1 min read
داخل محاكمة علاء م #33: صبيٌّ مدللٌ متباهٍ

داخل محاكمة علاء م #33: صبيٌّ مدللٌ متباهٍ

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثالث والثلاثون

تاريخ الجلسة: 24 كانون الثاني / يناير 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الثالث والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثالث والخمسين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. مثل شاهدٌ جديدٌ ليُدلي بشهادته في المحكمة. وكان الشاهد زميل عمل سابق للمتهم علاء م. في مشفى حمص العسكري. وصف الشاهد كيف انقسم العاملون في المشفى في عام 2011 إلى قسمٍ مؤيدٍ للحكومة نال نصيب الأسد وكان يعذّب المرضى، وقسمٍ بقي محايدًا في تعامله معهم. ووصف الشاهد كيف كان المتهم هزّالًا مزّاحًا وطفلًا مدللًا يحاول الوصول إلى بغيته بـ "شراء الناس".

ثم روى الشاهد تفاصيل ما رآه في واقعتين أساء فيهما المتهم لمرضى في مشفى حمص العسكري. ووضح ما سمعه عن حادثة أضرم فيها المتهم النار في عضوٍ لفتى قاصر. كما وضّح الشاهد بعض ما أشكل فهمه من محضر استجوابه في الشرطة. ثم ختم بتبيان أسباب تركه العمل في مشفى حمص العسكري والانتقال لمشفى آخر.

أبرز النقاط:

اليوم الثالث والخمسون - 24 كانون الثاني / يناير  2023

استُدعي في هذا اليوم شاهدٌ جديدٌ للمثول أمام المحكمة، وهو زميلٌ سابقٌ لعلاء كان يعمل طبيبًا في مشفى حمص العسكري. وبناءً على طلب القضاة، استهلّ P12شهادته بوصف مهامّ مشفى حمص العسكري وعدّد أسماء بعض الأطباء العاملين فيه. ثم وصف P12طبيعة العلاقة الوظيفية بينه وبين علاء. ووفقًا لما ذكر P12، انشقّ صفُّ العاملين في المشفى بعد بدء الأحداث التي شهدتها سوريا عام 2011 إلى شطرين مال أحدهما إلى جهة وازْورَّ الآخر إلى أخرى. وعمل كلٌّ منهما معًا، إلّا أن السَّواد الأعظم منهم والذين كانوا يعملون لصالح الحكومة والجيش، كانوا ضد المرضى. ووصف P12 المعاملة السيئة التي استخدمها أفراد ذلك الشطر المحابي للحكومة ضد المرضى [المناوئين لها] والأساليب التي اتّبعوها في ذلك، إذ كانوا يَعُدّون ذلك الصنف من المرضى أعداء، بينما عُدّ المرضى المشايعون للنظام السوري أبطالًا. ووضّح P12أنه والقلّة الذي معه كانوا يعاملون جميع المرضى بصرف النظر عن توجهاتهم معاملةً جيدةً، أمّا إن وقع مريضٌ [مناوئ للحكومة] في شِراك الثُّلّة الأخرى، فسيكون شخصًا عاثر الحظ.

طلب رئيس المحكمة من P12 أن يصف كيف كان سلوك علاء في المشفى وكيف كان يعامل المرضى، فوصف P12 علاءً بالهزّال المزّاح وبأنه كان "عاديًّا وجيّدًا" ومقبولًا من الفريق. وردًّا على سؤال رئيس المحكمة عن علاقة علاء مع الطبيب رئيسه في القسم، وضح P12 أن كلًّا منهما كان يحب الآخر. وعندما توثّق القاضي من أن P12 كان يشير إلى الفترة التي سبقت عام 2011، طلب من P12 أن يصف حال علاء بعد ذلك، فبيّن P12 أن علاءً بات شخصًا مفضّلًا عند الحكومة السورية، إذ أظهر لهم أنه معهم وأن المرضى كانوا عبارة عن أعداء، كما أُعطي علاءٌ ثقة زائدة وكان يُبعث إلى السجن ليرى المرضى هناك.

سرد P12 بعد ذلك موقفين شهد فيهما علاءً يسيء معاملة مرضى وبيّن رئيس المحكمة أن الحالتين لم تكونا مُدرجتين في لائحة الاتهام. ثم اقتبس رئيس المحكمة من إفادة سابقة لـ P12 في الشرطة قال فيها أنه سمع عن واقعة سكب فيها علاءٌ مادة قابلة للاشتعال على عضوٍ في جسم قاصر وأضرم فيه النار، فأكّد P12 على أنه لم يكن شاهد عيان على الواقعة وإنما سمع بها من أحدهم.

ثم طلب رئيس المحكمة من P12 أن يستحضر ما ذكره حين طُلب منه أن يصف علاءً في استجواب الشرطة ويسهب في شرحه، فقال P12 إنه وصف علاءً كصبيٍّ مدلّل لعائلة ثريّة، يحب المُراءاة والتباهي، ويتودّد إلى الناس أو يشتريهم لكسب منفعة أو التّستّر على منقصة. ثم بيّن P12 ما أشكل على القضاة فهمه من محضر استجوابه في الشرطة بهذا الخصوص، وقدّم توضيحات لما عناه آنذاك. ثم أردف P12 بذكر أسماء أطباء أُعطوا الثقة على شاكلة علاء.

وفي القسم الأخير من الجلسة، أشار رئيس المحكمة إلى أن P12 ترك العمل في مشفى حمص العسكري وانتقل إلى دمشق، وأراد أن يعرف السبب الذي دفع بـ P12 إلى ذلك. فأجاب P12بأن تعذيب المرضى في مشفى حمص العسكري والوضع العام الجيد نسبيًّا في دمشق،  كان السبب وراء قراره الانتقال إلى مشفى تشرين. وأخبر P12المحكمة أن سُمعة مشفى تشرين كانت أفضل نسبيًّا من مشفى المزة - الذي لم يعمل به - لأن [النظام السوري] أراد تبييض وجه مشفى تشرين، بعكس ما كان يحدث في مشفى المزة، إذ سمع عن فظائع كانت تُرتكب هناك بحق المرضى المعارضين للحكومة. وروى P12 ختامًا كيف سافر إلى دولة مجاورة فرارًا من الخدمة العسكرية والعمل في الجيش الذي يعذب المرضى، وكيف انتهى به المطاف في ألمانيا.

_______________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.