5 min read
داخل محاكمة أنور رسلان #46: لا يمكنك تخيّل مثل هذه الأمور

داخل محاكمة أنور رسلان #46: لا يمكنك تخيّل مثل هذه الأمور

المحكمة الإقليمية العليا – كوبلنتس، ألمانيا

تواريخ الجلسات: 8 و9 أيلول/سبتمبر، 2021

تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب.

الملخّص/أبرز النقاط:[1]

اليوم الثاني والتسعون – 8 أيلول/سبتمبر، 2021

أدلى P50، طبيب سوري [حُجِبت المعلومات] يبلغ من العمر 45 عامًا، بشهادته حول اعتقاله في فرع الخطيب حيث تعرّض للضرب. وقال للمحكمة إن الصدمة النفسية الناجمة عن الاعتقال كانت أشدّ من الصدمة الجسدية. وبصفته طبيبًا، فقد عالج أيضًا معتقلين سابقين. وأوضح P50 للمحكمة أن الاعتقال يمكن أن يغير شخصية الفرد تمامًا إلى الحد الذي يصبح فيه لدى المرء ميول للانتحار أو يصبح عنيفًا تجاه عائلته. كما تحدّث عن الإقصاء الاجتماعي الذي تعاني منه النساء المعتقلات.

ثم تلت رئيسة المحكمة قرار القضاة برفض طلب الدفاع باستدعاء سجّان سابق مزعوم في فرع الخطيب كشاهد.

وقدّم ثلاثةٌ من محامي المدعين بيانًا بشأن بيان المدّعي العام حول البلاغ السابق للمحامين بإدراج الاختفاء القسري كجريمة ضد الإنسانية إلى التهم.

اليوم الثالث والتسعون – 9 أيلول/سبتمبر، 2021

أدلى كبير المفتشين الجنائيين كنابمان من الشرطة الجنائية الاتحادية بألمانيا بشهادته حول استجواب شاهد لم يرغب في الإدلاء بشهادته في المحكمة في كوبلنتس. حيث استجوبت الشرطة الفرنسية الشاهد مرتين قبل أن يستجوبه مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية. ومع ذلك قال الشاهد لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية إنه لم يكن على استعداد للمشاركة في الإجراءات القضائية أو في المحاكمة في ألمانيا. كما رفض أمر الاستدعاء الصادر عن المحكمة.

سُمح لـP51، طبيب سوري، بإخفاء وجهه ومعلوماته الشخصية. وقد عمل P51 في مشفى الهلال الأحمر مقابل فرع الخطيب. وأخبر المحكمة عن الزيارات التي قام بها هو وزملاؤه للفرع حيث رأوا معتقلين في حالة جسدية سيئة. ومع ذلك، لم يُسمح لهم بتقديم الأدوية أو العلاج، باستثناء خياطة الجروح أو تضميد الإصابات الخطيرة. وأضاف P51 أن المشفى كان يُستخدم حصريًا من قبل الفرع لأن المرضى الآخرين مُنعوا من دخوله. كما نُقل المعتقلون إلى المشفى كمرضى دون ملفات طبية صحيحة، واكتظت المشرحة بالجثث التي استقبلتها من الفرع.

قدّم محامي المدعي بيانًا بخصوص طلب إضافة حالات الاختفاء القسري إلى التهم. كما قدّم P50، الذي قُبل بصفته مدعيًا، بيانًا موجزًا حول هذه المسألة، مُوضّحًا بالتفصيل تجاربه هو وعائلته مع الاعتقال وأقاربه المفقودين.

قدّم الدفاع طلبات لسماع ثلاثة شهود إضافيين لتقديم معلومات حول صحة شهادات أدلى بها شهود سابقون، إضافة إلى معلومات حول صلاحيات أنور الفعلية وشخصيته.


يوم المحاكمة الثاني والتسعون – 8 أيلول/سبتمبر، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:35 صباحًا بحضور ثمانية أشخاص وصحفي واحد. ومثّل الادّعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. كان محامو الدفاع ومحامو المدعين حاضرين كالمعتاد.

مثل P50 برفقة د. أوميشين. وأشارت القاضي كيربر رئيسة المحكمة إلى أن المحكمة لم تستدعِ P50 ولكنه استُدعي من قبل د. أوميشين التي قدمت أيضًا طلبًا نيابة عن P50 للانضمام إلى المحاكمة بصفته مدعيًا ولقبول د. أوميشين محامية له. ولم تكن هناك بيانات بشأن طلب د. أوميشين ليتم قبولها بصفتها محامية للشاهد P50. قررت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، قبول د. أوميشين محامية للشاهد P50 طوال مدة شهادته في يوم المحاكمة هذا لأنه لم يكن قادرًا على ممارسة حقوقه دون محامٍ.

شهادة P51

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن المحكمة ستستمع إلى P50 للامتثال لواجبها في التحقيق القضائي. أُبلِغ P50، طبيب سوري يبلغ من العمر 45 عامًا، بحقوقه وواجباته كشاهد. نفى الشاهد وجود أي علاقة تربطه بالمتهم سواء بالقرابة أو المصاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

أوضحت القاضي كيربر أن المحكمة علمت مسبقًا من د. أوميشين أن P50 دخل في نزاع مع النظام السوري وتم اعتقاله. طلبت كيربر من P50 أن يصف كيف دخل في نزاع مع النظام والإطار الزمني لاعتقاله. قال P50 إنه يود أولًا أن يشكر المحكمة وكل من شارك في إجراء هذه المحاكمة. قال عندما "بدأنا" الثورة في سوريا، كانت غايتهم إقامة دولة يحكمها القانون بحيث يكون لكل متهم الحق في الصمت والتحدث "وما شابه ذلك". ولذلك فإن المحكمة "هنا" كانت مهمة. ومضى P50 في سرد قصته.

كان لدى P50 عيادة طبية بالقرب من دمشق. ذات يوم، تلقّى والداه مكالمة من شخص قال إنه مريض. وبهذه الطريقة، حصل هذا الشخص على رقم الهاتف المحمول لـP50. واتّصل في نهاية المطاف بـ P50 الذي أعطاه موعدًا. قال P50 عندما حضر هذا الشخص – رجل صغير نسبيًا بوجه مستدير – إلى مكتبه، بدأ يروي قصته لـP50. بعد بضع دقائق، تلقّى هذا الرجل مكالمة وسأل P50 عمّا إذا كان لا يمانع بأن يجيب على المكالمة. فسمح P50 له بالإجابة. أخبر P50 المحكمة أنه، بصفته طبيبا، يجب أن يراعي رغبات مرضاه. ولكن هذه المرة كانت مراعاته خاطئة. واصل P50 ليصف كيف أخبر الرجل المتصل أنه سينتهي خلال ثلاثين دقيقة وسيكون "هناك". وبعد خمس دقائق، قرع عدة رجال يرتدون ملابس مدنية جرس مكتب P50. فتح P50 الباب فدخلوا. ألقوا القبض على P50 على الفور ووضعوا مسدسًا على رقبته. قال P50 إنه اتصل بأخته التي كانت في المكتب أيضًا، لكنها لم تسمعه. ثم اقتيد إلى الطابق السفلي حيث كانت تنتظره سيارة كبيرة. سُحِب قميص P50 فوق رأسه وكان عليه أن يجلس في المقعد الأوسط، وكان شخصان يجلسان إلى يساره ويمينه. ثم قادوا السيارة لمدة عشر دقائق تقريبًا. لم يعرف P50 الوجهة. قال للمحكمة إنه لا يستطيع تقديم أطر زمنية محددة لأنه كان في حالة صدمة. ثم اقتيد إلى داخل مبنى لم يكن يعرف موقعه في ذلك الوقت.

تذكر P50 أنه كان عليه أن ينزل بضع درجات إلى طابق سفلي. على الجانب الأيسر كان يوجد "مكان أشبه بالردهة" حيث تم تفتيشه. قال P50 إنه اضطر إلى خلع ملابسه، لكنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان عليه أيضًا خلع سرواله الداخلي في هذه المناسبة أو ما إذا كان ذلك قد حدث في مناسبة أخرى. تم أخذ متعلقاته الشخصية وسُمح له بارتداء ملابسه مرة أخرى. ثم نُقل بعد ذلك إلى زنزانة جماعية كان فيها عشرات المعتقلين. اضطر إلى البقاء هناك حوالي خمس عشرة دقيقة قبل أن يتم نقله إلى زنزانة أخرى. قال P50 إنه لا يستطيع تذكر رقم الزنزانة، لكنه يفترض أنها كانت تحمل الرقم 1. كان هناك شخص آخر في الزنزانة من دوما. قال P50 إن هذا الشخص أصيب بجروح كثيرة في وجهه ورأسه وكان يرتدي ضمادة حول رأسه. بقي هذا الشخص في الزنزانة لمدة يومين قبل أن يُنقَل إلى مكان آخر.

مضى P50 يشرح أنه لا يستطيع تحديد موعد محدد لبدء جلسات التحقيق. لم يستطع تحديد ما إذا كان الوقت ليلًا أو نهارًا، ولا في أي طابق جرى التحقيق. قال P50 "إنهم" كانوا يريدون معلومات عن أنشطته ولكن في البداية أنكر كل شيء. ثم طُلب منه الاستلقاء على بطنه على الأرض ورفع قدميه. ثم ضُرِب على قدميه باستخدام أداة قبل إعادته إلى زنزانته. قال P50 إنه أخِذ بعد ذلك مرة أخرى. "أرادوا" الحصول على معلومات حول P50 وواجهوه بمعلومات عن زملائه. قيل له إنه إذا لم يؤكد، فسوف يعاقَب. وصف P50 كيف قيل له ذات مرة: "سأضربك عشرين مرة، وإذا سمعت صوتك، فسأزيد عدد الضربات". قال P50 إن هذا النوع من التحقيق تكرر حوالي عشر مرات. وتعرّض ذات مرة للضرب وهو واقف. لم يكن P50 متأكدًا مما إذا كان قد تعرّض للضرب باليدين أو للركل، لكن الشخص الذي فعل ذلك كان يقف أمامه. أوضح P50 كذلك أنه وُضِع في مواجهة مع ثلاثة أشخاص: كان P50 يقف في غرفة وكان هناك [معتقل آخر] على الأرض. أخبر P50 المحكمة أنه كان معصوب العينين على الدوام. وكلما قال [المعتقل الآخر] شيئًا، كان يُضرَب.

أرادت كيربر أن تعرف مَن تعرّض للضرب تحديدًا عندما قال المعتقل الآخر شيئًا لم يعجب المحقق. فقال P50 إن المعتقل الآخر تعرّض للضرب. وأضاف أن هذا الشخص جاء إلى السجن بعد P50. وفقًا لـP50، كان القصد هو مواجهة هذا الشخص بأقوال P50.

سألت كيربر كيف عرف P50 أن المعتقلين الآخرين وصلوا إلى الفرع بعده. قال P50 إنه لا يعرف بالضبط متى [وصل هذا الشخص]. ولكن عندما وصل P50، لم يكن هذا الشخص موجودًا. لذلك خلص P50 إلى أنه إما جاء في نفس الوقت أو بعد P50. على أي حال، كان P50 موجودًا قبل هذا الرجل. أضاف P50 أنه التقى "بهم" بعد الإفراج عنهم، و"هم" قالوا لـP50 إنهم قُبِض عليهم بعده.

شكرت كيربر P50 وقالت له أن يستمر. واصل P50 ليصف أن معتقلًا آخر كان جاثيًا على ركبتيه في الغرفة. وخضع لنفس الإجراء: طُرحت عليه أسئلة وتعرّض للضرب. قال P50 إنه لا يستطيع أن يتذكر مكان وجود الشخص الثالث، لكنه ربما كان يقف مقابل P50. أضاف P50 أنه يفترض أنه مكث في الزنزانة رقم 1 لمدة خمسة أيام قبل نقله إلى زنزانة أخرى. قال للمحكمة إن [الزنزانة] كانت على شكل حرف "L". اعتُقل P50 لأول مرة في الزنزانة رقم 1. وكانت زنزانته الجديدة على يمين زنزانته القديمة. أمضى 25 يومًا في الزنزانة الجديدة. وأضاف P50 أنه بالقرب من الزنزانة الثانية كان هناك تلفزيون في الزاوية وغرفة أخذ فيها السجّانون قسطًا من الراحة. [وصف P50 مخطط المكان بيديه على الطاولة أمامه]. أضاف أنه كان في البداية في الزنزانة رقم 1، ثم نُقل إلى اليمين حيث كان هناك ردهة، ثم نُقل في النهاية إلى الزنزانة رقم 2.

طلبت كيربر من P50 أن يرسم رسمًا تخطيطيًا للمكان. [أعطي P50 ورقة وقلمًا.]

سألت كيربر عمّا إذا كان P50 يتحدث عن زنزانة منفردة أو زنزانة جماعية عندما أشار إلى الزنزانة رقم 2. أوضح المترجم أن P50 كان يتحدث عن "زنزانة" وليس "منفردة" [زنزانة منفردة].

قالت كيربر إنها تود عرض الرسم التخطيطي الذي رسمه P50 على الشاشات في المحكمة وتقوم بمعاينته.

[ما يلي هو إعادة إنشاء للرسم التخطيطي الذي رسمه P50 بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه ورؤيته في المحكمة.]

أوضح P50 أن الزنزانة رقم 1 هي التي مكث فيها لمدة يومين. وكانت الزنزانة رقم 2 هي التي مكث فيها لمدة 25 يومًا وكان التلفزيون وغرفة السجّانين في الزاوية. وكان المرحاض الموجود أسفل الرسم هو المرحاض الذي استخدمه عندما كان معتقلًا في الزنزانة رقم 1. قال P50 إنه يفترض أن هناك زنزانة جماعية في أسفل الرسم (حسب المخطط الذي رسمه P50، وليس من حيث الطوابق، كما هو موضح في استفسار القاضي كيربر.) قال P50 إن هناك ردهة تؤدي إلى الزنزانة رقم 2، وقد وضع علامة "X" عليها في رسمه التخطيطي. عندما كان في هذه الزنزانة، كان عليه استخدام المرحاض الموجود في منتصف الرسمة. قال P50 إن هذا كان كل ما استطاع أن يتذكره.

سأل القاضي فيدنير ما إذا كانت الزنزانة رقم 1 زنزانة منفردة. فأكّد P50 ذلك.

أراد فيدنير معرفة حجم الزنزانة تقريبًا. قال P50 إن طولها مترين وارتفاعها مترين وعرضها متر واحد. كان لديهم بطانيتان.

سأل فيدنير عن نوع الزنزانة رقم 2، وما حجمها تقريبًا. قال P50 إن جميع الزنازين كانت بنفس الحجم تقريبًا.

خلص فيدنير إلى أنها كانت زنزانة منفردة أيضًا. قال P50 إنها كانت بنفس الحجم [نفس حجم الزنزانة الأولى].

سأل فيدنير عمّا إذا كان التلفزيون وغرفة السجّانين بالخارج بالقرب من الزنازين وكيف لاحظ P50 ذلك. قال P50 إنه كان بإمكان المرء سماع السجّانين وكانت هناك نافذة صغيرة يمكن من خلالها رؤية ما كان يحدث خارج الزنزانة. عندما لا يكون السجّانون موجودين، كان بإمكان المرء أن ينظر من خلال هذه النافذة ويتواصل مع المعتقلين الآخرين في الزنزانة المقابلة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P50 معتقلا في زنزانة جماعية أثناء اعتقاله في هذا السجن، بخلاف الزنزانة التي اعتقل فيها مع شخص آخر. قال P50 إنه في هذا السجن – علم لاحقًا أنه كان فرع الخطيب – اعتُقل في زنزانة جماعية مع معتقلين آخرين لمدة خمس عشرة دقيقة الأولى. وفي الأيام الأربعين المتبقية، اعتُقل في زنزانة من نوع مختلف.

سألت القاضي كيربر إذا كان لدى أي من الأطراف أسئلة بخصوص الرسم التخطيطي.

تساءل محامي المدعين شارمر عمّا إذا كانت تسمية الزنازين برقم 1 ورقم 2 هي طريقة الترقيم الخاصة بـP50 أو ما إذا كانت هناك أرقام في الزنازين. قال P50 إنه افترض وجود أرقام وأنه تم استدعاء الأشخاص من خلال رقم الزنزانة، مثل 1 و2. غير أن P50 لم يكن متأكدًا من الأرقام؛ يمكن أن يكون سبب تسميتها بهذه الطريقة لأنه كان في البداية في الزنزانة رقم 1 ثم رقم 2.

أشار القاضي فيدنير إلى قول P50 إنه لا يستطيع تذكر جلسات التحقيق بالضبط ولم يكن قادرًا على الرؤية. أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P50 يتذكر ما إذا كانت جلسات التحقيق قد جرت في نفس المكان الذي توجد به الزنازين أو إذا تم اقتياده إلى مكان آخر، ربما إلى الطابق العلوي. قال P50 إنه يفترض – لكنه لم يكن متأكدًا – أنه كان نفس المبنى. لم يستطع أن يتذكر ما إذا كانت هناك سلالم. أضاف P50 أنه كان في حالة صدمة وبالتالي لا يستطيع التذكر. كان المرء معصوب العينين ويركز على الأسئلة، ولا شيء غير ذلك.

تدخّل محامي الدفاع بوكر قائلًا إنه ربما فاته شيء ما: قال P50 إنه كان في الزنزانة الأولى لمدة خمسة أيام ثم 25 يومًا في زنزانة أخرى، لكنه قال بعد ذلك إنه اعتقل لمدة أربعين يومًا في المجموع. سأل بوكر عن مدة اعتقال P50 وما إذا كان بإمكانه إظهار الزنازين مرة أخرى على الرسم التخطيطي. أوضح P50 أنه اعتقل في فرع الخطيب لمدة أربعين يومًا في المجموع: خمسة أيام في الزنزانة رقم 1، و25 يومًا في الزنزانة "في الجزء العلوي" [من المخطط الذي رسمه] وحوالي عشرة أيام في زنزانة على اليسار.

طلبت القاضي كيربر من P50 الاستمرار في تقديم نظرة عامة، وسألته عمّا حدث بعد التحقيق مع P50. قال P50 إن مواضيع التحقيق كانت أحيانًا غريبة بعض الشيء: سُئل عن عمره، وعندما قال إنه يبلغ من العمر 36 عامًا، سُئل عمّا إذا كان قد تعرض خلال 36 عامًا لاعتداء من قبل أحد عناصر الشرطة أو أجهزة المخابرات، أو الحكومة. وعندما قال P50 لا، سُئل عن أسباب الثورة. [كان على المترجم أن يفكر قليلًا قبل أن يترجم الجملة التالية. تم تأكيد دقة الترجمة من قبل المترجمين الفوريين الآخرين] قيل لـP50 أن حقيقة أن الدولة لم تؤذِ أحدًا يجب أن تكون من باب المعروف (الجميل). قال P50 للمحكمة إن هذا أظهر طريقة مختلفة في التفكير بين النظام والشعب المطالب بالحرية والديمقراطية وإقامة دولة تحكمها سيادة القانون. لن يكفي ببساطة عدم إلحاق الأذى بالناس.

بحسب P50 فإن هذا يفسر الكثير مما حدث في سوريا: فالثورة بدأت بسبب هذه العقلية ولن يتوقف الناس حتى يصلوا إلى هدفهم. قال P50 إنه كانت هناك أقوال أخرى [من قبل المحقق في الفرع] من شأنها أن تشير إلى الاختلاف في العقلية. وأوضح للمحكمة أن هناك آية في القرآن تقول "عليها تسعة عشر" [في إشارة إلى جهنم/الجحيم]. تم استخدام الرقم "19" للمقارنة بين الغرفة التي اعتُقل فيها P50 وجهنم/الجحيم. تم تكليف تسعة عشر من الملائكة [خَزَنة جهنم] بمعاقبة المجرمين.

لاحظت القاضي كيربر أن P50 استخدم أيضًا مصطلح "كفار" الذي لم يُترجم وسألت P50 عمّا إذا كان يشير أيضًا إلى الكفار. فأكّد P50 ذلك.

مضى P50 في بيان أن المحقق الذي أشار إلى القرآن أشار إلى أجهزة المخابرات عند الحديث عن الرقم "19". وبحسب P50، كانت هذه الإشارة بمثابة اعتداء على السكان المدنيين والبشرية جمعاء.

أخبر P50 المحكمة أنه درس الطب البشري، وكان عضوًا نشطًا في اتحاد الطلبة، ونظّم الفعاليات، وشارك في الأنشطة اللامنهجية. أراد مساعدة الطلاب على مواصلة دراستهم في الخارج، لا سيما في الولايات المتحدة. سأل المحققون P50 عن هذه المسائل، لكن وفقًا لـP50، حدثت هذه الأنشطة قبل أحد عشر عامًا من ذلك التحقيق. أراد المحقق أن يعرف لماذا ساعد P50 الطلاب على السفر إلى الولايات المتحدة ووصفه بالخائن لأنه شجع الطلاب على السفر إلى الخارج. قال P50 للمحكمة إنه من المضحك أن بشار الأسد سُمح له بالدراسة في الخارج وحتى الزواج من امرأة تحمل الجنسية البريطانية، في حين لم يُسمح للطلاب الآخرين بالدراسة في الخارج. أراد P50 تقديم هذه الأمثلة لإظهار عقلية النظام.

سألت كيربر P50 عمّا حدث بعد ذلك، قائلة إنها إذا لم تكن مخطئة، فقد اعتُقل P50 في مكان آخر أيضًا. قال P50 إنه سيصف أولًا ما حدث في [الفرع 251].

قالت كيربر إن بإمكان P50 في الوقت الحالي تخطّي التفاصيل حول ما حدث في المعتقل وأن يصف ظروف الاعتقال العامة، وكيف كانت الزنزانة، وكيف عومل. فيما يتعلق بالطعام، أوضح P50 أنه في بعض الأحيان كان الطعام جيدًا وأحيانًا لم يكن كذلك. خسر 20 كلغ من وزنه، لذا لم يعد بنطاله مناسبًا واضطر إلى ربطه. أخبر المحقق P50 ذات مرة أن خسارة الوزن هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لـP50. غير أن P50 قال للمحكمة إن المعاناة الفعلية كانت نفسية عندما كان في الزنزانة المنفردة. وصف P50 كيف خطرت له فكرة التسبب في مشاكل لمجرد الخروج من الزنزانة المنفردة ومعاقبته. لقد أراد فقط أن يشعر بأنه حي. فكّر P50 أيضًا في الانتحار [إذا استمر اعتقاله] لأنه لم يكن يعرف ماذا سيحدث تاليًا وما ستؤول إليه الأمور. قال P50 إنه "أُخِذ" في أيلول/سبتمبر [حُجِبت المعلومات] عندما كان يرتدي قميصا نصف كم وقميصًا آخر. وبعد شهر أصبح الجو أكثر برودة وطلب ملابس إضافية ومختلفة. حتى أنه اقترح على [السجّانين] أن يأخذوا المال الذي كان بحوزته عند اعتقاله ويستخدموه في شراء الملابس. فرفض السجّانون ذلك.

سأل القاضي فيدنير عمّا إذا كان P50 يعني أنه تم اعتقاله في أيلول/سبتمبر [حُجِبت المعلومات] عندما قال إنه "أُخِذ". فأكّد P50 ذلك. سأل فيدنير عن العام. فقال P50 إنه كان في عام 2011. وأضاف أنه أخبر ضابط التحقيق أنه بحاجة إلى الكثير من الماء وأنه حصل على الماء.

قالت كيربر إن القضاة سيطرحون الآن بعض الأسئلة. أرادت أولًا أن تعرف ما الذي استطاع P50 أن يسمعه من زنزانته. قال P50 إن شخصًا ما تعرّض للضرب، وكان قادرًا على سماع ذلك. وصف P50 أنه عندما كان في الزنزانة رقم 1، كانت هناك غرفة أخرى يمكن للمرء أن يذهب منها إلى الخارج. عندما كان يجب أن يُعاقَب شخص ما لكن السجّانين لم يرغبوا في اصطحابه إلى غرفة التحقيق، كان هذا الشخص يعاقَب في هذه الغرفة الأخرى. وكان باستطاعة P50 سماع ذلك.

سألت كيربر عمّا إذا كان P50 قادرًا أيضًا على سماع ضوضاء الشوارع أو صوت الأذان أو المشاة. قال P50 إنه لم يسمع هذه الأصوات أثناء وجوده في فرع الخطيب.

أرادت كيربر أن تعرف ما الذي كان بإمكان P50 رؤيته داخل زنزانته، وما إذا كان هناك ضوء، وإذا كان الأمر كذلك، فمن أين أتى. أوضح P50 أن هناك قدرًا من الضوء في الزنازين الخارجية أكثر من الزنازين الداخلية. لم يتذكر ما إذا كان هناك ضوء داخل زنزانته، لكنه افترض أن ضوء الردهة كان يضيء زنزانته. وفقًا لـP50، كانت الزنازين الداخلية أعتم. ووصف كذلك أن هناك نافذة صغيرة بقياس 30x50 سم. كانت هذه النافذة تُفتح أحيانًا، وتُغلق أحيانًا. كما كان الباب يرتفع عن الأرض حوالي 5 سم. كان الضوء يمر عبر هذه الفجوة أيضًا.

سألت كيربر عمّا إذا كان الباب مصنوعًا من الخشب أم من الحديد. قال P50 إنه كان من الحديد...

أرادت كيربر طرح سؤال لكنها لاحظت أن P50 كان على وشك أن يقول شيئًا وطلبت منه الاستمرار. أوضح P50 أنه في النهاية، كان عليه أن يبصم على أوراق لم يقرأها. كان هناك ضباطا تحقيق أجريا تحقيقًا مع P50. قال P50 إنه لاحظ وجود صوتين. وذات مرة جاء "هذا" الشخص نحو P50 عندما لم يكن P50 معصوب العينين. قال P50 إن الشخص وقف خلفه قليلًا ولم يرد أن يراه P50. غير أن P50 تمكّن من رؤية ذلك الشخص والتعرّف عليه باعتباره الشخص الذي كان في عيادته.

أرادت كيربر معرفة ما حدث بعد أن أجبِرَ P50 على توقيع الأوراق. قال P50 إنه كانت هناك معلومات تفيد بأنه يمكنه مغادرة الفرع. كان ذلك قبل عيد الأضحى مباشرة. افترض P50 أنه سيطلق سراحه وسيكون قادرًا على الاحتفال مع عائلته. وصف P50 أنه تم جمع [المعتقلين] ونقلهم. وبدلًا من إطلاق سراحهم، تم نقلهم مباشرة إلى أمن الدولة حيث تم تفتيشهم والتحقيق معهم. قال P50 إنه كان عليه أن يسلم كل ملابسه باستثناء سرواله الداخلي. كان هناك محقق نادى شخصًا تلو الآخر ووجّه إليهم التّهم. بغض النظر عن الإجابة، تعرّض المرء للضرب والسخرية. قال P50 إنه والمعتقلين الآخرين اتُهموا جميعًا بنفس الشيء وتعرّضوا جميعًا للضرب. عندما جاء دور P50، تلقى المحقق إشعارًا من رئيسه بالتوقف عن ضرب الأشخاص واقتيادهم إلى زنازينهم. قال P50 إن هذا هو سبب عدم تعرّضه للضرب. قال P51 للمحكمة إن كل هذا حدث في وقت قريب من عيد الأضحى. تم تقييد يديه خلف ظهره وبقي هناك لمدة 24 ساعة. قال P50 إن هذه كانت أسوأ ساعات حياته، وما زال يشعر بالألم في كتفه عندما يتذكر هذا الوقت.

أضاف P50 أنه استطاع سماع صوت الأذان لتقدير الوقت. كان يتم فك القيود عن أيدي المعتقلين وقت الطعام. تذكر P50 أنه كان هناك طفل، صبي، في نفس الزنزانة. لم تكن يداه مقيدتين فحسب، بل كان جسده مقيدًا بالسلاسل. قال P50 إنه اضطر هو نفسه إلى البقاء في هذه الزنزانة لمدة 24 ساعة قبل توزيع المعتقلين على زنازين مختلفة ووصول خمسين معتقلًا جديدًا.

كان هناك مرحاض داخل [الزنزانة الجديدة] ولم يكن بوسع المرء أن ينام إلا إذا كان مستلقيًا على جانبه أو ظهره. كانت الزنزانة ضيقة جدًا. تم أخِذ P50 للتحقيق من هذه الزنزانة مرة أو مرتين. لم يتعرّض للضرب أثناء التحقيق. قال P50 إنه اضطر هو ورفاقه من السجناء إلى البقاء هناك لمدة خمسة عشر يومًا قبل أن يتقرر إطلاق سراحهم. غير أن ذلك تأجل بسبب تغيير المناوبات/الورديات. تم الإفراج عن بعض المعتقلين، ولكن لم يتم الإفراج عن P50 وآخرين. لذلك نُقلوا إلى زنزانة أخرى حيث اضطروا للمكوث فيها لمدة يومين. أوضح P50 أن إطلاق سراحه كان مقررًا مبدئيًا يوم الخميس. ثم اضطر إلى البقاء يوم الجمعة أيضًا لأنه كان يوم عطلة. تم إطلاق سراحه في نهاية المطاف يوم السبت.

أخبر P50 المحكمة أنه نُقل إلى محكمة عسكرية حيث أتيحت له الفرصة لشراء شطائر وتناول الطعام. كان بالطبع مكانًا مختلفًا وأفضل من "الجحيم" الذي كان فيه من قبل. ثم اقتيد إلى سجن عسكري حيث تعيّن عليه مرة أخرى خلع ملابسه كلها. قال P50 إنه كان موقفًا غريبًا لأنه قبل ذلك لم يكن يستطيع النظر في المرآة. لم يكن يعرف كيف كان يبدو. كان يعرف فقط كيف كان شكل "زملائه". كانت هناك مرآة صغيرة جدا داخل السجن العسكري. قال P50 إنه كان غريبًا جدًا لأنه عندما نظر في المرآة ورأى انعكاس صورته، لم يعرف نفسه. تعيّن عليه أن يمكث في هذا السجن ليوم واحد قبل أن يُعرض على محكمة عادية في قصر العدل.

قال P50 إنه أنكر في المحكمة "بالطبع" كل شيء وأخبر القضاة أن جميع أقواله واعترافاته انتُزعت تحت التعذيب. أوضح P50 أن رحلته لم تنته في هذه المحكمة. نُقل إلى عدرا، وهو سجن معروف للمجرمين الخطرين وتجار المخدرات، وما إلى ذلك. بالنسبة لـP50 ورفاقه المعتقلين، كان الذهاب إلى هناك بمثابة حلم للهرب من الجحيم الذي كانوا فيه من قبل. قال P50 إنه اضطر إلى قضاء يوم واحد فقط في سجن عدرا "رهن التحقيق" قبل أن يتم نقله إلى سجن عادي حيث كان عليه البقاء لمدة خمسة عشر يومًا. كان سجنًا عاديًا حيث يمكن للمرء تقديم طلبات لمعرفة التهم الموجهة إليه خطيًا. قال P50 إنه ذات مرة أثناء اعتقاله في هذا السجن، كان هناك شخص من "الأمن" لأخذ معلومات من P50. ثم أُطلق سراح P50 بعد خمسة عشر يومًا. في يوم الإفراج عنه، حصل P50 على ختم واحد [على يده]. أخبر المحكمة أنه إذا حصل شخص ما على ختمين في يده، فسيتم نقله إلى سجن آخر، لكن P50 حصل على ختم واحد وتم إطلاق سراحه. مكث في سوريا خمسة أيام أخرى. وعندما وردته معلومات تفيد بأنه قد يتم القبض عليه مرة أخرى، قرر أن ينام في أماكن مختلفة. وبمساعدة أقاربه، اكتشف ما إذا كان اسمه مدرجًا في إحدى القوائم على الحدود. في [حُجِبت المعلومات] كانون الأول/ديسمبر 2011، ذهب P50 إلى الأردن.

شكرت كيربر P50 قائلة إن لديها سؤالًا آخر قبل الاستراحة. وسألت P50 كيف عرف أنه تم اعتقاله أولًا في فرع الخطيب ثم في إدارة المخابرات العامة. بخصوص الخطيب، أوضح P51 أن "الشباب" [رفاقه المعتقلين] كانوا يعرفون أنه الخطيب، لكن P50 لم يعرف كيف عرفوا ذلك.

سألت كيربر عمن أشار P50 عندما قال "الشباب". قال P50 إنه كان يقصد رفاقه المعتقلين.

سألت كيربر كيف تمكّن P50 من التواصل معهم لأنه أخبر المحكمة أنه كان معتقلًا في زنزانة منفردة. أوضح P50 أنه عندما كان المعتقلون متأكدين من عدم وجود سجّان حولهم، كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض في الزنازين الأخرى. كانت الزنازين الموجودة على الجانب الأيسر كلها في صف واحد. كانت نافذة باب الزنزانة كبيرة نسبيًا، وإذا نظر المرء إلى الجانب، يمكنه رؤية الردهة بأكملها. إذا جاء [أحد السجّانين]، فإنهم يعطون بعضهم البعض إشارات.

سألت كيربر عمّا إذا كانت هناك زنازين جماعية أيضًا. قال P50 إن الزنزانة التي قضى فيها أول 15 دقيقة كانت زنزانة جماعية.

استنتجت كيربر أنه كانت هناك زنازين جماعية. ومضت لتسأل P50 كيف عرف أن السجن الثاني الذي اعتقل فيه كان يتبع إدارة المخابرات العامة. قال P50 إنه لا يستطيع التذكر، لكن الأمر كان واضحًا بالنسبة له ولزملائه المعتقلين. أضاف P50 أنه كان يعرف الجميع هناك، حوالي خمسين شخصًا، وكل شخص لديه معلومة صغيرة.

نظرًا لعدم وجود أسئلة عاجلة، أعلنت القاضي كيربر استراحة لمدة 15 دقيقة.

***

[استراحة لمدة 20 دقيقة]

***

وزعت القاضي كيربر على الأطراف نسخًا من المخطط الذي رسمه P50.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

سأل القاضي فيدنير P50 عن الظروف العامة في "هذا الفرع" [الخطيب]، مشيرًا إلى أن P50 كان معتقلًا بشكل أساسي في زنزانة منفردة ولكن كان هناك شخص مصاب معه في الزنزانة المنفردة الأولى. طلب من P50 أن يخبر المحكمة من أين أتى هذا الشخص ومن أين أصيب بجروحه. قال P50 إنه لا يتذكر بالضبط ما أخبره به هذا الشخص، سواء أصيب أثناء الاعتقال أو قبل ذلك.

أشار فيدنير إلى أن P50 أخبر المحكمة عن الضوء في الزنازين وسأله عمّا إذا كان قادرًا على معرفة النهار من الليل، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف استطاع ذلك. قال P50 إنه يعتقد أنه لم يكن قادرًا على معرفة الليل من النهار في الزنزانة الأولى حيث كان لمدة ثلاثين يومًا. وافترض أنه في فصل الشتاء، تسرّبت مياه المطر إلى الزنزانة الثالثة التي كان معتقلا فيها. تمكن P50 من تخمين الوقت بناءً على الوجبات التي حصلوا عليها وحقيقة أنهم حصلوا على الطعام مرتين يوميًا.

سأل فيدنير من أين جاءت مياه المطر إلى الزنزانة. قال P50 إنه لا يتذكر ما إذا كانت من الردهة أم المرحاض. كانت الذكريات مشوشة بعض الشيء ولم يستطع التذكر بالضبط.

سأل فيدنير عمّا إذا كان بإمكان P50 استخدام المرحاض متى أراد ذلك. نفى P50 ذلك، قائلًا إنه كان بإمكان المعتقلين استخدام المرحاض واحدًا تلو الآخر، مرتين يوميًا. كانت هناك أوقات محددة لاستخدام المرحاض.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن حالة النظافة العامة في الفرع، وما إذا كان P50 قادرًا على الاستحمام، وما إذا كانت الزنازين نظيفة أو متسخة. قال P50 إنه لم يكن هناك إمكانية له أن يغتسل لمدة أربعين يومًا. لم يغتسل. ومع ذلك، لم يستطع تحديد ما إذا كان مسموحًا لهم بذلك أم لا. في يومه الأخير هناك، سأل أحد السجّانين P50 لماذا كانت رائحته سيئة للغاية ولماذا لم يستحم. فأجاب P50 بأنه لم يكن متأكدًا من وجود حمّام. أخبر السجّان P50 أنه إذا أراد الاستحمام، كان سيُسمح له بذلك. فأجاب P50: بما أنه سيطلق سراحه على أي حال، فإنه يفضل الاستحمام في المنزل. خلص P50 إلى أنه لم يستحم في فرع الخطيب.

سأل فيدنير عمّا إذا كان المشهد الذي وصفه P50 للتو حدث في الخطيب. فأكّد P50 ذلك، موضحًا أن ذلك حدث بعد أربعين يومًا.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الحالة العامة في الزنازين وما إذا كانت متسخة أو نظيفة. قال P50 إنها كانت متسخة جدًا. كانت هناك بطانيات على الأرض، لكن هذا كان كل شيء. لم ير P50 حشرات ميتة أو أشياء من هذا القبيل. وبخصوص الهندام، أضاف P50 أن ذلك لم يكن من أولوياته.

سأل فيدنير عن عدد تقديري للمرات التي تم فيها التحقيق مع P50 في الفرع الأول. قال P50 إنه كان بحد أقصى عشر مرات. حدثت جلسات التحقيق بشكل متكرر خلال أول يومين. بعد ذلك، انخفضت الوتيرة شيئًا فشيئًا. عندما كانت هناك معلومات جديدة أو عند وصول معتقلين جدد إلى الفرع...

سأل فيدنير عمّا إذا كان P50 معصوب العينين دائمًا في طريقه إلى جلسات التحقيق وأثناء جلسات التحقيق. فأكّد P50 ذلك، موضحًا أنه كان عليه أن يرتدي عصابة على عينيه منذ اللحظة التي اقتيد فيها من زنزانته إلى حين عودته.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P50 قد تعرّض للضرب في الطريق [إلى جلسات التحقيق]. قال P50 إنه لا يستطيع التذكر.

أشار فيدنير إلى أنه بسبب العصابة التي كانت على عيني P50 أثناء التحقيق، لم يستطع رؤية الكثير أو لم يتمكن من رؤية أي شيء يحدث حوله. سأل P50 عمّا إذا كان بإمكانه معرفة عدد الأشخاص الموجودين من خلال الأصوات التي أصدروها. قال P50 إنه لم تتح له هذه الفرصة. لاحظ مرة واحدة فقط أن ضابط التحقيق كان يتحدث إلى شخص آخر. كانت محادثة مهمة. لذلك تذكر P50 أن هناك شخصًا ثانيًا. بخلاف ذلك، لم تكن لديه أي فكرة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان بإمكان P50 أن يعرف من تلك المحادثة ما إذا كان الشخصان تابعين لبعضهما إداريًا وما إذا تم إصدار أوامر. قال P50 إنه لم تكن هناك أوامر. كان حوارًا لتحضير أسئلة.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت هناك أوامر بضرب P50 وما إذا كان قد تعرّض للضرب من قبل شخص آخر غير المحقق. قال P50 إنه إذا لم تخنه الذاكرة، كان الشخص الذي ضربه هو نفس الشخص الذي "حقق معه". لم يستطع أن يتذكر ما إذا كان أحدهم قد طلب وقف أو تكثيف الضرب. عندما صُفِع، كان الشخص الذي صفعه واقفًا أمامه مباشرة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P50 قد تعرّض لسوء المعاملة بطرق مختلفة أيضًا، بخلاف الضرب والركل. قال P50 إنه كانت هناك تهديدات ضد عائلته.

سأل فيدنير عمّا قيل. أوضح P50 أن التهديدات كانت عامة. كانت [السلطات] على استعداد لإحضار عائلته [إلى الفرع] أيضًا، وعبارات مماثلة. لم يستطع P50 تذكّر الأشكال الأخرى من سوء المعاملة الجسدية.

فيما يتعلق بتداعيات التعذيب وآثاره، سأل فيدنير P50 عمّا إذا كان قادرًا على المشي عندما أصيبت قدماه وما إذا كانت هناك أي تداعيات أخرى لسوء المعاملة. أوضح P50 أنه بعد تعرّضه للضرب على قدميه انتفختا ولم يتمكن من المشي. بعد أن تعرض للضرب على قدميه، قيل له أن يمشي عليهما حتى لا تنتفخا. غير أن P50 لم يصدّق ذلك وظنّ أن القصد هو زيادة إحساسه بالألم. ثم سمع من آخرين أنه كان من الجيد لو مشى عليهما. أضاف P50 أن إصبع قدمه الكبير كان منتفخًا عندما أطلق سراحه، لكن الورم اختفى بعد شهرين.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان المعتقلون الآخرون قد أخبروا P50 ما إذا كانوا قد تعرّضوا لسوء معاملة والكيفية التي حدث فيها ذلك. قال P50 إنه سمع من معتقل آخر تحدث عن شخص ثالث وُضِع حذاء في فمه وتعرّض لصدمات كهربائية.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P50 قد رأى معتقلين آخرين مصابين بخلاف الشخص الذي رآه في الزنزانة المنفردة. ذكر P50 أنه في أمن الدولة عندما نُقِل رأى شخصًا تعرّض لضرب مبرح على قدميه. في الزنزانة، كان P50 قادرًا على رؤية قدمي الشخص المتورمتين. كان بوسع المرء أن يسمع الناس وهم يتعرضون للتعذيب.

خلص فيدنير إلى أن هذا حدث في مكان اعتقال P50 الثاني، فرع أمن الدولة. فأكّد P50 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما لاحظه P50 في الفرع الذي تعرّف عليه على أنه الخطيب. لم يلاحظ P50 أي شيء هناك. وأضاف أنه كان برفقته شخص آخر في الزنزانة الأخيرة لمدة سبعة أيام. كان الشخص من حرستا وتم اقتياده للتحقيق والتعذيب كما أخبر P50. اقتاده العناصر [في الفرع] إلى مكان يخبّئ فيه أسلحة. كان هذا سبب تعرّضه للتعذيب عدة مرات.

سأل فيدنير ما حدث بالضبط لهذا الشخص. قال P50 إنه لا يعرف بالضبط، لكنه يعتقد أن الشخص قد تعرض للضرب والتعذيب لعدة أيام، ثم اعترف في النهاية. [أجرى القاضيان فيدنير وكيربر محادثة قصيرة.] أشار P50إلى أنه ذات مرة عندما تحدث إلى المعتقلين في الزنزانة المقابلة لزنزانته، جاء شخص وأخذ معتقلًا وضربه وأعاده إلى الزنزانة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P50 قد تعرّض لعنف جنسي أو يعرف عن آخرين تعرّضوا لعنف جنسي. لم يتذكر P50 ما إذا كان قد لاحظ شيئًا من هذا القبيل أثناء الاعتقال. ولكن أثناء عمله، كان يعمل أيضًا مع ضحايا التعذيب، لا سيما أولئك الذين أطلِق سراحهم من السجن والنساء اللواتي كنّ معتقلات. لذلك كان لدى P50 الكثير من المعلومات حول [العنف الجنسي]. لكن ذلك لم يحدث له أثناء اعتقاله.

سأل فيدنير عمّا سمعه P50 عن مثل هذه الأشياء خلال عمله. أوضح P50 أن عددًا قليلًا من النساء تحدثن عن تعرّضهن للاغتصاب. كانت هناك معلومات ذات مرة عن تعرّض نساء للاغتصاب. قال P50 إنه أراد أن يشرح للمحكمة تبعات الاغتصاب بعيدة المدى على المجتمع السوري: كانت امرأة في سيارة مع زوجها وجارها وابنها. قُبض عليهم جميعًا عند نقطة تفتيش واحتُجزوا هناك لمدة ساعتين. انفصل الزوج والجار عن المرأة. تم إطلاق سراحهم جميعًا في نهاية المطاف. وكانت المرأة إحدى مرضى P50. كانت مكتئبة للغاية وذات ميول انتحارية وتفكر في قتل طفلها. سألها زوجها إذا كانوا [الرجال الذين اعتقلوا العائلة عند نقطة التفتيش] قد فعلوا أي شيء لها. نفت ذلك، لكن زوجها لم يقتنع. لأنه كان مع جارهم وانفصل عن زوجته، لم يصدقها. قال P50 إن المرأة أخبرت زوجها بأنها لم يُفعل بها أي شيء، لكنه أرسلها إلى أخصائي. علم فيما بعد من زميلته أن المرأة تعرضت للاغتصاب على ما يبدو. أخبر P50 المحكمة أنه أراد فقط توضيح أن هذه المرأة كانت على استعداد لقتل نفسها وطفلها لمجرد أنها سُئلت عمّا إذا كانت قد تعرّضت للاغتصاب.

قال فيدنير إنه يريد العودة إلى تجارب P50 الخاصة، وسأله عمّا إذا كان قد رأى قتلى في الفرع الأول حيث تم اعتقاله. نفى P50 ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P50 قادرًا على رؤية شخص ما أثناء التحقيق معه ويمكنه التعرّف عليه. فأكّد P50 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P50 قد تذكر أنه رأى المدعى عليه [أنور رسلان] في إحدى هذه المناسبات. قال P50 لا، مضيفًا أنه كان قادرًا على التعرف على شخص ما مِن صوته.

قال فيدنير إنه أراد الحصول على نظرة عامة سريعة على الوقت الذي تم خلاله اعتقال P50، متسائلًا عمّا إذا كان من الصحيح أنه تم إلقاء القبض عليه في أيلول/سبتمبر [حُجِبت المعلومات] 2011. فأكّد P50 ذلك. سأل فيدنير عمّا إذا كان صحيحًا أن P50 بقي في الفرع الأول لمدة أربعين يومًا. فأكّد P50 ذلك. أراد فيدنير معرفة عمّا إذا كان صحيحًا أن P50 نُقل قبل وقت قصير من عيد الأضحى. فأكّد P50 ذلك. قال فيدنير إنه وفقًا للبحث الذي أجراه القاضيان عبر الإنترنت، كان عيد الأضحى من 6 إلى 10 تشرين الثاني/نوفمبر، 2011. وسأل P50 عمّا إذا كان هذا الإطار الزمني صحيحًا من حيث فترات اعتقاله. فأكّد P50 ذلك مرة أخرى. أشار فيدنير إلى أن P50 نُقل بعد ذلك إلى فرع أمن الدولة في إدارة المخابرات العامة بعد خمسة عشر يومًا. فأكّد P50 ذلك. ومضى فيدنير مشيرًا إلى أن P50 كان وقتها في المحكمة العسكرية حيث اعتُقل هناك ليوم آخر. فأكّد P50 ذلك. خلص فيدنير إلى أنه في نهاية فترة اعتقاله بأكملها، كان P50 في سجن عدرا لمدة أسبوعين تقريبًا. فأكد P50 ذلك، مضيفًا أنها كانت خمسة عشر يومًا، وربما أقل قليلًا. أراد فيدنير معرفة متى تم إطلاق سراح P50 في النهاية. قال P50 إن ذلك حدث في [حُجِبت المعلومات] كانون الأول/ديسمبر 2011.

استجواب من قبل الادّعاء العام

قال المدّعي العام كلينجه إن المدعين العامين لديهم فقط بضعة أسئلة، بدءًا بسؤال حول المدة التي استغرقتها جلسات التحقيق تقريبًا. قال P50 إنها استغرقت من ساعة إلى ساعتين في كل مرة.

سأل كلينجه P50 عمّا إذا كان بإمكانه تحديد عدد تقديري للمرات التي تعرّض فيها للضرب أثناء التحقيق معه. قال P50 إنه حسبما يذكر فقد تعرّض للضرب في كل جلسة تحقيق تقريبًا. كان من المفترض أن يقدم معلومات في كل جلسة تحقيق. ولكن كان لدى المحققين المعلومات مسبقًا، لذلك لم يكن بإمكان P50 إنكارها. إذا لم تلق إجابة P50 استحسان المحققين، كان يعاقَب.

سأل كلينجه عمّا إذا كان P50 قد تعرّض للضرب بشكل متقطع أو بدون انقطاع. قال P50 إنه تذكر التعرّض لعشرين ضربة متتالية ذات مرة.

أراد كلينجه أن يعرف ما إذا كان P50 قد لاحظ وجود نساء معتقلات في فرع الخطيب. قال P50 إنه لا يستطيع التذكر.

أشار كلينجه كذلك إلى أن P50 اعتُقل في زنزانة منفردة طوال فترة اعتقاله تقريبًا في فرع الخطيب. وسأل P50 عمّا إذا كان لديه أي تفسير لسبب وجوده في الحبس الانفرادي وليس في زنزانة جماعية. قال P50 إنهم ربما افترضوا أنه كان يلعب دورًا كبيرًا في الأحداث في سوريا. أثناء نقله، كان معظم المعتقلين في المجموعة أطباء أيضًا. قال P50 إنهم عادة ما يختارون شخصًا واحدًا يكون بعد ذلك مدافعًا عن المجموعة. ولكن كانت هناك أوامر من الأعلى بعدم السماح لأي شخص بالتحدث إلى مجموعة P50. قال P50 إنه سيوضح: كانت الأوامر ألا يتحدث أحد مع هذه المجموعة. لذلك افترض P50 أن مجموعته كانت تلعب دورًا مهمًا بالنسبة "لهم" [قوات الأمن]. حاول P50 فهم سبب احتجازه في زنزانة منفردة. كان تخمينه أنهم يريدون منع P50 ومجموعته من الحصول على معلومات من معتقلين آخرين أو نقل المعلومات إليهم. أوضح P50 أنه كانت هناك فكرة واحدة: كان هناك ما يسمى بالتنسيقيات. كلما وُجِدت مجموعات داخل مدينة ما، كانوا ينظمون أنفسهم على الفيسبوك فيما يسمى بالتنسيقيات. إذا كان شخص ما عضوًا في مثل هذه المجموعة، كان يتم اعتباره خطيرًا بنفس قدر الشخص الذي يحمل سلاحًا. وعدّ النظام هؤلاء أخطر من حاملي السلاح. أخبر P50 المحكمة أن أحد أصدقائه شارك في مظاهرات سلمية وكان ضد حمل السلاح. تم إعدامه في المعتقل. وبحسب P50، تم إطلاق سراح الجهاديين المعتقلين في بداية الثورة.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان أفراد عائلة P50 قد حصلوا على أي معلومات حول مكان وجوده من السلطات. نفى P50 ذلك، حيث اعتقدت عائلته أنه في مكان آخر.

سأل كلينجه عمّا إذا كانت عائلة P50 قد استفسرت عنه. قال P50 إن أخته أخبرته أن العائلة حاولت الاستفسار عن مكانه. كانت أخته هي التي تلقت المكالمة من الشخص الذي تظاهر بأنه مريض وجاء إلى عيادة P50. حاولت أخته الاتصال بهذا الرقم ووبخت الشخص. [ضحك P51 عند سرد القصة.]

سأل كلينجه عمّا إذا كان P50 يعرف ما إذا كان أقاربه قد حاولوا الحصول على معلومات من أماكن أخرى أيضًا. أوضح P50 أن كل فرع كان مسؤولًا عن منطقة معينة. كانت المخابرات الجوية مسؤولة عن [حُجِبت المعلومات]. كان الخطيب مسؤولًا عن [حُجِبت المعلومات]. لذلك افترضت عائلته أنه كان محتجزًا لدى المخابرات الجوية لأن عيادته كانت في [حُجِبت المعلومات].

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار محامي الدفاع بوكر إلى أن عيادة P50 كانت في ضواحي دمشق، وسأله عمّا إذا كانت شمال أو جنوب دمشق. طلب من P50 أن يخبره بمكانها بالضبط، وسيكون الأمر مثاليًا لو أعطاه العنوان. قال P50 إن عيادته كانت في [حُجِبت المعلومات] في حي [حُجِبت المعلومات].

قال بوكر إنه بحاجة إلى معالجة هذه المعلومات ومعرفة ما إذا كان يمكنه تحديد المنطقة [على الخريطة]. قال P50 إنه كان يتحدث عن عام 2011. لقد دُمرت البلدة عن بكرة أبيها الآن.

أرادت كيربر أن تعرف ما إذا كان لدى محامي الدفاع فراتسكي أي أسئلة بينما كان بوكر يبحث عن شيء ما، مضيفة أن [حُجِبت المعلومات] من دمشق. قال فراتسكي لا، وقال بوكر إنه لا أحد يجب أن ينتظره؛ كان بحاجة إلى إجراء بعض البحث ويمكن للآخرين طرح الأسئلة.

استجواب من قبل محامي المدعين

قالت محامية P50 د. أوميشين إن لديها سؤالًا واحدًا فقط. بما أن P50 كان يعمل طبيبًا، سألته عمّا إذا كان بإمكانه شرح أسوأ تبعات الاعتقال على الأشخاص في سوريا. أوضح P50 أنه بصفته طبيبًا، فقد عمل مع معتقلين وأشخاص تعرضوا للتعذيب. ركّز معظم الناس على التبعات الجسدية ولكن كانت هناك أيضًا تبعات نفسية، وكانت آثارها أعمق من التعذيب الجسدي. أشار إلى المرأة التي ذكرها سابقًا والتي اعتُقلت لمدة ساعتين. وفقًا لـP50، كان هذا مثالًا جيدًا لتوضيح أن النساء يعانين من تبعات أسوأ من الرجال. قال P50 إن الرجال [الذين تم اعتقالهم] كانوا يُعدّون أبطالًا في المجتمع، في الوقت الذي قُتلت فيه بعض النساء اللائي أطلق سراحهن على أيدي عائلاتهن. وتبرّأ أزواج وأقارب نساء أخريات منهن.

سألت كيربر P50 عمّا إذا كان بحاجة إلى استراحة. قال P50 لا، وأضاف أنه عندما تغادر النساء مركز الاعتقال، فإنهن يعشن في جحيم. حيث يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. ولا يمكن تشخيص بعض الأشياء من قبل أشخاص ليس لديهم خبرة؛ يقتصر التشخيص على الخبراء. إن التعذيب والاعتقال لهما آثار خطيرة قد تؤدي حتى إلى تغيير شخصية الناس. أوضح P50 أنه عندما يتم اعتقال الأشخاص، فإنهم يكتسبون سمات شخصية معينة. بسبب التعذيب الذي تعرّضوا له في المعتقل، كان هؤلاء الأشخاص مختلفين تمامًا عند إطلاق سراحهم. عندما خرج الأزواج والزوجات والأطفال للترحيب بأحبائهم، كانوا يلقون شخصًا مختلفًا تمامًا عن الذي عرفوه من ذي قبل. بل حتى أن هؤلاء الأشخاص اعتدوا على عائلاتهم. وأضاف P50 أن هذه التبعات قد لا تكون مرئية بشكل مباشر للعائلات وقد يكون لها تأثير على عدة أجيال.

استجواب من قبل محامي الدفاع

أشار بوكر إلى أن P50 اقتيد إلى مرفق اعتقال من عيادته في [حُجِبت المعلومات]. وسأل P50 عمّا إذا كان قد ذهب إلى فرع الخطيب دون توقف على طول الطريق. فأكّد P50 ذلك.

صُرِف P50 بصفته شاهدًا. شكر P50 المحكمة وأشارت محاميته د. أوميشين إلى أن P50 أراد أن يقول شيئًا.

قالت القاضي كيربر إنه إذا لم تكن هناك إطالة شديدة، فسوف تسمح لـP50 بالاستمرار. قال P50 إنه كان لديه نقطة واحدة كانت مهمة جدًا بالنسبة له. سألت القاضي كيربر عمّا إذا كان هذا بمثابة بيان أم شهادة شاهد. بعد استشارة قصيرة، قالت محامية P50 إن P50 لديه بيان. سمحت كيربر لـP50 بالاستمرار. قال P50 إن "هذا الحدث" ترك بصماته عليه، وهو أحد أسباب إدلائه بشهادته في المحكمة. كان للاعتقال آثار جسدية ونفسية شديدة عليه. ووفقًا لـP50، قدّم  اختصاصي نفسي يُدعى فرانكل اعتقل في معسكر اعتقال لمدة ثلاث سنوات خلال الهولوكوست مساهمات كبيرة في علاج الناجين من الاعتقال، ولا سيما العلاج بالمعنى (العلاج المعنوي). قال P50 إن حضوره وشهادته في المحكمة سيكونان بالتالي بمثابة علاج معنوي له وللآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة. وأضاف أنه يأمل في أن يعرف الأشخاص الذين عملوا في أجهزة المخابرات والحكومة الفرق بين المعلومات التي يتم الحصول عليها في مكان سلمي والمعلومات التي يتم انتزاعها من الأشخاص تحت التعذيب. قال P50 إنه يريد أن يشكر المحكمة ويأمل أن تكون المحاكمة درسًا ولن يتعرض الناس للتعذيب في السجون بعد الآن. شكر P50 المحكمة باللغة الألمانية. وشكرت كيربر P50 باللغة العربية.

مسائل إدارية

فيما يتعلق بطلب P50 للانضمام إلى المحاكمة بصفة مدعٍ، قال المدعون العامون إنه ليس لديهم اعتراض على ذلك. لم تقدم الأطراف الأخرى بيانات حول هذه المسألة.

قالت كيربر إنها ستتلو الآن القرار الصادر عن القضاة الذي كان أطول قليلًا وسيتم تلاوة بيان من قبل محامي المدعين أيضًا. قال محامي المدعين، شارمر، إن تلاوة البيان الصادر عنه وعن وزملائه سيستغرق حوالي عشرين دقيقة.

أعلنت كيربر استراحة لمدة 10 دقائق.

***

[استراحة لمدة 15 دقيقة]

***

[فيما يلي إعادة صياغة لقرار القضاة، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

قرار بشأن طلبات المحاميَين بوكر وفراتسكي بتاريخ 19 آب/أغسطس، 2021.

تم رفض طلب استدعاء [حُجِبت المعلومات].

1) كان الطلب يتعلق بشاهد مقيم حاليًا في تركيا. وهو رقيب أول سابق عمل سجّانًا في نفس الفرع الذي كان يعمل فيه أنور رسلان. ويفترض أن يشهد بأن الحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة وجماعة "حافظ مخلوف" كان لهم نفوذ في فرع الخطيب. علاوة على ذلك، أجرى عناصر القسم 40 جلسات تحقيق يوميًا وأرسلوا تقارير عبر حافظ مخلوف إلى رئيس الفرع [الخطيب]. من المفترض أن يكون لدى الشاهد أيضًا معلومات عن صلاحيات القسم 40. من المفترض أن يدلي الشاهد بشهادته حول توجّه أنور رسلان المعارض في ذلك الموقف في ذلك الوقت. وبحسب الطلب، يمكن للشاهد أيضًا أن يشهد على مدى افتقار أنور رسلان للصلاحيات بالمقارنة مع حافظ مخلوف والقسم 40. ويلخّص الطلب بأن المتهم لم يكن له أي سلطة أو صلاحيات تنظيمية على الأحداث المروعة التي وقعت في فرع الخطيب، وإنما حاول المساعدة. وبمجرد التأكد من أن عائلته في أمان، انشق. ولا يمكن أن تُسند إلى المتهم تهمة التعذيب ولا الإصابات المميتة.

2) عدم وضوح صياغة الطلب.

‌أ. تشير الأدلة التي تم الحصول عليها حتى الآن إلى أن المتهم نفسه عمل في الفرعين 285 و251 التابعين لإدارة المخابرات العامة السورية لفترة طويلة.

يشير الطلب إلى أن الفرع 251 كان ينتمي إلى القسم 40 وأن الفرعين 251 و285 كانا يقعان في المقر الرئيسي لإدارة المخابرات العامة.

غير أن الأدلة التي تم الحصول عليها حتى الآن تشير إلى أن الفرع 251 كان يقع في حي الخطيب، والفرع 285 في كفر سوسة والقسم 40 في الجسر الأبيض. يذكر الطلب أن الشاهد كان يعمل "في نفس الفرع" الذي عمل فيه المتهم. لذلك ليس من الواضح ما إذا كان قد عمل في الفرع 251، أو 285، أو القسم 40. كما أن الإطار الزمني غير واضح، وليس من الواضح ما إذا كان الشاهد والمتهم قد التقيا أو كانت تربطهما علاقة شخصية.

‌ب. على الرغم من منصبه غير المحدد في السلطة وعدم وجود إطار زمني محدد، فمن غير الواضح أيضًا ما إذا كان الشاهد موجودًا في الخطيب. كان مكان العمل المزعوم يقع بالقرب من مقر إدارة المخابرات العامة. وبالتالي، لا ينطبق ذلك على فرع الخطيب.

‌ج. يذكر الطلب كذلك أن "ضباط القسم 40 أجروا جلسات تحقيق". غير أنه لا يشير إلى مكان إجراء جلسات التحقيق المزعومة تلك. لذلك لا يمكن للشاهد إلا أن يشهد على جلسات التحقيق بشكل عام. كما أن الإطار الزمني غير واضح.

3) بغض النظر عن الافتقار إلى وجود رابط وفقًا للمادة 244 (3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، يجب على المحكمة أيضًا أن تنظر في القيمة الإثباتية للتحقيق القضائي مع شاهد يتم استدعاؤه من الخارج، في ضوء الجهود التنظيمية وفي التوقيت المناسب، بموجب المادة 244 (5) القسم 2 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني.

4) لا يُشترَط استدعاء الشاهد من الخارج للتحقيق القضائي.

‌أ. القيمة الإثباتية للشاهد ليست كبيرة.

i.     لربما كان الشاهد سجّانًا في الفرع 285 أو قد لا تتوافق فترة خدمته مع الفترة التي تغطيها لائحة الاتهام في هذه المحاكمة. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان الشاهد تقديم معلومات عن الفرع 251 إذا كان موظفًا في القسم 40. وفيما يتعلق بجلسات التحقيق التي أجراها القسم 40 والتي من المفترض أن يدلي الشاهد بشهادته بشأنها: فقد سبق وأن أدلى العديد من الشهود بشهاداتهم التي مفادها أن هذا القسم اعتقل أشخاصًا وحقّق مع أشخاص وأساء معاملة أشخاص في مبنى القسم، ونقلهم إلى فروع أخرى. وبما أن المتهم كان رئيس قسم التحقيق، فلا يمكن تحميله المسؤولية إلا عن الأفعال التي ارتكبت هناك. وبالتالي فإن القيمة الإثباتية للشاهد منخفضة.

ii.     حتى إذا نظر المرء في الطلب الحالي بالاقتران مع طلب سابق والذي يفيد بأن الشاهد عمل على ما يبدو في الفرع 251 خلال الفترة المشمولة في لائحة الاتهام، فمن غير المرجح أن يقدم الشاهد تفاصيل عن عمله هناك. وبالتالي فإن قيمة الرؤى الجديدة منخفضة. وفيما يتعلق بالفرع 251، وصف جميع الشهود حتى الآن المبنى بأنه عبارة عن منطقة واسعة إلى حد ما وبها مبنيان على الأقل وسجن في القبو. كان السجّانون يتنقلون بشكل أساسي في القبو حيث توجد الزنازين، أو يقتادون السجناء للتحقيق. لم يتطرق الطلب إلى كيف يُفترض أن يقول الشاهد شيئًا عن ضباط التحقيق، أو الصلاحيات في الفرع، أو التقارير، أو الصلاحيات الواقعية للمتهم. لذلك لا يُتوقع أن يتمكن الشاهد من تقديم أي تصورات يمكن التثبّت من صحتها. ولا يمكنه الإدلاء بشهادته بشأن إجراءات إدارية لم يشارك فيها.

إن الادّعاء بأن بعض الوحدات مارست "السلطة" في فرع الخطيب غير واضح في حد ذاته. وجاء في الطلب أن الحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة وضباط "حافظ مخلوف"، الذين تشير إليهم المحكمة بالقسم 40، مارسوا سلطات على الفرع. ولكن بناءً على المعلومات التي قدمتها الأستاذة تورمان، وجهاز المخابرات الخارجية الاتحادية الألمانية (BND)، والعديد من الخبراء، لم يكن الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة جزءًا من أجهزة المخابرات. ولا يحدد الطلب أيضًا كيف تجلّت تلك "السلطة" للشاهد.

يقدّم الطلب ادّعاءات إثبات غير واضحة، وإن الحصول على هذا الدليل [سماع الشاهد] لن يساهم في توضيح الحقائق، لا سيما فيما يتعلق بالوصول المزعوم إلى السلطة. وبالتالي فإن تلك مجرد استنتاجات وليست ادّعاءات واقعية. لا تزال طرق التعاون الدقيقة غير واضحة، [...]. وبالتالي، فإن القيمة الإثباتية لشهادة الشاهد غير ظاهرة.

iii.     حتى الآن لا توجد مؤشرات على الادّعاءات المقدمة في الطلب. وبحسب تورمان، كان الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة قريبين بشكل خاص من رأس النظام ومسؤولين عن حماية الرئيس. تم التعاون بين هذه الوحدات والفرع 251 التابع لإدارة المخابرات العامة فقط فيما يتعلق بقمع المظاهرات والاعتقالات ونقل المعتقلين من قبل الجيش. لم تشر تورمان ولا إنجلز أو البُني أو درويش أو جهاز المخابرات الخارجية الاتحادية الألمانية إلى وجود صلة بين الفرع 251 وأشخاص آخرين فيما يتعلق بالاعتقالات، باستثناء الاعتقالات التي نفذتها أقسام أخرى أيضًا. وإن النتيجة حتى الآن هي أن القسم 40 تصرف كجزء من الفرع 251 إلى حد ما. ما فعله القسم 40 في الواقع هو اعتقال منتقدي النظام والناقدين المزعومين وآخرين والاحتفاظ بهم لفترة بالإضافة إلى إجراء تحقيق أولي. ومن ثم تم نقل جميع الشهود الذين تم القبض عليهم بهذه الطريقة إلى فرع الخطيب. لا تعرف المحكمة أي شهود تم التحقيق معهم في الخطيب من قبل نفس الشخص الذي حقّق معهم في القسم 40. ووصف P21، الذي عمل في الفرع 251 حتى 1989، حافظ مخلوف بأنه شخصية مسيطرة بسبب علاقة القرابة التي تربطه بالأسد. غير أنه لم يُفصِّل كيف كان هذا واضحًا بالفعل، ولم يصف جلسات التحقيق الفعلية التي أجراها القسم 40 في الفرع 251. بل وصف أنه رأى حافظ مخلوف على أنه الرئيس الفعلي لجهاز المخابرات العامة. ذكر آخرون مثل إنجلز والبُني ودرويش أن القسم 40 دعم الفرع 251 وأن ​​لديهم اختصاصات محلية مشتركة. قالوا جميعًا إن مخلوف كان شديد القسوة. وأضاف إنجلز أن حافظ مخلوف تواصل بشكل غير مصرح به مع أجهزة مخابرات أخرى. [...]

من غير المحتمل أن يصف الشاهد أي شيء آخر غير تصرف حافظ مخلوف بشكل اعتباطي/تعسّفي إلى حد ما.

‌ب. وفقًا لمكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، من المحتمل جدًا أن تتم محاكمة الشاهد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية (المادة 7 (1) من قانون الجرائم ضد القانون الدولي). يرى القضاة أيضًا أنه بناءً على النتائج حتى الآن فيما يتعلق بالفرع 251 والقسم 40، وكذلك الاعتقالات هناك وما تتضمن من تعذيب وظروف الاعتقال ودور السجّانين، فضلًا عن موقف الشاهد، هناك اشتباه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتبدو الملاحقة القضائية مرجحة. وبحسب مكتب المدعي العام الاتحادي، نظرًا لارتباط الشاهد بأحداث الخطيب، يجب عليه توقّع إمكانية تقديم طلب تسليم. في حال الاستدعاء، كان من المفترض صدور طلب للحصول على المساعدة القانونية وفقا للمادة 12 من اتفاقية الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية [عمليات التسليم المراقَب في حالات الجرائم التي تستوجب التسليم] وذلك بموجب المادتين 1 و3 من اتفاقية الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدة المتبادلة في المسائل الجنائية. سيحتاج الشاهد إلى إعلامه على نطاق واسع بحقوقه، ولا سيما المادة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، وبإمكانية استخدام أي أقوال ضده في الجلسات. سيحتاج الشاهد إلى مزيد من المشورة القانونية. لذلك فمن غير المرجح أن يدلي الشاهد بشهادته. وفي المقابل، سوف يستخدم حقه في التزام الصمت.

‌ج. إن الشاهد موجود حاليًا في تركيا، وهي دولة خارج الاتحاد الأوروبي. لذلك يجب طلب المساعدة القانونية رسميًا وفقًا لاتفاقية الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدة القانونية المتبادلة وبروتوكولها الإضافي. يتم تخفيف العملية القانونية بموجب المادة 4 من البروتوكول الإضافي والاتفاقية بين ألمانيا وتركيا. ويجب تسليم طلب كهذا إلى وزارة العدل التركية من قبل السفارة الألمانية في تركيا. وبناءً على طلب شفوي، أخبرت السفارة الألمانية القضاة أن مثل هذا الطلب يستغرق عادةً من أربعة إلى ستة أشهر حتى تتم معالجته، هذا إن تم التعامل معه على الإطلاق. وهناك المزيد من الشكوك المحيطة بوثائق سفر الشاهد ويجب النظر في طلب الحصول على تأشيرة أولًا. يتم إصدار التأشيرات للاجئين فقط للإقامة الدائمة. وأكد مكتب المدعي العام الاتحادي أن طلبات المساعدة القانونية مع تركيا تستغرق عادة الكثير من الوقت ولا يوجد توقّع للمدة الدقيقة التي سيستغرقها ذلك الطلب. قدّم المكتب أمثلة حيث استغرق طلب من هذا القبيل من اثني عشر إلى أربعة عشر شهرًا لتتم معالجته من قبل السلطات التركية وطلبات أخرى لم تتم معالجتها منذ عام 2019. وإذا عدّ القضاة 1 أيلول/سبتمبر، 2021 موعدًا لإصدار طلب المساعدة القانونية من تركيا، سيتعين عليهم حساب ستة أشهر على الأقل حتى يصل الشاهد إلى ألمانيا، ومع ذلك، قد تؤدي التأخيرات إلى ثمانية أشهر، علمًا بأن نجاح الطلب غير مؤكد. وبناءً على الإجراءات الحالية في المحكمة، سيتم الانتهاء من الحصول على الأدلة بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2021، وسيؤدي استدعاء الشاهد المطلوب وسماعه إلى إطالة أمد المحاكمة بشكل كبير.

‌د. توصل تقييم شامل إلى أن استدعاء الشاهد ليس مطلوبًا لإثبات الحقيقة. من المرجح ألا يوافق الشاهد على الإدلاء بأية أقوال. وإذا قدّم معلومات، فلن يقدّم معلومات إضافية لأنه ليس من الواضح كيف حصل الشاهد على تلك المعرفة. ولا يوجد متطلب لبذل الجهود التنظيمية والزمنية المطلوبة.

5) إن محاولة إجراء تحقيق بالصوت والصورة للشاهد هو أمر مطلوب في ضوء الجهود الزمنية وغيرها. غير أن قيمة الشهادة ستكون محدودة بشكل كبير بسبب عدم حضور الشاهد في المحكمة وعدم قدرة القضاة على ملاحظة ردود أفعاله.

[فيما يلي ملخص لبيان محامي المدعين بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة.]

بيان صادر من محامي المدعين بانز والدكتور كروكر وشارمر بشأن بيان الادّعاء العام بتاريخ 19 آب/أغسطس، 2021.

خلافًا لتصور المدّعين العامّين، ينبغي تقديم الإشعار القانوني لإدراج الاختفاء القسري في لائحة الاتهام.

باختصار، يرى المدعون العامون أنه لا يمكن إثبات نية وضع أشخاص خارج حماية القانون كجزء من الاعتداء المنهجي ضد السكان المدنيين وأن العديد من أركان الجريمة لن يمكن إثباتها في حالة المتهم أنور رسلان.

1) حماية القانون

لا يمكن لأحد أن يشك بشكل معقول في أنه على الأقل منذ بداية الثورة، كانت هناك نية لرفع الحماية القانونية عن الأشخاص. كما أقرّ المدعون العامون، "تم جمع معلومات أيضًا". غير أن هذا لم يكن الهدف الرئيسي، ولم يكن وضع الأشخاص خارج حماية القانون مجرد أثر جانبي أو نوعًا من الأضرار الجانبية. إذ تبدو هذه النظرة سخيفة بالنسبة للمتضررين. وتُظهر توضيحات المدعين العامين حول هذه المسألة أيضًا تعريفًا غير مفهوم من الناحية القانونية للقصد (النية) فيما يتعلق بالفقرة 7 (1) من قانون الجرائم ضد القانون الدولي.

‌أ. أدلى جميع الشهود بشهادات تفيد بأنهم كانوا سيفعلون أي شيء عندما تعرضوا للتعذيب فقط لمنع المزيد من التعذيب: كانوا على استعداد لتقديم معلومات كاذبة وتوقيع اعترافات كاذبة. ولم يؤكد أي شاهد استنتاج الادعاء العام بأن الإفراج عن المعتقلين مرتبط بقيامهم بتقديم معلومات. بل قالوا إن أجهزة المخابرات حاولت إخفاء مصيرهم ومكان وجودهم.

قال الشهود P20 وP21 وP16 ذلك. كما أكدته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة. وقال ذلك أيضًا كل من مازن درويشوأنور البُنيوكريستوفر إنجلزوغارانس لو كين. بالإضافة إلى ذلك، قال أنور البُنيومازن درويشللمحكمة إن نظام التعذيب كان مطبقًا بالفعل في سوريا قبل عام 2011، في حين شهدت الغاية والنوعية والتكرار تغيرًا كبيرًا بعد الثورة. حيث تم استخدام التعذيب بشكل منهجي لتخويف المجتمع، وليس للحصول على معلومات. وتم تمكينه من خلال الاختفاء القسري. إن هذه النقلة النوعية ملحوظة أيضًا في الوثيقة الصادرة عن خلية إدارة الأزمة بتاريخ 20 نيسان/أبريل، 2011.

إن أولئك الذين لم يحالفهم الحظ بالإفراج عنهم ما زالوا معتقلين أو مفقودين أو متوفين. وإن هذا الجانب موثق جيدًا من قبل المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية. [تم الاستشهاد بتقريرين صادرين عن لجنة التحقيق الدولية في 11 آذار/مارس 2021 و2013.]

‌ب. على عكس ما يعتقده المدعون العامون، فإن حقيقة استخدام التعذيب والاعتقال غير القانوني للحصول على معلومات أيضًا لا يتعارض مع نية رفع حماية القانون عن الشخص المختفي. بالإضافة إلى ذلك، لا يشترط الاجتهاد القضائي (السوابق القضائية) لمحكمة العدل الاتحادية الألمانية أن تكون الجريمة ذات الصلة هي الهدف النهائي للجاني، وإنما أن يكون قد تصرف أيضًا وفقًا لنية ارتكاب سلوك غير مشروع، في حال كانت الجريمة هي مجرّد هدف مؤقت له. ولا توجد شكوك جدية في أن الحكومة السورية وبالنيابة عنها، المتهمين، أرادوا أيضًا ترويع المجتمع المدني.

‌ج. احترازًا لأي شكوك لدى القضاة، طلب محامو المدعين استدعاء فاضل عبد الغني ومريم الحلاق والاستماع إليهما [شرح محامو المدعين كيف يمكن لهذين الشاهدين الإدلاء بشهاداتهما حول الاختفاء القسري في سوريا بناءً على تجارب شخصية والعمل المهني في منظمات غير حكومية متخصصة].

2) أركان الجريمة الظاهرة

هناك العديد من التفسيرات للأركان الأخرى ذات الصلة بالجريمة المقبولة في المحكمة بخصوص المادة 7 (1) الفقرة رقم 7 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي. ومع ذلك، يجب إصدار الإشعار القانوني المطلوب لإدراج الاختفاء القسري كجريمة ضد الإنسانية في لائحة الاتهام.

‌أ. عدم تقديم معلومات صحيحة على الفور عن مكان وجودهم

رأى المدعون العامون أنه بسبب حصول أقارب شقيق P17 على معلومات كاذبة عن مصيره من قبل موظفي المشافي العسكرية وليس من قبل المتهم شخصيًا، فإن ركن الجريمة هذا لم يتحقق. غير أن المدعين العامين يسيئون فهم أنه وفقًا للمعايير الدولية، تُرتكَب حالات الاختفاء القسري بانتظام من قبل أكثر من جان واحد كما هو مذكور في الحاشية رقم 23 من المادة 7 (1) (ط) أركان الجرائم. يجب أن يكون المتهم الذي يحرم الناس من حقوقهم من نفس مؤسسة الدولة مثل الشخص الذي يقدم معلومات كاذبة. بالإضافة إلى ذلك، لم يقر المدعون العامون بحقيقة أن P18 وP17 قد تلقيا أول مرة معلومات خاطئة عن وفاة شقيق P17 من قبل موظفي الفرع 251 فيما يتعلق بوفاته الطبيعية المزعومة (قدم آخرون معلومات مختلفة حول وفاة شقيق P17). وهذا من شأنه أن يحقق عنصر الجريمة بالفعل، لأن المتهم في منصبه القيادي كان له سلطة على موظفي الفرع 251 وكان مسؤولًا عن أفعالهم. بالإضافة إلى ذلك، لم يقدّم أنور رسلان على الفور معلومات صادقة حول مكان وجود شقيق P17. وبدلًا من ذلك، قال للعائلة إن عليهم أخذ الجثة فقط وعدم التسبب في أي مشكلة. لقد أعطى تلميحات فقط بأن شقيق P17 مات، ولكنه لم يقدم أي معلومات صادقة محددة. وحتى اليوم، لم يتم تسليم أي جثة إلى العائلة ولا يزال سبب الوفاة غير واضح. كما أنه من غير الواضح تمامًا ما حدث لشقيق P17 كما أمكن رؤيته عندما خاطب P17 أنور رسلان مباشرة في المحكمة طالبًا منه تقديم معلومات عن شقيقه.

يجب تفسير ركن الجريمة هذا وفقًا للقانون الدولي. حيث تنص المادة 24 من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري على حق كل شخص في الحصول على معلومات حول مكان وجود الأشخاص المفقودين وتُلزم الدول بإجراء تحقيق فوري وكامل في حالات الاختفاء. ولا يمكن اعتبار المعلومات التي قدمها المتهم عن شقيق P17 معلومات فورية وصحيحة. [أشار محامو المدعين أيضًا إلى قرار بوروندي الصادر عن الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية.]

‌ب. يرى المدعون العامون أن الطلبات الصريحة فقط هي التي وردت في المادة 7 (1) الفقرة رقم 7 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي، غير أن في هذا قصورًا عن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي كان من المفترض أن يكون الأساس الذي يستند عليه هذا المعيار. تتطلب صياغة معيار قانون الجرائم ضد القانون الدولي تحقيقًا فقط دون تحديد من يحتاج إلى مخاطبة من وبأي طريقة. كما لا يُشترط توجيه التحقيق إلى جان قام بسلب الحرية أو إلى زميل مباشر. كما لا يُشترط إجراء تحقيق رسمي. من البديهي أن طلبًا رسميًا مكتوبًا لن ينجح بشكل واضح، واشتراط ذلك جهلٌ بالتهديدات التي تفرضها الحكومة على الأشخاص الذين يعيشون في سوريا. إن شرطًا من هذا القبيل من شأنه أن يتفادى جانب الحماية من هذا المعيار. [أشار محامو المدعين مرة أخرى إلى القرار الصادر عن الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية.] فيما يتعلق بركن جريمة التحقيقات، تنص صياغة المعيار والغرض منه على أن أي تحقيق دون استجابة فورية كافٍ. وتم الوفاء بذلك في القضية الحالية. وصف P46 أيضًا أن عائلته تواصلت مع الفروع المختلفة ولكن دائمًا ما كان يتم تهدئتهم عند البوابة.

‌ج. الطابع الفوري/المُلِح كركن من أركان الجريمة

[أوضح محامو المدعين بالتفصيل طرقًا مختلفة لتحديد إطار زمني مناسب يوصف بأنه "فوري/مُلِح" لغرض إبلاغ عائلات الأشخاص الموقوفين. حيث قالوا إنه لا يقتصر الأمر على توفير فترة زمنية واحدة ولكن أيضًا نقطة زمنية لا يُعدّ فيها أمر ما فوريًا/مُلِحًا. وبذلك، أشار المحامون إلى السوابق القضائية للمحكمة الجنائية الدولية.] إن كلمة "فوري/مُلِح" تعني دون أي تردد يستحق اللوم، مما يعني أنه لا توجد أسباب واضحة لترك شخص ما ينتظر. [أشار المحامون إلى قرار صادر عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري قالت فيه إن أول 24 إلى 48 ساعة من الاختفاء ضرورية بشكل خاص لمنع خطر التعذيب والقتل.] وفقًا للمادتين 25 + 59 من الدستور الألماني، يجب تفسير القانون الألماني بطريقة تراعي القانون الدولي. لذلك، فإن ترك شخص ما ينتظر [للحصول على معلومات] لأكثر من 24 ساعة في حالات الإيقاف والاعتقال يعدّ بمثابة ركن كافٍ من أركان الجريمة. استمعت المحكمة إلى شهود لم تسمع عائلاتهم عن مكان وجودهم لأكثر من ثلاثة أيام. لذلك تم تجاوز الإطار الزمني من 24 إلى 48 ساعة إلى حد كبير. ويُنسب ذلك إلى أنور رسلان أيضًا.

نتيجة لذلك، تَبَيّن أن أركان الجريمة الواردة في المادة 7 (1) الفقرة رقم 7 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي مستوفاة ويجب الموافقة على الإشعار القانوني [لإدراج حالات الاختفاء القسري كجرائم ضد الإنسانية في لائحة الاتهام].

قال المدعي العام كلينجه إنه وزميلته لن يدليا ببيان للتعقيب على ذلك.

قالت محامية المدّعين د. أوميشين إنها تريد الاحتفاظ بالحق في الإدلاء ببيان في وقت لاحق.

قال محامي الدفاع بوكر إنه يريد البقاء بعيدًا عن هذا النقاش الذي يغلب عليه الطابع الأكاديمي.

وزعت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، نسخًا رقمية من ملف القضية على الأطراف، وأعلنت أن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أكّد للقاضيين أن عائلة الشاهد الذي تم استدعاؤه لليوم التالي كانت في خطر. لذلك سيتم إخفاء هويته الشاهد.

رُفِعت الجلسة الساعة 1:17 بعد الظهر.

يوم المحاكمة الثالث والتسعون - 9 أيلول/سبتمبر، 2021

بدأت الجلسة في الساعة 9:37 صباحًا بحضور 14 شخصًا وصحفي واحد. ومثّل الادّعاء العام المدعيان العامان كلينجه وبولتس. كان جميع محامي المدعين حاضرين. أُعطي P50، الذي أدلى بشهادته بصفته شاهدًا في اليوم السابق، سماعة رأس للاستماع إلى الترجمة الفورية باللغة العربية، وكان يجلس بجوار محاميته د. أوميشين.

سأل محامي الدفاع بوكر متى سيدلي الشاهد مجهول الهوية بشهادته في المحكمة. أوضحت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، أن الشاهد سيدلي بشهادته الساعة 11 صباحًا، بعد أن يدلى كبير المفتشين الجنائيين كنابمان بشهادته بشأن استجوابه للشاهدَين [حُجِبت المعلومات] و[حُجِبت المعلومات].

شهادة السيد كنابمان

تم إبلاغ كبير المفتشين الجنائيين كريستيان كنابمان بحقوقه وواجباته كشاهد ونفى وجود أي علاقة تربطه بالمتهم سواء بالقرابة أو المصاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

ذكرت رئيسة المحكمة كيربر أن ثمّة شاهدين رفضا الإدلاء بشهادتهما في المحكمة. قالت إن كنابمان الذي قاد جلسات استجواب الشرطة لهذين الشاهدين تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته حول هذه الجلسات. طلبت منه أن يخبر المحكمة أولًا عن استجوابه لـ[FR19]. أوضح كنابمان أن FR19 تم استجوابه من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في تولوز، فرنسا. أخبر FR19 السلطات الفرنسية أنه كان معتقلًا في القسم 40 والفرع 251، وأنه كان شاهدًا وضحيةً لعنف شديد. لذلك طلب مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الاستماع إلى الشاهد كجزء من القضية الحالية. ثم قام كنابمان وزميله باستجواب الشاهد بتاريخ [حُجِبت المعلومات] في تولوز [تم تأكيد التاريخ بناءً على طلب القاضي فيدنير].

تدخّل محامي الدفاع بوكر، وطلب الرمز ذي الصلة في ملف القضية لأنه لم يفتح بعد المَحضر ذا الصلة. قدّمت القاضي كيربر الرقم المرجعي وأضافت أن وصف كنابمان لهذا الاستجواب بعينه سيكون قصيرًا. ومضى كنابمان يشرح أنه تم استجواب الشاهد في مقر الشرطة الفرنسية في تولوز. وأوضح ضابطا مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لـFR19 سبب استجوابه كشاهد وأبلغاه بحقوقه وواجباته. ثم أخبر FR19 كنابمان وزميله أنه لا يريد أن تصبح شهادته علنية وكان يفضل إخفاء هويته. أخبر كنابمان المحكمة أن FR19 كان قد أدلى بشهادته لدى الشرطة الفرنسية قبل ذلك ولا توجد إشارة إلى أنه فضّل عدم الكشف عن هويته. لذلك أبلغ كنابمان وزميله FR19 أن استجوابه الأول سيكون بالفعل جزءًا من ملف القضية الألماني الذي يمكن لفريق الدفاع والمتهم الوصول إليه أيضًا. وأوضحا أيضًا أنه في حالة المحاكمة، سيتعين على FR19 الإدلاء بشهادته في محكمة علنية. وفقًا لكنابمان، كان FR19 منزعجًا للغاية وقلقًا من هذه المعلومة. أخفى وجهه بين يديه وفكر فيما سمعه للتو. ثم قال FR19 إنه لم يكن على دراية بأن الأمور قد تطورت بالفعل إلى ذلك الحد. أخبر كنابمان المحكمة أنه وزميله قررا منح FR19 استراحة. أثناء الاستراحة، حاولا أن يشرحا لـFR19 ما الذي ستعنيه شهادته بالنسبة للإجراءات الألمانية وأنه سيتعين عليه تكرار كل شيء في المحكمة. كما أبلغ كنابمان مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني بالتطورات الأخيرة واتصل بالمدعي العام كلينجه خلال هذا الاستراحة. قبل FR19 بالأمر، قائلًا إن كل ذلك لا طائل من ورائه وإنه كان قلقًا على سلامة أفراد عائلته في سوريا. قال كنابمان لـFR19 إنهما لا يستطيعان إبعاد هذا الخوف عنه، لكنهما لا يريدان أن يكون هو أو عائلته في خطر. ترك كنابمان الأمر لـFR19 ليقرّر كيف يريد المضي قدمًا. قال FR19 إنه سيكون بالفعل قد فات الأوان على أي حال. عندما سأله كنابمان عمّا إذا كان متأكدًا من رغبته في الاستمرار، نفى FR19 ذلك. لذلك اتصل كنابمان بكلينجه مرة أخرى وشرح كل شيء لـFR19 مرة أخرى. فأكّد FR19 حينها أنه لا يريد الإدلاء بشهادته لدى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أشار القاضي فيدنير إلى أن FR19 عبّر عن مخاوفه بدقة، وفقًا لمحضر مكتب الشرطة: حيث أن القضية [المرفوعة ضد أنور رسلان وإياد الغريب] أثارت الكثير من الاهتمام، وأثارت كذلك اهتمام النظام السوري. إذا تمت تلاوة شهادة FR19 في المحكمة، فسيخشى وجود جواسيس بين الجمهور العام يجمعون معلومات حول FR19. كما ذكر شيئًا عن أفراد منشقين عن المخابرات [السورية]. وأشار كنابمان إلى أن FR19 أخبر مكتب الشرطة أن أعضاء المخابرات لن ينشقوا أبدًا. وإنما سيواصلون عملهم ويجمعون [أي] تصريحات/إفادات ضد النظام السوري، وبالتالي سيُعدّ FR19 إرهابيًا.

استجواب من قبل القاضي كيربر

طلبت القاضي كيربر من كنابمان إخبار المحكمة باستجوابه لـ[GER19]. أوضح كنابمان أنه تم استجواب GER19 في برلين بتاريخ [حُجِبت المعلومات]. علم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بشأنه من خلال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، وكان يرافقه محاميهوممثله القانوني د. كروكر. كان مكتب الشرطة يعرف بالفعل ما قاله GER19 للشرطة البلجيكية وأرادوا طرح أسئلة أكثر دقة. قدّم GER19 في البداية معلومات مستفيضة عن نفسه، قائلًا إنه كان ناشطًا تم اعتقاله من قبل أجهزة المخابرات [السورية] عدة مرات. في البداية [بداية الثورة] في 15 آذار/مارس، 2011، قُبِض عليه في مظاهرة بدمشق واعتُقل في فرع الخطيب وكفر سوسة (الفرع 285). قضى ستة أيام في فرع الخطيب وواحد وأربعين يومًا في كفر سوسة قبل أن يطلق سراحه في الشارع. أخبر كنابمان المحكمة أن GER19 قدم الكثير من المعلومات عن نفسه قبل أن يعرض عليه مكتب الشرطة مجموعة صور.

تعرّف GER19 على الفور على أنور رسلان في الصورة الثانية وذكر اسم أنور رسلان. عند سؤاله عن كيفية معرفته بالاسم، أوضح GER19 أنه تم اعتقاله من قبل إدارة المخابرات العامة في 15 آذار/مارس، 2011 وأن ​​أنور رسلان كان حاضرًا أثناء التحقيق معه. لم يكن GER19 يعرف هذا الشخص في ذلك الوقت، ولكن عندما تم القبض على أنور رسلان، ظهرت صورته على الإنترنت وعندما شاهدها GER19 صُدِم وتعرّف على الشخص. أوضح كنابمان أن GER19 وصف مسار التحقيق معه: تم التحقيق معه من قبل ضابط تحقيق في [حُجِبت المعلومات] آذار/مارس، 2011، إلى جانب أن موظفين آخرين من الفرع 251 كانوا حاضرين أيضًا. كان هناك سجّانان، أحدهما على يسار GER19 والآخر على يمينه. وفقًا لكنابمان، تعرّف GER19 على أحد السجّانين على أنه محمد عبد الله [انظر اليوم 12، تقرير المحاكمة 4]. كان هناك شخصان آخران يجلسان على أريكة على يسار GER19. كان أحدهما أنور رسلان ولم يكن الآخر معروفًا بالنسبة لـGER19. استمر التحقيق من ثلاثين إلى أربعين دقيقة. كان على GER19 إلقاء نظرة على صور ومقاطع فيديو خاصة بالمظاهرات والتعرّف على هوية أشخاص. لذلك لم يكن معصوب العينين. كما أخبر GER19 كنابمان أنه تعرّض للضرب باستمرار من قبل السجّانين. كان السجّان الذي تعرف عليه باسم محمد عبد الله مسؤولًا عن الضرب حيث ضربه بشكل اعتباطي عند كل إجابة ودون أي سبب واضح. قال GER19 إنه تعرض للضرب بعصا سوداء بقطر خمسة أو ستة سنتيمترات. وضُرب على ظهره ورأسه ووجهه وتعرّض للفلقة. عندما سأل كنابمان GER19 عمّا إذا كانت قد صدرت أوامر بضربه، قال GER19 لا، وأضاف أنه كانت هناك أوامر بوقف الضرب مؤقتًا عندما كان عليه أن ينظر إلى الشاشة [للتعرف على هوية الأشخاص في الصور ومقاطع الفيديو]. ثم طلب كنابمان من GER19 أن يصف الأشخاص الموجودين في غرفة التحقيق. ذكر GER19 اسم أنور رسلان واسم أحد السجّانين. وأوضح أيضًا أن الشخصين الجالسين على الأريكة، أنور رسلان ورجل آخر، كانا أعلى رتبة لأنه، في اليوم السابق، عندما رأى GER19 ضابط التحقيق، لم يؤدّ السجّان التحية. غير أن السجّان أدّى التحية لأنور رسلان والشخص الثاني على الأريكة. كان الشخصان على الأريكة يرتديان بدلتين، وكان ضابط التحقيق يرتدي قميصًا، وكان السجّانون يرتدون الجينز.

سألت كيربر عمّا إذا كان GER19 قادرًا على تحديد لهجة الأشخاص أثناء التحقيق. أخبر كنابمان المحكمة أنه وفقًا لـGER19، فإن ضابط التحقيق جاء من المنطقة الساحلية وكان علويًا. قال GER19 إن المرء يلاحظ هذه اللهجة المختلفة بسهولة. غير أنه لم يكن متأكدًا بشأن أنور رسلان. أخبر GER19 كنابمان أن أنور كان يتحدث باللهجة الدمشقية، لكن يمكن للمرء أن يلاحظ أنه لم يكن من دمشق في الأصل. كان الرجل الثاني على الأريكة من السويداء. افترض GER19 أنه كان إسماعيليًا لكنه لم يكن متأكدًا.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان GER19 يتذكر المكان الذي تم فيه التحقيق معه. فأكد كنابمان ذلك، قائلًا إن GER19 وصف أنه تم التحقيق معه في قبو الفرع 251. وأضاف كنابمان أن GER19 ذكر الرقم 254 في إشارة إلى الفرع لكنه قال إنه نُقل إلى فرع الخطيب. تم التحقيق معه في غرفة كبيرة تتراوح مساحتها بين 20 و25 مترًا مربعًا. وكان على يسار طاولة المكتب أريكة مزدوجة.

سأل فيدنير عن العلاقة بين الشخصين على الأريكة، إذا كانت هناك علاقة مشرف – مرؤوس. فقال كنابمان إن GER19 لم يكن قادرًا على تقديم معلومات حول هذه المسألة. لم يستطع إلا أن يخبرنا أن هذين الشخصين كانا أعلى رتبة من ضابط التحقيق، لأن السجّانين أدّوا التحية لهما ولكن ليس لضابط التحقيق في اليوم السابق، وبسبب ملابسهما. لم يتمكن GER19 من وضع افتراضات حول علاقة الأشخاص على الأريكة بناءً على محادثاتهم.

أشار فيدنير إلى تعرّف GER19 على أنور رسلان وذكر بالتفصيل اللهجة التي تحدّث بها. سأل فيدنير كنابمان عمّا إذا كان أنور يتحدث مباشرة إلى GER19. قال كنابمان إنه عندما سأل GER19 عن ذلك، أوضح أن ضابط التحقيق كان جالسًا أمامه، خلف طاولة مكتب. أدلى الشخصان على الأريكة بتعليقات من وقت لآخر وأهانا GER19 ووصفاه بابن العاهرة والكذاب. ذات مرة قال أحد الشخصين على الأريكة "سأريك كيف تجاوب بشكل صحيح" لكن GER19 لم يكن قادرًا على تحديد من قال ذلك. خاطب أنور رسلان GER19 بشكل مباشر وسأله عن سبب عدم تمكنه من التعرف على الأشخاص في مقاطع الفيديو على الرغم من وجوده في المظاهرة. أضاف GER19 أن جميع الأشخاص في الغرفة كانوا حاضرين باستمرار أثناء التحقيق.

أشار فيدنير إلى محضر استجواب GER19 من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية والذي وفقًا له قال GER19 إن الموظفين تحدثوا باستمرار مع بعضهم البعض وقالوا تعليقات مثل "كاذب" و"ابن العاهرة". قال أحد الشخصين على الأريكة "سأعلّمك كيف تجاوب بشكل صحيح". ثم ازدادت شدة الضرب. فأكّد كنابمان ذلك.

أشار فيدنير إلى أن كنابمان سبق وأن أخبر المحكمة كيف خاطب أنور GER19 مباشرة عندما سأله كيف يمكن ألا يكون قادرًا على التعرّف على هوية الأشخاص في مقاطع الفيديو على الرغم من أنه كان حاضرًا في المظاهرة. أكّد فيدنير أن هذا ما ورد في المحضر أيضًا، وسأل كنابمان عمّا إذا كان يتذكر ما أخبره به GER19 عن إجابته. قال كنابمان إنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك في هذه المناسبة أم في وقت آخر عندما أخبر GER19 المحقق أنه لم يشارك في المظاهرة وأنه كان هناك فقط عن طريق الصدفة.

أكد فيدنير أن المحضر يقول نفس الشيء. واستمر في سؤال كنابمان عمّا ذكره GER19 فيما يتعلق بموقفه وسبب اعتقاله. طلب كنابمان من فيدنير أن يعطيه طرف الخيط. قال فيدنير إن سبب اعتقال GER19 كان مرتبطًا بحِراكه خلال بداية الربيع العربي. أوضح كنابمان أن GER19 كان ناشطًا وشارك في التحضير للمظاهرات. أخبر GER19 كنابمان أن سبب حِراكه كان الربيع العربي في مصر. عندها بدأ المجتمع السوري يفكر في مصيره. بدأ المجتمع يتغير وكانوا مستعدين للتغيير. وفقًا لـGER19، أدت حركة مفاجئة إلى حِراك في المجتمع بأسره وبدأ الناس في تنظيم أنفسهم على الفيسبوك والتجمع وتنظيم المظاهرات.

خلص فيدنير إلى أن مؤتمر GER19 لم يكن مجرد مشارك في المظاهرات بل كان أحد المنظمين. قال كنابمان هذا ما كان يتذكره. كان GER19 من بين آخر ستة أشخاص في هذه المظاهرة وبقي حتى النهاية.

أراد فيدنير معرفة ما قاله GER19 لكنابمان حول كيفية معرفته بأنه كان معتقلًا في فرع الخطيب. أوضح كنابمان أن GER19 كان قادرًا على معرفة مكان اعتقاله لسببين. أولًا، أثناء التحقيق معه في فرع كفر سوسة، قال للمحققين نفس المعلومات التي قالها للمحققين في فرع الخطيب. لذلك خلص GER19 إلى أنه اعتقل أول مرة في فرع الخطيب. ثانيًا، بعد إطلاق سراحه، طُلب منه أن يأخذ بطاقة هويته من فرع الخطيب. وعندما ذهب إلى هناك، تمكن بالفعل من استلامها.

أشار فيدنير إلى أنه عندما تعرّف GER19 على أنور رسلان في مصفوفة صور، كان لديه رد فعل [فوري] وذكر الوضع في القبو. سأل فيدنير كنابمان عمّا قاله GER19 بالضبط في هذا الصدد. أوضح كنابمان أن GER19 لم يكن معصوب العينين، ومع ذلك، لم يستطع النظر حوله ولم يُسمح له إلا بالنظر إلى الشاشة. وبخلاف ذلك كان سيتعرض للضرب. عندما سأل كنابمان GER19 كيف تمكن من التعرف على أنور رسلان، قال إنه تمكّن من إلقاء نظرة حوله، لكنه تعرّض للضرب. وأضاف أنه كان بارعًا جدًا في حفظ وجوه الناس، وبالتالي تمكن من التعرف على أنور رسلان في إحدى الصور.

سأل فيدنير عمّا إذا كان GER19 قد رأى أنور مرة أخرى. قال كنابمان لا، رأى GER19 صورة أنور رسلان عندما تم القبض عليه في ألمانيا.

أشار فيدنير إلى محضر الاستجواب الخاص بمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية والذي بموجبه وضّح GER19 أنه لم يُسمح له بالاستدارة نحو الأريكة. ومع ذلك، لمح الأشخاص هناك ولأنه كان يتمتع بذاكرة جيدة للوجوه، تمكن من تذكرهم. لم يرهم مرة أخرى ولكن عندما قُبِض على أنور رأى صورته على الإنترنت وتعرف عليه على الفور وصُدِم. فأكّد كنابمان ذلك.

أراد فيدنير معرفة ماذا قال GER19 أيضًا عن فرع الخطيب. أوضح كنابمان للمحكمة أنه طلب من GER19 وصف القبض عليه واعتقاله بالترتيب الزمني: قُبِض على GER19 من قبل قوات الأمن في مظاهرة. ثم نُقل إلى فندق حيث تعرضوا الستة جميعهم (امرأتان وأربعة رجال) للضرب وتعرضوا لعنف من نوع آخر. ثم اقتيدوا بالسيارة إلى فرع الخطيب. عند وصولهم، أساء إليهم ما بين 10 إلى 15 من عناصر قوات الأمن لمدة خمس إلى عشر دقائق. وتعرّضوا للضرب بأشياء  من بينها مكبس ملولب وسَيْر كاتينة السيارة [حزام المحرك]. وأضاف كنابمان أن هذه كانت حفلة الاستقبال المعتادة. قال GER19 إنه كان هناك معتقلون رجال في فرع الخطيب، لكنه لا يعرف شيئًا عن النساء. اقتيد هو ومعتقلون آخرون إلى القبو حيث كان عليهم الوقوف في صف واحد في مواجهة الحائط. تم اقتيادهم على الفور للتحقيق معهم الواحد تلو الآخر. كان GER19 الأخير. وبينما كان ينتظر، كان يسمع صراخ المعتقلين الآخرين. ثم اقتيد إلى حجرة حيث أجبر على الاستلقاء على الأرض وداس أحدهم على وجهه. طُرِحت عليه أسئلة وسُئل عن سبب مشاركته في المظاهرة. قال GER19 إنه تعرض لضرب مبرح وضُرِب على رأسه في البداية، ففقد الوعي. عندما أفاق، كان في الزنزانة المنفردة رقم 16. تم التحقيق معه مرة أخرى في نفس اليوم. كان التحقيق هذه المرة يتعلق بعائلته وقد تم تعذيبه بالفلقة. قال GER19 إنه لا يتذكر عدد المرات التي تعرض فيها للضرب لأنه في مرحلة ما لم يعد يشعر بأي شيء. كان ينزف وفقد ضرسًا.

سأل فيدنير كنابمان عن حادثة بالمياه حدثت بعد التحقيق. قال كنابمان إن GER19 تعرّض لسكب ماء بارد عليه.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن ضابط التحقيق. قال كنابمان إنه كان يتم التحقيق مع GER19 دائمًا من قبل نفس الشخص. كما أنه كان نفس الشخص عندما كان أنور رسلان حاضرًا، وكذلك جلسات التحقيق التي تلت ذلك. أوضح كنابمان أن التحقيق من قبل أنور رسلان كان في اليوم الثاني من اعتقال GER19. وفي اليوم الثالث، طُلب منه التوقيع على أوراق بيضاء. وعندما رفض اقتيد إلى حجرة التعذيب وتعرّض للتعذيب. قال كنابمان إنه لا يتذكر بالضبط، لكنه يعتقد أن ضابط التحقيق لم يكن موجودًا في حجرة التعذيب. لم يكن هناك سوى سجّان.

اقتبس فيدنير من محضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الذي أوضح GER19 بموجبه أنه لم يتم التحقيق معه مرة أخرى من قبل أنور رسلان. كان على GER19 التوقيع على أوراق بيضاء عليها ترويسة إدارة المخابرات العامة. وعندما رفض اقتيد إلى حجرة التعذيب حيث تعرض للفلقة وضرب بأشياء صلبة. كان معصوب العينين. لم يكن هناك ضابط تحقيق، فقط سجّان. سأل فيدنير كنابمان عمّا حدث بعد ذلك. أوضح كنابمان أن ضابط التحقيق استدعى GER19 لإجراء حوار. تم مواجهة GER19 بشهادته المزعومة. عندما قال إن تلك ليست الحقيقة، تعرّض للضرب مرة أخرى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان على GER19 أن يبصم على أوراق قبل هذه المحادثة. فأكّد كنابمان ذلك.

سأل فيدنير كنابمان عمّا يمكن أن يتذكره أيضًا من استجواب GER19. فقال كنابمان إن التعذيب انخفض من اليوم الثالث فصاعدًا بينما زاد عدد المعتقلين. افترض GER19 أنه ببساطة لم يكن هناك ما يكفي من الوقت لتعذيب الجميع بشكل مكثف كما فعلوا في الأيام الثلاثة الأولى. كما سمع GER19 صرخات من معتقلين آخرين، من بينهم أطفال ونساء. تعرّف على أربعة أشخاص. أراد GER19 أن يتم إطلاق سراحه ويدخّن السجائر ويتناول طعامًا جيدًا. فطلب أن يُنقل. في اليوم الخامس اقتيد إلى الزنزانة الجماعية ولم يتعرض للتعذيب. في اليوم السادس تم تقييد أربعة أشخاص بالسلاسل ونُقِلوا إلى فرع كفر سوسة. وفقًا لـGER19، كان كفر سوسة أسوأ بكثير. عند سؤاله عن حالته البدنية [في فرع الخطيب]، وصف GER19 أن ظهره كان يؤلمه كثيرًا، وكان لديه العديد من الجروح الملتهبة، وكان يعاني صداعًا، وكانت قدماه تنزفان بسبب الفلقة. ومع ذلك، أضاف GER19 أن "هذا" لا شيء مقارنة بكفر سوسة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان GER19 قد ذكر وجود التهاب في فمه. فأكّد كنابمان ذلك.

سأل فيدنير كيف أصيب GER19 بهذا الالتهاب، وما إذا كان لذلك علاقة بضرسه. فأكّد كنابمان ذلك، قائلًا إن GER19 أخبره أنه فقد ضرسه بعد الاستجواب الثاني والتهب الجرح.

سأل فيدنير عن الرعاية الطبية. قال كنابمان إن GER19 حصل على أقراص دواء مرتين: قرصان في اليوم الخامس وقرص واحد في اليوم السادس.

أراد فيدنير أن يعرف عن الرعاية الطبية للمعتقلين الآخرين. أوضح كنابمان أن GER19 كان في الحبس الانفرادي للأيام الخمسة الأولى لكنه كان يسمع صراخًا. عندما كان في الزنزانة الجماعية، كان يرى آثار التعذيب على المعتقلين الآخرين، وكذلك الكسور المفتوحة. قال GER19 إنه كان بوسع المرء أن يرى أن الناس تعرّضوا لتعذيب.

أشار فيدنير إلى أن GER19 شاهد عيونًا سوداء وأذرعًا مكسورة وأقدامًا متورمة وإصابات أخرى، لكنه عدّ أن هذا ليس شيئًا مقارنة بكفر سوسة. فأكّد كنابمان ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان GER19 قد رأى قتلى. قال كنابمان إنه عندما سأل GER19 عن ذلك، قال لا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان أقارب GER19 قد حصلوا على أي معلومات عنه. أوضح كنابمان أنه لم يحدث شيء في هذا الصدد. وفيما يتعلق بالقتلى، أضاف أن GER19 أخبره عن واقعة في كفر سوسة: عندما تعرّض GER19 للتعذيب في الردهة، حاول الدفاع عن نفسه بالركل. فقام بالصدفة بركل شخص ملقى على الأرض. قال أحد السجّانين إن هذا الشخص سيترك هناك ليموت.

سأل فيدنير عن الوضع العام لاستجواب GER19 من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية: كيف تمكن GER19 من التواصل مع المترجم الفوري، ما هو الانطباع الذي كان لدى كنابمان عن GER19، وكيف تصرّف، وما إذا كان مترددًا أم منفتحًا. قال كنابمان إنه كالعادة، قاموا بالتحقق مما إذا كان GER19 والمترجم الفوري قادرين على التواصل. وكان كل شيء على ما يرام في هذا الصدد.

سأل فيدنير عمّا إذا تمت إعادة ترجمة محضر الاستجواب لـGER19. فأكّد كنابمان ذلك.

سأل فيدنير عمّا إذا كان GER19 وقّع على المحضر. قال كنابمان إن ذلك كان إجراءً قياسيًا أن تتم إعادة ترجمة كل شيء للشهود، ثم يتعين عليهم التوقيع على كل صفحة. كان يتم إجراء التعديلات ذات الصلة بخط اليد وتوقيعها أيضًا من قبل الشهود.

أراد فيدنير مرة أخرى التحدث عن الوضع في القبو فيما يتعلق بأنور رسلان الذي كان يجلس على أريكة والسجّانين الذين كانوا يؤدون التحية له. أوضح كنابمان أن السجّانين الذين عذبوا GER19 هم أيضًا من اقتادوه من زنزانته. عندما دخلوا إلى غرفة يجلس فيها رجلان على أريكة، ضربوا بأقدامهم الأرض وأدّوا التحية. غير أن GER19 لم يرهم يفعلون ذلك عندما التقوا بضابط التحقيق في اليوم السابق.

استجواب من قبل المدّعين العامين

سأل المدعي كلينجه كنابمان عن انطباعه عن GER19. أراد أن يعرف ما إذا كان GER19 هادئًا وذا مصداقية أم أنه كان لديه رغبة معينة في تجريم [أنور]. قال كنابمان إن GER19 كان متحفّزًا للغاية لتقديم معلومات حول أنشطته كناشط ومعلومات شخصية عن دراسته في [حُجِبت المعلومات]، حيث أراد أيضًا الحصول على درجة الدكتوراه. كان متحمسًا وسعيدًا بشأن الطقس في برلين. بشكل عام، كانت معنويات GER19 عالية. كانت لغته الإنجليزية جيدة جدًا لدرجة أن كنابمان تمكن من الدردشة معه أثناء فترات الراحة. لم يكن GER19 متوترًا على الإطلاق. لم يكن متحمسًا للأمر، لكنه رأى أن هناك غرضًا للإدلاء بشهادته وأراد المساعدة في الكشف عن جريمة.

سأل كلينجه عمّا إذا كان قيام GER19 بالتعرّف على أنور رسلان أمرًا ذا مصداقية. فقال كنابمان إنه ليس لديه شك في ذلك أثناء الاستجواب. عندما سُئل عمّا إذا كان يعرفه، كان GER19 مقتنعًا تمامًا أنه تعرّف على الوجه وبدا مصدومًا حقًا. ولم يَحد عن هذه القصة طوال الوقت. لم يكن متوترًا ولكنه كان مقتنعًا ولم يضف أي إضافات [لقصته]. خلص كنابمان إلى أنه لا يرى أي سبب للشك في تعرّف GER19 على أنور رسلان.

استجواب من قبل محامي الدفاع

سأل محامي الدفاع بوكر عمّا إذا كان GER19 قد قدّم معلومات محددة حول المكان الذي تعرّض فيه للضرب بالضبط. فقال كنابمان إن GER19 فعل ذلك على أجزاء. في التحقيق الأول، تعرّض GER19 للضرب على وجهه وأماكن أخرى. لم يتمكن GER19 من تذكر كل إصابة، لكنه وصف أن الضرب كان اعتباطيًا.

قال بوكر إنه كان يشير إلى التحقيق معه من قبل أنور رسلان. أوضح كنابمان أن السجّان الذي تعرّف عليه GER19 على أنه محمد ضربه على ظهره بعصا سوداء واستخدم يديه العاريتين لضرب GER19 على رأسه ووجهه. لم يتمكن GER19 من معرفة ما إذا كان قد تعرّض للضرب بيد مبسوطة أو بقبضة اليد. كما تعرّض للتعذيب بالفلقة وضُرب على قدميه باستخدام عصا.

أشار بوكر أنه عندما تعرف GER19 بشكل عفوي على شخص بناءً على صورة شاهدها على الإنترنت، طلب منه كنابمان أن يصف جميع الأشخاص الذين كانوا حاضرين في التحقيق، باستثناء شخص واحد. فأكد كنابمان ذلك، قائلًا إنه لم يطلب من GER19 أن يصف الشخص الذي تعرّف عليه بأنه أنور رسلان.

أراد بوكر معرفة السبب. قال كنابمان إن GER19 كان قد رأى صورته على الإنترنت وكان كنابمان مهتمًا بمن كان حاضرًا في هذا التحقيق.

سأل بوكر كنابمان عن أسباب عدم السماح لـGER19 بوصف أنور. فقال كنابمان، استعدادًا لشهادته أمام المحكمة، قرأ محضر الاستجواب مرة أخرى. لم يكن هناك قرار صريح بعدم السماح لـGER19 بوصف أنور. ولكن عندما يكون الشهود قد رأوا بالفعل شخصًا ما على الإنترنت، سيمتنع المرء عن وصف هذا الشخص لأن ذكريات التجارب الخاصة والصورة على الإنترنت ستختلط، وبالتالي فإن الوصف لن يكون ذا صلة.

قال بوكر إنه احتاج إلى دقيقتين إضافيتين لطرح سؤاله التالي.

أشار محامي الدفاع فراتسكي أن GER19 ذكر اسم أحد السجّانين وسأل كنابمان عمّا إذا كان GER19 قد أخبره كيف يعرف هذا الاسم. فقال كنابمان إن GER19 لم يخبره ولم يسأل GER19 عنه. أوضح كنابمان أنه من باب خبرته وخبرة زملائه فإن السجانين عادة ما ينادون بكنيتهم "أبو فلان"، والتي ليست الاسم الحقيقي. ولم تكن هناك حالة واحدة كانت فيها الكنية "أبو فلان" هي الاسم الفعلي لأحد السجّانين.

صُرِف كنابمان بصفته شاهدًا.

مسائل إدارية

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن القضاة كانوا يفكرون في تلاوة أجزاء من محضر استجواب مكتب الشرطة للشاهد الذي قرر عدم الإدلاء بشهادته [FR19]. غير أن ذلك لن يتم في هذا اليوم بالذات لأن محامية المدّعين د. أوميشين قالت إنها تريد تلاوة بيان. أرادت كيربر معرفة المدة التي ستستغرقها تلاوة بيان د. أوميشين في ضوء الاستراحة قبل أن يدلي الشاهد التالي بشهادته في الساعة 11 صباحًا.

أراد محامي الدفاع بوكر معرفة ما إذا كانت كيربر تشير إلى FR19 [ذكر بوكر الاسم الكامل] عندما كانت تتحدث عن تلاوة أجزاء من المحضر. فأكّدت كيربر ذلك، مضيفة أنها لم ترد تكرار الاسم في المحكمة.

طلبت د. أوميشين استراحة أطول لأن مسألة المدّعي [قبول انضمام P50 إلى المحاكمة بصفته مدّعيا] لم يتم البت فيها بعد.

أعلنت القاضي كيربر استراحة لمدة ثلاثين دقيقة.

***

[استراحة لمدة 35 دقيقة]

***

[غادر محاميا المدعين رايجر ومحمد]

دخل الشاهد [P51] قاعة المحكمة مرتديًا نظارات ولحية مستعارة بالإضافة إلى كمامة كوفيد-19 الخاصة به. وكان برفقته محاميه السيد أوبست وضابطين من مكتب الشرطة الجنائية.

أوضحت القاضي كيربر رئيسة المحكمة أنه لن يتم الكشف عن هوية الشاهد وسيشار إليه برمز Z203052_07_06 [P51]. وأشارت إلى أنه كان قادرًا على التواصل باللغة الألمانية وأخبرته أنه يمكنه استشارة المترجمين الفوريين في أي وقت أو التحول إلى اللغة العربية. وأشارت كيربر كذلك إلى أن محامي P51 أوبست قدّم بيانًا بشأن الوضع الأمني ​​لـP51. أكد مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية للقضاة أن لدى P51 أقارب يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا. قدّم أوبست محامي P51 طلبًا لإخفاء هوية موكله. قررت كيربر أن P51 غير ملزم بتقديم معلومات تتعلق بهويته وفقًا للمادة 68 (3) القسم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وأضافت أن العديد من الشهود الآخرين قد سبق وأن أثاروا مخاوف أمنية وأنه سُمح لـP51 أيضًا بتغطية وجهه جزئيًا.

شهادة P51

سألت القاضي كيربر P51 عمّا إذا كان بإمكانه إعطاء بعض المعلومات عن عمره ومهنته. قبل تمرير السؤال إلى P51، أبلغت كيربر P51 بحقوقه وواجباته كشاهد. قال P51 إنه طبيب وعمل في مشفى. ونفى الشاهد وجود أي علاقة تربطه بالمتهم سواء بالقرابة أو المصاهرة.

استجواب من قبل القاضي كيربر

قالت القاضي كيربر إن P51 استُجوب مرتين من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بخصوص فرع الخطيب في دمشق. وطلبت من P51 أن يصف كيف حدث ذلك. أوضح P51 أنه قبل بضعة أعوام كان يعمل في مشفى الهلال الأحمر القريب من فرع الخطيب، على بعد ثلاثين إلى خمسين مترًا من الفرع.

سألت كيربر عمّا إذا كانت المباني هي مبانٍ مجاورة لبعضها. فأكّد P51 ذلك.

أرادت كيربر معرفة المزيد عن العلاقة بين المؤسستين. وصف P51 كيف كانت المظاهرات في بداية الثورة في عام 2011 تنطلق بشكل أساسي في أيام الجمعة. طُلب منه هو وزملاؤه معالجة المعتقلين في الفرع الذين تم اعتقالهم خلال هذه المرحلة الأولى.

سألت كيربر عمّا لاحظه P51 وكيف بدى المكان. أوضح P51 أنه عادة ما يأتي شخص ما [من الفرع] ويطلب من طبيب أو طبيبين الذهاب إلى الفرع. قال P51 إنه لم يكن أمام [الأطباء] خيار سوى اتباع [الأمر]. حيث كانوا سيواجهون مشاكل في حال الرفض. تبعًا للحالة، كان الأطباء والقائمون على الرعاية يذهبون [إلى الفرع]. قال P51 إنه سبق وأن وصف المبنى للشرطة.

أوضحت القاضي كيربر أن مَحضري جلستي استجواب الشرطة لـP51 كانا في ملف القضية. ومع ذلك، كان على P51 تكرار كل تلك [المعلومات] في المحكمة. مضى P51 ليوضح أن المدخل الرئيسي للفرع يقع عند مفترق طرق مقابل المشفى. يسمى الفرع بالخطيب نسبة للحي الذي يقع فيه. كان هناك حراس أمن كان على المرء أن يمر من بينهم. في المبنى الثاني أو الثالث على الجانب الأيمن، كان على المرء أن يسلّم هاتفه المحمول. كانت هناك سلالم تؤدي إلى القبو الذي كان يُحتجز فيه المعتقلون. أضاف P51 أنه كان عليه دائمًا النزول إلى طابق القبو. صاح أحدهم قائلًا إن الأطباء قد وصلوا، وفُتحت بوابة ضخمة. أوضح P51 أنه كان هناك عدة مناطق. وأضاف أنه حسبما يتذكر، آخذين في الاعتبار أن ذلك حدث قبل عشرة أو أحد عشر عاما، كانت الزنازين في الجانب الأيمن. وعلى اليسار، كان هناك مطبخ محاط بفناء. هذا كان المكان الذي توجب أن يذهب إليه P51، اعتمادًا على المكان الذي اقتيد إليه المعتقلون [الفناء الأيسر أو الأيمن]. لم يكن هناك سوى عدد قليل من المعتقلين الجرحى خلال المرحلة الأولى. كما تعرضوا للضرب بالأشياء والأيدي أمام P51 وزملائه. ثم تم استدعاء المعتقلين واحدًا تلو الآخر وسُمح لـP51 وزملائه بالتحدث معهم ولكن لم يُسمح لهم بطرح أسئلة عليهم. ولم يُسمح للمعتقلين بالتحدث إلى P51 وزملائه. أضاف P51 أنه إذا تعرّض شخص ما لجرح يتطلب غرزًا، كان يُسمح له بخياطة الجرح أو وضع الضمادات. كانت هناك أربع حالات تتطلب علاجًا في المشفى. عادة، كان على P51 وزملائه كتابة وصف للحالات على أوراق، على سبيل المثال تفصيل الأورام الدموية أو ما إذا كان الكسر بحاجة إلى تصوير بالأشعة السينية. قال P51 إن المشفى لم يحتو على قسم لتجبير العظام، لذلك كان على المرضى الذين يحتاجون إلى علاج من قبل جراح عظام الذهاب إلى مكان آخر.

سألت كيربر عمّا إذا كان هؤلاء المرضى قد تم نقلهم بالفعل إلى مكان آخر. قال P51 إنه لم يتم إبلاغه بذلك. لم يكن ذلك معروفًا بالنسبة له.

أرادت كيربر أن تعرف متى زار P51 الفرع أول مرة. قال P51 إنه ذهب إلى هناك بدءًا من نيسان/أبريل 2011، لكنه لم يتمكن من إعطاء تاريخ محدد.

خلصت كيربر إلى أن الزيارة الأولى تمت في نيسان/أبريل 2011. فأكّد P51 ذلك.

أشارت كيربر إلى قول P51 إن المعتقلين في البداية "كانوا يبدون بحالة جيدة"، وسألته عمّا قصده بذلك. أوضح P51 أنه كان من الطبيعي أن يتعرض الناس للضرب ويصابوا بكسور. وكلما طالت مدة بقائهم في زنازينهم، بدوا بحالة أسوأ. كانوا مجرد جلد وعظم.

سألت كيربر P51 متى ذهب إلى الفرع آخر مرة. قال P51 إنه لا يستطيع الإجابة.

سألت كيربر عن السنة، مضيفة أن فترة لائحة الإدانة كانت حتى أيلول/سبتمبر 2012 وسألت P51 عمّا إذا كان لا يزال يعمل في المشفى في ذلك الوقت. فأكّد P51 أنه كان يعمل في المشفى في عامي 2011 و2012 واضطر للذهاب إلى الفرع خلال هذه الفترة.

أشارت كيربر إلى كيفية قيام P51 "بشكل مثير للإعجاب" بتقديم وصف لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية بشأن قدرته على معرفة ما إذا كان المعتقلون قد مكثوا في الفرع لفترة طويلة، على سبيل المثال بناءً على ملابسهم. قال P51 إنها لم تكن الملابس وحدها هي التي تدل على طول فترة الاحتجاز. حيث كان 90-95٪ من الناس يرتدون ملابس داخلية فقط. إذا حضر شخص إلى الفرع لبضع ساعات فقط، كانت ملابسه الداخلية لا تزال بيضاء. ولكن يختلف الأمر بعد يومين، لأن المكان كان مزدحمًا للغاية، ومع ذلك، في البداية كانت حالة الناس جيدة. وفقًا لـP51، كان الناس يتمتعون بوزن طبيعي في بداية اعتقالهم، لكنهم بالكاد حصلوا على الطعام أو الماء. لم يستطع تحديد المدة التي قضاها شخص ما في الفرع، لكن كان بوسعه معرفة ما إذا كان هذا الشخص جديدًا أم لا.

أرادت كيربر أن تعرف كيف كان شكل السجن، وسألت P51 عمّا لاحظه بعينيه وحواسه الأخرى. قال P51 إن الإضاءة لم تكن ساطعة في المكان، على الأقل ليس على الجانب الأيمن حيث توجد منطقة الزنازين. كان المكان مظلمًا، بالرغم من وجود مصابيح. لم تكن المصابيح ساطعة جدًا. كانت الإضاءة أفضل على الجانب الأيسر، كما في المطبخ وأماكن أخرى. غير أن هذا لم يكن سوى مكان الاستقبال ومكان فرز الأشخاص. قال P51 إن الرائحة كانت تختلف باختلاف الطقس. كان الأمر مروعًا في الصيف وكانت رائحة البراز بمثابة عطر مقارنة برائحة المكان.

سألت كيربر عمّا عاناه الناس أكثر شيء. بناءً على طلب P51، سألت عن الأمراض التي عانى منها الناس عادةً. [استشار P51 سريعًا محاميه] أوضح P51 أن كل شخص تقريبًا أصيب بجروح نتيجة الضرب بأشياء. وكثيرًا ما كان المعتقلون الجدد ينزفون وكانت أيديهم تتبلل من جراء أنماط التقييد. كان بوسع المرء أيضًا أن يرى الأشخاص الذين تعرضوا للضرب في الطريق لرؤية P51 وزملائه. كان لدى البعض أورام دموية ناجمة عن عظامهم.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

قال فيدنير بما أن P51 طبيب، فيمكنه إبداء رأي خبير حول حالة المعتقلين في الفرع. طلب من P51 أن يصف لشخص عادي كيف يمكن أن تتسبب العظام والعظام الظاهرة تحت الجلد بإصابات مختلفة. قال P51 إن الأورام الدموية تحدث فقط [إذا لم يكن هناك كسر مفتوح]. لكن كان لدى المعتقلين أيضًا جروح في الأنسجة، تمكن P51 من خياطتها أحيانًا، ولكنه لم يتمكن من ذلك في بعض الأحيان. لم تكن الإصابات ناتجة عن التعذيب أو الضرب فحسب، بل كانت ناجمة عن الجلوس أيضًا. إذا لم يكن لدى الشخص دهون في جسمه، تضغط عظامه على الجلد.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 يتحدث عن التقرحات المفتوحة. فأكّد P51 ذلك.[2]

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد شاهد كسورًا في العظام. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P51 قد شاهد أيضًا التهابات. فأكّد P51 ذلك مرة أخرى، مضيفًا أنه لا يمكنهم علاج الالتهابات خلال المراحل المتأخرة. سُمح لهم بإجراء فحص واحد دون إعطاء الدواء. وبدلًا من ذلك، طُلب منهم كتابة ملاحظات، لكن P51 لم يعرف ما إذا كانت التعليمات الواردة في الملاحظات قد نُفِّذت.

سأل فيدنير P51 عمّا إذا كان قد رأى آثار علاج طبي [تم تقديمه]، مثل الضمادات. فقال P51 نعم. سأل فيدنير كم مرة. قال P51 إن الناس كان لديهم أحيانًا ضمادات، لكن في معظم الأحيان لم تكن لديهم ضمادات. لم ير P51 سببًا واضحًا لحصول بعض الأشخاص على العلاج في حين لم يحصل عليه البعض الآخر.

لخّص فيدنير أن P51 شهد وضع الإصابات وخطورة الإصابات التي كانت تهدد الحياة في بعض الأحيان. سأل P51 عمّا كان سيحدث لو لم يحصل هؤلاء الأشخاص على علاج طبي. قال P51 إن بعض الناس كانوا سيموتون.

سأل فيدنير عن السبب الذي كان سيؤدي إلى الوفاة تحديدًا. أوضح P51 أنه مع وجود جروح مفتوحة وحُمى يمكن للمرء أن يفترض أنه إذا تُركت دون علاج، فإن [حالتها] ستؤدي إلى التهاب شديد يسبب تعفن الدم. لا يمكن للمرء أن ينجو من تعفن الدم دون تلقّي علاج بالمشفى.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد رأى أشخاصًا من هذا القبيل من قبل. فأكّد P51 ذلك، قائلًا إنه لا يتذكر ما إذا كانوا في المرحلة الأخيرة، لكنهم كانوا في حالة سيئة للغاية.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت هناك أمراض تُركت دون علاج مثل أمراض القلب أو الكلى التي تتطلب رعاية طبية عاجلة. فأكّد P51 أن المعتقلين المسنين على وجه الخصوص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و80 عامًا كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. أضاف P51 أن لديه تخمينًا قويًا أن هؤلاء الأشخاص لم يتلقوا أي علاج طبي.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد خمّن ذلك أم أنه كان قادرًا على اكتشاف ذلك من خلال المحادثات. فقال P51 لا، مضيفًا أنه لم يُسمح لهم بطرح أسئلة محددة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا لم يُسمح لهم حتى بطرح أسئلة طبية. قال P51 إنه سُمح لهم بطرح أسئلة طبية، على سبيل المثال إذا كان شخص ما مصابًا بمرض السكري أو بأمراض مزمنة أخرى. لكن لم يُسمح لهم بالسؤال عمّا إذا كانوا قد تلقوا العلاج.

خلص فيدنير إلى أنه كان يُسمح لـP51 بسؤال المعتقلين عن الأمراض. فأكّد P51 ذلك.

أشار فيدنير إلى أن P51 ذَكَر كبار السن وسأله عن الفئة العمرية للمعتقلين. [استشار P51 محاميه]. قال P51 إنه كان هناك قُصّر أيضًا. حيث رأى بنفسه صبيًا يبلغ من العمر 14 أو 15 عامًا. تم القبض عليه مع والده في مظاهرة. كان الصبي يعاني من ورم دموي كبير على رأسه، وهو شيء لم يسبق لـP51 رؤيته من قبل. كان الورم مليئًا "بسائل". كان على المرء أن يقوم بإجراء تصوير مقطعي (CT) أو تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لكن P51 لم يستطع معرفة ما إذا كان قد تم فعل ذلك أم لا. وأضاف أن الفئة العمرية شملت أيضًا من هم في سن الثمانين.

أراد فيدنير أن يعرف متى وقع الحادث مع الصبي، هل كان ذلك في بداية الفترة أو في نهايتها. قال P51 [بعد استشارة محاميه] إن ذلك حدث بالتأكيد في عام 2011. قال P51 إنه استطاع أن يتذكر لأنه خلال المرحلة الأولى كان هناك عدد أكبر من الأطباء في الفرع.

قال فيدنير إنه أراد التحدث عن المراحل المختلفة بعد لحظة، لكنه أراد أولًا أن يعرف كم بلغت الفئة العمرية للمعتقلين. قال P51 إنها كانت أكثر من ثمانين عامًا.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد عالج معتقلات أيضًا. قال P51 إنه لم يعالج نساء.

سأل فيدنير من عالجهن. قال P51 إنه لم يعالجهن في الفرع ولكن في المشفى.

خلص فيدنير إلى أن P51 لم يعالج النساء المعتقلات في الفرع، وسأله عمّا إذا كانت النساء اللواتي عالجهن في المشفى قدمن من الفرع. فأكّد P51 ذلك.

قال فيدنير إنه يريد الآن تحديد الإطار الزمني الذي يبدأ في 2011 بدقة. وأشار إلى أن P51 ذكر أن المرحلة الأولى بدأت في 2011 وسأله عمّا قصده بذلك وكيف كانت مختلفة عن المراحل اللاحقة. أوضح P51 أنه خلال الأشهر الأولى، كانت المظاهرات تحدث بشكل أساسي بعد صلاة الجمعة. كانت قوات الأمن تعتقل معارضي الحكومة. [استشار P51 المترجم الفوري بخصوص الجملة التالية]. قامت الشرطة بتفريق المظاهرات. غير أن قوات الشرطة لم تكن قوات شرطة عادية.

سأل فيدنير عن كيفية اتصال P51 بـ[المتظاهرين] في فرع الخطيب. قال P51 إنه كما سبق وأن ذكر، بعد بضعة أسابيع، تم تطوير مناوبات خاصة للأطباء والقائمين على الرعاية. علم الجميع في المشفى أن [موظفي فرع الخطيب] سيتصلون، فكانوا يأخذون حقيبة بها مواد طبية ويتم اصطحابهم إلى الفرع.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الأشخاص من الفرع عادة ما يتصلون بالمشافي أو يأتون ويختارون الأطباء. قال P51 إنه عادة ما كان يتم اختيارهم وكان رجل يتصل قبل ذلك.

أراد فيدنير معرفة عدد الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى الفرع. قال P51 إن العدد كان متباينًا، وسأل فيدنير عمّا إذا كان يشير فقط إلى الأطباء أو جميع العاملين في المجال الطبي.

سأل فيدنير عن الأطباء. أوضح P51 أنه في بعض الأحيان كان هناك العديد من الأطباء برفقة طاقم طبي.

سأل فيدنير عمّا إذا كان الطاقم الطبي مؤلفا من مقدمي الرعاية. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة متوسط ​​عدد الأطباء ومقدّمي الرعاية الذين ذهبوا إلى الفرع. قال P51 إنه خلال أول شهرين كانوا عادة ثلاثة أو أربعة أطباء وثلاثة أو أربعة من مقدمي الرعاية.

سأل فيدنير عمّا إذا كانوا جميعًا من الذكور. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كانت هناك ممرضات ذهبن إلى الفرع. قال P51 لا، مضيفًا أن [الممرضات] كان يُطلب منهن في كثير من الأحيان الذهاب.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 وزملاؤه يذهبون أيام الجمعة فقط خلال المرحلة الأولى أو كم مرة في الأسبوع كانوا يذهبون عادة إلى الفرع. فقال P51 إنهم لم يذهبوا أيام الجمعة فحسب، بل في أيام الجمعة بشكل رئيسي. ولكنهم ذهبوا أيضًا خلال الأسبوع.

سأل فيدنير عمّا إذا كانوا قد ذهبوا مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع خلال المرحلة الأولى. أوضح P51 أنه كان في المشفى كل يوم، باستثناء عندما كان في إجازة. لم يستطع تحديد عدد المرات التي ذهب فيها زملاؤه إلى الفرع.

أشار فيدنير كذلك إلى أن P51 ربط بين المرحلة الأولى في الخطيب والمظاهرات. وسأل P51 عمن التقى به في الفرع، وعدد الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب، وعدد الأشخاص الذين شاهدهم P51، وكيف كانت حالة الأشخاص. قال P51 إنه كان هناك تباين [في هذه العوامل]. في معظم الأحيان، كان المعتقلون ينتظرون في الفناء. جلسوا على الأرض بينما كان P51 وزملاؤه واقفين. ثم تم استدعاء المعتقلين الواحد تلو الآخر.

سأل فيدنير عن عدد الأشخاص الذين تجمعوا عادة هناك، وطلب من P51 تقديرًا تقريبيًا (هل كان العدد من خانة واحدة، أو من خانتين، أو أكثر من مائة). قال P51 إنه كان هناك عادة من ثلاثين إلى أربعين شخصًا، أحيانًا أقل، وأحيانًا أكثر. كان هذا أيضًا عدد الأشخاص الذين عالجهم P51 وزملاؤه. قد لا يكون البعض مصابًا ولكن كان هناك عادةً ما بين ثلاثين إلى أربعين شخصًا.

أراد فيدنير معرفة المدة التي كان P51 وزملاؤه يقضونها عادةً في الفرع. قال P51 إنهم كانوا يبقون حتى ينتهوا من العمل، ربما ساعتين.

سأل فيدنير عمّا إذا كان هناك أشخاص مصابون بجروح جديدة، أو كيف شخّص P51 المرحلة الأولى. فأكّد P51 ذلك، موضحًا أنه خلال المرحلة الأولى عادة ما كانوا يعالجون معتقلين جددًا، غير أن P51 لم يكن موجودًا كل يوم جمعة.

سأل فيدنير عن عدد مرات التي كان P51 موجودًا فيها هناك. استشار P51 محاميه الذي أخبر المحكمة أن P51 لن يجيب على هذا السؤال لأنه سيؤدي إلى استنتاجات بشأن هويته. أضاف P51 أنه كان هناك أكثر من مرة.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P51 موجودًا بانتظام. قال P51 لا، كان هذا يعتمد على مناوباته وإجازاته. غير أنه كان موجودًا في كثير من الأحيان.

سأل فيدنير إلى متى استمرت المرحلة الأولى. استشار P51 محاميه الذي طلب استراحة قصيرة.

أمرت القاضي كيربر باستراحة غداء لمدة 60 دقيقة.

***

[استراحة لمدة 65 دقيقة]

***

[غادر بعض الحاضرين من الجمهور.]

أشار القاضي فيدنير أولًا إلى أن P51 حدد المرحلة الأولى على أنها الفترة الزمنية التي عالج فيها المعتقلين الجدد. وسأل P51 إلى متى استمرت هذه المرحلة. أراد محامي P51 أن يقول شيئًا ما، لكن P51 بدأ بالإجابة بالقول إن المرحلة الأولى كانت عندما حدثت المظاهرات كل يوم جمعة وشارك فيها العديد من الأشخاص وقُبِض عليهم. انخفضت [وتيرة المظاهرات] بعد شهرين لكن P51 لم يتمكن من إعطاء تاريخ محدد.

قال فيدنير إنه لم يكن يسأل عن تاريخ محدد ولكنه أراد أن يعرف ما إذا كان هذا قد حدث في عام 2011. فأكّد P51 ذلك، قائلًا إنه بعد أربعة إلى ستة أشهر، انخفضت وتيرة المظاهرات لأسباب مختلفة.

سأل فيدنير كيف تغير عمل P51 نتيجة لذلك. [استشار P51 محاميه سريعًا.] أراد فيدنير كذلك أن يعرف كيف تغيرت الإصابات التي عانى منها المعتقلون. وصف P51 أنه في البداية، كان أربعة أو خمسة من زملائه يذهبون إلى الفرع. بعد ذلك، كان موظف من الفرع يحضر عندما يحتاجون إلى طبيب وكان يأخذ من كان في غرفة الطوارئ. لم يكن هناك معتقلون جدد أو لم يكن هناك سوى عدد قليل منهم وكان معظمهم يعانون من إصابات قديمة وأشياء من هذا القبيل.

أشار فيدنير إلى أن P51 أخبر الشرطة الألمانية أنه كان هناك فئتان من المرضى: المرضى الجدد والقدامى. لم يكن المعتقلون الذين وصلوا حديثًا في حالة سيئة للغاية، وكانت ملابسهم لا تزال تبدو جيدة. فأكّد P51 ذلك، مضيفًا أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من حالات التوقيف الجديدة كل يوم جمعة وأن العديد من المعتقلين أمضوا ثلاثة أو أربعة أسابيع في الفرع.

أراد فيدنير معرفة عدد الأشخاص الموجودين هناك عادةً، ومكان وجودهم، وعدد المرضى الذين عالجهم P51 وزملاؤه عادةً خلال المرحلة الثانية. قال P51 إنهم كانوا يضطرون للنزول إلى الطابق السفلي حيث كان يتم فتح بوابة ضخمة. ثم كان عليهم الاتجاه يمينًا إلى منطقة الزنازين حيث كان يتم فتح بوابة أخرى. كان يوجد مصاب أو مصابان، في حين عانى آخرون من سعال أو حمى أو إسهال.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد عالج أشخاصًا داخل زنازينهم. نفى P51 ذلك، قائلًا إنهم عولجوا أمام باب [الزنزانة]. لم يجرؤ على النظر داخل الزنازين.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن الحالة العامة للمعتقلين. قال P51 إنه كلما طالت مدة الاعتقال، كانت حالة المعتقل أسوأ. كانوا [المعتقلون] يرتدون سراويل داخلية ألوانها فظيعة لأنها كانت مغطاة بالبراز والبول. كان الناس عبارة عن جِلد وعظم ولم يستطيعوا الحركة بشكل صحيح.

سأل فيدنير ما إذا كان يُسمح لـP51 بنقل الأشخاص إلى المشفى أم أنه تعرّف على أحد المعتقلين في المشفى. قال P51 إنه لا يستطيع التذكر؛ كان يكتب التقارير فقط. لم يُسمح لهم بأخذ أي شخص معهم وكان ذلك بكل بساطة بسبب الطريق الذي كان عليهم السير فيه بين الفرع والمشفى. تم نقل الناس بالسيارة فقط.

سأل فيدنير P51 عمّا إذا كان يتذكر حالات نقل إلى المشفى. [استشار P51 المترجم ومحاميه.] قال P51 إنه لم يستطيع أن يتذكر كيف كان شكل الناس بالضبط لأن المكان كان معتمًا. لذلك لم يستطع تحديد ما إذا كان أحدهم قد نُقل لاحقًا إلى المشفى.

أوضح فيدنير أنه لم يكن مهتمًا بشكل خاص بالمعتقلين الذين عالجهم P51 شخصيًا في الفرع. وإنما كان مهتمًا بالحالات التي نُقِل فيها معتقلون من الفرع إلى المشفى بشكل عام. فأكّد P51 أن حالات النقل تلك حدثت بالتأكيد.

سأل فيدنير P51 عمّا إذا كان قد رأى قتلى في الفرع. نفى P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة ما إذا كان P51 قد لاحظ وجود حالات في المشفى توفي فيها أشخاص قدموا من فرع الخطيب. أشار P51 إلى أنه أبلغ الشرطة الألمانية بالفعل عن حادثة وصلت فيها سيارة و"بيك اب" إلى المشفى. كانتا تحملان جثتين أو ثلاث جثث. كان الوقت ليلًا والظلام حالكًا. أُمِر P51 بتأكيد وفاة هؤلاء الأشخاص.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 قد أكّد وفاتهم. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة كيف تمكن P51 من تأكيد وفاة هؤلاء الأشخاص. أوضح P51 أنه لم يكن قادرًا على تحديد السبب الدقيق للوفاة. ولكن كانوا [المعتقلون] عمومًا في حالة سيئة وهزيلين للغاية. لم يستطع تحديد موعد الوفاة. وفقًا لـP51، كانت رائحة الجثث كريهة كما كانت رائحة جميع المعتقلين الأحياء. غير أن رائحة الجثث كانت أسوأ.

سأل فيدنير كيف استطاع P51 أن ينسب هذه الجثث إلى فرع الخطيب. أوضح P51 أنه يمكن للمرء أن يقول إن المشفى الذي كان يعمل فيه كان ينتمي إلى هذا الفرع. كما كان الأشخاص داخل السيارتين ينتمون إلى فرع الخطيب. كانوا يأتون بانتظام إلى المشفى، لذلك علم P51 أنهم كانوا ينتمون إلى الفرع. وأضاف P51 أنه وزملاءه كانوا يخاطبونهم باسم الكنية "أبو فلان"، موضحًا أن هذه كانت طريقة شائعة لمخاطبة الناس إذا كنت لا تعرف أسماءهم الحقيقية.

خلص فيدنير إلى أن P51 تعرّف على موظفي الفرع. أوضح P51 أنهم كان دائمًا نفس الأشخاص الذين يبلغ عددهم عشرة إلى خمسة عشر شخصًا من الفرع الذين يأتون إلى المشفى لإحضار أطباء والذين كانوا يعملون أيضًا في قبو الفرع. كان معروفًا أنهم قدموا من فرع الخطيب لأنه مقابل المشفى ولم يأت إلى المشفى إلا أشخاص من الفرع. وأضاف P51 أن المشفى والفرع يقعان في نفس المربع السكني. وكان يتم إيقاف وتفتيش السيارات القادمة إلى المشفى. [استخدم P51 يديه لوصف موقع الشارع والمباني التابعة للمشفى والفرع على الطاولة أمامه.] وفقًا لـP51، كان هناك حاجز طريق مصنوع من الخرسانة ونقطة تفتيش في الشارع الرئيسي. لم تكن تابعة لفرع الخطيب، ولكن كان على المرء أن يجتازها للوصول إلى الشارع ذي الاتجاه الواحد خلفه. سُمح للأشخاص القادمين من الاتجاه المعاكس بالذهاب إلى المشفى. وأضاف P51 أنه في معظم الأوقات كانت هناك نقطة تفتيش إضافية من فرع الخطيب أيضًا.

خلص فيدنير إلى أنه كان يتم فلترة الأشخاص القادمين من الخارج بناءً على ذلك. فأكّد P51 ذلك.

فيما يتعلق بواقعة البيك اب/الشاحنة الصغيرة والجثث، سأل فيدنير P51 عن رأيه في الغرض من عمله: ما إذا كان عليه إصدار شهادة وفاة أو أخذ الجثث. قال P51 إنه لم يكن بإمكانه إصدار شهادة لأنه لم تكن لديه معلومات شخصية عن المتوفى. كان عليه فقط أن يؤكد وفاتهم. وأوضح P51 أن كل مريض عولج في المشفى له ملفه الخاص. ولكن فيما يتعلق بالمعتقلين، كان عليهم كتابة أي اسم فحسب. وبعد أن يخبرهم السجّانون بالسن كانوا يكتبون أي تاريخ ميلاد. لذلك استندت الملفات إلى بيانات غير صحيحة.

سأل فيدنير عمّا إذا كان على P51 أن يكتب شيئًا ما عندما عُرضت عليه الجثث. نفى P51 ذلك، وقال إنه كان عليهم فقط أن يقولوا إن [المعتقلين] قد توفوا ثم كانت [الجثث] تُنقل إلى مكان آخر.

أراد فيدنير أن يعرف متى وقع هذا الحادث. [استشار P51 محاميه]. قال فيدنير إن P51 سبق وأن أبلغ الشرطة بهذا. فقال P51 إنه كان بالتأكيد قبل منتصف عام 2012.

أشار فيدنير إلى محضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الذي قال P51 بموجبه، عندما سُئل عن تاريخ واقعة الشاحنة الصغيرة، إنه لا يستطيع أن يحدد بالضبط ولكن في وقت ما بين ربيع 2011 وحزيران/يونيو 2012. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير معرفة المزيد عن حالة الجثث، وما إذا كانت قد ظهرت عليها إصابات وكيف كانت حالتها العامة. قال P51 إنه سبق وأن وصف أنها كانت في حالة سيئة وبائسة. كانت نحيفة للغاية لكنه لم يتذكر وجود إصابات محددة.

سأل فيدنير عمّا إذا كانت الجثث ترتدي ملابس. قال P51 إنها كانت في ملابس داخلية ولا شيء آخر.

أكد فيدنير أن P51 أبلغ الشرطة نفس [المعلومات]: عندما سُئل عن وجود علامات تعذيب، فأكّد P51 ذلك. وأضاف أنه كان بوسعه أن يرى كدمات وأنها كانت هزيلة. فأكّد P51 ذلك.

أشار فيدنير إلى أن الجثث لم تبقَ لدى P51. وأراد أن يعرف ما حدث لها. قال P51 إنه لا يعرف ولكن قيل له إنها كانت تُنقل إلى نجها [مقبرة نجها].

سأل فيدنير أنه بصرف النظر عن ذلك، هل كان يتم تخزين الجثث من الفرع في المشفى، على سبيل المثال في المشرحة. أوضح P51 أن كل مشفى بها غرفة تبريد حيث يمكن تخزين الجثث لفترة قصيرة. وفقًا للتقاليد الإسلامية، يجب دفن الناس بسرعة. ولكن إذا مات شخص ما في الليل، يتم تخزين الجثة في غرفة التبريد أو لبضع ساعات حتى ترتب العائلة كل شيء.

سأل فيدنير عمّا إذا كان P51 يتحدث عن 2011 أو 2012. قال P51 إن هذا هو الحال بشكل عام. في الشتاء لم يكن هناك رائحة للجثث. ولكن في مرحلة ما، بدأ P51 والجيران الآخرون للمشفى يشمون رائحتها. أوضح P51 أن الجثث كانت توضع عادة في أدراج التبريد. كانت في مشرحة المشفى أربعة إلى ستة من هذه الأدراج. في الصيف عندما يكون الجو حارًا جدًا ولا توجد مساحة كافية، كان بإمكان المرء أن يشم رائحة الجثث. وفقًا لـP51، كانت الصيدلية والمختبر والمطبخ وكافتيريا موظفي المشفى تقع في القبو. يمكن للمرء إما أن يأخذ المصعد إلى القبو أو يمشي حول المبنى، مرورًا بمنحدر التحميل. إذا سلك أحدهم هذا الطريق، كان عليه أن يمرّ عبر المشرحة. قال P51 إن الرائحة كانت نتنة. وعادة ما كان يتم الاحتفاظ بمفتاح هذه الغرفة في قسم الاستقبال في المشفى. ولكن كان هناك وقت لم يكن فيه مفتاح. حيث كان يتم استدعاء العائلات على الفور والطلب منهم أخذ جثة قريبهم بسبب عدم توفر مكان في المشرحة المبردة.

خلص فيدنير إلى أن غرفة التبريد كانت مكتظة وسأل P51 عن سبب ذلك. قال P51 إنه تم إخباره وزملائه أن مفتاح غرفة التبريد كان في فرع الخطيب. لم يعد بإمكان المشفى استخدام الغرفة. وأضاف P51 أنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت الغرفة مكتظة كل يوم أو كم كان عدد الجثث المخزنة هناك. لم يكن الأمر مهمًا في الشتاء، لكن في الصيف غالبًا ما كانت تنبعث رائحته نتنة.

خلص فيدنير إلى أنه كان بوسع المرء فعلًا أن يشم رائحة العديد من الجثث وأن المفتاح خلال هذا الوقت كان في فرع الخطيب. سأل فيدنير P51 إذا كانت هناك مؤشرات أخرى على نقل الجثث من الفرع إلى المشفى.

تدخّل محامي الدفاع بوكر قائلًا إن P51 قال للتو "قيل لنا إن المفتاح كان في الفرع". فسأل P51: ماذا كان السؤال.

قال القاضي فيدنير إن P51 ربط بين المفتاح وفرع الخطيب لأنه قيل له أن المفتاح كان في الفرع. سأل فيدنير P51 عمّا إذا كان قد لاحظ ذلك في مناسبات أخرى أيضًا، أو إذا أخبره أحدهم عن حالات النقل. نفى P51 ذلك. لم يتم إخباره. ولكن كانت هناك شائعات ولم يطرح أحد أسئلة لأن المشفى كان تابعًا للفرع.

طلب فيدنير من P51 شرح ما يعنيه بعبارة "تابعًا". استشار P51 المترجم.

تدخّل محامي الدفاع بوكر قائلًا إنه يواجه مشكلة منذ فترة ولكنه لم يرد الإساءة إلى P51. غير أن P51 قال للتو "إن المشفى كان تابعًا للفرع". لذلك ينبغي إبلاغ P51 بأنه غير ملزم بالإدلاء بأي أقوال أخرى. لن يكون ذلك بسبب عمله ولكن بسبب مسألة تنظيمية والتسلسل الهرمي. قال بوكر إن هذا سيكون أيضًا جانبًا مهمًا في بيانه الختامي.

قال المدعي العام كلينجه إنه لا يرى ضرورة لإبلاغ P51 بالمادة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. لم يذكر P51 أنه كان يعمل في فرع الخطيب. وفقًا لما توصلت إليه محكمة العدل الاتحادية في حزيران/يونيو 2019، لم يكن هناك شبهة كافية ضد P51.

قالت القاضي كيربر إنها لا ترى أي ضرورة في هذا الصدد. استشار P51 المترجم، وطلب محاميه استراحة قصيرة.

***

[استراحة لمدة 5 دقائق]

***

أوضح محامي P51 أوبست أنه على الرغم من أن موكله يتحدث الألمانية بشكل جيد جدًا، إلا أنه يمكنه التعبير عن بعض التفاصيل بلغته الأم فقط. لقد قام للتو بمراجعة الهيكل التنظيمي والاختصاصات مع موكله خلال فترة الاستراحة. كل ما في الأمر هو أن فرع الخطيب كان ينقل المرضى إلى المشفى. كلما حضر ضابط أمن من الفرع إلى المشفى، كان الجميع في خدمته. خلص أوبست إلى أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تُفهم بها الأوصاف التي قدّمها P51.

سألت القاضي كيربر P51 إذا كان هذا صحيحًا. فأكّد P51 ذلك.

أشار فيدنير إلى الشرح الذي قدّمه P51 للشرطة أثناء استجوابه أنه فيما يتعلق بالعلاقة بين المشفى والفرع، فإن كل فرع من فروع المخابرات لديه مشفى خاص به وكانوا يأخذون معتقليهم إليه. وكان حراس الأمن [القادمون من فرع الخطيب إلى مشفى الهلال الأحمر] هم نفسهم دائمًا. أخبر P51 المحكمة أنه يوجد في سوريا العديد من الفروع مثل الخطيب، على سبيل المثال فرع فلسطين. لن يأخذ هذا الفرع معتقليه إلى مشفى P51 لأنه لم يكن قريبًا. وفقًا لـP51، كان يحضر إلى المشفى دائمًا نفس الأشخاص الخمسة عشر من فرع الخطيب.

طلب فيدنير من P51 مواصلة وصفه وسأله عمّا إذا كان يتذكر حالات معينة لمعتقلين من الفرع تم علاجهم في المشفى، على سبيل المثال ناشطة. قال P51 إنه فيما يتعلق بالنساء لم يعالجهن في فرع الخطيب وإنما في المشفى. لقد عالج ذات مرة امرأة شابة تبلغ من العمر حوالي 20 عامًا. كانت ناشطة.

سأله فيدنير إن كانت حضرت من فرع الخطيب. فأكّد P51 ذلك.

أراد فيدنير أن يعرف ما الإصابات أو المرض الذي كانت تعاني منه. أشار P51 إلى أنها على الأرجح كانت مصابة بفشل كلوي حاد. تم نقلها إلى قسم الباطني في المشفى.

سأل فيدنير عن ناشط مسيحي وما الذي كان بوسع P51 أن يتذكره أيضًا. فأكّد P51 أنه كان هناك مسيحي. وأضاف P51 أنه قيل له إن الناشط نُقل إلى المشفى، لكنه لم يستطع أن يتذكر بالضبط. كان قد التقط مقاطع فيديو وصورًا للمظاهرات. عندما نُقِل إلى المشفى كان متوفيًا.

سأل فيدنير ما إذا كان الشخص قد وصل متوفيًا أم توفي في المشفى. قال P51 إنه لم يستطع التذكر جيدًا.

أراد فيدنير معرفة التاريخ التقريبي لهاتين الحالتين. قال P51 إن واقعة الناشطة حدثت بالتأكيد في عام 2011 وحدثت الواقعة الأخرى مع الرجل أيضًا خلال الأشهر الأولى.

طلب فيدنير من P51 تقدير عدد الأشخاص الذين عالجهم في فرع الخطيب من "البداية" حتى أيلول/سبتمبر 2012. تساءل P51 عمّا إذا كان فيدنير يشير إلى عدد الأشخاص الذين عالجهم P51 بنفسه أو عدد الأشخاص الذين كان P51 حاضرًا أثناء علاجهم. قال فيدنير إنه أراد أن يعرف عدد المعتقلين الذين عالجهم P51 وعدد الذين كان حاضرًا أثناء علاجهم. قال P51 إنه لا يمكنه تقديم رقم دقيق. سأل فيدنير عمّا إذا كانوا بالمئات أو بالآلاف. قال P51 إنهم كانوا بالمئات على الأقل لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كانوا بالآلاف.

سأل فيدنير P51 عن المَخبَر. قال P51 إنه كان يقع مقابل المشفى بشكل قُطري في [حي] الخطيب.

سألت القاضي كيربر كيف عرف P51 أنه مَخبَر الخطيب وما إذا كانت هناك علامة. قال P51 إنه من المعروف على نطاق واسع أن المَخبَر كان يقع مقابل المشفى بشكل قُطري. إنه أكبر [مَخبَر] في سوريا.

خلصت كيربر إلى أن المَخبَر كان موجودًا وكان معروفًا. فأكّد P51 ذلك.

استجواب من قبل الادّعاء العام

فيما يتعلق بالمصابين الذين حضروا إلى المشفى [من الفرع]، سأل المدعي العام كلينجه P51 كيف حدث ذلك، وما إذا كان المرضى خاضعين للحراسة وكيف عولجوا. سأل P51 عمّا إذا كان كلينجه يشير إلى الأشخاص الذين عالجهم P51 وزملاؤه. فأكّد كلينجه ذلك. وصف P51 أنهم نُقلوا بالسيارة لأنهم لم يتمكنوا من المشي. كانوا وحدهم في غرفة ويرافقهم دائمًا سجّان. كانوا مقيدين واستندت ملفاتهم إلى معلومات غير حقيقية. أوضح P51 أنه على الرغم من السماح بالأسئلة الطبية، لا يمكن للمرء أن يقول إن هؤلاء الأشخاص تلقوا العلاج الطبي المناسب. كان من الطبيعي أن يتعرضوا للإهانة من قبل السجّانين.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان هناك قسم خاص بهؤلاء الأشخاص. نفى P51 ذلك، قائلًا على حدّ علمه أنه لم يكن هناك قسم خاص.

أشار كلينجه إلى أنه كانت هناك إهانات مستمرة من السجّانين الذين رافقوا المرضى. سأل P51 عمّا إذا كان كلينجه قصد أنه تعرض للإهانة. قال كلينجه إنه كان يتحدث عن المرضى. قال P51 إنهم تعرضوا للإهانة باستمرار، حتى عندما تم تقييدهم [بالسرير].

أراد كلينجه أن يعرف ما الذي كانوا مقيدين به. قال P51 إن المعتقلين كانوا مقيدين بالسرير من أيديهم أو أقدامهم.

سأل كلينجه إذا كان لدى كل شخص سريره الخاص. فأكّد P51 ذلك.

أشار كلينجه إلى أن P51 لم يتمكن من رؤية حالة المعتقلين في قبو الفرع. وسأل عن حالة المعتقلين في المشفى. قال P51 إن المعتقلين الذين جاءوا إلى المشفى لم يكونوا من المصابين بجروح فحسب ولكن أيضًا من المصابين بالتهاب رئوي أو إسهال. وكلما طالت مدة اعتقالهم، كانت حالتهم أسوأ. وكانوا يعانون من جروح مفتوحة وكدمات أيضًا.

سأل كلينجه عن المدة التي قضاها [المعتقلون] عادة في المشفى. قال P51 إن الأمر يختلف من مريض لآخر، حسب...

[قاطعه] كلينجه وطلب من P51 أن يقدّر المدة؛ إذا كانت طويلة أو قصيرة نوعًا ما. قال P51 إنهم كانوا في أقسام مختلفة. لذلك لم يستطع تحديد المدة.

سأل كلينجه عمّا إذا كان المرضى قد تعرضوا للإهانة وسوء المعاملة أمام P51. قال P51 إنهم تعرضوا للإهانة، وكان ذلك أمرًا طبيعيًا. وأضاف أن السجّانين لم يتمكنوا من التحدث بنبرة طبيعية.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان هناك سوء معاملة في المشفى. قال P51 إن الأشخاص كانوا يُدفَعون. وأضاف أنه عندما كان يصل إلى الفرع كان السجّانون يصرخون ويفتحون البوابة.

سأل كلينجه عمّا إذا كان هناك طبيب موظف في الفرع أيضًا. قال P51 إنه كان هناك شخص ما ولكن P51 لم يستطع تحديد ما إذا كان موظفًا عسكريًا (شرطة) أو موظفًا مدنيًا. غير أن الناس كانوا يلاحظون الفرق: فبينما كان P51 وزملاؤه مهذبين دائمًا، كان هذا الشخص يصرخ ويشتم باستمرار.

سأل كلينجه إذا كان هذا الطبيب قد أساء معاملة الناس في الفرع. قال P51 إن [الطبيب] أهان الناس وصفعهم على وجوههم "وأشياء من هذا القبيل".

أراد كلينجه معرفة ما إذا كانت أنماط الإصابات كافية للتوصل إلى استنتاجات بشأن أساليب التعذيب. قال P51 إنه لم يكن على دراية بأساليب التعذيب، لكن كانت هناك إصابات لا يمكن أن تسببها اليد. كانت هناك كدمات كبيرة لا بد وأنها نجمت عن استخدام أداة ما. غير أن P51 لم يتمكن من تحديد الأداة التي تسببت فيها.

خلص كلينجه إلى أن الناس أصيبوا بكدمات. استشار P51 المترجم وأخبر المحكمة أنه كان يعدّها أوراما دموية.

سأل كلينجه عمّا إذا كان الناس قد أصيبوا بنزيف و[جروح] مفتوحة في أقدامهم. فأكّد P51 ذلك.

سأل كلينجه عمّا إذا كانوا قد أصيبوا أيضًا بجروح في معاصمهم بسبب الشّبْح. فأكّد P51 أنه شاهد مثل هذه الجروح لدى بعض المعتقلين لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان ذلك بسبب تعرّضهم للشّبْح.

أراد كلينجه كذلك معرفة ما إذا كانت آثار التقييد/التثبيت قد ظهرت على الناس. فأكّد P51 ذلك.

فيما يتعلق بالمراحل المختلفة التي ذكرها P51، خلص كلينجه إلى أن حالة المعتقلين ازدادت سوءًا مع هذه المراحل. قال P51 إنه لا يستطيع قول ذلك على هذا النحو لأنه لم ير نفس الشخص مرتين.

خلص كلينجه إلى أن الحالة العامة [للمعتقلين] تزداد سوءًا. [كان هناك التباس في الترجمة من الألمانية إلى العربية] قال P51 إنه لم يفهم كل كلمة. وأخبر كلينجه أنه نسي السؤال وطلب منه طرح السؤال مرة أخرى. أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P51 قد لاحظ مؤشرات عن وجود عنف جنسي. قال P51 إنه لا يستطيع القول.

سأل كلينجه إذا كانت هناك ممرضات للمعتقلات في الخطيب. فأكّد P51 ذلك.

أراد كلينجه أن يعرف عن وجود جثث في فرع الخطيب. قال P51 إنه، كما سبق وأن قال للمحكمة، لا يعرف بالضبط ولكن قيل له – وإن ذلك كان صحيحًا على الأرجح – إن تلك الجثث نُقلت إلى [مقبرة] نجها.

سأل كلينجه P51 عن علاقة فرع الخطيب بمشفى حرستا. قال P51 إنه لم يكن مشفى حرستا فحسب، بل كان هناك أيضًا مشفى تشرين. ولكن، وكما تعلم المحكمة على الأرجح، تم إغلاق الطريق السريع. لذلك كان الطريق إلى هذين المشفيين محفوفًا بالمخاطر لأن الحكومة لم تكن تسيطر على مناطق معينة وبالتالي لم يكن بوسعها المرور بأجزاء من هذا الطريق.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان المعتقلون المصابون من فرع الخطيب قد نُقلوا إلى مشفى حرستا. قال P51 إنه لا يمكنه قول أي شيء عن ذلك. لم يكن يعرف.

أراد كلينجه معرفة ما إذا كان P51 يعرف من كان رئيس التحقيق في الخطيب عندما كان P51 في سوريا. قال P51 إنه كان أنور رسلان.

سأل كلينجه كيف عرف ذلك. قال P51 إنه لم يكن بوسعه تحديد التاريخ [لوقت علمه بهذه المعلومات] ولكن ذلك حدث لاحقًا [بعد أن اضطر إلى الذهاب إلى الفرع]. عندما انشق أنور كان الناس يتحدثون عن انشقاقه.

سأل كلينجه عمّا إذا كان يعلم بأمر أنور قبل أو بعد انشقاق [أنور]. قال P51 إنه لسوء الحظ لا يستطيع التذكر بالضبط لكنه افترض أن الاسم كان "معروفًا لنا".

أراد كلينجه أن يعرف ما إذا كان الناس قد قالوا شيئًا عنه [أنور]. سأل P51 ما الذي يشير إليه كلينجه بالضبط. قال كلينجه إنه يريد معرفة ما إذا كان الناس قالوا إن أنور كان لطيفًا أم قاسيًا. تدخل محامي الدفاع بوكر قائلًا إن على كلينجه أن يطرح سؤالًا أكثر دقة: متى وأين قال الناس ذلك. حدد كلينجه أنه يريد معرفة ما إذا كان الناس تحدثوا عن أنور رسلان بصفته رئيس التحقيق وعن شخصيته عندما كان P51 لا يزال في سوريا. نفى P51 ذلك، لم يتحدث الناس عن كبار الضباط. ومع ذلك، كانت أسماؤهم معروفة.

أرادت المدعي العام بولتس معرفة ما إذا كان P51 وزملاؤه يخضعون للمراقبة عندما كانوا يفحصون ويعالجون المرضى في الفرع. قال P51 بالطبع إنهم لم يتركوا بمفردهم أبدًا.

سألت بولتس عمّا إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تدخلوا أيضًا في الرعاية الطبية. قال P51 إنه [لم يُسمح له بتقديم العلاج]. لم يُسمح له إلا بقول ما يحتاجه الشخص، مثل الضمادات أو الأدوية. لكن لم يُسمح له بتقديم أي شيء بشكل مباشر.

تساءلت بولتس عمّا إذا كان بإمكان P51 تحديد ما حدث [من حيث العلاج] أو ما إذا كان القرار النهائي بيد أحد موظفي الفرع. قال P51 إنه لا يمكنه تقديم معلومات عن ذلك.

استجواب من قبل محامي الدفاع

قال محامي الدفاع بوكر إنه كان من المهم بالنسبة له ربط واقعة الشاحنة الصغيرة والجثث والناشطة بترتيب زمني. سأل P51 عن الحدث الذي وقع أولًا. قال P51 إنه لا يستطيع القول.

أشار بوكر إلى محضر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الذي أشار إلى سؤال P51 عمّا إذا كان قد رأى أطفالًا ونساء في فرع الخطيب. فأجاب P51 على سؤال مكتب الشرطة أنه رأى طفلًا يبلغ من العمر 13 عامًا وتذكر أن امرأة نُقلت إلى المشفى من فرع الخطيب. كانت ناشطة مشهورة، لكن P51 قال إنه لا يستطيع تذكر اسمها. وبحسب P51، كانت في وحدة العناية المركزة، وحدث ذلك قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

سأل بوكر P51 إذا كان التاريخ الذي قدّمه لمكتب الشرطة أو التاريخ الذي قدّمه للتو في المحكمة أكثر دقة.

تدخل أوبست، محامي P51 قائلًا إن موكله أخبر مكتب الشرطة أن ذلك حدث قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2012 واليوم في المحكمة قال إنه حدث في شباط/فبراير أو آذار/مارس 2012. كان التاريخ الأخير أبكر من التاريخ الأول الذي قدمه. ولذلك لم تكن هناك حاجة لطرح هذا السؤال، وفقًا لمحامي P51.

سأل بوكر عمّا إذا كان ذلك قد حدث قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2012. قال محامي P51 إن P51 سبق وأن أجاب عن هذا السؤال.

سأل بوكر عمّا إذا كان من الصحيح أنه خلال واقعة الشاحنة الصغيرة والجثث، طُلِب من P51 فقط تأكيد الوفاة شفهيًا ولم يكن عليه تأكيد الوفاة كتابةً. فأكّد P51 ذلك.

سأل بوكر عمّا إذا كان P51 قد فحص الجثث. فأكّد P51 ذلك، قائلّا إنه فحصها لفترة وجيزة. ولكن لإصدار شهادة وفاة، كان سيحتاج إلى بطاقات الهوية الشخصية، وما كان ليحصل عليها أبدًا.

أشار بوكر إلى أن P51 فحص الجثث. فأكّد P51 ذلك مرة أخرى.

أشار بوكر إلى محضر استجواب P51 من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية والذي قال P51 فيه إنه كان قادرًا على تأكيد وفاة هؤلاء الأشخاص دون فحصهم. سأل بوكر P51 [إذا كان فحص الجثث أم لا]. [بعد استشارة محاميه لفترة وجيزة] قال P51 إنه كان بإمكان المرء أن يقول إن هؤلاء الأشخاص قد توفوا لمجرد أنهم كانوا يبدون في حالة سيئة للغاية. رأى حالتهم قبل الفحص ولاحظ أنهم لم يكونوا يتحركون.

أراد بوكر أن يتخيل هذا الموقف: سأل عن مكان الشاحنة الصغيرة وما إذا كان قد تعيّن على P51 النظر في الشاحنة الصغيرة أو ما إذا تم إخراج الجثث من الشاحنة الصغيرة. قال P51 إنه لا يمكن لأحد أن يتخيل مثل هذه الأشياء دون أن يختبرها بنفسه.

أكد بوكر أن هذا سيكون بالطبع هو الحال، ومع ذلك فقد أراد الحصول على صورة للوضع. سأل P51 عمّا حدث بعد أن تم استدعاء P51 [من قبل موظفي الفرع الذين حملوا الجثث]. قال P51 إن الشاحنة توقفت عند المدخل الرئيسي [للمشفى]. كانت هناك سيارة أو سيارتان من نفس النوع وطُلِب من P51 أن يأتي ليرى ما إذا كان الأشخاص قد توفوا.

سأل بوكر عمّا إذا كان قد تعيّن على P51 الخروج. فأكّد P51 ذلك.

بينما طلب بوكر لحظة قصيرة، تحدث P51 إلى محاميه. قال بوكر إنه ليس لديه أسئلة أخرى.

استجواب من قبل القاضي فيدنير

قال القاضي فيدنير إن لديه سؤالًا أيضًا في هذا الصدد. وأشار إلى أنه في المرتين اللتين تم فيهما استجوابه من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية، سُئل P51 كيف أكّد وفاة هؤلاء الأشخاص. قال P51 لمكتب الشرطة إنه لم يكن هناك نبض ولم يتمكن من تحديد نبضات القلب. بدا أن الأشخاص قد ماتوا بالفعل وأوضح P51 لمكتب الشرطة أنه لذلك السبب لم يكن يحتاج إلى فحصهم، لكنه فعل رغم ذلك. أخبر P51 أيضًا مكتب الشرطة أنه يتذكر الرائحة الكريهة. في المحكمة، لم يعرف P51 ما الذي قصده فيدنير.

قال فيدنير إنه كان يتحدث عن قرارات وفاة [الجثث] في الشاحنة الصغيرة، والتي استجوبه عنها مكتب الشرطة. وسأل P51 إذا كان يتذكر ما قاله لمكتب الشرطة حول ذلك. أشار P51 إلى أنه قال لمكتب الشرطة إنه لم يكن هناك نبض وأن الأشخاص بدوا وكأنهم توفوا. لم يكونوا أشخاصًا طبيعيين ذوي بشرة عادية. باختصار: لقد بدوا في حالة سيئة للغاية.

استجواب من قبل أحد المدّعين

أعلنت القاضي كيربر أنه تم قبول انضمام P50 إلى المحاكمة بصفته مدعيًا وبالتالي سُمح له باستجواب P51.

قال P50 إنه في حالات كثيرة يكون المعتقل قد "فَصَل". سأل P51 عمّا إذا كان قد واجه حالات يكون فيها الشخص قد "فَصَل". وسأل P51 كيف يكون المرء قد "فَصَل".

قال محامي P50 له أن يكرر سؤاله ببطء. تدخّلت القاضي كيربر قائلة إنه من غير الواضح ما كان يقصده P50 بعبارة "فَصَل". أوضح المترجمون الفوريون للمحكمة أن P50 استخدم كلمة "فَصَل" التي لم يعرفوا معناها. بدأ P50 في تكرار سؤاله عندما تدخل محامي الدفاع بوكر قائلًا إن P50 كان يتحدث بصوت عالٍ جدًا.

قال P50 إنه سيكرر سؤاله ببطء وهدوء: غالبًا ما كان يحدث أن بعض المعتقلين السوريين فقدوا عقولهم ولم يعودوا قادرين على التحكم بالموقف وكانوا يتصرفون بشكل غريب. قد يشير المرء إلى ذلك باستخدام كلمة "فَصَل". كان هذا معروفًا بالنسبة لمعتقلين ومعتقلين سابقين.

تدخّل محامي الدفاع بوكر، قائلًا إنه اعترض على العبارة. قالت رئيسة المحكمة كيربر إنه لا يوجد سبب للاعتراض حتى الآن، لأن P50 كان يقدم فقط توضيحًا لسؤاله. تابع P50 سؤاله وسأل P51 عمّا إذا كان قد رأى مثل هذه الحالات مع معتقلين أو حالات نفسية أخرى. قال P51 إنه فهم الآن السؤال: كلمة "فَصَل" تعني الجنون وأن شخصًا ما فقد حواسه تحت الضغط. قال P51 إنه لم ير مثل هذه الحالات. وعن الوضع النفسي للمعتقلين، أوضح أنه لم ير أي معتقل سعيدًا. كانوا جميعًا مكتئبين لأنهم لم يعرفوا ماذا سيحدث بعد ذلك.

استجواب من قبل محامي المدعين

سألت محامية المدعين د. أوميشين عمّا إذا كان المرء بحاجة إلى شهادة في الطب الشرعي لتحديد ما إذا كان شخص ما قد توفي. قال P51 لا، يُسمَح لكل طبيب أن يفعل ذلك.

طلب دكتور كروكر من P51 تضييق الإطار الزمني الذي حدثت فيه واقعة الشاحنة الصغيرة. أراد أن يعرف متى حدث ذلك بين مطلع عام 2011 وحزيران/يونيو 2012. تدخل محامي الدفاع بوكر، واعترض على هذا السؤال. وفقًا لبوكر، سبق وأن قال P51 إنه لا يتذكر وأكد الأقوال التي أدلى بها لدى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية قائلًا إن الواقعة مع المرأة حدثت قبل نهاية عام 2011، مطلع عام 2012. قال الدكتور كروكر إن P51 أكد الإشارة التي قدّمها القاضي فيدنير إلى محضر استجواب P51. غير أنه أراد أن يعرف بدقة أكبر متى حدثت تلك الواقعة تحديدًا قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

قال بوكر إنه اعترض على هذا السؤال لأنه لم تكن هناك حاجة له نظرًا لأن P51 تحدث أيضًا عن حادثة المرأة في وحدة العناية المركزة. وفقًا لبوكر، كان السؤال ناقصًا أيضًا.

تدخّلت القاضي كيربر، رئيسة المحكمة، قائلة إنه نظرًا لأن هذه كانت محاكمة وفقًا للإجراءات الجنائية الألمانية، على المرء أن يطرح سؤالًا محددًا: يُطلب من P51 تضييق نطاق واقعة الشاحنة الصغيرة فيما يتعلق ببداية إطار زمني قابل للتطبيق. طلب محامي الدفاع بوكر اتخاذ قرار بشأن مقبولية هذا السؤال.

***

[استراحة لمدة 10 دقائق]

***

اعتذرت القاضي كيربر عن نسيانها طلب بيانات من أطراف أخرى حول هذا الموضوع. ونظرًا لعدم وجود بيانات، تلت القاضي كيربر القرار التالي:

[ما يلي هو إعادة صياغة للقرار المذكور أعلاه بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

يُسمَح بالسؤال عمّا إذا كان P51، فيما يتعلق بواقعة الشاحنة الصغيرة، قادرًا على تضييق نطاق تاريخ حدوث هذه الواقعة. لا توجد قيود على هذا السؤال.

سأل د. كروكر P51 عمّا إذا كان قادرًا على تضييق نطاق وقت حدوث واقعة الشاحنة الصغيرة والأشخاص المتوفين بشكل أكثر دقة من ربيع 2011. قال محامي P51 إنه ناقش المسألة مع موكله خلال فترة الاستراحة ولن يقدم P51 معلومات عن هذا موضوع. فأكّد P51 أنه لن يقدم معلومات.

قال محامي المدعين، شارمر، إن لديه سؤالًا آخر يتعلق بموقف الشاحنة الصغيرة. أراد أن يعرف ما إذا كانت الواقعة قد حدثت قبل أو بعد استدعاء P51 إلى فرع الخطيب لأول مرة. أضاف شارمر أن P51 قال سابقًا إنه زار الفرع أول مرة في نيسان/أبريل 2011. سأل P51 عن الإطار الزمني الذي كان شارمر يتحدث عنه. فقال شارمر إنه يريد معرفة ما إذا كانت واقعة الشاحنة الصغيرة والجثث قد حدثت قبل أو بعد ذهاب P51 إلى فرع الخطيب لأول مرة في نيسان/أبريل 2011. فقال P51 إنها حدثت بعد ذلك.

صُرِف P51 بصفته شاهدًا.

قال محامي المدعين بانز إنه يريد الإدلاء ببيان بشأن الاعتراض على السؤال. أبلغ P51 المحكمة سابقًا أن واقعة [الشاحنة الصغيرة والجثث] حدثت قبل حزيران/يونيو 2012 أي قبل تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وهو الإطار الزمني الذي ذكره للشرطة. قال محامي P51 أن حزيران/يونيو يأتي قبل تشرين الثاني/نوفمبر. ولذلك كان الاعتراض على السؤال غير مفهوم لبانز.

بيانات المدّعي ومحامي المدّعين

قالت رئيسة المحكمة كيربر إن P50 ومحامية المدّعين د. أوميشين أعدا بيانين وسيتلوانهما الآن في المحكمة. قالت كيربر إنها تفضل أن يقدّم P50 بيانه أولًا وسألت د. أوميشين عمّا إذا كان هذا الأمر يناسبها. أوضحت د. أوميشين أن P50 أراد الإدلاء ببيانين. ولذلك اقترحت أن يقدّم P50 بيانه الأول، ويلي ذلك بيانها، ثم البيان الثاني لـP50. طلبت القاضي كيربر من P50 الحضور إلى منصة الشهود حتى يتمكن من الجلوس بجانب مترجم المحكمة لتجنب أي التباس في الترجمة.

قال P50 إنه سيحاول التحدث ببطء وهدوء حتى يتمكن المترجم من المتابعة، ويتمكن الجميع من سماعه جيدًا.

[فيما يلي إعادة صياغة للبيان الذي قدّمه P50، بناءً على ما تمكن مراقب المحاكمة من سماعه في المحكمة.]

في سوريا، تعني حالات التوقيف من قبل النظام شيئين: الاختفاء والتعذيب. لا يعرف أحد إلى أين يتم أخذ المعتقلين، كما لا يعرف المعتقلون أنفسهم [مكانهم] إلا في بعض الحالات النادرة. لا يعرف المرء إلا إذا تم استدعاؤه للمثول أمام فرع مخابرات ولا يعود من هناك. هناك بعض الجوانب الأخرى:

1)    عندما تحدثت زوجتي إلى الشخص الذي اعتقلني، أنكر كل شيء. رأيت نفس الشخص في فرع الخطيب [...] وسألت الآخرين عنه عندما كنت في زنزانتي. تحدثت مع آخرين عبر النافذة في باب الزنزانة.

2)    لم تكن عائلتي بأكملها تعرف أين كنت. افترضوا أنني كنت محتجزًا لدى المخابرات الجوية. لم يتلقوا معلومات إلا بعد 55 يومًا، عندما كنت في المحكمة المدنية وتمكنت من الاتصال بهم لأن شخصًا ما أعطاني هاتفه المحمول.

3)    يعتقل النظام الأشخاص الذين يحضرون [عند أحد الفروع للسؤال عن أقاربهم]. لذلك من الخطير جدًا طرح الأسئلة. قيلت لي قصة يمكن للمرء أن يقرأ عنها أيضًا على الإنترنت: تدور أحداث القصة حول امرأة تدعى [حُجِبت المعلومات]. أراد النظام الوصول إلى زوجها. هرب من البلد وغرق. ثم أرادت الحصول على جواز سفر لأنها حامل. كانت برفقتها اثنتان من شقيقات زوجها. تم القبض عليهن جميعًا. واعتُقلت المرأة لفترة طويلة وأنجبت توأمين في المعتقل. وأطلق سراحها لاحقًا.

تدخّل محامي المدعين بوكر، قائلًا إنه اضطر إلى مقاطعة P50. سألت القاضي كيربر بوكر لماذا اضطر إلى مقاطعة P50. قال بوكر إنه كان مرتبكًا بشأن ما كان يحدث بالضبط. إذا كان هذا استجوابًا لأحد الشهود، فسيكون متكررًا في ضوء شهادة P50 السابقة. أما إذا كان هذا بيانًا بشأن أدلة معينة وفقًا للمادة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، فقد يتعارض مع المادة 258 من هذا القانون [الحق في الإدلاء ببيانات ختامية، ولكن يجب ألا يتضمن البيان الختامي الجوانب التي تمت تغطيتها بالفعل في بيانات سابقة من قبل المدعي]. قالت القاضي كيربر إن هذا كان اعتراضًا معقولًا وسألت د. أوميشين عمّا إذا كانت تعرف المزيد عن طول بيان موكلها. وأشارت كيربر كذلك إلى أن بيان P50 تضمن بعض التكرار، وكانت النقطة الثالثة مجرد أقاويل متناقلة. إذا كانت لديه جملتان أو ثلاث جمل أخرى فقط، فستسمح له بإنهاء البيان، وإلا فستكون هناك حاجة إلى مزيد من النقاشات. قالت د. أوميشين إنها آسفة لمقاطعة موكلها. تم التخطيط في الواقع لتلاوة هذا البيان بعد بيانها. ولكن تمت إعادة جدولته بناءً على طلب كيربر. سمحت القاضي كيربر لـP50 بالاستمرار.

تم الإفراج عن المرأة في عملية تبادل لأعضاء من الجيش السوري الحر.

4)    لم يكن هناك أي ذَكَر استفسر عن المعتقلين لدى النظام. كان ذلك يتم فقط من قبل نساء كبيرات في السن. ولم تفعل الشابات ذلك خوفًا من الاعتقال. قامت والدتي على سبيل المثال بالسؤال عن والدي الذي اختفى قبل سبع سنوات. لم يفعل أحد أي شيء لوالدة رجل. لذلك لم يذهب رجل للاستفسار من النظام السوري.

5)    يستخدم النظام الاختفاء القسري كوسيلة لتمويل موظفيه. حيث يتم دفع مبالغ كبيرة من المال للحصول على بعض المعلومات عن أحبائهم.

[غادر محاميا المدعين د. كروكر وشارمر.]

تلت محامية المدعين د. أوميشين بيانًا حول بيان المدعي العام بشأن مذكرة قانونية طلبها محامو المدّعين بانز والدكتور كروكر وشارمر.

[نظرًا لطول وسرعة التلاوة وكمية التفاصيل، لم يكن مراقب المحاكمة قادرًا على تدوين الملاحظات وإعادة صياغة البيان بالشكل المناسب. فيما يلي ملخص للبيان.]

أشارت د. أوميشين أنها نيابة عن موكليها تؤكد على إضافة حالات الاختفاء القسري إلى لائحة الاتهام وفقًا للمادة 7 (1) الفقرة رقم 7 من قانون الجرائم ضد القانون الدولي. وقالت إنه في سياق اعتداء منهجي وواسع النطاق على السكان المدنيين في سوريا، تعرّض أشخاص للاختفاء القسري بهدف رفع حماية القانون عنهم. ومضت لتصف أن كلا من المدعين العامين ومحامي المدعين اتفقوا على أن هناك اعتداءً منهجيًا وواسع النطاق ضد السكان المدنيين خلال الفترة التي تغطيها لائحة الاتهام. كما اتفقوا على أنه تم اعتقال أشخاص وحرمانهم من حريتهم من قبل الدولة السورية ومؤسساتها. ولكن، وفقًا لأوميشين، كانت هناك خلافات بشأن: (1) الطابع الفوري/المُلِح لتقديم المعلومات بصفتها ركنًا موضوعيًا من أركان الجريمة، (2) والتبعات الفردية للمتهم، (3) والنية لرفع الحماية القانونية عن أشخاص بصفتها ركنًا غير موضوعي من أركان الجريمة.

أوضحت د. أوميشين الجوانب الثلاثة بمزيد من التفصيل، منتقدة التفسير المقيّد للقانون من قبل الادعاء العام والاختلافات بين قانون الجرائم ضد القانون الدولي ونظام روما الأساسي، واتفاقية مناهضة الاختفاء القسري، والقواعد الآمرة من القواعد العامة للقانون الدولي. وخلصت إلى أن المادة 7 (1) الفقرة رقم 7 (أ) من قانون الجرائم ضد القانون الدولي والمادة 7 (1) الفقرة رقم 7 (ب) من قانون الجرائم ضد القانون الدولي تنطبقان في القضية قيد النظر.

شكرت القاضي كيربر د. أوميشين وسألت عمّا إذا كان موكلها يريد الإدلاء ببيان آخر. تدخّل محامي الدفاع بوكر، قائلًا إنه على الرغم من إدراكه لحقوق المدعين، إلا أنه يود الحصول على توضيح حول ما إذا كان P50 سيدلي ببيان حول المسألة الحالية (أي، بيان وفقًا للمادة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني) أو بيانًا عامًا. قال بوكر إنه سيعترض على هذا الأخير. بناءً على طلب القاضي كيربر، أوضحت د. أوميشين أنه لن تكون هناك صلة مباشرة بين البيان المقصود وبيانها أو شهادة شاهد. لذلك كان عليها أن تعترف بأن الدفاع كان على حق وأن P50 لم يكن ينوي الإدلاء بإعلان وفقًا للمادة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. بعد التحدث لفترة وجيزة مع موكلها، قالت د. أوميشين إن P50 يمكن أن يدلي ببيانه كجزء من بيانه الختامي. سألت القاضي كيربر بوكر عمّا إذا كان الأمر عاجلًا بالنسبة له أو إذا كان بإمكانه إعطاء خمس دقائق من وقته [للاستماع إلى بيان P50]. أجاب بوكر أنه سيتم الإدلاء ببيانات عشوائية في هذه المحاكمة. قال إنه يحترم معظم الشهود، ولا سيما P50، لكنه لا يزال يتصرف بصفته محامي دفاع. قالت القاضي كيربر إنه نظرًا لأن هذه كانت محاكمة تستند إلى الإجراءات الجنائية الألمانية، فلم يكن لديها سبب لمعارضة بوكر ولا يزال بإمكان P50 الإدلاء ببيانه كجزء من بيانه الختامي.

قال محامي الدفاع بوكر إن فريق الدفاع لديه طلبات يجب تقديمها وتلاوتها في المحكمة.

[فيما يلي إعادة صياغة لطلبات الدفاع، بناءً على ما استطاع مراقب المحاكمة سماعه في المحكمة.]

طلب استدعاء والاستماع إلى [PW1]، المقيم حاليًا في [حُجِبت المعلومات]، ألمانيا، بصفته شاهدًا.

شارك PW1 في أنشطة المعارضة في 2011 و2012 وفي مظاهرات في [حُجِبت المعلومات]. وهو صهر P32 وساعدها. سيتمكن PW1 من الشهادة بأن المتهم لم يستخدم العنف ضد P32 أو ضد شقيقاتها. يمكنه أيضًا الإدلاء بشهادته حول مرض P32 النفسي وما إذا كان قد حدث قبل فترة وجيزة من شهادتها في المحكمة أو في وقت أبكر. سوف يكشف استجوابه عمّا حدث لـP32 وعائلتها.

إن القرار الصادر في 21 تموز/يوليو، 2021 يجعل من الضروري الاستماع إلى PW1، لأن القرار يحمّل أنور مسؤولية كل ما حدث في فرع الخطيب تقريبًا. غير أن سلطته في إصدار الأوامر وسلطته التنظيمية كانت محدودة للغاية بسبب كونه سُنيًا. حاول أنور مساعدة معتقلين وانشق. كان القسم 40 وحافظ مخلوف والعلويون هم من يملكون الصلاحيات في الفرع.

يمكن أن يوضح PW1 أن المتهم لم يستخدم العنف ضد P32 وشقيقتيها ونأى بنفسه بوضوح عن هذا العنف. لذلك لا يمكن أن تُنسب أعمال التعذيب هذه إلى أنور رسلان الذي لم يكن يملك سلطة إصدار الأوامر ولا سلطة تنظيمية. ولم يساعد في ارتكاب هذا العنف.

طلب استدعاء وسماع [PW2]، المقيم حاليًا في [حُجِبت المعلومات]، بصفته شاهدًا.

عمل PW2 طيارًا وبعد ذلك صحفيًا. ألقِيَ القبض عليه في مظاهرة عام 2011. وقام المتهم بإجراء الترتيبات اللازمة لإطلاق سراحه من زنزانته. يمكن أن يدلي PW2 بشهادة مفادها أن المتهم لم يأمر بالعنف أو يمارسه أو يوافق عليه. وإنما كان المتهم مهتمًا بقراءة الروايات وعارض استمرار الاعتقالات واسعة النطاق. سيتمكن PW2 من تأكيد ذلك حيث قام المتهمُ بإخبار PW2 [بتلك المعلومات]. التقى PW2 بأنور رسلان في نهاية عام 2013 كجزء من أنشطة المعارضة التي قام بها أنور. كان هذا عندما تحدث PW2 وأنور عن أنشطة أنور خلال الفترة التي تغطيها لائحة الاتهام.

إن القرار الصادر في 21 تموز/يوليو، 2021 يجعل من الضروري الاستماع إلى PW2، لأن القرار يحمّل أنور مسؤولية كل ما حدث في فرع الخطيب تقريبًا. غير أن سلطته في إصدار الأوامر وسلطته التنظيمية كانت محدودة للغاية بسبب كونه سُنيًا. حاول أنور مساعدة معتقلين وانشق. كان القسم 40 وحافظ مخلوف والعلويون هم من يملكون الصلاحيات في الفرع.

لغرض هذه المحاكمة، يجب تذليل العقبات التي تحول دون إمكانية الوصول المطلوب إلى الشهود الذين يعيشون في الخارج. وبما أن هذه المحاكمة تتناول أفعالًا ارتُكِبت في الخارج ومعترف بها دوليًا، يجب أن تبذل المحكمة جهودًا أكبر في تحديد الحقيقة فيما يتعلق بهؤلاء الشهود. إن أشكالًا أخرى من الاستدعاء مثل المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني ممكنة وتم تطبيقها في الماضي.

طلب استدعاء والاستماع إلى [PW3]، المقيم حاليًا في [حُجِبت المعلومات]، بصفته شاهدًا.

حصل PW3 على درجة علمية في العلوم السياسية وعمل ضابطًا في إدارة المخابرات العامة. انضم إلى المعارضة واعتُقل 12 مرة. وقام المتهم بمساعدة PW3 فيما يتعلق بإطلاق سراحه وانشقاقه. كان PW3 يعرف موقف المتهم وأن المتهم تعاطف مع المعارضة وساعد معتقلين. عمل PW3 مع الدكتور كمال اللبواني والتقى رياض سيف في اسطنبول.

إن القرار الصادر في 21 تموز/يوليو، 2021 يجعل من الضروري الاستماع إلى PW3، لأن القرار يحمّل أنور مسؤولية كل ما حدث في فرع الخطيب تقريبًا. غير أن سلطته في إصدار الأوامر وسلطته التنظيمية كانت محدودة للغاية بسبب كونه سُنيًا. حاول أنور مساعدة معتقلين وانشق. كان القسم 40 وحافظ مخلوف والعلويون هم من يملكون الصلاحيات في الفرع.

لغرض هذه المحاكمة، يجب تذليل العقبات التي تحول دون إمكانية الوصول المطلوب إلى الشهود الذين يعيشون في الخارج. وبما أن هذه المحاكمة تتناول أفعالًا ارتُكِبت في الخارج ومعترف بها دوليًا، يجب أن تبذل المحكمة جهودًا أكبر في تحديد الحقيقة فيما يتعلق بهؤلاء الشهود. إن أشكالًا أخرى من الاستدعاء مثل المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني ممكنة وتم تطبيقها في الماضي.

قال محامي الدفاع بوكر إن لديه بيانًا آخر كي يقدّمه. طلب معاينة لقطة شاشة من خرائط جوجل في المحكمة لإظهار الطريق من فرع الخطيب إلى داريا. بحسب خرائط جوجل، كان المرء يحتاج إلى ثلاثين دقيقة بالسيارة للذهاب من داريا إلى فرع الخطيب. ولكن المسافة من داريا إلى كفر سوسة لم تستغرق سوى عشر دقائق. قال P50 إن الرحلة من عيادته إلى الخطيب استغرقت عشر دقائق. لكن من المرجح أنه تم اقتياده إلى كفر سوسة.

قال بوكر إنه اعترض على تلاوة محضر استجواب FR19 لدى الشرطة الفرنسية. لم يكن FR19 على استعداد للاستجواب من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية أو في المحكمة بسبب وجود خطر أمني مزعوم. تم تأكيد هذا الظرف أيضًا من قبل كبير المفتشين كنابمان. تم استجواب FR19 من قبل الشرطة الفرنسية في السابق. سيتم انتهاك مبدأ الطابع الفوري/المُلِح [إذا تمت تلاوة المَحضر] حيث يمكن استدعاء ضابط التحقيق الفرنسي. يمكن الحصول على أدلة من خلال تلاوة مَحاضر الاستجواب كإجراء إضافي. ولكن لا يمكن أن يكون بديلًا. سيكون هذا غير مقبول.

احتفظ المدعي العام كلينجه ومحاميا المدّعين أوميشين وبانز بالحق في الإدلاء ببيانات بشأن طلبات الدفاع. قال بوكر إن الدفاع لن يقدّم بيانًا بشأن بيان د. أوميشين السابق.

سألت د. أوميشين عمّا إذا كان بإمكان موكلها الحصول على ترجمة عربية لطلب الدفاع [لفحص لقطة شاشة خرائط جوجل]. رفضت القاضي كيربر ذلك. قالت د. أوميشين إنها في هذه الحالة ستطلب ذلك [رسميًا].

رُفِعت الجلسة الساعة 12:37 بعد الظهر.

ستُستأنف المحاكمة في 29 أيلول/سبتمبر، الساعة 9:30 صباحًا في القاعة 128 بمبنى المحكمة الإقليمية.



[1] في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقب المحكمة الخاص بنا] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". يرجى العلم بأنه لا يُقصَد من هذا التقرير أن يكون مَحضرًا لجلسات المحاكمة؛ وإنما هو مجرّد ملخّص غير رسمي للمرافعات. وحُجِبَت أسماء الشهود.

[2] ملاحظة من مراقب المحاكمة: لم يكن من الواضح تمامًا ما إذا كان P51 يتحدث فقط عن الأورام الدموية التي تسببها العظام، أو عن الأورام الدموية التي تسببها العظام والتقرحات المفتوحة.