1 min read
داخل محاكمة أحمد ح #14: هُروبٌ مَيْمونٌ وَشَهادَةٌ وَجِلَة

داخل محاكمة أحمد ح #14: هُروبٌ مَيْمونٌ وَشَهادَةٌ وَجِلَة

محاكمة أحمد ح.

المحكمة الإقليمية العليا الهانزية - هامبورج ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الرابع عشر

تاريخ الجلسة: 1 و 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024

 تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الرابع عشر الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الثاني والثالث والعشرين من محاكمة أحمد ح في هامبورج، ألمانيا. استُجوب في هاتين الجلستين شاهدان مجهولا الهوية. في اليوم الأول، لم يكن الشاهد P21 متأكدا من المتهم في بادئ الأمر، ولكنه عرّفه لاحقا باسم «أبي حيدر» الذي اعتقله ذات مرة وأخبره أنه سيُقتل. وروى الشاهد في المحكمة أنه حاول استمالة أبي حيدر واستعطافه بإخباره بأنه يعرف ابنته، فطلب أبو حيدر من الشاهد أن يريه محادثة واتسآب مع ابنته. وبعدما اطلع أبو حيدر على الرسائل، أطلق سراح الشاهد. وفي منحى آخر، قدّم الدفاع طلبا لتعيين خبير من معهد ماكس بلانك للأبحاث الإثنولوجية لتقييم الوضع الحالي في سوريا. ويُتوقع أن يقدّم الخبير تقييما للأخطار المحتملة على سلامة الشهود المجهولين (P1 وP2 وP3) وعائلاتهم في سوريا إن كُشفت هوياتُ الشهود.

في اليوم الثاني، أفاد الشاهد P22 بأنه عرف أحمد ح لعشرين عاما، إذ عاش المتهمُ والشاهدُ في نفس الحي في سوريا. قابل القضاةُ الشاهدَ بإفاداته التي أدلى بها خلال استجواب الشرطة، إذ ذكر الشاهد أنّ الناس كانوا يحترمون أحمد ح وأنه كان يتمتع بسلطة كبيرة -كما بدا- في تحديد من يجب اعتقاله عند الحواجز. ولكن الشاهد نفى في المحكمة أنه يتذكر إدلاءه بهذه الأقوال عن المتهم.

اليوم الثاني والعشرون - 1 تشرين الأول / أكتوبر 2024

بدأت الجلسة متأخرة لأن القاضي زاكوت كان عالقا في زحمة المرور. في بداية الجلسة، قدّم محامي الدفاع شابَه طلبا لتكليف خبير من معهد ماكس بلانك للأبحاث الإثنولوجية بخصوص الوضع الحالي في سوريا. وينبغي أن يُكلَّف الخبير بتقديم تقييم للخطر الفعلي على سلامة الشهود المجهولي الهوية (P1 وP2 وP3) وعائلاتهم في سوريا إن كُشفت هويتهم. أقرّ رئيس المحكمة الطلب دون تعليق إضافي.

تلا ذلك استجوابُ شاهد جديد مجهول الهوية (P21). كان الشاهد [حُجبت المعلومة]، ولبس قبعة برتقالية أرخاها مخفيا وجهَه. أخبره القاضي زاكوت بأنه يود أن يرى وجهه أو شيئا منه على الأقل، فحرك P21 القبعة إلى الأعلى قليلا.  ويُرجّح بأن الشاهد كان قلقا، إذ نظر فورا إلى المتهم الذي لم يغيّر تعابير وجهه.

وأعلن القاضي أنه وفقا للفقرة 68 (3) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، لم يكن الشاهد ملزما بالإفصاح عن معلومات تتعلق بهويته. ثم طلب القاضي زاكوت من الشاهد أن يصف كيف كانت الحياة عندما كان يعيش في دمشق. فأوضح P21 أنه كان يذهب إلى المدرسة ويعيش بالقرب من [حُجبت المعلومة]. ووصف الشاهد كيف زادت صعوبة الحياة بعدما اندلعت المظاهرات واختطفت المخابرات العسكرية الأطفالَ وعذبتهم. وذكر الشاهد تفاصيل عن ثلاثة حواجز رئيسية أُقيمت: كستنا وبركة وحاجز ثالث [ملحوظة: تعذّر على مراقبة المحاكمة سماعُ اسم الحاجز]. أراد القاضي أن يعرف من أقام تلك الحواجز، فذكر الشاهد أنّ قوات الدفاع الوطني هي التي فعلت ذلك، وتحديدا [حُجب الاسم] الذي كان عضوا سابقا في النظام.

روى الشاهد أنه اختُطف في عدة مناسبات وأُجبر على ملء أكياس الرمل ونقلها إلى خط المواجهة لتُستخدم تُروسًا. وأضاف P21 أنه أُجبر على العمل من سبع ساعات إلى ثمانٍ دون طعام ولا ماء، وأنّ الذين كانوا يشرفون على العمل كانوا يهينونه ويشتمونه. وعندما سأله القاضي عدد المرات التي اعتُقل فيها، عجز P21 عن تحديدها، ولكنه أوضح أنه اعتُقل نحو عشرين مرةً على مدى ثلاث سنوات، وتذكّر أنه كان يبلغ نحو خمسة عشر عاما.

عندما سأله القاضي عمّا إذا كان يعرف المتهم، قال P21 إنّ وجهه «لم يكن مجهولا» له وأنه يعتقد أنه رآه من قبل في سوريا. وأوضح الشاهد للقاضي أنه لم يكن متأكدا مما إذا كان الشخص في ذهنه هو المتهم، ولكن إذا كان هو، فهو شخص يُدعى أبا حيدر ولديه ابنة كانت تذهب إلى المدرسة مع P21. وأوضح الشاهد أنّ هذا الشخص [الذي عرّفه بأنه أبو حيدر] اعتقله وثلاثةً آخرين عند حاجز بركة ذات مرة، وحمّلهم في سيارة. وعندما سأل P21 أبا حيدر إلى أين هم ذاهبون، قال الأخير «شربجي» [ملحوظة: لم تكن الكلمة واضحة لمراقِبة المحاكمة، ولكن من المحتمل أنه كان يعني حي الشربجي في التضامن] و«سنقتلك». وعندها أخبر P21 أبا حيدر أنه يعرف ابنته، فأجبره أبو حيدر على إطلاعه على محادثة واتسآب مع ابنته. وبعد قراءتها، قال أبو حيدر «سأدعك إكراما لابنتي. اعتنِ بها في المدرسة». أوضح P21 أنه رغم السماح له بالذهاب، لم يُسمح للركاب الآخرين، ولم يَرَ أيّا منهم مرة أخرى.

تذكّر P21 أنه قبل مغادرته سوريا عام 2015، تحدث مع ابنة أبي حيدر التي أخبرته أنها تريد المغادرة إلى ألمانيا لأن والدها كان هناك. وعندما سأله القاضي عن اسم الابنة، أجاب P21 « [حُجب الاسم] أو [حُجب الاسم]، شيء من هذا القبيل؟» ولم يعرف الشاهد مزيدا من التفاصيل عن العائلة.

ثم سأل القاضي الشاهدَ عمّا إذا كان يتذكر حدثا معيّنا رواه في جلسة استماع طلب لجوئه. فقال الشاهد فورا، «نعم، لن أنساه أبدا، سيخلد في رأسي حتى بعد أن أموت». حكى الشاهد أنه أراد مرة أن يزور عمه مع شقيقه الأصغر وابن عمه، وكان عمه يعيش قرب حاجز بركة. وعندما مروا بالحاجز، غطى عناصر قوات الدفاع الوطني رؤوس ثلاثتهم بستراتهم، وضُربوا، وأُخذت هواتفهم، وأُمروا بالتحرك في اتجاه محدد مطأطئ رؤوسهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وحاكى P21 في المحكمة هذا المشهد. وعندما وصلوا إلى مجموعة من عشرة أشخاص، قيل لهم أن يجثوا على ركبهم. لم يرغب P21 في الجثوّ لأنه كان خائفا من أن تهاجمه الكلاب، إذ سمع أنّ هذا كان يحدث للناس. وتذكّر أنهم اقتيدوا بعدها إلى غرفة في منزل غير مكتمل [على العضم]، وكان في منتصفها إناءٌ ضخمٌ قاعدتُه من الحطب. تذكر P21 رؤية دماء وعظام في جميع أرجاء الغرفة وعلى الأرض. وسمع قبلها شائعات بأنّ الناس كانوا يُعذّبون ويُقتلون هناك، وأنّ الجثث كانت تُطبخ وتُطعم للكلاب. طُلب من الصبية الثلاثة أن يقفوا عند الحائط ووجوههم نحوه. وتذكر P21 أنّ الرجال أخبروهم أنهم سيُقتلون قنصا. ثم جاء عم P21 لإنقاذ الصبية وقال لقوات الدفاع الوطني «أنتم تعرفوننا، أتى الصبية لزيارتنا فحسب، إنهم من العائلة». وتحتّم على العم إقناع أفراد قوات الدفاع الوطني مليّا إلى أن أُطلق سراح الصبية وأُخبروا بأن عليهم الابتعاد متخذين طريقا معينا. وتذكّر P21 أنه قال للحراس إنه لم يكن يريد السير في ذلك الطريق لأنه لم يكن يعرفه. ولكن أوضح P21 للمحكمة أنه قال ذلك في الواقع لأنه كان واثقا بأنه كان سيُقتاد والأسرى الآخرين إلى حفرة قريبة من مسجد. وسمع P21 أنّ النار كان يُطلق على الناس هناك ثم كانوا يهوون على رؤوسهم في الحفرة. وأوضح الشاهد أنه بعد هذا الحدث، اعتُقل عمه ولم يعرف أحد مكانه. وروى الشاهد أنّ شخصا يُدعى «[حُجب الاسم]» كان المسؤول وقتها اعتقال عمه.

لم يُثر الادعاء أسئلة كثيرة، وتساءل عمّا إذا أُصيب الشاهدُ أثناء اعتقاله، وهو ما نفاه الشاهد. وكان الادعاء مهتما بمعرفة ما إذا شاهد P21 أثناء اعتقاله شخصا يموت، وهو ما نفاه الشاهد أيضا.

بعد ذلك، لم يُثر الدفاع سوى بضع أسئلة، إلّا أنّ طبيعة الأسئلة أجّجت الاستجواب الوجيز. جابه محامي الدفاع مشرف الشاهدَ بسؤاله عن سبب إغفاله استحضار ما يتذكره بشأن الحفرة أثناء جلسة استماع طلب لجوئه. فقاطعه فورا الادعاء والقاضي لوضع الأمور في نصابها بالتنويه إلى أنّ الشاهد لم يذكر «رؤية» الحفرة فعلا، بل «خوفه» منها فحسب. ثم سأل محامي الدفاع مشرف مباشرة «إذن، أتقول أنّ موكلي قبض عليك عدة مرات؟» ومرة أخرى، قاطعه القاضي قائلا إنّ هذا غير صحيح، لأن الشاهد أفاد بأنه يعتقد أنّ المتهم يشبه شخصا يُدعى أبا حيدر، ولكنه لم يكن متأكدا في الواقع.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:35 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في التاسعة صباحا.

 اليوم الثالث والعشرون - 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024

استُجوب في يوم المحاكمة القصير هذا شاهدٌ جديد، P22. وحالُه حال P21، أُخفيت هوية الشاهد الذي يبلغ بين [حُجبت المعلومة] عاما، وكان بصحبته المحامي السيد هوشْبيك.

مقارنة مع P21 الذي أدلى بشهادته في اليوم السابق، اقتصد P22 في كلامه، وعقّب القضاة بعدة أسئلة للحصول على إجابات أكثر تفصيلا. إذ روى P22 أنه كان يعمل في سوريا مورّدا للمواد الغذائية وينقل المنتجات في جميع أنحاء مدينة دمشق، مع التركيز على دف الشوك والتضامن. وتذكّر P22 أنه دائما ما كان يُجبر على دفع المال أو تسليم بعض بضائعه إلى الحراس عند الحواجز كلما مرّ منها. وأوضح الشاهد أنه لم يُعتقل مطلقا أو يُجبر على العمل سخرة. وردّا على سؤال القاضي عمّن كان يشرف على الحواجز، وصف P22 أنّ الرجال كانوا يلبسون ملابس عسكرية، ولكنه لم يستطع أن يميّز بين أفراد الجيش الرسمي وعناصر الميليشيات.

عندما سأل القاضي زاكوت الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف المتهم، قال P22 «محمد؟ نعم!». فاستوضح القاضي ما إذا ذكر الشاهد الاسمَ الذي كان يعرف به المتهم، فصحّح P22 نفسه بسرعة وقال «آه لا، أحمد! محمد وأحمد هما أساسا نفس الاسم بالنسبة لنا». وأضاف الشاهد أنه كان يعرف أحمد ح عشرين عاما والذي كان يعيش في نفس الحي. وعندما انتقل الشاهد من الحي، لم يعد يرى أحمد ح بنفس الوتيرة.

سأل القاضي زاكوت الشاهدَ عمّا كان يفعله أحمد ح في ذلك الوقت. قال P22 إنه لا يعرف، ولكنه خمّن «ربما كان جنديا، ولكنني لا أعلم». ثم بدأ القاضي يقرأ أقوال الشاهد أثناء استجواب الشرطة. وفي إحدى هذه الإفادات، ادّعى P22 أن أحمد ح كان يعمل في أحد الحواجز. فصوّب الشاهد نفسه موضّحا أنه رأى أحمد ح يقف قرب حاجز، ولكنه لم يره يعمل هناك. ووفقا للقاضي، ذكر P22 أيضا خلال استجواب الشرطة أنّ «الناس كانوا يحترمونه [أي، أحمد ح]». وأخبر الشاهد الشرطة كذلك أنّ «الناس كانوا يحيّونه [عسكريا] عندما كان يغشى مكان ما». وردّا على استيضاح القاضي، بيّن P22 أنه قصد أنّ أحمد هـ كان «يُحيّى» لا أنه كان «يُحيّى عسكريا».

أثناء مقابلة الشرطة، أشار الشاهد إلى أنه «بدا كما لو كان [أحمد ح] شخصا مهما» وأنّ أحمد ح «أعطى أوامر بشأن من يجب اعتقاله». إلّا أنه عندما سأله القضاة عمّا إذا كان بإمكانه أن يتذكر قوله ذلك، أجاب الشاهد أن أحمد ح لم يصدر أوامر وأنه لا يستطيع أن يتذكر قول ذلك.

وبعد ذلك، قرر القاضي أن يسجل رسميا في محضر المحاكمة إفادة الشاهد بأن أحمد ح لم يُعط أوامر بشأن من يجب اعتقاله. وقبل أن يفعل ذلك، سعى القاضي إلى توضيح ما إذا كان الشاهد واثقا من شهادته اليوم. تدخّل محامي الدفاع شابَه معترضا على سؤال القاضي، محاججا بأن P22 قد أجاب بالفعل. فاستشاط القاضي غضبا وصاح على المحامي قائلا «لا تثر هذه الاعتراضات إذا لم تكن على دراية بالموضوع! تنص الفقرة 253 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني على أنّ قراءة إفادة الشهود مسموح بها. لا يمكنك الاعتراض على ذلك، يا إلهي!» وخيّم الصمت على قاعة المحكمة برمّتها.

ثم طلب محامي P22 استراحة قصيرة ليناقش مع موكله والمترجم الشفوي ما إذا كان P22 قد فهم سؤال القاضي بصورة صحيح، فمُنحت الاستراحة.


[استراحة لخمس دقائق]


بعد الاستراحة، أوضح المحامي أن P22 كان يقصد أنه لا يتذكر الإدلاء بأي من الأقوال التي قرأها القضاة على مسامعه، مشدّدا على أنه ربما أدلى بالأقوال، ولكنه لا يتذكر ذلك.

ثم سأل القاضي زاكوت عمّا إذا تواصل P22 شخصيا مع أحمد ح فيما مضى. فاستحضر الشاهد أن أحمد ح ساعده ذات مرة في الحصول على توقيع على تصريح لبيع منزله، إذ خشي P22 طلب التوقيع بنفسه، ولم يرغب في دخول الحاجز. فاستفسر القاضي عن سبب طلب P22 مساعدة أحمد ح تحديدا، فعلّل P22 ذلك ببساطة أنهما كانا جارين ذات مرة.

بعد أن انتهى القاضي من استجوابه، تولى الادعاء العام الاستجواب بإيجاز. أرادت المدعية العامة جْريتْش أن تعرف ما إذا كان أحمد ح أحد قياديي الحاجز. فأجاب الشاهد بأنه لا يعرف، وأوضح أنه لم ير أحمد ح يفعل شيئا لأي كان. ثم استفسرت المدعية العامة عمّا إذا كان P22 وجلا من الإدلاء بشهادته في المحكمة اليوم، فأجاب P22 «طبعا، كل الشهود وَجِلون، إلّا أنني أُدلي بما أتذكره».

تلا ذلك استجواب محامي الدفاع، الذي استهلّه المحامي مشرف بسؤال الشاهد عمّا إذا كان يعرف الكلمة الألمانية «salutieren» [وتعني «تحية عسكرية»]، فنفى P22 ذلك. ثم سأل المحامي مشرف عمّا إذا كان P22 يهاب المتهم، وهو ما نفاه P22 كذلك. فلمّح مشرف إلى أنّ الشاهد لا بدّ أنه كان يخشى شيئا ما لأنه أتى بصحبة محام. فقاطعه القاضي زاكوت وأوضح أن الشاهد طلب محاميا لأنه لم يكن يريد أن يعرف العامة عن شهادته، وأشار إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أنّ P22 كان يخشى المتهم. فأجاب P22 أنه كان خائفا من النظام [السوري الحالي]. وبعد انتهاء الدفاع من الاستجواب، صُرف الشاهد.

قبل اختتام الجلسة، أعلن القاضي زاكوت أنه في 9 تشرين الأول / أكتوبر، سيدلي بشهادته ضابطُ مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني، السيدُ جوتِلْمان [الاسم مكتوب كما سُمع] P25، الذي استجوب وقتها P22. أشار الدفاع إلى أنه يريد استجواب الضابط بخصوص جميع الشهود المشاركين في هذه المحاكمة الذين استجوبهم. فأجاب القاضي أنه سيكون من المهم أن يعرف السيد جوتِلْمان ذلك مسبقا، حتى يتمكن من الاستعداد للشهادة.

ختاما، تلا الادعاء العام رده على طلب الدفاع بتكليف خبير بشأن الوضع الحالي في سوريا وما يتعلق به من أخطار إن كُشفت هوية الشهود. حاجج الادعاء العام بأنه ليس ثَمّة حاجةٌ ليقيّم الخبير الوضع في سوريا لأن طلب الدفاع الأول بالكشف عن هوية الشهود قد رُفض سابقا ولم يطرأ أي تغيير في الوضع منذ ذلك الحين.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:30 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 8 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في التاسعة صباحا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.