داخل محاكمة أحمد ح #13: الْتِباسٌ في التَّرْتيب وَتَشابُهٌ في الْأَسْماء؟
المحكمة الإقليمية العليا الهانزية - هامبورج ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثالث عشر
تاريخ الجلسة: 18 أيلول / سبتمبر 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثالث عشر الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الحادي والعشرين من محاكمة أحمد ح في هامبورج، ألمانيا. في الشطر الأول من اليوم، مَثَل P4 في المحكمة مرة أخرى. وتوافق كثيرٌ مما شهد به في هذه الجلسة مع مع أفاد به المرة الأولى في المحكمة. إذ استجوبه الدفاع مرة أخرى حول ما قالته زوجته في المحكمة، لأنها وصفت جوانب عدّة بترتيب زمني مغاير لما ذكره P4. وطالب الدفاعُ بتكليف خبير في الطب النفسي لتقييم شهادة P4. واحتجّ الدفاع بأن الخبير السابق، P18، لم يكن مختصًّا في الصدمات النفسية، ولذلك لم يتمكن من تقييم موثوقية الشهادة. ثم صُرف P4 وأُبلغ بأن شهادته انتهت.
استُجوب الشاهد P20 في شطر اليوم الثاني، وهو شاهد كان مقررًا أن يدلي بشهادته في يوم سابق أثناء المحاكمة، ولكنه لم يحضر. وأدلى بشهادته حول ما عاناه من عمل قسري وقاساه في حالة اختطاف. سأل القضاة أسئلةً مشابهة جدا للأسئلة التي عادة ما كانوا يسألونها الشهودَ الذين عانَوا من العمل القسري. واستحضر P20 أنّ شخصًا يُدعى «أحمد ح» كان حاضرًا عندما أُجبر على العمل القسري، وشهد أنّ هذا الشخص ارتكب المجزرة في التضامن. بَيْدَ أنّ P20 لم يتعرّف على المتهم، وأوضح أنّ «ذلك الشخص» الذي أشار إليه باسم «أحمد ح» كان يُدعى «أمجد ي» أحيانا.
اليوم الحادي والعشرون - 18 أيلول / سبتمبر 2024
في يوم المحاكمة هذا، مَثَل مجدّدا أمام المحكمة الشاهدُ P4، [حُجب الاسم]، وشاهدٌ جديدٌ، P20، يدعى [حُجب الاسم]. ولم تتمكن المدعية العامة الدكتورة جْريتْش من حضور الجلسة فقام مقامها زميلٌ لها.
قبل استجواب الشاهد الأول، طلب الدفاع إعداد تقرير خبير نفسي للشاهد P4. وحاجج الدفاعُ بأن ثَمّة جوانب في شهادة P4 لم يكن تسلسلها الزمني متّسقا. ولهذا، لا يمكن استبعاد وجود شهادة كاذبة. وحاجج الدفاع بأن الإفادات العامة التي أدلى بها الخبير الطبي P19 أثناء المعاينة [للاطلاع على نتائج تلك المعاينة، يرجى مراجعة تقرير المحاكمة #12] لا يمكن أن تُعدّ لقيمتها أهمّيةٌ لأن P19 طبيبٌ نفسيّ وليس خبيرًا في علاج الصدمات النفسية. رفض الادعاء العام هذا الطلب، محاججًا بأن P19 لم يدّعِ أنه يفتقر إلى المعرفة بمواضيع محددة تتعلق بالصدمات النفسية، بل أنه عجز عن تقييم بعض المسائل بشكل قاطع. وأوضح القاضي زاكوت أنّ القضاة سيتخذون قرارًا بشأن الطلب في الوقت المناسب.
ثم بدأ القاضي استجواب الشاهد حول المدة التي عاشها في التضامن، وذكر أنّ زوجة الشاهد أخبرت المحكمة أنّ الأسرة عاشت في التضامن لعامين، ولكن P4 أفاد بأنها كانت عامًا واحدا. أقرّ P4 بأن المدة ربما زادت فعلا عن العام. ثم سأل القاضي زاكوت الشاهدَ عمّا إذا أخبر زوجته عن أبي حيدر، فأكد P4 أنه أخبرها عنه مرة واحدة. وقال P4 إنه لم يكن يعرف أبا حيدر حتى بدأ الشاهد العمل عند رئيس أبي حيدر. استفسر القاضي عمّا إذا أخبر P4 زوجته بما كان أبو حيدر يدعو نفسَه به آنذاك. فأجاب الشاهد بأنه لم يكن يعرف أبا حيدر إلا باسم «أبي حيدر تركس»، إذ لم يكن يعرف اسمه الحقيقي. أراد القاضي معرفة ما إذا أخبر P4 زوجته عن الاسم «تركس» تحديدا، فأكد P4 ذلك.
ثم أوضح القاضي أنه عندما أدلى P4 بشهادته سالفا، ذكر ثلاث اعتقالات مختلفة دام أولها يومين، ولكن زوجة P4 شهدت بأن الاعتقال الثاني دام يوما فحسب. ولذا تساءل القاضي زاكوت كيف يمكن لـ P4 أن يعلّل هذا التناقض. فأجاب P4 أنه ضُرب، ولم يكن لديه ساعة، وكان معصوب العينين وقت الاعتقال، ولذلك شعر أن المدة كانت أطول.
جابه القاضي الشاهدَ بأن زوجته أخبرت المحكمة أنّ P4 تحتّم عليه أن يعمل سخرة، فردّ P4 «نعم، لم أتقاضَ أجرا». وعندها سأل القاضي بتحديد أكثر: «ولكن هل تحتّم عليك أيضا أن تحمل أكياس الرمل إلى الجبهة؟» استحضر P4 أنّ كثيرًا من الناس تحتّم عليهم ذلك بخلافه هو.
ثم عرض القاضي على P4 صورة لم تكن مرئية للجمهور في الشرفة، وسأل عمّا إذا كان P4 يعرف الأشخاص فيها. فتعرّف الشاهد على شخص أسفل الصورة، وأوضح أنه رآه في مكتب الأمن. وأضاف أنه لم يكن يعرف الشخص أعلى الصورة. ثم سأل القاضي زاكوت عمّا إذا كان يعرف الشاهدُ شخصًا يُدعى «أبا حيدر ماريو»، فنفى الشاهد ذلك.
ثم مضى القاضي إلى موضوع آخر، إذ أوضح زاكوت للشاهد أنّ زوجته رَوَت أنّ أحد أقارب الشاهد أقام حملة لإطلاق سراحه. فأجاب P4: «أتقصد صهري؟ اسمه [حُجب الاسم] وهو زوج أختي». تساءل القاضي زاكوت عما جعل الشاهد يفكر في هذا الشخص الآن. فأجاب الشاهد أنّ هذا الشخص ساعده بعد اعتقاله. ولم يكن هذا القريب في نفس المكان الذي اعتُقل فيه P4، ولكن P4 أُخبر بأنّ صهره سأل عنه في مكتب الأمن، إذ كان مجندا عاديا في قوات الدفاع الوطني. وأوضح P4 أنّ صهره قَبِل العمل هناك لعدم وجود عمل آخر، ووضعوه [قوات الدفاع الوطني] في حاجز ريجة لإجراء عمليات التفتيش. أراد القاضي توضيح هذه النقطة فقال إنه بدا وكأنه كان هناك مدافعٌ عن الشاهد أثناء الاعتقال الثالث، وكان موكلا سابقا للشاهد وحامى عنه محاججا بأن الشاهد لا يشكّل خطرا. وتساءل القاضي إن كان ذلك الشخصُ صهرَه. فأجاب الشاهد: «لا، لقد كان ضابطا عملت معه في المنزل».
ثم ناقش القاضي فرار P4 من التضامن ووقت مغادرته تحديدا وقارنه بما أفادته زوجة P4. أوضح P4 أنّ زوجته اتصلت به بعد اعتقال إخوته وطلبت منه ألّا يعود. وبعدما اتصلت به، مكث P4 عند صديقه يومين أو ثلاثة، إلّا أنه لم يتمكن من مغادرة سوريا فعاد، وذهب إلى لبنان بعد يومين أو ثلاثة. أعقب ذلك أخذٌ وردٌّ بين القاضي زاكوت والشاهد، إذ حيّر القاضي زمانُ المكالمة الهاتفية بين P4 وزوجته ومكانُ وجوده آنذاك وتوافقُ ذلك كله مع سياق الاعتقالات.
ثم أبلغ القاضي فون فْرايَه الشاهدَ أنه لم يذكر هو ولا زوجتُه الاعتقالَ الثالثَ، لا لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) ولا أثناء جلسة استماع طلب لجوئه. أوضح P4 أنهما [أي، هو وزوجته] لم يحسبا الاعتقال الأول. فردّ القاضي فون فْرايَه بأن تواريخ الاعتقالات لم تتطابق كذلك وتساءل لِمَ لَمْ يذكر P4 الاعتقال الثالث الذي كان أطول اعتقالاته الثلاثة. فادّعى P4 أنه حكى عنه «في كل مكان».
سأل الادعاءُ العام الشاهدَ عمّا إذا أثّرت الجلسة الأخيرة في المحكمة على صحته. فأجاب P4 أنه أجرى موعدًا مع طبيبه في اليوم التالي لأن حالته النفسية لم تكن على ما يرام. وكان يخشى أن يُدلي بشهادته، فطلب موعدا. أراد الادعاء العام معرفة ما إذا كانت حالته النفسية آنذاك كاليوم، فأقرّ الشاهد، مضيفًا أنها ليست بسوء المرة الأولى.
توقفت الجلسة حين طلب الشاهد استراحة للذهاب إلى الخلاء.
[استراحة لعشر دقائق]
بعد الاستراحة، سأل القاضي سؤالا آخر لم يسأله سهوا، ويتعلق بأن زوجة P4 شهدت أنه بعد الاعتقال الأول [الذي استمر يوما أو يومين]، قال P4 إنّ أبا حيدر كان موجودا في مكان اعتقاله. ولكن الشاهد نفى ذلك وأوضح أنّ ذلك حدث في المرة الثانية التي اعتُقل فيها وافترض احتمال اختلاط الأمر على زوجته.
بدأ الدفاع استجوابه بعرض عدة صور على الشاهد وسؤاله عمّا إذا كان بوُسعه أن يتعرف على أحدهم فيها. فتعرّف P4 على شخص رآه في مكتب الأمن من قبل، وعلى المتهم في صورة أخرى. وأخيرا، تعرّف P4 على «رئيسه [أي، رئيس أحمد ح]: أبي منتجب» وأوضح أنه هو نفسه كان يعمل لدى أبي منتجب.
ثم عرّج الدفاع على موضوع صهر P4، وسأل الشاهدَ متى اكتشف أنّ [حُجب الاسم] كان يعمل مع قوات الدفاع الوطني. فأجاب الشاهد أنه اكتشف ذلك عندما تزوج [حُجب الاسم] أخته. أراد المحامي مشرف أن يعرف لماذا لم يذكر P4 صهرَه سابقا. فأوضح الشاهد أنه لم يكن يتواصل كثيرا مع أخته وأنّ جُلّ الأسئلة خلال مقابلة الشرطة كانت عن أبي حيدر. ثم تساءل المحامي مشرف لماذا أخبرت زوجةُ P4 المحكمةَ أنّ [حُجب الاسم] كان المسؤول عن إطلاق سراح P4. فأجاب الشاهد أنّ [حُجب الاسم] لم يكن ليقدر على إطلاق سراحه لأنه لم يكن لديه ذلك النفوذ والسلطة.
ثم أراد الدفاع أن يعرف كيف عثر الشاهدُ على منزل في التضامن. فأوضح P4 أنّ الشخص الذي كان يعيش سابقا في المنزل غادره. وأنّ زوجة أبي منتجب كانت تملك منزلا عمل فيه P4 وأخواه. ثم ساعدت زوجةُ أبي منتجب عائلةَ P4 على الانتقال إلى المنزل. وذكر P4 أنه كانت هناك منازل خالية في كل مكان، إذ فرّ الناس من منازلهم. تساءل المحامي مشرف عما إذا لم تكن لدى P4 مشكلةٌ في الانتقال إلى منازل الآخرين. فأجاب P4 أنه لم يكن لديه خيار آخر، وأن زوجة أبي منتجب وهبته المنزل لأنه كان يعمل لديها. أراد محامي الدفاع أن يعرف لِمَ لَمْ يطلب الشاهدُ المساعدةَ من أبي منتجب مباشرة. فأجاب P4 أنه «لم يستطع أحد التحدث معه؛ إذ كان ذلك خطرا للغاية».
ثم عاد الدفاع للسؤال عن الاعتقالات. وبعدما صارت الأسئلة مكررة، تدخل القاضي زاكوت لأن الشاهد كان قد أجاب عليها سابقا. ثم سأل المحامي مشرف عن المدة التي عمل فيها الشاهدُ سائقَ أجرة. وبعد ذلك، أثار الدفاع مسألة الاعتقال الثالث مرة أخرى، ثم كيف دبّر الشاهد انتقاله إلى الشقة في التضامن. وتمحور السؤال التالي حول المكان الذي اختُطف منه الشاهد واعتُقل في المرة الأولى. بدا استجواب الدفاع متخبّطا موضوعيا وعلى غير هدى، فاستاء الادعاء العام وطلب من محامي الدفاع الاستماع إلى الشاهد جيدا.
أراد المحامي مشرف بعد ذلك أن يعرف كم مرة رأت فيها زوجةُ P4 أبا حيدر. فتدخل الادعاء العام محاججا بأن معرفة ذلك ليس في وُسع الشاهد. وأوضح P4 أنّ أبا حيدر كان كثيرًا ما يسأل عنه ويقول إنه سيأتي به أينما اختبأ. ثم تساءل الشاهد عمّا إذا كان بإمكانه مغادرة قاعة المحكمة سريعا لتجديد تذكرة وقوف سيارته. فتدخّل المحامي مشرف وقال إنه لن يؤيد ذلك، لأن الشاهد قد ينتهز الفرصة للاتصال بزوجته. فاقترح P4 أن يترك في قاعة المحكمة رقمَ استلام هاتفه الخلوي من مكتب الأمانات، كي لا يتسنى له أن يأخذ هاتفه الخلوي إلى خارج المحكمة. وأضاف أنّ بإمكان محامي الدفاع أن يأتي معه إذا كان متخوّفا. فأجاب المحامي شابَه «قطعًا لا!» ومضى يستجوب الشاهد حول إفادة زوجة P4 بخصوص إصابة ابنتهما عندما كان عمرها ثمانية أشهر. فصوّب P4 ذلك وأوضح أنّ ابنته كانت في الصف الأول الابتدائي آنذاك.
ثم واصل الدفاع سؤال P4 عن سبب خضوعه للعلاج النفسي. فأجاب P4 «لأنني لست طبيعيا. فقد ذهبت إلى مدرسة لتعلم اللغة الألمانية، وأمضيت ستة أشهر لتعلم الأبجدية، ولم أتعلمها بعد. كنت مشتتا لأنني لم أستطع التفكير إلا فيما حدث لي في سوريا».
صُرف P4 وأُبلغ بأن ليس عليه أن يعود إلى المحكمة مرة أخرى، وهو ما لم يستوعبه P4 تماما في البداية، وتساءل مذهولًا «هل انتهيتُ حقا، ليس عليّ أن أعود مرة أخرى؟» فأكد القاضي ذلك.
قبل الاستراحة، أوضح المتهم أنه لم يعالَج من السرطان الذي يعاني منه وأنّ ساقيه كانتا متورمتين، وعرض على القاضي أن يريهما له. رفض القاضي زاكوت العرض وأوضح أنه ليس طبيبا، وأنّ أطباء أحمد ح أخبروا القاضي أنّ المتهم قد عولج بالفعل. وأضاف أنّ على المتهم أن يطلب تفعيل كل رقم هاتف يود الاتصال به بطلب مستقل. وأنّ المكالمة الهاتفية لن تكون ممكنة إلا بحضور الشرطة ومترجم شفوي. اشتكى أحمد ح من أنه لم يتحدث إلى زوجته منذ عام وشهرين، ولكن لم يعقّب أحدٌ على ذلك وتبعه استراحةُ الغداء.
أشار القاضي إلى طلب أحمد ح تفعيل عدة أرقام هاتف ليتسنى له إجراء مكالمات من داخل السجن. ثم رفض القاضي هذا الطلب بحجة أنّ المتهم سيتوجّب عليه أن يقدّم طلبا لكل مكالمة هاتفية على حدة.
[استراحة لستين دقيقة]
بعد استراحة الغداء، أدلى بشهادته [حُجب الاسم] P20 الذي استُدعي ليَمثُل أمام المحكمة في جلسة سابقة، ولكنه لم يحضر وقتها. ولم يرجع المحامي مشرف إلى المحكمة بعد الاستراحة لصداع حلّ برأسه.
طلب القاضي من الشاهد أن يصف حياته في سوريا منذ عام 2011 وسبب مغادرته سوريا. فأوضح P20 أنه كان وقتها طالبا في العام الدراسي الحادي عشر. وروى P20 أنه غادر سوريا بسبب «أحمد ح وآخرين عاشوا في التضامن، لأنهم لم يتركوا أحدا وشأنه، وأجبروا الناس على العمل سخرة، وسرقوا الناس وأهانوهم». وحكى الشاهد عما مرّ به حينما اختُطف للعمل سخرة. وأوضح أنّ أموالا أُخذت منه، ودومًا ما كان يُشتبه في أنه فعل أشياء لم يفعلها.
عندما سأله القاضي زاكوت عن المرة الأولى التي اختُطف فيها P20، أوضح أنه كان يسير في الشارع في طريقه إلى العمل أو لشراء شيء ما. وعند سرده لما جرى، قال الشاهد «كان أحدنا يُؤخذ من الشارع، ويأخذون منا بطاقة الهوية والهاتف. وأُخذنا إلى مخيم اليرموك. وعلى الجانب الآخر، كان يوجد الجيشُ السوري الحر أو تنظيمُ داعش. وكانوا يطلقون النار على اللجان الشعبية [أي، قوات الدفاع الوطني]. وكان علينا أن نحمل أكياس الرمل ونكدّسها. وأوذيَ الذين لم يتبعوا الأوامر أو أُطلق النار عليهم». وبعد أسئلة أخرى من القاضي، استحضر P20 أنّ الأعيرة النارية التي أُطلقت أصابت الأرض على بعد متر أو اثنين منه. وكان هناك عشرون شخصا آخر، اثنان منهم كانا صديقَيه.
اعتُقل P20 المرة الثانية عندما كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه. إذ أُخذ إلى مكان قريب من التضامن. ومرة أخرى، كان على P20 ومعتقلين آخرين أن يملؤوا أكياس الرمل ويكدّسوها، ولم يكن ثَمَّة اشتباكاتٌ وقتها. ثم ذكر P20 أن شخصا ما يشبه أحمد ح آذى شخصًا بسكين وهدده. لم يعقّب القضاة على ذلك.
أوضح P20 أنّ اعتقاله الأول كان في اليرموك، والثاني والثالث في التضامن، وفي المرة الرابعة اقتيد مع آخرين إلى دف الشوك. وعموما، روى P20 أنه اعتُقل ست مرات أو سبعا. فاستوضح القاضي من P20 إن كان قد اقتيد وأُجبر على العمل سخرةً ست مرات أو سبعا وخُطف مرة واحدة. فأكد الشاهد ذلك وأوضح أنه كان جالسا في سيارة ينتظر صديقه الذي كان يجلب كبابا. فجاء «مجندون» وأحاطوا بالسيارة التي لم تكن بعيدة عن روضةِ أطفالٍ «كانوا» [قوات الدفاع الوطني] يحتجزون فيها الناسَ رهائن. وأوضح P20 أنهم أرادوا بطاقة هويته، وأنه كان ثَمِلا قليلا ودفع أحد عناصر قوات الدفاع الوطني الذي ضربه بعد ذلك بكعب البندقية. عصب عناصر قوات الدفاع الوطني عيني P20 وصديقه وأخذوهما معهم في مؤخرة السيارة. وسأله عناصر قوات الدفاع الوطني عمّا إذا كان يعرف من هم، فأجاب P20 أنهم من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني.
ثم أضاف P20 أنّ «أحمد ح» كان دائما في «تلك الروضة مع جماعته». سأل القاضي الشاهد عمّن كان يقصده بذلك، فأوضح P20 أنّ صورا عُرضت عليه أثناء استجواب الشرطة، وتعرّف على ذلك الشخص في تلك الصور. وأضاف أنه شاهد مقاطع فيديو «لأحمد ح هذا» على اليوتيوب. وبعد هذا التوضيح، سأل القاضي زاكوت الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف المتهم. فنظر الشاهد إلى أحمد ح وقال «لا، لا أعرف هذا الشخص. لقد كان أصغر سنا وكانت بشرته داكنة». ثم سأل القاضي P20 عن وظيفة الشخص الذي رآه الشاهد في سوريا. فاستحضر P20 أنّ هذا الشخص [في إشارة إلى الشخص الذي دعاه «أحمد ح»] كان دائما ما يلبس ملابس مموّهة ويسيء معاملة الناس، وكان يضربهم ويطلق النار على الأرض. وادّعى P20 أنه لا يعرف هذا الشخص الذي أمامه [في إشارة إلى أحمد ح في قاعة المحكمة]. ثم سأل القاضي الشاهد عمّا إذا كان اسم «أمجد ي». فأجاب P20 أنه سمع به على الإنترنت وأنّ الجميع كان يُدعى «أبا حيدر».
عاد القاضي إلى موضوع الاختطاف وسأل الشاهد عن تفاصيله. فأوضح P20 أنه ضُرب بسلك واستُجوب واتُهم بزرع قنابل في السيارات. دام الاختطاف أسبوعا إلى أن دفع والد P20 مالا، فأُطلق سراحه.
ثم سأل القاضي الشاهد عمّا إذا كان الاسم «أبو حيدر تركس» يعني شيئا للشاهد. فأجاب P20 أنّ هذا الشخص قتل الأشخاص «في الفيديو». أراد القاضي زاكوت أن يعرف من أين سمع P20 ذلك، فأجاب الشاهد «من مقاطع الفيديو على اليوتيوب والصور التي عُرضت عليّ أثناء استجواب الشرطة». عرض القاضي فون فْرايَه على الشاهد ست صور وسأله عمّا إذا كان يعرف أي شخص فيها. أوضح P20 أنه رأى أحد الأشخاص الذين ظهروا في الصورتين رقم 2 و6 أثناء العمل القسري، وأنّ الشخص الموجود في الصورة رقم 1 هو الشخص الذي رآه في روضة الأطفال، وتذكّر P20 أنّ هذا الشخص كان لديه مكتب خاص به.
لم يرغب الادعاء العام إلا في معرفة ما إذا كان الأشخاص أثناء العمل القسري مسلحين، فأكد الشاهد ذلك.
ثم استجوب محامي الدفاع شابَه الشاهدَ P20. أوحى أسلوبُ المحامي شابَه مع الشاهد بأنه كان منزعجا، وسأل الشاهدَ عن عدد مقاطع الفيديو التي شاهدها. فأجاب P20 «أحدها عن المجزرة على قناة أورينت على الهواء». وأضاف أنه كان يبحث عن فيديو مجزرة التضامن، ورأى مقاطع فيديو لأشخاص يتحدثون عما مروا به من عمل قسري. وتذكّر P20 أنه رأى أنّ الشخص رقم 1 [من الصورة رقم 1] قد ارتكب «هذه الأفعال». أراد المحامي شابَه أن يعرف ما إذا كان هذا الشخص هو أحمد ح. فأجاب P20 «لا أعرف، أحيانا يُدعى بذلك وأحيانا بأمجد ي». ثم أراد المحامي شابَه بعد ذلك أن يعرف التفاصيل حول العمل القسري من قناة «أورينت على الهواء». فأوضح P20 أنّ الناس تحدثوا عن تجارب شبيهة بتجربته. ثم سأل المحامي الشاهدَ عمّا إذا ذُكرت أسماء في مقاطع الفيديو. فأكد P20 ذلك، قائلا إنهم ذكروا اسم «الشخص رقم 1 [من الصورة رقم 1]، ولكن اسمه الحقيقي كان مبهما، إذ كان معظم الأشخاص يُدعَون بأبي حيدر». وعندما سُئل P20 عمّا إذا كان قد شاهد صورة لأبي حيدر تركس في مكان ما، أجاب الشاهد أنه شاهدها على قناة «أورينت» في يوتيوب.
في غَمرة الاستجواب، استفسر الشاهد عما إذا كان بإمكانه أن يسأل سؤالا. فرفض المحامي شابَه بجلافة وسأل سؤاله التالي عن سبب قول P20 في المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) إنّ والده دفع 40 ألف ليرة سورية مقابل إطلاق سراحه عندما كان رهينة إلّا أنه عجز عن ذكر رقم دقيق اليوم. أشار المحامي إلى أنه كان منزعجا، مستبعدا أن يكون للشاهد علاقة بذلك، وطلب منه محض إجابة السؤال. فأجاب P20 أنّ ذلك كان منذ وقت طويل وأنه ربما كان شوّشًا وقتها.
ثم أراد المحامي أن يعرف ما حدث أثناء الاختطاف في القبو وكيف بدت الغرفة. أوضح الشاهد أنه احتُجز مع رجل مسنّ اقتُلعت أظافره. واستحضر P20 وجود غطاء على الأرض وأنّ القبو قذرا، وأنّ الجدران والأرض كانتا ملطختين بالدماء.
ثم سأل المحامي الشاهدَ عن انتمائه الديني باعتباره سنيّا، وأشار إلى أنّ والده لم يَبدُ موافقا على زواج P20 من امرأة سنيّة. فأوضح P20 أنه رغم أنّ والده كان شيعيّا، كانت والدته سنيّة. وأراد المحامي أن يعرف سبب عدم ذكر P20 لزوجته عند الحديث عن فراره من سوريا. فأوضح P20 أنه تحدث عنها بالفعل عام 2016، ولكنهما منفصلان منذ فترة طويلة.
امتعض المحامي قائلا «يمكنني أن أسأل المزيد، ولكني لا أكترث صراحة، ولا حاجة لي بأي معلومات أخرى». اقترح P20 أن تُعرض عليه صور أخرى للمتهم فلربما تمكن من التعرّف عليه. فردّ القاضي زاكوت أنّ ذلك ليس ضروريا، وصرف الشاهد.
رُفِعت الجلسة في الساعة 2:50 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 23 أيلول / سبتمبر 2024، في التاسعة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.