داخل محاكمة علاء م #43: حينما يستحيل الطبيبُ إلى عليلٍ
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثالث والأربعون
تاريخ الجلسة: 16 أيار / مايو 2023
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
يسرد تقرير المحاكمة الثالث والأربعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثالث والسبعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. كُرّست جلسة هذا اليوم لتحليل ندوب اثنين من الشهود. وأدلت السيدة زيجل بشهادتها بخصوص P4 و P11، وهي زميلة سابقة للبروفيسور الدكتور روتشيلد الذي قدم تحليلًا لملفات قيصر. فصّل كلا التقريرين نتائج معاينة الندبات والعلامات على جسدي الشاهدين. وخلصت السيدة زيجل إلى أن معظم الندوب كانت متسقة مع الأحداث التي وصفها الشهود، ولكنها قد تكون ناجمة عن إصابات أخرى. كانت الندوب على ظهر P4 نمطية للسبب الذي وصفه، والذي كان الضرب بالخرطوم.
أثار مظهر علاء في المحكمة قلق القضاة. وأوضح علاءٌ أنه يعاني من آلام شديدة ويتلقّى بسببها علاجًا بأدوية مسكّنة. وعند سؤاله عن الأمر، قال علاء إنه قد يكون مصابًا بعرق النسا، وقد يكون انزلاقًا غضروفيًّا في أسوء الحالات وهو ما قد يتطلّب عملية جراحية. وأضاف أن الحصول على تشخيصٍ دقيقٍ يستلزم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي. وشدّد القضاة على أن الشروع في العلاج ينبغي أن يتمّ على الفور لتجنب تفاقم حالة علاء، وإذا ما احتاج عملية جراحية، فعليه أن يحدد موعدًا لها في الاستراحة المقرّرة في آب / أغسطس. كان لدى علاء مخاوفُ تتعلق بفترة تأهيل ما بعد العملية، فأوضح له القضاة أن بالإمكان نقله من مستشفى السجن إلى المحكمة لحضور الجلسات كما هو مخططٌ له.
أبرز النقاط:
اليوم الثالث والسبعون - 16 أيار / مايو 2023
أدلت خبيرة الطب الشرعي السيدة زيجل في هذا اليوم بشهادتها في المحكمة بصفتها خبيرة وشاهدة. السيدة زيجل هي زميلة سابقة للبروفيسور الدكتور روتشيلد الذي أدلى بشهادته في الأسبوع السابق. وكانت قد شاركت في الفحص الطبي لأحد الشهود في معهد الطب الشرعي في كولن بتكليف من المدعي العام. تعمل السيدة زيجل حاليًّا في المشفى الجامعي في دوسلدورف - ألمانيا، وهي طبيبة قدمت مؤخرا أطروحة الدكتوراه الخاصة بها حول إصابات وندوب ضحايا التعذيب. أقرّت المحكمة بخبرتها وصرّحت بأنها ستكون خبيرة مناسبة للقضايا المقبلة. وبعد أن أبلغ القضاةُ السيدةَ زيجل بحقوقها وواجباتها، طلبوا منها أن تشرح بالتفصيل ما تتذكره من الفحص الطبي لـ P4وأن تقدم ما خلصت إليه. تذكرت السيدة زيجل الحالة جيدًا لأن حالات كتلك كانت نادرة. وأشارت إلى أنها تباحثت مسألة الترجمة الشفوية مع زملائها في المعهد. وفحصت في نهاية المطاف P4 دون اللجوء إلى مترجم شفوي لأنها تمكنت من التواصل مع المريض بشكل جيد [باللغة الألمانية]. وأكدت السيدة زيجل أن الفحص استغرق زهاء 30 دقيقة، حينما سألها رئيس المحكمة عن ذلك. وقبل أن تشرح النتائج المحددة التي توصلت إليها بشأن P4، بيّنت الشاهدةُ الإجراءاتِ العامةَ المتّبعةَ لفحص المرضى وتوثيق الندوب. وأوضحت أن جميع المرضى يدلون ببيانات عن كل ندبة دوّنتها، ويشرحون سبب حدوثها وفقًا لما يتذكرون. فعلى سبيل المثال، ذكر P4 أنه عُلِّق من ذراعيه وظلّ يعاني من آلام حادّة في ظهره. وقال إنه ضُرب على أخمص قدميه (الفلقة) وظلّ يشعر بالألم بسبب ذلك. وعلاوة على ذلك، ذكر P4 أن الضرب والركل والحرق سبّبوا عدة ندوب صغيرة في جسده. ووازنت السيدة زيجل في تقييمها بين الآثار الظاهرة على المريض وبين البيانات التي أدلى بها، ثم قدّمت استنتاجاتها وفقًا للتصنيف الوارد في بروتوكول إسطنبول. وخلصت إلى أن جميع الندوب تقريبًا يمكن تصنيفها على أنها "متسقة" [ملاحظة: في هذا إشارة إلى النوع (ب) في بروتوكول إسطنبول: متسق: يمكن أن يكون الضررُ ناجمًا عن الإصابة الموصوفة، ولكنه ليس نوعيًّا، وهناك العديد من المسبّبات الأخرى المحتملة]. وضربت مثالًا لتوضيح الأمر: فتصريحُ الشاهدِ بأن إحدى إصاباته قد تقيّحت هو أمرٌ ممكن، ولكنها لا تستطيع استبعاد أن تكون تلك الندبة قد نجمت عن حدث آخر لأن وقتًا طويلًا جدًّا قد مرّ منذ ذلك الحين، إذ ذكر P4 أن هذه الأحداث وقعت قبل ثمانية أعوام. وخلصت السيدة زيجل بشكل عامّ إلى أن هناك اتساقًا بين عدة ندوب والأحداث المذكورة، ولكن قد يكون لها مسبّباتٌ أخرى، لأن تلك الندوب لم تكن نوعية وخاصة بتلك الأحداث. ويتواءم هذا التقييم مع ما أدلى به سابقًا البروفيسور الدكتور روتشيلد. وشُرحت الصور التي التقطتها السيدة زيجل لتلك الندوب وتم معاينتها في المحكمة. تلا ذلك بضعة أسئلة توضيحية، ولكن التقييم العام ظلَّ كما هو؛ أن الحدث المذكور أو مسبّباتٍ أخرى كانت محتملة. وبعد تقييم حالة P4 البدنية، طلب القضاة من السيدة زيجل أن تسهب في شرح تقييم ندوب P11 الذي شاركت فيه. بُنِيَ هذا التقييم على صورٍ لجسد P11 أُرسلت إلى المعهد. وأوضحت السيدة زيجل القيود في هذه الحالة، نظرًا إلى أن المعهد لم يتلق سوى ست صور ذات جودة منخفضة ولم يُفحص P11 هناك بشكل شخصي. أعدّ المعهد ثلاثة تقارير شاركت في اثنين منها. ورغم تلك القيود، خرجت السيدة زيجل بنتيجة تفيد بأن مجموعة من الندوب على ظهر P11 كانت "نمطيّة" لإصابات نجمت - وفقًا لـما ذكره P11 - عن الضرب بـ "خرطوم أخضر". [بروتوكول إسطنبول: (د) نمطيّ: عادة ما يصاحب هذا المظهرُ هذا النوعَ من الإصابات، ولكن هناك أسباب أخرى محتملة]. إجمالًا، تمكنت السيدة زيجل من استثناء أسباب معيّنة أخرى، إلّا أنها لم تستطع أن تستبعد بشكل كُلّيٍّ أن الندوب كانت ناجمة عن أحداث أخرى. وصُرفت السيدة زيجل بعد ساعة واحدة، لأنه لم يكن لدى أي من الأطراف أسئلةٌ بخصوص التقرير.
بعد استراحة قصيرة، التفت القضاة إلى علاء وسألوه عن حاله. وأوضح رئيس المحكمة القاضي كولر أنهم لاحظوا في الجلسة الماضية أنه لم يَبْدُ على ما يرام، استنادًا إلى مظهره وسلوكه. فأوضح علاءٌ أنه يعاني من مشاكل صحية منذ آب / أغسطس [2022]، وأنه تحدث بالفعل مع الأطباء في السجن. وافترض أن ذلك كان عاقبةً طبّيةً لعمليةٍ جراحيةٍ أُجريت لكليته. ويُسبّب له حاليًّا الضغطُ النفسيُّ ونقصُ الحركة بسبب سجنه ألمًا في ظهره يمتد إلى رجليه. وتكهن علاءٌ بأن انزلاقًا غضروفيًّا قد يكون السبب في ذلك، ولكنه يأمل أن يكون محض ضغطٍ على العصب الوركي [عرق النسا]. وأُعطي علاءٌ أدويةً بسبب هذا الألم، كـ إيبوبروفين، ونوفالجين، وكورتيزول الذي سبّب زيادة وزنه. وأوضح أنه قد يحتاج إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على تشخيصٍ أكثر تحديدًا. وعندما سأله القضاة عن سبب انتظاره لتلقي العلاج، أضاف علاءٌ أنه لا يريد أن يتغيب عن جلسات المحاكمة وأنه يستطيع الحضور. أعرب القضاة عن قلقهم من أن علاءً كان يعاني أو من أن حالته الصحية كانت تتفاقم، لأن الأدوية كانت لعلاج الأعراض لا الأسباب الجذرية لمشاكله. وطلب رئيس المحكمة القاضي كولر من فريق الدفاع أن يتخذ كافة التدابير كي يُعالج علاءٌ خارج السجن للحصول على تشخيص أدقّ، وهذا ما قد توافق عليه المحكمة. واتفق محامي الدفاع بون مع القضاة وقال إنه يعتقد أن الرنين المغناطيسي أمرٌ لا غنى عنه. وأضاف القاضي كولر أن على علاءٍ أن يخضع للجراحة خلال المحاكمة، إن لزم الأمر [وفقا للقانون الألماني، يمكن بصفة عامة وقفُ الإجراءات الجنائية لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع (الفقرة 229 (1)) أو أربعة أسابيع في محاكمة جارية (الفقرة 229 (2)). وفي حالة مرض المدعى عليه، تُعَلَّقُ هذه الحدود الزمنية (الفقرة 229 (3) 1). وفي هذه الحالة، يمكن تعليق الإجراءات لشهرين ونصف تقريبًا].
بما أن المحكمة قرّرت بالفعل عقد استراحة تمتدّ لثلاثة أسابيع في آب / أغسطس 2023، طلب رئيس المحكمة كولر من الدفاع أن ينسّقوا ليكون موعد العملية الجراحية في ذلك الوقت، إن لزم الأمر. وقال علاءٌ إنه من الشائع الخضوع لفترة تأهيل تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع بعد جراحة كهذه، وهو ما يثير مخاوفه. وأضاف علاء قائلًا: "سأناضل من أجل حقي. وعندما أصبح حرًّا، أستطيع أن أفعل كل شيء في الخارج". أوضح محامي الدفاع بون أن علاء لا يرغب أن يفوّت الجلسات الرئيسية. فوضّح رئيس المحكمة كولر أنه رغم أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لضمان أن تكون المحاكمة سريعة، إلّا أنهم لا يعرفون المدة التي ستستغرقها. وأضاف أن هناك مستشفيات في السجون حيث يمكن لعلاء أن يخضع لبرنامج إعادة التأهيل، ويمكن - في الوقت نفسه - أن يُنقل إلى جلسات المحاكمة مرتين أسبوعيًّا. وكرر القضاةُ أنهم سيوافقون على اتخاذ تدابير خارج السجن إذا كانت ضرورية، مثل إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي في عيادة متخصصة. وذكّر القاضي كولر محاميَ الدفاع بون أن يشرع في اتخاذ الخطوات اللازمة، وأكّد أنهم لاحظوا حالة علاء. وأعرب القاضي كولر عن أنه "لا ينبغي أن يكون الأمر أصعب مما هو عليه"، ثم رفع الجلسة.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.