1 min read
داخل محاكمة حسناء أ. #1: جلسة استماع حول الجزء الموضوعي من قضية حسناء أ.

داخل محاكمة حسناء أ. #1: جلسة استماع حول الجزء الموضوعي من قضية حسناء أ.

محكمة مقاطعة لاهاي – مجمع سخيبول القضائي، هولندا

التقرير الأول لمراقبة المحاكمة

تاريخ الجلسة: 14 تشرين الأول/أكتوبر، 2024

  تحذير: تتضمن بعض الشهادات أوصافًا للتعذيب. يُرجى ملاحظة أن هذا التقرير ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميّ لجلسات المحاكمة.

في هذا التقرير، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما حُجِبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملاحظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد التقرير الأول للمركز السوري للعدالة والمساءلة لمراقبة المحاكمة وقائع اليوم الأول من محاكمة حسناء أ. في مجمع سخيبول القضائي بهولندا. وخلال هذا اليوم من المحاكمة، أثار القضاة والمدّعون العامون ومحامو الدفاع أسئلة حول الحقائق الموضوعية المتعلقة بملف القضية بشأن مشاركة حسناء أ. في منظمة إرهابية والمساعدة والمشاركة في الاستعباد بصفتها جريمة ضد الإنسانية. إضافة إلى ذلك، نوقشت الظروف الشخصية لحسناء أ.

يوم المحاكمة الأول – 14 تشرين الأول/أكتوبر، 2024

في يوم المحاكمة هذا، بدأت الجلسة في الساعة 10:05 صباحًا في مجمع سخيبول القضائي في بادهوفِدورب بهولندا، أمام دائرة الجرائم الدولية في محكمة مقاطعة لاهاي. كان الحاضرون موجودين في شرفة الجمهور فوق قاعة المحكمة خلف الزجاج، وكان الصحفيون موجودين في الطابق السفلي داخل قاعة المحكمة.

تُعقد المحاكمة أمام هيئة مكونة من ثلاثة قضاة هم رئيس المحكمة القاضي شْنويَه والقاضية فيرِنجا والقاضي فريند، بمشاركة كاتبَي محكمة. ويمثل الادعاء العام: د. ميريام بلوم ود. كوريان كرون، بينما يمثل فريق الدفاع: د. أندريه زيبجْرِجْتس ود. نورا كريستيانسن من مكتب (KLS Strafrecht Advocaten) للمحاماة. ويمثل المدعيتَين المحاميتان: د. باربرا فان سْتْراتن ود. بريختْيِه فوسنبرج من مكتب براكين دوليفيرا (Prakken D’Oliveira) للمحاماة. كانت المدعية الأولى (P1) حاضرةً داخل قاعة المحكمة في غرفة محمية ومعها مترجم إلى اللهجة الكرمانجية، وكانت المدعية الثانية (P2) حاضرة عبر البثّ المباشر على الإنترنت.

كانت المتهمة حسناء أ. جالسة في وسط قاعة المحكمة عندما رُفعت الستارة التي تفصل شرفة الجمهور. كان بإمكان الجمهور رؤيتها إذا كانوا جالسين في الصف الأول من الشرفة، لكن رؤيتهم اقتصرت على الجزء الخلفي من رأسها أو جانب وجهها.

افتتاح المحاكمة

افتتح رئيس المحكمة القاضي شْنويَه محاكمة حسناء أ. أمام محكمة مقاطعة لاهاي. قدّم القاضي نفسه أولًا إلى حسناء أ. وأشار إلى أنه يعرفها ويعرف فريق دفاعها من جلسات سابقة في هذه القضية. وسأل القاضي حسناء أ. عمّا إذا كانت تشعر بالتوتر. فأكّدت حسناء أ. ذلك. ثم رحّب القاضي بالمدعيتين وأوضح أن P1 كانت موجودة في غرفة محمية، وأن P2 كانت حاضرةً عبر البثّ المباشر على الإنترنت. وأعاد القاضي تنبيه الصحافة بأن اسمي المدعيتين يجب أن يبقيا مجهولين، وأن وجوه المتهمة والمدعيتين يجب أن تبقى مخفية.

أشار القاضي شْنويَه إلى أنه كانت هناك ثماني جلسات شكلية سابقة للإبقاء على تحقيق المحكمة مفتوحًا، وأن جلسة اليوم ستتناول الحقائق الموضوعية المتعلقة بالقضية.

ثم أعطى القاضي الكلمة للادعاء العام لتقديم لائحة الاتهام والتهم الموجهة ضد حسناء أ.

لائحة الاتهام ضد حسناء أ. (كما قدمها الادعاء العام)

تتضمّن لائحة الاتهام خمس تُهم يُزعم أن المتهمة ارتكبتها خلال الفترة من 1 تشرين الثاني/نوفمبر، 2014 وحتى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022 في كل من هولندا وسوريا والعراق. أولًا، وُجِّهت إلى حسناء تهمة المساعدة والمشاركة في الاستعباد بصفتها جريمة ضد الإنسانية بحق P1 في الفترة بين 1 أيار/مايو، 2015 و1 آب/أغسطس، 2015، إذ أمرتها بأداء أعمال منزلية ورعاية ابنها وإعداد الطعام لها وأجبرتها على أداء الصلاة. ثانيًا، اتُهمت حسناء بالمشاركة في منظمة إرهابية خلال الفترة من 16 شباط/فبراير، 2015 إلى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022. ثالثًا، اتُّهمت حسناء بارتكاب أعمال تحضيرية بنية إرهابية خلال الفترة من 1 تشرين الثاني/نوفمبر، 2014 إلى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022. رابعًا، وُجِّهت إليها تهمة تعريض طفل للخطر باصطحاب ابنها البالغ من العمر أربع سنوات إلى سوريا والعراق خلال الفترة من 1 أيار/مايو، 2015 وحتى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، 2022. خامسًا، اتُّهمت حسناء بالمساعدة والمشاركة في الاستعباد بصفتها جريمة ضد الإنسانية بحق P2 خلال الفترة من 1 أيار/مايو، 2016 وحتى 1 آب/أغسطس، 2016، إذ أمرتها بأداء أعمال منزلية وإعداد الطعام وأجبرتها على أداء الصلاة.

طلب الادعاء العام تمديد تاريخ ارتكاب تهمة الاستعباد بصفتها جريمة ضد الإنسانية بحق P1 ليصبح حتى تاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر، 2015. لم يُبد فريق الدفاع أي اعتراض على هذا الطلب، لكنه أضاف وثيقة جديدة إلى ملف القضية تتعلق ببيان صادر عن مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر، 2015، يفيد بأن P1 أُنقِذت في اليوم السابق. غادر المدّعيان العامان قاعة المحكمة لفترة وجيزة لمناقشة هذا التطور الجديد، وعند عودتهما، أقرا بأهمية الوثيقة على الرغم من تقديمها في مرحلة متأخرة جدًا من القضية. وأكّد الدفاع أن هذا الدليل لم يُقدَّم إلا الآن بسبب تمديد التاريخ، إذ كان سيتجاوز النطاق الزمني للقضية بخلاف ذلك. وخلص القاضي إلى أن التاريخ سيمدد إلى 1 كانون الأول/ديسمبر، 2015 مع إضافة هذا الدليل الجديد إلى ملف القضية.

استأنف القاضي بتوضيح برنامج المحاكمة للأيام المقبلة. وذكر أن جلسة اليوم ستتناول الحقائق الموضوعية وظروف المتهمة الشخصية. وأضاف أن صباح الأربعاء سيُخصص لتقديم المدعيتين P1 وP2 شهادتيهما من خلال محاميتَيهما، بالإضافة إلى مناقشة التعويضات الإضافية المطلوبة. أما فترة ما بعد ظهر الأربعاء، فستكون مخصصة لمرافعات الادعاء العام النهائية. وسيشمل صباح يوم الخميس مرافعات الدفاع النهائية، وستكون فترة ما بعد الظهر مخصصة للرد والدحض بين الادعاء العام والدفاع تليها الكلمات الأخيرة للمتهمة إن وجدت.

أوضح رئيس المحكمة أن القضاة سيتناولون اليوم الحقائق الموضوعية، وأوضح أنهم سيبدؤون أولًا بمناقشة مسألة مشاركة حسناء في تنظيم داعش، تليها تهمة الاستعباد بحق P1 وP2، وأخيرًا مناقشة الظروف الشخصية لحسناء، ثم أعطى القاضي الكلمة للقاضية فيرِنجا لإثارة أسئلة حول انتمائها إلى تنظيم داعش.

أسئلة القضاة حول مشاركة حسناء أ. في تنظيم داعش

تمحورت أولى أسئلة القاضية فيرِنجا حول تحول حسناء في ممارساتها الدينية ومظهرها الخارجي. فأوضحت حسناء أنها، بسبب التحديات التي واجهتها في سن الطفولة والشباب، إضافة إلى أعباء الديون المالية، قررت في نهاية المطاف التعمّق أكثر في ممارستها للإسلام. أوضحت حسناء أنها بدأت ترتدي ملابس تعكس ديانتها، وتقرأ القرآن بانتظام وتصلي. وأشارت حسناء إلى أنها كانت تتدرب وتعمل بصفتها متدربة في مجال الضيافة، لكنها شعرت بعدم تقبل زملائها في الدراسة للتغيرات التي طرأت على ممارساتها الدينية، وهو ما رغّبها في الابتعاد.

تابعت القاضية إثارة الأسئلة بسؤالها عن سبب فرارها إلى سوريا. ونوّهت القاضية بأن الانتقال إلى سوريا يُعد خطوة كبيرة لا يمكن اتخاذها لمجرد الشعور بعدم قبول زملائها لها بسبب ملابسها. فأجابت حسناء بأنها كانت خائفة. وأوضحت أنه بسبب نشأتها الصعبة، انخرطت في سن الثامنة عشرة مع أشخاص سيئين، إذ كانت ساذجة وسريعة التأثر. وأشارت إلى أن هذه الفترة شهدت تعرفها على والد ابنها الأول. وأوضحت أنها تلقت مساعدة من عائلتها في تلك الفترة، لكنها كانت تعاني نفسيًا. وأضافت أن والد ابنها الأول استمر في مضايقتها وملاحقتها. وبعد أن تركت عائلتها وانتقلت إلى هينجيلو، واجهت مشاكل مالية تتعلق بدفع الإيجار. وتدخلت الشرطة وخدمات حماية الطفل في الأمر أيضًا، وقالت إنها لم تعد قادرة على تحمل كل ذلك، وأرادت الابتعاد. سألتها القاضية عمّا إذا كانت تسعى للهرب أو تبحث عن مبرر للابتعاد.

[غلبت حسناء عاطفتُها، واعْتُصِر صوْتها عند الكلام، فالتفت القاضية إلى حالها وأمهلتها قليلًا لتتمالك نفسها].

تابعت القاضية وسأل حسناء لماذا اختارت سوريا للفرار إليها ولم تختر مكانًا آخر مثل المغرب على سبيل المثال إذا كان هدفها مجرد الابتعاد. فقالت حسناء إنها كانت تعترف بالخلافة وشعرت بأنه من واجبها الذهاب إلى هناك لتتمكن من عيش حياتها الخاصة. سألتها القاضية بعد ذلك عمّا إذا كانت على علم بما كان يحدث في سوريا في ذلك الوقت. فأجابت حسناء بأنها كانت مطلعة عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار، ولكنها لم تكن ترغب في أن تكون جزءًا من "الفظائع". وأوضحت أن أولويتها كانت رعاية طفلها وبدء حياة جديدة. وذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه في ظل الخلافة، ليس عليك المشاركة في القتل أو الجرائم الأخرى، ولذلك اعتقدت أنها ستكون قادرة على عيش حياتها الخاصة. وأضافت أنها كانت تعلم بوجود صراعات في بعض الأماكن، لكنها لم تفكر في هذه الأمور أو تأخذها في الاعتبار عند مغادرة هولندا. سألتها القاضية عمّا إذا كانت قد تحدثت مع أي شخص عن تنظيم داعش، سواء في الواقع أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدثت عن الفظائع التي ارتكبها (أشارت القاضية بشكل صريح إلى قطع الرؤوس). فأجابت حسناء بأنها لم تتحدث إلى أي شخص عن الفظائع، مؤكدة أن حديثها كان يدور فقط حول ملابسها. اقتبست القاضية شهادة شاهد في ملف القضية، إذ قال الشاهد إن حسناء أخبرته أنها تعتقد أن قطع الرؤوس (حتى رأس ابنها) يمكن تبريره لأن الناس يُبعثون إلى جنة أفضل. فنفت حسناء أنها أجرت مثل هذا الحديث على الإطلاق. طلبت القاضية من حسناء توضيحًا بشأن صورة ملفها الشخصي على الفيسبوك، والتي تضمنت علم تنظيم داعش مع أسلحة عليه. فأكّدت حسناء أنها غيرت صورة ملفها الشخصي إلى هذا العلم، وعند سؤالها عن السبب وراء ذلك، أجابت بأنها تعتقد أنه "علم جميل". فطلب رئيس المحكمة منها تقديم مزيد من التوضيح، وسألها عن تبريرها، مشيرًا إلى أنه إذا كانت حسناء على دراية بالفظائع ولم تكن ترغب في أن تكون جزءًا منها، فلماذا اختارت جعل صورة ملفها الشخصي على فيسبوك علم تنظيم داعش مع أسلحة. فأجابت حسناء بأنها لم تفكر في عواقب هذا الفعل، وأوضحت أنها كانت في حالة من الارتباك في ذلك الوقت، وأن اختيارها كان متعلقًا بالعلم وليس الأسلحة.

سألت القاضية بعد ذلك عن شهادة P3 (إحدى زميلات حسناء في فترة تدريبها)، والتي أشارت إلى أن حسناء لديها أفكار إسلامية متشددة. واقتبست القاضية شهادة P3 التي ذكرت فيها أن حسناء كانت تتحدث معها بشكل متكرر عن تنظيم داعش والجهاد، وأنها أخبرتها بأن الفروع الأخرى من الإسلام يجب أن تُباد. فنفت حسناء في البداية معرفتها بهوية P3، ولكنها نفت بعد ذلك إجراء هذا الحديث بالكامل، مشيرة إلى أن الحوار الوحيد الذي دار بينهما كان حول ملابسها. ثم تناولت القاضية تفاصيل عدة لقاءات بين حسناء والشرطة الهولندية وبلدية هينجيلو. فأشارت حسناء إلى أن الشرطة أعربت عن قلقها بشأنها، ولكنها أكّدت أن التحذير الوحيد الذي تلقته بجدية كان بخصوص صورة ملفها الشخصي على الفيسبوك. أشارت القاضية إلى أن مديرة الحالات الاجتماعية في البلدية التي تتبع لها حسناء، P4، ذكرت أن حسناء أخبرتها بخطتها للمغادرة وأوضحت P4 أنها كانت قلقة على حسناء. فأجابت حسناء بأنها أخبرت P4 بأنها لا تحمل أي نوايا سيئة ولا ترغب في المشاركة في الفظائع. اقتبست القاضية بعد ذلك من شهادة P3 التي أفادت بأن حسناء عرضت عليها مقاطع فيديو لقطع الرؤوس على يد تنظيم داعش، وأنها كانت قادرة على جلب هذه المقاطع. سألت القاضيةُ حسناءَ عمّا إذا كانت قد شاهدت حالات لقطع رؤوس. فأجابت حسناء بأنها لم تكن بحاجة لمشاهدة مثل هذه المقاطع أثناء وجودها في هولندا، وأنها رفضت فعل ذلك، ولكنها أكّدت أنها شاهدت مقاطع فيديو لقطع الرؤوس عندما كانت في سوريا. أشارت القاضية إلى التحذيرات التي تلقتها حسناء، وأنه من الواضح أن العديد من الأشخاص كانوا قلقين عليها في تلك الفترة، وسألت القاضية عن سبب إصرارها على السفر رغم ذلك. فأوضحت حسناء بأن حسابها على فيسبوك قد حُذِف في كانون الأول/ديسمبر، ولكنها لم تسافر إلى سوريا إلا في شباط/فبراير. فسألتها القاضية عن السبب الذي دفعها للسفر رغم ذلك. فأجابت حسناء بأن الأسباب التي ذكرتها بشأن مضايقة الناس لها كانت لا تزال قائمة. تناولت القاضية إفاداتين من إفادات الشهود من تلك الفترة، إذ وُصِفت حسناء بأنها تعطي الشهود انطباعًا غريبًا، وأنها قد تدخل في أي لحظة وهي تحمل بندقية كلاشينكوف (AK47) أو حزامًا ناسفًا. ثم سألت حسناء عن السبب وراء هذه الانطباعات عن شخصيتها. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف لِم شَعَر الشهود هكذا، وأوضحت أنها لم تكن قادرة على فعل مثل هذه الأمور في ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه للحصول على أسلحة أو حزام ناسف كانت بحاجة إلى حساب الفيسبوك الخاص بها، وهو ما لم يكن متاحًا لها بعد حذف حسابها.

سألت القاضية بعد ذلك عن كيفية تواصل حسناء مع تنظيم داعش للوصول إلى سوريا. فأوضحت حسناء أنها رأت إعلانًا عبر الإنترنت لرجل غير هولندي يتحدث الإنجليزية، وقد أعطاها تعليمات لشراء تذاكر طيران للسفر إلى تركيا، على أن تتلقى تعليمات إضافية عند وصولها. وعندما سألتها القاضية عمّا إذا كانت قد فكرت في المخاطر التي قد تواجهها بصفتها أمّا عزباء، أجابت حسناء بأنها كانت تعتقد أنها ستكون قادرة على أن تعيش حياتها بحرية في ظل الخلافة، مثلما كانت الحياة في أيام الخلافة القديمة. وعندما سألتها القاضية عن ابنها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات (والذي كان يعاني من التوحد الحاد)، وما إذا كان ذلك قد أثّر على قرارها بالمغادرة، ذكرت أنها لم تجرِ أي بحث حول كيفية عيشه وطبيعة حياته في سوريا، ولكنها لم تستطع تركه. طلب رئيس المحكمة منها توضيحًا حول ما كانت تفكر به عندما وصلت إلى نقطة مراقبة الحدود التركية ودخلت منطقة حرب تشهد إطلاق نار وتفجيرات برفقة طفل. فأجابت حسناء بأنها لم تكن تفكر، وأن هدفها الوحيد كان الهرب. وأشارت إلى أنها لم تفكر في التعليم أو الدعم الإضافي اللازم لابنها المصاب بالتوحد الحاد.

أوضحت حسناء أنه فور وصولها إلى سوريا احتُجزت في مضافة مع نساء عازبات أخريات، وذكرت أنها لم تكن تتوقع ذلك ولم تسمع عنه من قبل. وصفت حسناء حياتها في المضافة بأنها صعبة، حيث لم يكن يُسمح لها بالخروج بمفردها وكان عليها دائمًا أن تكون برفقة أحد. وأوضحت حسناء أن هذا هو السبب الذي جعلها تتزوج من زوجها السابق، أبي زبير (لم ترغب حسناء في ذكر اسمه الكامل، وقالت القاضية إن ذلك غير ضروري). أشارت حسناء إلى أن زوجها كان مغربيًا، ولم تكن لديها أي معلومات عنه قبل الزواج. وأوضحت أنها لم تكن تعرف ما إذا كان مقاتلًا في تنظيم داعش، ولكنها سمعت خلال وجودها في المضافة أنه انضم إلى التنظيم. سألتها القاضية عن طبيعة منصب زوجها في التنظيم. فأجابت حسناء بأنه لم يكن يرغب في الحديث معها عن ذلك، ولكنه كان يغادر في الصباح الباكر ويعود في وقت متأخر من الليل. وعندما سألتها القاضية عمّا إذا كان زوجها يشارك في المعارك، أجابت حسناء بأنها لا تعلم لأنهما لم يناقشا الموضوع. وأكّدت حسناء أنه كان يحمل سلاحًا لكنها نفت معرفتها بنوع السلاح. ثم أشارت القاضية إلى مقابلة حسناء مع الشرطة والتي ذكرت فيها أن زوجها السابق كان يمتلك مسدسًا وبندقية كلاشينكوف. فأجابت حسناء بأنه من المحتمل أن تكون تلك هي الأسلحة التي كان يحملها. وتحدثت حسناء أيضًا عن حادثة إصابة زوجها السابق بحروق بالغة وجروح نتيجة قصف تعرّض له. سأل رئيسُ المحكمة حسناءَ عمّا إذا كان زواجها من زوجها السابق الذي كان مقاتلًا في تنظيم داعش قد منحها السلام الذي كانت تسعى إليه، بالنظر إلى ما مرت به في المضافة. فأجابت حسناء بأن زوجها السابق لم يكن رجلًا طيبًا. فسألها القاضي عمّا إذا كانت تريد العودة إلى هولندا. فأجابت حسناء بأنها تشعر بالندم الآن، ولكن في ذلك الوقت لم تجرؤ على طلب المساعدة، وكانت تخشى أن يصيبها مكروه [غلبتها عاطفتها، وتغيّر صوتها]. قالت حسناء إنها كانت قد تواجه الإعدام لرغبتها في المغادرة. فسألتها القاضية عمّا إذا كانت قد تحدثت إلى أي شخص عن هذه المشاعر. فأجابت حسناء بأنها تحدثت عن ذلك مع والدها فقط [أجهشت حسناء بالبكاء، فأخبرها القاضي أنه بإمكانها أن تشرب رشفة ماء، وتأكّد من أنها تستطيع الاستمرار. فقالت حسناء إنها بخير ومستعدة للاستمرار، ثم تناولت منديلًا].

سألت القاضيةُ حسناءَ عمّا إذا كانت تعلم أن عدة شهود أطلقوا على زوجها السابق لقب أمير. فنفت حسناء معرفتها بذلك. ثم طلبت القاضية توضيحًا بشأن تواصلها مع والدها عبر تطبيق الواتساب، مشيرًا إلى أن ملف القضية يحتوي على رسائل تدل على أنها أرادت منه أن ينضم إليها لأن الوضع كان جيدًا هناك. فأوضحت حسناء أن زوجها السابق كان يتحكم في هاتفها، وأنه كان يتحدث اللغة العربية فقط، لكنه كان يعرف أشخاصًا يتحدثون الهولندية ويرسلهم إليها لتخويفها. وقالت حسناء إنها أرسلت رسائل إلى عائلتها لإقناع زوجها السابق بأنها لا تحمل نوايا سيئة. وأضافت أنها كانت وحيدة وتعتمد على رجل. وقالت إنها أرادت من والدها أن يأتي لأنه كان يستطيع التحدث مع زوجها السابق ومع رجال آخرين [أجهشت حسناء بالبكاء]. وأشارت إلى أنها كانت تعلم أن والدها لن يأتي بالفعل. ثم تطرقت القاضية إلى رسالة أرسلتها حسناء إلى والدها، ذكرت فيها أن زوجها السابق كان يفعل أشياء سيئة وأنها تريد الطلاق منه، وأنها خائفة وأنه يهملها. فأجابت حسناء بأنها لم تفكر وقتها فيما إذا كان زوجها السابق سيقرأ الرسالة أم لا. سألتها القاضية عن صور طفليها، ابنها وابنتها، وهما يلبسان عصابة رأس عليها شعار تنظيم داعش. فأوضحت حسناء أن زوجها هو من التقط الصور وأرسلها إلى والدها وعائلتها. سألت القاضية بعد ذلك عن سبب كتابة الرسالة باللغة الهولندية، فأشارت حسناء إلى أنها فقط كتبت الرسالة وأن زوجها السابق كان يتحكم في هاتفها. تناولت القاضية شهادة الشاهدة P1 التي ذكرت أن حسناء كانت تتباهى أمام زوجها السابق عندما ظهرت صورة ابنها في الأخبار الهولندية.


[استراحة لمدة 20 دقيقة]


استأنفت القاضية استجواب حسناء حول شهادة P1 المتعلقة بدعم حسناء لتنظيم داعش. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت قد عرضت على آخرين مقاطع فيديو لفظائع، مثل عمليات قطع الرؤوس، أوضحت حسناء أنها شاهدت مثل هذه المقاطع عن طريق زوجها السابق، لكنها لم تعجبها. تناولت القاضية شهادة P1 التي ذكرت فيها أن حسناء جعلتها تشاهد مقاطع الفيديو، وأن حسناء كانت متحمسة لها. قالت حسناء إن ذلك ربما حدث فقط عندما كانت في منزل P5 (جارتها السويدية)، وأن P1 كانت حاضرة أيضًا عندما عرضت P5 مقاطع الفيديو. وأضافت أنها لم تكن تستطيع أن تطلب من P5 إيقاف عرض المقاطع. أشارت القاضية إلى أن P1 ذكرت أيضًا أن حسناء قالت إن الأشخاص الذين قُتلوا كانوا يستحقون ذلك. فأوضحت حسناء أن هذا غير صحيح، وأن P1 لم تكن قادرة على التحدث معها لأنهما لا تتحدثان نفس اللغة، وأن الشخص الآخر الحاضر هو من قال هذه الأمور. فأوضحت القاضية أن الشخص الآخر المذكور في شهادة P1 هو أبو أحمد الذي عرض مقاطع الفيديو على حسناء فنفت حسناء أنها تحدثت معه على الإطلاق، مشيرة إلى أن زوجها السابق منعها من التحدث إليه. أضافت القاضية أن P1 ذكرت أن حسناء كانت مهووسة بتنظيم داعش، وأنها كانت تحبه وتعتقد أنه يمثل دولة جيدة. فنفت حسناء كل ذلك، وأشارت إلى أن P1 خلطت بينها وبين P5، وأكّدت مجددًا أنهما لا تتحدثان نفس اللغة. وعندما سألتها القاضية عن شهادتها السابقة بأنها فعلت أشياء لتبدو مخلصة بدافع الخوف، أجابت حسناء أن ذلك كان فقط عبر الإنترنت، ولم يحدث أبدًا مع P1 أو P5.

سألت القاضية عمّا إذا كانت حسناء قد حملت سلاحًا بنفسها من قبل. فأوضحت حسناء أنها حملت سلاحًا مرتين بناءً على طلب زوجها للدفاع عن نفسها وللحفاظ على سلامتها. وأوضحت حسناء أن هذه كانت المرة الأولى التي تحمل فيها سلاحًا وأن زوجها السابق ولا أي شخص آخر علمّها كيفية استخدامه. وقالت إنها وجدته مخيفًا.

قالت القاضية إنها تشعر بالفضول حول حياتها عندما كانت متزوجة من رجل ينتمي إلى تنظيم داعش، وحول ابنها وكيف كانوا يدبّرون أمورهم، إذ إن ذلك لم يُشر إليه في ملف القضية. فأوضحت حسناء أن زوجها السابق كان يتلقى مبلغًا ماليًا شهريًا، وأنها كانت تعتمد عليه كليًا. سألت القاضية عن مصدر ذلك المال وما إذا كان بمثابة راتب. فأجابت حسناء بأن تنظيم داعش كان يصرف له ذلك المبلغ، وأن الاحتياجات الأخرى مثل الغاز والماء والكهرباء والطعام كانت تُغطى من ذلك المال.

انتقلت القاضية بعد ذلك إلى استجواب حسناء حول طلاقها من زوجها السابق الذي أنجبت منه ثلاثة أطفال، وحياتها بعد ذلك. فأوضحت حسناء أنها كانت حاملًا بـ [حُجب الاسم] (ابنها الأصغر) عندما قررا الطلاق، ولكن الطلاق لم يصبح رسميًا إلا بعد ولادته. وأوضحت أن الحياة في سوريا مع أربعة أطفال كانت صعبة دون طعام أو مال أو ماء. وأضافت أنها كان بإمكانها الحصول على هِبات من الطعام واحتياجات البقاء الأخرى إذا سجلت نفسها في تنظيم داعش. نوّهت القاضية إلى وجود وثائق في ملف القضية تشير إلى أن تنظيم داعش يمكن أن يوفر الحفاضات والحليب والطحين وغيرها من الاحتياجات للأطفال. فأوضحت حسناء أنها اضطرت إلى التسجيل لتتمكن من رعاية أطفالها. وعندما سُئلت عمّا إذا كان بإمكانها المغادرة، قالت حسناء إنها لم تستطع (على الرغم من أن آخرين كانوا قادرين على ذلك، وقالت حسناء إنها لم تكن تملك المال ولم يكن لديها أي معارف). طلب رئيس المحكمة توضيحًا حول ما إذا كان يُمنح المسجَّلون في تنظيم داعش بطاقة هوية أو بطاقة تعريفية. فأوضحت حسناء أنها كانت عبارة عن شيء صغير غير عملي ولكنها أشبه ببطاقة هوية، وقالت إنها كانت تفقدها دائمًا، ولكن كان ابنها يذهب غالبًا بدلًا عنها، وأصبح معروفًا في مرحلة ما. وأوضحت حسناء أن هذه الخدمة كانت أشبه ببنك طعام، وأضاف محامي الدفاع أن ذلك لم يكن ينطوي على دفع أموال. أشارت حسناء إلى أنها لم تكن تستطيع التسول أو الذهاب إلى منازل الناس لطلب المال.

شرعت القاضية في إثارة أسئلة تتعلق بسقوط الخلافة في آذار/مارس 2019، مشيرة إلى أن ملف القضية يفيد بأن حسناء غادرت إلى منطقة الشعفة في كانون الثاني/يناير 2019. فأوضحت حسناء أنها كانت تسافر كثيرًا هي وأطفالها في تلك الفترة بسبب تقلص مساحة المنطقة. ووصفت حسناء أنها اضطرت إلى المغادرة، وإلا لوجدوا أنفسهم في وسط المعارك وإطلاق النار. سألت القاضية عمّا إذا كانت قد شهدت إطلاق نار. فأجابت حسناء بأنها كانت على وشك الموت، إذ كانت الطائرات تواصل التحليق وكان القصف مستمرًا، ولكن هذا الوضع كان قد بدأ قبل ذلك بكثير في العراق. أشارت القاضية إلى رسالة أرسلتها حسناء إلى والدها في أيلول/سبتمبر 2015 قالت فيها إنها تقترب من الموت كل يوم. وأشارت القاضية إلى أن الأطفال مروا أيضًا بهذا الأمر. فأوضحت حسناء أنها لم ترَ أطفالها في حالة من الذعر، حتى في الفترة الأخيرة، وأوضحت أنها كانت تحاول إبقاء ابنها هادئًا، وأن أطفالها الآخرين كانوا صغارًا جدًا ليفهموا أو يُبدوا ردة فعل. وأوضحت حسناء أن الوضع في الباغوز كان الأشد قسوة، وقالت إنهم كانوا ينامون على الطريق دون مأوى، وتعرّضوا لإطلاق نار من الطائرات. وأوضحت حسناء أن تنظيم داعش أعلن عن وجود موقع يمكن للمدنيين المغادرة منه في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر. ووصفت حسناء كيف رأت في ذلك فرصتها للمغادرة، وغادرت مع أطفالها الأربعة إلى الموقع، حيث كانت الشاحنات تنتظر لنقلهم إلى مخيم الإيواء.

سألت القاضية كيف تنظر حسناء إلى قرارها بالسفر، خاصة فيما يتعلق بابنها الأكبر [حُجب الاسم]، الذي لم يتلقَ أي تعليم أو رعاية إضافية. فأجابت حسناء بأنها نادمة كثيرًا على قرار اصطحابه معها. وأضافت أنه لو بقيت في هولندا، لحظي [حُجب الاسم] بمستقبل وتعليم ومساعدة. سألتها القاضية عن حالة أطفالها الآن، [تغير صوت حسناء وأصبحت نبرته بهيجة بشكل ملحوظ، وهو ما لاحظته القاضية]. فأجابت حسناء بأنهم بخير، وأنها سعيدة بذلك. وأوضحت أن ابنها يتلقى المساعدة والدعم اللذين يستحقهما، وأنها تلتقي بكل واحد منهم بشكل فردي كل أسبوعين، وتراهم جميعًا معًا مرة واحدة شهريًا.

اختتم رئيس المحكمة أسئلة القضاة بسؤال حسناء عن شعورها تجاه اتهامها بالترويج لجرائم تنظيم داعش. فأجابت حسناء بأنها ترى أن هذا الاتهام باطل، وأنها لم تقتل أي شخص أو تجعل حياته أسوأ، ولكنها دمرت حياتها فقط. سألها القاضي عن شعورها بشأن الاتهام الموجه إليها بأنها ساهمت، بزواجها من مقاتل في تنظيم داعش ورعاية أطفاله، في تسهيل ارتكابه للجرائم. [أجهشت حسناء بالبكاء] أجابت حسناء بأنها كانت مضطرة للزواج لأنها كانت لا شيء بدون رجل.

سأل القضاة بعد ذلك عمّا إذا كان لدى الادعاء العام أي أسئلة.

 

أسئلة الادعاء العام حول ضلوع حسناء في تنظيم داعش

بدأ المدّعي العام كرون بسؤال حسناء عن سبب قرارها اتباع شكل متشدد من الإسلام في هولندا. وأشار المدعي العام إلى أن معظم المسلمين في هولندا لا يمارسون مثل هذه الأشكال المتشددة من الإسلام. فأجابت حسناء بأنها لم تكن تشعر بحال جيد في ذلك الوقت، ولم تكن تمارس دينها قبل ذلك. وأوضحت أنها عندما قررت السعي إلى التديّن اختارت أن تبدأ بالصلاة وقراءة القرآن وارتداء اللباس الشرعي. فعلق المدعي العام على ذلك قائلًا إن الكثير من الناس يقرؤون القرآن، ولكن لا يصبح الجميع متطرّفين في ممارستهم. فأجابت حسناء بأنه يُطلب من النساء تغطية أنفسهن بالحجاب وستر بقية الجسد من الرأس إلى القدم، ولكن إذا اختار بعضهن عدم فعل بذلك، فإن هذا قرارهن الشخصي. ثم سأل المدعي العام حسناء عمّا إذا كانت قد قالت إن المغرب والمملكة العربية السعودية لم تكونا خيارين لها للسفر لأنها لا تعرف أحدًا هناك، وما إذا كان الوضع مختلفًا في سوريا (أي أنها كانت تعرف أشخاصًا في سوريا). فأجابت حسناء بأنها لم تكن تعرف أحدًا في سوريا أيضًا. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد سمعت عن أشخاص ذهبوا أيضًا إلى سوريا من هولندا. فنفت حسناء ذلك. أشار المدعي العام بعد ذلك إلى أن ملف القضية يحتوي على أدلة من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بتنظيم داعش تُظهر أشخاصًا يساعد بعضهم بعضا على الانضمام إلى التنظيم. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد رأت خلال الشهرين السابقين لمغادرتها إلى سوريا أشخاصًا آخرين لديهم نوايا مماثلة لبناء حياة جديدة. فأجابت حسناء بأنها رأت المنشورات، وقالت إنه لا أحد كان لديه نفس نيتها. وأضافت أن الجميع كان لديهم نوايا للانضمام إلى تنظيم داعش، بينما أرادت هي بناء حياة جديدة.

أراد المدعي العام أن يعرف كيف كان تتصور حسناء الحياة في ظل الخلافة التي تُحكم بالشريعة الإسلامية بصفتها امرأة عزباء لديها طفل. فأوضحت حسناء أنها كانت تتبع معتقدات قديمة عن الحياة في الخلافة ولم تكن تتوقع أن تنتهي بها الأمر في مضافة. وأضافت أنها كانت تؤمن ببساطة أن المسلمين ملزمون بإتمام الهجرة. طلب المدعي العام توضيحًا عمّا إذا كانت ستُعد مذنبة شرعًا إذا كانت غير متزوجة ووحيدة. فأوضحت حسناء أنها بصفتها امرأة، كانت عرضة للخطر، لكنها أكّدت أن عدم الزواج لم يكن أمرًا محرّما. أشار المدعي العام بعد ذلك إلى أنها قالت شيئًا مختلفًا في مقابلتها مع الشرطة، وهو أنها كانت تنوي الزواج. فأوضحت حسناء أنها ربما فكرت في الزواج لاحقًا، ولكن ليس من مقاتل في تنظيم داعش بل من شخص مدني، وأضافت أنها كانت تبلغ من العمر 23 عامًا فقط، لذلك كانت ترغب أولًا في الاستقرار قبل الزواج. ثم سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد أخذت مالًا معها. فأجابت حسناء بأنها لم تأخذ أي أموال، ولكنها ربما كانت تتصور بدء مشروع أو فتح متجر خاص بها أو خياطة الملابس. سألها المدعي العام كيف كانت تتصور فتح متجرها الخاص دون وجود مال. فأجابت حسناء بأن بدء مشروع تجاري هناك كان مختلفًا عمّا هو في هولندا، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك غرفة تجارة في سوريا [ضحك في شرفة الجمهور]. سألها المدعي العام كيف قررت المغادرة رغم أنها لا تتحدث اللغة ولم يكن معها أي مال. فأجابت حسناء أنها كانت تعتقد أنها ستصل إلى الخلافة وستجد طريقها هناك لاحقًا.

سأل المدعي العام كيف استطاعت حسناء الذهاب إلى الخلافة بالنظر إلى القتال الذي كان يحدث هناك. فأوضحت حسناء أنها لم تتوقف عن التفكير في المعارك التي كانت تجري، وأنها لم تكن ترغب في التورط فيها. ثم سأل المدعي العام كيف كان ينبغي فهم الخلافة بالنظر إلى أن هناك أشخاصًا عاشوا في تلك المناطق قبل الاستيلاء عليها. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف. أشار المدعي العام بعد ذلك إلى ملف القضية، قائلًا إن حسناء قالت إنها كانت مرتبكة، ومع ذلك اختارت بوضوح الذهاب إلى تنظيم داعش، ثم سأل عمّا إذا كان من الممكن أنها كانت تنوي بالفعل الانضمام إلى تنظيم داعش، ولكنها غيرت رأيها لاحقًا عندما وصلت. فأوضحت حسناء أنها لم تدرك خطأها في الحكم بين الشريعة وتنظيم داعش إلا عندما وصلت المضافة. سأل المدعي العام عمّا إذا كان قد قرأ الأمر بشكل خاطئ من ملف القضية. فأجابت حسناء بأن هذا قد يكون ما فهمه هو، ولكنها كانت هناك بنفسها وتعرف ما مرت به.

سأل المدعي العام كيف كان سيكون رد فعل زوجها لو كان قد قرأ الرسائل التي أرسلتها إلى والدها والتي اشتكت فيها صراحةً من مشاكلها الزوجية. فأشار حسناء إلى أنها كانت محظوظة جدًا لأن زوجها لم يقرأ تلك الرسائل، مشيرة إلى أنه كان سيتعامل مع الأمر بغضب شديد. وأضافت أن زوجها كان يجعل أشخاص آخرين يقرؤون الرسائل المكتوبة باللغة الهولندية، ولكنها لم تكن تعرف هويتهم. سأل المدعي العام عن طلبها من والدها القدوم إلى الخلافة لأن الحياة هناك كانت جيدة، ولماذا لم تذكر هذا السبب بدلًا من ذلك. فأوضحت حسناء أنها لم تكن تريد إضافة الكثير من التوضيح إلى الرسائل. سأل المدعي العام عمّا كانت ستفعله لو أن والدها فعلًا جاء إلى الخلافة. فقالت حسناء إنها كانت تأمل أن يساعدها لأنه يتحدث اللغة ويمكنه التواصل مع أشخاص لإنقاذ الأطفال. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد طلبت ذلك صراحةً. فنفت حسناء ذلك، موضحة أنها لم تكن تتحدث مع والدها كثيرًا لأن زوجها كان يأخذ هاتفها. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد استخدمت منصات تواصل اجتماعي أخرى غير الواتساب مثل السكايب أو تطبيق كيك (Kik). فقالت حسناء إنها كانت تستخدم الواتساب بشكل أساسي، لكنها استخدمت السكايب مرة واحدة فقط عندما كانت لا تزال في المضافة، وذلك في مقهى إنترنت نُقِلن إليه. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد استخدمت السكايب عندما كانت في المنزل بمفردها. فأوضحت حسناء أنها لم تكن تمتلك شبكة واي فاي في المنزل، وأن الإنترنت الذي كانت تمتلكه كان فقط لإرسال للرسائل، إذ كانت لديها حزمة بيانات صغيرة (ميجا بايتس) وكانت الإشارة ضعيفة جدًا.

سأل المدعي العامُّ حسناءَ بعد ذلك ممن كانت تحمي نفسها عندما كانت تحمل سلاحًا. فأوضحت حسناء أنها امرأة، وبالتالي قد تتعرّض للخطر من الرجال الآخرين. سأل المدعي العام عمّا إذا كان ذلك بسبب الهجمات أو القصف. فنفت حسناء ذلك، وقالت إن السلاح كان فقط للاستخدام ضد الرجال الآخرين.

سأل المدعي العام بعد ذلك عن رحلتها إلى الموصل من الرقة مع زوجها وما إذا كانت تعرف سبب ذهابهما إلى هناك. فأجابت حسناء بأنها لم تكن تعرف السبب، وأضافت أنها خمّنت أنه ذهب هناك للعمل، ولكنه لم يخبرها عن السبب صراحة. أوضح المدعي العام بعد ذلك وجهات سفرها، مشيرًا إلى أنها عادت إلى الرقة، ثم قضت فترة قصيرة في الطبقة، وعادت مجددًا إلى الرقة، ثم سافرت إلى الميادين والشعفة وهجين. فأكّدت حسناء ذلك.

شرعت المدعي العامة بلوم في السؤال عن كيفية مشاركة حسناء هاتفها مع زوجها. فأوضحت حسناء أنه كان هاتفها، وأنها كانت تخبر عائلة زوجها بأنه هو من يرسل الرسائل من هاتفها. سأل المدعي العام بعد ذلك عن الهولنديين الذين كانوا يقرأون الرسائل. فأوضحت حسناء أن رجلًا كان يقف خارج باب غرفة نومها (لم تره لأنها لم تكن ترتدي حجابها) وكان يتحدث الهولندية، وحذرها بأن تتصرف بحذر، وألا تتحدث ضد زوجها السابق. وأوضحت حسناء أنه عندما غادر ذلك الرجل، لم تتحدث عن الأمر مع زوجها، ولكنه نظر إليها بنظرة تحذيرية. سألت المدعية العامة لماذا لم تخبر الشرطة بمثل هذه الحادثة. فأجابت حسناء بأنها كانت متعبة خلال الاستجواب. سألت المدعية العامة عمّا إذا كان زوجها قد وجه لها أي تهديدات أخرى، فأوضحت حسناء أنه هددها بأخذ أطفالها بعيدًا عنها [غلبتها عاطفتها]. سأل القاضي فريند بعد ذلك عمّا إذا كانت حسناء قد واجهته من قبل. فأوضحت حسناء أنها كانت تخبره بأنه يهملهم، خاصة عندما تمر الأيام دون الحصول على طعام أو حفاضات للأطفال، ولكنه كان يقول لها أن تغلق فمها وتتوقف عن التذمر. وأشارت إلى أنهما كانا يتحدثان مع بعضهما بمزيج من اللغة العربية المغربية والعربية السورية وأنها كانت تستطيع فهمه.

أثارت المدعية العامة بلوم مزيدًا من الأسئلة حول تواصل حسناء مع والدها، مؤكدة أنها قالت سابقًا إنها لم يكن لديها معارف في هولندا قبل مغادرتها، ولكنها أرادت لاحقًا أن يأتي والدها إلى سوريا. فأجابت حسناء أنها عاشت فترة طفولة صعبة، ولم تكن تعرف والدها، ولكن بمجرد أن أنجبت ابنها بدأت بالتواصل معه. زعمت المدعية العامة أن هناك سببًا آخر وراء رغبة حسناء في قدوم والدها. فأوضحت حسناء أنها وجدت صعوبة في التواصل مع الناس، ولم تكن تثق بأحد بسبب خلفيتها الصعبة. فسألتها المدعية العامة لماذا لم تتواصل مع عائلتها بعد طلاقها من أبي زبير لطلب المال أو للحصول على أي مساعدة أخرى للمغادرة. فأوضحت حسناء أن حياتها كانت في حالة من الفوضى ولم تكن تفكر إلا في البقاء على قيد الحياة. قالت المدعية العامة بعد ذلك إنه كان بإمكانها بلا شك طلب المساعدة من عائلتها. فأجابت حسناء "ولكن كيف؟". فأجابت المدعية العامة بقولها إنه كان بإمكانها ببساطة أن تطلب المساعدة. فأوضحت حسناء أنها لم تكن تستطيع إرسال رسائل طويلة، وإنما فقط "مرحبًا، وداعًا، كيف حالك؟". فسألتها المدعية العامة لماذا لم تكتب "ساعدوني" إذا كان بإمكانها فقط إرسال رسائل قصيرة. فأجابت حسناء بأن ذلك لم يكن ممكنًا [بدت نبرة صوتها متأثرة وفيها استياء، وكان هناك صوت ضحك في شرفة الجمهور].

شرعت المدعية العامة بلوم بعد ذلك في طرح أسئلة حول قصف منزلها. فأوضحت حسناء أن ذلك كان في الرقة، وأنها كانت حاملًا بـ [حُجب الاسم] في ذلك الوقت، وكانت خارج المنزل لإجراء فحص بالأشعة. وأوضحت أن الانتظار في المشفى استغرق وقتًا طويلًا، لذلك عادت إلى المنزل مع صديقة لها وقضت الليلة هناك، ولم تسمع إلا في اليوم التالي أن منزلها تعرّض للقصف، وأن زوجها السابق كان يبحث عنها في ذلك الوقت، وأنها كانت تعتبر مفقودة. أوضحت أن زوجها السابق وجدها في نهاية المطاف عن طريق امرأة تعرف الكثير من النساء، وتدعى "أم أ" (أشارت حسناء إلى أنها لا ترغب في ذكر اسمها الحقيقي). وأوضحت حسناء أنها بقيت لفترة قصيرة مع أم أ، ثم بقيت لفترة قصيرة في منزل آخر، ثم بقيت في منزل ثالث حتى ولادة [حُجب الاسم]، وقالت حسناء إنها وجدت كل هذا التنقل أمرًا مروعًا.

اختتم المدعي العام كرون طرح الأسئلة بسؤالها عن الرسائل التي أرسلتها إلى عمتها [حُجب الاسم] في عام 2019 عندما كانت في المخيمات، تطلب المال. وأوضح المدعي العام أن الرسائل أظهرت أن عمتها نصحتها بأن تطلب المساعدة، ولكن حسناء قالت إنها خائفة من أن ينتهي بها المطاف في السجن. فأجابت حسناء بأنها في البداية خلال فترة وجودها في المخيمات كانت تريد مساعدة مالية، ولكنها كانت تعلم أن ذلك محظور في هولندا. وأوضحت حسناء أنها كانت تخشى الذهاب إلى السجن، ولكنها اختارت رغم ذلك أن تُنقَذ مع 11 امرأة هولندية أخرى.

أسئلة محامي الدفاع حول انتماء حسناء إلى تنظيم داعش

سألت محاميةُ الدفاع كريستيانسن حسناءَ أولًا عمّا إذا كانت تستطيع التعرف على تحليل الطبيب النفسي بشأن انخفاض معدل ذكائها وعدم قدرتها على إدراك عواقب أفعالها. فأكّدت حسناء ذلك. ثم سأل محامي الدفاع زيبجْرِجْتس عن الإساءة التي تعرّضت لها على يد زوجها السابق. فأوضحت حسناء أن زوجها بدأ بالتهديدات اللفظية، ثم تصاعدت الأمور إلى الضرب والبصق. ووصفت حسناء أن يديها وساقيها كانتا مليئتين بالكدمات في بعض الأحيان. وأضافت أنها كانت تستطيع التحدث باللغة العربية بقدر محدود جدًا مع زوجها السابق، وفي البداية كانت تعتمد فقط على الإيماءات للتواصل. سأل محامي الدفاع عمّا إذا كانت تعلم أن زوجها قد تزوج من امرأة سورية بعد طلاقهما. فأكّدت حسناء أنه أخبرها حينها بنيته في الزواج، وسمعت لاحقًا أنه قد فعل ذلك بالفعل. طلب محامي الدفاع من حسناء توضيح أنها قضت ثلاثة إلى أربعة أشهر في المضافة قبل زواجها من زوجها السابق، وأنها لم تلتق بزوجها إلا في اليوم الذي سبق زفافهما.

انتهت الجلسة الصباحية في تمام الساعة 13:25 بعد الظهر.


[استراحة لمدة 55 دقيقة]


أسئلة القضاة حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد

بدأ القاضي فريند بسؤال حسناء عمّا إذا كانت تعلم باضطهاد تنظيم داعش للإيزيديين. فقالت حسناء إنها كانت تعلم أن ذلك يحدث، ولكنها لم ترغب في أن تكون جزءًا منه. وعندما سألها القاضي عمّا إذا كانت على علم بالإعلان المتعلق بهجوم تنظيم داعش المخطط على الإيزيديين في عام 2014. فأجابت حسناء بأنها لم تفكر في ذلك، وأنها كانت تعرف بوجود الإيزيديين، ولكنها لم ترغب في الانشغال بدور تنظيم داعش. سأل القاضي بشكل أكثر تحديدًا عن الهجوم الذي شنّه تنظيم داعش على سنجار وكيف تعاملوا مع المجتمع الإيزيدي. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف شيئًا عن ذلك. سألها القاضي عمّا إذا كانت تعلم بأن الفتيان الإيزيديين أُرسِلوا إلى معسكرات تدريب، وأن النساء أصبحوا سبايا. فأجابت حسناء بأنها لا تعلم. سألها القاضي عمّا إذا كانت تعرف كلمة سبايا. فأجابت حسناء بأنها كلمة عربية. سألها القاضي بعد ذلك عمّا إذا كانت تعرف أن معناها هو أمَة. فأجابت حسناء بأنها تعلم ذلك. انتقل القاضي بعد ذلك إلى الحديث عن P1 وP2، وما إذا كانت حسناء لا تزال متمسكة بما أدلت به في مركز الشرطة الهولندية؛ إذ وصفت ادعاءاتهما بأنها "اتهامات مروعة". فأكّدت حسناء أنها لا تزال متمسكة بما قالته.

أسئلة القضاة حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد بحق P1

طلب القاضي من حسناء أن توضح كيف التقت بـP1. فأوضحت حسناء أنها عندما وصلت إلى المنزل، استقبلتها P1 فقط، دون أبي أحمد (صاحب المنزل). وأضافت أنه بعد أسبوعين من زواجها، اضطر زوجها للذهاب إلى العراق/الموصل لزيارة طبيب. وأوضحت حسناء أنها لم ترغب في أن تنقل إلى مضافة، لذلك طلب زوجها من أبي أحمد أن يسمح لها بالبقاء في منزله، لأنه لم يكن يسمح لها بالبقاء بمفردها في منزلهما. وأضافت أن زوجها السابق أعطاها نقودًا، وأمرها بالبقاء في غرفتها وعدم إزعاج أي شخص، وأخبرها بأنها ستلتقي بـP1 عند وصولها. طلب ​​منها القاضي وصف تصميم المنزل. فأشارت حسناء إلى أنها كانت تملك غرفة كبيرة مع شرفة، وكان المنزل واسعًا. وأضافت أنه عندما يكون أبو أحمد خارج المنزل خلال اليوم، كانت تتمكن من مغادرة غرفتها. سأل القاضي عمّا إذا كانت هناك قواعد محددة في المنزل. فأجابت حسناء بأن زوجها السابق أخبرها بأنها لا تستطيع إلا أن تكون في غرفتها والحمام والمطبخ. سأل القاضي عمّا إذا كانت قد التقت بـP1 في المنزل. فأجابت حسناء بأنها كانت ترى P1 أثناء تنظيفها للمنزل أو أداء الأعمال اليومية الأخرى مثل الغسيل والطهي. وأشارت حسناء إلى أنها كانت تعيش منطوية على نفسها في غرفتها، تستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول وهاتفها وتهتم بابنها. سأل القاضي عن كيفية تواصلها مع P1 في المرات القليلة التي التقيتا فيها. فأجابت حسناء أنهما لم تتمكنا من فهم بعضهما البعض لأن P1 لم تكن تتحدث اللغة الإنجليزية، وأضافت حسناء أنها لم تكن تتحدث اللغة العربية في ذلك الوقت. سألها القاضي بعد ذلك عن أقوالها أمام الشرطة الهولندية، إذ ذكرت أنها تعتقد أن وجود امرأة إيزيدية في المنزل كان أمرًا مروعًا، لكنها اختارت البقاء. فأجابت حسناء بأنها لم يكن بإمكانها فعل أي شيء آخر، لأنها كانت خائفة وملزمة بطاعة زوجها. سأل القاضي عمّا إذا كانت P1 قد نظفت غرفة حسناء أثناء أدائها للأعمال المنزلية. فقالت حسناء إن P1 لم تنظف غرفتها، وأنها كانت تؤدي أعمال التنظيف والطهي والغسيل الخاصة بها بنفسها. سأل القاضي عمّا إذا كانت P1 قد اعتنت بابنها في أي وقت. فنفت حسناء ذلك.

أشار القاضي بعد ذلك إلى أن شهادة P1 تتعارض مع ما شهدت به حسناء. فأجابت حسناء بأنها ترى ذلك اتهامًا مثيرًا للقلق لكنها لا تستطيع فعل أي شيء حيال ذلك. ثم استفاض القاضي في توضيح شهادة P1، إذ ذكرت أنها اختُطفت أثناء هجوم لتنظيم داعش في منطقة سنجار، وأنها نُقلت إلى الرقة إلى منزل أبو أحمد، وأنه هدد بقطع رأس ابنها إذا حاولت الهروب. وأضاف القاضي أن P1 قالت إن أم [حُجب الاسم] ([حُجب الاسم] هو اسم ابن حسناء أ.) أجبرتها على الطهي وغسل ابنها ووصفتها بالكافرة. فنفت حسناء حدوث ذلك أو قولها أي شيء مشابه لـP1، وشهدت بأنها كانت تؤدي جميع الأعمال بنفسها. أشار القاضي أيضًا إلى شهادة P1 بأن حسناء التقت بإيزيديين أثناء تدريبها في هولندا. فأجابت حسناء بأنها لا تتذكر قول ذلك لـP1، مرجحة أن يكون ذلك قد حدث أثناء وجودها مع P1 في منزل P5، وأن P5 هي من قالت ذلك لـP1. سأل القاضي عمّا إذا كانت P1 قد ذهبت للتسوّق مع حسناء. فأشارت حسناء إلى أن ذلك لم يحدث سوى مرة واحدة عندما طلبت منها حسناء أن تدلها على الأماكن. سأل القاضي عمّا إذا كان يُسمح لـP1 بالخروج. فأجابت حسناء أنه كان يُسمح لها بالخروج، ولكنها قالت إنه لم يكن من شأنها إذا لم يُسمح لها بذلك. سأل القاضي كيف يُعقل أن تشعر بهذه الطريقة إذا كانت تعلم أن P1 كانت أمَة. فأجابت حسناء بأنها كانت ترى P1 على أنها إنسانة، ولم تعاملها بالطريقة التي كان الرجال يعاملونها بها. وأضافت أنها لم تُسئ معاملة P1 بصفتها أمَة.

سأل القاضي عمّا إذا كانت حسناء قد ساعدت أو دعمت P1. فأكّدت حسناء أنها ساعدتها في الطهي خلال وجبات العشاء التي كانت تُقام في منزل أبي أحمد ليلة الجمعة، وأضافت أنها عندما كانت تعيش معهم كانت تطبخ لنفسها ولابنها. عاد القاضي إلى شهادة P1 وطرح أسئلة توضيحية. أشار القاضي إلى أن P1 ذكرت أنها طلبت استخدام هاتف حسناء للاتصال بابنها. فأجابت حسناء أنها لا تتذكر أن P1 قد طلبت ذلك. أضاف القاضي أن P1 قالت إن حسناء تعرف بأمر ابنها. فنفت حسناء معرفتها بأي شيء يتعلق بابن P1. ونفت ما جاء في شهادة P1 بأن P1 قد عاشت في منزلها أو أنها أمرتها بتنظيف منزلها أو أن P1 كانت تؤدي أعمال التنظيف أو طهي أو رعاية ابنها على الإطلاق.

سأل القاضي عمّا إذا كانت حسناء تعلم أن P1 كانت أمَة في ذلك الوقت. فأجابت حسناء بأنها كانت تستطيع أن تدرك أن P1 كانت هناك رغمًا عنها، ولكنها لم تتحدث معها عن ذلك. سأل القاضي كيف عرفت حسناء أن P1 كانت هناك رغمًا عنها. فأوضحت حسناء أنها سمعت ذلك من P5 عندما كانوا في منزل P5. سأل القاضي عمّا إذا كانت حسناء تعلم ما إذا كان أبو أحمد قد أساء معاملة P1. فقالت حسناء إنها لم تسمع أي شيء عن ذلك ولم تلاحظ شيئًا عندما كانت تعيش هناك. سأل القاضي عمّا إذا كان زوج حسناء قد طلب من أبي أحمد أن يجعل P1 تنظف منزلهما. فنفت حسناء مجيء P1 إلى منزلهما على الإطلاق.

شرع القاضي في طرح أسئلة حول وجبات العشاء التي كانت تُقام ليلة الجمعة في منزل أبي أحمد. فأوضحت حسناء أنها كانت تُعد الطعام مع P5، مثل طبق الكُسكُسِ. فأشار القاضي إلى أن P1 ذكرت أن حسناء لم تساعد أبدًا في تحضير الطعام. فأجابت حسناء بأن ذلك غير صحيح، لأن زوجها كان قد أمرها بالمساعدة. سأل القاضي عمّا إذا كانت هناك إماء أخريات موجودات. فأجابت حسناء أن P1 وP2 وP6 (مشيرة إلى أن P6 كانت حاضرة مرة واحدة فقط) كن حاضرات. طلب القاضي من حسناء وصف ما رأته يفعلنه. فأوضحت حسناء أن الإماء الثلاثة كنّ يجلسن معًا في الغرفة مع الزوجات الأخريات أو في المطبخ يطبخن. وأشارت حسناء إلى أنها لم ترَ إكراهًا أو استخدام للقوة من طرف الرجال بحق الإماء الثلاثة، ولكنها قالت أيضًا إنها لا تعرف ما فعله الرجال بالنساء الأخريات.

عاد القاضي إلى الحديث عن شهادة P1. فنفت حسناء بشكل قاطع كل ما ذكرته P1. قالت حسناء إنها لم تغضب أبدًا من P1 إذا رفضت مساعدتها، وأنها لم تصوّر P1 قط على أنها سبيّة خُطفت للعمل لديها، وأنها لم تأمرها بالنهوض والعمل بينما كانت هي نفسها لا تفعل شيئًا سوى الاستحمام والاسترخاء، وأنها لم تأمرها برعاية ابنها. وقالت حسناء إن P1 لم تطلب منها المساعدة أو الاتصال بابنها، وأنهما على الرغم من وجودهما بمفردهما في كثير من الأحيان، إلا أنهما لم تتحدثا قطّ، وأنها لم تعطِ P1 أي تعليمات قط، وأن P1 لم تتلقَ تعليمات منها لتنظيف منزلها (وأكّدت مجددًا أن P1 لم تأتِ إلى منزلها قط)، وأنها لم تشاهد مقاطع فيديو لقطع الرؤوس وتعتقد أن الضحايا يستحقون ذلك، ونفت كونها مهووسة بتنظيم داعش، وقال إنها لم تجبر P1 قط على قراءة القرآن أو الصلاة.

بعد هذه القائمة الطويلة التي نفت فيها حسناء كل شيء ذُكر في شهادة P1، سأل القاضي عمّا إذا كانت حسناء تعلم أن P1 إيزيدية. فقالت حسناء إنها لم تعرف ذلك إلا في وقت لاحق، ولم تحاول معرفة ذلك في البداية. وعندما سُئلت كيف اكتشفت ذلك لاحقًا، أوضحت حسناء بشكل مبهم أنها لم تسمع ذلك مباشرة من P1 لأنها لم تجرؤ على سؤالها عن ذلك مباشرة، بل من خلال محادثات مع أشخاص آخرين، وأنها كان لديها "شعور" أو اشتباه بذلك. وعندما سُئلت عن سبب هذا الشعور، [قالت حسناء إنها تشعر بالغثيان قليلًا، فأعطاها محامي الدفاع الماء لتشرب] أجابت حسناء أنه كان مجرد شعور، ولكنها اضطرت إلى التزام الصمت. واختتمت القاضية فيرِنجا بالسؤال عن وجبات العشاء ليالي الجمعة، وسأل عن كيفية توزيع المهام بالضبط وماذا كانت تفعل النساء الأخريات. فأوضحت حسناء أن في العشاء الأول كانت هي وP1 وP2 وP6 في المطبخ يطهين الطعام، بينما كانت النساء الأخريات يجلسن في غرفة أخرى ولا يفعلن شيئًا.

أسئلة الادعاء العام حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد بحق P1

بدأت المدعية العامة بلوم بإثارة أسئلة حول إقامة حسناء في منزل أبي أحمد، وعندما سُئلت لماذا لم يتمكن زوجها من تلقي العلاج الطبي في سوريا، قالت حسناء إن هذا سؤال وجيه، ولكنها لا تعرف إجابته. وأوضحت أن زوجها غاب لمدة أسبوعين وأنه كان كثير السفر، ولكنها بعد ذلك أصبحت قادرة على البقاء في المنزل بمفردها. أضافت حسناء أنه بعد عودته من هذه الرحلة الطبية بفترة وجيزة، اجتمعت به هي وابنها [حُجب الاسم] في العراق مرة أخرى. سألت المدعية العامة عمّا إذا كان أبو أحمد موجودا في المنزل. فقالت حسناء إنه كان يقضي النهار دائمًا خارج المنزل، وفي تلك الأوقات كان يُسمح لها بالخروج من غرفتها، ولكن ليس للتنقل في جميع أنحاء المنزل. وأوضحت حسناء أنها كانت تخرج مع [حُجب الاسم] كل يوم. وأضافت أنها لا تعرف ما إذا كان يُسمح لـP1 بالبقاء في المنزل بمفردها، ولكنها أوضحت أنها كانت تتركها في المنزل، وتفترض أنها إما كانت تجلس في غرفتها أو تنظف المنزل.

أشارت المدعية العامة إلى شهادة حسناء خلال استجواب القضاة، إذ قالت إنها لم تكن لتعامل P1 بالطريقة التي كان يعاملها بها الرجال، وطلب منها توضيح ما إذا كانت تعني الطريقة التي يُعامل بها الرجال جميع النساء أم النساء الإيزيديات. فأجابت حسناء بأنها أرادت أن تعامل P1 بصفتها إنسانة، ولم تكن ترغب في معاملتها بالطريقة التي كانت تُعامل بها هي شخصيًا. سألت المدعية العامة بعد ذلك عمّا إذا كانت P1 تُعامل مثل النساء غير الإيزيديات. فأجابت حسناء بأن النساء في سوريا كان عليهن أن يكنّ نشيطات، وأن الرجال المغاربة في هولندا كانوا مختلفين تمامًا عن الرجال في تنظيم داعش. كررت المدعية العامة إجابة حسناء على أسئلة القضاة، وأوضح أنها وجدت أنه من المروع أن تكون P1 في ذلك المنزل، وطلبت منها توضيح ما قصدته بذلك. فأجابت حسناء بأنها رأت أنه غير إنساني أن يحتجز شخص ما P1 في منزله ضد إرادتها، ولكنها لم تستطع أو لم تجرؤ على الدفاع عنها. سألت المدعية العامة لماذا لم تقل ذلك لـP1. فأجابت حسناء إنها لم تتحدث مع P1 عن مثل هذه المواضيع، وأن P1 لم تكن تعلم أن حسناء فكرت في هذا الأمر. أشارت المدعية العامة إلى شهادة P1 التي قالت فيها إن حسناء لم تُظهر أي تعاطف تجاهها ورفضت مساعدتها. فأجابت حسناء بأنها لا تعلم شيئًا عن ذلك.

طلب المدعي العام كرون بعد ذلك توضيحًا حول ما إذا كانت حسناء تعرف أي شيء عن الهجوم على الإيزيديين عندما كانت في هولندا. وأشار المدعي العام إلى أن الهجوم على سنجار في عام 2014 كان مادة إخبارية رئيسية لأسابيع، إذ كان يُعد أزمة كبرى شملت تدخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتسليم أمريكا مساعدات غذائية. فأجابت حسناء بأنها لم تصادف أي أخبار تتعلق بذلك في ذلك الوقت، وأنها لم تكن تجلس وتشاهد الأخبار على التلفاز على مدار 24 ساعة. سأل المدعي العام حسناء كيف كانت تتابع الأخبار آنذاك. فقالت حسناء إنها كانت تتابعها عبر الإنترنت. فقال المدعي العام إن هذه الأخبار كانت موجودة بالتأكيد على الإنترنت في ذلك الوقت أيضًا. فأجابت حسناء أنها لم تكن موجودة على الإنترنت الخاص بها [صوت ضحك في شرفة الجمهور].

واصل المدعي العام كرون طرح الأسئلة حول وجبات عشاء ليالي الجمعة، مشيرًا إلى أن حسناء شهدت بأنها لا تعلم ما إذا كانت قد أُعطيت تعليماتٌ لـP1. فأجابت حسناء بأنها لم تتحدث مع أبي أحمد، وبالتالي لم تكن تعلم ما إذا كانت P1 قد تلقّت تعليمات. كرر المدعي العام أن حسناء كانت حاضرة في العشاء عدة مرات ورأت الإماء هناك، ولكنها لم ترهن يتلقين تعليمات قط، إذ قالت حسناء إنها هي من كانت تتلقى تعليمات. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت حسناء تقصد القول إنها تلقّت تعليمات بينما لم تتلقّ P1 وP2 وP6 أي تعليمات. فقالت حسناء إنها كانت تتلقّى تعليمات من زوجها، بينما في بعض الأحيان كانت النساء الأخريات جالسات. سأل المدعي العام "من كانت الأمة في الواقع، إذ أن الأمر يبدو وكأن حسناء كانت في نفس الوضع". فأجابت حسناء أنه في العشاء كانت الإماء في نفس مستوى النساء الأخريات وأنه في ليالي الجمعة كان عليها مساعدتهن. أشار المدعي العام إلى أن هذا يتناقض مع أقوال P1 وP2، والتي لم يكن لدى حسناء جواب عليها. اختتم المدعي العام بسؤال حسناء عمّا إذا كان هناك غسّالة أطباق في المنزل. فنفت حسناء ذلك، موضحة أنهن كن يغسلن الأطباق باليد.

أسئلة محامي الدفاع حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد بحق P1

سأل محامي الدفاع حسناء عن عدد المرات التي ذهبت فيها إلى العراق. فأجابت بأنها ذهبت مرتين، وأن المرة الثانية كانت لمدة شهر تقريبًا في تموز/يوليو أثناء حملها بطفلها الثاني. سأل محامي الدفاع بعد ذلك عمّا إذا كانت P1 تملك مفتاح المنزل. فأكّدت حسناء ذلك. سأل محامي الدفاع عمّا إذا كانت P1 تخرج بمفردها. فأكّدت حسناء ذلك.

طلب المدعي العام بعد ذلك توضيح الحقائق المتعلقة بالفترة التي قضتها في العراق، مشيرًا إلى أن وجودها في العراق في تموز/يوليو 2015 غير ممكن نظرًا لأن هناك رسائل أُرسلت في أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2015 تشير إلى أنها عادت إلى سوريا. [ازدادت حسناء تخبّطا بشأن الجدول الزمني] حاول المدعي العام مراجعة التسلسل الزمني، ولكن وسط كل هذا التخبّط، سأل في مرحلة ما عمّا إذا كانت حسناء "تعرف على الإطلاق متى كانت في العراق". توصّل المدعي العام إلى استنتاج مفاده أن حسناء تزوجت في الفترة من أيار/مايو إلى حزيران/يونيو، وأنها أقامت مع P1 لمدة أسبوعين في حزيران/يونيو، ثم سافرت مع زوجها بعد فترة وجيزة إلى الموصل. وبعد عودتها إلى سوريا، غادر زوجها مرة أخرى لفترة وجيزة ثم ذهبا معًا إلى العراق مرة أخرى، وفي أيلول/سبتمبر أرسلت رسالة مفادها أنها وصلت إلى العراق (لم تكن تعلم المكان تحديدًا، ولكنه لم يكن الموصل) وعادت إلى سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2015.

سأل الدفاع عمّا إذا كان من الممكن أخذ استراحة، نظرًا للتخبّط والغثيان اللذين أصابا حسناء في وقت سابق.


[استراحة لمدة 20 دقيقة]


أسئلة القضاة حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد بحق P2

أراد القاضي فريند أولًا التأكّد من أن حسناء كانت بخير بعد الاستراحة، وهو ما أكّدته. تابع القاضي طرح الأسئلة بالإشارة إلى شهادة P2 وما مرت به بصفتها أمَة. أشارت P2 إلى أن أبا عبد الله اتّخذها أمَة، وأوضحت خلال إفادتها لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (UNITAD) بعد إنقاذها أنها كانت في الرقة لمدة ثلاث سنوات ونصف. وذكرت P2 أن حسناء تتحدث العربية بشكل سيئ، ولكنها كانت قادرة على إعطاء التعليمات، وأن حسناء تكذب إذا قالت إن P1 لم تطبخ في وجبات عشاء ليالي الجمعة. وأضافت أن P1 كانت تغسل الأطباق. وذكرت P2 أن حسناء أجبرتها على الصلاة وقالت إن الإيزيديين سيذهبون إلى الجحيم وأنهم زنادقة. فنفت حسناء صحة هذه الادعاءات عنها. وعندما سألها القاضي عمّا إذا كانت تعرف أن P2 إيزيدية أو أمَة، أجابت حسناء بأنها لا تستطيع التذكر. سأل القاضي حسناء عمّا تعرفه أو تتذكره عن P2. فقالت حسناء إن P2 كانت حاضرة في وجبات عشاء ليالي الجمعة، وأضافت أنها لم تسأل P2 شخصيًا عن أي شيء. سأل القاضي عمّا إذا كان لدى حسناء شعور بأن P2 كانت أمَة إيزيدية، كما كان الوضع مع P1. فأجابت حسناء بأنها لم تفكر في الأمر ولا تستطيع تذكر الكثير.

أشار القاضي إلى شهادة P2 بأن حسناء بقيت معها لمدة شهرين في منزل أبي عبد الله. فنفت حسناء ذلك تمامًا، قائلة إنها زارت المنزل وطهت الطعام فيه فقط. أعاد القاضي صياغة السؤال، ونفت حسناء مرة أخرى أنها قضت أي ليلة هناك مع P2. أشار القاضي إلى أن P2 ذكرت أن حسناء أجبرتها على أداء أعمال منزلية، مثل الغسيل والتنظيف. فنفت حسناء ذلك. سأل القاضي عن عدد المرات التي رأت فيها حسناء P2. فقالت حسناء إنها لا تعرف، ولكن ذلك كان في منزل P2. سأل القاضي عمّا إذا كانت وجبات عشاء ليالي الجمعة قد أقيمت في منزل أبي عبد الله، إذ إن P2 أكّدت ذلك، وأوضحت أنها كانت تؤدي المهام المنزلية وتعتني بابنتها الصغيرة. أشار القاضي إلى أن P2 ذكرت أن ابنة حسناء، [حُجب الاسم]، كانت أيضًا تقيم في المنزل. فأوضحت حسناء أن P2 لم تر [حُجب الاسم] إلا مرة واحدة بعد ولادتها مباشرة في مكان ما في الفترة بين نسيان/أبريل وأيار/مايو 2016، وأن حسناء كان لديها منزلها الخاص في ذلك الوقت. أضاف القاضي أن P2 ذكرت أن حسناء كانت سعيدة باستعباد الإيزيديين، ووصفتهم بأنهم زنادقة وقمامة. فنفت حسناء قولها ذلك على الإطلاق. ثم أشار القاضي إلى شهادة حسناء قبل الاستراحة بأنها صُدمت بمواجهة إيزيديين في سوريا، مشيرًا إلى أن لقاءها بـP2 يمثل مواجهة أخرى مع إيزيدية. وسأل القاضي عمّا إذا كانت حسناء تتذكر أي شيء يتعلق بمقابلتها لـP2. فقالت حسناء إنها لا تتذكر شيئًا سوى رؤيتها في وجبات عشاء ليالي الجمعة.

طلب القاضي بعد ذلك من حسناء أن تشرح بطريقة بسيطة كيف كانت تسير الأمور أثناء وجبات عشاء ليالي الجمعة عند الوصول إلى منزل أبي عبد الله. فأوضحت حسناء أنها كانت تصل إلى المنزل وتلتقي بـP2. وأضافت أنها لم ترَ أبا عبد الله في الواقع أبدًا. وقالت إن زوجها كان يحضر البقالة، وكان عليها أن تطهو الطعام. أوضحت حسناء أنها كانت تذهب إلى المطبخ وتجلس مع P2 (وكانت P5 حاضرة في المرة الأولى، إذ أوضحت حسناء أن P2 وP5 كانتا تتحدثان، ولكنها لم تكن تفهم حديثهما) وكانت تشرب الشاي أو عصير الليمون قبل أن تبدأ في الطهي. سأل القاضي عمّا إذا كانت المهام تُقسّم. فأجابت حسناء بأنها كانت تفعل ما تريده ولم تكن هناك مهام منفصلة. استفسر القاضي قائلًا إنه عند إعداد وجبة طعام، من الطبيعي أن يكون لكل شخص قِدْر خاص به لتحضير الطعام بشكل جماعي. فأجابت حسناء بأنها لم تتدخل في مهام الآخرين أو تعطي تعليمات لـP2 حول كيفية أداء أعمالها. وأوضحت أن زوجها السابق هو من أعطاها التعليمات، وأضافت أنها كانت تؤدي أعمال التنظيف أيضًا. سأل القاضي بعد ذلك حسناء عن عدد الأشخاص الحاضرين في عشاء ليالي الجمعة. فأوضحت حسناء أنه في البداية كان هناك عدد كبير من الأشخاص، ولكن في النهاية أصبح العدد أقل، إذ أصبح الحاضرون فقط P2 وحسناء وأبو عبد الله وأبو زبير. أوضحت حسناء أنها لا تعرف سبب التغيير أو نوع الحياة التي كان يعيشها الآخرون.

أسئلة الادعاء العام حول مزاعم ارتكاب حسناء لجريمة الاستعباد بحق P2

سألت المدعية العامة بلوم أولًا عن العشاء الذي حضره أشخاص فقط، والذين كان على حسناء أن تطهو لهم. فأجابت حسناء أنها كانت نطهو للجميع. سألت المدعية العامة عن الأشخاص الذين كانت P2 تطهو لهم. فقالت حسناء إن P2 كانت تطهو لأبي عبد الله فقط. سألت المدعية العامة لماذا كانت حسناء تطهو للجميع بينما كانت P2 تطهو فقط لأبي عبد الله. فأوضحت حسناء أن P2 تكون قد أعدت الطعام بالفعل عندما تصل، وأن زوجها السابق كان يريد منها أن تعدّ المزيد من الطعام بيدها. سألت المدعية العامة عمّا إذا كانت حسناء قد ذهبت يومًا إلى منزل أبي عبد الله دون أن تضطر للطهي. فقالت حسناء إنها في كل مرة كان عليها إما مساعدة P1 أو P2 في الطهي، أو كانت تطهو لوحدها بالكامل. سألت المدعية العامة عمّا كانت P2 تفعله عندما لا تشارك بالطهي. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف، ربما كانت تنشغل "بشؤونها الخاصة". ثم سألت المدعية العامة عن الرجال الذين كانوا حاضرين في وجبات العشاء في منزل P2. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف. أشارت المدعية العامة إلى أنه إذا كان يتوجب عليها الطهي، فلا بد أنها كانت تعرف عدد الأشخاص الذين كانت تطهو لهم. فقالت حسناء إنها كانت تخمّن العدد ولم تكن تعرف من كان حاضرًا. سألت المدعية العامة عمّا كانت تفعله حسناء بعد الانتهاء من الطهي لتُخبر الرجال بأن الطعام جاهز. أجابت حسناء بأنها كانت تُعطي إشارة لزوجها عبر التصفيق، وكان هو من يأتي ليأخذ الطعام للجميع، مضيفة أنها لم تكن تعرف من كان في الغرفة.

طلبت المدعية العامة بعد ذلك توضيحًا بشأن شهادة حسناء بأنها بقيت في منزلها عندما كانت حاملًا أو بعد ولادة [حُجب الاسم] مباشرة. فأوضحت حسناء أنها عاشت في العديد من المنازل، ولكنها انتقلت إلى المنزل (وصفته بأنه منزل عربي) الذي التقت P2 فيه بـ [حُجب الاسم] مباشرة بعد ولادتها. سألت المدعية العامة عمّا قصدته بالمنزل العربي. فأوضحت حسناء أنه كان مسكنًا كبيرًا يحتوي على غرف خارجية تطل جميعها على حديقة. أشارت المدعية العامة إلى شهادة P2 بأن حسناء وزوجها السابق بقيا في منزلها عندما دُمّر منزلهما. فقالت حسناء إن هذا لم يحدث.

سألت المدعية العامة عمّا إذا كانت حسناء تعلم أن P1 وP2 تعرّضتا للضرب أو الإساءة الجسدية. فأجابت حسناء بأنها لم تكن تعلم. سألت المدعية العامة عمّا إذا كانت حسناء قد رأت عليهما كدمات. فنفت حسناء ذلك. سألت المدعية العامة عمّا إذا كانت حسناء تعلم أن P1 وP2 أُجبِرَتا على النوم مع رجال ضد إرادتهما. فقالت حسناء إنها ليس لديها أي فكرة عمّا أراده الرجال أو عمّا حدث. سألت المدعية العامة عمّا إذا كانت حسناء تعلم أن P1 وP2 كانتا هناك رغمًا عنهما. فقالت حسناء إنها لم تكن تعلم طبيعة علاقتهما مع الرجال. فقالت المدعية العامة إن حسناء قالت إنها تعلم أنهما امرأتان إيزيديتان. فقالت حسناء إنها كانت تعرف خلفيتهما، ولكنها لم تكن تعرف التفاصيل الشخصية لأنّها لم تكن ترغب في التورط. تابعت المدعية العامة إثارة الأسئلة مشيرة إلى أنه إذا كانت حسناء تعرف الخلفية الإيزيدية، فكيف لم تفكر فيما قد تكون P1 وP2 قد تعرّضتا له. فقالت حسناء إنها لم تفكر في الأمر أو تتحدث عنه معهما.

سأل المدعي العام كرون عمّا إذا كانت مساعدة حسناء لـP2 نابعة من إرادتها الشخصية أو من تعليمات زوجها السابق. فأجابت حسناء بأنها كانت تفعل ذلك غالبًا من تلقاء نفسها لأنها أرادت المساعدة، ووصفت ذلك بأنه جزء من طبيعتها وأنها تحب الطبخ. أشار المدعي العام بعد ذلك إلى شهادة حسناء السابقة مع القاضي، إذ قالت إنها كانت تتلقى تعليمات من زوجها السابق. فأوضحت حسناء أن زوجها كان أحيانًا يطلب منها المساعدة، وفي أوقات أخرى كانت تفعل ذلك بإرادتها.

سأل المدعي العامُّ حسناءَ عن الفرق في الوضع بين النساء، مثل وضع P1 وP2 مقارنة بوضعها. فأجابت حسناء أنها لا تعرف. وسأل المدعي العام عمّا إذا كانت قد شعرت بهذا الفرق. فأجابت حسناء بأنها لم ترَ أو تلاحظ أي شيء. سأل المدعي العام كيف لم تلاحظ حسناء أي شيء رغم أنها كانت في العديد من المنازل. فأجابت حسناء بأن وجودها في المنازل لا يعني أنها رأت أو سمعت كل شيء. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت حسناء قد لاحظت فرقًا في طريقة تحدث الرجال إلى P1 وP2. فأجابت حسناء بأنها لم يكن لديها تواصل مباشر مع رجال سوى زوجها، وأن الرجال الآخرين لم يتحدثوا إليها. سأل المدعي العام عمّا إذا كان زوجها السابق قد تحدث بأسلوب مختلف مع P1 وP2. فأجابت حسناء بأنها لا تعرف كيف كان يتحدث إليهما. أشار المدعي العام إلى أن حسناء حضرت العديد من وجبات العشاء التي كانت تقام ليلة الجمعة ولم ترَ P1 أو P2 تتلقيان تعليمات، رغم أن ذلك كان السبب الرئيسي لوجودهما. فأجابت حسناء بأنها لم تكن تشغل نفسها بهذه الأمور. فأشار المدعي العام إلى أن حسناء كانت في نفس المنزل. فقالت حسناء إنها لم تكن حاضرة عندما كانت التعليمات تُعطى، وأوضحت أن التحدث إلى رجل آخر لم يكن مناسبًا بالنسبة لها. قاطع القاضي فريند المدعيَ العام وأشار إلى تعليق الشبكة القانونية الإيزيدية في ملف القضية، والذي ورد فيه أن النساء الأخريات كن يُعتبرن أعلى منزلة من النساء الإيزيديات، وسأل عمّا إذا كانت حسناء قد لاحظت ذلك. فنفت حسناء ذلك. وتابعت حسناء موضحة أن الفرق الوحيد هو أنها كانت تُعد "زوجة فلان" وكانت حرة، في حين كانت P1 وP2 أمَتين وعوملتا بشكل مختلف بسبب ذلك.

أوضحت المدعية العامة بلوم أن حسناء كانت تعلم أن P1 وP2 لم تكونا حرتين. فأجابت حسناء بأنها في مرحلة ما أدركت ذلك. سألت المدعية العامة عن سبب خوف حسناء من أن تكون بمفردها مع P1 وP2. فقالت حسناء إنها كانت تخشى ما قد يحدث لها إذا تورطت في حياة أبي عبد الله وأبي أحمد. سأل المدعي العام عمّا إذا كانت P1 وP2 تخشيانها. فأجابت حسناء قائلة: "ربما ".

لم يكن لدى الدفاع أي أسئلة لحسناء.

أسئلة القضاة حول الظروف الشخصية لحسناء أ.

بدأ رئيس المحكمة بتناول التقارير الموجودة في ملف القضية التي تتعلق بالظروف الشخصية لحسناء. استهل القاضي بالإشارة إلى أن حسناء كانت معتقلة لمدة 737 يومًا، أي ما يقرب من 24 شهرًا، وذكر أنه اطّلع على سجلها الجنائي، الذي أظهر أنها لم تُسجن من قبل. وأوضح القاضي أنها التقت خلال فترة اعتقالها بعدة خبراء أعدوا ثلاثة تقارير حول حالتها، مشيرًا إلى أن هذه التقارير ستناقش. استعرض القاضي كل تقرير على حدة، ملخصًا النتائج الرئيسية التي وردت فيه.

كان التقرير الأول هو التقرير الثلاثي لمعهد الهولندي للطب النفسي وعلم النفس الجنائي (NIFP)، والذي أعدّه مختص نفسي وطبيب نفسي وباحث بيئي. تبيّن من خلال التقرير أن حسناء لم تعش طفولة سعيدة؛ فقد كان والدها غائبًا عن حياتها، بينما كانت والدتها تعاني مشاكل نفسية. وقد تعرّضت حسناء للإهمال الشديد وللعنف وسوء المعاملة. وعاشت مع عدة عائلات بالتبني وفي مؤسسات رعاية وكانت بلا مأوى. وفي عام 2010، أنجبت حسناء ابنها [حُجب الاسم] عندما كانت تبلغ من العمر 19 عامًا، وانتقلت إلى مدينة هينجيلو حيث تراكمت عليها ديون بقيمة 40 ألف يورو، وهو ما أدى إلى إصابتها بالاكتئاب. ومن خلال البحث البيئي، تبين أنها كانت لا تزال ترتدي ملابس غربيّة في أيلول/سبتمبر 2014، ولكنها بعد بضعة أشهر فقط بدأت ترتدي اللباس الإسلامي وتنشر وتتابع تنظيم داعش على وسائل التواصل الاجتماعي. خلص التقرير إلى أن تطرّفها حدث بسرعة كبيرة، إذ قطعت علاقاتها الاجتماعية بحلول كانون الأول/ديسمبر 2014 وبدأت التخطيط للسفر إلى سوريا. خلص القاضي إلى أن ذلك يمثل حوالي 25 عامًا من حياة حسناء ملخصة في دقيقتين، وتحقق مما إذا كانت قد فاتته أي تفاصيل. فقالت حسناء إنه لخصها جيدًا. ثم استأنف القاضي الحديث موضحًا إن حسناء تعاني إعاقة معرفية بناءً على نتيجتها المنخفضة في اختبار معدل الذكاء (IQ) والتي تراوحت بين 81 و96، رغم أنها تتمتع بقوة لفظية ملحوظة. سأل القاضي حسناء عن رأيها في هذا التقييم. فأجابت حسناء بأنها تفاجأت بالنتيجة المنخفضة، وأبدت شكوكًا حول ما إذا كانت جميع الأسئلة المطروحة تتعلق بمعدل بالذكاء فعلًا.

أضاف القاضي أن التقرير أشار إلى أن الخلفية الصادمة وغير الآمنة التي عاشتها حسناء قد أسهمت في تطوير اضطراب في الشخصية لديها، مما جعلها تظهر بشخصيتين متناقضتين. فمن ناحية، كانت امرأة حنونا وتسعى لأن تكون أمًا جيدة وتعتني بعائلتها، بينما من ناحية أخرى، لديها نزعة أنانية تجعلها تهاجم الآخرين وتدخل في نزاعات بسرعة. ووصف التقرير أنها كانت تميل لتجنب المواجهة عن طريق النظر بعيدًا أو الهروب أو الابتعاد. وأشار القاضي إلى أن التقرير أوضح أن هذه الإعاقات النفسية قد لعبت دورًا في قرارها بالسفر إلى سوريا. واقتبس القاضي من التقرير الذي ذكر أن الإعاقات المعرفية لدى حسناء تعني أنها "بالكاد تعمقت في التفكير حول رحلتها، وكان إدراكها محدودًا لما سيحدث لها" ولم تستطع تقدير عواقب أفعالها. وبالتالي خلص التقرير إلى أن تورطها في الإرهاب وتعريض ابنها للخطر قد أدى إلى تقليل المسؤولية. ولم يتمكن التقرير من استنتاج تأثير إعاقاتها المعرفية على التهم المتعلقة بالاستعباد لأنها رفضت التحدث عنها.

أشار التقرير أيضًا إلى أن احتمالية ارتكاب حسناء لجرائم جديدة أو اللجوء إلى العنف منخفضة. ولكن كان لدى حسناء سلوكٌ اندفاعي يتسم بالرغبة في الهروب، وبالتالي كانت بحاجة إلى دعم مكثف في تأسيس شؤونها العملية وممارساتها الدينية واختياراتها لشريك حياتها ومهامها المنزلية والعثور على منزل ورعاية أطفالها. سأل القاضي حسناء عمّا إذا كانت تشعر أنها بحاجة إلى ذلك أيضًا. فأجابت حسناء أنها كانت على دراية بهذه الحالة، وقالت إن الحصول على المساعدة سيكون أمرًا جيدًا بالنسبة لها.

انتقل القاضي بعد ذلك إلى التقرير الثاني الذي استند إلى 6 محادثات مع وكالة الأبحاث إن تي ايه (NTA) وتناول قناعتها الأيديولوجية التي يمكن أن تؤدي بها إلى العنف. وأشار التقرير إلى أن حسناء كانت متأثرة بدعاية تنظيم داعش قبل رحلتها إلى سوريا، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار سريع ومفاجئ بالسفر إلى سوريا. وجاء بالتقرير إن معرفة حسناء بالإسلام محدودة وأنها كانت على اطلاع دائم بالعنف الذي يحدث في سوريا، ولكن قرارها كان مدفوعًا برغبتها في مغادرة هولندا. أشار التقرير إلى أن حسناء تجنبت مواجهة مسؤوليتها فيما يتعلق بالإيزيديين، وهو ما يعني أنه من المحتمل أنها كانت تحمل أفكارًا متطرّفة. فقالت حسناء إنها لا تجد نفسها في التقرير، وأنها لم تحب الرجل الذي أجرى المحادثة معها. تابع القاضي موضحًا أن الخبير يعتقد أن حسناء لا تزال لديها وجهات نظر متطرّفة مثل السفر للهجرة أو الجهاد أو الخلافة، ولكن هذا لا يتماشى مع رغبتها في فعل ما يحلو لها، وهو ما يجعلها غير متوقعة. أوضحت حسناء أنها تتحدث مع إمام. فسألها القاضي عمّا يتحدثان عنه. فأوضحت حسناء أن الحديث يدور حول أمور يومية مثل أطفالها وليس عن الجهاد أو الهجرة لأنهما لا يريدان التحدث عن هذه المواضيع. سألها القاضي لماذا لا تريد التحدث عن الدين مع الإمام. فقالت حسناء إنها تريد ذلك بالتأكيد، لكنها لم تصل إلى ذلك بعد. أوضحت حسناء أنها لا تعتقد أنها عرضة للتطرّف قائلة إنها لا تعرف من قد تقع في حبه وأنها تتقبل الزواج من شخص غير مسلم. تابع القاضي قائلًا إن الخبير قال إنها بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي وتحتاج إلى شبكة أمان اجتماعي من أصدقاء وعائلة. فقالت حسناء إنها ترغب في الحصول على هذا النوع من الدعم لأنها لم تجربه من قبل. وسأل القاضي ما إذا كانت نادمة على قرارها ولن تتخذ نفس القرار في المستقبل. فأجابت حسناء أنها تعلمت درسها وتريد حماية أطفالها الآن. وأشار القاضي إلى أنه كان لديها طفل في ذلك الوقت أيضًا. فأجابت حسناء بأنها أصبحت شخصًا مختلفًا عمّا كانت عليه سابقًا ولديها نظرة مختلفة للحياة.

سأل القاضي حسناء عن رؤيتها للمستقبل. فأجابت حسناء أنها تعلمت اللغة الإسبانية وتريد بدء مشروع صغير إلى متوسط في مجال الضيافة. سأل القاضي لماذا اختارت تعلم اللغة الإسبانية وما إذا كانت تخطط للانتقال إلى بلد آخر. فأجابت حسناء أنها أرادت فقط تعلم لغة جديدة ولا تخطط للانتقال.

استعرض القاضي التقرير الأخير لمكتب إطلاق السراح المشروط (Reclassering) في هولندا، والذي أشار إلى أن خطر تكرار ارتكابها الجرائم والتطرّف كان متوسطًا، واتفق مع نتائج تقرير المعهد الهولندي للطب النفسي وعلم النفس الجنائي (NIFP) الذي يفيد بأن حسناء يمكن أن تتصرف بشكل اندفاعي تحت الضغط. فأجابت حسناء أنها قد تنعزل في بعض الأحيان لكنها أعربت عن رغبتها في العمل على هذه النقطة. ذكر مكتب إطلاق السراح المشروط أنه إذا كانت فترة السجن أقل من أربع سنوات، فإن حسناء يجب أن تخضع لعقوبة مشروطة تتضمن العديد من المتطلبات. سألها القاضي عن رأيها في ذلك. فقالت حسناء أنها تجد ذلك مقبولًا.

تابع القاضي حديثه وأشار إلى أطفالها الأربعة، ابنان وابنتان، الذين يعيشون معًا وسألها عن عدد المرات التي تراهم فيها. فأجابت حسناء بأنها ترى طفلًا واحدًا كل أسبوعين وتراهم مرة واحدة في الشهر معًا. سألها القاضي عمّا إذا كان التواصل معهم يسير بشكل جيد. فأكّدت حسناء ذلك، وأضافت أنها تتصل بهم هاتفيًا أيضًا. سأل رئيس المحكمة عمّا إذا كان لديها أي شيء آخر تريد قوله. فنفت حسناء ذلك.

سأل القاضي فريند عمّا إذا كانت حسناء تحدثت مع الإمام عن تطرّفها. فأجابت حسناء بأنها لا تتحدث معه عن حياتها في سوريا. سأل القاضي عمّا إذا كانا يتحدثان عن أشكال أخرى من الإسلام. فقالت حسناء إنهما اختارا عدم التحدث عن ذلك [تمتمة في شرفة الجمهور]. أوضح القاضي أن سؤاله كان يتمحور حول ما إذا كانت لا تزال تجد شيئًا في دينها. فأجابت حسناء بأنها لا تزال ترى الله ربها وخالقها، وتواصل ممارسة دينها من خلال الصلوات الخمس كل اليوم.

أسئلة المدّعين العامين حول الظروف الشخصية لحسناء أ.

بدأ المدّعي العام كرون بسؤال حسناء عمّا ندمت عليه بعد 10 سنوات. فأجابت حسناء بأنها ندمت على كل شيء وعلى أنها قررت الانتقال إلى مكان يهدد حياتها وحياة طفلها دون تفكير. سألها المدعي العام عمّا إذا كانت قد ندمت على أي شيء آخر. فقالت حسناء إنها ندمت على الزواج من زوجها السابق وعلى كل الأمور المروعة التي فعلها بها وبابنها [همس أحد الحاضرين في شرفة الجمهور "بصفتك ضحية بالطبع"]. أوضح المدعي العام أنه نظرًا لأن حسناء ذهبت إلى أراضي تنظيم داعش وانضمت إليه، فيمكن اعتبارها أيضًا مسؤولة عن الفظائع التي ارتكبها التنظيم، وسأل عمّا إذا كانت حسناء ترى ذلك أيضًا. فقالت حسناء إنها لا تعتقد ذلك لأنها بقيت في الخلفية، إذ أنها ظلت في المنزل واعتنت بالأطفال. أجاب المدعي العام أنهم لا يعتقدون ذلك لأنها كانت على مقربة من الإماء. فأجابت حسناء بأن ذلك كان لفترة قصيرة فقط ولم ترهم بعد ذلك. قال المدعي العام إنه لولا وجود أشخاص مثلها لما تمكن تنظيم داعش من التوسع. فأجابت حسناء قائلة "نعم، لا أعرف". سأل المدعي العام مرة أخرى عمّا إذا كان ذهاب حسناء إلى سوريا قد ساهم في تقوية تنظيم داعش. فأجابت حسناء أنها كانت ضعيفة للغاية [ضحك في شرفة الجمهور] ولم تساهم في جعل التنظيم أقوى.

أسئلة محامي الدفاع حول الظروف الشخصية لحسناء أ.

بدأ محامي الدفاع بسؤال حسناء عن الفترة الطويلة التي قضتها في مخيمي الهول وروج وكيف وصلت إلى هناك. فأوضحت حسناء أنها سافرت مع أطفالها من الباغوز وكانوا جائعين للغاية. وصفت حسناء أنهم كانوا في حالة ضعف عند وصولهم إلى المخيم وتلقوا المساعدة من الأمم المتحدة كما تعتقد، وسئلوا أسئلة حول المكان الذي أتوا منه. وأوضحت حسناء أنها كانت تعتقد أنهم سيحصلون على مساعدة، إلا أن المساعدة كانت مقتصرة على السوريين فقط، وكان على الأجانب دفع المال للحصول على الدعم. سأل محامي الدفاع كيف كان الأمر بالنسبة لـ [حُجب الاسم] بصفته طفلا مصابا بتوحد شديد في المخيم. فسردت حسناء حادثة وقعت في المخيم تتعلق بحريق شب في أحد الخيام، وأوضحت أن [حُجب الاسم] دخل إلى الحريق لمحاولة إخماده لكنه أصيب بحروق شديدة والتهابات نتيجة لذلك [انطلق صوت منبه في شرفة الجمهور رُغم أن الهواتف لم تكن مسموحة، مما تسبب في تفويت جزء كبير من هذه الإجابة]. أوضحت حسناء أنه كان هناك أطباء في المخيم، ولكن لم يكن لديهم أدوية متوفرة، وكان عليهم جمع المال لتقديمه إلى الأطباء. سأل محامي الدفاع عمّا إذا كان [حُجب الاسم] قد عانى من الألم. فأكّدت حسناء ذلك، وقالت إنه استغرق وقتًا طويلًا حتى تعافى، وأنه كان بحاجة إلى علاج يومي لتحسين حالته، وأضافت أنه كان يبلغ من العمر 12 عامًا في ذلك الوقت. سأل محامي الدفاع عمّا إذا كانت تعاني مشاكل في سلوكه. فأوضحت حسناء أن الحياة كانت صعبة على أطفالها آنذاك، وأنها كانت تدخل في مشاجرات مع الأمهات الأخريات لأن [حُجب الاسم] كان يأخذ دراجة أطفال آخرين أو ملابسهم. وأوضحت حسناء أن النساء الأخريات في المخيم كن يوجّهن اللوم لها بسهولة، واعتبرن أنها لا تستطيع السيطرة على أطفالها، وهو ما جعل الحياة صعبة عليها.

اختتم رئيسُ المحكمة اليوم الأول من المحاكمة، وتأكّد من الوقت الازم لممثلي المدعيتين وللادعاء العام وللدفاع لتقديم مرافعاتهم في الأيام التالية، وطلب تقديم جميع المذكرات على شكل وثائق ورقية أيضًا.

 رُفعت الجلسة في تمام الساعة 5:09 بعد الظهر.

ستُعقد جلسة المحاكمة التالية في تمام الساعة 9:30 من صباح يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر، 2024.