داخل محاكمة مجدي ن. التقرير #21: شهادة شاهد سوري حول التدريبات في مجال القانون الدولي الإنساني نُظّمَت مع المتّهم
محاكمة مجدي ن.
محكمة الجنايات – باريس، فرنسا
الملخص مراقبة المحاكمة الحادي والعشرون
تاريخ الجلسة: 20 أيار/مايو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
[ملاحظة: رتّب المركز السوري للعدالة والمساءلة تقارير محاكمة مجدي ن. بحسب المواضيع وعلى نحو متّسق بناءً على محتوى الجلسات بدلًا من نشرها حسب التسلسل الزمني، ليسهّل الوصول إلى المواد بتسليط الضوء على القضايا الرئيسية والروابط بين مجريات الجلسات.]
يسرد تقرير مراقبة المحاكمة الحادي والعشرون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل أجزاء من جلسة اليوم الثاني عشر من محاكمة مجدي ن. في باريس، فرنسا. في هذا اليوم من المحاكمة، عُرِض مقطع فيديو لإفادة F20 في المحكمة. كان F20 يعمل مستشارًا قانونيا للجيش السوري الحر. وعمل تحديدًا مع منظمة نداء جنيف السويسرية لتدريب مقاتلي الفصائل المسلحة السورية في مجال القانون الدولي الإنساني. وفيما يتعلق بجيش الإسلام، أفاد F20 أنّه كان قد عمل مع مجدي ن. بشكل مباشر لتنظيم هذه التدريبات، وذكر أنّ المتّهم كان حاضرًا أثناء الجلسات التدريبية. وأشار F20 إلى أنّ المتّهم أصبح صديقه. ثم طُرِح على مجدي ن. أسئلة حول مقطع الفيديو. وأكّد أنّ التدريبات التي نُظِّمَت مع منظمة نداء جنيف في شمال سوريا كانت عبارة عن دروس في القانون الدولي واللغة الإنجليزية والإدارة، وليست تدريبات عسكرية.
اليوم الثاني عشر – 20 أيار/مايو، 2025
جلسة بعد الظهر
في نهاية فترة بعد الظهر، وبعد أن أدلى الطرف المدني [حُجب الاسم] W22، بشهادته، طلب فريق الدفاع عرض مقطع فيديو لـ[حُجب الاسم] F20، وهو سوري مقيم في تركيا كان عضوًا في أكاديمية آفاق [التابعة لمنظمة نداء جنيف، انظر تقرير المحاكمة رقم 17].
[بموجب القانون الفرنسي، تختلف القيمة الإثباتية للشهادات تبعًا لما إذا كان الشخص قد أدّى اليمين القانونية بصفته شاهدًا في المحكمة، أو استُمع إليه بصفته مجرد مخبر، أو إذا تُلِيت شهادته أو عُرِضَت في مقطع فيديو. ولأنّ W22 لم يؤدّ اليمين القانونية بصفته شاهدًا، تأتي إفادته من باب "العلم بالشيء" فحسب، ولا تحمل نفس القيمة الإثباتية التي تحملها شهادات الشهود النظاميين.]
أفاد F20 في مقطع الفيديو أنّه وُلِد في داريا في عام 1986، واعتُقِل لاحقًا [على يد النظام السوري]. وذكر أنّه التقى مجدي ن. في إطار عمله مع منظمة نداء جنيف، وتحديدًا أثناء حملة تدريب في مجال القانون الدولي الإنساني أطلِق عليها اسم "مقاتل لا قاتل" التي بدأت في عام 2013 واستهدفت أعضاء الفصائل. ثم شرح F20 مضمون التدريب بالتفصيل وأضاف أنّ مجدي ن. كان أول شخص تواصل معه F20 عام 2013، عندما طلب من مجدي ن. المشاركة في ورشة عمل في منطقة هاتاي في مدينة الريحانية بتركيا.
أفاد F20 أنّ مجدي ن. أشرف على قطاع الإعلام والاتصالات داخل في جيش الإسلام. وأضاف F20 أنّ مجدي ن. دعمه في تنظيم جميع ورش العمل، وطلب من قيادة جيش الإسلام إرسال مقاتلين ميدانيين. ولكن عندما تعلّق الأمر بالمفاوضات في جنيف، قرر جيش الإسلام إرسال قائد ذي رتبة أعلى. ونتيجةً لذلك، وخلال الحوار الذي استمر لمدّة يومين عام 2014، قاد وفد جيش الإسلام [حُجب الاسم] F7. وأكّد F20 أنّ جيش الإسلام اختار شخصًا أعلى رتبةً من مجدي ن. لهذا السبب.
ذكر F20 أيضًا أنّ علاقته بمجدي ن. توطّدت بعد استقالة مجدي ن. من جيش الإسلام، وقدّم له F20 نصيحة بشأن جامعة في إسطنبول. وأفاد F20 أنّ وضع مجدي ن. المالي [في تركيا] لم يكن جيدًا، إذ كان يضطر للنوم في مكتب أحد أصدقائه. وذكر F20 أيضًا أنّ مجدي ن. كاد أن يحصل على المركز الأول في الترتيب الأكاديمي وتمكّن من تعلّم اللّغتين التركية والإنجليزية وكان طموحًا في عمله.
ذكر F20 أيضًا مؤتمرًا حول الإسلاموية والعلمانية كان قد عُقِد في إسطنبول. وأوضح أن أحد المتحدثين، وهو ياسين الحاج صالح، رفض التحدث خلال هذا المؤتمر إذا بقي مجدي ن. في القاعة. وفي هذه المناسبة ادّعى مجدي ن. أنّه كان يعمل في مجال الإعلام وأنّه لم يكن في الغوطة آنذاك [أي منذ عام 2013]، وأنّه لم يكن لديه ما يلوم نفسه عليه أثناء عمله في جيش الإسلام. وقال مجدي إنّه لم يدافع يومًا عن الجرائم، وأنه قدم استقالته عندما لم يعد متفقًا مع توجّهات الفصيل، ولذلك لم يفهم سبب هذه المعاملة المتشدّدة تجاهه. وذكر F20 أيضًا أنّ مجدي ن. لم يكن يريد أن تُتَّهَم الثورة بالإرهاب. وخلص F20 إلى أنّ علاقته بمجدي ن. تحوّلت إلى صداقة بعد أن تعرّف على جانبه الإنساني.
سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن مجدي ن. عمّا إذا كان يرغب في التعليق على مقطع الفيديو. فأوضح مجدي ن. أنه تمنى لو أن F20 أدلى بشهادته أمام المحكمة، نظرًا للمعلومات التي كان بإمكانها تقديمها بشأن عمل المتّهم. وأضاف مجدي ن. أنّ F20 ربما كان قد أغفل ذكر أنّه لم يَعُد إلى الغوطة مرة أخرى، لكن مجدي ن. اعتقد أنّه نسي ذكر ذلك لأنّه كان مفهومًا ضمنًا بالنسبة له، وأوضح أنّ F20 كان يعرف ذلك. وأكّد مجدي أنّ F20 كان مستشارًا قانونيا للجيش السوري الحر، وأنّهما كانا يتبادلان الآراء حول المسائل القانونية. وأوضح أنهما أصبحا مقرّبين، وأضاف مجدي ن. أنّ F20 كانت له علاقات جيدة جدًا مع جميع الفصائل.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى أنّ جلسات التدريب عُقِدت في عامي 2013 و2014، وسأل عن مكان وجود مجدي ن. في تلك الفترة. فأجاب المتّهم بأنّه كان في إدلب. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا إذا كان المتّهم قد أدار معسكرًا تدريبيا في شمال سوريا، فأجاب مجدي ن. بأنها كانت دورة غوص، وأنّها كانت دورة تعليمية وليست تدريبية.
سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن الخلاف بين مجدي ن. وجيش الإسلام. فعلّق مجدي ن. بأنّه أشرف على الاتصالات والمسائل القانونية المتعلّقة بالحملة التدريبية "مقاتل لا قاتل"، وأضاف أنّ هذه المسألة كانت مهمة جدّا بالنسبة له. غير أن مجدي ن. أعرب عن أسفه قائلًا إنّه عندما كان يتوجب إرسال ممثل إلى جنيف، كان جيش الإسلام يختار شخصًا آخر دائمًا. وأفاد مجدي ن. أنّه كان غاضبًا جدا من ذلك، لأنه هو من كان يفعل كل شيء. وأضاف المتّهم منتقدًا أنّه عندما يكون هناك ما يمكن كسبه، مثل الإقامة في فندق أو السفر إلى الخارج، فإنّهم هم من كانوا يستفيدون من الوضع. وأوضح أن هذا هو السبب وراء وجود مسافة بينهم وبين مجدي ن. وفي إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، أكّد مجدي ن. أنّ هذا الحدث وقع قبل وفاة زهران علوش، لكنه أشار إلى أنّه حتى في ذلك الوقت، كان F7 هو من يتّخذ القرارات في المكتب السياسي.
سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن التاريخ الذي تلقّى فيه مجدي ن. أول تدريب في مجال القانون الدولي الإنساني. فأجاب مجدي بأنّه كان هناك ثلاثة جوانب مختلفة: علاقته بمنظمة نداء جنيف وحضوره في التدريبات ودوره بصفته مدرّبا لمقاتلي [جيش الإسلام]. وقال مجدي ن. إنّه تواصل مع المنظمة [نداء جنيف] في آب/أغسطس 2013، وشارك في تدريب في منطقة هاتاي في تركيا نظّمته منظمة نداء جنيف في مقر هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية (أو هيئة الإغاثة الإنسانية) من تشرين الأول/أكتوبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013. وشهد مجدي ن. أنّه أصبح بعد ذلك مدرّبًا [في مجال القانون الدولي الإنساني]، فتساءل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن سبب عدم وجود أي أثر لهذه الخبرة على جهاز الحاسوب الخاص به. فتدخّل محامي الدفاع كيمبف ليشير إلى أنّ وثيقةً قد تُرجِمَت للتوّ، بينما جادل مجدي ن. بأنّ القوانين [التي كان عليه تدريسها] كانت بسيطة للغاية. أمّا بالنسبة للتدريب في شمال سوريا، فأكّد مجدي ن. أنّه كان يتضمّن دروسًا في مجال القانون الدولي واللغة الإنجليزية والإدارة، ولم يكن يتضمن أي تدريبات عسكرية.
رُفِعَت الجلسة في الساعة 8:02 مساءً.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.