1 min read
داخل محاكمة علاء م #38: المناوبات الليلية

داخل محاكمة علاء م #38: المناوبات الليلية

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثامن والثلاثون

تاريخ الجلسة: 21 آذار / مارس 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.


يسرد تقرير المحاكمة الثامن والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثاني والستين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. استأنف القضاة استجواب الشاهد الذي كان يعمل طبيبًا في مشفى حمص العسكري مع المتهم واستكملوا السؤال عن العملية الجراحية التي يُزعم أن المتهم أجراها دون تخدير المريض. ثم سأل القضاة الشاهد عن الأسباب التي جعلته يخلُص فيها إلى أن المتهم كان شخصًا غير ناضج ومحبًّا للتباهي. ثم قَسَّم الشاهد الأشخاص الذين كانوا يمارسون التعذيب إلى مجموعات وأورد تحليله لدوافع المتهم للانغماس فيه.

تلا ذلك سؤالٌ عن سجن المشفى حيث كان يسهر المتهم ويسمُر مع غيره ممن كان يُسمح لهم بالمكوث هناك، وفقًا لما ذكره الشاهد. وحكى الشاهد موقفًا تبجّح فيه رئيس السجن بتفوقه على أفرع المخابرات في انتزاع الاعترافات من المرضى المعتقلين. واختتمت الجلسة بالسؤال عن بعض الأفراد الذين كان لهم دورٌ أمني بارز في المشفى، وحكى الشاهد مواقف تعرض فيها للتهديد بشكل مباشر وغير مباشر.

أبرز النقاط:

اليوم الثاني والستون - 21 آذار / مارس  2023

واصل القضاة استجواب P15 واستكملوا السؤال عن العملية الجراحية التي يُزعم أن علاء أجراها دون تخدير. ذكّر القضاة P15 بأسماء بعض الأطباء الذين ذكرهم في الجلسة السابقة أنهم كانوا حاضرين حين أخبرهم علاء عن العملية التي قام بها. سأل القضاة إن كان P15 متأكدًّا من أن طبيبًا معيّنًا كان حاضرًا آنذاك. كان P15 متأكدًا من وجود أطباء معيّنين في ذلك الموقف ولم يكن متأكدًا من آخرين. ثم سأل القضاة عن الإطار الزمني والمكان الذي يُزعم أن العملية الجراحية أُجريت فيه، فوصف P15 ما استطاع تذكُّره. ولخّص P15 بأن علاء أجرى بمفرده عملية جراحية لم يكن مؤهلًا للقيام بها، وأن إعراضه عن تخدير المريض كان مقصودًا لإلحاق أذى بالمريض كجزء من آليات التعذيب في مشفى حمص العسكري.

انتقل القضاة بعدها إلى موضوع آخر وسألوا P15 عن مظاهر التباهي والخيلاء التي أظهرها علاء والتي أسلف P15 ذِكرَها في جلسة سابقة. ثم سأل القضاة لم كان P15 يرى أن علاء شخص غير ناضج، كما ذكر P15 في إحدى جلسات الاستماع التي أُجريت معه. فأجاب P15 بأن شخصًا يتطبّع بتلك الطبائع ويركّز على المظاهر هو شخصٌ غير ناضجٍ ومستهترٌ بالمسؤوليّات. وصنّف P15الأشخاص الذين كانوا يعذبون المرضى إلى فئة يقومون بذلك من منطلق طائفيّ؛ وفئة يعّدون أنفسهم جزءًا من الحرب، فيقتلون ويعذبون "أعداءهم" لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فسينتقم أولئك الأعداء منهم ومن عائلاتهم. وفيما يتعلّق بعلاء، يخال P15 أن شخصية علاء هي ما دفعته لهذا السلوك؛ إذ أُعطي بغتةً سُلطة ليمارس التعذيب بلا رقيب، بل وأن التعذيب كان وسيلة للتّزلُّف إلى الطبيب كبير المسؤولين عن التعذيب وجماعته.

تمحورت أسئلة القضاة بعد ذلك حول سجن المشفى وما إن كان تابعًا لأجهزة المخابرات. وضّح P15 أن السجن كان جزءًا من المشفى وأنه كان تابعًا للشرطة العسكرية. وروى موقفًا شهده بنفسه قال فيه رئيس مفرزة الشرطة العسكرية متحدّثًا مع رئيس أحد أفرع المخابرات عبر الهاتف "إن الاعترافات التي تأخذونها في سجن الشرطة العسكرية في مشفى حمص العسكري لا تستطيعون الحصول عليها في أفرع مخابرات أخرى في حمص". ثم أوضح P15أن أشخاصًا معيّنين كان مسموحًا لهم دخول السجن وكان منهم علاءٌ الذي كان يسهر الليالي أحيانًا في ذلك السجن الذي أضحى مركزًا للتحقيق والتعذيب.

سأل القضاة عقب ذلك عن رئيس سجن المشفى الذي وصفه P15 بأنه أحد أشد الأشخاص وحشية في التعذيب، وأردف القضاة بالسؤال عن ذلك الطبيب كبير المسؤولين عن التعذيب وعرضوا صورة له على الشاشة في قاعة المحكمة وتعرّف عليه P15 مؤكدًا بأنه الشخص نفسه. وختم القضاة بسؤال P15 عن موقف وُصف فيه "بالعدو" فسرد ما حدث في ثلاثة مواقف تعرض في أحدها للتهديد بالطرد من المشفى "لأنه يمتنع عن علاج جرحى الوطن"؛ ووُبّخ في موقف آخر لأنه كان في قسم الإسعاف ولم يكن طبيبًا مناوبًا في ذلك اليوم، إشارة إلى أنه لم يكن مرغوبًا به هناك لأنه من غير الموثوق بهم؛ وسمع في موقف ثالث همزًا ولمزًا من طبيبَيْن مواليَيْن للحكومة يجهّزان للخروج إلى مشفى ميداني فحواه أن "عليهم أن يقتلوا الإرهابيين في المشفى قبل أن يقاتلوا الذين في الخارج"، وفهم P15 حينها بوضوح أن الكلام كان موجّهًا إليه.


للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.