1 min read
داخل محاكمة علاء م #93: التَّعَرُّفُ عَلى الْمُتَّهَمِ، وَاتِّهامُ الْمُحامِيَة

داخل محاكمة علاء م #93: التَّعَرُّفُ عَلى الْمُتَّهَمِ، وَاتِّهامُ الْمُحامِيَة

محاكمة علاء م.

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثالث والتسعون

تاريخ الجلسات: 13 و 16 كانون الثاني / يناير 2025

 تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الثالث والتسعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم السابع والثامن والستين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، استمعت المحكمة إلى شهادة P56 الذي وصف اعتقال ابنه في سوريا وزيارته إلى مشفى 601 العسكري في دمشق، حيث وجد ابنَه معتقلا في ظروف وحشية. خُصّص جزء كبير من الجلسة لتعرّف P56 على المتهم، ولمخاوف الدفاع من احتمال أن يكون قد أثّر على الشاهد محاميتُه. وناقشت المحكمة عملية التعرف على مجموعة صور، وتداولت لاحقا مزاعم بأن محامية P56 حاولت أن تؤثّر على شهادته.

في اليوم الثاني، عاينت المحكمة أدلة لمحادثات على تطبيق واتسآب تتعلق بمشاركة الطاقم الطبي في التعذيب. وصف الخبير اللغوي، السيدُ فرّاج، ترجمته وأكّد أنّ بعض الرسائل ناقشت شكوكا حول استخدام البوتاسيوم مادةً قاتلة. تناظر الادعاء العام والدفاع حول مصداقية الرسائل وتأثيرها على القضية. واختُتمت الجلسة ببلبلة تتعلق بوثائق تخص امتيازات لشهود من أسرة المتهم لم تُسلّم بعد.

 اليوم السابع والستون بعد المئة - 13 كانون الثاني / يناير 2025

مَثَل شاهدا في الجلسة الأولى من الأسبوع [حُجب الاسم]، P56، ورافقته محاميتُه السيدةُ نهلة عثمان. ورغم أنّ P56 كان يفهم اللغة الألمانية شيئا ما، إلّا أنه اعتمد أساسا على المترجم الشفوي، السيد فرّاج، الذي استُدعي شاهدا خبيرا لدوره سابقا في ترجمة استجواب المدعية العامة العليا، تسابيك، للشاهد P56. وذكّره القاضي كولر بواجباته شاهدا وسأله عن خلفيته.

في بداية الجلسة، طلب القاضي كولر من P56 أن يعرّف عن نفسه شخصيا ومهنيا. فأكد P56، الذي يبلغ من العمر [حُجبت المعلومة] عاما ويعمل [حُجبت المعلومة] ويقيم في [حُجب المكان]، أنه لا علاقة تربطه بالمتهم. وأفاد أنه وُلد في سوريا وعمل [حُجبت المعلومة] في دمشق قبل أن يفر إلى [حُجب المكان]. تفهّم القاضي كولر ظروفه الصعبة وأعرب عن تقديره لاستعداده للإدلاء بشهادته رغم الأخبار المحزنة التي تلقاها مؤخرا من سوريا.

خلال استجواب سابق أجرته الشرطة وحضرته المدعيةُ العامة العليا الدكتورةُ تسابيك، عُرضت على P56 صورٌ لثمانية أشخاص ليتعرّف على من يعرفه منهم. لم يتعرّف على أحد في سبع صور، ولكنه تمهّل عند صورة، مشيرا إلى وجود تشابه قوي مع طبيب يتذكره من عام 2013. وبعد مزيد من الأسئلة، تعرّف على الصورة رقم 3 في نهاية المطاف. أكّد السيدُ فرّاج أنّ P56 طُلب منه أن يوقع أسفل كل صورة. اعترض محامي الدفاع إندريس محاججا بأن على P56 أن يؤكد تعرفه على الصورة فحسب، دون الإشارة إليها. فسمحت المحكمة بمراجعة أخرى للصور.

تساءل القاضي رودِه عمّا إذا كان قد سُمح لـ P56 بتصفّح الصور بنفسه. أوضح السيد فرّاج أنّ المدّعية العامة شْليب ضبطت العملية، إذ عرضت كل صورة على حدة. وأفاد السيد فرّاج، عندما سُئل عن الأمر، بأنّ P56 لم يُدلِ بملاحظات إضافية.


[استراحة لثلاث دقائق]


بعد ذلك، استأنف P56 شهادته، وكان برفقته ابنُه ومحاميتُه نهلة عثمان. جلس ابنه خلفه بينما استمرّ فرّاج مترجما شفويا. تساءل القاضي كولر عمّا إذا كان ينبغي إجراء الاستجواب باللغة الألمانية، أو كاملا بالعربية، أو مزيجا من كلتَيهما. فطلب P56 أن يُجرى كاملا باللغة العربية.

خاطب القاضي كولر الشاهدَ P56 من خلال فرّاج: «نشكرك على حضورك. نحن نتفهم أنك تلقيت أخبارا مفجعة من سوريا، وتحديدا تأكيدا نهائيا على وفاة ابنك. نقدر كثيرا حضورك هنا، لا سيما في هذه الظروف الصعبة».

اتباعا للتعليمات القانونية، سجّل القاضي كولر بيانات P56 الشخصية، مؤكدا اسمه وعمره ومهنته ومحل إقامته. وعندما سُئل P56 عن أي علاقة بالمتهم، نفى بشدة وجود أي صلة بينه وبين المتهم.

وعندما سُئل الشاهد عما إذا كان قد تعرّف على المتهم، نفى معرفته به بدايةً، ولكنه شهد لاحقا أنه رآه مرة من قبل. ثم وصف لقاءً حدث في آب / أغسطس 2013 عندما اعتُقل ابنه. إذ روى P56 أنه تلقى مكالمة هاتفية من رجل يُدعى [حُجب الاسم] الذي ادّعى أنّ ابنه كان معتقلا في فرع فلسطين في دمشق. واقترح [حُجب الاسم] أن يطلب P56 المساعدة من رجل يُدعى [حُجب الاسم] وكان يعيش في نفس الحي في دمشق. وعندما زار P56 [حُجب الاسم]، وعدته زوجته، [حُجب الاسم]، بأن تسهّل نقل ابنه إلى مشفى 601 العسكري مقابل 150 ألف ليرة سورية. وادعت أنّ بإمكان طبيب من عائلة [حُجب الاسم] أن يتعهد بهذا النقل.

وعندما وصل P56 إلى المشفى، اقتيد إلى غرفة خلفية حيث رأى معتقلين بملابسهم الداخلية مقيّدين إلى أسرّة، ومن بينهم ابنُه. وروى أنّ ثلاثة أفراد من الطاقم الطبي كانوا هناك، فأهانه أحدهم وتبجّح قائلا: «من يعارض النظام لا يستحق الرحمة». ووفقا لما ذكره P56، كان هذا الطبيب هو نفس الشخص الذي تعرّف عليه لاحقا في تقارير وسائل الإعلام.

وبعدما غادر P56 المشفى، التقى بـ [حُجب الاسم] مرة أخرى ودفع المبلغ المطلوب. واقترح [حُجب الاسم] لاحقا أنّ بإمكانه الحصول على تقرير طبي مقابل خمسة ملايين ليرة سورية. ونظرا لعجز P56 عن دفع هذا المبلغ، فكّر في بيع منزله في حمص. وبعد ستة عشر يوما، تلقى اتصالا من الوحدة العسكرية التي تحتجز ابنه، وأخبره أحد الجنود ببرود «لقد انهار ابنك».


[استراحة لثماني دقائق]


زعم محامي الدفاع إندريس أنّ P56 حاول أن يؤثر على شهادته محاميتُه نهلة وابنُه خلال الاستراحة. تباحث القضاة مليّا ثم استأنفوا الجلسة، وقرروا في النهاية ألّا يعفوا نهلة من مهامها مستشارةً قانونية. سأل القاضي كولر P56 عمّا إذا تحدثت نهلة معه أثناء الاستراحة. فأنكر P56 ذلك في البداية، ولكنه أقرّ لاحقا أنها سألته عمّا إذا كان بإمكانه الرؤية بوضوح بنظارته. وأشار ابنه أيضا إلى أنّ مظهر المتهم ربما يكون قد تغيّر.


[استراحة لإحدى وثلاثين دقيقة]


بعد استراحة الغداء، سأل القاضي كولر عمّا إذا رأى P56 صورة المتهم في التقارير الإعلامية قبل المحاكمة. فأكد P56 أنه شاهد مقالات تتعلق بالمحاكمة على فيسبوك والجزيرة، ولكنه أصرّ على أنه تعرّف على المتهم بناءً على ذاكرته. وأقرّ أنّ [حُجب الاسم] زودته باسم المتهم بُعَيد زيارته المشفى، مدّعية أنّ لها قريبا يعمل هناك.

عرض القاضي رودِه صورة لعلاء عندما كان أصغر سنا وسأل عمّا إذا كان P56 قد تعرّف عليها. فأكّد P56 أنه رأى هذه الصورة من قبل. وعُرضت صور أخرى لثلاثة أطباء، لم يتعرّف الشاهدُ فيها إلّا على المتهم.


[استراحة لعشرين دقيقة]


في ختام الجلسة، انتقد إندريس تأثير التغطية الإعلامية على المحاكمة. وشكر القاضي كولر المترجمَ الشفوي السيدَ فرّاجا على مساعدته.

رُفِعت الجلسة في الساعة 1:30 ظهرا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 16 كانون الثاني / يناير 2025، في العاشرة صباحا.

 اليوم الثامن والستون بعد المئة - 16 كانون الثاني / يناير 2025

بدأ القاضي كولر الجلسة بقراءة تقريرَين من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) حول محادثة واتسآب تتعلق بالشاهد P52. وعُرضت تقارير أخرى من قسم شرطة فولْفِنبوتِل توضح بالتفصيل كيف أمّن قسمُ تقنية المعلومات سجلاتِ المحادثات.

استُجوب شاهدا المترجمُ الشفوي السيد فرّاج، الذي ترجم المحادثات، ولكنه لم يُحلّف. وطُلب منه أن يشرح عملية الترجمة التي أدّاها، والتي نظم فيها المحادثات في ثلاثة أعمدة: التاريخ والوقت، واسم المرسل، والنص العربي إلى جانب ترجمته الألمانية. وتُرجمت الرسائل الصوتية مباشرة إلى الألمانية في عمود منفصل. وأوضح فراج أنه لم يترجم إلّا الرسائل التي لها صلةٌ بالقضية، واستبعد المحتوى الشخصي أو ما ليس له صلةٌ بناءً على طلب P52.

تضمّن الجزء الأول من تحليل المحادثات الرسائلَ من 9 أيار / مايو 2019 إلى 2 تشرين الأول / أكتوبر 2023. أما الجزء الثاني، الذي يمتد من أيلول / سبتمبر إلى كانون الأول / ديسمبر 2024، فوصفه فرّاج بأنه أقصر ولكنه أكثر تفصيلا. ونظرا لتعقيده، حددت المحكمة موعدا لمناقشته في يوم المحاكمة #151.

سأل القاضي رودِه السيدَ فرّاجا عمّا إذا كانت الترجمة حرفية، فأكد فرّاج أنه نسخها كما ظهرت بالضبط، مع الإبقاء على الأخطاء النحوية وفوارق اللهجات.

عاينت المحكمة مقتطفات رئيسية للمحادثات بين P52 و[حُجب الاسم]، والتي جرى فيها نقاش المقابر الجماعية وأساليب الإعدام ودور الطاقم الطبي. وطلب P52 من [حُجب الاسم] أن يزوّده بأدلة من صور أو مقاطع فيديو للمركبات التي كانت تنقل الجثث إلى المقابر الجماعية، إضافة إلى هويات المشاركين في هذه العمليات. ووصف [حُجب الاسم] بالتفصيل كيف كان يُحتفظ بالمعتقلين في مشارح المشافي قبل نقلهم، وغالبا بعد تعذيبهم أو إعدامهم. وأضاف [حُجب الاسم] أنّ كثيرا من الضحايا كانوا عناصر في الجيش السوري الحر، وأنّ جثثهم لم تُعد إلى عائلاتهم.

وأشارت رسائل أخرى إلى حالات تعذيب محددة في مشفى حمص العسكري. ووصف [حُجب الاسم] كيف كان يُعثر مرارا على مرضى أمواتا بعد أيام قليلة من وصولهم بصحة جيدة فيما بدا. وروى كيف شارك الأطباء أحيانا في إساءة معاملة المعتقلين، مستشهدا بواقعة سُكب فيها مطهر قابل للاشتعال على الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين قبل أن تُضرم بها النار. وضغط P52 على [حُجب الاسم] للحصول على مزيد من التفاصيل بشأن مشاركة الدكتور علاء المزعومة في مثل هذه الممارسات.

ومن الجوانب المهمة الأخرى في المحادثات نقاشٌ حول أساليب نظام الأسد في قمع المعارضة. وشرح [حُجب الاسم] كيف كانت المشافي امتدادا للأجهزة الأمنية، إذ كان يُصفّى فيها المتظاهرون الجرحى والمعارضون بدلا من معالجتهم في كثير من الأحيان. وتحدث بالتفصيل عن إحدى الحالات التي اعتُقل فيها رجل لا لشيء إلّا لأنه لم يظهر الاحترام أثناء جنازة عسكرية ثم استُجوب وحُقّق معه. وأشار [حُجب الاسم] إلى أنّ الطاقم الطبي الذي اعترض على هذه التصرفات أُنذر ألّا يتدخل وذُكّر بواجبه تجاه النظام.

وأشارت رسائل أخرى متبادلة بين P52 و[حُجب الاسم] إلى محاولات تتبع تحركات علاء في ألمانيا. وأرسل وهبي مقالا من صحيفة القدس العربي الفلسطينية التي تصدر في لندن، يتضمن صورة للدكتور [حُجب الاسم] يقف إلى جانب السيدة الأولى سابقا في سوريا، أسماء الأسد، وهو طبيب آخر متهم بالتعذيب والقتل. ناقش P52 و[حُجب الاسم] دور [حُجب الاسم] في نظام المشافي العسكرية السورية ومشاركته المزعومة في انتهاكات حقوق الإنسان. وشارك [حُجب الاسم] روابط لمصادر على الإنترنت تشير إلى مواقع محتملة قد يكون علاء يعمل فيها، رغم أنه أشار إلى أنّ حسابات علاء على وسائل التواصل الاجتماعي قد أُلغي تفعيلها، وهو ما صعّب من التحقق من ذلك.


[استراحة لثلاث وعشرين دقيقة]


اختُتمت الجلسة بمزيد من النقاش حول الأدلة الرقمية. ووبّخ القاضي كولر المتهمَ لأنه لم يقدّم تنازلا عن حق الأقارب في رفض الشهادة موقّعا من زوجته ووالديه.

رُفِعت الجلسة في الساعة 12:00 ظهرا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 23 كانون الثاني / يناير 2025، في العاشرة صباحا.