1 min read
داخل محاكمة مجدي ن. #8: شهادة طبيبة نفسية خبيرة

داخل محاكمة مجدي ن. #8: شهادة طبيبة نفسية خبيرة

محاكمة مجدي ن. 

محكمة الجنايات – باريس، فرنسا 

الملخص مراقبة المحاكمة الثامن 

تاريخ الجلسة: 19 أيار/مايو 2025 

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف. 

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.  

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.  

[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.] 

[ملاحظة: رتّب المركز السوري للعدالة والمساءلة تقارير محاكمة مجدي ن. بحسب المواضيع وعلى نحو متّسق بناءً على محتوى الجلسات بدلًا من نشرها حسب التسلسل الزمني، ليسهّل الوصول إلى المواد بتسليط الضوء على القضايا الرئيسية والروابط بين مجريات الجلسات.] 

في هذا اليوم من المحاكمة، قدّمت الطبيبة النفسية الخبيرة E3 تقريرها حول فحصها لمجدي ن.، والذي جرى خلال لقاء استمر لمدة ساعة بتاريخ 13 آذار/مارس، 2020. أشارت E3 إلى وجود سمات في شخصية المتهم تتوافق مع أنماط الشخصية المعادية للمجتمع. وقالت إنّ مستوى ذكائه كان أعلى من المتوسط، وأنّ قدرته على الحكم لم تكن قد تأثرت وقت ارتكاب الجرائم المزعومة. وبدا لـE3 أنّ مجدي ن. يتمتع بحضور سلطوي وأنّ لديه قابلية لممارسة العنف. وعندما سألته E3 عن التهم الموجهة إليه، أكّد مجدي ن. أنه لم يكن لينضم إلى جيش الإسلام لو كان على علم بارتكاب الفصيل لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. 

اليوم الحادي عشر – 19 أيار/مايو، 2025 

 الجلسة الصباحية 

بدأت شهادة الطبيبة النفسية الخبيرة [حُجب الاسم]، E3، في الساعة 11:29 صباحًا. 

أوضحت E3 أنّ قاضي التحقيق كان قد طلب إجراء تقييم نفسي بغرض التحقق مما إذا كانت قدرة مجدي ن. على الحكم قد تأثرت [في الفترة التي ارتكبت فيها الجرائم المزعومة]. وقد أُجرِي الفحص بتاريخ 13 آذار/مارس، 2020. 

وخلال الفحص، سألت E3 مجدي ن. عن خلفيته، من ضمن ذلك ما إذا كان قد تعرّض للعنف في طفولته، فأجاب قائلًا "لا أريد التحدث عن ذلك". وأفاد أنّه أنهى دراسة الماجستير في جامعة آيدن بتركيا، وأشار إلى أنّه قُبل في جامعة بلندن لدراسة الأمن الدولي والدراسات الدولية. وأخبر E3 بأنّه أعزب وليس لديه أولاد، لكنه كان مخطوبًا لامرأة تعمل فنانة ومصممة وتقيم في الولايات المتحدة. وذكر مجدي ن. أيضًا أنّه كان قد اعتُقِل لمدة 27 يومًا في سوريا. وأشارت E3 إلى أنّ الحصول على إجابات واضحة منه كان أمرًا صعبًا. 

أفادت E3 أنّ مجدي ن. كان قد تلقى علاجًا لإصابته [حُجبت المعلومة]. وقالت إنه بدا رياضيا. وأضافت أنّ تاريخه الطبي خالٍ من الأمراض، ولا يوجد مؤشرات تدل على إصابته بالذهان، ولم يسبق أن حاول الانتحار. وخلال الفحص، قال مجدي ن. إنه يشعر بتوعّك، لكنه لم يكن حزينًا أو قلقًا. وذكر أنّه لم تساوره سوى أفكار انتحارية عابرة في الماضي. 

ووفقًا لـE3، فقد كانت قدرات مجدي ن. الفكرية والمعرفية جيدة. وكان تعبيره اللفظي واضحًا وتفكيره سلسًا وروابطه الفكرية طبيعية. 

أشارت E3 إلى أنّ مجدي ن. كان ملتحيًا وتظهر على جبهته علامة من أثر السجود. وبدا يقظًا رغم أنّ تعابير وجهه كانت جامدة. وبدا متهكمًا إلى حدّ ما أحيانًا، لكنه كان أيضًا صريحًا ومتعاونًا. ولاحظت E3 أنّه بدا وكأنّه يسعى للسيطرة على مجريات الحوار، وكان أحيانًا يحاول كسب ودّها أو فرض هيمنته على الحوار. ومع ذلك، جرت المقابلة دون انقطاع، وقالت E3 إنّ مستوى التعاون كان كافيًا. 

وعندما سألته عن شخصيته، أشارت E3 إلى أنّ مجدي ن. جلس باستقامة كما لو كان يستعد لإلقاء محاضرة عن شخصيته. وقد ذكر أنّ لديه أسرارًا كثيرة ولا يرغب في مشاركة كل شيء. وعندما سُئل عن قدرته على الإحساس بالمشاعر، رفض الإجابة. ووصفته E3 بأنّه ميّال بطبيعته إلى عدم الثقة، في حين ادعى هو أنّه اجتماعي للغاية. وقد بدا لـ E3 أنّ مجدي ن. يحظى بحضور قوي مع قابلية لممارسة العنف. وبدا باردًا بعض الشيء، وأظهر أنه يجد سهولة في بناء العلاقات والتحدّث أمام الجمهور. وبحسب E3، فإنّ هذه السمات تتوافق مع أنماط الشخصية المعادية للمجتمع. 

أفاد مجدي ن. لـE3 في المقابلة أنّه شغل منصب المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام بين عامي 2013 و2016، وأنه لم يكن له أي نشاط عسكري. وادعى أنّه لو كانت المزاعم المتعلقة بارتكاب جيش الإسلام لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صحيحة، لما انضم إليه قط. وذكر أنّه عرّض نفسه للخطر بانشقاقه عن الجيش السوري، وجادل بأنّه من غير المنطقي أن يترك جماعة إجرامية للالتحاق بجماعة أخرى تسير على ذات النهج. 

أقرّ مجدي ن. بمعارضته للنظام السوري بسبب ممارسات التعذيب التي كان يرتكبها. وذكر أنّه انضم إلى جيش الإسلام لأنه كان ضد تنظيم داعش، ولأنه سمع أنّ تنظيم القاعدة كان يعتقل أشخاصًا، خصوصًا من السُّنّة، ويتخذهم سجناء ويعذّب غير السُّنّة. 

خلصت E3 إلى أنّ مجدي ن. يتمتّع بمستوى ذكاء أعلى من المتوسط وأنّه لا يعاني اضطرابات نفسية ذُهانية. وقد كان دفاعه بأنّه انشق عن الجيش السوري، وأنه كان سينشق عن جيش الإسلام أيضًا لو كان على علم بأفعالهم. وأشارت E3 إلى أنّه بدا في حالة استنفار وحذر، وأنّه أحيانًا كان يوحي بالتقليل من شأنها بصفتها الشخص الذي يجري المقابلة. وأضافت أنّه لم يذكر أبدًا ضحايا [جيش الإسلام]. وبخصوص الفترة المرتبطة بالجرائم المزعومة، خلصت E3 إلى أنه لم يكن يعاني فقدان القدرة على الحكم في ذلك الوقت. ولم تقدّم E3 أي اقتراحات للخضوع إلى علاج نفسي، مؤكدةً أنّ الشخصيات المعادية للمجتمع يصعب علاجها لكونها لا تعترف أصلًا بالمشكلات التي يتعيّن علاجها. 

أسئلة محامي الأطراف المدنية لـE3 

أوضحت E3 أنّ المقابلات التي تُجريها عادةً ما تستغرق ساعة واحدة. تساءل المحامي بالي عمّا إذا كانت قد شعرت بأنّ مجدي ن. كان مراوغًا، فأجابت بأنّه من غير المهني أن تتحدّث عن شعورها. وما أمكنها قوله هو أنّها في النهاية لم تستطع أن تحصل على فهم واضح لطبيعة ما كان يفعله [في جيش الإسلام]. وأشارت E3 إلى أنّ مجدي ن. أخذ كرسيه وأداره قليلًا "كما في الأفلام" قبل أن يجيب، ووضع الملف أمامه في محاولة للتحكّم في مجريات الحوار. وتساءل المحامي بالي عمّا إذا كان يحاول التلاعب بها، فاكتفت E3 بالرد بأنّه بدا وكأنه يوجّه المقابلة في الاتجاه الذي يريده. 

أشار المحامي بالي إلى إفادة مجدي ن. بأنّه شخصية عامة ولديه أسرار، وتساءل عمّا إذا كانت E3 قد حاولت معرفة المزيد عن ذلك. فأجابت بالنفي، مضيفة أنّ الأمر المثير للاهتمام هو إفادته بأنّ لديه أسرار بحدّ ذاته. واعتبرت أنّه كان وسيلة لإظهار نفسه على أنّه شخص مميّز. وأشار المحامي بالي إلى أنّ مجدي ن. قال إنّه لا يرغب في الكذب، ولذلك يفضّل الصمت وعدم الإجابة. فاكتفت E3 بالقول إنه إذا كانت لديه أسرار مرتبطة بالقضية، فإنّ العدالة ستكشفها. 

عندما سُئِلَت E3 عن الإشارة إلى "احتمال الإصابة باعتلال نفسي" في تقريرها، أجابت بأنّ الاعتلال النفسي لا يندرج ضمن وصف الأمراض التقليدي (علم تصنيف الأمراض – التصنيفات النوزوغرافية التقليدية)، وأنّ التوصل إلى تشخيص قاطع يتطلّب إجراء فحوصات إضافية. 

أسئلة المدعية العامة لـE3 

سألت المدعية العامة أفاغ عمّا إذا كان هناك تناقض بين سمات الشخصية المعادية للمجتمع لدى مجدي ن. وبين وصف E3 له بأنّه مهذّب وودود. وفقًا لـE3، فإنّ بعض الأفراد ذوي الشخصية المعادية للمجتمع، الذين يتّسمون ببرود عاطفي وأنانية، يكونون أقل قدرة على تحمّل الإحباط. غير أنّ آخرين من ذوي الشخصية المعادية للمجتمع، الذين يتمتّعون بمستويات فكرية أعلى، قد تبقى قدرتهم على التعاطف محدودة لكنهم قادرون على التحكّم في المواقف والتصرّف على نحوٍ ينتهك المعايير الاجتماعية وفي الوقت نفسه يتكيّف مع التفاعلات الاجتماعية. 

أسئلة محامي الدفاع لـE3 

سأل المحامي غْويز عمّا إذا كانت ظروف الفحص استثنائية بسبب الإغلاق الشامل [المرتبط بجائحة كوفيد-19]، فنفت E3 ذلك. سأل المحامي E3 عمّا إذا كانت قد قرأت التهم قبل إجراء المقابلة، فأجابت بأنّها لا تفعل ذلك عادةً، لكن في هذه القضية، وبالنظر إلى طبيعة التهم، فقد تصفحت الوثيقة سريعا. وأكّد المحامي غْويز أنّ التهم كانت خارج نطاق المألوف. 

وجد المحامي غْويز أنّه من "السخيف" إنشاء ملف تشخيصي نفسي بعد مرور خمس سنوات [على إجراء الفحص]، فردّت E3 بأنّها حضرت لتقديم تقريرها، لا لإعداد ملف تشخيصي. وعندما شكّك المحامي غْويز في قيمة معلوماتها، على سبيل المثال عندما شهدت أنّ مجدي ن. كان يتّسم بالميل إلى التلاعب. أجابت بأنّها لم تستخدم هذا المصطلح، وأعادت التأكيد على ملاحظاتها بأنّه كان منغلقًا ولم يُظهر انفعالًا يُذكَر رغم أنّه لم يكن عدائيا. وتساءل المحامي غْويز عمّا إذا كان ذلك قد يكون نتيجة لما مر به في الحرب، لكن E3 اعتبرت أنّ ذلك كان أسلوبه في تسيير شؤونه. وردّا على المحامي غْويز، قالت إنّ الفحص الذي أجرته لم يتضمن البُعدَين الثقافي والديني. 

وعندما طُلب من E3 أن تعددّ السمات المرتبطة بالشخصية المعادية للمجتمع التي لاحظتها لدى مجدي ن.، ذكرت رباطة جأشه واحتمالية تحوّل ذلك إلى عدوانية. وأشارت كذلك إلى نزعة الشك لديه وبروده وكثرة كلامه وأنانيته. وكررت أيضًا أنّه لم يدلِ بأي ملاحظات بشأن ضحايا [جيش الإسلام]. وجادل المحامي غْويز بأنّه من الصعب إظهار التعاطف مع شخص مضطر بالفعل إلى الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات الموجهة إليه. فأشارت E3 إلى أنّه عندما طُرح موضوع التعذيب خلال المحادثة، لم يتطرّق مجدي ن. إلى صُلب الموضوع، مضيفة أنّها في مسيرتها المهنية، كانت قد التقت بأشخاص فعلوا ذلك. وعندما سُئِلَت عمّا إذا كانت بعض الإجابات قد نُقّحت بسبب الترجمة الشفوية، أجابت E3 بأنّ المترجم الشفوي كان معتمدًا من المحكمة. 

توقفت الجلسة في الساعة 12:24 بعد منتصف الليل. 

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.