داخل محاكمة أحمد ح #8: "من المستحسن أن تُطْبق فاك، فلستُ وحيدا"
محاكمة أحمد ح.
المحكمة الإقليمية العليا الهانزية - هامبورج ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثامن
تاريخ الجلسة: 23 و 24 تموز / يوليو 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثامن الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثالث عشر والرابع عشر من محاكمة أحمد ح في هامبورج، ألمانيا. في اليوم الأول، استُجوب P13الذي كان مسجونًا مع المتهم سابقا. سأل القاضي الشاهدَ عن علاقته بأحمد ح، فشهد P13 ضد المتهم وأفشى تفاصيل عمّا دار بينهما في السجن وعن جرائم أحمد ح التي يُزعم أنه ارتكبها في سوريا. وقدّم ملاحظاته الشخصية وحكى عن اعترافات أحمد ح، التي تضمنت تهديداتٍ ومحاولاتٍ للتلاعب بالإجراءات القانونية.
في اليوم الثاني، أدلى شاهد آخر يدعى P14بشهادته حول تجاربه مع أحمد ح. وهو موظف سابق كان يعمل بجوار حاجز، وعرّف أحمدَ بأنه عنصر عنيفٌ وقاسٍ من قوات الدفاع الوطني. ووصّفت الشهادةُ العملَ القسري عند حواجز قوات الدفاع الوطني والسرقاتِ التي يُزعم أن أحمد ح اجتنحها في متجر P14بدمشق. طلب محامي الدفاع إرجاءَ الجلسة متذرّعًا بذريعة أنّ المعلوماتِ الجديدةَ التي قدّمها المتهمُ أخذته على حين غِرّة ولم يُعِدَّ لها العُدّة، ولكن طلبه رُفض. واختُتمت الجلسة بطلب تقدّم به الدفاع ويدعو للكشف عن هوية مصادر P5.
اليوم الثالث عشر - 23 تموز / يوليو 2024
أدلى اليومَ بشهادته في المحكمة سجينٌ سابقٌ يُدعى السيد [حُجب الاسم] P13، وكان مسجونًا في نفس المنشأة التي كان بها أحمد ح. لاحت السَّكينةُ على الشابّ العشرينيّ P13 في البداية، ولكنه ما لبث أن تزايد حماسُه مع مضيّ استجوابه. وبدا P13 كما لو أنه كان يرغب بشدة في أن يشهد ضد المتهم. إذ أحضر بعض ملاحظاته الشخصية التي ادّعى أنه دوّنها في السجن، والتي كانت تتعلق بمحادثاته المزعومة مع أحمد ح آنذاك. أراد القضاة أن يعرفوا متى التقى الشاهدُ بالمتهم وكيف جرى لقاؤهما بالضبط، فروى P13أنهما التقيا في السجن وأن الشاهد أسِف لحال أحمد لأنه مُنع من الذهاب إلى المدرسة ومن العمل. ولأنه لم تكن ثَمّةَ قيودٌ على P13 في السجن، كان أحمد ح يطلب من P13 أن يُسدِيَ إليه معروفًا من وقت لآخر، كمهاتفة شقيقَيه، [حُجب الاسم] و[حُجب الاسم] ، أو محاميه. وبدأ المتهم يثق بالشاهد من وقتها.
قصّ أحمد ح على P13مجريات الحرب في سوريا وأخبره كيف كان يفتش هو وآخرون المتهم جثثَ الموتى الملقاة في الشارع بحثًا عن أشياء قيّمة. وأوضح P13أنه بدأ منذ هذه اللحظة في تدوين ملاحظات حول كل محادثاته مع أحمد ح، إذ أراد الشاهد أن يحصل على أدلة ضد المتهم ويسلّمها إلى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني.
سأل القضاة الشاهدَ عن استجواب الشرطة له، وما إذا عُرضت عليه أي صور وتمكّن من التعرّف على أحد فيها، فأكد P13 أنّ صورةَ المتهم عُرضت عليه وأنه حدّد هويته على أنه أحمد ح.
أخبر الشاهد القضاةَ أنّ أحمد ح كان يتبجّح بأنه وصديقَه كانا يهددان الآخرين، وكان يجاهر بمقدار السلطة التي كانت لديه. وتذكر الشاهدُ أنّ أحمد ح أخبره عن صديقه (لم يعرف الشاهدُ اسمَه) الذي نصحَ أحمد ح بأن يقتل زوجَته لاختلاف معتقداتهما الدينية، وأنه إن لم يفعل، فلن يتمكن من العودة إلى سوريا أبدا.
أفاد P13كذلك أنّ أحمد ح باح له بأن هناك عديدًا من الشهادات في هولندا وبلجيكا يمكن أن تدينه، ولذلك، توسل أحمد ح إلى الشاهد ليتصل له بمحاميه حتى يحصلوا على عنوان كل شاهد من ملف تحقيق الشرطة. تساءل القضاة عمّا إذا كان P13يعرف لِمَ أراد أحمد ح عناوينَ الشهود، ولكن P13نفى ذلك.
سأل القاضي الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف صلةَ أحمد ح بأي نوع من المخدرات، فأوضح P13أنّ أحمد ح لم يكن يتعاط مخدرات أخرى غير الماريجوانا.
ختاما، أفاد P13كيف كان أحمد ح يتذمّر دومًا من أنّ عليه الخضوعَ إلى المحاكمة هنا في ألمانيا بسبب جُرمٍ اقترفه في سوريا. أراد القضاة توضيح هذه النقطة وسألوا الشاهدَ عمّا إذا اعترف أحمد ح له بالجريمة، أي بسرقة الأشياء القيّمة من جثث الموتى، فأكد P13ذلك. وعندما سأله القاضي، بيّن الشاهد أنه لا يتحدث العربية وأنه كان يتواصل مع أحمد ح بلغة ألمانية ضعيفة وإشارات اليدين.
قبل أن تُرفع الجلسة، سأل الادعاء العام الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف ما حدث لهاتف أحمد ح، فأوضح P13أنّ المتهمَ أطلعه على ملف يتضمن تقارير تحقيقات [الشرطة] في هاتفه، وفقًا لما أخبره به المتهم، ولكنه لم يسمح للشاهد بتفحّص الملف.
لم يستجوب الدفاعُ الشاهدَ.
رُفِعت الجلسة في الساعة 9:54 صباحا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 24 تموز / يوليو 2024، في التاسعة صباحا.
اليوم الرابع عشر - 24 تموز / يوليو 2024
أدلى اليومَ شاهدٌ جديدٌ بشهادته في المحكمة ويُدعى [حُجب الاسم] P14. وعندما سأله القاضي عن مهنته، أوضح P14 أنه كان موظفًا يعمل في متجر صغير يبعد حوالي 200 إلى 300 متر عن حاجز، وأنه كان ضحيةً لعنف أحمد ح وجرائمه الأخرى. بدايةً، تحدّث P14 عن علاقته بالمتهم وكيف التقيا أولَ مرة. وادّعى أنّ أحمد ح كان عنصرًا ذائِعَ الصّيت في قوات الدفاع الوطني في مسقط رأسيهما.
بناءً على طلب القاضي، روى P14 تفاصيل العمل القسري الذي أُجبر عليه. وتذكّر الشاهد أنّ قوات الدفاع الوطني أوقفت المدنيين الذين كانوا يمرون عبر الحواجز وصادرت بطاقات هوياتهم وهواتفهم. وكان عليهم أن ينتظروا عند الحاجز إلى أن حشدت قوات الدفاع الوطني حوالي 20 شخصا، ثم حُشر هؤلاء المدنيون إلى حوالي 20 مدنيّا آخر وساروا معًا إلى حاجزٍ كان عليهم أن يشيّدوا عنده ما يشبه الترس بتكديس حوالي 8أو 9 أكياس رمل. ولم يكن يُسمح للمدنيين بالأكل أو الشرب أثناء العمل القسري، وإذا تباطؤوا في العمل أو أبدوا مقاومة، كانت قوات الدفاع الوطني تجرّهم بعيدًا وتضربهم. وبعد 7إلى 8 ساعات من العمل، كان المدنيون يُنقلون إلى متجر صغير حيث أُعيدت إليهم بطاقاتُ هوياتهم وهواتفُهم.
سأل رئيس المحكمة الشاهدَ عن سبب إجبار قوات الدفاع الوطني المدنيين على تولّي هذا النوع من الأعمال، فأجاب P14 أنّ قوات الدفاع الوطني كانت تخشى أن تطلق المعارضةُ عليها النار أثناء العمل، ولذلك أوكلوه إلى غير عناصرهم.
بعد تلك الرواية، واصل الشاهد شهادته حول واقعتَين تتعلقان بأحمد ح. في أُولاهُما، تذكر P14أنّ المتهم دخل متجرًا كان يعمل فيه P14ويُدعى [حُجبت المعلومة]. ووفقًا للشاهد، استلب المتهم أغراضًا من الأرفف، وتحديدًا مجسماتً كرستالية وأطباقا، وغادر دون أن يدفع ثمنها. ثم عاد المتهم وزعم أنّ الأغراض كانت تالفة وطالب باستبدالها. وأضاف الشاهد أنّ سلوكًا كهذا كان عاديّا في مسقط رأسه. وكان بين أصحابِ المتاجر في دمشق وقواتِ الدفاع الوطني ما يشبه الاتفاقية التي أوجبت على الباعة أن يغضّوا الطَّرْف عن هذه التصرفات. وبيّن P14بأنها كانت «كضريبة إضافية عليهم [أي على الباعة] دفعها».
وفقًا لما رواه P14، حدثت الواقعة الثانية التي شارك فيها أحمد ح عندما تحتّم على الشاهد أن ينقل إلى المتجر بضاعةً وصلت حديثًا من الصين. ولكي يصل إلى المتجر، كان على الشاهد أن يمرّ بحاجز كانت تتفحّص قواتُ الدفاع الوطني عنده البضائعَ المستوردة. وزمّر سائقُ السيارة (ليس P14) عدة مرات سهوا. فلم يَرُق ذلك لأحمد ح، واجتذب الشاهدَ من السيارة وصفعه نحو 10 مرات. وكانت هذه الرواياتُ آخرَ ما جرى بين P14وأحمد ح في سوريا.
ثم حكى الشاهدُ متى التقى المتهمَ مجدّدا إذ كان في مركز استقبال اللاجئين في [حُجب المكان] بألمانيا. وأوضح P14 أنه عندما وصل إلى ألمانيا أول مرة، التقيا في مركز للاجئين. وجابه الشاهدُ المتهمَ بالأحداث في سوريا، ولكن المتهمَ أنكر كل شيء. وسرد P14 كيف هدّده أحمد ح بعد مضيّ بعض الوقت بقوله «أنت تعرف كل شيء، ولكن من المستحسن أن تُطْبق فاك، فلست وحيدا». واستحضر الشاهدُ أنه أبلغ إدارة مركز استقبال اللاجئين بهذه الواقعة، ولكنها لم تقتنع لأنه لم توجد أدلة على المحادثة، كصور أو مقاطع فيديو.
اختتم القضاة استجوابَهم بسؤال P14 عمّا إذا كان يعرف أشخاصًا آخرين من الحاجز، أو بالأحرى شخصًا يُدعى «[حُجب الاسم]». فأكد الشاهد أنه تعرّف على الاسم، ولكنه ادّعى أنّ هذا الشخص لم يكن يعمل في الحاجز. ثم أردف بأنه لم يكن يعرف آخرين كانوا يعملون في الحاجز.
ثم شرع الادعاء في استجواب الشاهد وأراد منه أن يستفيض في شرح كل واقعة حدثت حتى الآن، أي عدد الأغراض التي سرقها المتهمُ وبالترتيب الزمني.
في إشارة إلى استجواب الشرطة، سأل الادعاءُ الشاهدَ عما إذا كان يعرف شخصا يدعى «[حُجب الاسم]». فأجاب الشاهد بأن [حُجب الاسم] كان رئيس الحاجز القريب من متجره.
واصل الادعاء الاستجواب بعرض صورتين على الشاهد وطلب منه أن يتعرف على أيٍّ منهما إن استطاع، ولكن P14 لم يتعرّف على أحد. اختتم الادعاء استجوابَه بسؤال الشاهد عمّا إذا كان قد سمع سابقًا باسم «[حُجب الاسم]» أو «[حُجب الاسم]»، فأجاب الشاهد بأنه لم يسمع بهما.
***
[استراحة لعشر دقائق]
***
بعد الاستراحة، احتدمت الأجواء في قاعة المحكمة. إذ طلب محامي الدفاع مشرف إرجاء الجلسة زاعمًا أنّ فريق الدفاع تلقّف من المتهم معلوماتٍ جديدةً تتعلق بالشاهد P14وأنه لن يكون لديهم الوقت الكافي لاستجواب الشاهد اليوم. أجمَعَ رئيسُ المحكمة والادعاءُ العام على أنه كان معروفًا سلفًا أنّ P14سيدلي بشهادته اليوم، فرفض القاضي الطلبَ محاججًا بأن عجْزَ محامي الدفاع عن الاستعداد لا يسوّغ إرجاءَ الجلسة.
بعد هذا النقاش، بدأ فريق الدفاع استجوابَ الشاهد، إذ طغى موضوعُ مستندات P14على أسئلة محاميَي الدفاع اللذين حاولا تعيين التناقضات. وعرضا على الشاهد خريطة لدمشق وطلبا منه تحديد موقع الحاجز والمتجر الذي كان يعمل فيه.
تعجّب الدفاع من هذا الشاهد وطلب استدعاء P14 مرة أخرى لاستجوابه مجدّدا. فوافق القاضي وصرف الشاهدَ لهذا اليوم.
قبل رفع الجلسة، قدّم محامي الدفاع مشرف طلبًا مكتوبًا للكشف عن هوية مصادر الشاهدة P5وقرأه في المحكمة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 2:10 ظهرا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 1 آب / أغسطس 2024، في التاسعة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.