1 min read

داخل محاكمة محمود س. #2: شهاداتُ المدّعين

محاكمة محمود س.

محكمة مقاطعة سولنا - السويد

موجز مراقبة المحاكمة الثاني

تاريخ الجلسة: 5 و6 و7 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

تقارير مراقبة المحاكمة في محاكمة محمود س. هي ثمرةٌ لشراكة بين المركز السوري للعدالة والمساءلة وجامعة ستوكهولم في السويد ومركز ضحايا التعذيب (CVT).

يسرد تقرير المحاكمة الثاني الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الخامس والسادس والسابع من محاكمة محمود س. في سولنا بالسويد. في اليوم الخامس من المحاكمة، قدّمت المدّعية العامة مرافعتها التكميلية للوقائع ردًّا على المرافعة التي قدّمها فريق الدفاع في اليوم الرابع. وعُقِدت أيضًا خلال هذا اليوم من المحاكمة جلسات استماع للشاهد P8، الذي قُتِل ابنه F3 خلال المظاهرة.

وفي اليوم السادس من المحاكمة، عُقِدت جلسة استماع لمدعيَين. وقد طَرحت كلٌّ من المدّعية العامة ومحاميهما وفريق الدفاع أسئلةً عليهما. علاوة على ذلك، قدمت المدّعية العامة إضافات إلى مرافعتها التكميلية للوقائع.

أمّا اليوم السابع من المحاكمة، فقد خُصّص لشهادة المدّعي P11، والد الضحية F2. وقد تعرّف بشكل قاطع على المتّهم، مؤكدًا أنه كان موجودًا في عدّة مواقع، وشهد بأنّ المتّهم كان من أكثر الأشخاص إثارةً للرعب بين سكان الحي.

اليوم الخامس – 5 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025

تقديم المدّعية العامة الوقائع التكميلية

أوضحت المدّعية العامة بدايةً أنّه لا خلاف على أنّ كلًّا من قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام قد ارتكبتا جرائم. علاوة على ذلك، ذكرت المدّعية العامة أنّها لا تُنكر أنّ بعض المصادر والتقارير صادرة عن جهات فاعلة معارضة. غير أن المدّعية العامة جادلت بأنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ جميع المعلومات الواردة فيها تفتقر إلى الموثوقية.

سلّطت المدّعية العامة الضوء على عدد من الأمثلة التي تُظهر أنّ التقارير المستخدمة في التحقيقات هي تقارير جديرة بالثقة. فعلى سبيل المثال، ذكرت أنّ [المنظمة غير الحكومية] المركز السوري للإعلام وحرّية التعبير (SCM) قد حاز هذا العام على جائزة "المدافع عن الحقوق المدنية" تقديرًا لعمله في ضمان المساءلة عن جرائم الحرب وكشف الحقيقة. أمّا فيما يتعلّق بمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا (AGPS)، فقد أوضحت أنّ المنظمة تعتمد الحياد وترفع تقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها كلٍّ من قوى المعارضة والقوات الموالية للنظام. وفيما يتعلق بملاحظة فريق الدفاع بأنّ تقارير الأمم المتحدة أو تلك الصادرة عن منظمة هيومن رايتس ووتش أو منظمة العفو الدولية لم تذكر اسم محمود س.، وأنّ ذلك يُعدّ مؤشرًا على عدم تورّطه، أكّدت المدّعية العامة أنّ مثل هذه المنظمات نادرًا ما تُفصح عن أسماء أفراد في تقاريرها.

***

[استراحة لمدّة 15 دقيقة]

***

وفيما يتعلّق بموثوقية الشهود، ذكرت المدّعية العامة أنّ فريق الدفاع قد اقتطع المحادثات من سياقها. وأكّدت المدّعية العامة أنه لا يوجد ما يشير إلى أنّ الشاهد [حُجب الاسم]، P1، حاول تعديل أقواله لتمكين شخص آخر من الزواج بإحدى قريباته. وفيما يتعلق بـP1، أوضحت المدّعية العامة أنه جرى تحديد هوية الشهود في هذه القضية عبر مصادر متعدّدة، ولا سيما من خلال عمليات البحث التي أجرتها مصلحة الهجرة السويدية. وفي حين أنّ الشاهد نفسه قد أحال بعض الشهود، لكن ذلك لا ينطبق على جميع الشهود. وبالتالي، فإنّ التحقيق لا يستند حصرًا إلى شهادة شاهد واحد كما ادّعى فريق الدفاع.

وفيما يتعلق بمقاطع الفيديو الخاصة بالمظاهرة، التي قال فريق الدفاع إنها قد تشير إلى وقوع اشتباكات بين قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام، أقرّت المدّعية العامة بأنّ ترجمة المحتوى الصوتي لتلك المقاطع تُظهر أنّ بعض الهتافات كانت ذات طابع معارض. فقد كانت بعض الهتافات مناوئة للأسد، في حين هتف آخرون تأييدًا للجيش السوري الحر (FSA). غير أنّه لا توجد أي مؤشرات تدل على وجود الجيش السوري الحر في موقع المظاهرة.

شهادة المدّعي

طرحت كلًّ من المدّعية العامة ومحامي المدّعي وفريق الدفاع بعد ذلك أسئلة على [حُجب الاسم] P8. واستهل P8 شهادته بتقديم لمحة موجزة عن حياته الشخصية، موضحًا أنّه عاش في اليرموك منذ أن كان يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وبقي فيه حتى أواخر عام [حُجب الزمان]. وقد عمل [حُجبت المعلومة] في [حُجب المكان]، بينما كانت زوجته تدير [حُجبت المعلومة] بالقرب من منزلهما في مخيّم اليرموك. وكان لديهما ابنان. وقال إنه لم يكن ناشطًا سياسيا قط، رغم أنّه كان يحمل آراءً ناقدة لنظام الأسد في سرِّه. إلا أنه اختار عدم التعبير عن تلك الآراء علنًا بسبب المخاطر المترتّبة على ذلك، ولا سيما لأنه كان موظفًا حكوميا.

أدلى P8 بعد ذلك بشهادته حول المظاهرة التي جرت في 13 تموز/يوليو، 2012. وذكر أنه بعد اندلاع الحرب الأهلية، أصبحت المظاهرات تُنظّم بشكل شبه يومي في مخيّم اليرموك. ورغم أن ابنه [حُجب الاسم] F3، كان متحمسًا للمشاركة، إلا أن P8 كان قد منعه في البداية من المشاركة خوفًا على سلامته واحتمال تعرّضه للاعتقال. ومع ذلك، شارك P8 يوم الجمعة، 13 تموز/يوليو، في إحدى المظاهرات إلى جانب ولدَيه. وأوضح أنه كان قلقًا بشكل خاص على ابنه الأصغر، ولذلك أمسك بيده طوال المظاهرة، بينما كان F3، الذي كان متحمسًا للغاية، يتقدّمهم. وعندما وصلت المسيرة إلى دوار فلسطين، سمع P8 وابنه الآخر فجأةً إطلاق نار كثيف. فهرب هو وابنه الأصغر إلى أحد الشوارع الجانبية القريبة. وعند عودتهما إلى المنزل، انتظر P8 وأفراد عائلته خارجًا لمدّة تتراوح بين ساعة وساعتين على أمل وصول F3. وعندما لم يعد، بدأ P8 مع عدد من أقاربه المقربين البحث عنه. وفي وقت لاحق من ذلك المساء، تلقّى P8 اتصالًا هاتفيا من أحد المساجد يُبلغه بأن ابنه قد أُصيب. وعندما وصل P8 برفقة شقيقه إلى المسجد، أُبلغا بأن F3 قد توفي، وأنه قد دُفن بالفعل في إحدى المقابر.

***

[استراحة لمدّة 60 دقيقة]

***

وبعد المظاهرة بيوم أو يومين، زار P8 أحد جيرانه الذي كان قد فقد ابنه هو الآخر في موقع الحادثة. وقد ذكر هذا الجار عددًا من الأسماء لأشخاص قال إنه رآهم يطلقون النار على المتظاهرين، وكان محمود س. من بينهم. غير أنّ هناك قدرًا من عدم اليقين بشأن هذه الشهادة، إذ لم يُدلِ P8 بهذه الأقوال خلال جلسات الاستماع الأولى. وقد أوضح أنّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ الأحداث وقعت قبل نحو ثلاثة عشر عامًا، وأنّ ذاكرته باتت مشوشة بعض الشيء. ومع ذلك، أصرّ P8 على أنّه قد قدّم هذه المعلومات في مقابلات سابقة مع الشرطة السويدية. ووفقًا لـP8، فإنه لم يكن قد سمع باسم محمود س. قط قبل زيارته لذلك الجار. ولكنه أجرى بعد ذلك بعض البحث عن محمود س.، وذكر أيضًا أنّه تعرّف عليه داخل قاعة المحكمة.

طرحت المدّعية العامة عدّة أسئلة تتعلق بالحواجز وتأثير الحرب في مخيّم اليرموك على حياة P8 اليومية، وكيف أثّر مقتلُ ابنه عليه. وأوضح P8 أنّه عندما بدأ القصف في اليرموك، انتقل مع عائلته إلى منطقة أخرى، لكنه كان يعود بانتظام لتفقّد منزلهم. غير أنّ الحواجز التي أُقيمت بعد عام 2012 جعلت العودة إلى منزلهم في مخيّم اليرموك أصعب. وشهد P8 بأنّ مقتل ابنه قد قلب حياته رأسًا على عقب وأدخله في حالة من الحزن الشديد. وقد عانى نتيجةً لهذا الفقد من أضرار جسدية ونفسية، من بينها أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ومشاكل في السمع.

 

رُفِعَت الجلسة بعد ذلك، وستُستأنف محاكمة محمود س. يوم الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025.

اليوم السادس – 6 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025

جلسة الاستماع إلى P9

بدأت المدّعية العامة أسئلتها بطلبها من الشاهدة [حُجب الاسم] P9، تقديم لمحة موجزة عن خلفيتها الشخصية. فأوضحت P9 أنها عاشت في مخيّم اليرموك بين عامي [حُجب الزمان]، حيث كانت تعمل [حُجبت المعلومة]. وأوضحت أن الحياة في مخيّم اليرموك قبل عام 2011 كانت هادئة، ولا تتجاوز مشاكلها حدود التحديات اليومية المعتادة. ولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع بعد اندلاع النزاع السوري عام 2011. ووصفت P9 كيف جعل القصف العشوائي وإطلاق القذائف على المدنيين الحياة في المخيّم لا تُطاق. وفي نهاية المطاف، غادرت مخيّم اليرموك بشكل نهائي في كانون الأول/ديسمبر [حُجب الزمان].

استُمع إلى شهادة P9 بشأن المظاهرة التي جرت في 13 تموز/يوليو، 2012، التي قُتِل خلالها ابنُها F3 البالغ من العمر 14 عامًا. وشهدت أنها سمعت المتظاهرين خارج شقتها، ورأت الشوارع مكتظّة بالمشاركين في المظاهرة السلميّة. وفي البداية، سمعت طلقات نارية متفرقة سرعان ما تحولت إلى إطلاق نار كثيف. وكان زوجها، P8، وولداها قد شاركوا في المظاهرة، وقد عاد زوجها وابنها الأصغر إلى المنزل فور بدء إطلاق النار. وبعد أن مضت ساعة ونصف على بدء إطلاق النار دون أن يعود F3، خرجت العائلة للبحث عنه. وزاروا عدّة مشافٍ داخل مخيّم اليرموك، وحاولوا مغادرة المخيّم للتحقق من المشافي خارجه، لكنهم أُوقِفوا عند أحد الحواجز حيث تعرضوا لإطلاق نار. ونُشرت صورة لـF3 على الفيسبوك على أمل أن يتعرّف عليه أقاربهم ويتمكنوا من توديعه قبل الدفن. غير أنّ F3 كان قد دُفِن بالفعل حين علمت العائلة بوفاته.

***

[استراحة لمدّة 15 دقيقة]

***

اعتبرت P9 أن إطلاق النار كان متعمّدًا، إذ أُصيب العديد من المتظاهرين بعدّة طلقات، من بينهم F3. ورغم أنها لم ترَ من أطلق النار، فقد افترضت أنّ الفاعلين هم أجهزة الأمن السورية، المعروفة بتنفيذ اعتقالات داخل المخيّم. وأوضحت أنّ هذه كانت أول مظاهرة بهذا الحجم تُنظّم في مخيّم اليرموك، وأنها لم تتوقع استخدام القوة المميتة. وأضافت أنها لو كانت تعلم بما سيحدث، لما سمحت لابنيها بالمشاركة. وأشارت إلى أنّ 13 شخصًا لقوا حتفهم في ذلك اليوم.

أوضحت P9 أيضًا أن الحواجز المحيطة بمخيّم اليرموك أصبحت أكثر صرامة وخطورة خلال خريف عام 2012. فقد كانت هويات الناس ومركباتهم تُفتَّش بدقة، وأصبح سلوك العناصر على الحواجز أكثر تهديدًا. وبسبب الخطر الذي كانت تشكّله هذه الحواجز، وبسبب معاناتها النفسية لوجودها في المكان الذي عاش فيه ابنها F3 وقُتل، لم تعد إلى مخيّم اليرموك بعد كانون الأول/ديسمبر [حُجب الزمان]. وعندما سألها محاميها عن تأثير وفاة F3 عليها، أوضحت P9 أنها كانت، ولا تزال حتى اليوم، منهارة نفسيا وجسديا. وذكرت أنها تعاني من هلوسات ليلية، وأنها لم تتمكن من العمل لفترة طويلة بعد وفاة F3. وأضافت أنها أصيبت أيضًا بمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وأصبحت تعيش في خوف دائم على ابنها المتبقي.

***

[استراحة لمدّة 60 دقيقة]

***

شهادة المدّعي P10

قدّم الشاهد [حُجب الاسم] P10، بدايةً نبذة عن وضعه الشخصي، موضحًا أنه عاش في حي التضامن منذ [حُجب الزمان]. ووصف الحياة في حي التضامن بأنها كانت هادئة وسلميّة قبل الثورة، لكن الانقسامات المجتمعية بدأت بالظهور بعد اندلاع النزاع، فتحوّل الأصدقاء إلى أعداء، وبرز خط واضح بين مؤيدي النظام ومعارضيه.

فرّ P10 من حي التضامن إلى مخيّم اليرموك وشارك في مظاهرات سلمية ضد النظام. وذكر P10 أنّه شارك هو وابنه [حُجب الاسم] F1، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا، في مظاهرة في حي التضامن بتاريخ 13 تموز/يوليو، 2012. وبحسب ملاحظاته للوضع، فقد كانت المظاهرة سلميّة دون وجود أي معارضة مسلّحة، وبلغ عدد المشاركين فيها نحو 40 إلى 50 شخصًا. وبعد أن تفرّق الجمع الرئيسي من المتظاهرين، واصل F1 السير مع مجموعة من شباب المنطقة بين حي التضامن ومخيّم اليرموك. وفي تلك الأثناء، اندلع إطلاق نار وأُصيب صديق F1. وعندما حاول F1 مساعدة صديقه، أُطلق عليه النار هو الآخر وقُتل، فكان مجموع القتلى ثلاثة شبّان.

هرع P10 فور سماع دوي إطلاق النار باتجاه موقع الحادثة حيث صادف مجموعة من الشبان يحملون جثمان F1. ثم ذهب P10 برفقة أحد أصدقائه لتغسيل جثامين الشبان القتلى، واستقلّا سيارة بعد ذلك وحاولا العثور على مكان لدفنهم. وأثناء وجودهما في السيارة بالقرب من دوار فلسطين تعرّضا لإطلاق نار، وهو ما رجّح P10 أن مصدره كان من القيادة العامة بحكم قربها من موقع الدوار. ولم يرَ P10 مطلقي النار بنفسه، لكنه سمع إطلاق نار متواصل طوال تحركهما بالسيارة. وقد دُفن ابنه بجوار صديقه.

سُئِل P10 أيضًا عن الحواجز في حيّ التضامن، التي قال إنه كان يتجنبها خوفًا من النظام والشبيحة، وما قد يترتّب على اعتقاله من عواقب. وأوضح أنه لم يشهد شخصيًا حوادث عند الحواجز، لكنه كان يحصل على المعلومات من التقارير الإعلامية، وأضاف أنّه يعرف عددًا من أقاربه الذين قُتلوا على يد النظام، وهو ما أثار خوفه من مواجهة تلك الحواجز.

تقديم المدّعية العامة للوقائع التكميلية

أكّدت المدّعية العامة أنّ العديد من الأفراد الذين عُقِدت لهم جلسات استماع في هذه المحاكمة سبق أن شاركوا أيضًا في التحقيق الألماني [ملاحظة: بدأت محاكمة خمسة متهمين في كوبلنتس بألمانيا في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025. للاطلاع على التفاصيل، انظر تقارير مراقبة المحاكمة الصادرة عن المركز السوري للعدالة والمساءلة] إذ سبق إجراء مقابلات معهم. وقد أُبلغ الشهود فورًا بهويات المتّهمين خلال ذلك التحقيق السابق. وأشارت المدّعية العامة إلى أنّه قد يكون لتلك المقابلات السابقة تأثير إلى حدّ ما على ما يتذكره الشهود من وقائع الآن، ومن المحتمل أن تكون قد شكّلت ذاكرتهم وأنها كانت بمثابة إطار مرجعي لرواياتهم التي يقدمونها في جلسات المحاكمة الحالية.

ستُستأنف محاكمة محمود س. يوم الجمعة 7 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025.

اليوم السابع – 7 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025

شهادة P11

كان الشاهد [حُجب الاسم] P11، مقيمًا في مخيّم اليرموك في وقت المظاهرة التي جرت في 13 تموز/يوليو، 2012. وقد بدأت المظاهرة، التي نُظّمت إحياءً لذكرى الشبان الخمسة عشر المجنّدين الذين قُتلوا قرب الحدود مع الجولان في وقت سابق من ذلك العام، بشكل سلمي، إلا أنّ شبيحة مسلحين قمعوها بعنف. فقد جرى إطلاق النار بالرصاص الحيّ من دون أي إنذار مباشرةً على حشود المدنيين الذين قُدّر عددهم بالآلاف، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، من بينهم ابن P11، [حُجب الاسم] F2، الذي أُصيب بطلق ناري أثناء توثيقه المظاهرة بكاميرته. وقد مثل P11 أمام المحكمة للإدلاء بشهادته حول المظاهرة وما رآه عند الحاجز الشمالي.

ذكر P11 أنه لم يكن يعتزم المشاركة في المظاهرة، لكن الناس بدأوا يتجمّعون في حيّه، فقرّر مرافقة ابنه لتوثيق الحدث. وشهد خلال الواقعة إطلاق نار موجّه نحو المتظاهرين وتمكّن من تحديد هوية عدد من الجناة الذين كانوا من الشبيحة، وكان محمود س. أحدهم.

المظاهرة

بقيت المظاهرة سلميّة حتى وصلت إلى شارع فلسطين، وهو شارع يقع عند أطراف مخيّم اليرموك. ثم واجه عناصر شبيحة مسلّحون المتظاهرين عند محطة أبو حسن، حيث كانوا متمركزين على دراجات نارية ويحملون بنادق كلاشينكوف. وبدأ إطلاق النار من دون أي طلقات تحذيرية، وهو ما أثار حالة من الذعر دفعت الحشود إلى الفرار. ورفع ابن P11 كاميرته لتصوير الحادثة، فأُصيب برصاصة في عينه أطلقها أحد عناصر الشبيحة. وأُصيب شابٌ هرع لمساعدته برصاصة في بطنه ونزف حتى فارق الحياة.

***

[استراحة لمدّة 20 دقيقة]

***

حضر عناصر من الشبيحة إلى منزل P11 بعد الحادثة وهدّدوه، مطالبين إياه بالادّعاء بأن ابنه توفّي وفاةً طبيعية.

ذكر P11 أسماء عدد من عناصر الشبيحة الذين كانوا موجودين وقت إطلاق النار. وادّعى أنه رأى المتّهم، محمود س.، في موقع الحادثة قبل مقتل ابنه. ووُصِف محمود س. بأنه نحيل البنية ذو وشوم، وأنه كان يرتدي قميصًا أبيض اللون وسروالًا صيفيًا ويحمل بندقية كلاشينكوف. ووفقًا لـP11، فقد كان محمود س. أول من بدأ بإطلاق النار من مسافة قريبة. ورغم أنّ P11 لم يتمكن من تأكيد ما إذا كان محمود س. قد أصاب أحدًا، إلا أنه شهد بأن محمود س. بدا عازمًا على القتل. ولم يذكر P11 من الذي قتل ابنه خلال المحاكمة في ستوكهولم. غير أنه ذكر اسم موفق د. بصفته مرتكب الجريمة في المحاكمة التي جرت في ألمانيا عام 2023. وادّعى P11 أنه لم يكن يعرف محمود س. شخصيا، لكنه كان قد سمع به لكونه شخصية معروفة في المخيّم، ولأنه كان وثيق الصلة بالرتب العليا لقيادة الشبيحة.

***

[استراحة لمدّة 65 دقيقة]

***

الحاجز

أدلى P11 بشهادته حول عدد من الحواجز الموجودة داخل مخيّم اليرموك وفي محيطه، والتي كان يديرها عناصر من الشبيحة بالتعاون مع أجهزة الأمن السورية. إذ أشارت تقارير إلى أن مدنيين تعرّضوا للاختطاف والابتزاز ووُجِّهت إليهم اتهامات زائفة. وشهد P11 بأنّ أولئك الذين خضعوا لتعامل مباشر مع الأجهزة الأمنية عادوا بحال مختلفة. وأوضح P11 أنه كان يمرّ بشكل متكرر بالقرب من الحاجز الواقع على الجهة الشمالية من المخيّم، رغم أنه لم يعبره سوى مرة واحدة. وأشار إلى أنه رأى رجلًا ملثمًا على ذلك الحاجز يشير إلى أفراد ويُنحّيهم ثم اختفوا لاحقًا. وشهد P11 أنّ الرجل الملثّم لم يكن الشخص ذاته دائمًا، وأنّه كان متأكّدا من أنّ محمود س. كان أحيانًا هو ذلك الشخص الملثّم. وأضاف أن سكّان المنطقة كانوا يتجنبون الخروج عند رؤيته في المكان، لكونه يثير خوفًا شديدًا.

وعندما أشارت المدّعية العامة لاحقًا إلى محمود س. داخل قاعة المحكمة، انهار P11 بالبكاء، فأُعلِنَت استراحة قصيرة مباشرةً بعد ذلك.

***

[استراحة لمدّة 15 دقيقة]

***

أسئلة فريق الدفاع

طرح فريق الدفاع أسئلة تتعلّق بعلاقة P11 بأنور البني وفراس سليم (الدامونية) [الاسم غير واضح]، اللذين عرّفاه - فور وصوله إلى ألمانيا بعد خروجه من سوريا - بالإجراءات القانونية الألمانية وأخبراه بإمكانية ملاحقة عناصر الشبيحة قضائيا في أوروبا.

جادل فريق الدفاع بأنّ P11 قد يكون مدفوعًا بمصلحة شخصية في ملاحقة عناصر الشبيحة قضائيا بعدما فقد ابنه، مشيرًا إلى أنّ شهادته قد تكون متأثّرة برغبته في الانتقام وتحقيق العدالة، أكثر من كونها مبنية حصرًا على ما شاهده في ذلك المكان والزمان. وادّعى فريق الدفاع أيضًا أنه لم يذكر اسم محمود س. في أول خمسٍ من أصل ستّ إفادات قدّمها، وأنه كان قد حدّد في البداية أربعة أشخاص فقط كانوا حاضرين في المظاهرة، مقارنةً بشهادته اليوم التي ذكر فيها عشرين شخصًا.

أوضح P11 أنه لم يذكر أسماء أو تفاصيل معينة في إفاداته السابقة بسبب مخاوفه على عائلته في سوريا، وتحديدًا بسبب خوفه على شقيقته وابن شقيقته، اللذين قيل إنهما كانا تحت سيطرة شقيق محمود س. وأوضح أنه طُلب منه في أوّل إفادتين قدّمهما في المحاكمة الألمانية التركيز فقط على موفق د. وعدم التطرّق إلى أعضاء آخرين من شبيحة حركة تحرير فلسطين.

ورغم أن الدفاع جادل بأن اسم محمود س. أُضيف في مراحل لاحقة، إلا أن الادّعاء العام قدّم سجلات تُظهر أن اسم محمود س. قد ذُكر بالفعل في الإفادة الثانية في ألمانيا. وفي الإفادة نفسها، حدّد P11 هوية 17 شخصًا كانوا على صلة بالأحداث.

رُفِعَت الجلسة في الساعة 3:25 مساء بعد عقد جلسة مغلقة استغرقت 15 دقيقة.

ستُستأنف محاكمة محمود س. يوم الاثنين 10 تشرين الثاني/نوفمبر، 2025.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.