
داخل محاكمة مجدي ن. #6: شهادة المتخصص النفسي الخبير
محاكمة مجدي ن.
محكمة الجنايات – باريس، فرنسا
الملخص مراقبة المحاكمة السادس
تاريخ الجلسة: 6 أيار/مايو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
[ملاحظة: رتّب المركز السوري للعدالة والمساءلة تقارير محاكمة مجدي ن. بحسب المواضيع وعلى نحو متّسق بناءً على محتوى الجلسات بدلًا من نشرها حسب التسلسل الزمني، ليسهّل الوصول إلى المواد بتسليط الضوء على القضايا الرئيسية والروابط بين مجريات الجلسات.]
يسرد تقرير مراقبة المحاكمة السادس الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل صباح اليوم الرابع من محاكمة مجدي ن. في باريس، فرنسا. في هذا اليوم من المحاكمة، أفاد المتخصص النفسي الخبير E1، أن مجدي ن. لم يواجه أي صعوبات في حياته الأسرية، وأشار إلى تمتعَه بقدرات عقلية جيدة. وأشار E1 إلى أنه لم يلاحظ على المتهم أي مؤشرات لصدمة نفسية ناجمة عن الحرب، وأوضح أن ذلك قد يعني إما أنه لم يشارك في القتال، أو أنه كان يمتلك قدرة عالية على تحمل العنف. وفيما يتعلق بجماعة جيش الإسلام، أشار الخبير إلى أن مجدي ن. يميل إلى التقليل من دوره، وأعرب عن شكوكه بشأن الادعاءات المُجرِّمة ضد الجماعة. وأشار E1 إلى أن مجدي ن. قدّم إجابات اتسمت بالمراوغة، وتعمّد إغفال بعض الأمور. واعتبر E1 أن هذا السلوك يُشير إلى وجود سلوك فيه تلاعب وإخفاء للمعومات. وردّا على سؤال الدفاع، رفض E1 وصف الحبس الانفرادي الذي خضع له مجدي ن. بأنه "تعذيب أبيض". وأفاد بأن المتهم كان قد فكر في خوض إضراب عن الطعام قبل ستة أشهر من المقابلة التي أجراها الخبير معه، وأنه كان يُعاني مشاكل صحية.
اليوم الرابع – 6 أيار/مايو، 2025
الجلسة الصباحية
في افتتاح الجلسة، بدأت المحكمة بمناقشة قضايا تتعلق بسرية هوية الشهود، وناقشت جدولًا زمنيًا اقترحه محامو الأطراف المدنية لعرضه على هيئة المحلفين. [ملاحظة: للاطلاع على ملخصات هذه المناقشات، يُرجى الرجوع إلى تقرير المحاكمة رقم 1 وتقرير المحاكمة رقم 2].
أدى الخبير [حُجب الاسم] E1، اليمين القانونية.
[كرّر الخبير ملاحظات متشابهة في أكثر من موضع في إفادته. وقد أعادت مراقبة المحاكمة ترتيبها أحيانًا.]
أفاد E1 أن مجدي ن. كان يبلغ من العمر 32 عامًا [وقت لقائه به في عام 2020 لإجراء التقييم النفسي]، وأنه وُلد في المملكة العربية السعودية، وكان يقيم في مدينة مرسيليا [قبل اعتقاله]. وصفه E1 بأنه هادئ ومتزن ويقظ وصبور. وأشار إلى أن مجدي ن. كان يستخدم الإيماءات للتأكيد على نقاط معينة، ويتحدث بإسهاب بلغة متينة ومنظمة ومصقولة. وقد قدّم مجدي ن. نفسه بصفته المتحدث الرسمي السابق باسم جماعة جيش الإسلام، وهي منظمة زعم أنها لم تكن تُعد جماعة إرهابية. وأضاف الخبير أنه بدا لبقًا اجتماعيًا، وكان قادرًا على إخفاء جوانب من ماضيه، وأنه كانت لديه نزعة ليحيد عن الموضوع أو ليوجه النقد. ولم يُلاحظ E1 وجود اضطرابات نفسية ملحوظة لديه.
الحالة الصحية وفترة الاعتقال
وفقًا لما أفاد به E1، فقد عانى مجدي ن. أثناء فترة اعتقاله آلامًا في [حُجبت المعلومة]، وقد تلقّى علاجًا أوليا لذلك، ولكنه كان بانتظار فحص طبي. وبحسب ما ورد، أعرب مجدي ن. عن شعوره بضيق شديد، وأنه كان مصرا على براءته، وأفاد بأنه كان قد فكّر في خوض إضراب عن الطعام قبل ستة أشهر. وقد كان يتواصل باللغة الإنجليزية مع زملائه النزلاء في سجن "لا سانتي". وأضاف أن إدارة السجن لم تُبلِّغ عن أي مشاكل تتعلق بمجدي ن. أثناء فقترة اعتقاله.
الخلفية الأسرية وفترة الطفولة
أوضح E1 أن والد مجدي ن. كان مقاولًا يعمل لحسابه الخاص في قطاع البناء، فيما كانت والدته تعمل معلمة. وكان كلا الوالدين مسنَّين وقد عادا من المملكة العربية السعودية للإقامة في دمشق عام 1991. وأشار الخبير إلى أن لمجدي ن. ستة أشقاء، وأن عائلته أُبلِغت باعتقاله عن طريق محاميه.
ووفقًا لما قاله E1، ادعى مجدي ن. أن طفولته كانت سعيدة وامتزجت فيها لحظات الحزن في نفس الوقت، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية. وذكر أن والديه كانا معارضَين للنظام السوري. وأشار E1 إلى أن مجدي ن. كان شديد التحفظ بشأن ذكريات الطفولة، ولم يقدّم سوى القليل من التفاصيل عن شخصية والديه. ووفقًا لـE1، فقد بدا نموه متوازنًا، على الرغم من أن تشرّبه للاحترام والقيم تبين أنه جزئي. وكانت معظم أقوال مجدي ن. ذات طابع واقعي. وذكر أنه لم يتعرض للإساءة قط. ولم يلاحظ E1 أي صعوبات خاصة في سياق روايته عن حياته الأسرية.
المسار الأكاديمي والمهني
أفاد E1 بأن مجدي ن. تحدّث بقدر أكبر من الحرية عن حياته الأكاديمية والمهنية، غير أن أقواله اتسمت بـ"الغموض الشديد، إن لم تكن مبهمة تمامًا". ذكر مجدي ن. أنه درس في إسطنبول بين عامي 2015 و2019، حيث أسس مركزًا بحثيا [مركز توران، راجع تقرير المحاكمة #5]. وأشار إلى أنه التحق بجامعة دمشق عام 2006، لكنه اعترف بعدم التزامه بالحضور وأنه أعاد سنة دراسية.
وأضاف E1 أن مجدي ن. روى أنه اعتُقل وتعرّض للتعذيب عام 2008، وادعى أن النظام السوري اعتقله إلى جانب زهران علوش. وبعد ذلك، أدى خدمته العسكرية بين عامي 2010 و2013 برتبة رقيب، وخدم في قسم الاتصالات بمدينة دوما. وخلال الثورة السورية، تعاون سرّا مع الثوار، إلى أن انشقّ عن الخدمة. ووصف مجدي ن. علاقته بزهران علوش بأنها كانت مبنية على الثقة.
ذكر مجدي ن. أيضًا أنه أجرى أبحاثًا مرتبطة بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في مرسيليا، غير أن E1 لم يتمكّن من العثور على أي منشورات باسمه. وادّعى مجدي ن. أنه قُبل في برنامج ماجستير في لندن عام 2020. وقدّم مجدي ن. نفسه بصفته باحثًا مهتمّا في متابعة الدراسات الاستخباراتية، وبدا ذكيًا وفطنًا، غير أنه لم يكن يمتلك خطة مهنية واضحة في فرنسا.
الحياة الاجتماعية والعاطفية
أفاد E1 أن مجدي ن. وصف نفسه بأنه اجتماعي الطبع، رغم أن أنشطته الترفيهية كانت محدودة أثناء عضويته في جيش الإسلام. وأوضح أنه كان يستمتع بالسفر والمحادثة والقراءة. وأنه كان أعزبًا، وبيّن أن نمط حياته الثوري حال دون زواجه. وقال إنه تقدّم للزواج عام 2016، إلا أنه واجه مشاكل متعلقة بالتأشيرة، وقدّم في هذا السياق تفسيرات مقتضبة وغامضة، وفقًا لـE1.
الدين
أفاد E1 أن مجدي ن. قدّم نفسه بأنه مسلم سنيّ، وأنه أدى فريضة الحج في مكة المكرمة عام 2015. وأوضح أنه واظب على أداء الصلاة أثناء فترة اعتقاله في فرنسا، وأنه استشار الإمام. وذكر E1 أن المصحف الذي كان متاحًا في المعتقل لم يكن مناسبًا لمجدي ن.
موقف مجدي ن. من التهم الموجّهة إليه
صرّح مجدي ن. عندما سُئل عن قدرته على إزهاق روح إنسان، بأن الإسلام يحرّم مثل هذه الأفعال، وقال "نحن مقاتلون ولسنا قتلة. نحن مضطهدون ولسنا جهاديين". وأشار E1 إلى أنه كان ينتقي ألفاظه بعناية، وأحيانًا كان يطلب من المترجم الشفوي [توضيح المصطلحات]. ولاحظ E1 أن تعبيره اللفظي ظل صعبًا، إذ كان يتوقف ويفكر مليًّا قبل اختيار صياغة أكثر دقة.
أنكر مجدي ن. جميع التهم الموجهة إليه، معترفًا بدور محدود للغاية فقط. وذكر أنه التقى بدبلوماسيين أجانب، وادعى أن أنشطته اقتصرت على الدعاية الإعلامية. وأكّد أنه قدّم استقالته [من جيش الإسلام] بسبب خلافات أيديولوجية. وروى أنه تعرّض لسوء المعاملة أثناء اعتقاله في مرسيليا، قائلًا إنه تعرّض للضرب على وجهه، ووصف الاعتقال بأنه كان عنيفًا. وأشار E1 إلى أنه كان يحيد عن صلب الموضوع عندما تصل المحادثة إلى طريق مسدود، موجّهًا الحديث نحو قضايا أكثر تركيزًا على ذاته.
ادعى مجدي ن. أنه كان يحمل رتبة نقيب [في جماعة جيش الإسلام]، وبحسب ما ورد كان يتمتع بسلطة التفاوض ويضطلع بأنشطة مرتبطة بالدعاية الإعلامية. وقال مجدي ن. إنَّه [لم يتضح ما إذا كان يقصد زهران علوش أم نفسه] قد شجّع الشعب السوري على القتال ضد بشار الأسد. وأضاف أنه صُدم من إفادات الشهود الموجهة ضده.
قال مجدي ن. إن تنظيم القاعدة كان يهدد والديه. وأشار E1 إلى أنه عمل بصفته دبلوماسيّا في مرحلة ما، وذكر من بين أمور أخرى مشاركته في اجتماع بمقر تركي. إلا أنه عاد لاحقًا ليناقض نفسه، قائلًا إنه لم يتولَّ دورًا مهمّا.
وبخصوص حالات الاختفاء القسري لأربعة نشطاء سوريين [المعروفين باسم "مخطوفي دوما الأربعة"]، نفى مجدي ن. مسؤوليته عن تلك الحادثة، ونسبها إلى تنظيم داعش. وعندما سأله E1 عن ضلوعه في أي أعمال عنف، نفى مجدي ن. ضلوعه في أي اشتباك مباشر. ورغم قوله إنه كان يحب القتال، إلا أنه نفى استخدامه أي سلاح ضد المدنيين.
وبخصوص استخدام الشريعة ضمن الفكر السلفي، أشار مجدي ن. إلى وجود ما وصفه بـ"سوء الفهم". وأوضح E1 أنه ظل مراوغًا عند سؤاله عن خلفية زهران علوش. وعندما سُئل عن التعذيب، أشار مجدي ن. إلى سياق محدد [يمكن أن يفسّر اللجوء إلى بعض الممارسات]. أما عند سؤاله عن استخدامه للسلاح، فقد أوضح مجدي ن. أنه كان مضطرا لتولي دوره بصفته نقيبًا. وأعرب عن شكوكه حيال المزاعم الموجهة إلى جيش الإسلام بارتكاب أفعال ضد المدنيين المعتقلين. ووفقًا لما قاله مجدي ن.، فقد كانوا ثوارًا، لا مرتزقة، وبالتأكيد ليسوا جهاديين. وأضاف أن النظام كان يُعدم السجناء، في حين أن جيش الإسلام لم يفعل ذلك. ووفقًا لـE1، فإن مجدي ن. لم يُقرّ بأي ضلوع لجيش الإسلام في ارتكاب جرائم حرب.
أوضح E1 أن مجدي ن. كان يميل إلى إخفاء جوانب معينة من ماضيه. فعلى الرغم من توجيه أسئلة دقيقة إليه، كانت إجاباته مطوّلة ذات طابع دفاعي. وأشار إلى أنه قدّم تواريخ لا يمكن التحقق منها. وأشار E1 إلى أنه كان من الضروري مقاطعته في كثير من الأحيان للحصول على إجابات مباشرة.
ووفقًا لـE1، فإن الأسماء التي ذكرها مجدي ن. سُردت بشكل عشوائي وغير منظم، وغالبًا ما تعذّر التحقق من صحتها. ولاحظ E1 أن المتهم بدا قادرًا على تقديم نفسه بطريقة استراتيجية، والتغاضي عن ذكر دوره بصفته رقيبًا.
سلّط E1 الضوء على عدة تناقضات في أقوال مجدي ن.: فقد ادعى أنه شغل دورًا مهما، لكنه في الوقت ذاته قال إنه لم يكن مطّلعًا على الأمور؛ وقال إنه كان قادرًا على تمثيل جيش الإسلام في سياقات دبلوماسية، لكنه نفى كونه صانع قرار؛ وأقرّ بوقوع انتهاكات، لكنه ادعى أنه لم يكن على علم بها. ووفقًا لـE1، فقد كان مجدي ن. يميل إلى التقليل من دوره والتهوين من شأنه.
وأخيرًا، ذكر E1 أنه في ختام المقابلة، وجّه مجدي ن. انتقادات حادة للإجراءات القضائية الفرنسية المتخذة بحقه، مستخدمًا نبرة وصفها E1 بأنها شديدة التمركز حول الذات.
الأبعاد النفسية والمرضية
أفاد E1 أن مجدي ن. لم يُظهر أية مؤشرات على وجود اضطراب نفسي. فقد تحدّث عن تعرضه "للاختطاف" في فرنسا، إلا أنه بدا متكيّفًا مع الاعتقال، من دون ظهور أعراض ملحوظة للاكتئاب. وأوضح أنه كان ضحية للتعذيب في سوريا، لكنه لم يُظهر علامات على وجود اضطرابات قلق، بل بدا صاحب قدرة عالية على التحمّل النفسي. ووصف E1 شخصيته بأنها قوية، ولم يُظهِر أي ميول انتحارية. وأشار إلى أنه لم يكن يتناول أي علاج دوائي خلال فترة اعتقاله في سجن "لا سانتي".
أضاف E1 أن مجدي ن. لم يذكر أي سلوك عنيف أو مشاركة في مواجهات جسدية منذ عام 2003. وأوضح أن الأسلحة التي استخدمها كانت لأغراض تمثيل في تسجيلات مصوّرة فقط. وأشار E1 إلى أنه لم يُبلَّغ عن أي سلوك إيذاء للذات. وأشار إلى أن حالة [حُجبت المعلومة] لدى مجدي ن. تتطلّب متابعة طبية محدودة. وأُفيد بأنه لم يتعاطَ الكحول أو المخدرات.
وفقًا لـE1، لم تكن هناك أي مؤشرات على وجود إعاقة ذهنية. إلا أن مساحة التعبير العاطفي بدت محدودة لدى مجدي ن. إذ اتسم خطابه بالتحكّم والانتقائية. وذكر أنه مهتم بالسياسة ويجيد خوض النقاش، غير أن E1 لاحظ أنه كلما أصبحت الأسئلة محددة للغاية، كان مجدي ن. يميل إلى المراوغة أو الخروج عن الموضوع. وأشار E1 إلى أن لديه قدرة واضحة على التكيّف والاستيعاب، واصفًا إياه بالبراغماتي والمنظّم. وأفاد E1 أن مجدي ن. لم يُظهر أي صعوبات في الأداء الفكري أو في قدرته على استيعاب المعلومات.
عند الحديث عن خدمته العسكرية، قال مجدي ن. إنه انشقّ ثم انتظر الفرصة [للالتحاق بالثورة]. ورأى E1 أن خطابه ظلّ نمطيّا وخاليًا من العمق العاطفي. ولوحظت لديه سمة نرجسية معينة، مع مستوى ملحوظ من تقدير الذات وسلوك وُصِف بالسطحي، أشار E1 إليه بأنه مجرّد "واجهة." ورصد E1 لدى مجدي ن. ميلًا إلى جذب الانتباه والسعي وراء الأضواء.
ادّعى مجدي ن. أنه لم يكن مقاتلًا، وقال إنه لم يكن يعلم ما كان يجري داخل مراكز الاعتقال التابعة لجيش الإسلام. ووفقًا لـE1، فقد كان يتهرّب باستمرار من تحمّل المسؤولية، ملقيًا باللوم على النظام السوري فيما يتعلّق بأعمال التعذيب، [من دون أن يذكر ممارسات جيش الإسلام في السجون التابعة له]. ووصف E1 منطق مجدي ن. بأنه مُصاغ بشكل انتقائي، ولاحظ اتخاذه موقفًا تجنبيّا، مع غياب أي تعبير واضح عن التعاطف مع الضحايا.
الردود على طلبات قاضي التحقيق
فيما يتعلق بالتهم، أشار E1 إلى أن مجدي ن. لم يقبل بأي من التوصيفات القانونية للوقائع المزعومة، وطعن بشكل منهجي في إفادات الشهود. وبدا أن هناك قدْرًا من التناقض فيما يتعلق بدوره السابق بصفته متحدثا رسميّا؛ إذ كان مجدي ن. يميل إلى التقليل من طبيعة تلك الوظيفة وأهميتها. وأشار E1 أيضًا إلى أن مجدي ن. لم يكن لديه على ما يبدو أي جهات دعم أو موارد محددة.
فيما يتعلق بمستوى الخطر الذي يمثّله، قدّم مجدي ن. نفسه على أنه غير مرتبط بأي جماعة أو حركة قد تكون ذات صلة بأعمال عنف أو إرهاب. وأقرّ E1 بأنه يمتلك معرفة سياقية وجيوسياسية، وكفاءة لغوية، ودرجة معينة من القدرة على التكيّف في التعامل مع الآخرين. ووُصفت قناعاته الدينية بأنها راسخة.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى أنه يبدو أن مجدي ن. يتمتع بقدرات فكرية مُرضية، ولديه قدرة على التحليل والتعبير عن أفكاره، وهو ما يعكس فهمًا جيدًا للواقع. غير أن مجدي ن. لم يشارك إلّا القليل حول الجوانب الأكثر حميمية في حياته، وهو ما اعتبره رئيس المحكمة القاضي لافيغن قد يعود إما إلى أعراف ثقافية أو إلى تحفّظ شخصي. وردّا على ذلك، أكّد E1 أن ذلك قد يكون مسألة ثقافة أو مسألة تتعلق بالتحفّظ.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى أن مجدي ن. لم يُبلّغ عن أي صدمات شخصية سابقة، غير أنه وصف ظروف اعتقاله في فرنسا بأنها كانت صادمة، ولا سيما بسبب استخدام القوة. وذكر مجدي ن. أنه فكّر في الدخول في إضراب عن الطعام. ورغم أنه لم يبدِ شكاوى صحية مرتبطة بالدورة الدموية في ذلك الوقت، إلا أنه بدأ يعاني هذه المشاكل لاحقًا. وفي عام 2022، نُقل من سجن "لا سانتي" إلى سجن "فلوري ميروجي" [يقع كلاهما في ضواحي باريس]، حيث احتُجِز في وحدة محددة، وقيل إنه واجه ظروف اعتقال قاسية.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى أن مجدي ن. لم يكن لديه أي تواصل خارجي، ولم يتلقَّ أي زيارات طوال فترة اعتقاله. غير أنه تمكن من الحفاظ على قدر من التواصل مع عائلته، وإن كانت قد سُجِّلت بعض الحوادث في هذا السياق، ولا سيما تحويل والديه مكالمات هاتفية مكّنته من التواصل مع أشخاص غير مدرجين في قائمة جهات الاتصال المصرح لها التواصل معه.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن، إلى أن مجدي ن. خاض إضرابين عن الطعام، كان آخرهما في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وقد استدعى ذلك إجراء تقييم طبي للتأكّد من أهليته للمثول أمام المحكمة والخضوع للمحاكمة. وعندما سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن E1 عمّا إذا كان مجدي ن. قد قال صراحةً إنه ضحّى بنفسه من أجل قضية يراها عادلة، أوضح E1 أن مجدي ن. تحدّث عن الالتزام وعن قضية، لكنه لم يستخدم كلمة "تضحية".
لاحظ رئيس المحكمة القاضي لافيغن أن مجدي ن. بدا وكأنه يعبّر عن خيبة أمل [مرتبطة بانفصاله عن جيش الإسلام]، بعد أن بذل جهودًا كبيرة في الدفاع عمّا اعتبره قضية عادلة. ويبدو أن انفصاله عن جيش الإسلام قد ترك ندوبًا عاطفية. وعندما سئل E1 عمّا إذا كان مجدي ن. قد بدا محبطًا أو يائسًا، أجاب E1 بأنه على العكس من ذلك، فقد استعاد توازنه؛ فبمجرد وصوله إلى تركيا استأنف دراسته.
أسئلة محاميي الأطراف المدنية لـE1
أشارت المحامية زاغكا إلى مشادة مسجلة بين [حُجب الاسم] F42، ومجدي ن.، [يُرجَّح أنها وقعت في الغوطة أثناء فترة الحصار]، حول توزيع الخبز. وخلال هذه المحادثة، قال F42 "ارفع يدك"، أعقبها صدور أصوات ضرب. ادعى مجدي ن. لاحقًا أن تلك الضربات كانت موجهة إلى الطاولة. وفي التسجيل نفسه، يُسمع مجدي ن. يرد على F42 قائلًا "أنت لا تفهم شيئًا". وقد كان هذا التسجيل الذي عُثر عليه في حاسوب مجدي ن. غير مؤرخ. سألت المحامية زاغكا عمّا إذا كان هذا الحوار قد يسلّط الضوء على طبيعة علاقة مجدي ن. بالآخرين. وردًا على ذلك، أشار E1 إلى أن شخصية مجدي ن. القوية ربما كان يُعبَّر عنها بشكل مختلف في ذلك السياق الأكثر تصادمية – وعندما كان أصغر سنّا – مقارنةً بالبيئة الأكثر إخضاعًا في سجن "لا سانتي".
سأل المحامي بالي عن كيفية إجراء E1 للمقابلات. فأجاب E1 بأنه كان يدوّن ملاحظات خلال اللقاءات. وأشار إلى أن مجدي ن. كان يتحدث أحيانًا باللغة الإنجليزية، ولكن بخلاف ذلك، كانت هناك فجوة بين الترجمة التي يؤديها المترجم الشفوي وتدوين الملاحظات. سأل المحامي بالي عمّا إذا كانت الأسئلة قصيرة والإجابات طويلة. فأكّد E1 ذلك، موضحًا أن مجدي ن. كان يميل إلى التهرب من الإجابة عن بعض النقاط أو التعتيم عليها.
أشار المحامي بالي إلى أنّ مجدي ن. كان قد ادعى في البداية، أثناء التقييم النفسي، بأنه كان في إدلب حتى عام 2016، ثم عاد لاحقًا وقال إنه كان مخطئًا وإنه لم يكن هناك في ذلك الوقت. فأكّد E1 أن مجدي ن. قد قال ذلك.
سأل المحامي بالي عمّا إذا كان مجدي ن. قد أنكر زيارته لمراكز الاعتقال التابعة لجيش الإسلام. فأوضح E1 أنّ هذه هي الطريقة التي لخّص بها ما عبّر عنه مجدي ن. في أقواله.
استفسر المحامي بالي عمّا إذا كان لدى E1 أي معرفة مسبقة بجيش الإسلام. فأجاب E1 بأنه كان لديه إمكانية الوصول إلى ملف القضية كاملًا حتى شهر تموز/يوليو 2020، وأجرى بحثًا بعد ذلك، الأمر الذي مكّنه من وضع جدول زمني وفهم للسياق الثقافي بشكل أفضل. وأضاف أنه كان يعمل في مجال مكافحة الإرهاب لمدة عشر سنوات، وكان معتادًا على العمل بسرعة.
أشار المحامي بالي إلى أنّ مجدي ن. بدا حريصًا على إظهار قدرٍ معين من الأهمية، بينما كان في الوقت ذاته يُقلّل من دوره في بعض المسائل المحدّدة، وسأل عمّا إذا كان يمكن اعتبار ذلك شكلًا من أشكال ازدواجية الخطاب. فأجاب E1 بأنّ الأمر يحمل بالفعل طابعًا تناقضيًا.
سأل المحامي بالي عمّا قاله مجدي ن. بخصوص دوره داخل جيش الإسلام، وما إذا كان مصطلح "الدعاية الإعلامية" قد تكرر في أقواله. فأكّد E1 ذلك. سأل المحامي بالي عمّا إذا كان مجدي ن. قد قال إنه كان يقتصر على "تحريض" [الناس على الانضمام]، وإن كان قد استعمل هذا التعبير تحديدًا. فأكّد E1 ذلك. سأل المحامي بالي بعد ذلك عمّا إذا كان مجدي ن. قد ذكر أنه كان مدرِّبًا في جيش الإسلام. فنفى E1 ذلك.
أشار المحامي بالي إلى أنّ سيرةً ذاتيةً عُثر عليها في جهاز الآيباد الخاص بمجدي ن. تفيد بأنه لعب دور المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام من عام 2012 إلى 2016، وسأل عن تاريخ نهاية عمله بهذا المنصب. فأوضح E1 أن هذا عمله في هذا المنصب انتهى في عام 2015، عندما اغتيل زهران علوش.
أشار المحامي بالي إلى منصب نائب رئيس مكتب التوجيه المعنوي وأدوار أخرى وردت في السِّيَر الذاتية. فأجاب E1 بأنه لا يمتلك تلك المعلومات. وعندما سُئل عمّا إذا كان مجدي ن. مراوغًا [بشأن أدواره في جيش الإسلام]، فأكّد E1 ذلك، وأوضح أنّ ذلك يمكن وصفه بالإغفال المتعمّد، وسمّاه "موقفا قائما على التظاهر والتصنع". سأل المحامي بالي عمّا إذا كان مجدي ن. قد بدا سليم العقل، فأكّد E1 ذلك، مشيرًا إلى أنّ عقله يتّسم بالقدرة على التكيّف.
أسئلة الادعاء العام لـE1
سألت المدّعية العامة أفاغ E1 عمّا إذا كان من المعتاد أن يضع الأشخاص الذين تجرى معهم المقابلة شروطًا قبل أن يوافقوا على الإجابة عن الأسئلة. واعتبرت المدّعية العامة أنّ مجدي ن. قد تصرّف على هذا النحو حين ادعى أنه ينبغي أن يُنظر إلى جيش الإسلام بصفته جزءا من الثورة السورية، وأنه لن يجيب إلا عندما يطرح E1 الأسئلة. فأجاب E1 بأنّ هذا السلوك غير اعتيادي، لكنه واجهه من قبل. واعتبر أنّه يعكس رغبة الشخص الذي تجرى معه المقابلة في السيطرة على مسار المحادثة. وأردف بأنّه عندما لم يكن الحوار يسير في صالح مجدي ن.، لاحظ E1 أنه كان إمّا ينحرف بالحديث إلى موضوع آخر، أو يتوقف لبرهة ويفكر، ثم يدوّن بعض الملاحظات على ورقة قبل أن يستأنف الكلام.
أشارت المدّعية العامة أفاغ بعد ذلك إلى أنّ E1 قد وصف خطاب مجدي ن. بأنه مصقول ومهذب. وأشارت إلى أنّ ذلك يمكن تفسيره بطريقتين: إمّا بوصفه مؤشّرًا على الصدق، أي أنّ مجدي ن. كان يعبّر ببساطة عن معتقداته الحقيقية؛ أو، كما أوضح E1 سابقًا، على أنه دليل على انعدام الشفافية والعفوية. فأجاب E1 بأنّ الطابع المصقول في خطابه يعود على الأرجح إلى أنّ مجدي ن. كان قد خضع مسبقًا لعدد من المقابلات، وهو ما أتاح له التحضير المسبق.
سألت المدّعية العامة أفاغ عمّا إذا كان استخدام مجدي ن. للغة غامضة أو غير واضحة في إجاباته يُظهر رغبته في الإجابة [بقدر استطاعته]، أو أنّه على العكس، كان تكتيكًا للمراوغة وتجنّب تقديم اجابة مباشرة. فأوضح E1 أنّ مجدي ن. كان يتحدث على عجل في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام، ظل خطابه متقنًا ومسيطرًا عليه. استفسرت المدّعية العامة أفاغ بعد ذلك عمّا إذا كانت هذه القدرة تمثّل مهارة اكتسبها مجدي ن. من دوره السابق بصفته متحدثا رسميا. فأكّد E1 أنّ مجدي ن. كان بالفعل متحدثًا بارعًا ويتمتع بالمهارات المرتبطة بذلك.
انتقالًا إلى التقييم النفسي الذي أجراه E1، سألت المدّعية العامة أفاغ عمّا إذا كانت المعلومات المتوفّرة عن حياة مجدي ن. تُظهر وجود أي مؤشرات على صدمات نفسية مرتبطة بالحرب. فأجاب E1 بأنّه لم يلاحظ مثل هذه المؤشرات أو أي آثار متبقية لها. وأوضح أنّ أيًا من المؤشرات الخمسة النموذجية لتشخيص متلازمة الصدمة لم يكن حاضرًا.
سألت المدّعية العامة أفاغ عن كيفية تفسير غياب المؤشرات التي تدل على وجود صدمة. فأوضح E1 أنّ ذلك قد يدل على مستوى عالٍ من القدرة على الصمود أو القدرة على تحمّل العنف. وأثار أيضًا احتمال أن يكون مجدي ن. قد تعرّض للتعذيب، لكنه أشار إلى أنّ البعد الجسدي والنفسي عن الأحداث، ولا سيّما الفترة التي قضاها في تركيا، ربما ساعده على حماية نفسه من بعض الصدمات.
أسئلة محامي الدفاع لـE1
أشار محامي الدفاع كيمبف إلى تصريح مجدي ن. بأنّ جيش الإسلام لم يكن منظمة إرهابية، فأجاب E1 بأنّه غير مؤهل لتقييم هذه المسألة. سأل المحامي كيمبف عمّا إذا كان مجدي ن. متَّهمًا بارتكاب جرائم إرهابية، فأجاب E1 بتلاوة لائحة الاتهام. خلُص المحامي كيمبف إلى أنّ مجدي ن. لم يُتهم بارتكاب جرائم إرهابية، وتساءل عن سبب ذكر E1 أنّه يعمل في مجال مكافحة الإرهاب منذ عام 2015. فأوضح E1 أنّه طرح على مجدي ن. أسئلة تتعلّق بجرائم إرهابية محتملة أيضًا.
فيما يتعلّق ببنية مجدي ن. الجسدية، أجاب E1 بأنّه طويل القامة وذو بنية مهيبة، وتذكر أنه كان يشتكي أحيانًا من آلام في [حُجبت المعلومة] وكان يعتذر في كل مرة يذكرها.
وانتقالًا إلى مسألة القرآن الكريم، ذكر المحامي كيمبف أنّ مجدي ن. أخبره أن النسخة التي كانت متاحة خلال فترة الاعتقال كانت باللغة الفرنسية، وهو ما قد يفسّر رفضه لها. فأجاب E1 بأنّ نسخة الإمام كانت باللغة العربية، وأضاف أنه لا يعلم ما إذا كان الإمام قد عرض على مجدي ن. أخذ تلك النسخة العربية.
سأل محامي الدفاع كيمبف كيف يصف E1 الآثار النفسية لاعتقال استمر أكثر من خمس سنوات في بلد آخر. فأجاب E1 بأنّ الظروف كانت صعبة، بل ومرهقة للغاية. طلب المحامي كيمبف من E1 أن يصف أمام هيئة المحلفين ظروف الحبس الانفرادي الذي وُضع فيه مجدي ن. فأوضح E1 أنّه تضمن تنقّلات محدودة ومراقبة، من دون أي إمكانية للوصول إلى المكتبة أو المشاركة في أنشطة إعادة التأهيل. ادعى المحامي كيمبف أنّ المنظمات غير الحكومية تصف الحبس الانفرادي بأنّه انتهاك جسيم لصحة السجناء، واصفة إياه بـ"التعذيب الأبيض" [المعروف أيضًا باسم تعذيب الغرفة البيضاء]. وعندما سُئل E1 عن رأيه في هذا الأمر، أجاب بأنّه لم يشارك في هذا النقاش. وأضاف أنّه لا يعرف كيف يجيب على السؤال، لكنّه أقرّ بأنّ ظروف الاعتقال كانت صعبة. وبيّن أنّ الأمر لا يتعلق بظروف الاعتقال بحد ذاتها بقدر ما يتعلق بما تخلّفه من آثار، مضيفًا أنّه لا يعرف كيف كان رد فعل مجدي ن. [إزاءها]. وبشأن مصطلح "التعذيب الأبيض"، أجاب E1 بأنّه يتفهّم هذا المنظور، لكنه سيلتزم بنهج "موضوعي"، مُركزًا على ما إذا كانت هناك أي أعراض سريرية قد لوحظت.
تبع ذلك نقاش حول قبول مجدي ن. في كلية "كينجز لندن". أكّد محامي الدفاع كيمبف أنّ المشكلة لم تكن متعلقة بالتأشيرة، بل كان اعتقاله في فرنسا هو الذي حال دون التحاقه بالبرنامج. فأجاب E1 بأنّ مجدي ن. كان مراوغًا عندما سأله عن مسألة التأشيرة وبرنامج الماجستير.
ذكر E1 أنّه لم يسأل عمّا إذا كان اعتقال مجدي ن. عنيفًا. فسأله المحامي كيمبف عمّا إذا كان عنف الشرطة موجودًا في فرنسا. فأوضح E1 أنّه يفتقر إلى المعرفة التي تمكّنه من الإجابة، لكنه أخذ في الحسبان أقوال مجدي ن. بأنّ الاعتقال كان "صعبًا ومؤلمًا". سأل المحامي كيمبف أيضًا عمّا إذا كان E1 قد لاحظ في ملف القضية أنّ مجدي ن. قد أصيب بكدمات في عينيه بعد عدة أيام من الاعتقال. فأجاب E1 بأنّه يثق ببيان القاضي، لكنّه لا يتذكّر هذه المعلومة.
أشار محامي الدفاع كيمبف إلى أنّ E1 استعمل مصطلح "مقابلات" للإشارة إلى التحقيقات التي خضع لها مجدي ن. خلال فترة احتجازه لدى الشرطة، واعتبر أنّ هذا المصطلح بدا تقليلا من شأن ما حدث، نظرًا لكون المتهم قد استُجوب من قبل محققين بعد أن تعرّض للضرب على يد الشرطة. وسأل المحامي كيمبف E1 عن رأيه بصفته مختصّا نفسيّا. فأجاب E1 بأنّه يتذكّر أنّ مجدي ن. ذكر شعوره بالإرهاق، وهو ما يرجّح أنّه كان نتيجة المعاناة التي مرّ بها.
تساءل المحامي كيمبف عمّا إذا كان الانخراط الكلّي في دراسات علمية بشغف، وإجراء مشاريع بحثية، ونشر أوراق بحثية يمكن أن يشكّل وسيلة لتجاوز الصدمات والقدرة على التحمّل. فأجاب E1 بأنّ ذلك يمكن بالفعل أن يكون أسلوبًا للمقاومة.
سأل المحامي غْويز كيف راعى E1 الفوارق الثقافية في التحقيق مع مجدي ن. مقارنة بالمقابلات التي أجراها مع الأشخاص الفرنسيين. فأجاب E1 بأنّ مراعاة هذا العامل كان معقّدًا وتطلّب وجود مترجم شفوي. وذكر أنّه قابل أكثر من مائة جهادي، وأشار إلى أنّه يواجه البعد الثقافي يوميّا في عمله. وأوضح E1 أنّه لا يعتبر نفسه يتمتع بخبرة كبيرة في هذا الأمر، بل على دراية به فقط. وأوضح أنّه يأخذ في الحسبان الوضع السياسي والديني، ويلاحظ أحيانًا ما وصفه "بطابع منطقة البحر المتوسط" لسلوك الشخص، مثل وجود أسلوب خاص في التواصل. وذكر E1 على سبيل المثال أنّ مجدي ن. كان شديد الاحترام في تعامله.
سأل المحامي غْويز كيف دمج E1 في تحليله حقيقة أنّ مجدي ن. قد عاش تجربة الحرب. فأجاب E1 بأنّه سأل مجدي ن. عن نظرته إلى العنف والقتال، فأجابه مجدي ن. بأنّ لا أحد يحب القتال. أوضح المتهم أنّ الأمر لا يتعلّق بالعنف في حد ذاته، بل بما يفعله المرء به. سأل المحامي كيمبف بعد ذلك عمّا إذا كان غياب مؤشرات الصدمة يمكن تفسيره على أنه دليل على أنّ مجدي ن. لم يشارك في القتال. فأجاب E1 بأنّ ذلك قد يعني إمّا أنّه لم يشارك في القتال، أو أنّه يتبنّى موقفًا متزنًا إزاء العنف.
عندما سأل المحامي غْويز E1 عن معرفته بالأدلة المجرِّمة المقدمة ضد مجدي ن.، أكّد E1 أنّه قد قرأ الوثائق [أي لائحة الاتهام التمهيدية من الادعاء العام] قبل إجراء المقابلة، وأقرّ بأنّ ذلك قد يكون قد أثّر بشكل غير مباشر على نظرته إلى المتهم. لكنه أضاف أنّه يعرف كيف يتجنّب التأثر بملفات القضية. سأل المحامي غْويز بعد ذلك E1 عمّا إذا كان إبلاغ [الادعاء العام] له بأنّ مجدي ن. لم يُدرج في سيرته الذاتية جميع المناصب التي تولاها فعليّا قد يكون قد عدّل من نظرته وشجّعه على الحديث عن وجود ازدواجية في الخطاب. فأجاب E1 بأنّه لم يركّز فقط على ما ذكره التحقيق، بل أيضًا على ما لم يقله مجدي ن. وذكر E1 أنّه على سبيل المثال، عندما سأله عمّا إذا كان مقاتلًا، نفى مجدي ن. ذلك. سأل المحامي غْويز بعد ذلك كيف صاغ E1 سؤاله حول خلفية مجدي ن.، فأجاب E1 بأنّ السؤال كان مفتوحًا وغير مفصّل.
تساءل المحامي غْويز عمّا إذا كان مجدي ن. قد ذكر أي شروط خلال المقابلة، كأن يمتنع عن الإجابة عن الأسئلة ما لم تُقدَّم له ضمانات محددة. فأجاب E1 بأنّه لم يكن هناك أيّ ابتزاز من هذا القبيل. سأل المحامي غْويز بعد ذلك عمّا إذا كان E1 قد فسّر أسئلة مجدي ن. حول عمله على أنها شروط، أم وجدها مجرد فضول مشروع. فأجاب E1 بأنّها كانت فضولًا مشروعًا.
سأل المحامي غْويز عمّا إذا كان E1 يعتقد أنّ مقابلة واحدة مدتها ساعتان ونصف تكفي لضمان تأكيد نظريته. فأجاب E1 بأنّها غير كافية، وأنّه كان ينبغي الاستماع إلى مجدي ن. في جلسات متعدّدة.
أكّد المحامي غْويز أنّ العديد من الجنود قد انشقّوا عن الجيش السوري، وسأل عمّا إذا كان E1 يعتبر مجدي ن. عميلًا مزدوجًا، فنفى E1 ذلك. وأضاف E1 أنّ مجدي ن. كان في وضع صعب واتخذ موقفًا ثوريّا. غير أنّ ازدواجية الخطاب، والنزعة إلى الانسحاب، وكذلك الميل إلى المراوغة، كانت حاضرة. سأل المحامي غْويز في أيّ موضع حدّد E1 وجود محاولة تلاعب لمجدي ن.، مطالبًا بمثال ملموس. فأجاب E1 بأنّ مجدي ن. أخطأ في التواريخ، وقدّم إجابات مراوغة بخصوص الأسلحة، وكان غامضًا عند الحديث عن بعض المواضيع أو تجنبها، لا سيما ما يتعلّق بصِلاته بأشخاص معيّنين. وأضاف E1 أنّه يعتقد أن الإغفال المتعمّد لأمور معينة يُعدّ دلالة على التلاعب بالأمور وإخفائها. سأل المحامي غْويز عمّا جعل E1 يعتقد أنّ هذا كان مقصودًا. فأجاب E1 بأنّ ذلك بدا جليًّا حين ادّعى مجدي ن. أنّ الأسلحة استُخدمت فقط لأغراض الدعاية الإعلامية، أو حين أشار إلى حمله رتبة نقيب، لكنه عاد وقال إنّه لم يكن يؤدي دورًا مهمًا. ولاحظ E1 أنّ هذه عناصر شديدة التناقض. سأل المحامي غْويز عمّا إذا كانت آليات الدفاع والسيطرة ستكون طبيعية لدى شخص يعلم أنّ أقواله ستُعرض على قاضي التحقيق، فأكّد E1 ذلك. أمّا فيما يتعلّق بالطبيعة التلاعبية، فقد لاحظ E1 أن مجدي ن. قد اعترف بها بشكل غير مباشر.
سأل المحامي غْويز عمّا إذا كان البعد الأناني أمرًا طبيعيًا في مقابلة تركّز على شخص معين. فأوضح E1 أنّه يقصد الأنانية بمعنى النرجسية. وأوضح أنّ مجدي ن. كان يسعى إلى إظهار صورة في غاية الاحترام.
توقّفت الجلسة الساعة 12:37 بعد منتصف الليل.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.