1 min read
داخل محاكمة علاء م #41: كَبشُ الفِداء

داخل محاكمة علاء م #41: كَبشُ الفِداء

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الحادي والأربعون

تاريخ الجلسات: 2 و 4 أيار / مايو 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الحادي والأربعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين التاسع والستين والسبعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. خُصّص اليوم الأول من هذا الأسبوع لاستكمال استجواب زميل سابق لعلاء كان يعمل طبيبًا في مشفى حمص العسكري. وصف الشاهد عمليات تفريغ الجثث من الشاحنات في فناء المشفى مشيرًا إلى أن الجثث كانت لأشخاص من جميع الأعمار وفيهم الأطفال. ثم عُرضت مقاطع فيديو يُزعم أنها صُوِّرت داخل المشفى وحاول الشاهد شرح مضمونها وتحديد المباني التي ظهرت فيها. ثم سأل القضاة عن الجهات الإعلامية والحقوقية التي تواصلت مع الشاهد وأوجز الشاهد مضمون المحادثات معها.

نظرًا لأن المدعين العامين ومحامي المدعين لم تكن لديهم أي أسئلة، شرع بعض محامي الدفاع باستجوابهم. أثار تيه أحد محامي الدفاع في طرح أسئلته استياء رئيس المحكمة الذي طلب من المحامي التباحث مع زملائه الذين كانوا يلقمونه الأسئلة في بعض الأحيان. وبعد انقضاء الأسئلة، أعلن رئيس المحكمة انتهاء استجواب الشاهد.

في يوم المحاكمة التالي، قيّم خبير لغوي ترجمة محضر استجواب الشرطة لأحد الشهود السابقين. ثم أدلى المتهم ببيان أنكر فيه ما زُعم عنه وانتشر في وسائل إعلام عربية حول تردده على سجن الأمن العسكري وامتلاكه مكتبًا هناك. وشدد على أنه طبيبٌ مدنيٌّ لا عسكري، وعلى أنه لم يطأ عتبة ذلك السجن قطّ. وانتقد المتهم زميليه السابقين اللذين ظهرا في فيلم الجزيرة زاعمًا بأنهما بهتاه وافتريا عليه كذبًا. وقال المتهم إن كثيرًا من السوريين يريدون إدانة النظام بأي شكل من الأشكال ويظنون أن إدانته هي إدانة للنظام. وافترض المتهم أنه لو لم تُنشر صوره في وسائل الإعلام لما تقدم شاهدٌ بدعوى ضده ولما تعرف عليه أحد، إذ إنه لم يرَ أحدًا منهم قطّ في حياته، وبانتفاء الشهود تنتفي المحاكمة، بناء على افتراض المتهم.

أبرز النقاط:

اليوم التاسع والستون - 2 أيار / مايو 2023

استأنفت المحكمة استجواب الشاهد P15، زميل علاء السابق الذي كان يعمل في مشفى حمص العسكري. واستهل القضاة الجلسة بأسئلة مستفيضة عن الواقعة التي خُتمت بها الجلسة السابقة. فسألوا P15 عن تفاصيل عمليات إفراغ الجثث في ساحة المشفى، وطلبوا منه أن يصف بدقة تلك الشاحنات وطريقة إنزال الجثث منها. وردًّا على سؤال القضاة: أوضح P15 أن الجثث كانت لأشخاص من الجنسين، ذكورٍ وإناثٍ، ومن جميع الفئات العمرية وحتى من الأطفال. ووصف P15 الرائحة التي سَهِكت في المشفى طيلة وجود الشاحنات فيه.

عُرضت بعد ذلك مقاطع فيديو يُزعم أنها صُوِّرت من داخل مشفى حمص العسكري وأظهرت شاحنات وجثثًا ملقاة على الأرض. شرح P15 ما استطاع تمييزه في تلك المقاطع وحدّد من أقسامِ ومباني وبواباتِ المشفى ما تذكّر. وبعدما انتهى القضاة من معاينة مقاطع الفيديو، أردفوا بالسؤال عما إن سمع P15 عن التحقيق مع معتقلين وتعذيبهم في سجن المشفى، فأكّد P15 ذلك وسرد موقفًا سمع فيه مدير السجن يتبجّح لأحدهم بالهاتف عن تعذيب المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم.

أعقب ذلك سؤالٌ عن الجهات الإعلامية والمنظمات غير الحكومية التي تواصلت مع الشاهد، فذكر P15 أنه بعدما نشرت قناة الجزيرة وثائقيّها "البحث عن جلّادي الأسد"، تواصل معه أشخاصٌ من مجموعة ملفات قيصر، ومن "المركز السوري للمساءلة"، ومن "المركز السوري لحقوق الإنسان"، قبل أن تتواصل معه الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) وتجري معه مقابلة رسمية. تساءل القضاة عما إن أعطته جهةٌ معيّنةٌ تعليماتٍ أو نصائحَ حول ما يجب عليه قوله أو الإفادة به، إلّا أن P15 نفى ذلك وأوضح للقضاة أن تواصلهم كان لمجرد معرفة ما إن كان مهتمًّا بالإدلاء بشهادته في المحكمة وما إن كان يحتاج إلى مساعدة للتواصل معها. ثم سأل القضاة عما إن زكّت له إحدى تلك الجهات محاميةً سوريةً، فأقرّ P15 بذلك ووضّح أن جهة ما رشّحت له تلك المحامية في حال كان مهتمًّا بأن تمثّله في المحكمة. أعلن رئيس المحكمة أن القضاة قد انتهوا من أسئلتهم وأن استجواب فريق الادّعاء العام سيحين بعد الاستراحة، غير أن المدعين العامين صرّحوا بأنه لا أسئلة لديهم، وأتبعهم محامو المدعين بتصريح مماثل.

بعد انقضاء الاستراحة، صرّح محامي الدفاع إندريس أن ليس لديه أي أسئلة ولا لدى زميليه العجي وأدوفي، إلا أن لدى زميله بون بضعة أسئلة. استفتح بون بالسؤال عن واقعة هرب أحد المساجين من سجن المشفى. ثم أسهب بالسؤال عن العملية الجراحية التي يُزعم أن علاء أجراها لمريض دون تخدير، وسأل عن فريق العمليات والأفراد الذين يشكلونه، فأجاب P15 مبيّنًا دور كل فرد ومسؤوليته. ورغم تصريح الدفاع بأن ليس لديه أسئلة للشاهد، نكص المحامي العجي على عقِبَيه وأعلن عن رغبته في إثارة بعض الأسئلة. باشر العجي أسئلته مستفسرًا عن شخصٍ معيّنٍ [وهو شاهدٌ سيُستَدعى لاحقًا] وعما إن كانا تحدثا معًا عن علاء وعما إن كان أحد أفراد المجموعة التي يوليها P15 ثقة. قوّم رئيس المحكمة سؤال العجي وطالبه بأن يسأل أسئلة مفتوحة، ثم أجاب P15 بأنه يعرف ذلك الشخص وأنه لا يتذكر أنه تحدث إليه عن علاء. إضافة إلى ذلك، لم يتذكر P15 ما إذا كان ذلك الشخص مؤيّدًا للنظام أم معارضًا له. أراد العجي بعد ذلك أن يعرف كيف ترك P15 المشفى وما إذا حصل على وثيقة تُبيّن فصله من المشفى. طلب العجي من القضاة أن يبحثوا في ملف القضية عن وثيقة تخصّ علاء، تبيّن بعد عرضها في المحكمة أنها وثيقةُ نقلِ علاء من مشفى لآخر. بعد أن فطّن P15 العجيَ بأن تلك كانت وثيقةَ نقلٍ بينما كانت الوثيقة التي أُصدرت في حقه قرارَ فصلٍ، شرح P15 كيف تناهى إلى مسامعه قرارُ فصله.

قاطع رئيس المحكمة كولر المحاميَ العجي مستاءً من أسئلته، وقال إن العجي لا يعرف ما الذي يريد أن يسأل عنه رغم أن إندريس وبون كانا يهمسان للعجي ويلقّنانه الأسئلة تلقينًا على رؤوس الأشهاد. أعلن كولر عن استراحةٍ طلب من العجي أن يتناقش فيها مع زميلَيه حول الأسئلة التي يريد إثارتها. وبعد الاستراحة، صرّح فريق الدفاع أنه اكتفى بالأسئلة. وبهذا، اختتم رئيس المحكمة استجواب P15 وشكره بالنيابة عن المحكمة قبل أن يُصرف.

اليوم السبعون - 4 أيار / مايو 2023

في يوم المحاكمة هذا، عُرض في المحكمة باللغة الفرنسية محضر استجواب الشرطة الفرنسية للشاهد P11، ومَثَل خبيرٌ لغويٌّ لقراءة ترجمته الألمانية للمحضر داخل المحكمة. أبرز الخبير اللغوي بعض الاختلافات الطفيفة بين ترجمته والترجمة الرسمية من الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية. وبعدما انتهت معاينة ترجمة محضر الاستجواب، أعرب علاء عن رغبته في الإدلاء بإفادة.

بدأ علاء استحضارَ ما نُشر عنه في وسائل الإعلام ووَصْفِهِ بأنه طبيب كان يتردّد يوميًّا على السجن في فرع الأمن العسكري حيث يقع مكتبه. أنكر علاءٌ ذلك موضّحًا بأنه كان طبيبًا مدنيًّا ودفع بدل الخدمة العسكرية لكي يُعفى منها، مضيفًا بأنه لم يكن لديه مكتبٌ لا في سوريا ولا في ألمانيا، إذ كان طبيبًا مقيمًا لا مختصًّا. فكيف يكون لديه مكتبٌ في الأمن العسكري رغم أنه لم يخطُ هناك خطوة في حياته، وفقًا لما زعم المتهم. وفي فيلم الجزيرة، وُصف بأنه أحد جلادي الأسد، وعُرضت فيه صورٌ ومشاهدُ شنيعةٌ لم يشهد أيًّا منها طيلة فترة عمله في مشفى حمص العسكري. وظهر في الفيلم زميلاه السابقان اللذان اتهماه زورًا وافتريا عليه الكذب، وفقًا لزعمه. وأضاف علاءٌ بأن تركيز وسائل الإعلام العربية انصبّ عليه بعد انتشار صوره على الإنترنت، لا لشيء إلا لأنه كان يعمل في ذلك المشفى، وحُمِّلَ بعدها مسؤولية كل ما حدث هناك. وقال علاءٌ إن هناك الكثير من السوريين الذين عُذِّبوا في سوريا أو كانت لديهم مشاكل مع الأسد، وهُم على استعداد لفعل أي شيء لإدانته، ومن بينهم أنور البني ونهلة عثمان، إذ إنهم يخالون أن إدانته هي إدانةٌ للنظام السوري. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص، لا يفرّقون بين الجاني والضحية، إذ كانوا يبحثون عن أي شخص كان يعمل مع النظام، وأرادوا كبش فداء فوجدوه. واختتم علاءٌ إفادته موجهًا كلامه لرئيس المحكمة قائلًا إنه متأكد بأنه لو لم تُنشر صوره في وسائل الإعلام، لما كانت هناك قضية ضده، ولم يكن ليعثر على شهود يشهدون ضده أو يتعرفون عليه، لأن هؤلاء المدعين والشهود لم يلتقوا به كما لم يلتق هو بهم قطّ في حياته. وأشار علاءٌ إلى ما ذيّل به P15 شهادته إذ قال بأن هذه المحاكمة مَحَطُّ اهتمام كثير من السوريين. وتساءل علاءٌ "لمَ هي مهمة لهم؟ للثأر والانتقام؟"

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.