داخل محاكمة محمد ا وإسماعيل ك 11#: شريك بالجريمة
المحكمة الإقليمية العليا - دسلدورف ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الحادي عشر
تاريخ الجلسات: 5 و6 أيلول / سبتمبر 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب.
تُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة، بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءاتها.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة].
يسرد تقرير المحاكمة الحادي عشر الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين العشرين والحادي والعشرين من محاكمة محمد ا وإسماعيل ك، في دسلدورف - ألمانيا. وعلى غرار يومي المحاكمة السابقين، فقد استُمع في جلساتهما إلى شاهدين ينحدران أيضاً من المنطقة ذاتها التي نشط فيها المتهمان، وقدما روايتهما عن أحداث مهمة متعلقة بالقضية.
في اليوم الأول قدّم الشاهد [حُجب الاسم] P10 شهادته، وتحدث عن عمله في المجال الإعلامي والإغاثي وسرد التفاصيل المتعلقة بالحاجز التابع لتنظيم داعش الذي كان المتهم محمد ا يشرف عليه وشرح تفاصيل خريطة مبسطة رسمها خلال تحقيق الشرطة وضح من خلالها مكان الحاجز.
وفي اليوم الثاني قدّم [حُجب الاسم] P11 شهادته، وتحدث عن حادثة اختطاف تنظيم داعش لشقيقه [حُجب الاسم] وإعدامه لاحقاً، وعن علاقة المتهم محمد ا بالحادثة، بالإضافة إلى ذكره معلومات عن تورط المتهم الآخر إسماعيل ك بعمليات إعدام وركل رؤوس أشخاص أعدمهم تنظيم داعش.
اليوم العشرين - 5 أيلول / سبتمبر 2024
قال الشاب الفلسطيني السوري إنه ولد في مخيم اليرموك، وعاش كل حياته هناك، ويبلغ من العمر 28 عاماً. عمل في المجال الإعلامي والإغاثي ولم يخرج من مخيم اليرموك إلا في [حُجبت المعلومة] من خلال حملة التهجير التي قامت بها روسيا وانتهت بنقل أبناء المنطقة إلى الشمال السوري [إدلب].
طلب القاضي من الشاهد التحدث عن نفسه وعما كان يفعله في بداية الثورة السورية، فقال P10 إن مخيم اليرموك خضع لسيطرة الفصائل المعارضة عام 2012، ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 2018 خضع المخيم لسيطرة عدة جهات.
قال القاضي للشاهد إنه ذكر في تحقيق الشرطة أنه غادر مخيم اليرموك عام 2014. فنفى P10 ذلك مضيفاً أن المنطقة كبيرة، والحصار الذي فُرض عليها كان من عام 2012 حتى عام 2018. وعندما ظهر تنظيم داعش، انقسمت المنطقة الكبيرة إلى منطقتين، الأولى تحت سيطرة داعش والأخرى تحت سيطرة الجيش الحر، وتشمل يلدا وببيلا وبيت سحم، و«هي المناطق التي كنت موجوداً فيها وقتها».
طلب القاضي من الشاهد أن يشرح له كيف بدأ انتشار تنظيم داعش في جنوب دمشق، وهل كان ذلك ببطء وعبر عدة مراحل، أم كان من خلال معركة، فأجاب P10 أن بداية التنظيم كانت عبر مجموعة صغيرة ما لبثت أن كبرت وتوسعت من خلال إغراء الناس بالأموال، وكانت هذه المجموعة من أبناء المنطقة لا من القادمين من خارجها.
وأضاف الشاهد أنه عندما كان في مخيم اليرموك بين عامي 2013 و2014، لم يكن لتنظيم داعش دور أساسي، بل كانت الفصائل المعارضة هي التي تسيطر على المنطقة.
سأل القاضي الشاهد عن الجيش الحر، فأجاب P10 أن بداية الثورة كانت مقتصرة على المظاهرات السلمية، ولم يتشكل الجيش الحر إلا بعد أن بدأت قوات النظام السوري باقتحام المناطق وارتكاب المجازر، وهو ما أدى إلى تشكل الجيش الحر الذي كان مؤلفاً من مجموعات منفصلة، دون أن يكون لها هيكل تنظيمي أو قيادة واحدة.
وردّا على سؤال القاضي حول معرفته بـ «لواء أحفاد الرسول»، قال الشاهد إنه سمع بهذا الاسم وإن المنطقة كان فيها العديد من الفصائل، ولكن الاسم ليس غريباً بالنسبة له. وأضاف أن هذا اللواء كان يعتبر فصيلاً من فصائل الجيش الحر، ولم يكن له توجهات دينية كبقية فصائل الجيش الحر. وأشار إلى أنّ الاسم الديني للفصيل لا يعني بالضرورة أن الفصيل متشدد دينياً.
وأشار P10 مجدداً إلى أن تنظيم داعش كان موجوداً في مخيم اليرموك منذ عام 2014، ولكن دون أن يكون لديه مناطق سيطرة فعلية. وبدأ بمجموعات صغيرة تحاول استمالة أهالي المنطقة بالأموال. وفي مطلع عام 2015، حاول الجيش الحر طرد تنظيم داعش وحدثت معارك بين الطرفين، وسيطر التنظيم وقتها على مناطق القدم والعسالي والحجر الأسود.
سأل القاضي الشاهد عما إذا كان يعرف المتهمَين، فقال P10 إنه لا يعرف إسماعيل ك على الإطلاق، بينما يعرف محمد ا معرفة سطحية. وأضاف أنه سبق أن شاهد محمد ا مرة واحدة، وقيل له إنه [حُجب الاسم] [لقبه] وإنه ينتمي لتنظيم داعش، مؤكداً أنه لا يعرف اسمه الحقيقي، ولا يذكر من قال له هذه المعلومة أو تاريخها بدقة، مكتفياً بالإشارة إلى أنه علم ذلك قبل 10 سنوات، أي في عام 2015 تقريباً.
وعندما سأل القاضي الشاهدَ عن أية معلومات أخرى يعرفها حول علاقة محمد ا بتنظيم داعش، قال الشاهد إنه لا يعرف أية معلومات إضافية، وإن محمد ا لم يكن من الشخصيات المشهورة في التنظيم.
استحضر القاضي إجابات الشاهد خلال تحقيق الشرطة، والتي ذكر فيها أنه يعرف «[حُجب الاسم]، هو من الحجر الأسود، وكان رئيساً أو قيادياً في تنظيم داعش، أعرفه بالشكل. وهو معروف في مناطقنا، وكان مسؤولاً عن حاجز تفتيش تابع لتنظيم داعش». وقال القاضي للشاهد «أليس هذا كلامك خلال تحقيق الشرطة؟» فأجاب الشاهد أنه لا يعلم بدقة، ومن الممكن أنه قال ذلك ومن الممكن أنه لم يقل، إذ إن هذه الأمور حدثت قبل 10 سنوات، وربما كان يذكرها خلال تحقيق الشرطة أم الآن فلا. وأضاف أن محمد ا كان مسؤولًا عن التفاوض عندما اتفقت قوات النظام وتنظيم داعش على هدنة في منطقة القدم.
أضاف القاضي أن الشاهد حدد خلال تحقيق الشرطة موقعاً للحاجز الذي كان محمد ا يشرف عليه، وسأل الشاهدَ «هل يعيد هذا شيئاً من ذاكرتك؟» ليجيب الشاهد أنه يتذكر جغرافية المنطقة جيداً، لذلك تمكن من تحديد موقع الحاجز.
جدد القاضي سؤال الشاهد: «قلت إن محمد ا كان مسؤولاً عن مفاوضات مع النظام وأنه كان مشرفاً على حاجز وقائداً في منطقة. فهل يُفهم من كلامك هذا أن محمد ا كان قيادياً في تنظيم داعش؟» فرد الشاهد بالقول إن كل ما سبق لا يشترط أن يجعل من محمد ا قيادياً في تنظيم داعش، ومن الممكن أن يكون مسؤولاً عن أمر معين فقط.
وبخصوص المفاوضات قال الشاهد: «كانت المنطقة محاصرة من قبل قوات النظام، وكانت تجري مفاوضات بين قوات النظام وتنظيم داعش بهدف السماح للمدنيين بالدخول إلى المنطقة». قاطع القاضي الشاهد وسأله «هل كان محمد ا يقود هذه المفاوضات ممثلا تنظيمَ داعش؟» فنفى الشاهد، وقال إن المفاوضات قادها مسؤولون في تنظيم داعش في المنطقة الجنوبية، أي أن هناك أحدا آخر غير محمد ا يفاوض، ثم يُطلب منه استلام المهمة في مرحلة لاحقة.
قال القاضي للشاهد «إنك ذكرت قبل قليل أن محمد ا هو من كان يقود المفاوضات» فأجاب P10: «سأحاول الشرح، كان هناك حاجزان، أحدهما لقوات النظام والآخر لتنظيم داعش، مخصصان لدخول المدنيين من مناطق سيطرة قوات النظام إلى مناطق سيطرة التنظيم. وفي بعض الأحيان كانت تحدث مشكلات للنساء اللواتي يرغبن بالعبور، كأن تقوم قوات النظام باعتقالهن، وحينها كان من الممكن أن يتدخل محمد ا ويحل المشكلة».
سأل القاضي الشاهد عما إذا كان يعلم عن وجود أية علاقة بين محمد ا والجيش الحر، وعما إذا سمع باسم [حُجب الاسم] من قبل أو بحادثة الإعدام الجماعي التي قام بها تنظيم داعش في منطقة الحجر الأسود عام 2015، فنفى الشاهد.
عرض القاضي على شاشة المحكمة، خريطة مبسطة رسمها الشاهد خلال تحقيق الشرطة، ويفترض أنها تظهر موقع الحاجز الذي كان محمد ا مسؤولاً عنه في منطقة جنوب دمشق التي كانت السيطرة منقسمة فيها بين الجيش الحر وتنظيم داعش. وطلب من الشاهد أن يحدثه عنها، فقال الشاهد إنه لا يذكر و «ربما كان السؤال حينها عن الحواجز في المنطقة».
سأل المدعي العام الشاهدَ عن الحاجز الذي كان يشرف عليه محمد ا، وما إذا كانت هناك مهام أخرى غير تلك التي ذكرها [حل مشكلات النساء وما إلى ذلك]، فأجاب الشاهد بأنه لم تكن هناك مهام أخرى للحاجز. ثم قرأ المدعي العام أقوال الشاهد خلال استجواب الشرطة، والتي جاء فيها أن «محمد ا كان رئيس الحاجز، وكنت أعمل في المجال الإعلامي، وعلمنا أن الحاجز كان مسؤولاً عن أعمال الشرطة والجمارك، هكذا وصلني». وسأل المدعي العام الشاهد «هل يمكن أن توضح لنا ما تقصده بمهام الشرطة والجمارك؟» فأجاب الشاهد أن «دخول المواد الغذائية إلى المنطقة كان محدوداً وأنّ مصدرها كان مناطق سيطرة قوات النظام، لذا كان حاجز تنظيم داعش يفتش الناس بشكل روتيني».
طلب المدعي العام من الشاهد وصف الحاجز وكيف كان شكله، وكم عنصراً من تنظيم داعش كان فيه، فأجاب الشاهد بأنه لا يعرف شكل الحاجز ولم يسبق له أن شاهده، ولكن الحواجز في المنطقة عموماً كانت تتألف من عدة عناصر يفتشون ويمكن أن توجد كابينة صغيرة. سأل المدعي العام الشاهد أيضاً عن نوع الأسلحة الموجودة لدى عناصر الحواجز، فأجاب أنها كانت بندقيات وأسلحة تقليدية موجودة في المنطقة.
سأل محامي الدفاع الشاهدَ عن عدد المرات التي حقق معه فيها مكتبُ الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني [BKA] فقال P10 «بخصوص محمد ا، مرة واحدة» ورد محامي الدفاع بأن المكتب حقق مع الشاهد أكثر من مرة، فأجاب الشاهد أن التحقيق الآخر لا علاقة له بمحمد ا.
وسأل محامي الدفاع الشاهدَ عن عدد المرات التي قدّم فيها معلومات للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير [SCM] فقال P10 إنها كانت أكثر من مرة، ولكنها كانت متعلقة بأشخاص آخرين لا بمحمد ا فقط. وسأل المحامي أيضاً عن قول الشاهد للمركز إن زار محمد ا في منزله، فأجاب الشاهد أن هذا السؤال كان خاطئا، وكان من المفترض أن يُسأل لشاهد آخر، وسط استغراب محامي الدفاع.
عند هذه النقطة تدخل القاضي وأوضح أن خلطاً حدث لدى الشرطة بين ملف هذا الشاهد [لدى SCM] وملف شاهد آخر، ولذلك وجهت الشرطة أسئلة خاطئة لشاهد اليوم في ذلك الوقت. وعلق الشاهد على ذلك بالقول: «لم تكن أقوالي ولا اسمي، لذلك علمت أن هناك خطأ بالملف وأخبرتهم بذلك».
استمر محامي الدفاع بإثارة أسئلة متعلقة بالمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وطلب من الشاهد معرفة أسماء التابعين للمركز الذين استجوبوه، فأجاب P10: «رائد الحافظ الموجود في تركيا، مرتان خلال وجودي في ألمانيا، ولم يكن استجوابا [رسميا] بل محادثة عبر الهاتف». ورداً على سؤال آخر لمحامي الدفاع، أجاب الشاهد أنه لا تواصل حالي بينه وبين المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وقد توقف التواصل قبل العام 2023.
وحول كيفية معرفة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير به، قال الشاهد إن «المركز تواصل معي، ولا أذكر الكيفية بالضبط، وسألوني عن شخص ما فأخبرتهم بما أعرف، ثم سألوني عن محمد ا، وسألوني عن أشخاص آخرين أيضا».
سأل محامي الدفاع الشاهد عما إذا كان مر من حواجز التفتيش التي تحدث عنها سابقاً، خلال فترة وجوده في سوريا، وعن الجهات التي عمل معها، فقال P10 إنه مر من الحواجز، وأنه كان يعمل مع [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]. أما العمل الإعلامي فكان عملاً مستقلًا مع [حُجب الاسم] وبعض القنوات التلفزيونية كقناة [حُجب الاسم].
وعن مدى معرفته ببيان المزعل، قال الشاهد إنه يعرف اسمه فقط ولا يعرفه شخصيًا، ويعرف أنه كان قائد مجموعة في الجيش الحر، ولم يسبق أن شاهد فيديوهات يظهر فيها بيان المزعل.
***
[استراحة لـ 15 دقيقة]
***
سأل محامي الدفاع الشاهد عن الشخص الذي وصل معه إلى ألمانيا، ويدعى محمد يحيى، وعما إذا كان ينتمي لفصيل مسلح في سوريا، فأجاب بأنه وصل معه إلى ألمانيا بالفعل، وأنه لم يكن ينتمي لأي فصيل. وعاد محامي الدفاع للسؤال عن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وما إذا كانت المحادثات بين الشاهد والمركز مسجلة، فأجاب الشاهد بأنه لا يعلم.
وطلب محامي الدفاع عرض خريطة جوجل على شاشة المحكمة، ليحدد الشاهد مكان الحاجز الذي قال إن محمد ا كان يرأسه. فرد الشاهد بالقول إنه قدّم رسماً توضيحياً وذكر مكان الحاجز. فتدخل القاضي وقرر الاستجابة لطلب محامي الدفاع.
حدد الشاهد مكان الحاجز تقريبيا، وقال إن هناك مناطق كان الاقتراب منها ممنوعا عموماً، ولم يسمح بذلك إلا لمن أراد الدخول أو الخروج، وأنه لم يسبق له رؤية الحاجز المذكور. وعندما حاول محامي الدفاع التشكيك بمعلومات الشاهد باعتبار أنه لم يشاهد الحاجز من قبل، قال P10 إنه يعرف المنطقة جيداً، ويعرف أين توجد نقاط سيطرة النظام والفصائل المعارضة.
طلب محامي الدفاع تحديد مناطق سيطرة فصيل أجناد الشام على الخريطة، ففعل P10، وأضاف أن المنطقة معقدة عموماً ولا يمكن اختصار الشرح عنها، إذ إنها مقسمة [منطقة السيطرة] بين تنظيم داعش وجبهة النصرة والجيش الحر.
رداً على سؤال محامي الدفاع حول تبعية أجناد الشام، قال الشاهد إنهم فصيل تابع للجيش الحر، وإن «قصتهم معقدة» وإن وجودهم كان مقتصراً على حي واحد في منطقة القدم. وفي ذلك الوقت [2014-2015] ، كانت هناك هدنة بين أجناد الشام وتنظيم داعش. وسأل محامي الدفاع الشاهدَ عن إمكانية أن يكون محمد ا منتمياً لأجناد الشام لا لتنظيم داعش، فأجاب الشاهد بأنه لا يعلم.
وختم محامي الدفاع أسئلته للشاهد بالقول: «كيف لك أن تكون متأكداً من الحاجز ومكانه، وأنت لم تشاهده قط ولا تعرف أحداً عبر من خلاله؟» فأجاب P10 أن «المنطقة صغيرة، وصحيح أنني لا أعرف أحدًا عبر منه، ولكنني أعرف أنه حاجز يعبر منه مئات النساء والأطفال يوميا. وبصفتي إعلاميا، كنت أوثق الاعتقالات التي تحدث هناك، على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر التواصل مع أهالي المنطقة والحصول على معلومات منهم».
وقال الشاهد أخيراً، في إجابة على سؤال محامي الدفاع، إنه كان هناك مع والده عندما سيطر تنظيم داعش على مخيم اليرموك عام 2015، وإن قائد تنظيم داعش حينها كان [حُجب الاسم].
اليوم الحادي والعشرون - 6 أيلول / سبتمبر 2024
شهدت جلسة اليوم استجواب الشاهد P11 [حُجب الاسم]، للمرة الثالثة، وهو قيادي سابق في الجيش الحر، في منطقة الحجر الأسود، وشقيق [حُجب الاسم] الذي اختطفه تنظيم داعش ثم أعدمه.
سأل القاضي الشاهد بداية عن معرفته بالمتهمَين محمد ا وإسماعيل ك، فقال P11 إنه يعرف كليهما، وإن محمد ا من منطقة الحجر الأسود، حيث ينتمي هو [الشاهد]. وأضاف P11 أنه كان يعرفه قبل الثورة معرفة سطحية، إذ كانا في المدرسة ومعسكرات الأطفال نفسها، وفرقُ العمر بينهما سنةٌ واحدة فقط.
أضاف الشاهد أن محمد ا «تطوع سائقا في الأمن السياسي، وأتوقع أنه كان موظفا مدنيا، ولم يسبق أن شاهدته خلال عمله». وقال الشاهد أيضاً إنه لم يكن هناك أي تواصل مع محمد ا قبل الثورة، أما بعد الثورة فإنه يعرف أن [حُجب الاسم]، شقيق محمد ا، «عمل في الثورة» وأن له شقيقا آخر ضابطا في الجيش يدعى [حُجب الاسم]، وكان هناك «مشاكل» بين [حُجب الاسم] و P11 «ليست مشاكل شخصية، بل بخصوص الثورة. يفترض أنهما كانا معنا بصفتنا جيشا حرا لحماية المدنيين، ثم حدثت المشاكل لاحقاً».
سأل القاضي عما يعرفه الشاهد عن دور [حُجب الاسم] بالثورة والفصيل الذي ينتمي إليه، فقال إنه «انضم إلى كتيبة أبي عبيدة الجراح مع بداية تشكل الجيش الحر. ثم حدثت خلافات بالمنهجية والقواعد المتبعة والمتفق عليها في الجيش الحر، والأفكار المتطرفة». وأضاف P11 أن [حُجب الاسم] «كانت لديه علاقات واتصالات لأنه كان مدعوماً من السعودية بشكل شخصي لا عن طريق الجيش الحر. في البداية انضم لكتائب أحفاد الرسول التابعة للواء الفاتحين، ولا أعلم إن كان محمد ا معه حينها، فلم أشاهده إطلاقا حتى قُتل شقيقه».
سأل القاضي عن دور [حُجب الاسم] وعما إن كان قائدًا للواء، فأجاب الشاهد أن القائد العسكري يختلف عن القائد الفعلي المسؤول عن الأمور المالية والتنظيمية، ولم يكن بسام قائدًا عسكريًا، بل القائد الفعلي للواء، وبالعرف العام، كان هو القائد. وبخصوص التوجه الديني للواء الفاتحين، قال الشاهد إن «[حُجب الاسم] لديه علاقات شخصية مع أشخاص ذوي توجه راديكالي، حتى قبل بداية الثورة، كأشخاص ذهبوا إلى العراق وانضموا لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى علاقاته مع قيادات تنظيم داعش خلال الثورة، كعلاقته الشخصية القوية بـ [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]، وهما من أهم مؤسسي تنظيم داعش».
وفيما يتعلق بعلاقة [حُجب الاسم] ومحمد ا بلواء أحفاد الرسول، قال الشاهد: «لواء أحفاد الرسول لم يكن مجرد فصيل صغير، بل كان موجوداً في عموم سوريا. وكان هناك خلاف عسكري وفكري مع [حُجب الاسم]، حتى أن القائد العسكري للواء الفاتحين، الملازم مصطفى، ترك لواء أحفاد الرسول بسبب هذه الخلافات. [حُجب الاسم] يمثل لواء أحفاد الرسول داخل الحجر الأسود، ويتواصل مع داعمي الفصيل في الخارج».
استحضر القاضي قول الشاهد خلال تحقيق الشرطة بأن «مقتل [حُجب الاسم] تلاه انضمام محمد ا للواء أحفاد الرسول بسبب فِكرهم». رد P11 بالقول «لا، لم تكن المسألة كذلك، فبعد مقتل [حُجب الاسم] حدثت مشاكل في الفصيل. وحدث انشقاق بسبب غياب الرقابة المالية والموارد المالية غير المعروفة. ثم ظهر محمد ا، وكان توجهه غير واضح، ولكنه بقي مع لواء أحفاد الرسول».
أضاف P11 أن « [حُجب الاسم] لعب دور أمنيا واستخباراتيا، في حين كان [حُجب الاسم] يتبع جبهةَ النصرة. وقلت في تحقيق الشرطة إن هؤلاء كانوا يجتمعون بشكل دوري، وكان [حُجب الاسم] يقول إنه ما عاد يربطه شيء بالفصيل [أحفاد الرسول]، ولكنه حقيقة كان اليد اليمنى لـ [حُجب الاسم]. وكانت علاقة [حُجب الاسم] بـ [حُجب الاسم] شخصية وفكرية، ولكنهما لم يكونا معاً في لواء أحفاد الرسول».
ذكّر القاضي الشاهدَ بقوله خلال تحقيق الشرطة إن «محمد ا كان قيادياً في لواء أحفاد الرسول، وباتت لديه مصادر لتكبير مجموعته المسماة كتيبة أبي عبيدة، عندما قُتل شقيقُه [حُجب الاسم]» فأجاب الشاهد أن الجملة صحيحة ولكن المقصد العام ليس دقيقاً مئة بالمئة وأن هناك جمل مقتطعة. فرد القاضي بالقول إنه سيسأل الشاهد عن أقوال أخرى ذكرها خلال تحقيق الشرطة، إذ يعتقد أن هناك تضارباً مع ما يقوله اليوم.
وجاء في أقوال الشاهد خلال تحقيق الشرطة، بحسب ما ذكر القاضي، أنه «عندما سيطر تنظيم داعش على جنوب دمشق عام 2013، كان محمد ا ينفذ عمليات سرية لصالح التنظيم، رغم أنه كان منتمياً للواء أحفاد الرسول حينها. وعندما علم القائمون على اللواء بذلك طردوه».
وعلق الشاهد على ما ذكره القاضي بالقول: «بعد وفاة [حُجب الاسم] كانت هنالك ركائز رئيسية هي مجموعة [حُجب الاسم] الأولى المؤلفة من [حُجب الاسم]، وهو أحد ضحايا تنظيم داعش لاحقاً، و [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]. حدثت مشاكل بين هؤلاء قبل وفاة [حُجب الاسم] بأيام، وعندما قُتل [حُجب الاسم]، انفصلت مجموعات هؤلاء عن لواء الفاتحين. في ذلك الوقت، لم يكن محمد ا قوة فاعلة في لواء الفاتحين، ولم تكن لديه مجموعة خاصة كالذين ذكرتهم سابقاً، ولم يسبق أن شاهدناه في المعارك أو النشاطات العسكرية».
قاطع القاضي الشاهدَ وطلب منه عدم التشعب في التفاصيل، وسأله: «بعد وفاة [حُجب الاسم]، أصبح لدى محمد ا كتيبة أبي عبيدة؟» فأجاب P11 أنه «بعد وفاة [حُجب الاسم]، اختار المخلصون له محمد ا ليقودهم تحت اسم كتيبة أبي عبيدة، وبالنسبة للتناقض بأقوالي عن محمد ا وتنظيم داعش، فدعني أوضح أن تنظيم داعش بدأت فكرته قبل أن يبدأ التنظيم بالعمل رسمياً، وقبل أن يكون هناك اسم داعش كانت هناك أسماء أخرى، وما كنت أقصده بنشاط تنظيم داعش في ذلك الوقت [قبل الإعلان الفعلي عن قيام داعش] هو توجهات [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]».
وعن حادثة طرد محمد ا من لواء أحفاد الرسول، قال الشاهد: «عندما بدأت المجموعات الراديكالية بالتجييش ضد الجيش الحر، كان من المفروض أن ينحاز محمد ا للجيش الحر، خصوصاً عندما قامت الفصائل المتطرفة بعمليات عسكرية ضدنا. وذكرت سابقاً أن محمد ا حاول اختطافي، إذ طلب مني التوجه لمكان اجتماع فلم أذهب لأنني كنت أعلم بنيته المبيتة. أضف إلى ذلك المشاكل بيني وبين قيادة لواء أحفاد الرسول، وهذا ما قاله لنا قادة لواء أحفاد الرسول عندما كنا نتواصل معهم، وهم النقيب حسين وقائد الأحفاد النقيب أبو عرب الذي يشغل الآن منصب قائد الشرطة العسكرية في الشمال المحرر».
سأل القاضي عن مصير محمد ا بعد طرده من لواء أحفاد الرسول، فقال الشاهد إن «محمد ا انتقل إلى حركة أحرار الشام، فقد شاهدت شعارهم على سيارته، وفي الشهر التاسع من عام 2013 انضم قسم كبير من حركة أحرار الشام لتنظيم داعش. في المرحلة الأولى لم يعترف محمد ا بانتمائه للتنظيم، بعد ذلك أعلن محمد ا عن تشكيل جيش محمد الذي كان يفترض أن يحارب تنظيم داعش. وفي تلك المرحلة، قتل تنظيم داعش الكثير من الشبان، وكان شقيقي أحد الضحايا. كان يفترض بالجيش الذي شكّله محمد ا أن يحارب تنظيم داعش وقد كان له دور رئيسي في جمع كل من كان يرغب بمحاربة التنظيم. وبهذا، كشف محمد ا مخططات من كان يرغب بمحاربة تنظيم داعش ونَقَلها لقيادة التنظيم».
أضاف P11 أنه سيذكر مثالاً توضيحياً حول مساعدة محمد ا لتنظيم داعش «فبعد أن اختطف التنظيم أشخاصاً، بينهم أخي، ومنح الجيشُ الحر وأهالي المنطقة فرصة لتنظيم داعش لإطلاق سراحهم، وماطل التنظيم في ذلك، عُقد اجتماع لفصائل الجيش الحر وتقرر شن هجوم على مقرات تنظيم داعش في الساعة الخامسة صباحًا، ليُفاجأ الجميعُ قبل الهجوم بساعات بشن تنظيم داعش هجوما على فصيل [حُجب الاسم]، وارتكب مجزرة بحق عائلة [حُجب الاسم]، إذ قتل 6 أفراد. قُتل كل من حضر ذلك الاجتماع [اجتماع فصائل الجيش الحر] مع محمد ا خلال هجوم تنظيم داعش هذا أو في وقت لاحق».
وأضاف الشاهد أن «أحد الأشخاص سجل الاجتماعات وقد سمعتها، وكان محمد ا موجودًا فيها، وقد قال لي شخصان ناجيان من المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق [حُجب الاسم] إن محمد ا كان موجوداً في الاجتماعات وكان يشارك بالتحضير للهجوم على تنظيم داعش، ثم بعد ذلك بساعات هاجم الذين يريدون مهاجمة التنظيم».
استفسر القاضي عن مصير [حُجب الاسم] شقيق الشاهد في ذلك الوقت، فقال الشاهد إن [حُجب الاسم] كان معتقلاً في وقت سابق، ومن اعتقله هما محمد ا و [حُجب الاسم]. وعن كيفية إعلان محمد ا أنه مع تنظيم داعش، قال الشاهد: «بحسب ما وصلني، كان دوره بداية مقتصرًا على كشف الأشخاص الراغبين بمحاربة تنظيم داعش. ثم اكتُشف أمرُه وأعلن الانضمام لتنظيم داعش، وأصبح والي منطقة العسالي، بسلطة عسكرية وشرعية كاملة».
سأل القاضي ما إذا كان محمد ا يعتبر بالتراتبية القيادية في تنظيم داعش كـ [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]، فأجاب P11 أنه «بالمستوى الأول بحسب معلوماتي، كان محمد ا من المؤسسين، وسهّل جميع الأعمال التأسيسية للتنظيم بين منتصف 2013 وبداية 2014. ولم يعلوه في التسلسل الهرمي للقيادة لسوى والي الشام. كان محمد ا مسيطراً ومسؤولاً عن قطاع كامل، وأهمية هذا القطاع هو وجود المعبر الرسمي – طريق الإمداد بين مناطق قوات النظام وتنظيم داعش».
طلب القاضي مزيداً من المعلومات عن المعبر أو نقطة التفتيش هذه، فقال الشاهد «إن المواد التموينية كانت تدخل من مناطق سيطرة قوات النظام إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش. وكان يخرج منه المصابون والمرضى والنساء الحوامل التابعون للتنظيم، وينقلون إلى مستشفى المهايني في مناطق سيطرة النظام. وهناك تقارير صحافية وأشخاص وأطباء يستطيعون تأكيد ذلك».
طلب القاضي من الشاهد رأيه بما قاله الشاهد الآخر يوم أمس، حول كون محمد ا مسؤولاً عن الحاجز فقط. فأجاب الشاهد أن معلوماته تؤكد كون محمد ا مسؤولاً عن منطقة العسالي، وأن هذا الأمر «ذُكر في وثائق روسية وفي سوتشي عندما قرر تنظيم داعش تسليم المنطقة والخروج منها».
***
[استراحة لـ 15 دقيقة]
***
بعد الاستراحة، روى P11 قصة شقيقه [حُجب الاسم]، وقال إنه «كان صيدلانياً ومسؤولاً عن عيادات ومستشفى للمدنيين. وكان يقدم الأدوية المجانية للمصابين بأمراض السكر والضغط. وكان يدعم مجموعات المجتمع المدني التي تقدم خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي. حتى أنه ظهر في تقرير مصور لقناة ألمانية، وتحدث عن تقديم هذه الخدمات للمدنيين. وبعد اندلاع الثورة شارك في الفعاليات السلمية ثم عمل على تأمين الأدوية للمصابين الذين لم نكن نستطيع إسعافهم إلى المستشفيات الحكومية، إذ إن الذهاب إليها كان يعني حكماً بالإعدام».
أضاف الشاهد أن [حُجب الاسم] لم يكن ينتمي لأي فصيل عسكري، وأن تنظيم داعش اعتقله بسبب مكانته الاجتماعية المحترمة بين أهالي المنطقة، واعتقاد التنظيم أن الشاهد يمتلك ملفات ووثائق وأسلحة قد يكون [حُجب الاسم] على علم بمكانها. وقال أيضاً: «خلال الثورة كانت لدينا الكثير من الوثائق والمعلومات المهمة، لذلك كان تنظيم داعش يسعى للحصول عليها».
سأل القاضي الشاهد عن كيفية معرفته بتفاصيل اختطاف شقيقه [حُجب الاسم]، وعن كونه معتقلاً في ذلك الوقت، فأجاب P11 أن الكثير من المعلومات القطعية وصلته حول هذا الأمر، ومن ضمنها رسالة من شقيقه عندما كان مختطفاً، وقد كان معه حينها شخص يدعى علاء البيطار الذي قَبِل أن يعمل لصالح تنظيم داعش مقابل الإفراج عنه، ثم ما لبث أن هرب وانتقل إلى تركيا حيث يعيش حالياً. وأضاف الشاهد أن [حُجب الاسم] أخبره لاحقاً أن من اختطفا [حُجب الاسم] هما محمد ا و [حُجب الاسم].
وتابع P11 سرد تفاصيل حادثة اختطاف شقيقه، وقال إن [حُجب الاسم] كان في المنزل عندما اختطفه تنظيم داعش. ولم يكن لديه أي حراس على اعتبار أنه ليس شخصاً عسكرياً، ولم يكن يملك سوى سلاح فردي «ماكاروف 8.5» ليحمي نفسه به، و«امتلاك سلاح فردي كان أمراً شائعاً في منطقتنا [الحجر الأسود] حتى قبل بداية الثورة».
وسأل القاضي عن مصير [حُجب الاسم] بعد الاختطاف، فقال الشاهد إن «الروايات تضاربت، لكن الثابت أنه سُجن في يلدا. وكان يفترض أن يُحاكم لكن ذلك لم يحدث لأن الجيش الحر والأهالي في المنطقة كانوا مستائين مما فعله تنظيم داعش. وكانت هناك أحاديث متداولة عن إطلاق سراحه، لكن التنظيم أعدمه مع معتقلين ومختطفين آخرين بشكل سري، علماً أن تنظيم داعش كان يقوم بعمليات الإعدام بشكل علني ومصور».
وحول الأشخاص الذين أعطوا محمد ا الأوامر باختطاف [حُجب الاسم]، قال P11 للقاضي إنهما [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]. و «تبين لاحقاً أن حاسب أخي [حُجب الاسم] كان مع [حُجب الاسم] الذي لم يكن يحمل صفة أمنية حينها».
استحضر القاضي قول الشاهد خلال تحقيق الشرطة أن «محمد ا كان مشاركاً في عملية الإعدام التي ارتكبها تنظيم داعش في الحجر الأسود بتاريخ 16.01.2014». فأجاب P11 أنه لا يعلم، ولكن ما كان يعلمه مئة بالمئة هو أنّ محمد ا خطف أخاه. وبالنسبة له فإن أمر الخطف أو القتل لا يختلف. وبحسب الأعراف «كل من يعتقل مدنياً أو يقتله فهو شريك بالجريمة».
انتقل القاضي لتوجيه أسئلة متعلقة بالمتهم الآخر إسماعيل ك وعما يعرفه الشاهد عنه، فقال P11 إن المعلومات المتقاطعة لديه تؤكد أن إسماعيل ك كان منتمياً لتنظيم داعش «منذ البداية وحتى خروجه من المنطقة». وأضاف أنه التقى بأشخاص أكدوا له أن إسماعيل ك هددهم بشكل مباشر، وأن هناك تسجيلا صوتيا يقول فيه إسماعيل ك لشخص إنه سيقطع رأسه مثلما قطع رأس شخص آخر في الحجر الأسود. وقال آخرون إن إسماعيل ك كان يركل الرؤوس المقطوعة. ونقل الشاهد عن شخص «ناج من الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على عائلة [حُجب الاسم]» قوله إن محمد ا وإسماعيل ك وشخصا ثالثا يدعى [حُجب الاسم] كانوا موجودين خلال الهجوم.
وبخصوص ما إذا كان يعرف إسماعيلَ ك قبل الثورة، قال الشاهد إنه لم يكن يعرفه شخصياً، ولم يشاهده بعد الثورة. ووصلت الشاهدَ المعلوماتُ التي يمتلكها عنه بعد أن تناقلها الناس بين عامي 2015 و2016. وقد أخبره شخص من الجيش الحر أن إسماعيل ك «كان يحمل السلاح مع تنظيم داعش». وقال P11 إنه بعد خروج قيادات تنظيم داعش من الحجر الأسود، بتسهيل من النظام، خرج إسماعيل ك واعتُقل في قلعة المضيق عام 2018، وقضى وقتاً في سجون النظام، ثم أُطلق سراحه.
وفيما يتعلق بدور إسماعيل ك مع تنظيم داعش، قال الشاهد إن المعلومات التي لديه تفيد بأن إسماعيل كان ذا وضع مميز على المستوى الأمني، وكان يستطيع إخراج أشخاص من سجون تنظيم داعش، من بينهم [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم]. وقد ذكر [حُجب الاسم] أن إسماعيل هو من أنقذه من الإعدام. وأضاف الشاهد: «هناك العديد من الحوادث المشابهة، ومن المستحيل أن يفعل شخص ما هكذا أمور إلا إن كان يمتلك وضعًا خاصًا ومميزًا، ويوجد أشخاص في ألمانيا وهولندا يمكن أن يشهدوا أن إسماعيل ك كان أميراً في تنظيم داعش».
سأل القاضي الشاهد عن إمكانية تورط إسماعيل ك باختطاف شقيقه [حُجب الاسم]، فقال P11 إنه لا يملك معلومات بهذا الخصوص. وعن علاقة إسماعيل ك بمجموعة النخبة في تنظيم داعش، قال إن أحد أمراء التنظيم الكبار زوّج ابنته لإسماعيل ك.
وبعد أن قرأ القاضي قول الشاهد خلال تحقيق الشرطة أن «إسماعيل ك كان ضمن وحدة النخبة في تنظيم داعش والتي يطلق عليها اسم البدريين، أي الأوائل الذين انضموا للتنظيم، وكانوا فوق المحاسبة ويستطيعون سرقة المخدرات دون أن يُعاقَبوا»، سأله عن قصة إسماعيل ك مع المخدرات. فأجاب P11 أن إسماعيل كان يتصل بعناصر من الجيش الحر ويهددهم بالقتل ويتهمهم بأنهم ملاحدة وكفار. وكان الناس يردّون على اتهاماته بالقول «أنت شخص حشاش والآن بت تعرف الله [أي تحاضر بالدين والأخلاق]».
وأضاف الشاهد أن إسماعيل ك كان أميرًا لدى تنظيم داعش منذ البداية، وكانت الناس تقول عنه أنه «سفاح تنظيم داعش الذي ينفذ الإعدامات».
***
[استراحة لـ 60 دقيقة]
***
بعد الاستراحة، بدأ المدعي العام بإثارة أسئلة عن جيش محمد وعلاقة المتهمين به، فأجاب الشاهد أن «هذا الجيش كان أحد الوسائل التي مكنت تنظيم داعش من التعرف على الأشخاص والمجموعات التي ترغب بمحاربة التنظيم. ويتكون هذا الجيش من أشخاص لم يعلنوا انتماءهم الصريح لتنظيم داعش، وهم عبارة عن خونة. لا يمكنني تقدير عددهم، لأن هذا الجيش لم يتشكل أصلاً. والهدف من الإعلان عنه كان كشف أعداء التنظيم. محمد ا كان ضمن هذا الجيش، وهناك أشخاص آخرون خُدِعوا ووافقوا على الانضمام لهذا الجيش بهدف محاربة تنظيم داعش. وجميع هؤلاء قُتلوا، باستثناء محمد ا وقيادي بالجيش الحر يكنى بـ [حُجب الاسم]».
أعاد الشاهد رواية تفاصيل الاجتماع الذي قررت فيه فصائل الجيش الحر محاربة تنظيم داعش - بعد أن اختطف التنظيم [حُجب الاسم]، شقيق الشاهد، بالإضافة إلى [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم] وآخرين ينتمي معظمهم للجيش الحر - وكيف انتهى الأمر بكشف تنظيم داعش لخطة الفصائل وموعد الهجوم وبمباغتتهم بهجوم مبكر. وجدّد P11 اتهامه لمحمد ا بأنه هو من سرب تفاصيل الخطة للتنظيم، والدليل أن محمد ا أصبح قيادياً في تنظيم داعش لاحقاً.
وحول الفرق بين كون محمد ا والي منطقة العسالي أو أمير منطقة العسالي، أجاب الشاهد عن سؤال المدعي العام أن «الأمير هو قائد مجموعة أو شخص له وزن اعتباري مميز. فوالي دمشق هو صاحب السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، ووالي العسالي يتمتع بالامتيازات ذاتها، ولكن ضمن منطقة محددة، ويمكن تسميته أمير القطاع».
سأل المدعي العام عن تجمع الراية الواحدة، فأجاب P11 أنه أحد التجمعات التي أسسها أشخاص متطرفون فكرياً في الغوطة الغربية، ولكنه لم يستمر سوى عدة أيام. و«في منطقتنا، كان اسمها الرابطة الواحدة. وقد تشكلت في كل سوريا بهدف القضاء على الكتل الفاعلة في الجيش الحر، وكان [حُجب الاسم] قائداً فيها ومحمد ا مساعده».
وأقر P11 بصحة ما ذكره خلال تحقيق الشرطة بخصوص إسماعيل ك، فقد كان إسماعيل ك يجند الناس لصالح داعش. ويعرف الشاهد أشخاصاً في منطقة يلدا حاول إسماعيل ك تجنيدهم.
رداً على سؤال المدعي العام حول علاقة محمد ا بـ [حُجب الاسم]، قال الشاهد إن زوجة [حُجب الاسم] [شقيق محمد ا] هي شقيقة [حُجب الاسم]. وكان من الواضح أن علاقتهما قوية. واجتمع [حُجب الاسم] [لم يذكر P11 إن كان يقصد [حُجب الاسم] أم محمد] بـ [حُجب الاسم] في لقاءات دورية، وكان الاثنان مقربين من بعضهما.
ورداً على سؤال آخر، قال الشاهد إنه لم يشاهد إسماعيل ك يقتل أحداً، ولكنه سمع أن إسماعيل ك قتل أشخاصا. وأضاف أنه يعرف أسماء كثيرين قتلهم تنظيم داعش، ولكنه لا يعلم من هم ضحايا إسماعيل ك بالتحديد. أضاف P11 أيضاً أنه سمع معلومات عن تهديد إسماعيل ك لأشخاص بقطع رأسهم كما فعل بآخرين.
بعد أسئلة المدعي العام، وقبل إثارة فريق الدفاع لأسئلته، قال المحامي الاستشاري للشاهد، إن الشاهد سيستخدم حقه بالامتناع عن الإجابة عن أية أسئلة تتعلق بدوره في الجيش الحر، أو بالملفات والمستندات التي كان تنظيم داعش يظن أنها موجودة لدى الشاهد ويريد الحصول عليها والتي ذكرها الشاهد في إجاباته السابقة. وشرح المحامي الاستشاري أن هذه الأسئلة قد تؤدي إلى استنتاجات وعواقب قضائية على الشاهد. وأكد النائب العام على ما قاله المحامي الاستشاري، مستشهداً بنظرية الموزاييك.
واعترض فريق الدفاع على ما قاله المحامي الاستشاري والمدعي العام، وطلب من رئيس المحكمة والقضاة اتخاذ قرار يمنح الشاهد بموجبه هذا الحق أو يجبره على تقديم إجابات عن الأسئلة المتعلقة.
***
[استراحة لـ 30 دقيقة]
***
بعد الاستراحة، قرأ القاضي قرار المجلس الجنائي، وقال إن الشاهد يحق له الاستفادة من الفقرة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، وبالتالي يمكنه رفض الإجابة عن الأسئلة التي يمكن أن تشكل خطراً عليه أو تؤدي لتحقيقات وعواقب قانونية.
رفض الشاهد الإجابة عن عدد من أسئلة فريق الدفاع المتعلقة بحصوله على دعم من ألمانيا أو المنظمات الحقوقية التي قدّم إفادات ومعلومات لها. ثم سأل فريق الدفاع الشاهدَ عن عدد الولاة لدى تنظيم داعش، فقال إنه لا ينتمي للتنظيم ليعرف عدد الولاة، ولكن التنظيم كان يعين والياً على كل منطقة، كمناطق العسالي والحجر الأسود واليرموك.
وحول معرفته بعائلة إسماعيل ك ووالده، قال الشاهد لفريق الدفاع إن «والد إسماعيل ك كان على علاقة بقادة ميليشيات، وهذه ليست معلومة سرية. وكان على علاقة وطيدة بـ [حُجب الاسم] الذي تربطه علاقات بميليشيا فاجنر الروسية. لقد تحريت الدقة في هذه المعلومة، وهناك أناس لديهم صور تؤكد ما قلته، ولكنني لا أتهم والد إسماعيل ك بشيء».
قُبيل ختام الجلسة، سأل القاضي فريقَ الدفاع عن عدد الأسئلة التي ما زالوا يرغبون بطرحها على الشاهد، فقالوا إنهم يحتاجون جلسة أخرى كاملة، ثم طلبوا نسخة من قرار القضاة الذي منح الشاهد الحق بعدم الإجابة على الأسئلة بناء على الفقرة 55 ونظرية الموزاييك. ثم قال القاضي للشاهد «سندعوك لموعد رابع».
رفعت الجلسة في الساعة 3:25 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 13 أيلول / سبتمبر 2024، في التاسعة والنصف صباحاً.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.