1 min read
داخل محاكمة محمد ا وإسماعيل ك #1: ملخصٌ للجلسات الأولى

داخل محاكمة محمد ا وإسماعيل ك #1: ملخصٌ للجلسات الأولى

 

المحكمة الإقليمية العليا - دسلدورف ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة 1- 9

تاريخ الجلسات: 30 نيسان / أبريل حتى 9 آب / أغسطس 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب.

تُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة، بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءاتها.

 في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة. هذا التقرير هو ملخص لتقارير المحاكمة من 1 إلى 9، ويحتوي على خلفية للقضية وتفاصيل من ست جلسات استماع، علماً أن المركز السوري للعدالة والمساءلة بدأ في مراقبة المحاكمة بشكل شامل في الأسبوع العاشر من الإجراءات. يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة رقم 10 وما يليه].

يسرد تقرير المحاكمة الأول الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل مقتضبة للأيام الأولى من محاكمة محمد ا وإسماعيل ك، في دسلدورف - ألمانيا. وقد استُمع في جلساتها من 30 نيسان / أبريل حتى 9 آب / أغسطس 2024 إلى خبراء قانونيين وشهود ينحدرون من المنطقة ذاتها التي نشط فيها المتهمان، وقدموا روايتهم عن أحداث مهمة متعلقة بالقضية.

خلفية

في الثامن من كانون الأول / ديسمبر من عام 2023، وجه مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا، للمواطنَين السوريَّين المقيمَين في ألمانيا، محمد ا وإسماعيل ك، اتهامات بالانتماء لمنظمات إرهابية أجنبية، وارتكاب جرائم قتل، واحتجاز رهائن أفضت إلى موتهم بصفته جريمة حرب، والقتل بصفته جريمة حرب يُزعم أنها ارتُكبت في سوريا. [لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على البيان الصحفي الصادر عن المدعي العام بتاريخ 22 كانون الأول / ديسمبر 2023].

وجاء في لائحة الاتهام:

"منذ نهاية شهر أبريل / نيسان من عام 2011، استخدم النظام السوري القوة الوحشية ضد معارضيه، وعمل على إيقاف الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضده باستخدام قوات الأمن، وشرع في ترهيب السوريين، وسرعان ما تصاعدت التوترات في البلاد وتحول الأمر إلى حرب أهلية واسعة.

وفي خريف عام 2012، أسس محمد كتيبة معارضة ضمت 50 مقاتلاً، ثم اندمج مع ألوية أحفاد الرسول الإرهابية، التي كانت تهدف لإسقاط النظام في سوريا عسكرياً، ولتحقيق هذا الهدف نفذت هجمات على منشآت الدولة في سوريا.

بصفته قائداً لكتيبته، خطط محمد للهجوم على مبنى لقوات الأمن في منطقة اليرموك بدمشق.

وفي نهاية عام 2013، انضم محمد إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وكان على ارتباط وثيق بقادة "داعش" المحليين، وقاد 200 عنصر من التنظيم بصفته أميراً.

أما المتهم الثاني إسماعيل ك، فقد انضم لتنظيم "داعش" في دمشق عام 2013، وساهم في اختطاف اثنين من معارضي التنظيم، في مناسبتين منفصلتين، في دمشق، واحتجز ضحايا في مراكز تابعة لتنظيم داعش، قبل أن يتم إعدامهم في منتصف كانون الثاني / يناير من عام 2014، مع 10 سجناء آخرين.

وقد شارك إسماعيل في اعتقال أحد الضحايا، وقام بحراسة السجناء الـ 12 في موقع الإعدام، وأطلق النار على شخص واحد على الأقل.

ألقي القبض على محمد في 8 آذار / مارس من عام 2023، وعلى إسماعيل في 20 آذار / مارس من عام 2023، وما يزال الاثنان رهن الاعتقال.

اليوم الأول – 30 نيسان / أبريل 2024

بدأت الجلسة بالاستماع إلى محقق مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألماني، وأوضح كيف برهنت الأدلةُ التي حصل عليها مكتبُ الشرطة بصورة وافية على انتقال المتهمَين من صفوف الجيش السوري الحر إلى صفوف تنظيم داعش.

ويبدو أن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير قدّم للشرطة العديد من المعلومات المتعلقة بهذه القضية، وشرح المحقق كيف اندمج مركز توثيق الانتهاكات في سوريا مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

وسئل المحقق عن المنظمات الأخرى التي حصلت الشرطة منها على معلومات متعلقة بالقضية، فذكر الآلية الدولية المحايدة والمستقلة  (IIM). وسئل عن المركز السوري للعدالة والمساءلة، فأجاب بأنه قد زُكّيَ للشرطة، وأن الضابط كولو تواصل مع المركز.

دعت الشرطة الجنائية الفيدرالية مديرَ المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، الذي كان برفقة المحامي شارمر، إلى برلين، وسألته عن المعلومات التي قدمها حول هذه القضية.

نفى محقق الشرطة أن يكون أحد الشهود تعرض لتهديدات من قبل [أحد] المتهمَين، أو أن الأخير أصدر -على سبيل المثال- أوامر لقتل أحد.

سئل المحقق عن المنهجية التي يتبعها المركز السوري للإعلام وحرية التعبير خلال عملية جمع المعلومات والشهادات ومشاركتها، إلا أنه لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك.

وسئل المحقق عما إذا كان يعرف شيئاً عن [حُجب الاسم]، فأكد أن الأخير كان قيادياً ناشطاً في الجيش الحر. ولكن المحقق أضاف أنه لا يعرف منصبَه بالتحديد.

وسأل محامو الدفاع المحققَ عن أنور البني، ولكنه نفى أن يكون البني قد قدم أية معلومات متعلقة بهذه القضية.

اليوم العاشر – 18 حزيران / يونيو 2024

شهدت جلسة هذا اليوم، الاستماع للشاهد [حُجب الاسم] ، موظفٌ سابق في مديرية الثقافة، وصديقٌ سابق للمتهم محمد وزوج شقيقة المتهم الثاني إسماعيل.

لم يقدم الشاهد الكثير من المعلومات عن محمد لعدم وجود تواصل بينهما. وعرضت المحكمة مقطعَي فيديو، أكد الشاهد من خلالهما أن الظاهر فيهما هو محمد.

أما عن إسماعيل، فقال الشاهد إنه لم يتواصل معه بعد أن غادر هو وأسرته منطقة الحجر الأسود إلى منطقة صحنايا [الخاضعة لسيطرة النظام]، مضيفاً أن إسماعيل غادر إلى لبنان بهدف الدراسة، قبل اندلاع الثورة [أي، قبل آذار / مارس 2011]، ولم يتواصل معه منذ ذلك الحين "لضعف خدمة الإنترنت في سوريا".

سئل الشاهد الذي وصل إلى [حُجب المكان] عام [حُجب الزمان] عما إذا كان شقيق زوجته [إسماعيل] قد انضم إلى الجيش السوري الحر، فقال إنه لا يعلم، وكرّر الإجابة عند سؤاله عن انتماء إسماعيل لتنظيم داعش. وعندما واجهه القاضي بتصريحه للشرطة أن "إسماعيل ك كان يرتدي ملابس سوداء" أجاب بأنه يعرف هذه المعلومة من التلفاز.

تعرف الشاهد على شخص يُزعم انتماؤه لتنظيم داعش. وأكد الشاهد أنه يعرف ذاك الشخص، ولكنه لا يعرف تفاصيل انتمائه. وعن الأشخاص الذين فقدهم في سوريا، قال إن 6 من أبناء عمومته قُتلوا، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الموالية، لكنه لم يعرف من قتلهم أو كيفية مقتلهم. ولم يكن يحاول الاستفسار أو البحث في الأمر خوفاً من النظام، لذلك آثر الصمت إلى حين خروجه من سوريا، وحاول بعد ذلك الاستفسار عما حدث لهم، ولكن «خدمة الإنترنت الضعيفة في سوريا» حالت دون معرفته شيئاً.

اليوم الثاني عشر – 21 حزيران / يونيو 2024

شهدت جلسة اليوم استكمال استجواب شاهد اليوم الحادي عشر لشهادته، وشهدت أيضاً حضور الدكتور غيدو شتاينبرغ بصفته خبيرًا وطرحه على الشاهد عدة أسئلة.

ورداً على أسئلة الدكتور شتاينبرغ، تحدث الشاهد عما تسمى «كتيبة الاغتيال»، وعند سؤاله عما يملكه من معلومات عن حوادث اغتيال في الجنوب الدمشقي، لم يقدم أي معلومة في هذا الصدد.

أضاف الشاهد في السياق ذاته، أن المنطقة شهدت إطلاق النار على 16 شخصاً، قبل أن يتم قطع رؤوسهم، مشيراً إلى أنه شاهد صوراً تظهر ذلك، وكاشفاً عن أن "[حُجب الاسم]" كان سيئ السمعة في كتيبة الاغتيال. 

ورداً على سؤال القاضي، قال الشاهد إن شقيقه أُعدم على يد تنظيم داعش بعد أن أُخذ من منزله، وأكد أن المتهم إسماعيل ك كان عضواً في كتيبة الاغتيال، لكنه لم يستطع الجزم بما إذا كان أحد منفذي الاغتيالات أو الإعدامات أم لا، لافتاً إلى أن إسماعيل ك كان يمجد التنظيم ويحتفي بأعماله.

قال الشاهد إنه تواصل مع المتهم محمد ا، وقد أكد الأخير له أن شقيقه قد أُعدم «حدث الأمر قبل انتشار فيديو الإعدام»، ومضى بالقول شارحاً أن محمد ا كان مقرباً من داعش، ويفترض أنه شارك في عملية اعتقال شقيقه، على اعتبار أن المنطقة التي وقعت فيها الحادثة كانت خاضعة لسيطرة محمد ا وأتباعه.

وأضاف أن عملية الإعدام تمت بالقرب من محطة لتوليد الكهرباء بالقرب من يلدا، في أحد مقرات تنظيم داعش، وأعقب ذلك ترقية محمد ا إلى رتبة "أمير" في المنطقة التي طُلب منه تحديدها على خريطة عُرضت في المحكمة.

سئل الشاهد عن [حُجب الاسم]، فأجانب أنه من عائلة [حُجب الاسم]، واعتبره مسؤولاً مع [حُجب الاسم] عن احتجاز شقيقه، وقد حاول الشاهد مع عائلته التواصل مع الاثنين للاستفسار عن مصير شقيقه، دون جدوى. عرضت المحكمة صورة هوية تركية لمحمد ا، فعلق الشاهد بالقول إن محمد ا كان ينشط في «تهريب الناس».

اليوم الرابع عشر – 28 حزيران / يونيو 2024

شهدت جلسة هذا اليوم الاستماع لشاهد كان يشغل منصب قائد لواء في الجيش السوري الحر في منطقة الحجر الأسود، وقد تحدث عن ألوية أحفاد الصحابة، وكيف أنها كانت جزءاً من الجيش السوري الحر حتى تموز / يوليو 2012 عندما انضمت للجبهة الإسلامية.

ذكر الشاهد أنه كان نشطاً في مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك والمليحة وجوبر وعربين والقدم والسبينة والبويضة وعقربا وغيرها من المناطق القريبة من المطار، إلى جانب بيت سحم وببيلا والتضامن ودوما ومسرابا، حتى تشرين الأول / أكتوبر من عام 2013، مشيراً إلى أن هناك عدة أفلام وثائقية عنه، وهو يجول ويعرض تلك المناطق، أحدها لقناة دويتشه فيله الألمانية.

قال القيادي السابق إنه كان يقود سيارته إلى منطقة قريبة من الحدود الأردنية، وهناك كان لدى «أصدقاء سوريا» معسكر لتدريب المقاتلين على أسلحة ومعدات، وقد حصل على أسلحة من «الأصدقاء» وعاد إلى الجنوب الدمشقي، في الفترة التي كان فيها العقيد [حُجب الاسم]، رئيساً للمجلس العسكري في ريف دمشق. وبناء على طلب القاضي حدد الشاهد المناطق ذات الصلة بما يتحدث عنه على الخريطة التي عُرضت عبر شاشة المحكمة.

سئل الشاهد ما إذا كان التقى بأفراد من أسرته خلال عيد الأضحى، في ألمانيا، فرد بالإيجاب والتأكيد على أنه لم يناقش معهم موضوع إدلائه بشهادة في المحكمة، علماً أن شقيقه كان هو الآخر عضواً في الفصيل العسكري الذي ينتمي إليه.

وعند سؤاله عن قياديين في الجيش الحر وما إذا كانوا مقيمين في أوروبا، ذكر الشاهد اسم شقيقه [حُجب الاسم] (تركيا) و[حُجب الاسم] و[حُجب الاسم] (هولندا) و[حُجب الاسم] (ألمانيا) إضافة إلى [حُجب الاسم] الذي لم يكن قيادياً في الجيش الحر، ولكنه احتجز من قبل داعش.

ووفق معلومات سبق له أن حصل عليها، قال الشاهد إن المتهم إسماعيل ك أطلق سراح [حُجب الاسم] من سجون داعش، وقد سئل أيضاً عن [حُجب الاسم] الذي يُعتقد أنه تم إعدامه.

 اليوم الخامس عشر – 29 تموز / يوليو 2024

 شهدت جلسة هذا اليوم، التي لم يُستدع فيها أي شاهد لتقديم إفادته، قراءة تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تمت مشاركته مع مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA).

تضمن التقرير صوراً ومقاطع فيديو عن تنظيم داعش في الحجر الأسود، وظهر فيه عدد من أعضاء التنظيم أيضاً.

تقرير آخر، في السياق ذاته، تمت قراءته في المحكمة، ومصدره جوليا كلاوس، الباحثة في الشؤون الإسلامية. أما التقرير الثالث الذي تمت قراءته خلال الجلسة أيضاً، فكان صادراً عن مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، ويظهر فيه أسماء المتهمين بتهجئات وألفاظ مختلفة محتملة، ويكشف أن المتهم محمد ا كان قيادياً في داعش في منطقة الحجر الأسود.

 اليوم السادس عشر – 2 آب / أغسطس 2024

 شهدت جلسة هذا اليوم الاستماع إلى الشاهد [حُجب الاسم]، تربطه صلة قرابة بعيدة بمحمد ا وينتمي لعشيرة إسماعيل ك ذاتها، وكان أشقاء الشاهد عناصر من الجيش الحر، وقد أعدم تنظيم داعش أحدهم [حُجب الاسم].

شرح الشاهد خلال شهادته كيف بدء تنظيم داعش في الجنوب الدمشقي، وأشار بداية إلى اتحاد عدد من الفصائل المعارضة تحت اسم "لواء الفاتحين" الذي قاده [حُجب الاسم]، شقيق المتهم محمد ا، وبعد وفاته «اعتقدت أن الفرصة كانت سانحة ليصبح محمدٌ القائدَ، إلا أن اللواء انقسم وكان لكلٍّ وجهةُ نظره».

وبعد انقسام اللواء، انضم محمد ا ومجموعته (40 - 50 عنصراً) إلى كتيبة [حُجب الاسم]، ابن شقيق [حُجب الاسم] القائد العسكري لداعش في المنطقة، علماً أن لواء الفاتحين الذي كان يقوده [حُجب الاسم] انقسم إلى لواء الحجر الأسود بقيادة [حُجب الاسم]، وتجمع أحرار الجولان.

عند سؤاله عن كتائب أحفاد الرسول، قال الشاهد إنها تنتمي للجيش الحر، وتحظى بدعم المجلس الوطني، وكذلك كتائب صقور الجولان وأسود الجولان (التي ينتمي إليها شقيق الشاهد).

تحدث الشاهد بشكل مطول عن بدايات داعش، وقال إن مجموعهم كان بين 50 إلى 70 عنصراً في منطقة يلدا، وبسبب الخيانات ومحاربة الفصائل الأصغر، ازدادت قوتهم. وكان قائدهم العسكري هو [حُجب الاسم]، وقائدهم العام هو [حُجب الاسم]، أما من يعرف باسم [حُجب الاسم]، فكان المسؤول الأمني للتنظيم في المنطقة.

روى الشاهد قصة محاصرة تنظيم داعش لشقيقه [حُجب الاسم] وابن عمه [حُجب الاسم]. وفي الوقت الذي اعتُقل فيه الشقيق واستسلم ابن عمه، وتهدئة للغضب الشعبي جراء ما حصل، وعد تنظيم داعش بإجراء محاكمة للمتهمَين المفترضَين [حُجبت الأسماء] شرط أن تضم وجوهاً بارزة من أعيان المنطقة، وحدد موعدها يوم الجمعة، إلا أنّ السجناء أُعدموا في يوم الخميس الذي عرف باسم "الخميس الأسود". واستحضر الشاهد قائلا: «عندما تجمع أهالي المنطقة في اليوم التالي لحضور المحاكمة، بث التنظيم مقاطع فيديو وصوراً تظهر عملية الإعدام التي جرت في اليوم السابق».

كشف الشاهد أنه اتصل بالمتهم محمد ا ليسأله عن شقيقه [حُجب الاسم]، فطمأنه محمد ا وقال له إنه في مخيم اليرموك ولا يستطيع الدخول إلى الحجر الأسود الآن، وأنه سيطمئنه مجدداً في وقت لاحق، إلا أنه لم يفعل ذلك. وأشار الشاهد إلى أنه علم لاحقاً بمشاركة محمد ا في المداهمة التي قام بها تنظيم داعش.

ولم يذكر الشاهد اسم الشخص الذي أوصل له هذه المعلومات المتعلقة بمحمد ا، وعرض على المحكمة ذكر اسمه خارج سجل الجلسة، ليتسنى استدعاؤه شاهدا هو الآخر لاحقاً.

وعن أسباب اعتقاده أن محمد ا كان منضماً لتنظيم داعش، قال الشاهد إن هذا الأمر كان معروفاً عموماً، ولأنه شارك في المداهمة التي قام بها التنظيم ولم يعاود الاتصال به، إضافة إلى تعامله الجافي وعدم تقديمه للمساعدة لمن يفترض أن تربطه به صلة قرابة [أبناء عمومة]، وتحالفه مع [حُجب الاسم] ابن شقيق قائد تنظيم داعش، والبقاء في المناطق التي سيطر عليها التنظيم، وأخيراً عدم مشاركته في الهجوم المشترك لفصائل الجيش الحر ضد تنظيم داعش.

وادعى الشاهد أيضاً، أن محمد ا كان مسؤول المقر الرئيسي لتنظيم داعش في الحجر الأسود، وكشف أنه كان سائق ضابط جيش قبل اندلاع الثورة [أي قبل 2011].

وعن المتهم الآخر، إسماعيل ك، قال الشاهد إنه كان منتميا لتنظيم داعش أيضاً، وروى أن [حُجب الاسم] اعتقل خاله وأراد الذهاب به إلى سجن داعش، وفي الطريق شاهد إسماعيلَ فطلب منه أخذ الخال إلى السجن، إلا أن إسماعيل ك أطلق سراحه بعد ذهاب [حُجب الاسم].

وبحسب الشاهد، كان إسماعيل ك ينتمي لمجموعة [حُجب الاسم]، اليد اليمنى [حُجب الاسم]. وأفاد بأن  إسماعيل كان يسرق مضخات المياه من المنازل ويبيعها.

وبعد سيطرة جيش النظام السوري على المنطقة، خرج إسماعيل ك مع المهجّرين إلى الشمال السوري، في حين وصل محمد ا «فجأة إلى تركيا»، واعتقل النظام [حُجب الاسم] في درعا.

 اليوم السابع عشر – 9 آب / أغسطس 2024

 استمعت المحكمة في جلسة هذا اليوم إلى السيدة بيرنر، وهي ضابطة في شرطة برلين، عملت على التنصت على مكالمات المتهمين.

اكتشفت بيرنر خلال عملها أن المتهم إسماعيل ك كان يتداول ويتعاطى الحشيش والمخدرات وتحدث في مكالماته عن الكوكايين والهيرويين، وذكر أسماء كـ[حُجب الأسماء]، وقد أكد الأخير أن استهلاك إسماعيل ك للمخدرات كان يومياً وكبيرا. وأشارت الضابطة في الوقت ذاته إلى أن إسماعيل ك أعرب في مكالماته أيضاً عن رغبته بتحسين حياته والإقلاع عن المخدرات.

وسبق لبيرنر أن شاركت في استجواب شهود في هذه القضية، كما فحصت محتويات هواتف شقيقة محمد ا وشخص آخر يدعى [حُجب الاسم]، وقد وجدت الشرطة مقاطع مصورة وصوراً لتنظيم داعش، يظهر تاريخها أن إسماعيل ك كان في سوريا حينها.

وشرحت بيرنر أن مخيم اليرموك كان في البداية تحت سيطرة جبهة النصرة التي يقودها [حُجب الاسم]، في حين كانت مناطق الحجر الأسود ويلدا تحت سيطرة الجيش السوري الحر، وكانت كتائب أحفاد الرسول ضمن الفصائل الموجودة في تلك المناطق أيضاً.

أردفت الضابطة بالقول إن تنظيم داعش تمكن من التغلغل في تلك المناطق بعد أن فرض النظام حصاراً عليها، ومكنته ندرة الغذاء والفقر من تجنيد الناس وإغرائهم بالأموال.

تحدثت بيرنر أيضاً عن سجون داعش في المنطقة، وفقاً لما حصلت عليه من إفادات بعض الشهود، وخلصت إلى أنه يمكن أن يكون عدة سجون أو سجنا واحدا بعدة أقسام، كان أحدها تحت مسؤولية المتهم إسماعيل ك.

وقد أشار أحد الشهود [حُجب الاسم] إلى وجود ساحة تدعى ساحة الرؤوس وهي الساحة التي يقوم فيها تنظيم داعش بقطع رؤوس ضحاياه وتعليقها.

وإلى جانب معلومات [حُجب الاسم]، قدم الشاهد [حُجب الاسم]، شقيق [حُجب الاسم] الذي أُعدم على يد تنظيم داعش، معلومات أخرى لها صلة بالتحقيق، ولكنها "غير محدثة" على اعتبار أنه غادر سوريا في وقت مبكر.

وقد ساعد بعض الشهود على تحديد الموقع الجغرافي للساحة، ووضعت المخابرات الألمانية على مناطق محددة في الخريطة سهمين يشيران إلى ما استنتجوا أنها قبور، ومن المثير للاهتمام أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة للساحة التقطت قبل يوم واحد من عمليات الإعدام التي جرت في 16 كانون الثاني / يناير من عام 2014.

ووفقا لشهود عيان، فقد تم دفن بعض الضحايا في مقبرة الشهداء في الحجر الأسود، وآخرون في اليرموك، وتعتقد بيرنر أن الضحايا لم يُدفنوا جميعُهم في نفس المكان، لأن بعض العائلات [استعادت جثث] أقاربها ودفنتها في مكان آخر.

وفي سياق منفصل أشارت إلى أنها تعتقد أن مقر تنظيم داعش الرئيسي في الحجر الأسود كان يقع بالقرب من مسجد الصالحين.

أدلى شاهد آخر بأقواله في هذه الجلسة، هو [حُجب الاسم]، صديق شقيق المتهم إسماعيل ك، وقد أكد أن إسماعيل كان يتعاطى المخدرات، ولكن ضمن المتوسط الطبيعي شأنه شأن أي شاب في ألمانيا. وعندما سئل عن النقاشات التي جمعته بإسماعيل ك، قال إنهما لم يسبق أن ناقشا الوضع في سوريا، وأن الأمر اقتصر على النقاشات القانونية لأنهما كانا يدرسان الحقوق. عندها واجهه القاضي بأقواله لدى الشرطة، والتي يفيد فيها بأنهما «تناقشا قليلاً حول ما يحصل في سوريا».

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.