داخل محاكمة علاء م #24: سَفْسَطَة!
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الرابع والعشرون
تاريخ الجلسات: 18 و 20 تشرين الأول / أكتوبر 2022
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
يسرد تقرير المحاكمة الرابع والعشرون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. واصل القضاة استجواب الشاهد والناجي الثالث في المحاكمة. عرض القضاة مخططاتٍ كان قد رسمها الشاهد خلال استجواب الشرطة الألمانية له وتباحثوها معه. كما أرَوه على انفرادٍ صورًا ووثائق ذات طابع حساس وسألوه عنها. حاول المتهم ومحاميه عرقلة عمل مراقب المحكمة بالتذمّر إلى القضاة من أن مراقب المحكمة كان ينقل ما يُعرض على الشاشات، ولكن رئيس المحكمة ألجمهما مبيّنا أن ليس لديهما أسبابًا تدعوهما للريبة والشك. واستُجوب الشاهد في اليوم التالي عن إطلاق سراحه، ووسائل الإعلام التي تواصل معه، إلى جانب أمور أخرى. وأنّب رئيس المحكمة أحد محامي الدفاع لتطفّله في الترجمة الشفوية العربية. كما عقد رئيس المحكمة عدة فترات استراحة للشاهد الذي غلبته عاطفته بضع مرات. وذيّل الشاهد الجلسة بتحميل المتهم المسؤولية إن أصاب أهلَهُ أيُّ مكروه.
أبرز النقاط:
اليوم الثامن والثلاثون - 18 تشرين الأول / أكتوبر 2022
انضمت محامية جديدة إلى فريق الدفاع والتي كانت تحضر جلسات المحاكمة منذ وقت مبكر بصفتها متدربة تحت إشراف محامي الدفاع إندريس. واصل القضاة استجواب الشاهد والناجي الثالث في المحاكمة، واستهل رئيس المحكمة الجلسة بسؤال P8 عن زمان اعتقاله وإطلاق سراحه، ثم عرض عليه صورًا تبيّن آثار إصاباته الناجمة عن الاعتقال والتي وثقها محققو الشرطة الألمانية خلال استجوابه وأقر P8 أنها صورُه. إلا أنه نفى أن يكون طبيبٌ شرعيٌّ قد فحصه في ألمانيا كما صرّح القاضي. فتدارك القاضي الأمر بسؤال P8 إن كان على استعداد ليفحصه طبيبٌ - إن لزم الأمر - فأبدى P8 موافقته.
عُرضت في المحكمة بعد ذلك مخططاتٌ عدة للزنازين والغرف والممرات التي رسمها P8 خلال استجواب الشرطة له، واستفاض القضاة في سؤاله عن التفاصيل المتعلقة بها وطلبوا منه وصفها إضافة إلى ما رأى ومرّ به فيها. فأطنب P8 في وصف تلك الزنازين مقدّرًا أحجامها وعدد المعتقلين فيها إلى غير ذلك من دقائق الأمور التي سأله القضاة عنها. ومضى P8 يصف ما تعرض له من تعذيب في رواق مركز الاعتقال وأماكن أخرى فيه.
وبينما كان يروي P8 التفاصيل التي اكتنفت اللقاء الذي جمعه وأخاه بالمتهم، إذ قاطع علاءٌ الحديث مُبديًا امتعاضه للقضاة من أن مراقب المحكمة كان يمعن النظر في شاشات العرض وينقل المخططات منها. وعندما بيّن له القاضي أن من بين الحضور أشخاصًا منحتهم المحكمة الحق في تدوين الملاحظات، أخذ علاءٌ في السفسطة وخلَط الحابل بالنابل. لم يفهم القاضي مُراد المتهم واقترح عليه أن يمنحه استراحة يتشاور فيها مع محاميه ليرتّب أفكاره ويعاود طرح ما يريد. صرّح محامي دفاع المتهم عقب الاستراحة أن ما كان يُهمّ علاءً ويُغمّه هو الهاجس الذي استبدّ به من احتمال تسريب تفاصيل عن المحاكمة حين رأى المراقب يدوّن ما يرى على الشاشة، فأخذه الجزع من أن ينشر مراقب المحاكمة تلك المخططات. فرد القاضي بأنه قد حثّ الجميع فعلًا في جلسات سابقة على اجتناب نشر تفاصيل عن المحاكمة، وأن على فريق الدفاع متابعة ما يُنشر على وسائل الإعلام ومشاركة ما يرونه مثيرًا للقلق مع القضاة. واختتم القاضي بما مفاده أنه وحتى ذلك الحين، يفتقر فريق الدفاع إلى سببٍ يدعوه للشك والقلق.
استأنف P8 وصف الواقعة التي زُعم أن علاءً أعطى فيها حبة دواء لأخيه الذي توفي على إثرها لاحقًا. وما إن انتهى القضاة من سؤال P8 عن تفاصيل تلك الواقعة، شرعوا في السؤال عما حدث بعدها، فاستطرد P8 في سرد الأحداث التي تلت وفاة أخيه، ومنها اقتيادُه مع آخرين للتحقيق. واستحضر P8 ذكرياته واصفًا سماع أصوات أشخاص يُعذبون بينما كان يترقّب دوره، قبل أن تختفي تلك الأصوات. غلبت الشاهدَ عاطفتُه فأعلن رئيس المحكمة استراحة، استرسل P8 عقبها في وصف التحقيقِ الذي أُجري معه والتعذيبِ الذي تعرض له أثناءه والذي تخللته الصدمات الكهربائية.
انتقل القضاة إلى موضوع آخر وسألوا P8 عن الطبيب الآخر الذي كان قرين علاءٍ ويأتي معه إلى الزنزانة. ثم سلّط القضاة في استجوابهم الضوء على أشخاص آخرين، صحفيين ومحامين وغيرهم، وسألوا P8 إن كان على معرفة بهم. كما عُرضت عليه صور لأشخاص تعرف على بعض من كان فيها.
اليوم التاسع والثلاثون - 20 تشرين الأول / أكتوبر 2022
واصل القضاة استجواب P8 واستفتحوا بالسؤال عن الطبيب، قرين علاء، واللذين كانا يغشيان الزنزانة معًا ثم سألوا عن معتقلين آخرين فيها. ثم تدرّج القضاة بالسؤال عن الأفرع التي مكث فيها P8 بعد ذلك إلى أن أُطلق سراحه. واغرَوْرَقت عيناه وهو يصف الحالة التي أُخلي فيها سبيله مع آخرين: حفاةً لا يملكون مالًا ولا يعرفون أحدّا يطلبون منه المساعدة، فعرض القاضي عليه أخذ استراحة قصيرة. ثم روى P8 كيف اضطر إلى الهرب من الحي الذي كان يقطنه بعد أن تعرض للقصف والنزوح إلى محافظة أخرى، قبل أن يغادر سوريا في نهاية المطاف.
استفاض القضاة بعد ذلك في سؤال P8 عن جلسة استماع معيّنة أجرتها إحدى المنظمات الدولية معه، وتطرّقوا إلى بعض أوجه التباين بين ما ذكره فيها وفي المحكمة. طلب رئيس المحكمة من الشاهد أخذ استراحة قصيرة يروّح بها عن نفسه لأنه أراد التحدث بأمر ما مع أحد محامي الدفاع. ,وبعدما خرج P8 من القاعة، التفت رئيس المحكمة إلى محامي الدفاع العجي ووبّخه لمقاطعة الشاهد وتَطفّله في الترجمة الفورية لمترجم المحكمة. برّر العجي موضّحًا أن المترجم استخدم ترجمةً معيّنةً لاسم الشهر قد لا يكون قد فهمها الشاهد بشكل صحيح، وهو ما حدا به إلى أن يزجّ باسم ذلك الشهر إلى مسامع الشاهد. فزجره القاضي مبيّنا أن هذا التصرف قد يُعدّ تأثيرًا على الشاهد، وطلب منه أن يستأذن القضاة في المرات القادمة حتى يطلبوا من الشاهد الخروج، وحينئذٍ يمكن للعجي توضيح ما يريد لمترجم المحكمة الذي يمكن بدوره أن يوضح للشاهد المُراد. قال القاضي أن الادعاء العام قد يَعُدّ هذا التصرف توجيهًا للشاهد، وذكّر أن المترجم الخاص بالمتهم يصوّب أحيانًا ما يقوله مترجم المحكمة، فليس هناك بالتالي داعٍ لتدخل العجي. استمر العجي في المراء قائلًا أن محض ما أراده هو أن يفهم الشاهد السؤال بشكل صحيح. ففطّنه رئيس المحكمة بأن المحاكمة تجري باللغة الألمانية مع ترجمة للغة العربية، وطالبه بأن يدوّن ملاحظاته في المرات القادمة إن لاحظ ما لا يسرّه، ويمكنه لاحقًا طرحه على القضاة.
عُرضت على الشاشة قصاصة دُوّن عليها اسما الطبيبين علاء وقرينه إضافة إلى مسقط رأسيهما. ثم سأل القضاة P8 عن كيفية حصوله على تلك القصاصة والزمان الذي كُتبت فيه تلك المعلومات. عكف القضاة بعد ذلك على الاستفاضة بالسؤال عن الجهات الإعلامية التي تواصلت مع P8، كالجزيرة ودير شبيجل وزمان الوصل.
كما استجوب القضاة P8 حول معتقلَين كانا مصابَين وزعم P8 أن علاءً كان المسؤول عن إصابة أحدهما، إذ كانت عقابًا له على ما نشره على حسابه في فيسبوك. واستمر الاستجواب حول هذين الشخصين إلى أن أوشكت الجلسة على الانتهاء. أراد رئيس المحكمة أن يختتم الجلسة بأن يُرِيَ الشاهد صورًا على انفرادٍ دون عرضها على الشاشة وطلب منه أن يصف ماهيتها. دنا P8 ومترجم المحكمة من القضاة وأكّد أن إحدى الصور كانت لأخيه حيًَا، وأخرى له بعد وفاته، والوثيقة كانت شهادة وفاة أصدرها "النظام المجرم" تزعم أن أخاه توفي نتيجة الصرع، وتقضي بمنع أكثر من 4 إلى 5 أشخاص من دفنه.
شكر القاضي الشاهد على حضوره وأعرب عن تفهّم القضاة لصعوبة الأمر عليه، وأنهم لم يكونوا ليعرضوا تلك الصور عليه لولا أهمية الأمر. قال الشاهد على أنه يود التنويه مرة أخرى على أنه يحمّل علاءً المسؤولية إن لحق أي مكروه بأهله. وختم بشكر القضاة والشرطة الجنائية على مرافقته في جميع الجلسات.
______________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.