داخل محاكمة مجدي ن. #17: شهادة شاهد سوري حول التزام مجدي ن. بتطبيق القانون الدولي الإنساني في جيش الإسلام
محاكمة مجدي ن.
محكمة الجنايات – باريس، فرنسا
الملخص مراقبة المحاكمة السابع عشر
تاريخ الجلسة: 16 أيار/مايو 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
[ملاحظة: رتّب المركز السوري للعدالة والمساءلة تقارير محاكمة مجدي ن. بحسب المواضيع وعلى نحو متّسق بناءً على محتوى الجلسات بدلًا من نشرها حسب التسلسل الزمني، ليسهّل الوصول إلى المواد بتسليط الضوء على القضايا الرئيسية والروابط بين مجريات الجلسات.]
يسرد تقرير مراقبة المحاكمة السابع عشر الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم العاشر من محاكمة مجدي ن. في باريس، فرنسا. في هذا اليوم من المحاكمة، أدلى W13 بشهادته، موضحًا أنه اعتُقِل مع مجدي ن. في عام 2010 في فرع فلسطين لمدة تراوحت بين 20 و30 يومًا. وأبرز ما ورد في شهادته هو العلاقات الوثيقة التي تربط W13 بعدد من أعضاء جيش الإسلام، ولا سيما زهران علوش وF25، اللذَين التقى بهما خلال فترة اعتقاله. وأفاد W13 بأن ابن عمّه F47، كان يشغل منصب نائب قائد جيش الإسلام. شهد W13 بأنه عَقد تدريبات في القانون الدولي الإنساني لفصائل مختلفة خلال النزاع السوري. وفيما يتعلّق بجيش الإسلام، أوضح أنه نسّق مع مجدي ن. لاختيار المشاركين في هذه الدورات. وفيما يتعلّق بمضمون التدريب، أوضح W13 أنه استند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية لمناصرة ضرورة احترام قواعد القانون الدولي الإنساني. وقد خضع لاحقًا لاستجواب مطوّل من الأطراف حول احتمال وجود تعارض بين الشريعة والقانون الدولي. وأكّد W13 أنه التقى مجدي ن. عدة مرات في كلٍ من تركيا وسوريا بين أيلول/سبتمبر 2013 وكانون الأول/ديسمبر 2015. وأكّد أن مجدي ن. لم يسافر إلى الغوطة خلال تلك الفترة.
اليوم العاشر – 16 أيار/مايو، 2025
جلسة الصباح وبعد الظهر
بدأت الجلسة في الساعة 9:42 صباحًا.
أفاد الشاهد [حُجب الاسم] W13، في شهادته بأنه يعرف المتّهم، ويعرف أيضًا عددًا من أعضاء المركز السوري للإعلام وحرية التعبير (SCM)، والطرف المدني مازن درويش وزوجته، بالإضافة إلى [حُجب الاسم]. ويحمل W13 الجنسية السويسرية.
أدّى W13 اليمين القانونية. واستهلّ شهادته قائلًا إن العلاقات في سوريا معقّدة للغاية، إذ تختلط فيها العلاقات المهنية مع الاجتماعية والشخصية. وتُحكم تلك العلاقات بالأعراف لا بالقانون. فمثلًا، يمكن تسوية قضيّة قتل ودّيّا دون اللّجوء إلى القضاء. ويرى W13 أن فهم هذا السياق العميق استغرق وقتًا. وأكّد W13 أن ذلك لم يؤثر على الاحترام الذي يكنّه للمحكمة الحالية.
شهد W13 أنه اعتُقِل من أيلول/سبتمبر 2009 حتى حزيران/يونيو 2011، وخلال هذه الفترة قضى حوالي 20 إلى 30 يومًا مع مجدي ن. في فرع فلسطين، المعروف باسم الفرع 235، في عام 2010. ووصف W13 مجدي ن. بأنه شخص متعلّم ومثقّف ومؤدّب، وأنه كان يتفاعل مع الجميع دون استثناء. وأضاف W13 أنه كان يعطي دروسًا في اللغة العربية والشعر خلال فترة اعتقاله، وكان مجدي ن. من القلّة الذين حضروا هذه الدروس.
عندما سأله رئيس المحكمة القاضي لافيغن حول أسباب اعتقاله، شهد W13 بأنه اتُّهم بالانتماء إلى الحزب الشيوعي. وأكّد بعد ذلك أنه شارك في مظاهرات ضد النظام السوري بصفته عضوًا في هذا الحزب، وهو نشاط تَمثّل بالمشاركة في المعارضة ورثه عن والده. وروى W13 أيضًا أنه درس الشريعة الإسلامية والقانون المقارن في جامعات مختلفة، من بينها فرع جامعة الأزهر في سوريا، وكذلك في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وفي مدينة نوفي بازار في صربيا، وقد أنهى دراسته في عام 2005. ووفقًا لأقواله، فقد جرى اعتقاله لأسباب أمنية.
وعندما سُئِل عن دوما، أفاد W13 بأنّه تربطه علاقات طويلة الأمد بهذه المدينة، وأشار إلى طابعها الفريد. وأكّد أن دوما مدينة محافظة تربطها صلات محدودة بالدولة المركزية. فعلى سبيل المثال، لم يكن هناك أي ضابط في الجيش السوري من أبناء دوما.
وفيما يتعلّق بفترة اعتقاله، أفاد W13 أنه التقى بأشخاص آخرين، من بينهم [حُجب الاسم] F25، الذي قضى معه شهرين في الفرع 216. وأضاف W13 أنه يعرف F25 منذ عام 1998، مشيرًا إلى أن F25 غير متعلّم لكنه درس على أيدي شيوخ في المساجد. وأفاد W13 أنه شارك في الدروس التي كان F25 يلقيها، لكنه أدرك أن منهجه في التعليم كان خاطئًا. ونتيجة لذلك، نشب خلاف فكري بينهما في عام 2003، وما يزال هذا الخلاف مستمرًا حتى اليوم. وعندما سأله رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن الجوانب التي اعتبرها خاطئة في التعليم الذي كان F25 يقدّمه، أجاب W13 بأنها تتعلق بالتطرّف وعدم القدرة على تقبّل الرأي الآخر، بالإضافة إلى الخلاف حول التقاليد المتّبعة في دوما.
أفاد W13 أنه التقى أيضًا بزهران علوش في فرع فلسطين، مضيفًا أنه يعرفه منذ عام 1998 لأنهما كانا جارَين. وأضاف W13 أن والد زهران علوش كان معلّمه في المدرسة لمدة ست سنوات. إضافة إلى ذلك، حضر W13 بعد تركه للحزب الشيوعي دروسًا دينية للشيخ [حُجب الاسم] والد زهران علوش، في مسجد التوحيد في دوما. وأفاد W13 أنه درس هو وزهران علوش في الجامعة نفسها وعَمِلا في المتجر نفسه لفترة قصيرة من الزمن. وفي إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، شهد W13 أنه يعرف [حُجب الاسم] F7، أيضًا.
قال W13 إنه شارك في الثورة بعد إطلاق سراحه في حزيران/يونيو 2011، وبدأ بتنظيم المظاهرات بالتنسيق مع نشطاء، من بينهم رزان زيتونة. وأشار W13 أيضًا إلى أنه أنشأ مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق. وأفاد W13 أنه اعتُقل مرة أخرى في الفرع 215 بدمشق بعد فترة اعتقاله الأولى، ابتداءً من 4 كانون الأول/ديسمبر، 2011 لمدة تراوحت بين شهرين إلى ثلاثة أشهر. وعندما سأله رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن إضفاء الطابع العسكري على الثورة، وصف W13 أن الوضع تغيّر بالكامل عندما أُطلِق سراحه مطلع عام 2012، إذ أصبحت الثورة مسلّحة. وأضاف W13 أن عدّة فصائل ظهرت في تلك المرحلة، مشيرًا إلى أن لواء شهداء دوما كان بقيادة شقيقه [حُجب الاسم] المكنى [حُجب الاسم] الذي قُتل قبل تأسيس جيش الإسلام خلال قتال مع النظام السوري.
قال W13 إن زهران علوش أنشأ حركة باسم سَرِيّة الإسلام، التي ضمّت في بدايتها 14 شخصًا. ثم تطوّرت هذه الحركة لاحقًا إلى لواء الإسلام، قبل أن تتحوّل إلى جيش الإسلام. وأكّد W13 أنه لم يكن يومًا عضوًا في هذا الفصيل، لكن ابن عمه [حُجب الاسم] F47، كان يشغل منصب نائب قائد جيش الإسلام. وفي إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، شهد W13 أنه لم تكن تربطه أي علاقة بـF47 منذ عام 2003، وأن خلافًا كبيرًا وقع بينهما في عام 2007 أدى إلى قطيعة رسمية. وروى W13 أن F47 حاول عدة مرات منذ ذلك الحين خطف أطفال W13 لأنه يعتقد أن تعليمهم لم يكن صارمًا بما يكفي. وأفاد W13 أنه التقى أيضًا [حُجب الاسم] F29، في عام 2001، الذي أصبح لاحقًا رئيس جهاز الأمن في جيش الإسلام، إضافة إلى السجون.
روى W13 تفاصيل تنقلاته بين دمشق ودوما خلال عامي 2012 و2013. وأوضح أنه كان مطلوبًا لدى الجيش السوري، لذلك بقي في الغالب في دمشق حيث كان الاختباء أسهل مقارنة بالغوطة. وأكّد W13 أنه كان في الغوطة أثناء الهجمات الكيميائية التي وقعت في 24 آب/أغسطس، 2013.
أفاد الشاهد W13 أن زوجته أنجبت ابنه [حُجب الاسم] في 11 آذار/مارس، 2012، ثم توفيت بعد ساعة ونصف من الولادة. وفي اليوم التالي، عاد إلى دوما ودفن زوجته وعاد مباشرة إلى دمشق حيث أقام مع أطفاله في المزة. غير أن W13 أفاد أنه عاد إلى الغوطة واستقر فيها في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو 2012. وعندما سُئل عن لقائه بالمتّهم، شهد W13 أنه كان آنذاك يرأس مجلس قيادة الثورة، وأن مجدي ن. تواصل معه بعد انشقاقه عن الجيش السوري وانضمامه إلى لواء البراء. وقد عرض W13 اصطحاب مجدي ن. معه، ووافق لواء البراء على السماح لمجدي ن. بالمغادرة ولكن من دون سلاحه. أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى وجود تعارض زمني، إذ إن مجدي ن. كان ما يزال يؤدي خدمته العسكرية في حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2012. فقال W13 إنه لا يتذكر التاريخ، لكنه أكّد أنه التقى به بعد فترة قصيرة من عودته إلى الغوطة.
أفاد W13 أنّ مجدي ن. أقام في منزله بعد ذلك. وعرّفه W13 على [حُجب الاسم] وعرض عليه العمل لصالح الثورة. وقيل إن مجدي ن. أجاب بأنه ينوي العمل في الجيش والانضمام إلى لواء الإسلام بدلًا من ذلك، لأنه كان يعرف قائده زهران علوش. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن الجهة التي أراد مجدي ن. العمل فيها تحديدًا، وأوضح W13 أنه كان ينوي الانضمام إلى القطاع الإعلامي. وقال W13 إنه لم يكن يعرف طبيعة الأنشطة المحدّدة التي كان مجدي ن. يؤديها في لواء الإسلام، لأن الأمور غير المُعلنة في الإعلام كانت سرّية. وأكّد W13 أنه كان على علم بدور مجدي ن. بصفته متحدثا رسميّا باسم لواء الإسلام، لكنه لم يسمع بشيء يتعلّق بمسؤولياته في مكتب التوجيه المعنوي. وأفاد W13 أن مجدي ن. شارك في معسكر تدريبي في شمال سوريا، وأن هذا الأمر لم يكن سرّا. وأفاد W13 أن مجدي ن. كان يزور مكتبه بانتظام لتلقي نصائح حول اللغة العربية وطريقة تقديم نفسه أمام الكاميرا، وذلك بسبب المعدات المتوفرة في مكتب W13. وأشار W13 إلى أن مجدي ن. غادر الغوطة قبل مغادرته هو بخمسة إلى ستة أشهر، وتحديدًا في حزيران/يونيو 2013.
أفاد W13 أنه غادر الغوطة في 24 آب/أغسطس، 2013، ووصل إلى تركيا في 13 أيلول/سبتمبر، 2013. والتقى بمجدي ن. في الفترة ما بين هذين التاريخين لشرب القهوة بالقرب من مطار عسكري في منطقة شيش قرب حلب. وأضاف W13 أنه التقى بمجدي ن. عدة مرات بعد ذلك. وعندما سأله رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن كيفية معرفته بأن مجدي ن. غادر الغوطة قبل خمسة أشهر، أجاب W13 ببساطة بأن مجدي ن. جاء لوداعه. ووفقًا لـW13، فإن وجود مجدي ن. خارج الغوطة وقرب الحدود التركية جعل مهامه أسهل. وفي إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، أوضح W13 أن مجدي ن. كان يُدعى إسلام علوش بهدف حماية عائلته التي كانت تعيش في منطقة خاضعة لسيطرة النظام.
ووفقًا لـW13، فقد كان هو ومجدي ن. يلتقيان أحيانًا لأسباب شخصية، خصوصًا عند وصول W13 إلى تركيا، إذ طلب منه نصائح حول طبيعة الحياة هناك. وشهد W13 أن لقاءاته بمجدي ن. بعد ذلك كانت ذات طابع مهني في الغالب، إذ كان W13 أحد مؤسسي المجلس السوري المعارض البالغ عددهم 71 عضوًا. علاوة على ذلك، ساهم W13 في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لأكثر من عشر سنوات. فعلى سبيل المثال، أوضح W13 أنه كان يتواصل مع مجدي ن. لترتيب اجتماعات حول الشؤون السياسية، تمامًا كما كان يفعل مع المتحدثين الرسميين باسم الفصائل الأخرى.
وعندما سُئِل عن مكان انعقاد هذه اللّقاءات، أوضح W13 أنه كان يعمل مدربًا لدى منظمة تُسمّى "أكاديمية آفاق"، التي كانت مرتبطة بمنظمة "نداء جنيف". وكان هدف هذه المنظمة منع تجنيد الأطفال. وأشار W13 إلى أن التدريبات كانت تُسمى "مقاتل لا قاتل"، وكانت تهدف إلى رفع الوعي بالقانون الدولي المتعلّق بحماية الأطفال. وكان مجدي ن. هو جهة الاتصال الأساسية له داخل جيش الإسلام، وقد وُقِّعَت اتفاقية بين منظمة W13 والفصيل. أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى أن W13 لم يذكر وجود مثل هذا العقد خلال التحقيق، وأضاف W13 أن هذه الاتفاقية كانت تتعلّق فقط بالجوانب التنظيمية، مثل الجداول الزمنية ومضامين التدريب والمستوى وما إلى ذلك. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن مضمون هذه التدريبات. فأجاب W13 أنه دمج بين القانون الدولي والمفاهيم الإسلامية، لأنه كان مدركًا لطبيعة تفكير المتدرّبين، ولأنه وجد أن بعض المفاهيم قريبة من مبادئ الشريعة الإسلامية عندما يتعلّق الأمر بحماية السجناء على سبيل المثال وما إلى ذلك.
قال W13 إن مجدي ن. شارك في تدريب عُقد في غازي عنتاب عام 2014 أو مطلع عام 2015، وأنهما توجّها أيضًا إلى مقر جيش الإسلام قرب سرمدا [في سوريا] لإجراء تدريبات هناك. وفي إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، أكّد W13 أنه رأى مجدي ن. عدة مرات في سرمدا، وتذكّر أنهما كانا يتجولان في المدينة بعد انتهاء التدريبات. لكنه أوضح أنه لا يستطيع تحديد عدد المرات التي رأى فيها مجدي ن. على وجه التحديد، لأنه سافر من 200 إلى 300 مرة إلى شمال سوريا خلال تلك الفترة للتعامل مع فصائل أخرى أيضًا.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى إفادة W13 أمام قاضي التحقيق بشأن تدريب أجراه في غازي عنتاب منتصف عام 2015. إذ أفاد W13 أنه لا يتذكر ما إذا كان مجدي ن. حاضرًا أم لا. فأكّد W13 أن الحديث كان يدور حول التدريب ذاته الذي أشار إليه للتو، وأن مجدي ن. كان حاضرًا. وأوضح أن مجدي ن. لم يكن يعتبر نفسه متدرّبًا، لذلك لا يمكن لـW13 أن يقول إنه شارك في التدريب بالفعل، غير أنه أكّد أن مجدي ن. حضر وغادر.
أشار رئيس المحكمة القاضي لافيغن إلى وجود نحو اثني عشر تدريبًا نُظِّم لجيش الإسلام في بابسقا في منطقة سرمدا بسوريا، أجريت بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2015. وأوضح رئيس المحكمة القاضي لافيغن أن البرنامج الذي استمر لستة أشهر كان يهدف إلى إظهار أن القانون الدولي الإنساني لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وقيل إن W13 أضاف أن مجدي ن. كان حاضرًا خلال التدريب في بابسقا، لكنه لم يشارك في التدريبات الأخرى التي نظّمها W13. فقال W13 إن مجدي ن. شارك في تدريبات أخرى نظّمتها أكاديمية آفاق في ريف إدلب عام 2015، داخل مبنى استولت عليه جبهة النصرة لاحقًا. وفي معرض إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، شهد W13 أنه رأى مجدي ن. في جنوب تركيا أيضًا حيث يقع مركز توران. وأضاف رئيس المحكمة القاضي لافيغن أن W13 ذكر أمام قاضي التحقيق أنه لم يرَ مجدي ن. شخصيّا بعد عام 2015، لأن W13 سافر بعد ذلك إلى سويسرا، باستثناء لقاء واحد في برشلونة عام 2018. فأكّد W13 صحّة كل ما ذُكر، مضيفًا أن مجدي ن. زاره أيضًا في جنيف.
وفي معرض إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، أشار W13 إلى أنه متزوج من سيلين مورغان، F15. وعندما سُئِل عن صلاتها بمجدي ن.، قال W13 إنهما كانا على تواصل عندما أشرفت F15 على الملف السوري لدى منظمة نداء جنيف. وأوضح W13 أنه ترك المنظمة عندما انضمت F15 إليها، لأنه لم يكن من الممكن أن يعمل الزوجان معًا هناك. وأضاف W13 قائلًا إن "ميزة السويسريين هي أنهم لا يتحدثون عن العمل في المنزل".
سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن استقالة مجدي ن. من جيش الإسلام. فأجاب W13 أنه كان من أوائل الأشخاص الذين طلب منهم مجدي ن. النصيحة قبل مغادرة الفصيل. وأفاد W13 أنهما أجريا نقاشًا مطولًا عبر الهاتف، وأنه نصحه في البداية بالبقاء، لكنه أخبره بعد فترة بأنه سيدعمه إذا قرر الاستقالة. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن سبب رغبة مجدي ن. في الاستقالة. ووفقًا لـW13، فقد بدأت تراوده هذه الفكرة بعد مقتل زهران علوش، الذي كان يمثّل التوجّه الأكثر اعتدالًا داخل جيش الإسلام. وعندما سأله رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا يقصده بالاعتدال، أجاب W13 بأنه يعني [أولئك الذين كانوا] غير متطرفين ويحبون الناس ولا يكفّرون الآخرين [قال الشاهد عبارة "لا يكفّر الآخرين" باللغة العربية، التي تعني "وصف الأشخاص بالكفّار"، لكن المترجم الشفوي لم يترجمها إلى اللغة الفرنسية]. وفي سياق إجابته عن سؤال رئيس المحكمة القاضي لافيغن، أكّد W13 أن هذا التوجّه المعتدل كان يقبل بالحوار والتفاوض، بالإضافة إلى مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان. وبحسب وجه نظر W13، فإن هؤلاء الأشخاص يمكن تغير رأيهم من خلال الحوار.
تساءل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا إذا كان W13 قد تحدث مع زهران علوش بشأن السجون، فأكّد W13 ذلك، مضيفًا أنه ناقش معه أيضًا قضية "مخطوفي دوما الأربعة" وتمكّن من إقناعه في العديد من المواضيع. وقال W13 إنه لم يكن يعرف سوى سجن واحد يديره جيش الإسلام، وأضاف أنه كان يقع في مكان سرّي. وفيما يتعلّق بعرض الأشخاص داخل أقفاص، ذكر W13 أنه كان على علم بهذه الواقعة، وأوضح أن زهران علوش أخبره بأنه أُجبر على فعل ذلك بهدف منع [النظام السوري] من قصف المدنيين. وعندما سُئِل عن معاملة جيش الإسلام لسجناء تنظيم داعش، قال W13 إنه أصر على زهران علوش بألّا يعاملتهم بالطريقة نفسها التي كان يعامل بها تنظيمُ داعش السجناء. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا فعله زهران علوش، فأكّد W13 أنهم قتلوا السجناء. وقال إنه لم يكن هناك فرق بين الفصيلين في هذا الجانب. فسأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن: "إذن، هل كان معتدلًا؟"، فأجاب W13 بأنه أُسيء فهمه، مؤكدًا أنّ السياق كان محدّدًا، وأن ظروف الحصار كانت صعبة للغاية. لذلك، لا يمكن تطبيق مفهوم الاعتدال في مثل تلك الظروف، وخلص W13 إلى أن الناس يُقدِمون على أفعال لا يرغبون بفعلها في بعض الأحيان. وفي هذه النقطة، أبدى رئيس المحكمة القاضي لافيغن انزعاجًا واضحًا.
جادل W13 بأنه كان هناك توجُّهًا آخرًا أكثر تطرفًا [من التوجّه المذكور أعلاه] داخل جيش الإسلام، إذ يتمثل هذا التوجّه بأن يرى الشخص أن رأيه هو الحقيقة المطلقة ولا يقبل بوجود آراء مختلفة. تساءل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا قاله مجدي ن. لـW13 بشأن هذين التوجّهين، فأجاب W13 بأن المتّهم كان ينتمي إلى جناح زهران علوش. فسأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن مجددًا عمّا إذا كان زهران علوش معتدلًا، فأجاب W13 بأن الخيارات داخل جيش الإسلام كانت بين سيئ وأسوأ فقط. وتساءل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عن سبب نصح W13 لمجدي ن. بالبقاء في الفصيل إذا كان الأمر لا يعدو كونه خيارًا بين السيئ والأسوأ. فجادل W13 بأن إمكانية إحداث التغيير تكون أكبر من داخل الفصيل لا من خارجه.
سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن بعد ذلك عمّا فعله مجدي ن. لتغيير الأوضاع وتطبيق مبادئ القانون الدولي داخل جيش الإسلام. فأكّد W13 أن مجدي ن. دفع جيش الإسلام إلى توقيع اتفاقية جنيف التي تتكون من أربعة مبادئ، أحدها يحظر تجنيد القاصرين. وأضاف W13 أن جيش الإسلام لم يوقّع على الاتفاقية لأن رئيس مكتب الشرطة الجديد في جيش الإسلام، [حُجب الاسم] F7، لم يرَ في الأمر فائدة.
وعندما سُئِل عن مراكز التدريب التابعة لجيش الإسلام في شمال سوريا، شهد W13 أنه شرب القهوة ذات مرة مع مجدي ن. هناك، لكنه لم يرَ شيئًا ولم يكن يعلم بوجود شباب في المكان. وأفاد W13 أنه صُدم عندما سمع عن تجنيد الأطفال، لأن الكثير من الناس كانوا يرغبون في الالتحاق بالجيش السوري الحر والفصائل المسلحة. سأل رئيس المحكمة القاضي لافيغن عمّا إذا كان جميع الذين يقاتلون في صفوف جيش الإسلام، برأيه، من المتطوّعين، فأكّد W13 ذلك.
أسئلة محاميي الأطراف المدنية لـW13
سأل المحامي بالي W13 عن رأيه بشأن مشروعية المحاكمة الجارية. فأعاد W13 التأكيد على احترامه الشديد لهذه المحكمة وللمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، لكنه اعتبر أنّ من الصعب على من يعيش في أوروبا أن يستوعب السياق السوري. وأضاف أنه يعتبر بقاء مجدي ن. في السجن لمدة خمس سنوات أمرًا غير عادل. فقال المحامي بالي إنه يحترم وجهة نظر W13، لكنه أكّد أن السوريين الذين يمثّلهم لديهم رأي آخر.
تساءل المحامي بالي عمّا قصده W13 عندما تحدث عن "الضغط" الذي مارسه مجدي ن. على جيش الإسلام لتطبيق القانون الدولي. فقال W13 إنه قصد الضغط بمعنى بذل الجهود. سأل المحامي بالي عمّا إذا كان مجدي ن.، برأي W13، على علم بجرائم معيّنة ارتكبها الفصيل. فأكّد W13 ذلك، موضحًا أن مجدي ن. كان بالطبع على دراية بالجرائم التي كانت تُرتكب.
سأل المحامي بالي عن التدريب الذي جرى في بابسقا، فأعاد W13 التأكيد على أنهم استخدموا أمثلة من الشريعة الإسلامية لدعم مبادئ القانون الدولي الإنساني. سأل المحامي بالي عمّا كان W13 يفعله عندما ينشأ أيّ تعارض بينهما. فأجاب W13 بأن التعارض الوحيد يتمثّل في أنّ البلوغ في الإسلام هو ما يحدّد ما إذا كان الشخص قاصرًا أم بالغًا وليس العمر.
وعندما سُئل عن نظام سجون جيش الإسلام، أشار W13 إلى أنه يعتقد أن سجن التوبة كان يهدف إلى إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح والسماح لهم بالتوبة. سأل المحامي بالي عمّا إذا كانت افتراض البراءة موجود في سجون جيش الإسلام. أجاب W13 بأنه لا يسعى للدفاع عن جيش الإسلام، وأنه يعارض فكرة وضع الناس في أقفاص. وتابع W13 شرح العقلية السورية للمحامي بالي، مؤكدًا أنه عندما كان في الثانية عشرة من عمره أُجبر على حمل بندقية كلاشينكوف أطول منه وإطلاق النار بها. وأكّد أن [السوريين] نشأوا في بيئة مختلفة. سأل المحامي بالي عمّا إذا كان ذلك يُبرّر الإفلات من العقاب، فأجاب W13 بأن العقوبات كانت مفتاحًا لتحسين الوضع إلى حدٍّ ما.
اقتبس المحامي بالي من تصريح أدلى به مجدي ن. لصحفي، زعم فيه أنّ جيش الإسلام يطبّق الشريعة الإسلامية بالكامل على أرض الواقع. وأشار المحامي بالي إلى عناصر أخرى من خطاب مجدي ن. قبل أن يسأله في ختام حديثه عمّا إذا كان زهران علوش معتدلًا حقّا. اعتبر W13 أن السؤال صعب ولا يمكنه الإجابة عنه.
وفيما يتعلّق بدور مجدي ن. بصفته متحدثًا رسميّا، أكّد W13 أنّه لم يكن بوسعه إبداء رأيه الشخصي. أمّا فيما يتعلّق بمعسكر التدريب في شمال سوريا، شهد W13 أنه لم يكن يعرف كيف كان المعسكر يُدار، لأنه لم يمكث هناك سوى خمس عشرة دقيقة. سأل المحامي بالي بعد ذلك عمّا إذا كان مجدي ن. قد ذكر الانتهاكات التي ارتكبها جيش الإسلام خلال التدريبات. فأجاب W13 بأن جميع الفصائل كانت إجرامية وارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أشارت المحامية زاغكا إلى محادثة مع [حُجب الاسم] عُثر عليها في جهاز الحاسوب الخاص بمجدي ن.، ذكر فيها المتّهم أنه غادر إلى القيادة الشمالية ومكتب التجنيد. فقال W13 إنّ مجدي ن. لم يتحدث معه عن التدريب، بل اقتصرت أحاديثهما على الجوانب السياسية والعسكرية فقط.
وعندما سُئِل عن تاريخ مغادرة مجدي ن. الرسمية وغير الرسمية لجيش الإسلام، أجاب W13 بأن ذلك كان في عام 2016، لكنه لا يستطيع تذكر التاريخ الدقيق.
رُفِعت الجلسة في الساعة 12:57 بعد الظهر واستُؤنفت في الساعة 2:11 بعد الظهر.
أسئلة الادّعاء العام لـW13
أشارت المدّعية العامة أفاغ إلى إفادة W13 أمام قاضي التحقيق، التي ذكر فيها [حُجب الاسم] المكنى [حُجب الاسم] F56، و[حُجب الاسم] F57. وأكّد W13 أنهما كانا قاضيين في مجلس القضاء الموحّد وينتميان إلى جيش الإسلام. وأشارت المدّعية العامة أفاغ إلى أنّه وفقًا للقاضي [حُجب الاسم] F35، فقد سعى القاضي F56 إلى إدانة أبي علي خبية. وذكرت أيضًا وجود صورة تجمع بين مجدي ن. وF57، فأكّد W13 أن الصورة مؤرخة في الفترة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وآذار/مارس 2013.
اقتبست المدّعية العامة أفاغ أيضًا من إفادة W13 أمام قاضي التحقيق بشأن الحُجج الثلاث التي قدّمها مجدي ن. لتبرير اختياره الانضمام إلى لواء الإسلام بدلًا من لواء البراء، وهي: أنّ لواء الإسلام كان قريبًا من التيار السلَفي، وأنّه كان يتمتّع بسمعة جيّدة في ذلك الوقت، وأنّ مجدي ن. كان مقرّبًا من زهران علوش. وأكّد W13 أنّ هذه هي الحُجج التي قدّمها له مجدي ن.
وعندما سُئِل عن حقيقة ارتكاب جميع الفصائل لجرائم، ذكر W13 معركة دارت بين فيلق الرحمن والجبهة الإسلامية في عام 2017 أو 2018 أسفرت عن مقتل 2,700 شخص، مضيفًا أنّ كلا الفصيلين قبلا بدايةً بالتحكيم لدى المجلس الشرعي، لكنهما لم يقبلا بقراره لاحقًا.
سألت المدّعية العامة تْوُو عن [حُجب الاسم] F28، الذي ذكر W13 سابقًا أنه كان يمثّل الجناح المتطرّف داخل جيش الإسلام. فأوضح W13 أنّ F28 كان يرأس المجلس الشرعي [مجلس الشورى]، وأنّه تولّى قيادة جيش الإسلام فعليّا بعد مقتل زهران علوش. أشارت المدّعية العامة تْوُو بعد ذلك إلى تسجيلٍ صوتي مؤرخ في 26 آب/أغسطس، 2016 لمحادثة بين مجدي ن. وW13، أعرب W13 خلالها عن أسفه لأنّ مجدي ن. حاول التقرب من [حُجب الاسم] F29، وF28. فأكّد W13 أن مجدي ن. حاول التقرب منهما عبر إظهار أنه كان متدينًا، وأنّ الخلاف بينه وبينهما كان يدور في إطار سياسي فقط. سألت المدّعية العامة أفاغ عمّا إذا كان مجدي ن. قد حاول تلميع صورته لديهما، فأجاب W13 بأنه يتّفق مع هذا التفسير.
ذكرت المدّعية العامة تْوُو بعد ذلك محادثة كشف فيها مجدي ن. لـW13 الخيارات الثلاثة التي كانت متاحة أمامه، وهي إمّا قبول الوضع الجديد داخل جيش الإسلام أو رفضه أو المغادرة. وقد عرض مجدي ن. النتائج المترتّبة على كل خيار، وقيل إن W13 ادّعى أنّه بمجرد انضمام الشخص إلى جيش الإسلام لا يستطيع مغادرته فعليّا، وأنّ لعنة ستطارده. فأكّد W13 أنّه يؤمن بذلك، مضيفًا أنّه هو نفسه لم ينضمّ إلى جيش الإسلام قطّ [ولكنه كان يعدّ مقرّبًا من الفصيل]، ولذلك، فإنّه لا يزال متأثرًا بهذه اللّعنة التي لا تزال تلاحقه حتى اليوم. وأوضح W13 أنّه يعتقد أنّ التخلّص منها أمرٌ مستحيل، وخاصّة بالنسبة لمجدي ن. الذي كان المتحدث الرسمي باسم الفصيل.
أسئلة محامي الدفاع لـW13
اقتبس المحامي غْويز بقيّة المحادثة المتعلّقة بلعنة الانضمام إلى جيش الإسلام. إذ قيل إن W13 قال إنّ الناس كانوا يتعاملون مع مجدي ن. إمّا بدافع الخوف أو طمعًا في مصلحةٍ ما أو سعيًا لتجنّبه. وربط المحامي غْويز ذلك بجريمة التآمر الجنائي [باللغة الفرنسية: association de malfaiteurs]، وهي الجريمة التي تتيح اتهام مجدي ن. بجرائم لم يرتكبها بنفسه.
سأل المحامي غْويز عمّا إذا كان جميع قضاة مجلس القضاء الموحّد ينتمون إلى جيش الإسلام. فقال W13 إن بعضهم لم يكونوا منتمين إليه، مثل F35، لكنه أوضح أن أقوى القضاة داخل المجلس كانوا منتمين إلى جيش الإسلام. وفي مرحلة لاحقة من شهادة W13، سأل المحامي كيمبف عن القضاة الذين وقّعوا على الحكم الصادر بحقّ أبي علي خبية. فأجاب W13 بأن F35 كان يسيطر على المحكمة وأنه كان يتمتع بشخصية قوية لا يستطيع أحد التأثير عليها. تساءل المحامي كيمبف عن سبب اتّخاذ F35 لمثل هذا القرار [قرار إعدام أبي علي خبية]، وقال W13 إنه لا يعرف السبب، مضيفًا أن أبا علي خبية كان نائب شقيقه [حُجب الاسم].
أشار المحامي غْويز إلى اعتقال W13 في فرع فلسطين، حيث التقى بمجدي ن. وارتُكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. فروى W13 أنه بقي في فرع فلسطين لمدة سنتين ونصف، ووصف أنّه كان مقيّدًا طوال الوقت في الزنزانة المنفردة التي اعتُقِل فيها إلى أن خُلع كتفه. وأفاد W13 بأنه لم يُطرح عليه أي سؤال لمدة سبعة أشهر.
وعندما سُئل عمّا إذا كان سكان الغوطة ودوما مسلمين متشدّدين قبل الحصار، أكّد W13 أنه عندما كان صغيرًا لم يكن أحد يصلي، وكان الجميع يشربون الكحول. ومع ذلك، أضاف أنّ العقليات كانت متشدّدة للغاية، إذ لم يكن بإمكان أي امرأة الخروج دون تغطية وجهها. وتابع W13 موضحًا أنه منذ تسعينيات القرن الماضي عاد الناس إلى التديّن. لكن W13 يعتقد أنّ التشدّد الأخلاقي الاجتماعي الذي كان موجودًا مسبقًا في الغوطة لا علاقة له بالدين.
بالانتقال إلى مسألة احتمال وجود تعارض بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية، سأل المحامي غْويز عن كيفية توافق حظر تجنيد الأطفال مع مسألة البلوغ [انظر أعلاه]. فجادل W13 بأن الإسلام يجب أن يتوافق مع القانون الدولي، مضيفًا أنه بذل هو ومجدي ن. جهودًا حثيثة لتوعية الناس بهذا الجانب من الإسلام.
تساءل المحامي كيمبف عن سبب اختيار W13 تدريب المقاتلين بدلًا من توثيق الانتهاكات كما فعل مازن درويش ورزان زيتونة. فأجاب W13 بأنه شخص متعلّم ويحمل رسالة يريد إيصالها في هذه الحياة. وأضاف أن العديد من الأشخاص كانوا يؤدون عمليات التوثيق بالفعل. وفي إجابته عن سؤال المحامي كيمبف، أوضح W13 أنه حاصل على ثلاث شهادات دكتوراه في الدراسات الدينية، وأنه يعمل حاليّا على أطروحة دكتوراه جديدة في جامعة فرايبورغ في سويسرا حول الدعم الروحي داخل المؤسسات الحكومية مثل السجون والمدارس والمشافي وغيرها.
أشار المحامي كيمبف إلى شهادة W13 التي قال فيها بأن الدخول إلى الغوطة كان صعبًا في الفترة التي أطلِق سراحه فيها من سجن تديره حكومة الأسد عام 2012. فأوضح W13 أنه كان بحاجة إلى ختم من جهاز الأمن التابع لحكومة الأسد ليتمكن من عبور نقاط التفتيش العسكرية، غير أن حبر الختم كان قد تلاشى. سأل المحامي كيمبف بعد ذلك كيف تمكّن W13 من الخروج من الغوطة أثناء الحصار في 24 آب/أغسطس، 2013. فقال W13 إنه ارتدى زيّ عامل نظافة ولم يحمل معه أي شيء. وأضاف أنه في كل نقطة على الطريق كانوا يلتقون بشخص يساعدهم على المرور. أشار المحامي كيمبف إلى أن W13 استغرق يومين للانتقال من الضمير إلى الرحيبة، وهما بلدتان تبعد إحداهما عن الأخرى خمس دقائق فقط داخل الغوطة. فأوضح W13 أنهم اضطروا إلى السفر عبر الجبال.
سأل المحامي كيمبف عن عدد المرّات التي عَقَد فيها W13 اجتماعات مهنية مع مجدي ن. فشهد W13 أنه عقد اجتماعات كثيرة على مدى عامين ولم يَبِتْ في نفس المكان أكثر من ثلاث ليالٍ متتالية. وأقسم بعد ذلك بأن مجدي ن. لم يعد قطّ إلى الغوطة خلال تلك الفترة.
وفيما يتعلّق بأكاديمية آفاق، قال W13 إنه بدأ العمل فيها عام 2011. طلب المحامي كيمبف عرض وثيقتين متعلّقتين بعمل الأكاديمية أمام المحكمة. وفي معرض إجابته عن سؤال المحامي كيمبف، قال W13 إنه نسّق مع مجدي ن. لاختيار أعضاء جيش الإسلام الذين سيحضرون التدريبات. وأضاف W13 أن الأعضاء الذين وقع عليهم الاختيار كانوا على دراية مسبقة بالقانون الدولي الإنساني، لأن الفكرة كانت تدريب مدرّبين ليُدرّبوا المقاتلين بعد ذلك. وأفاد W13 أنه لم يكن هناك أي مشاركين من الغوطة، إذ كان من شبه المستحيل مغادرتها في تلك الفترة.
سأل المحامي كيمبف عن الإشارة إلى الشريعة الإسلامية في التدريب، فأعاد W13 التأكيد على أنهم استخدموا أحكام الشريعة الإسلامية التي تدعم القانون الدولي الإنساني. واقتبس المحامي كيمبف بعد ذلك وثيقة دوّن فيها مجدي ن. تعليقًا يفيد بأن المنهجيّة المتّبعة لا تتلاءم مع مستوى المشاركين في التدريب، مؤكدًا أن المشاركين المستهدفين كانوا بالكاد يستطيعون القراءة.
رُفِعَت الجلسة في الساعة 3:59 بعد الظهر.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.