. قالت إنه من الواضح أن الشخص الذي كان خلف طاولة المكتب مهم، حيث كان الاثنان الآخران "يجلسان باحترام". أوضحت P33 أنها وزوجها لم يكونا يعرفان أحدًا في هذه المرحلة. اكتشفا لاحقًا أن أحد الأشخاص كان أنور رسلان. تابعت P33 قائلة إن كلا ابنتيهما أحضِرتا في نهاية المطاف إلى المكتب أيضًا. كانت ابنة P33 الثالثة في حالة سيئة للغاية، لأنها كانت قد قضت ثلاثة أيام في زنزانة منفردة، ولم تكن تعرف الاتهامات الموجهة إليها. كانت ابنة P33 الأولى هناك أيضًا. كانت مرهقة كذلك، ولكنها كانت أفضل حالًا من شقيقتها. قالت P33 إن حجاب ابنتها الأولى كان ملطخًا بالدماء، وكان على وجهها علامات زرقاء وحمراء. للتخفيف من الموقف، سأل زوج P33 على الفور ابنة P33 الأولى عن سبب مشاركتها في المظاهرات. أشارت P33 إلى أنها جلست بجانب ابنتها الأولى التي أخبرت P33 ألا تلمسها، لأن جسدها بأكمله كان يؤلمها. اعتذرت P33 وزوجها وأكّدتا أن ابنتهما لن تشارك مرة أخرى في المظاهرات. عندئذ أطلِق سراح ابنة P33 الثالثة. وبخصوص ابنتها الأولى، أوضحت P33 أن الشخص الذي كان يجلس خلف طاولة المكتب غادر الغرفة ليعود ويخبر العائلة أنه تحدث إلى الرئيس [بشار الأسد] عبر الهاتف. ورفض الرئيس إطلاق سراح ابنة P33 الأولى.

اعتذرت القاضي كيربر عن مقاطعتها P33 وسألت عن الرجل الذي كان يجلس خلف طاولة المكتب. قالت P33 إنها وعائلتها لم يعرفوا أي أسماء في ذلك الوقت. لاحقًا، تعرّفوا على إحدى صور ذلك الشخص، وعرفوا بأنه جميل حسن.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان جميل حسن قد تحدّث إلى الرئيس بشار الأسد في هذا الموقف. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أن ذلك ما أخبرهم به على الأقل.

طلبت كيربر من P33 متابعة وصفها لما جرى عمومًا. تابعت P33 قائلة إنه سُمح لهما باصطحاب ابنتهما الثالثة إلى المنزل، بالإضافة إلى العديد من الأشياء التي صُودِرت من شقتهم. لم يُسمح لابنة P33 الأولى بأن تغادر معهم. قالت P33 إنهم اضطروا إلى الانتظار لمدة عشرة أيام. وفي اليوم الحادي عشر، صدر عفو من الرئيس عن المتظاهرين. قالت P33 إنها كانت سعيدة للغاية وذهبت على الفور إلى فرع الخطيب مع عائلتها لاصطحاب ابنة P33 الأولى إلى المنزل. أشارت P33 إلى أنهم التقوا بأنور رسلان في هذه المناسبة. كانوا جميعًا يجلسون في مكتب أنور، ويتحدثون إليه. سُمح لـP33 وزوجها وأولادهما بالتحدث إلى ابنة P33 الأولى، ولكن لم يكن قد تم الإفراج عنها بعد. قالت P33 إنهم زعموا أنه كان عليهم التعامل مع أشياء معينة قبل إطلاق سراح ابنة P33 الأولى. أشارت P33 كذلك إلى أن المقدّم عبد[...] حسن كان هناك أيضًا. كان لطيفًا وساعد P33 وعائلتها في استعادة ابنة P33 الأولى. عادت ابنة P33 الأولى إلى المنزل في وقت ما بعد ذلك.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان من الصحيح ما خلص إليه وهو أن P33 بحثت عن ابنتيها في فروع مختلفة بعد إلقاء القبض عليهما. ثم توجّهت مع زوجها إلى قصر العدل حيث أخِذت من هناك إلى فرع الخطيب. فأكّدت P33 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P33 وعائلتها قد استأجرت وسطاء للحصول على معلومات عن ابنتيها قبل أن يلتقوا في نهاية المطاف في فرع الخطيب. قالت P33 بصراحة، إنهم لم يكونوا يعرفون أي شخص يعمل لصالح الحكومة ولم تكن لديهم أي علاقة مع "أشخاص من هذا القبيل". حاولوا الاتصال بمحام (صديق للعائلة)، لكن لم يجرؤ أحد على التدخل. أوضحت P33 أنها كانت تخشى أن يتم القبض على زوجها أو ابنها عند سؤالهما عن ابنتيها، لذلك قررت البحث عنهما بنفسها.

سأل فيدنير عمّا إذا كانوا قد دفعوا نقودًا [للإفراج عن ابنتيهما]. قالت P33 إنهما لم يدفعا نقودًا في المرة الأولى.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان ذلك يعني أنهما دفعا المال في وقت لاحق. فأكّدت P33 ذلك، موضحة أنهما دفعا نقودًا عندما اعتُقلت P32 لدى الأمن العسكري، وذلك لتأمين حريتها بشروط معينة.

خلص فيدنير إلى أن العائلة لم تدفع المال في آذار/مارس 2011. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير عن عدد الأيام التي قضتها ابنتاها في المعتقل قبل أخذها وزوجها إلى الخطيب. قالت P33 إن ذلك حدث بعد حوالي ثلاثة أيام، لكن واحدة منهما فقط أطلِق سراحها.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P33 تعرف المكان [فرع الخطيب]. أوضحت P33 أن سمعة الفرع كانت سيئة للغاية، وكان الجميع في دمشق يعرفون ذلك. عرفت الفرع لقربه من مستشفى الهلال الأحمر.

سأل فيدنير عمن كان حاضرًا بالضبط في اللقاء الأول في فرع الخطيب. أوضحت P33 أنها لم تكن تعرف أي أسماء في ذلك الوقت، ولم يكتشفوا أسماء الحاضرين إلا في وقت لاحق. أضافت أن جميل حسن كان من يجلس خلف طاولة المكتب. كان أنور جالسًا على أريكة على اليمين، وجلس زوج P33 بجانبه. وعلى اليسار، جلس شخص اسمه خالد، وهو من أخذهما [P33 وزوجها] إلى المكتب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P32 حاضرة أيضًا. نفت P33 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 قد تعرّفت في قاعة المحكمة على أي من الأشخاص الذين كانوا في المكتب. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير من كان الشخص الذي تعرّفت عليه. قالت P33 إنها تعرّفت على أنور رسلان.

أشار فيدنير أن P33 لم تكن تعرف اسمي جميل حسن وأنور رسلان في البداية وسألها كيف عرفت الاسمين. أوضحت P33 أنها عندما كانت في الفرع لاصطحاب ابنتها، كانت هناك لوحة تحمل الاسم على طاولة المكتب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان ذلك قد حدث في وقت لاحق أم في نفس اليوم. قالت P33 إن ذلك لم يحدث في نفس اليوم.

أشار فيدنير إلى أنه في اللقاء الأول، كانت ابنتا P33 في حالة سيئة، وخاصة ابنة P33 الأولى. سأل فيدنير عن أيهما تعرّضت للإيذاء. وصفت P33 أن وجه إحدى ابنتيها كانت عليه علامات حمراء وزرقاء وكان حجابها ملطخًا بالدماء. عندما حاولت P33 معانقة ابنتها لمواساتها، رفضت ابنتها ذلك لأن جسدها بأكمله كان يؤلمها.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت ابنة P33 الأولى قد تعرضت للضرب من قبل أي شخص في المكتب. قالت P33 إن ابنتها لم تتعرض للضرب أثناء وجود P33.

أشار فيدنير إلى أن P33 ذهبت إلى الفرع مرة ثانية، وسألها متى حدث هذا ولماذا. قالت P33 إنها ذهبت إلى الفرع بمجرد انتشار التقارير الإعلامية حول صدور عفو رئاسي عن المتظاهرين. ذهبت إلى الفرع مع عائلتها لمقابلة ابنتها الأولى. استقبلهم أنور رسلان في مكتبه وأخبرهم عبد[...] حسن أنه يمكنهم الانتظار هناك.

أراد فيدنير معرفة أفراد العائلة الذين كانوا حاضرين. قالت P33 إنها حضرت مع زوجها وابنها وابنتها الأولى وابنتها الثالثة.

سأل فيدنير كيف سار اللقاء. أوضحت P33 أنه تم الترحيب بهم مع طلب التأكيد على أن ابنتها لن تشارك في المظاهرات مرة أخرى. فأكّد زوج P33 أن أي من بناته لن تشارك في المظاهرات مرة أخرى. ثم قيل لهم إن "هذا الأمر لا يمكن أن يحدث وستكون عواقبه وخيمة."

أراد فيدنير معرفة من قال ذلك. أوضحت P33 أن أنور رسلان مكث قليلًا وأخبرهم بأشياء من هذا القبيل. وكان عبد[…] حسن حاضرًا ايضًا.

سأل فيدنير P33 عمّا إذا كان بإمكانها إخبار المحكمة بأي شيء عن رتبة أنور؛ وما إذا كان يعطي الأوامر، أو كان متعاونًا، أو قليل الاحترام. وصفت P33 أنه خلال لقائهما الأول، كان أنور جالسًا باحترام أمام شخص آخر كان جالسًا خلف طاولة المكتب. كان من الواضح أن أنور عامل هذا الشخص باحترام. وأضافت P33 أنها في ذلك الموقف كانت مهتمة فقط بشأن استعادة ابنتيها. كان هذا في لقائهما الأول، عندما سُمح للعائلة باصطحاب ابنة P33 الثالثة إلى المنزل. وفي لقائهما الثاني، عندما تعرّفوا على أنور، أدركوا أنه كان المدير، وكان يتحكم في كل شيء.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان اللقاءان قد تما في نفس المكتب. نفت P33 ذلك، موضحة أنه كان نفس المبنى، ولكن في مكاتب مختلفة.

أراد فيدنير كذلك معرفة ما إذا كان أنور يرتدي زيًا رسميًا أم ملابس مدنية. قالت P33 إنه كان يرتدي بدلة مدنية.

تلا فيدنير إفادة أنور بشأن لقائه بالعائلة [كان محامي دفاع أنور قد سلّم الإفادة الأسبوع الماضي]:

في نفس اليوم (عندما ألقِي القبض على الابنتين) جاء والدهما ووالدتهما [إلى فرع الخطيب]. هدد الأب بإشعال النار في نفسه. أنا [أنور رسلان] لا أعرف شيئًا عن أية أموال تم دفعها. أخِذ والدا ابنة P33 الأولى إلى توفيق يونس، وذهبت أنا [أنور] إلى هناك أيضًا. تعرّضت ابنة P33 الأولى للضرب من قبل القسم 40 وبالتالي كان وجهها متورّمًا. عندما كانت العائلة مع توفيق يونس ضرب الأب ابنته. أخبرتُه أنا [أنور] أن عليه التزام الهدوء.

قالت P33 إن هذه الإفادة كانت خاطئة تمامًا. وأوضحت أن العائلة لم تعلم بمكان وجود ابنتيها إلا في اليوم الثالث. ولم يقل زوجها قط أنه سيحرق نفسه؛ كانوا يصرخون فقط أمام قصر العدل. ثم أخذهم شخص يدعى خالد إلى الخطيب. ولم تتعرض ابنتها للضرب في المكتب. خلصت P33 إلى أنهما كانا في فرع الخطيب فقط في اليوم الثالث [بعد إلقاء القبض على ابنتيها].

قال فيدنير إن لديه سؤالًا أكثر عمومية، حيث سأل عمّا إذا كانت ابنتا P33 مع المعارضة وعمّا إذا كانتا تشاركان بانتظام في المظاهرات. قالتP33 إنه قبل 15 آذار/مارس، 2011، لم يكن لدى أحد أدنى فكرة عن المظاهرات. تفاجأ الجميع من إمكانية حدوث شيء كهذا في سوريا. شاركت ابنة P33 الأولى في احتجاج أمام السفارة الليبية، لكن العائلة لم تكن تعلم بذلك. بعد هذا التاريخ، واصلت ابنة P33الأولى أنشطتها [احتجاجًا على الحكومة].

سأل فيدنير عمّا إذا كانت ابنة P33 قد نشرت أي شيء على الإنترنت. سألت P33 عمّا كان يشير إليه فيدنير. أوضح فيدنير أنه يريد معرفة ما إذا كانت ابنتها قد نشرت أي شيء ضد النظام، على سبيل المثال مقالات ناقدة. نفت P33 ذلك، مضيفة أن ابنتها لم تنشر أي شيء على الفيسبوك، لأنها كانت خائفة للغاية. لكنها شاركت في مظاهرات في المدينة [دمشق].

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت ابنة P33 الأولى قد أخبرتها بأي شيء عن اعتقالها بعد إطلاق سراحها. نفت P33 ذلك، موضحة أن ابنتها الأولى لم ترغب في التحدث عن ذلك. كل ما أرادت P33 معرفته من ابنتها الأولى هو ما إذا كانت قد تعرّضت لأذى جسدي أو جنسي، لأن ذلك سيكون سيئًا جدًا في نظر المجتمع.

سأل فيدنير عمّا إذا كانتا قد تحدثتا عن إصابات واضحة. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أن ابنتها الأولى لم ترغب في التحدث عن ذلك. كانت تلك تجربة سيئة لابنتها الأولى وفضّلت عدم التحدث عنها. قالت P33 إن أهم شيء بالنسبة للعائلة هو إطلاق سراح ابنتها الأولى.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت ابنة P33 الأولى ذكرت أن أنور رسلان قد حقّق معها. أوضحت P33 أنه تم التحقيق مع ابنتها عدة مرات. غير أنها كانت دائمًا معصوبة العينين ولم تستطع رؤية أي تفاصيل. وأضافت P33 أن ابنتها تعرضت لأذى جسدي بالإضافة إلى الأذى النفسي.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت ابنة P33 الأولى لم تخبر P33 عمن حقّق معها. أشارت P33 إلى أن ابنتها قالت إن أنور ضربها وقام شخص آخر بالتحقيق معها وضربها.

فيما يتعلق بقيام أنور بضرب ابنة P33 الأولى، سأل فيدنير P33 كيف سار هذا التحقيق. أوضحت P33 أن ابنتها لم تكن على ما يرام ولم ترغب في إخبار P33 بأي تفاصيل. قالت فقط إن ضابط التحقيق كان شريرًا وعاملها معاملة سيئة. لكنها لم تقدّم تفاصيل أخرى عن نوع الضرب. قالت P33 إن رد فعل ابنتها الأولى كان مواصلة التظاهر.

سأل فيدنير كيف عرفت ابنة P33 الأولى أن أنور هو من ضربها. أوضحت P33 أنه عندما جاءت العائلة إلى مكتبه لاصطحاب ابنة P33 الأولى، كان اسم أنور مكتوب على اللوحة الموضوعة على طاولة المكتب، وكان هو موجودًا هناك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 تشير إلى اللقاء الثاني. فأكّدت P33 ذلك.

تدخلت رئيسة المحكمة كيربر، وسألت عمّا إذا كانت ابنة P33 قالت إن شخصين حقّقا معها. فأكّدت P33 ذلك.

أرادت كيربر أن تعرف من كان المحقق الشرير. قالت P33 إن كليهما كانا شريرين.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

أراد القاضي فيدنير أن يعرف كيف تم الترتيب للقاء الثاني؛ ما إذا كانت العائلة قد حددت موعدًا أو ذهبت إلى الفرع فحسب. قالت P33 إنهم ذهبوا إلى هناك بمجرد أن سمعوا بالعفو.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت ابنة P33 الأولى قد تعرّضت للضرب في اللقاء الثاني. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير كذلك عمّا إذا كانت بقع الدم التي ظهرت في اللقاء الأول ظاهرة أيضًا في اللقاء الثاني. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أن ابنتها احتفظت بالحجاب حتى يومنا هذا كتذكار.

استجواب من قبل الادعاء العام

أرادت المدعي العام بولتس معرفة ما إذا كانت عائلة P33 قد تحدثت عن أول لقاء في المنزل. طلبت P33 توضيحًا. حددت بولتس أنها تريد معرفة ما إذا كانت العائلة قد تحدثت عن الاجتماع مع ابنة P33 الثانية [P32]. قالت P33 بالطبع تحدثوا عن اللقاء الأول.

سألت بولتس أين كانت P32 خلال اللقاء الأول. قالت P33 إن ابنتها الثانية [P32] كانت في المنزل.

أرادت بولتس معرفة ما إذا كانت العائلة قد أخبرت P32 بما كانوا بصدد فعله، وأنهم كانوا يخططون للذهاب إلى فرع الخطيب. أوضحت P33 أنهم عندما غادروا الشقة، لم يعرفوا أنهم سينتهي بهم المطاف في الخطيب. لقد خططوا فقط للمشاركة في الاعتصام.

سألت بولتس P33 لماذا لم يأخذوا P32 معهم. قالت P33 إنهم كانوا خائفين، موضحة أنهم كانوا يعيشون في مجتمع دائم القلق على البنات.

أشارت بولتس كذلك أن P32 أخبرت المحكمة في الأسبوع السابق أنها كانت حاضرة أثناء اللقاء الأول [مع أنور]. تدخّل محامي المدعين، شارمر، قائلًا إن P32 لم تقل ذلك، وإنما قالت إنها كانت حاضرة أثناء لقاء واحد. سألت بولتس P33 لماذا قالت P32 إنها حضرت في لقاء. ذكرت P33 أن P32 كانت قد حضرت اللقاء الثاني.

أشارت بولتس إلى قول ابنة P33 الثانية [P32] إن ابنة P33 الثالثة قد حضرت اللقاء الذي حضرته P32 أيضًا. فأكّدت P33 ذلك، موضحة أن ابنتها الثالثة كانت حاضرة في اللقاء الثاني، لأنها كانت قد أطلِق سراحها في ذلك الوقت.

قالت بولتس إن P32 أخبر المحكمة أن ابنة P33 الثالثة كانت لا تزال معتقلة في اللقاء الذي حضرته P32. سألت بولتس P33 كيف يُعقل أن تتذكر P32 اللقاء على هذا النحو. قالت P33 إنها لا تملك تفسيرًا لذلك. ربما كان هناك سوء فهم عندما تحدثوا عن ذلك. أوضحت P33 أنه تم القبض على ابنتها الأولى وابنتها الثالثة. وتم إطلاق سراح ابنة P33 الثالثة في اليوم الثالث. ورافقت P32 العائلة عندما ذهبوا لاصطحاب ابنة P33 الأولى في وقت لاحق.

اشتكى محامي الدفاع فراتسكي من عدم فهم التفسير. كررت P33 إفادتها قائلة: قُبِض على الابنتين [الأولى والثالثة]. ولم تعرف P33 مكانهما لمدة ثلاثة أيام. عندما ذهبت P33 إلى الاعتصام، تم أخذها إلى الخطيب حيث اكتشفت وجود ابنتيها في هذا الفرع. قالت P33 إن هذا كان اللقاء الأول الذي حضرته بصحبة زوجها فقط.

فيما يتعلق باللقاء الثاني، سألت بولتس P33 عن سلوك أنور. أرادت معرفة ما إذا كان أنور متفهمًا أم متسلطًا. قالت P33 إنه منذ أن رأى أنور أنها وزوجها لا يتفقان مع سلوك ابنتيهما [المشاركة في الاحتجاجات]، بدا أنور "طبيعيًا". لم يكن غاضبًا ولا مستاءً.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أراد محامي الدفاع بوكر معرفة كيف رأى أنور أن P33 وزوجها لا يتفقان مع سلوك ابنتيهما. أوضحت P33 أن أنور طالب العائلة بالحرص على عدم مشاركة ابنتيهما في المظاهرات مرة أخرى. قالت P33 إن "زوجها فعل ذلك".

تساءل بوكر عمّا إذا كانت P33 وزوجها قد تعهّدا بأمر معيّن [فيما يتعلق بسلوك ابنتيهما في المستقبل]. نفت P33، مضيفة أنهما كانا يريدان ببساطة فعل أي شيء لمغادرة الفرع في أقرب وقت ممكن. لقد وافقا فحسب [على ما طالب به أنور].

أراد بوكر معرفة ما إذا كان من الصحيح أن اللقاء الأول قد تم بعد ثلاثة أيام من القبض على ابنتي P33، وأن اللقاء الثاني كان بعد 11 يومًا من الاعتقال. فأكّدت P33 ذلك.

أشار بوكر كذلك إلى أن الاعتقال كان في 15 آذار/مارس، 2011. فأكّدت P33 مرة أخرى.

أراد بوكر معرفة كيف لا يزال بإمكان P33 أن تتذكّر هذا التاريخ الدقيق، على الرغم من أنه كان منذ وقت طويل. أضاف أنها لم تكن المرة الأولى التي تسمع فيها المحكمة بهذا التاريخ. قالت P33 إنها لا يمكن أن تنسى هذا التاريخ أبدًا لأنه يمثل بداية الثورة السورية. وكانت بداية المظاهرات السلمية في دمشق.

سأل بوكر ما إذا كانت P33 متأكّدة بنسبة 100% من الإطار الزمني لثلاثة أيام [بالنسبة لأول لقاء]. فأكّدت P33 ذلك.

سأل بوكر ما إذا كانت P33 متأكّدة من الإطار الزمني لأحد عشر يومًا بنفس الدرجة. فأكّدت P33 ذلك.

أشار بوكر إلى أن P33 وعائلتها لم يعرفوا أي شخص في اللقاء الأول. وعرفوا أسماء الحاضرين في مرحلة لاحقة فقط. فأكّدت P33 أنها لم تكن تعرف أي أسماء في اللقاء بعد ثلاثة أيام من الاعتقال لكنها استطاعت تذكّر الوجوه.

خلص بوكر إلى أنه لم تكن هناك لوحات أسماء في اللقاء الأول. فأكّدت P33 ذلك.

خلص بوكر كذلك إلى أن P33 تعرّفت على أنور في مرحلة لاحقة. فأكّدت P33 ذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كانت P33 ما زالت تعرف أنور اليوم [في المحكمة] أيضًا. فأكّدت P33 ذلك.

أراد بوكر معرفة ما إذا كانت P33 قد رأت أنور في وسائل الإعلام. نفت P33 ذلك، مضيفة أنها رأته عندما كانت معتقلة هي نفسها في فرعه [أنور] [الخطيب].

أشار بوكر إلى أن P33 ذكرت شخصًا مهمًا كان حاضرًا في اللقاء الأول، وأن P33 ذكرت عدة أسماء في هذا السياق. قال بوكر إنه مرتبك لأن P33 قالت إنه كان هناك شخص واحد مهم، ولكن كان هناك شخص آخر مسؤول. أوضحت P33 أن هذا الشخص جاء وقال إنه سيتولى الأمر فيما يتعلق بابنتي P33. لم يكن هذا الشخص هو الشخص الرئيسي في المبنى؛ ولكن كانت لديه رتبة معينة. وأضافت P33 أن ابنتيها كانتا أول امرأتين تم اعتقالهما في هذا الفرع [الخطيب]. وأن عائلتها عائلة دمشقية محافظة للغاية. وأرادوا إنهاء الموضوع برمّته.

استنتج بوكر أن هذا الشخص [ذو رتبة عالية ولكن ليس مسؤولًا عن الفرع] كان شخصًا يُعامَل باحترام. أراد بوكر أيضًا معرفة ما إذا كان من الصحيح القول إن هذا الشخص كان هو المسؤول في اللقاء الأول وكان من قاد المحادثة، بعد ثلاثة أيام من الاعتقال. قالت P33 إنه يمكن للمرء أن يصف الوضع على هذا النحو. وأضافت أنه بعد عشرة أيام، عندما جاؤوا لاصطحاب ابنتها الأولى، اكتشفوا أن أنور رسلان هو المسؤول.

أراد بوكر أن يعرف كيف توصلت P33 إلى استنتاج مفاده أن أنور كان مسؤولًا والسبب في وصفها لأنور بهذا الشكل اليوم [في المحكمة]. أوضحت P33 أنه في اللقاء الثاني عندما ذهبوا لاصطحاب ابنتها الأولى، رأت P33 أن أنور كان يُعامَل باحترام ويُخاطَب بلقب "سيدي". كما كان يعطي الأوامر.

خلص بوكر إلى أنه في اللقاء الثاني، تصرّف أنور مثل الشخص الآخر في اللقاء الأول. فأكّدت P33 ذلك.

أشار بوكر إلى أن إفادة أنور بشأن اللقاء التي تمت تلاوتها للتو مرة أخرى عندما قالت P33 إن الإفادة خاطئة تمامًا. ولكن وفقًا لبوكر، كان هناك العديد من القواسم المشتركة بين إفادة أنور والوصف الذي قدّمته P33 للقاءين. ما كان يختلف بين الوصفين هو أولًا هوية الشخص المهم في اللقاء الأول. ثانيًا، حالة حجاب ابنة P33. ثالثًا، وصفت P33 عفويًا في المحكمة أنه في اللقاء الأول، سأل زوج P33 ابنتيها على الفور عن المظاهرات [عن سبب مشاركتهن]. طلب بوكر من P33 أن تصف، بقدر ما تذكر، رد فعل زوجها في هذا الموقف. أوضحت P33 أن زوجها سأل ابنتيه [لماذا شاركتا في الاحتجاجات] بهدف مسايرة غضب الأشخاص الآخرين الذين كانوا حاضرين. كما قال إن ابنتيه لن تشاركا في احتجاجات مرة أخرى.

أراد بوكر معرفة مصدر الغضب الذي وصفته P33، أي إذا شعرت به بالفعل أو كان مجرّد افتراض. أوضحت P33 أنها لم تتوقع هذا القدر من الغضب. ولكن كان الجميع يعرف كيف كان رد فعل النظام واستجابته [على المظاهرات]. ولهذا السبب حاول زوجها أن يوضّح أن ابنتيه شاركتا في المظاهرات مرة واحدة فقط ولن يتكرر ذلك مرة أخرى.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان لدى P33 وزوجها استراتيجية لهذا اللقاء، إذا وافق مسبقًا على محاولة تهدئة الجميع من خلال توضيح أن مشاركة ابنتهما في المظاهرات كان حدثًا لمرة واحدة. أوضحت P33 أنها عندما ذهبت هي وزوجها وابنها إلى الاعتصام أمام قصر العدل، لم يكن لديهم أي خطة. لم يعرفوا أنهم سيؤخذون إلى مكان ما، لذلك لم يتحدثوا عن استراتيجية من قبل.

تساءل بوكر عمّا إذا كانت ابنة P33 ردت على ما قاله والدها بشأن مشاركتها في المظاهرات. قالت P33 إنها لم ترد. كان جسدها كله يرتجف، وحاولت P33 تهدئتها.

أراد بوكر معرفة من قال إن ابنة P33 سيُطلق سراحها. أراد معرفة ما إذا كانت P33 تعرف من أمر بالإفراج أو كانت تعرف فقط النتيجة النهائية. أشارت P33 إلى إفادتها السابقة حول شخص غادر الغرفة ليعود ويقول إنه تحدث مع الرئيس. قالت P33 إنها لا تعرف ما إذا كان صحيحًا أن الشخص تحدث إلى الرئيس عبر الهاتف أم أنه كان مجرد تمثيل. غير أن هذا الشخص قال إن الرئيس قرر إطلاق سراح ابنة P33 الثالثة و"تربية ابنة P33 الأولى".

أشار بوكر إلى قول P33 إن ابنتها الثالثة لم تتعرض للضرب أثناء وجود P33. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أنه لم يتعرض أي شخص للضرب.

سأل بوكر عمّا إذا كانت P33 قد حضرت اللقاء بأكمله. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أنها كانت دائمًا مع زوجها.

سأل بوكر أيضًا عمّا إذا كانت P33 وزوجها قد دخلا الغرفة وغادراها في نفس الوقت. فأكّدت P33 ذلك.

أشاربوكر إلى أن P33 قالت إن اللقاء الثاني حدث بعد 10 أيام من اللقاء الأول، لكن في مرة أخرى قالت أيضًا إن اللقاء الثاني حدث بعد 11 يومًا من الاعتقال. أوضحت P33 أن اللقاء الثاني عُقد بعد 10 أيام من اللقاء الأول وبعد 11 يومًا من الاعتقال.

أراد بوكر أن يعرف كم من الوقت كان على العائلة أن تنتظر بعد اللقاء الثاني حتى تم إطلاق سراح ابنتهم. قالت P33 إنهم اضطروا إلى الانتظار لمدة يومين تقريبًا.

سأل بوكر عمّا إذا كانت P33 وعائلتها قد اكتشفوا سبب إطلاق سراح ابنتهم بعد يومين من اللقاء الثاني. قالت P33 إنه صدر عفو رئاسي عن جميع المتظاهرين.

أراد بوكر معرفة ما إذا كان من الممكن أيضًا أن ابنة P33 أطلِق سراحها لأن العائلة تحدثت إلى أنور الذي حاول مساعدتهم وبدأ إجراءات إطلاق سراح ابنتها. قالت P33 إنه إذا كان هذا هو الحال، لكان قد تم إطلاق سراح ابنتها في وقت سابق.

تساءل بوكر عمّا إذا كان هذا هو السبب الوحيد وراء اعتقاد P33 أنه سيكون من المستحيل أن يكون أنور قد ساعدهم. قالت P33 إنه كان هناك بيروقراطية وكثير من المعاملات الورقية والوثائق.

أراد بوكر معرفة سبب اعتقاد P33 أنه لم يكن أنور هو من أطلق سراح ابنتها. قالت P33 إن هذا السؤال الافتراضي سيثير المزيد من الأسئلة.

تدخّل محامي المدعين بانز معترضًا على فرضيات محامي الدّفاع. طلب محامي الدفاع بوكر من محامي المدعين شارمر التزام الصمت وعدم مقاطعته. أوضح محامي المدعين شارمر أنه لم يعترض على أي شيء، وإنما كان بانز هو من اعترض على سؤال بوكر.

واصل محامي الدفاع بوكر استجوابه بسؤال P33 عن سبب افتراضها أن أنور رسلان لم يكن من أمر بإطلاق سراح ابنتها. قالت P33 إنها سمعت هي وعائلتها عن العفو الرئاسي وأطلِق سراح ابنتهم بعد يومين من ذلك.

قال بوكر إنه لم يكن هناك سوى عفو عام واحد صدر عن الرئيس، وتم الإعلان عنه في 31 أيار/مايو، 2011. تدخل محامي المدعين، شارمر، مطالبًا بمصدر معلومات بوكر. قال بوكر إنه يمكن للمرء أن يقرأ ذلك على الإنترنت. قال شارمر إن هذه كانت محاكمة جنائية، ومصادر الإنترنت لن تكون كافية. تدخلت القاضي كيربر رئيسة المحكمة وطلبت من محامي الدفاع بوكر طرح سؤال مناسب للشاهد.

سأل بوكر P33 عمّا إذا كانت متأكّدة من الإعلان عن العفو في 26 آذار/مارس 2011 كما ذكرت سابقًا. قالت P33 إنها لا تتذكر التاريخ بالضبط، كل ما تتذكره هو إطلاق سراح ابنتها بسبب ذلك [العفو الرئاسي]، مضيفة أن هذه الأحداث حدثت قبل عشر سنوات.

قال بوكر إنه لا يعرف سوى عفو رئاسي واحد، تم الإعلان عنه في 31 أيار/مايو، 2011. وسأل P33 عمّا إذا كانت تريد تغيير شهادتها لأن بوكر كان يرى أنه لم يكن هناك عفو في التاريخ الذي ذكرته P33. قالت P33 إن العفو الذي أشارت إليه أُعلِن عنه "في محاولة لامتصاص غضب الشارع". ولم يصدر ذلك العفو عن مجلس النواب. أشارت P33 إلى أنه تم إبلاغها بأن الرئيس أصدر عفوًا عامًا، فذهبت P33 وعائلتها إلى فرع الخطيب لاستعادة ابنتها. وأضافت P33 أن عائلتها تعرف شخصًا آخر تم القبض عليه في 18 آذار/مارس، 2011 وأطلِق سراحه تقريبًا في نفس اليوم الذي أطلِق فيه سراح ابنتها.

أراد بوكر معرفة ما إذا كانت P33 قد تحدثت إلى P32 بعد الشهادة التي أدلت بها P32. فأكّدت P33 ذلك، موضحة أنها سألت ابنتها عن حالها، ولكنهما لم تتحدثا عن أي تفاصيل حول شهادة P32. قالت P33 إنها كانت تريد فقط أن تعرف كيف كانت نفسية ابنتها، لأن ابنتها كانت في حالة سيئة.

اختتم بوكر استجوابه بإخبار محامي المدعين، شارمر، أن "الاعتراضات الزائفة" لشارمر كانت مُربِكة ولا داعي لها في كثير من الأحيان. قال بوكر إنه أراد توضيح جانب مهم [عندما قاطعه شارمر].

سألت القاضي كيربر محامي المدعين، شارمر، إذا كان يريد الرد. قال شارمر إن الاعتراض الأول قدمه محامي المدعين، بانز، مضيفًا أن بوكر يجب أن يستخدم سماعات الرأس لتتبع ما يُقال في المحكمة ومِن قِبل مَن.

سألت القاضي كيربر رئيسة المحكمة عمّا إذا كان لدى شارمر أو أحد محامي المدعين الآخرين أي أسئلة للشاهدة.

استجواب من قبل محامي المدعين

قال محامي المدعين، شارمر، إن صحيفة " Zeit " الألمانية كتبت في حزيران/يونيو 2014 أن الرئيس بشار الأسد أصدر عدة قرارات عفو. فأكّدت P33، موضحة أنه كان هناك عدة مراسيم رئاسية. حيث تم إلقاء القبض على العديد من الشباب [في سياق المظاهرات]، وكانت المراسيم والعفو محاولات لامتصاص غضب الشارع.

أشار شارمر إلى أن ابنة P33 الأولى كانت من أولى النساء اللواتي قُبِض عليهن في بداية المظاهرات. وسأل P33 عمّا إذا كانت ابنتها الأولى معروفة في سوريا. فأكّدت P33 أن ابنتها الأولى كانت أول امرأة تتظاهر بصوت عالٍ في دمشق. أظهرت ابنتها شجاعة كبيرة.

قال شارمر إن P33 تحدثت إلى ابنتها الأولى [حول اعتقال ابنتها الأولى]، لكنهما لم تتحدثا عن أي تفاصيل. أراد شارمر معرفة ما إذا كان من الطبيعي بالنسبة لثقافة P33 ألا يتحدث الناس عن "مثل هذه الأشياء" [تجربة الاعتقال، وخاصة العنف الجنسي] بشكل صريح في عائلاتهم. قالت P33 إنها كانت تجربة جديدة بالنسبة لهم [المجتمع السوري]: اعتقال الشابات. وأضافت P33 أنه من المهم للغاية بالنسبة للعائلات عدم تعرّض البنات لاعتداء جنسي. [بدأت P33 في البكاء، وأعطاها المترجم منديلًا] قالت P33 إنها كأم أرادت أن تعرف ما كابدته ابنتاها. ربما لم تلحّ في الطلب، لكنها كأم أرادت أن تعرف.

اقترحت القاضي كيربر استراحة، لأن المجموعة التالية من الأسئلة ستكون أكبر، وستعطي الاستراحة الجميع فرصة للهدوء. ولكنها أضافت أنه إذا أرادت P33 تجاوز الأمر والانتهاء من الأسئلة، فيمكنهم المتابعة أيضًا. قالت P33 إنها تفضل أخذ استراحة.

***

[استراحة لمدة 70 دقيقة]

***

أعادت القاضي كيربر افتتاح الجلسة بالقول إن القضاة استغلوا الاستراحة لإجراء بعض البحث. وصادفوا مقالًا في إحدى الصحف الألمانية يشرح بالتفصيل قرارات العفو الرئاسي في سوريا. سيتم تسليم نسخ من المقال إلى الطرفين وسيوفر مترجم المحكمة ترجمة فورية للمتهم. تلت كيربر المقال المؤرخ في 25 آذار/مارس، 2011.

قال محامي الدفاع بوكر إن هذا المقال الصحفي كان متناقضًا مع مقالات أخرى. ولكن كان من الواضح بأي حال من الأحوال أن قرارات العفو الرئاسي هذه لم تُنفَّذ أبدًا. وقال إن الدفاع قد يقدّم بيانًا بهذا الصدد في وقت لاحق إذا لزم الأمر. أضاف محامي الدفاع فراتسكي مقالًا من مجلة "دير شبيغل" الإخبارية الألمانية بتاريخ 31 أيار/مايو، 2011، يفصّل العفو الرئاسي العام الذي أشار إليه زميله بوكر في وقت سابق. وأضاف بوكر أن المقال الذي تلته القاضي كيربر للتو لن يكون بالتأكيد الحقيقة المطلقة. وقالت رئيسة المحكمة كيربر إن للدفاع الحرية في تقديم بيان رسمي في هذا الصدد.

ذكر محامي الدفاع فراتسكي أن إفادة موكله بشأن الأحداث التي وصفتها P32 وP33 قد تمت تلاوتها لـP33 عدة مرات الآن. وقال فراتسكي إن الدفاع يطلب عرض صور توفيق يونس وجميل حسن على P33. طلبت القاضي كيربر من فراتسكي إخبار المحكمة بمكان هذه الصور في ملف القضية. قال محامي الدفاع بوكر إنه إذا كان أي شخص يعرف مكان هذه الصور في ملف القضية، فإن الدفاع يريد عرضها على P33.

قالت القاضي كيربر إن P33 كان عليها الانتظار لفترة طويلة الآن. سيبدأ القاضي فيدنير الآن استجوابه فيما يتعلق بالموضوع الثاني [القبض على P32 وP33 واعتقالهما].

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أوضح القاضي فيدنير أنه يريد الآن معرفة المزيد عن القبض على P32 وP33 واعتقالهما، وطلب من P33 وصف السياق والإطار الزمني وتفاصيل كيفية حدوث ذلك. وصفت P33 أن "النظام بدأ يرد بقوة". ووقعت مجزرة في الحولة حيث تم "ذُبِح" 50 طفلًا ورضيعًا بالسكاكين. قالت P33 إن هذا الحدث ترك بصماته على المجتمع السوري. وكان هناك رد فعل من الشباب والمعارضة على ذلك وتم اعتقال العديد من الأشخاص في جميع أنحاء البلد. قالت P33 إنها كانت قلقة للغاية بشأن P32 لأنها كانت ناشطة [تتظاهر] أيضًا.

أراد فيدنير أن يعرف متى حدث هذا. قالت P33 إن ذلك كان في أيار/مايو 2012. قررت P32 وصديقاتها المشاركة في اعتصام. لذلك قررت P33 أن تشارك [في الاعتصام] لحماية ابنتها. قالت P33 إنها كانت دائمًا قريبة من ابنتها، لكن المخابرات اكتشفت بطريقة ما أن الاعتصام كان من المفترض أن يتم. وذكرت P33 أن المتظاهرين حملوا لافتات عليها عبارات مناهضة لمجزرة الحولة وضد قتل الأطفال والرضّع. وفجأة ظهر العديد من عناصر الأمن وأطلقوا في البداية طلقات تحذيرية في الهواء. بدأ الناس في الفرار إلى الأزقة الجانبية. قالت P33 إنها كانت خائفة بشدة وفي حالة هستيريا لأنها لم تعد تستطيع رؤية P32 [ابنتها]. لاحظت قوات الأمن سلوك P33 وعلمت أنها شاركت في المظاهرة أيضًا. قالت P33 إنها تم جرّها داخل حافلة صغيرة كانت تقف عند مدخل زقاق جانبي صغير. وبعد 5 دقائق، رأت P33 كيف تم سحب P32 إلى داخل الحافلة الصغيرة أيضًا. كُسِرت نظارات P32، وكان أنفها ينزف. أشارت P33 إلى أن P32 فوجئت برؤية والدتها في الحافلة الصغيرة وسألت ضباط الأمن إذا كان بإمكانها الجلوس بجانب هذه المرأة [والدتها P33] عندما رأتها. قالت P33 إن ضباط الأمن أخبروهن كيف يجلسن والتزم الجميع الصمت. كان هناك ما يقرب من 18 إلى 20 شخصًا في الحافلة الصغيرة. وصفت P33 للمحكمة كذلك كيف انطلقت الحافلة الصغيرة إلى القسم 40 الذي كان في الجسر الأبيض بقيادة مخلوف. قالت P33 إنهن تعرّضن للضرب عندما نزلن من الحافلة. وعندما اضطررن إلى صعود الدرج، كان هناك ضابط أمن يقف على كل درجة، يضرب المعتقلات اللواتي كان عليهن صعود الدرج. قالت P33 إنها طُلب منها هي والمعتقلات الأخريات بعد ذلك مواجهة الحائط وضمّ أيديهن. وتم أخذهن لاحقًا إلى غرفة كبيرة حيث كان عليهن الانتظار. سأل الضباط الجميع عن أسمائهن، لكنهم لم يأخذوا سوى P32 معهم. ثم أُعيدت P32 إلى الغرفة وأخرِجت مرة ثانية. قالت P33 إن السجان الذي أعاد P32 إلى الغرفة في المرة الثانية صرخ في وجهها واتهمها بأنها مسؤولة عن وفاة صديقه، الجلبي. حاول الاعتداء على P32 لكن زملاءه منعوه. قالت P33 إن P32 أخبرتها لاحقًا أنها تعرضت للضرب بالفعل قبل نقلها داخل الحافلة الصغيرة. كان هذا هو سبب كسر نظارتها والنزيف من أنفها. وصفت P33 كذلك أنه عندما اضطررن إلى الانتظار في الغرفة الكبيرة، نظر إليها بعض الضباط قائلين "إنها أم لابنتين تقومان بالقدح والذم وستتم محاسبتها الآن". قالت P33 إنها كانت هادئة وفي وقت لاحق، في الليل، اقتيدت إلى نفس الحافلة الصغيرة ونُقِلت إلى فرع الخطيب. أضافت P33 أنها عرفت أنه كان فرع الخطيب لأنها سبق وأن زارته. قالت P33 إن حلقة جديدة بدأت هناك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 قادرة على رؤية الطريق إلى الخطيب أم أنها كانت معصوبة العينين. قالت P33 إنها لم تكن معصوبة العينين لكنها اضطرت إلى خفض رأسها أثناء الركوب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا تم التحقيق مع P33 أيضًا في القسم 40. قالت P33 إنه تم التحقيق مع P32 فقط هناك. قاموا [المحققون] بالدخول إلى حسابها على الفيسبوك وأرادوا رؤية منشوراتها. ولكن كانت إحدى صديقات P32 قد حذفت حسابها فور اعتقالها.

سأل فيدنير كيف عرفت P33 ذلك. قالت P33 إنها اكتشفت ذلك لاحقًا.

أراد فيدنير معرفة ما حدث لـP33 في فرع الخطيب. قالت P33 إن جميع المعتقلات نُقلن على الفور إلى الطابق السفلي، حيث تمت مصادرة مقتنياتهن الشخصية. وقامت امرأتان بتفتيشهن قبل نقلهن إلى زنزانة جماعية، مساحتها 3×3 أمتار. كانت الزنزانة صغيرة جدًا وليس بها نوافذ كما كانت في القبو وفيها مرحاض مكسور. قالت P33 إنها كانت في حالة صدمة ولم يتحدث معهن [مع المعتقلات الجدد] أحد لمدة يومين. قالت P33 إنها لم تستطع التعرّف على أي من الوجوه هناك.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت ابنة P33 لا تزال معها في ذلك الوقت. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير عن عدد الأشخاص الموجودين داخل الزنزانة التي يبلغ حجمها 3×3 أمتار. قالت P33 إنه كان هناك 18 إلى 20 شخصًا، وربما أكثر.

سأل فيدنير عمّا إذا كنّ نساء فقط. فأكّدت P33 ذلك.

طلب فيدنير من P33 أن تتابع. وصفت P33 أنه بسبب ارتفاع ضغط دمها، كان عليها دائمًا تناول أقراص الدواء. وعندما بقيت بدون دوائها لمدة يومين، كان ضغط دمها مرتفعًا جدًا لدرجة أنها صرخت فجأة قبل أن تفقد الوعي. كانت ابنتها خائفة للغاية، وطرقت على باب الزنزانة الحديدي وهي تصرخ طلبًا للمساعدة. قالت P33 إن أحد السجانين فتح الباب ورأى P33 ممدّدة على الأرض. أغلق الباب للتحدث مع رئيسه. قالت P33 إنه سُمح لهما [هي وابنتها] بالذهاب إلى الغرفة المجاورة بعد حوالي 30 دقيقة من فتح السجان الباب لأول مرة. كان هناك طبيب وممرضتان ينتظرون في هذه الغرفة. أعطاها الطبيب حبوب P33 لخفض ضغط الدم ومسكنات للألم. قالت P33 إنها حاولت إعطاء الطبيب رقم هاتفها، حتى يتمكن من الاتصال بعائلتها لإخبارهم عن وضعها هي وP32. غير أن الطبيب كان يشعر بخوف شديد ورفض. قالت P33 إنها أُعيدت هي وابنتها إلى الزنزانة الجماعية حيث تم استدعاء P32 للتحقيق بعد أربعة أيام. عندما أعيدت P32 إلى الزنزانة بعد التحقيق معها، لم تجب على أسئلة P33. وصفت P33 أنه تم استجواب كل من في الزنزانة بشكل منفصل عن طريق النداء على أسمائهنواقتيادهن للتحقيق. وصفت P33 أن المحققين أثناء التحقيق معها أخبروها أنهم سيكونون لطفاء معها، ولكن يجب أن يكونوا قساة مع ابنتها. كان على P33 التوقيع على أوراق بيضاء وقال لها المحققون أن تكون لطيفة، وإلا ستُملأ الأوراق الفارغة بما يريدون.

أراد فيدنير معرفة المكان الذي تم فيه التحقيق مع P33. قالت P33 إنها اضطرت للذهاب إلى الطابق الأرضي [الطابق الأول] والعودة بعد التحقيق معها.

سأل فيدنير عمّا إذا كان بإمكان P33 رؤية الشخص الذي حقق معها أو ما إذا كانت معصوبة العينين. قالت P33 إنها لم تكن معصوبة العينين.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت قد تمكنت بالتالي من التعرّف على المحقق. نفت P33 ذلك.

خلص فيدنير إلى أن P33 لم يتم استجوابها من قبل أنور رسلان. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير كذلك عمّا إذا كان المحقق قد طرح على P33 أي أسئلة محددة. نفت P33 ذلك، قائلة إن الأسئلة كانت عامة إلى حد ما. أراد المحقق أن يعرف سبب وجودها في الفرع ولماذا قُبِض عليها. قالت P33 إنها بعد أن وقّعت على الأوراق الفارغة، نُقلت إلى الطابق السفلي [إلى الزنزانة الجماعية]، قبل استدعاء P32 للتحقيق. أشارت P33 إلى أنه عندما عادت P32 إلى الزنزانة بعد هذا التحقيق، أخبرت P33 أنها كانت منهكة. عندما سألتها P33 عمّا إذا كانت قد تعرّضت للضرب [بدأت P33 في البكاء] نفت P32 ذلك، قائلة إنها كانت متعبة فقط. وصفت P33 أن P32 كانت مستلقية في حضن والدتها لمدة 15 دقيقة تقريبًا قبل النداء على اسم P33. أخبرتها P32 ألا تخاف، مضيفة أنه سيتم الإفراج عنها بالتأكيد. قالت P33 للمحكمة إنه كانت هناك أربع أو خمس زنازين انفرادية مقابل الزنزانة الجماعية حيث تم احتجازها لأول مرة. وعندما تم استدعاء اسم P33، اقتيدت مباشرة إلى إحدى الزنازين المنفردة وأغلق الباب خلفها. قالت P33 إن الزنزانة كانت بعرض 1.5 متر. كان للباب الحديدي نافذة صغيرة ومسافة من 3 إلى 4 سنتيمترات بين الباب والأرض. قالت P33 إنها صُدمت عندما سمعت باستدعاء اسم P32. سمعتها وهي تصرخ وتسأل إلى أين يأخذونها. قالت P33 إنها سمعت بعد ذلك دويًا عاليًا واستطاعت أن ترى من خلال الفتحة الموجودة أسفل باب زنزانتها كيف سقطت P32 على الأرض ثم سُحِبت بعيدًا. قالت P33 إنها بقيت بمفردها في الزنزانة المنفردة لمدة أربعة أيام. وسُمح لها باستخدام المرحاض كل 12 ساعة. كان يتم استدعاء المعتقلات الواحدة تلو الأخرى لاستخدام المرحاض. قالت P33 إنها كانت تشعر بالارتياح دائمًا عندما ترى حذاء P32 من خلال الفجوة الموجودة أسفل باب زنزانتها. حيث كان هذا يعني أن P32 كانت لا تزال قادرة على المشي. قالت P33 إنها أرادت أحيانًا الطرق على باب زنزانتها لتخبر ابنتها أنها كانت هناك.

قاطعها محامي الدفاع بوكر قائلًا إنه بما أن P33 كانت تبكي وتنوح، فينبغي أن يأخذوا قسطًا من الراحة. فأجابت P33 بأنها ستكون بخير وتريد مواصلة شهادتها. ثم وصفت P33 أنها لم تجرؤ أبدًا على طرق الباب لأنها كانت خائفة جدًا من حدوث شيء لـP32 إذا فعلت ذلك. في اليوم الرابع، فُتح باب زنزانة P33، ولكن ليس في وقت المرحاض المعتاد. رأت P33 كيف دخلت P32 إلى زنزانتها وهي مغطاة بالدم. قالت P33 إنها شعرت بارتياح كبير لوجودها مع ابنتها. بكت P32 كثيرًا واعتذرت لـP33 لإقحامها في هذا الوضع. قالت P33 إن P32 اعتقدت أن والدتها قد أطلق سراحها. واضطرتا للبقاء في الزنزانة معًا لمدة 18 يومًا تقريبًا قبل إطلاق سراح P33.

أكّد القاضي فيدنير لـP33 أنها يمكن أن تطلب استراحة في أي وقت إذا لزم الأمر. شكرت P33 فيدنير قائلة إنها ستكون قادرة على الاستمرار دون استراحة. ثم خلص فيدنير إلى أن P33 تم احتجازها في زنزانة منفردة مع ابنتها وسأل عن حجم هذه الزنزانة. قالت P33 إن الزنزانة يبلغ طولها 1.5 متر وعرضها 0.75 متر.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت ابنة P33 أخبرتها بما حدث لها. قالت P33 إنه عندما تم فتح الباب لاستخدام المرحاض، ذكرت ابنتها للسجّانين عدة مرات أنها تعرف أنور رسلان وطلبت التحدث معه. وفقًا لـP33، كانت ابنتها تتألم بسبب التحقيقات، وذات مرة بدأ أنفها ينزف ولم تعرف ماذا تفعل. كانت ملابسها مغطاة بالدماء، وعندما رأت P32 الدم جمعته بملابسها وألقتها على جدران الزنزانة. عندما فتح أحد السجّانين الباب بعد أن طرقت P32 الباب، اعتقد أن P32 ستموت. قالت P33 إنها تفترض أنه في هذه الحالة، اعتقد السجّان أنه سيكون من الأفضل أن تكون P32 مع والدتها، لذلك نُقِلت إلى زنزانة P33.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P32 قد أخبرت P33 بأي شيء عن إساءة أو سوء معاملة أو اعتداءات جنسية. قالت P33 إنه لم تكن هناك اعتداءات جنسية ولكن تحرّش. حاول شخص ما لمس P32 وسألها عمّا إذا كانت عذراء، وهو ما أكّدته P32. قالت P33 إنه لم تكن هناك اعتداءات.

أراد فيدنير أيضًا معرفة ما إذا كانت P32 قد ذكرت أي إصابات أو ما إذا كانت P33 قد شاهدت آثار إصابات على P32. وصفت P33 أن P32 كانت في حالة سيئة للغاية، وكانت مستلقية بين ذراعي والدتها طوال الوقت. سكب أحدهم كوبًا من الشاي الساخن أو الماء المغلي فوق P32، حيث احترق جلدها على الجانب الأيمن من جذعها. أوضحت P33 أيضًا أنه لا يُسمح للمرء باستخدام المرحاض إلا مرتين في اليوم ولا يحصل سوى على زجاجة مياه واحدة، ولم يكن حجمها أكبر من 0.5 لتر، وكان ينبغي على P33 وP32 تقاسمها، ولا يمكن إعادة تعبئتها إلا كل 12 ساعة. ومنذ هذا الاعتقال، تعاني P33 من مشاكل في كليتيها لأنها لم تكن قادرة على استخدام المرحاض إلا مرتين في اليوم ولم تحصل على كمية كافية من الماء. وما زاد من المعاناة، وفقًا لـP33، هو حقيقة أنها، وخاصة في زنزانتها المنفردة، كانت تسمع أصوات أشخاص يصرخون من التعذيب طوال الوقت. لطالما اعتقدت أن P32 يمكن أن تكون واحدة منهم. وأضافت P33 أنها كانت تسمع كل شيء من خلال الباب الحديدي لزنزانتها المنفردة. كما استطاعت سماع موعد وصول معتقلين جدد من الشباب وأجبروا على التعري والانحناء. قالت P33 إنها سمعت ذات مرة رجلًا يقول "أنا رجل عجوز. يمكن أن أكون بمقام والدك. أنا محام وحقيقة أنني يجب أن أخلع ملابسي أمر شائن." قالت P33 إن الرجل اضطر إلى خلع ملابسه رغم ذلك. وتعرض للإهانة وبدأ السجانين في شتم الذات الإلهية أيضًا. قالت P33 إنها شاهدت الدماء على الأرض والجدران وهي في طريقها إلى المرحاض.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P32 قد ذكرت ما إذا كانت على اتصال بأنور أثناء اعتقالها. نفت P33 ذلك، قائلة إنهما لم تتحدثا عن ذلك. أضافت P33 أن هذا حدث خلال الأيام الأربعة التي كانت فيها بمفردها. أشارت P33 إلى أن أحد السجانين استدعاها وأخذها خارج زنزانتها. سأل السجّان P33 إذا حدث لها أي شيء وإذا حصلت على الدواء. قالت P33 إنها نفت ذلك، وأخبرها السجّان أنه سيسمح لها قريبًا بتناول أدويتها. قالت P33 إنها اكتشفت بعد إطلاق سراحها لماذا كان السجّان لطيفًا معها: أجرت ابنة P33 الأولى مقابلة مع قناة العربية قالت خلالها إن والدتها معتقلة ومريضة، وإذا حدث أي شيء لأمها، فسيكون النظام مسؤولًا عن ذلك. [أجرى محامي P33 د. كروكر استشارة قصيرة مع P33].

خلصت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن P33 خضعت للتحقيق مرة واحدة فقط. فأكّدت P33 ذلك.

سألت كيربر مرة أخرى عمّا إذا كانت الشاهدة قد طُرحت عليها أسئلة عامة فقط وطُلب منها التوقيع على أوراق فارغة. فأكّدت P33 ذلك.

أرادت كيربر معرفة ما إذا كان قد طُلب من P33 التأثير على ابنتيها. قالت P33 إنها قيل لها ذلك عندما كانت على وشك الإفراج عنها. أخبرت السجّانين أنها اعتُقلت لمدة 23 يومًا، واستفسرت عن سبب القبض عليها واعتقالها. رد السجّانون بأن على P33 أن تعلم أنها ربّت أولادها على الكراهية.

سألت كيربر عمّا إذا كانت P33 قد رأت قتلى أو مصابين في الفرع. نفت P33 ذلك.

سألت كيربر ما إذا تم تفتيش فتحات جسم P33. نفت P33 ذلك، موضحة أنها تعرّضت لتفتيش دقيق، ولكن ليس داخل فتحات جسمها.

أرادت كيربر أيضًا أن تعرف ما إذا تعرّضت P33 لاعتداء جنسي أو ما إذا تعرّضت لتهديد بأنها هي أو ابنتيها سيتعرّضن لاعتداءات جنسية. نفت P33 ذلك.

سأل القاضي فيدنير عن فترة اعتقال P33 في فرع الخطيب. قالت P33 إنها مكثت هناك لمدة 23 يومًا.

طرح فيدنير نفس السؤال بخصوص P32. أوضح P33 أنه تم إطلاق سراح P32 بعد ساعة أو ساعتين من P33 وتم نقلها إلى فرع المخابرات العسكرية. خلص فيدنير إلى أن P32 لم يُطلق سراحها وإنما نُقِلت، وسأل P33 متى تم إطلاق سراح P32 في النهاية. قالت P33 إنها اعتقلت لمدة ثلاثة أشهر، ولكن P33 لم تتذكر التاريخ الدقيق لإطلاق سراح P32.

أراد فيدنير أن يعرف بالضبط كيف تم تهديد P33 أو إهانتها أو إساءة معاملتها في فرع الخطيب. أوضحت P33 أنها كانت تُطارَد دائمًا في طريقها إلى المرحاض وتعرّضت لشتائم سيئة. بشكل عام، أهانها السجّانون وشتموا الذات الإلهية.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 قد تعرّضت للضرب أثناء الاعتقال. نفت P33 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت P33 قد قابلت أنور رسلان أثناء اعتقالها. أوضحت P33 أنه عند إطلاق سراحها اقتيدت إلى الطابق العلوي حيث أخبرها أنور أنه ليس لديه أي شيء ضدها، وسيتم إطلاق سراحها. عندما سألت P33 عن ابنتها، قال لها أنور ألا تقلق، وقال إن P33 مسموح لها أن تغادر.

خلص فيدنير إلى أن P33 دخلت مكتب أنور. فأكّدت P33 ذلك.

قال فيدنير إن هذا سيكون سؤالًا يصعب الإجابة عليه، ومع ذلك فإنه يود معرفة ما إذا كانت P33 قد تعرّفت على المكتب من قبل. قالت P33 إنها افترضت أنه مكتب أنور. كانت غرفة فخمة وفيها العديد من الملفات. لم تكن الغرفة أطول من 5 أمتار.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 وحدها مع أنور. قالت P33 إن هناك رجلًا آخر اقتادها إلى المكتب ثم تلقّى أمرًا بالإفراج عنها.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان أنور قد استجوب P33 في هذا الموقف أو لماذا كانت في مكتبه. قالت P33 إنها كانت هناك حتى يتمكن أنور من إخبارها أنه سَمح بالإفراج عنها.

سأل فيدنير عمّا إذا كان أنور قد أصدر أمرًا بالإفراج عنها. فأكّدت P33 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان قد تم الإفراج عنها بعد ذلك مباشرة. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أن ذلك كان حوالي الساعة 10 ليلًا.

سأل فيدنير P33 عمّا إذا كانت تريد الحصول على استراحة قصيرة. فأكّدت P33 ذلك.

***

[استراحة لمدة 20 دقيقة]

***

أشار فيدنير إلى أن P33 قالت للمحكمة إن سماع صراخ مستمر لأشخاص يتعرضون للتعذيب كان من أفظع الأمور التي تعرّضت لها في اعتقالها في فرع الخطيب. سألها كم مرة سمعت الصراخ في "الطابق السفلي" [في زنزانتها]. قالت P33 إنها كانت تسمعه معظم الوقت، مضيفة أنها لم تكن تسمعه دائمًا وإنما في معظم الأوقات.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت قد سمعت هذا الصراخ أيضًا عندما كانت في "الطابق العلوي" [غرفة التحقيق والمكاتب]. فأكّدت P33 ذلك.

فيما يتعلق بظروف الاعتقال، طلب فيدنير من P33 وصف الطعام في الفرع. أوضحت P33 أنها اضطرت للنوم على بطانية رقيقة جدًا. كان هناك قمل في كل مكان، وحتى أنها [P33] أصيبت بتحسس. ووصفت كذلك أنها كانت تعاني من حكّة في جلدها طوال الوقت، وكذلك جلد ابنتها. قالت إنهما اضطرتا لمكابدة هذه الظروف "علاوة على ظروف الاعتقال العامة" ومضت لتقول إنه لم يُسمح لهما إلا بملء زجاجة المياه بسعة لتر واحد كل 12 ساعة عندما كانوا يستخدمون المرحاض. ثم اضطر شخصان لاستهلاك هذه الزجاجة بسعة لتر واحد لمدة 12 ساعة. وصفت P33 كذلك أنهم حصلوا على الطعام مرتين في اليوم. وبعد الحصول على الطعام، كان يُسمح لهم باستخدام المرحاض. فيما يتعلق بالطعام، قالت P33 إنهم كانوا يحصلون على رغيف من الخبز مع أرز أو برغل وقت الظهيرة ورغيف خبز مع بعض اللبن كوجبة ثانية.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان الطعام كافيًا. قالت P33 إنه إذا أكل المرء الطعام بالفعل، فإنه كان كافيًا. ولكنها لم تكن لديها رغبة في تناول الطعام وفقدت تسعة كيلوغرامات خلال 23 يومًا من الاعتقال.

سأل فيدنير عن الهواء داخل الزنزانة الصغيرة جدًا التي تشاركها P33 مع ابنتها. ضحكت P33 قائلة إنه لم يكن هناك مكيّف هواء. وأوضحت أن الهواء النقي لم يدخل الزنزانة إلا من خلال نافذة صغيرة ذات قضبان في أعلى باب الزنزانة الذي يبلغ ارتفاعه مترين. أضافت P33 أنهما لم تستطيعا النوم في نفس الوقت وكان عليهما التناوب على النوم.

أراد فيدنير معرفة سبب عدم تمكّنهما من النوم في نفس الوقت، وسألها عمّا إذا كان ذلك بسبب اعتقالهما في أيار/مايو – حزيران/يونيو. قالت P33 إن الجو كان شديد الحرارة داخل الزنزانة. وكانتا ترطّبان شفاههما للحصول على بعض السوائل على الأقل في جسديهما. لم تتمكنا من خلع ملابسهما لأن السجّانين كانوا يفتحون باستمرار النافذة الصغيرة للتحقق مما كان يجري داخل الزنزانة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان قد تم إبلاغ أقارب P33 عن مكان وجودها هي وابنتها. أوضحت P33 أن خبر اعتقالها هي وابنتيها انتشر في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت. حيث شاهد الطبيب الذي عالجها في الفرع، [حُجِب الاسم]، صورهن على الإنترنت وتمكن من إخبار زوج P33 بأنها وابنتها كانتا في فرع الخطيب.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت عائلة P33 قد أبلغت رسميًا من قبل ضباط في الخطيب أو إدارة المخابرات العامة. نفت P33 ذلك، مضيفة أن ناشطة نشرت صورًا لها ولابنتها على الفيسبوك. كما تم اعتقال هذه الناشطة. افترضت P33 أن الطبيب شاهد هذه الصور على الفيسبوك وتعرّف عليها وعلى ابنتها وشعر بالأسف عليهما.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت P33 قد شاهدت أطفالًا أو أحداثًا في فرع الخطيب. نفت P33 ذلك.

أشار فيدنير إلى الشرح الذي قدّمته P33 حول كيف نُقِلت P32 إلى الزنزانة المنفردة التي احتُجزت فيها P33 باستخدام دمها للخروج من زنزانتها السابقة. ثم سأل فيدنير P33 عمّا إذا كانت P32 قد أخبرتها بأي تفاصيل حول كيفية محاولتها الخروج من زنزانتها السابقة. قالت P33 إن P32 فعلت ذلك [باستخدام دمها] فقط للخروج من الزنزانة التي اعتُقِلت فيها. وفقًا لـP33، لم تكن P32 تعرف أن P33 كانت لا تزال في الفرع.

كما أشار فيدنير أن P33 أخبرت المحكمة أن P32 تواصلت مع أحد السجّانين في محاولة للخروج من الزنزانة. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أنه في كل مرة سُمح فيها لـP32 باستخدام المرحاض، كانت تتوسل للتحدث إلى أنور لأنها تعرفه منذ وقت اعتقال أختها.

سألها فيدنير عمّا إذا كان توسّلها ناجحًا، وإذا قابلت P32 أنور. نفت P33 ذلك.

تدخّلت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، وسألت عمّا إذا كانت P32 لم تخبر P33 عن ذلك أو إذا كانت P32 لم تقابل أنور. قالت P33 إنها حاولت معرفة ذلك، لكن P32 لم ترغب في التحدث عنها. كل ما اهتمت به P33 هو ألا تكون P32 قد تعرّضت لاعتداء جنسي.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان ما وصفته P33 للتو هو حالة الاعتقال الوحيدة. فأكّدت P33 ذلك.

أجرى القضاة نقاشًا قصيرًا وبعدها قالت رئيسة المحكمة كيربر إنها ستعطي الكلمة الآن للمدعين العامين وربما تتدخل إذا كان لدى القضاة أي أسئلة أخرى ناشئة عن استجواب المدعين العامين.

استجواب من قبل الادعاء العام

طلب المدعي العام كلينجه من P33 وصف حالة المعتقلات بعد عودتهن من التحقيق. قالت P33 إنها رأت كيف عادت امرأة فلسطينية، في نفس عمر P33 تقريبًا، إلى الزنزانة في حالة مروّعة. كان من الواضح أن هذه المرأة تعرّضت للضرب. أشارت P33 إلى شابة اقتيدت إلى التحقيق لمدة عشر دقائق. بعد أن عادت إلى الزنزانة، استُدعيت مرة أخرى للتحقيق. وعندما عادت من التحقيق الثاني، قالت إنها تعرضت لأشياء مروعة. غير أن P33 لم تسأل عن أي تفاصيل. قالت P33 إن الشابة جلست في ركن، تبكي طوال الليل. كان بإمكان المرء أن يرى كدمات على وجهها وحلقها وصدرها. وصفت P33 أن المعتقلات في الزنزانة حاولن تهدئة العائدات من التحقيق. ولكنهن لم يسألن مطلقًا عن أسمائهن، لأن هذا "كان أفضل للجميع" [البقاء مجهولات الهوية].

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت ملابس أي معتقلة ممزقة. فأكّدت P33 ذلك، قائلة إن ملابس الشابة كانت ممزقة.

سأل كلينجه كذلك عمّا إذا كانت P33 قد رأت دماء أو كدمات على معتقلات أخريات. فأكّدت P33 ذلك.

سأل كلينجه عن الحالة العقلية والبدنية لـP32 أثناء الاعتقال. قالت P33 إن P32 كانت في حالة صدمة مستمرة، وكانت تبكي وعلى وشك الانهيار.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 قد صدّقت P32 عندما أخبرت P33 بعد التحقيق معها بأن شيئًا لم يحدث لها. قالت P33 إنها سألت P32 فقط عمّا إذا كانت قد تعرّضت لتحرش أو اعتداء جنسي، واعتقدت أن P32 أخبرتها بالحقيقة عن ذلك.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت P33 قد رأت كدمات على P32 أو لاحظت شيئًا أثناء مشي P32. قالت P33 إنه لم يكن هناك مجال للمشي، لذلك لم تلاحظ أن P32 كانت تتأرجح. ولكن كان لدى P32 كدمات وتورّمات في جميع أنحاء جسدها.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 قد شاهدت معتقلات يعانين من سوء تغذية. نفت P33، موضّحة أنها بقيت في الزنزانة المشتركة لمدة أربعة أيام فقط.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت P33 قادرة على الاستحمام أو الاغتسال. ضحكت P33 ونفت ذلك. سأل كلينجه عمّا إذا لم تسنح لها الفرصة [للاستحمام]. نفت P33 ذلك، قائلة إن بشرتها التهبت بسبب سوء النظافة.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 تعرف أسماء السجانين بصفتهم الفردية في الفرع. قالت P33 إنها تعرف الكُنية/اللقب فقط. أحد السجانين يُدعى أبو غضب، والآخر يُدعى أبو شملة.

طلب كلينجه من P33 أن تصف أبو غضب. قالت P33 إنه كان متوحشًا. قد تشير كنيته/لقبه بالفعل إلى أنه: كان "أبا غضب".

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 قد علمت بأي شيء عن التسلسل الهرمي في الخطيب أثناء اعتقالها هناك. قالت P33 إنه كان هناك تسلسلًا هرميًا: بعض الناس أعطوا الأوامر، والبعض الآخر اتبع الأوامر.

سأل كلينجه عمّا إذا كان أنور رسلان يشغل منصبًا مهمًا في الفرع، مستذكرًا أن P33 وصفت سابقًا كيف أعطى أنور أوامر للآخرين عندما تم إطلاق P33. قالت P33 إن السجان في هذه الحالة [عندما تم الإفراج عنها] كان يخشى أنور.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 قد عانت من أي تبعات طويلة الأمد من اعتقالها. قالت P33 إنها لا تزال تعاني من مشاكل في كليتيها.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت تعاني أيضًا من تبعات نفسية طويلة المدى. فأكّدت P33 أن ذلك حدث مؤخرًا. قالت P33 إنها اعتقدت أنها انتهت من هذه المشكلات، ولكن تكرّرَ حدوثها.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت P33 قد تلقت علاجًا نفسيا-اجتماعيا. نفت P33 ذلك.

قال كلينجه إن لديه سؤالًا أخيرًا بخصوص P33 إذا شعرت بالراحة في الإجابة عليه. أراد أن يعرف ما هو أسوأ جزء في اعتقال P33. بدأت P33 في البكاء وأوضحت أن أسوأ شيء بالنسبة لها هو أن ابنتها كانت في زنزانة مختلفة ولم تكن قادرة على مساعدة ابنتها، رغم أنها كانت قريبة جدًا منها. قالت P33 إنها كانت قلقة باستمرار من أن يحدث مكروه لابنتها.

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن القضاة تلقوا صورًا من كبير المفتشين الجنائيين دويسنج من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية. يرغب القضاة الآن في معاينة هذه الصور. تدخّل محامي الشاهدة الدكتور كروكر قائلًا إن موكلته P33 تحتاج إلى استراحة.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

أوضح القاضي فيدنير أنه استخدم إحدى فترات الراحة السابقة للاتصال بمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية وطلب الصور. وأضافت القاضي كيربر أن المحكمة ستعاين الآن صورتين أرسلهما كبير المفتشين الجنائيين دويسنج إلى القضاة عبر البريد الإلكتروني. طلبت كيربر من P33 التعرف على الأشخاص الموجودين في الصورتين.

[عُرضت صورة (لجميل حسن) في المحكمة]

ذكرت P33 أن الرجل في الصورة كان جالسًا خلف طاولة المكتب في اللقاء الأول.

[عُرضت صورة أخرى لـ(جميل حسن) في المحكمة]

قالت P33 إنها تعتقد أن هذا هو نفس الشخص كما في الصورة الأولى.

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن هذه الإجابات كانت كافية. أوضح القاضي فيدنير أنه طلب من كبير المفتشين الجنائيين دويسنج أن يرسل إليه صور جميل حسن وتوفيق يونس. كانت الصورتان اللتان عُرضتا للتو في المحكمة صورتين لجميل حسن، حيث لم تكن هناك صورة لتوفيق يونس في ملف القضية كما أخبره دويسنج.

استجواب من قبل محامي المدعين

سأل محامي المدعين شارمر P33 عمّا إذا كانت قادرة على التحدث إلى P32 دون إزعاج بمجرد وجود P32 وP33 في نفس الزنزانة المنفردة. نفت P33 ذلك، موضحة أنهما كانا في زنزانة بجوار السجّانين. كان السجّانون يقرعون الباب عند سماع أدنى صوت.

أراد شارمر معرفة ما إذا كانت P33 قد تحدّث إلى P32 حول تفاصيل اعتقال P32 بمجرد إطلاق سراحهما. نفت P33 ذلك، قائلة إن P32 لم ترغب في الحديث عمّا حدث.

أراد محامي المدعين رايجر معرفة ما إذا كان يتعين على P33 وعائلتها دفع أموال لإطلاق سراح P32. قالت P33 بصراحة تامة، كان عليهم دفع أموال للمخابرات العسكرية لإطلاق سراح ابنتها. سألت عمّا إذا كان رايجر يريد معرفة المزيد من التفاصيل. قال رايجر إن إجابتها كانت كافية بالنسبة له.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أراد محامي الدفاع فراتسكي معرفة ما إذا كانت P32 قد ذكرت سبب رغبتها في التحدث إلى أنور عندما تم اعتقالها. قالت P33 إن P32 أرادت أن تخبر أنور أنه يعرف العائلة وأنها بريئة.

سأل فراتسكي لماذا أرادت P32 التحدث إلى أنور على وجه الخصوص وليس مع شخص آخر. قالت P33 إن السبب هو أنور كان رئيس القسم.

سأل محامي الدفاع بوكر عن المكان الذي تعيّن على عائلة P33 دفع المال فيه بالضبط وأي ابنة تم الإفراج عنها بسبب هذه الأموال. وصفت P33 أن P32 نُقلت من فرع المخابرات العسكرية إلى سجن عدرا. كان من المفترض الحصول على توقيع المخابرات العسكرية على أوراق الإفراج عنها. اتصلت P33 وعائلتها بالقضاة المعنيين عدة مرات، لكنهم لم يرغبوا في إطلاق سراح P32. لذلك دفعت العائلة رشوة.

أراد بوكر أن يعرف متى دفعوا الرشوة. قالت P33 إنه كان في نهاية اعتقال P32، حوالي 18 تموز/يوليو [2012].

خلص بوكر إلى أنه تم دفع الرشوة بعد فترة طويلة من اعتقال P32 في الخطيب أو فرع المخابرات العسكرية. فأكّدت P33 ذلك، مضيفة أن P32 اعتُقلت في فرع الخطيب لمدة 23 يومًا قبل نقلها إلى المخابرات العسكرية ثم إلى سجن عدرا. ومع ذلك، بقي ملف P32 لدى المخابرات العسكرية التي كانت مسؤولة عن إطلاق سراح P32.

شكرت رئيسة المحكمة القاضي كيربر P33، التي تم صرفها كشاهدة. شكرت P33 القاضي كيربر، مضيفة بالألمانية: "أنت [بصيغة المخاطَب المفرد] لطيفة جدًا." شكرت القاضي كيربر P33 على الإطراء وشكرتها قائلة "شكرًا" باللغة العربية.

أوضحت القاضية كيربر للطرفين أنها ستقوم بتسليم نسخ من المرجع القانوني والترجمة العربية ذات الصلة. أضافت أن المدعين العامين سيكون لديهم الوقت لإصدار بيانهم الرسمي حتى 25 نيسان/أبريل، 2021. وأوضحت كيربر كذلك أن المحكمة تلقت خطابًا من المحامي شارمر، يطلب إدراج P33 بصفة مدّعية. سألت كيربر عمّا إذا كان لدى أي من الطرفين اعتراضات على هذا، قال الدفاع والادّعاء العام ومحامو الادعاء الآخرون إنهم ليس لديهم اعتراضات، واتفقوا على أنه يمكن للقضاة الآن اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة في الوقت المناسب. ومضت القاضي كيربر بالقول إن القضاة تلقوا طلبين إضافيين لتضمين شخصين آخرين ضمن قائمة المدّعين أيضًا. لم يتم إجراء مقابلات مع كلا الشخصين بعد. قالت كيربر إن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية طلب من مكتب الشرطة الجنائية بولاية برلين إجراء مقابلات مع كلا الشخصين، ولكن حتى هذه اللحظة، أرسل كبير المفتشين الجنائيين دويسنج إلى القضاة نسخة من محضر مقابلة أحدهما، ولكن دون مرفقات. ومع ذلك، اعتبرت كيربر أن المحضر كان كافيًا. لم يتم استجواب الشخص الثاني بعد. أخبر القضاة المحامية المعنية بأن تحدّد تاريخًا حتى 27 نيسان/أبريل 2021. إذا لم تتعاون المحامية في العثور على موعد ضمن الإطار الزمني المحدد، فسيكون للشرطة الحرية في تحديد أي تاريخ. وسأل محامي الدفاع بوكر من كانت المحامية المعنية. قالت كيربر إن اسمها كان أوتو-هانشمان.

رُفِعت الجلسة الساعة 3:05 بعد الظهر.

ستكون الجلسة القادمة في 5 أيار/مايو 2021.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.