1 min read
داخل محاكمة أحمد ح #6: الْكِتابُ الْمَفْتوحُ وَاللُّغزُ الْغامِض – شاهِدانِ عَلى طَرَفَيْ نَقيض

داخل محاكمة أحمد ح #6: الْكِتابُ الْمَفْتوحُ وَاللُّغزُ الْغامِض – شاهِدانِ عَلى طَرَفَيْ نَقيض

المحكمة الإقليمية العليا الهانزية - هامبورج ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السادس

تاريخ الجلسة: 2 و 3تموز / يوليو 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة السادس الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم التاسع والعاشر من محاكمة أحمد ح في هامبورج، ألمانيا. مَثَل في هذا الأسبوع شاهدان جديدان أمام المحكمة.

كان الشاهدُ الأول P4 بلّاطًا في التضامن، ولم يكن ضمن برنامج حماية الشهود، وكان منفتحًا جدا حول تجاربه في حي التضامن. وشملت هذه التجارب ثلاثَ عملياتِ اختطافٍ مختلفةً وكان للمتهم صلةٌ بإحداها، وتَمكن الشاهد من التعرف عليه. ووصف الشاهدُ كيف تهجّم عليه أحمد ح لفظيًّا ليُعْلِمَهُ بأنه لن يحصل على ما يستحقه من مال مقابل عمل تبليط أدّاه لصالح رئيسٍ سابقٍ لقوات الدفاع الوطني، [حُجب الاسم].

اعتُرض استجوابُ الشاهد مبكرًا وأُجّل بسبب تدابير الحماية لشاهد ثانٍ. وسيُدلي المعالجُ النفسي الحالي لـ P4 بشهادته في المحكمة لاحقًا أثناء المحاكمة.

كان الشاهدُ الثاني P3 مجهولَ الهوية ورافقه محامٍ قانوني. واتضح أثناء الاستجواب أنّ هذا الشاهدَ أرسل إلى الشاهدة P5 مقاطعَ فيديو تتعلق بمجزرة التضامن ويبدو أنه اكتشفها مع P2.

اليوم التاسع - 2 تموز / يوليو 2024

أدلى اليوم شاهدان جديدان بشهادتَيهما في المحكمة. مَثَل الشاهدُ الأول P4 في الجلسة الصباحية، ولم يكن ضمن برنامج حماية الشهود ولم يمثّله محامٍ. واستجوبه القضاةُ الثلاثة طَوال الصباح. وذكر الشاهدُ أنه وُلد في [حُجب المكان] وكان بلّاطًا محترفًا. وعندما بدأ النزاع، انتقل إلى مخيم اليرموك للاجئين ثم إلى التضامن حيث مكث هناك من 2012 إلى 2013. وفي نهاية عام 2013، فرّ إلى لبنان، ثم أكمل طريقه إلى ألمانيا في عام 2015. وروى أنّ عائلته من [حُجب المكان] رغم أنه ولد في [حُجب المكان]. وأشار إلى أنّ [النظامَ] كان يضمرُ كُرهًا خاصًّا لأهالي تلك المنطقة.

أوضح P4 أنه أدّى عملَ تبليط لصالح [حُجب الاسم]، ولكنه لم يحصل على أي مقابل بعد الانتهاء من العمل، وأنه التقى بأحمد ح خلاله.

روى الشاهد أنه اختُطف مراتٍ عدّة. ففي المرة الأولى، اختُطف P4 ليومين. ووفقًا لما ذكره، هدفَ اختطافُه إلى تخويفه لينسى ما له من مال في ذمة [حُجب الاسم]. وروى P4 أنّ قوات الدفاع الوطني اختطفته في المرة الثانية.

في البداية، ادعى الشاهد أنه اختُطف مرتين، ثم قال لاحقًا إنها كانت ثلاث مرات. ولهذا نجمت حيرةٌ أثناء وصف الشاهد لوقائع الاختطاف تتعلق بعدد المرات التي اختُطف فيها بالفعل وما حدث بالضبط في كل مرة. ولم يتَجَلّ للقضاة والمدعين العامين أيُّ حادثة اختطاف لقيَ فيها الشاهدُ أحمدَ ح. ونجمت هذه الحيرة في المقام الأول عن تباين أقوال الشاهد في المحكمة خلال هذه الجلسة وفي استجواب الشرطة وجلسةِ استماعِ طلبِ اللجوء. وخلافًا لحال الشهود المدرجين في برنامج حماية الشهود، أُدرج محضرُ جلسةِ طلبِ لجوءِ P4 في المحاكمة.

عندما تولّى الادعاء استجواب الشاهد، حاول حلّ عُقد الأحداث بالطلب من P4 بأن يسرد مجدّدًا كلَّ واقعة اختطاف على حدة وبالتفصيل.

ثم أوضح P4 أنه اختُطف في الواقعة الأولى لمدة يومين. وطُلب منه الحضور إلى ما يسمى «بالمكتب الأمني»، ومنه اقتيد إلى روضة أطفال سابقة قُلبت سجنًا وعُذّب فيه. وقال إنه ضُرب وصُفع على وجهه. وفي الواقعة الثانية، اختطفه ستة أو سبعة «موظفين حكوميين» من منزله واقتادوه إلى سجنٍ آخرَ قريبٍ نسبيّا من روضة الأطفال السابقة التي اقتيد إليها أول مرة. وأوضح الشاهد أنه اختُطف في الواقعة الثالثة من حاجز البركة. إذ كان يعمل سائق سيارة أجرة في ذلك اليوم، فأوقفه عناصر من قوات الدفاع الوطني عند الحاجز، وأخذوا منه بطاقة هويته، وعُصبت عيناه، ووُضع في سيارة. ثم اقتيد الشاهد إلى مركز تعذيب آخر واحتُجز فيه لمدة 29 يومًا.

ثم طلب الادعاء العام من P4 أن يحدّد المكان الذي التقى فيه بأحمد ح، فاستحضر الشاهد أنه رآه قُرب حاجز بركة يتسكّع بحفّارة، ورآه على مقربة من «المكتب الأمني». غير أنّ الشاهد حكى أنه رأى أحمد في واقعة اختطاف واحدة فحسب، وهي الواقعة الثالثة، واحتُجز فيها لمدة 29 يومًا. وأوضح الشاهد أنّ أحمد تعرّف عليه في تلك الواقعة، وصفعه على وجهه قائلًا، أردت أموال [حُجب الاسم]، انسَ الأمر».

وصف الشاهدُ المتهمَ أحمدَ بأنه كان صاخبًا وعدوانيًا ومروّعًا، وهو ما توافق مع شهادة شاهدَين آخرَين.

ثم تساءل الادعاء عن شعور الشاهد الوجداني عند سرد هذه الأحداث، فقال الشاهد إنّ الأمر كان صعبًا عليه، ولكن لا زال في مقدوره أن يُدليَ بشهادته حول الأحداث. وأوضح P4 أنه يتلقى حاليّا علاجًا نفسيّا. سأل الادعاءُ العام الشاهدَ عمّا إذا كان سيسمح بإعفاء أطبائه من السرية المهنية ليشهدوا في المحكمة، فكان الشاهد منفتحًا وصريحًا إزاء الأمر ووافق على ذلك.

اعترضت استراحةُ الغداء استجوابَ P4، وأُرجأت بقيةُ شهادته. وأوضح القاضي أهميةَ أن يُمنح الشاهدُ الثاني الأولوية، نظرًا لتدابير حماية الشهود التي أُعدّت لاستجوابه.

***

[استراحة لستين دقيقة]

***

كان الشاهد الثاني في ذلك اليوم هو ([حُجبت المعلومة])، أو P3. ودخل قاعة المحكمة يلبس شعرًا مستعارًا ونظارات، ويرافقه أفرادٌ من فريق حماية الشهود. وردّا على سؤال القاضي، أوضح الشاهد أنه وُلد في [حُجب المكان] ودرس إدارة الأعمال.

سأل القاضي الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف أحمد ح وما إذا كان يتذكر أنه رآه من قبل. فأوضح P3 أنه رأى أحمد ح عدة مرات في أرجاء مدينة دمشق، لا سيما مع [حُجب الاسم]. وكان الشاهد على عِلمٍ بكنية أحمد ح «أبي حيدر تركس»، وتذكّر أنّ المتهم كان يقود حفارةً صفراءَ اللون آنذاك.

وعندما طُلب من الشاهد أن يفصّل المرات التي رأى فيها أحمد ح يتولى أنشطةً ذات صلة بقوات الدفاع الوطني، روى الشاهد أنه رأى أحمد ح عند الحواجز يخطف أشخاصًا للعمل القسري.

إضافة إلى ذلك، تذكّر P3 أنه رأى المتهمَ يأخذ إتاواتٍ من تاجر تجزئة للمواد الغذائية يُدعى [حُجب الاسم] ويضربه. وروى الشاهد كيف أخبر [حُجب الاسم] المتهمَ أحمدَ أنه دفع المال سابقًا، فأخبره المتهمُ أنه كان مَدينًا بالمال لـ[حُجب الاسم] وأخذ يضرب [حُجب الاسم].

روى الشاهد واقعةً حدثت عند «المخبز الآليّ» في التضامن، حيث رأى الشاهد [حُجب الاسم] وأحمد ح يضربان رجلا أمام المخبز الآنف ذكرُه. ووفقًا للشاهد، كان [حُجب الاسم] هناك أيضًا، ونظر إلى بطاقة هوية الرجل، وأخبره أنه إرهابي. وآلَ ذلك إلى أنّ أحمد ح. وشخصًا آخر - لم يتعرّف عليه الشاهدُ - أخذا يضربان الرجل. ورأى الشاهدُ المتهمَ أحمدَ يرفس الرَّجلَ، ويتخطّفه من شعره ويهشّم رأسه على الأرض. وأشار P3 إلى أنه شاهد أحمدَ يزجّ بالشخصَ في السيارة وينطلق بها.

استحضر الشاهدُ واقعةً أوقف فيها أحمد ح حافلةً صغيرةً «مكروباص» كان فيها P3 مع عشرة أشخاص آخرين. فأجبرهم المتهمُ جميعًا على النزول من الحافلة وسلب أموالًا من محافظ نقود أشخاص معيّنين.

عندما استعلم القاضي عن وظيفة أحمد ح السابقة، قال الشاهد إنه سمع أنّ أحمد كان موظفًا في المدينة، وأنه كان يعمل في مركز عملاء، ولكنه لم يكن متيقّنًا من هذه المعلومات. وسأل القاضي الشاهدَ عما يعلمه بشأن صحة أحمد، فأجاب الشاهد بأنه كان يعلم أنّ المتهمَ كان يعاني من مشاكل في القلب. وتذكّر الشاهد أنّ أحمد كان همجيّا عمومًا، ويصرخ كثيرًا، ودائمًا ما كان يبدو عليه السخط والكدر.

بعد ذلك، تسلم الادعاء العام زمام الاستجواب، وأراد معرفة معلومات أكثر تفصيلًا عن الأحداث التي وقعت أمام المخبز. طُلب من الشاهد أن يكون أكثر تحديدًا بشأن عدد الأشخاص الذين كانوا هناك، وكيف ضرب أحمد الشخصَ وركله بالضبط. قال الشاهد إنه لا يستطيع أن يتذكر الترتيب الدقيق للأحداث، ولكنه يتذكر أنّ أحمد وجنودًا آخرين - يتراوح عددهم بين 4 و5جنود يرتدون ملابس عسكرية - ضربوا رجلًا ملقى على الأرض، أولا بباطن اليد على الرقبة ثم بعقب البندقية. ظهر شيءٌ من التناقض مع روايته التي أفاد بها للشرطة أثناء استجوابٍ سابقٍ ذكر فيه أنّ رجلًا يدعى «[حُجب الاسم]» كان يحمل مسدسًا وضرب الرجلَ الملقى على الأرض، بينما ركل أحمدُ رأسَ الرجل عدة مرات «كما لو كان كرة قدم». فأكد الشاهد ذلك.

ثم حكى الشاهد عن لقاء مع أحمد ح عند أحد الحواجز. وأوضح P3 أنّ أحمد تركه يذهب بعد أن تعرّف عليه المتهم، ولم يستطع P3 تفسير ذلك. بعد هذه القصة، تناقش الشاهد مع محاميه الذي صرّح بعد ذلك بأن P3 لا يرغب في إفشاء أي معلومات حول الوقت الذي اختُطف فيه أو حول كيفية فراره آنذاك.

عندما سأله القاضي عن مقاطع الفيديو التي اكتشفها P2 والتي تتعلق بمجزرة التضامن وغيرها من الجرائم التي يُزعم أنّ قوات الدفاع الوطني ارتكبتها، أوضح الشاهد أنه كان مع المصدر P2 عندما اكتشفا مقاطع الفيديو على حاسب أمجد يوسف المحمول. وأضاف P3 أنه أدرك على الفور أن هذه كانت قضية خطيرة بعدما شاهد مقاطع الفيديو. وتباحث P3 مع P2 ما يجب عليهما فعلُه واستقرّا على أنهما سيحتفظان بمقاطع الفيديو إلى أن يجدا شخصًا يمكنه التعرف على الضحايا الذين ظهروا فيها. ثم تم التواصل مع ناشطين من المعارضة.

سأل القاضي الشاهدَ عمّا إذا كان قد اعتُقل هو أيضا، فأوضح الشاهد أنّ الفرع 215 التابع للمخابرات العسكرية اعتقله مرةً واعتقله الفرع 227 مرة. وفي المرة الأولى، اعتُقل لأن معتقلًا ادّعى أنّ P3 كان ابن شقيق النبي. وأفاد P3 بأنه فرّ، ولكنه لم يرغب في الإفصاح عن كيفية حدوث ذلك. وفي المرة الثانية، اعتُقل الشاهد بسبب مزاعم بأنه تلقى أموالًا مشبوهة من الخارج. وقبل أن يرفع القضاة الجلسة، أكّد الشاهد عندما سُئل أنه تعرّض للتعذيب، وأنّ ظروف الاعتقال كانت سيئة للغاية.

رُفِعت الجلسة في الساعة 4:00 عصرا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 3 تموز / يوليو 2024، في التاسعة صباحًا.

اليوم العاشر- 3 تموز / يوليو 2024

بدأت الجلسة بعد تأخير دام ساعةً ونصف. كان من المفترض أن تبدأ الجلسة بعد نصف ساعة، أي في الساعة 9:30 صباحًا، لأن محامي الدفاع أرادوا أن يجتمعوا بأحمد ح ويتباحثوا معه أمرًا قبل الجلسة. غير أنّ محامي الدفاع لم يتمكنوا من التحدث إلى أحمد ح في الوقت المبرم وهو ما أحدث تأخيرا.

عندما بدأت الجلسة، جاهر محامي الدفاع شابَه بأنّ الطريقة التي كان يتصرف بها موظفو السجن ويتواصلون بها مع الدفاع غير مقبولة. وقال إنه كان مفعمٌ بالغضب وإنه لم يُعامل بهذه الطريقة من قبل. فما كان من القاضي إلا أن أقرّ الشكوى ثم مضى قُدُما.

أُتيَ بـ P3 للإدلاء بشهادته مجدّدا، وباشر محامو الدفاع استجوابه. أراد المحامي أن يعرف كيف عَلِمَ الشاهدُ باسم أحمد ح وكنيته، فأجاب الشاهد أنه لم يكن يعرف في البداية إلّا اسمَ عائلته: [حُجب الاسم]، وكنيتَه: أبا حيدر تركس. وقال إنه لم يعرف اسمه الكامل إلا لاحقًا عن طريق الأخبار.

كان من اللافت للنظر مخاطبةُ محامي الدفاع للمترجم الشفوي عند سؤال الشاهد وإعراضُه عن مخاطبة الشاهد مباشرة. وحالما لاحظ المدعي العام ذلك، تدخّل وطلب من الدفاع مخاطبة الشاهد مباشرة. فاحتدّ غضبُ محامي الدفاع، وقال إنه سيلتزم بذلك من باب المجاملة والدّماثة لا أكثر، نظرًا لأن الادعاء لم يثر اعتراضًا رسميًا. واحتدم الوضع من جديد.

بعد ذلك، أراد محامي الدفاع معرفة المزيد من المعلومات عن «المصدر» [ملحوظة: «المصدر» هو الشاهد الذي عثر على مقاطع الفيديو، وهو شقيق الشاهد الذي استُجوب اليوم. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #3]. أراد الدفاع أن يعرف آخر مرة تحدث فيها كلاهما، وما إذا أخبر المصدرُ الشاهدَ بما سُئل عنه في المحكمة وما على P3 أن يقوله في المحكمة اليوم. فردّ الشاهد بأن هذا لم يحدث. قال محامي الشاهد - وهو محامٍ غيرُ الذي كان حاضرًا البارحة - للمحكمة إنّ P3 لن يدليَ بمزيد من التفاصيل التي تكشف معلومات عن نفسه أو عن أشخاص آخرين على صلة به. أقرّ القاضي بأن الإجابة على أسئلة كهذه من الدفاع قد تعرّض P3 والمصدرَ والأشخاصَ المرتبطين بهما للخطر. وبناءً على طلب الدفاع، أصدر القاضي قرارًا رسميّا برفض سؤال الدفاع.

ثم أثار محامي الدفاع أسئلةً تتمحور حول مقاطع الفيديو. كان الدفاع مهتمًّا بمعرفة عدد مقاطع الفيديو التي شاهدها الشاهد، وكيف شرع في نشرها آنذاك. فذكر الشاهد أنه شاهدها كلها وأنه أرسلها إلى ناشطين سوريين ومنظمات حقوق الإنسان. ومضى P3 يوضح أنّ التعرف على الضحايا في مقاطع الفيديو كان الهدف الرئيسي من إرسالها إلى جهات مختلفة في أوروبا. ثم أوضح P3 أنه كان على اتصال مع المركز السوري للعدالة والمساءلة، وتحديدًا مع محمد العبد الله. أفاد الشاهد في المحكمة: «أراد الحصول على مقطع فيديو على الأقل. وقال إنه لن يستوعب أحدٌ دون أن يكون قد شاهد مقطع فيديو. وهكذا، أرسلت إلى P5 مقطع فيديو، وأرسلَته هي إلى وسائل الإعلام».

تساءل محامي الدفاع عما إن كان الشاهدُ يعرف أي شيء عن شخص يُدعى «[حُجب الاسم]». وقبل أن يتمكن P3 من الرد، كرر محامي الشاهد أنّ P3 لن يقدّم أي معلومات. فاستشاط محامي الدفاع غضبًا وطلب من المحامي أن يتباحث أولًا مع الشاهد إن كان يرغب في الإجابة. ثم قرّر القاضي إيقاف الجلسة لأن حواجز اللغة كانت تعيق P3 ومحاميه عن التواصل. فأعطاهم القاضي فرصةً لمغادرة قاعة المحكمة مع المترجم الشفوي ومناقشة ما إذا كان P3يريد الإجابة. وبعد عودتهم، رفض الشاهد الإجابة عن السؤال.

***

[استراحة لعشر دقائق]

***

بعد استراحة وجيزة، قال محامي الدفاع مشرف إنه يريد أن يناقش أمرًا ما على انفراد [لم يكن واضحًا مع مَن أراد النقاش بالضبط، ولكنه كان يخاطب القاضي]. طلب القاضي من الحضور مغادرة قاعة المحكمة، وظلّ الادعاء والدفاع والقضاة فيها. وعندما سُمح للجمهور بالعودة إلى قاعة المحكمة، أوضح القاضي أنه سيتعيّن على الشاهد الرجوعُ في يوم آخر، ربما في أيلول / سبتمبر أو تشرين الأول / أكتوبر، لاستئناف الاستجواب. وظلّت الأسباب مبهمة نظرًا لاستبعاد الجمهور من النقاش. ثم صُرف الشاهد، وأعقب ذلك استراحة غداء.

***

[استراحة لستين دقيقة]

***

بعد استراحة الغداء، مَثَل شاهدٌ جديدٌ أمام المحكمة، يدعى [حُجب الاسم]. أتى الشاهد دون محامٍ، ولم يكن ضمن برنامج حماية الشهود ولم تُحجب هويته. قال P7 إنه كان سنّيّا ويعمل مساعدًا في مستودع. ووُلد في [حُجب المكان]، ولكنه كان يعيش في التضامن.

عندما سأله الادعاء عما إذا كان يعرف أحمد ح، أجاب الشاهد: «من المتهم؟» فما كان من محامي الدفاع مشرف إلّا أن رفع يده وابتسم، وهو ما بدا محاولةً لتضليل الشاهد والتشويش عليه. وعندما أشار القاضي إلى المتهم، لم يجزم الشاهدُ بأنه يعرف أحمد ح. وقال P7 إنه أحس أنه رآه سابقًا في التضامن، ولكنه لم تذكر أين كان ذلك. حاول الادعاء العام تقديم العديد من السيناريوهات مثل «ربما مع [حُجب الاسم]...» أو «ربما عند حاجز بركة...»، ولكن P7 لم يتذكر شيئًا.

بعد مزيد من الاستجواب، تذكّر الشاهد أنه اختُطف ثلاث مرات مختلفة وأُجبر فيها على العمل سُخرةً، ولكنه لم يقرن أحمد ح بأيٍّ من تلك الأحداث.

لما سُئل P7، تذكّر أنه لا يعرف أحدًا يُدعى أبا حيدر إلّا [حُجب الاسم]، لأنه ضرب الشاهدَ عندما اختُطف وأُجبر على العمل وملء أكياس الرمل عند خط الجبهة. ثم صُرف الشاهد.

رُفِعت الجلسة في الساعة 2:00 بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 16 تموز / يوليو 2024، في التاسعة صباحا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.