1 min read
داخل محاكمة علاء م #99: هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا

داخل محاكمة علاء م #99: هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا

محاكمة علاء م.

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة التاسع والتسعون

تاريخ الجلسة: 27 شباط / فبراير 2025

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة التاسع والتسعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثامن والسبعين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. عرّت الجلسةُ التي هيمنت عليها قراءةٌ علنية لرسائل المتهم الخاصة على فيسبوك تباينا صارخا بين هويته المهنية جرّاحا وبين نبرته الفظة والعدوانية في كثير من الأحيان.

ركزت المحكمة على عرض محاضر المحادثات التي كشفت نمطا من الصفاقة والبذاءة في تعامل المتهم مع أصدقائه ومع النساء. وحَوَت هذه المحادثات شتائم جنسية، وتعبيرات عن الإحباط، ولغة فيها تلاعب بالعواطف. وكان من أبرزها فوراتُ غضب علاء م تجاه مدربٍ لقيادة السيارات، واللهجةُ المهينة التي استخدمها مع أصدقائه الذكور، وهو سلوك حاول محامي الدفاع إندريس أن يضع له سياقا بضرب مثال على معايير ثقافية محلية في الجلسة السابقة [للحصول على تفاصيل اليوم 177 من المحاكمة، يُرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #98]. وكشف أسلوبُ مراسلات المتهم عن تعاملات بغيضة مزعجة مع النساء، إذ تراوح أسلوبه بين الغزل والسيطرة والضغط العاطفي، والذي ضاءل أكثر من صورة الطبيب الرزين المحترم التي يُظهرها علنا. وقدّمت الجلسة لمحة عن محاولاته الحصول على فرص مهنية في الخارج، منها رسالة إلى عيادة في هيوستن، الولايات المتحدة، يلتمس فيها منصب طبيب مقيم أو باحث. بدا أنّ للقراءة العلنية وطأةً عامةً أثّرت بشدة على المتهم الذي أظهر علامات متزايدة من التوتر والانطواء طيلة الجلسة.

اليوم الثامن والسبعون بعد المئة - 27 شباط / فبراير 2025

بدأت الجلسة بقراءة رئيس المحكمة لمحادثات ترجع إلى الفترة بين كانون الأول / ديسمبر 2012 وكانون الثاني / يناير 2017. وبينما كان محتوى المحادثات يُعرض على شاشة في قاعة المحكمة، بدا للعيان أنّ المتهم كان في اضطراب وتزعزع، إذ كان يفرك عينيه، ويغضّ بصره، وينطوي على نفسه بينما كانت تُبثُّ أموره الخاصة علنا.

بدأت المحادثة الأولى، المُعَنوَنة بـ «39 - [حُجب الاسم]»، بحوارات تافهة سخيفة استحالت فُحشا وبذاءة. ففي 16 كانون الثاني / يناير 2016، كتب المتهم: «اللعنة على ذلك المدرب. إنه يستحق أن يُـــنا* لدروسه في تعليم القيادة». حملق علاء في الشاشة أثناء قراءة الرسائل، ولكنه بدا غير مكترث كما لو كان يرجو أن يمرّ هذا الموقف المحرج سريعا.

أخذت المحادثة رقم 80، مع [حُجب الاسم] مسارا مشابها: محادثةٌ مبتذلة تافهة انقلبت سريعا إلى تعليقات فظة. ففي 30 كانون الأول / ديسمبر 2017، كتب المتهم: «لكنني نسيت أن أقول لك أن تبتعد عن طيـ*ي يا كحتوت». أثناء قراءة هذه المحادثة، هوى علاء بجبهته على يده ودَنْقَسَ عينيه خافضا بصره، وبدا تعيسا مكروبا.

كشفت سلسلة من الرسائل المتبادلة مع [حُجب الاسم] بين 22 و 25 نيسان / أبريل 2012 عن نمط من التلاعب العاطفي يتسم بنبرة من التهجّم الكامن ورثاء الذات استدرارا للشفقة. قال المتهم: «حياتي، حبي كله... اللعنة على مزاجي هذا». وكان ردّ [حُجب الاسم] نقطة التحوّل في المحادثة: «لقد خر*ت عليّ. كيف يمكن أن أصدقك الآن؟». وبعد أن أخذ علاء ينوح وينعى نفسَه لأنه لا يستحقّ اهتماما منها، أنهت المراسلات صراحة.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

ثم انتقلت الجلسة إلى محادثة بعنوان «199 - [حُجب الاسم]» (كانون الأول / ديسمبر 2011 إلى كانون الثاني / يناير 2012)، قدّم فيها المتهم تحديثات عن مكان وجوده خلال النزاع السوري، مشيرا إلى نقله إلى مشفى المزة وانتقال عائلته إلى [حُجب المكان]. أضافت هذه المحادثة سياقا لتحركاته خلال فترة مهمة في لائحة الاتهام.

ووثّقت مُدخلة أخرى مهمة، وهي «202 - عيادة ساندرز لجراحة العظام والطب الرياضي» (11 كانون الأول / ديسمبر 2013)، محاولةَ المتهم مغادرة سوريا. إذ كتب فيها: «اسمي علاء م، جراح عظام، في السنة الخامسة. هل يمكنكم مساعدتي، رجاءً؟ أريد أن أصبح طبيبا مقيما أو باحثا». تشير هذه الرسالة القصيرة إلى رغبة قوية في تأسيس مسيرة مهنية طبية في الخارج.

امتدت المحادثة الأخيرة في التي عُرضت في الجلسة، «111: [حُجب الاسم]»، من 5 إلى 9 كانون الثاني / يناير 2012. ترنّحت رسائل المتهم بين أسماءٍ تحبُّبيّةٍ وغضب. إذ كتب مرارا: «لولو؟ لولو؟ ماذا حدث لك؟» قبل أن يختتم بـ «اللعنة، ماذا حدث لك؟» ورغم أنّ المحكمة لم تعقّب على المحتوى، إلّا أنّ رسائل الدردشة حَوَت في طيّاتها إحساسا بعَوَز علاء إلى الاهتمام والتقدير العاطفي.

طوال الجلسة، بدا تزايدُ سلوك المتهم توترا وانطواءً. إذ قدحت محادثاتُه الخاصةُ في صورة الجراح المهذّب الواثق بنفسه. وصوّرت الرسائلُ علاءً بأنه شخص يستخدم لغة بذيئة وسلوكا تحايليّا تلاعبيّا أحيانا. وبعد قراءة المحادثات، سأل رئيس المحكمة محاميَ الدفاع بون عما إذا كان ينوي تقديم مزيد من الطلبات للحصول على أدلة. وتقرّر إصدار الحكم في 5 حزيران / يونيو 2025 [ملحوظة: أُرجئ إصدار الحكم لاحقا إلى 16 حزيران / يونيو 2025]. وأكّد رئيس المحكمة أنّ المتهم والقضاة الإضافيين ومحاميَ الدفاع بون سيحصلون على نسخ من السجلات الرسمية. وفقا للمحكمة، تلقى المدعون هذه الوثائق سابقا وتنازلوا عن حقهم في قراءتها بأنفسهم.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:14 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 13 آذار / مارس 2025، في العاشرة صباحا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.