1 min read
داخل محاكمة علاء م #92: إِعادَةُ الصَّدْمَة

داخل محاكمة علاء م #92: إِعادَةُ الصَّدْمَة

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثاني والتسعون

تاريخ الجلسات: 17 و 19 و 20 كانون / ديسمبر 2024

 تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الثاني والتسعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع والخامس والسادس والستين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، استأنف القضاة استجواب P54. بدا P54 مشتّتًا، إذ توقف ملِيًّا عدة مرات وتهرّب من الأسئلة. ولم يستطع أن يتذكر أفعالا محددة، بل ناقض نفسه مرارا. في البداية، أعرب القاضي كولر عن تعاطفه مع الشاهد الذي عانى من صدمة نفسية وأقرّ بأن الاستجواب قد يؤدي إلى إعادة الصدمة. ثم احتدّ صوته في النهاية متهما P54 بمحاولة تسيير القضاة كما يريد.

في اليوم الثاني هذا الأسبوع، استجوبت المحكمة السيدَ هايْكو شْبْرِنْجْمان، وهو محقق جنائي من مكتب الشرطة الجنائية الإقليمية الألماني (LKA)، حول استجواب الشرطة للشاهد P52. وتوافقت شهادة السيد شْبْرِنْجْمان كثيرا مع شهادة P52.

في ثالث أيام المحاكمة هذا الأسبوع، استمعت المحكمة إلى خبيرة في اللغة [حُجبت المعلومة] عرضت ترجمة استجواب الشرطة [حُجبت المعلومة] لـ P15.

 اليوم الرابع والستون بعد المئة - 17 كانون الأول / ديسمبر 2024

استهلّ القاضي كولر جلسة هذا الأسبوع الأولى بإبلاغ الأطراف بنقاش جرى في 12 كانون الأول / ديسمبر 2024 بين القضاة وممثّلتَي مكتب المدعي العام الاتحادي (GBA)، الدكتورة تْسابيك والسيدة شْليب. إذ تمحور النقاش حول إعادة استدعاء شهود بسبب تغير الظروف في سوريا. أعرب الادعاء العام عن مخاوفه بأن التهديد الذي تعرض له الشهود لم ينحسر تماما رغم التطورات الأخيرة. وينطبق هذا خصوصا على P45 الذي كان ضمن برنامج حماية الشهود. وتوجّس الادعاء العام من المخاطر المحتملة على P45 إذا كُشفت هويته. ونظرا لعجز P45 عن تقديم شهادة كاملة بخصوص ما زُعم من لكمة على العظام المكسورة، ارتأى الادعاء العام إلغاءَ هذه الجريمة وفقا للفقرة 154 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وفي النهاية، قرر القاضي كولر ألّا يستعدي P45 مجدّدا.

ثم أعلن القاضي كولر عن إضافة أيام محاكمة حتى العطلة الصيفية، متأمّلا ألّا يحتاجوا إلى جميعها. ونُشرت التواريخ على موقع المحكمة على الإنترنت. ومن المقرر أن يدلي الطبيب النفسي البروفيسور بيرجر بشهادته في 11 شباط / فبراير 2025 الذي كُلّف بتقييم ما إذا كان المتهم يشكل خطرا على العامة وما إذا كان ينبغي وضعه في الحبس الاحترازيّ بموجب الفقرة 66 من القانون الجنائي الألماني بعد انتهاء مدة عقوبته. وأكد فريق الدفاع ختاما أنّ أقارب المتهم سيستخدمون حقهم في الامتناع عن الإدلاء بشهادتهم بموجب الفقرة 52 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، ولذا لن تستدعيهم المحكمة.

ثم تابع P54 شهادته. [ملاحظة: بدأت شهادة P54 في الأسبوع السابق. لمزيد من التفاصيل عنها، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #91]. وعاونتاه هذا اليومَ المترجمةُ الشفوية السيدةُ شبيب ومحاميتُه الدكتورةُ ميرينج-تْسييَه. سأل القاضي كولر عمّا إذا طرأ أيُّ تهديد لـ P54 أو عائلته بعد شهادته في المحكمة في الأسبوع السابق، فنفى P54 ذلك. فأعرب القاضي كولر عن ارتياحه وأوضح أنّ المحكمة تسعى إلى تناول التباينات بين إفادة P54 في الشرطة وشهادته في المحكمة. وأكّد لـ P54 أنّ ليس عليه أن يشهد حول ما لا يتذكره، ولكنه أشار إلى أنّ P54 قد يتذكر أكثر مما أبلغ القضاة به الأسبوع الماضي. وردّا على ذلك، أوضح P54 أنه كان قادرًا على تذكّر تفاصيل أكثر حول الفترة التي قضاها في المشافي السورية عندما استجوبته الشرطة قبل أربع سنوات، ولكنه واجه كثيرًا من المشاكل العائلية منذ ذلك الحين، وهو ما عكّر ذاكرته.

مستأنفا الاستجواب، أراد القاضي كولر أن يعرف أكثر عن قذع علاء بالكلمات البذيئة التي ذكرها P54 في الأسبوع السابق. فأجاب P54 أنّ علاءً استخدم هذا الأسلوب مع زملائه. بيّن القاضي كولر أنه أراد أن يعرف كيف تحدّث علاء عن المرضى أو معهم، ثم اقتبس من محضر استجواب الشرطة مقطعًا وصف فيه P54 كيف أهان علاءٌ معتقلين في قسم الطوارئ. وبعد عدة توقفات طويلة، بدأ P54 يتحدث عمومًا عن المعتقلين الذين جُلبوا إلى قسم الطوارئ. فسأل القاضي كولر سؤالا مباشرا عمّا إذا كان يتذكر P54 إهانة علاء للمعتقلين. وبعد صمت طويل، أجاب P54 بأنه لا يتذكر.

بعد ذلك، سأل القاضي كولر عمّا إذا كان P54 يتذكر رؤية علاء يعتدي جسديّا على المرضى. فأجاب P54 أنه كان يعرف أنّ علاء ضرب المرضى، ولكنه لا يتذكر تفاصيل كيفية حدوث ذلك. أقرّ القاضي كولر بأن مناقشة أمور كهذه في حضور المتهم. فأوضح P54 أنّ تردّده نابع من أنّ أشخاصًا كُثُرًا شاركوا في إساءة معاملة المعتقلين، ولم يرغب في تجريم علاء زورا.

أعقب ذلك نقاشٌ مطوّلٌ حاول خلالها القاضيان كولر ورودِه أن يستحثّوا ذاكرة P54 ويستدرّوا روايةً مفصّلةً عن واقعة أساء علاءٌ فيها التصرف عن طريق إثارة عدة أسئلة، ولكن شقّ على P54 أن يتذكّر بوضوح، ولم يذكر إلّا بغموض أنّ علاء ربما ضرب معتقلين [حُجبت المعلومة] أو [حُجبت المعلومة].


[استراحة لخمس دقائق]


بعد مداولات وجيزة في غرفة القضاة، خاطب القاضي كولر P54 برفق ولين. وأقرّ بمدى صعوبة تذكّر المواقف التي لم يتمكن فيها P54 من مساعدة المحتاجين إلى الرعاية الطبية لأنه كان يخشى على حياته. وأشار القاضي كولر إلى أن تشوّه الذاكرة قد يمثّل شكلًا من أشكال الحماية الذاتية في مثل هذه الظروف من العجز. أقرّ P54 بأنّ هذه كانت حاله حقّا. شدّد القاضي كولر أنه استنادًا إلى خبرته في محاكمات أخرى، فإن الضحايا يقدّرون بشدة مبادرات الشهود، وأنه قد يكون لشهادة P54 دورٌ مهم في مساعدة الضحايا على إيجاد شكل من أشكال السلام.

سأل القاضي كولر P54 عمّا إذا كان ثَمَّة أطباء آخرون شاركوا في إساءة المعاملة. أكّد P54 ذلك، ولكنه آثر الصمت لمّا طُلبت أسماؤهم. وبعد شيء من التردد، ذكر اسم [حُجب الاسم] متحرّجا. عبّر القاضي كولر عن إحباطه، متسائلا لِمَ تمكّن P54 من ذِكر عدة أسماء للشرطة، ولكنه يستصعب ذلك في المحكمة. وأخبر P54 أنه لا يعتقد أنه هناك أي تهديد لعائلته في سوريا لأن أمورًا أخرى تحدث فيها. وضّح P54 أنه حاول استرجاع ذكرياته عن طريق مشاهدة فيديو لقناة الجزيرة عن علاء، لأنه واجه صعوبة في تذكر التفاصيل خلال الجلسة السابقة. وأضاف أنّ ما يشغل بالَه حاليّا هو أنه لم يعد بإمكانه أن يميّز بين ما شاهده في الفيديو وما يتذكره من الوقت الذي أمضاه في المزة.

بعد مزيد من الأسئلة، أكّد P54 أنه يتذكر أنّ علاء ركل مرضى ممدين على الأرض. وعندما سُئل عن واقعة تتعلق بالمتهم وتطهير جرح، أجاب P54 أنه لا يتذكرها. تشكّك القاضي كولر مشيرًا إلى أنّ الواقعة كانت لافتة للنظر بشدة. ثم قرأ من محضر استجواب الشرطة الذي ذُكر فيه أنّ P54 شاهد علاءً يطهّر جرحَ مريض باليود، وعندما طلب المريض ماء لأنه كان عطشانا، زُعم أنّ علاء طلب منه [حُجبت المعلومة] وسكب اليود [حُجبت المعلومة]. سلّم P54 بصحة ذلك حتما لأنه ذُكر في إفادة الشرطة، ولكنه قال إنه عاجزٌ عن تذكر ذلك الآن.

صرّح القاضي كولر بأنه لا يصدّق ذلك، فأبلغت القضاةَ المحاميةُ الدكتورةُ ميرينج-تْسييَه أنّ P54 كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. فردّ القاضي كولر بأن كثيرًا من الشهود كانوا يعانون من هذه الحالة، وأنه كان يدرك أنّ الاستجواب قد يؤدي إلى إعادة الصدمة، ولكنه شدّد على أنّ القانون يلزمه بمواصلة الاستجواب. ثم اقتبس من المحضر مرة أخرى الذي ذكر فيه P54 أنّ علاء لم يسكب اليود لداعٍ طبيّ، بل لأنه بدا مستمتعًا بذلك. فأكّد P54 هذه الإفادة. سأل القاضي كولر عمّا إن تذكّر P54 الواقعة الآن، فنفى P54 ذلك، موضحا أنّ ذاكرته كانت لا تزال ضبابية.

سأل القاضي رودِه عمّا إذا سمع P54 شيئا سلبيّا عن علاء. فأكد P54 ذلك، موضحا أنّ زميله في السكن أخبره أنّ علاء كان أنانيا لأنه لم يكن يلتزم بنظام استخدام غرف العمليات وآذى المرضى بألفاظه. كان P54 على عِلمٍ باسم زميله في السكن، ولكنه رفض الكشف عنه، لأنه لم يحصل على إذن بذلك.

ثم استفسر القاضي رودِه عن معارف علاء وعلاقاته القوية التي ذكرها P54 للشرطة. فأجاب P54 أنّ علاء كان لديه علاقات قوية لأنه كان قادرًا على الانتقال بين المشافي، إذ انتقل من حمص إلى دمشق، وهو أمر لا يُسمح به عمومًا إلّا إذا أُغلق المشفى.


[استراحة لخمس وعشرين دقيقة]


بعد الاستراحة، عُرضت على P54 صورةُ أقمار صناعية لمشفى المزة. وصوّرت كاميرا الطاولة التي جلس عندها P54 يتفحّص الصورة، وعُرض ذلك على الشاشات في قاعة المحكمة وشرفة الجمهور. سُئل P54 عمّا إذا تعرّف على المنطقة. فاستغرق وقتًا طويلاً أطول من العادة للتعرّف عليها، ولكنه تمكّن في النهاية من تحديد المباني المختلفة. وأشار إلى المكان الذي كان يعتقد سابقًا أنّ الجثث وُضعت فيه أثناء عمله في مشفى المزة. ولكنه تباحث الأمر مع زملائه بعد وصوله إلى ألمانيا وأدركوا جميعًا خطأهم. إذ اكتشفوا أنّ الجثث نُقلت إلى منطقة مختلفة أشّر عليها P54 على الصورة.

إضافة إلى ذلك، رسم P54 مخطّطًا توضيحيّا للمبنى الذي كان يُحتجز فيه المعتقلون. سأل القاضي رودِه عمّا إذا كان مسموحًا لعلاء دخولُ هذا المبنى. فأجاب P54 أنه لم يكن متأكدا، ولكنه افترض أنّ علاء كان لديه إمكانية لدخوله، وأضاف أنّ كل شخص في المشفى كان يعرف من كان يُسمح له دخولُ مبنى المعتقلين. وعندما سُئل P54 عن كيفية معرفته بذلك، ظلّ صامتا، ثم ذكر اسم طبيب آخر يُدعى [حُجب الاسم] وكان مسموحا له الدخول. أشار القاضي رودِه إلى أنّ P54 بدا كأنه يتهرّب من الأسئلة التي تتعلق بعلاء. فأجاب P54 أنه لم يكن يتهرّب من الأسئلة، بل كان يحاول أن يتبحّر في ذكرياته فحسب ليتذكر كيف علِمَ أنّ علاء كانت لديه إمكانية دخول. وأخبر P54 القضاةَ في النهاية أنه سمع من أصدقائه وزملائه أنهم رأوا علاءً يدخل المبنى.

ردّا على ذلك، وبّخ القاضي كولر P54 لأنه استغرق عشر دقائق للإجابة على سؤال القاضي رودِه. وحذّر الشاهدَ من أنّ الاستجواب قد يستمر لأيام. قال القاضي كولر لـ P54 إنه يعتقد أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، إلّا أنه أشار إلى أنه وفقًا للخبراء، غالبًا ما يتذكر الأشخاص الذين يعانون من الصدمة النفسية الأحداثَ المؤلمة بوضوح تام. وشدّد على أنه يعتقد أنّ P54 كان يعرف أكثر مما أفصح عنه. وأكّد مجددًا أنه لا يعتقد أنه ما زال هناك تهديد لمن يشهد ضد الأسد.

انتقل الحديث مرة أخرى إلى مبنى المعتقلين. أشار القاضي كولر إلى محضر الشرطة الذي ذُكر فيه أنّ P54 حكى عن تلقي مكالمات هاتفية من مبنى المعتقلين طلبًا للمساعدة الطبية، وسأل كولر عمّا إذا طُلب أطباء محددون. أشار P54 إلى واقعة استُدعي فيها لتغيير قسطرة بولية لمريض، ولكن لم يُجلب المريض إليه. فوبّخ القاضي كولر P54، مشيرا إلى أنه ذكر هذه القصة في الأسبوع السابق وأنّ إجابته لا تتعلّق بالسؤال الحالي. ثم عقّب القاضي كولر بأسئلة، ولكن إجابات P54 لم تُرضِ القاضي.

بعد ذلك، احتد صوتُ القاضي كولر الذي أخبر الشاهد أنّ السّيل بلغ الزُّبى واتهمه بمحاولة تسيير القضاة كما يريد. وبعد أسئلة أخرى، أشار P54 إلى أنّ أطباء محددين مؤيدين للأسد طُلب منهم الذهاب إلى مبنى المعتقلين. وبسبب شكله واسمه وأصله، افترض الناس أنه كان ضد الأسد، ولهذا طُلب منه أن يرسل أطباء آخرين إلى مبنى المعتقلين. سأل القاضي كولر عن توجهات علاء. فأجاب P54 أنه كان مؤيدًا للأسد، ولكنه لم يستطع أن يشير إلى حقائق محددة قادته إلى هذا الاستنتاج.

أُثيرت أسئلة أخرى بخصوص ما ذكره P54 من «أعمال علاء البطولية». صمت P54 مرة أخرى وطلب استراحة. ورغم تهديد القاضي كولر بأنهم لن يأخذوا استراحة قريبا ما لَم يُجب P54، توقفت الجلسة لاستراحة الغداء بعد بضعة دقائق.


[استراحة لثمانين دقيقة]


خلال الاستراحة، دعى القضاةُ المحاميةَ الدكتورة ميرينج-تْسييَه إلى غرفتهم. وعندما عاد الجميع إلى قاعة المحكمة، أعرب القاضي كولر عن تعاطفه مع حال P54 وفقدانه التركيز، وخيّر P54 بين إنهاء شهادته في هذا اليوم أو العودة بعد يومين، ولكنه رجّح أنّ إنهاءها قد يكون أفضل للشاهد. ثم توقفت الجلسة مرة أخرى لأن القاضية فون أرنيم لاحظت أنّ علاء كان يبكي.


[استراحة لخمس دقائق]


بعد أن شاور كلٌّ منهما محاميهم، أقرّ P54 بأنه يريد مواصلة الاستجواب، وأكّد علاء أنّ بوسعه متابعة الجلسة.

بعد ذلك، طُلب من P54 مجدّدًا أن يوضّح «أعمال علاء البطولية». مضى بعض الوقت إلى أن تمكن P54 من تقديم إجابة واضحة، إذ تبيّن أنه كان يشير إلى إجراء علاء عمليات جراحية لمرضى معتقلين رغم افتقاره إلى الاختصاص الطبي اللازم، وهو أمرٌ لم يكن ليُسمح لعلاء أن يفعله مع مرضى عسكريين عاديين. وفي المقابل، أشار P54 إلى واقعة طُلب فيها منه هو أن يُجري عملية جراحية لمريض لم يكن مؤهلا لها، فحضّه ذلك إلى طلب مساعدة طبيب آخر مؤهل لذلك. وسمع P54 علاءً يتبجّح بأفعاله، كما أخبره بذلك زملاؤه الذين شهدوا علاءً يجري العمليات الجراحية.

عندما سُئل P54 عن عمليات دون تخدير، صمت مرة أخرى، وأجاب على أسئلة تعقيبيّة بصورة عامة، وتَعْتَع في كلامه عندما سُئل عن المتهم. وبغتةً، وبّخ القاضي كولر محاميَ الدفاع إندريس لإيماءاته وتعليقاته على شهادة P54، وحثّه على إظهار الاحترام للشاهد الذي كان يعاني من صدمة شديدة. وفي الدقائق التالية، تعاسرت متابعةُ شهادة P54، إذ أشار إلى احتمال مشاركة علاء في عملية تثبيت عظم مكسور دون تخدير، ولكنه عجز عن تقديم مزيد من التفاصيل حول الواقعة.

تضاءل تركيز P54 مع سَير الجلسة، وشدّد مرارًا على أنه لم يكن متيقّنًا مما إذا كان يتذكر شيئا عن المتهم أو ما إذا استقى هذه المعلومات من فيديو الجزيرة الذي شاهده. وروى أنّ علاء كان يعاني من مشاكل في كليته بسبب أدوية كان يسُفّها لبناء العضلات، ولكنه لم يتذكر إن أُصيب علاءٌ بـ [حُجبت المعلومة].

ركّزت الأسئلةُ الأخيرةُ على الأحداث التي شهدها P54 في حرستا. فاسترسل P54 في حديثه بحرية أكبر وأبلغ القضاةَ أنه اشتبه في أنّ المرضى قد قُتلوا في قسم الطوارئ بحقن [حُجبت المعلومة]، وأنه استشعر هذه الحقن في معطف ممرض.

بعد ذلك، سأل القاضي كولر بقية الأطراف عن عدد أسئلتهم، لأنه لم يرغب في أن يكابد P54 الاستجوابَ لمدة أطول. فأجاب محامي الدفاع إندريس أنّ لديه الكثير من الأسئلة، إذ لاحظ أنّ المحاكمة بها مشكلتان جوهريتان: أولهما أنّ الشهود لم يميّزوا بين ما شهدوه بأنفسهم وما سمعوه من آخرين. وثانيهما أنه لم يتضح متى استقى الشهود معلوماتهم، وما إذا لم يعلموا بها إلّا على الإنترنت. وأضاف محامي الدفاع إندريس أنّ توبيخ القاضي كولر آذاه، ولكنه لن يبقى مكتوف اليدين. طلب القاضي كولر من إندريس ألا يبالغ في رقة عواطفه، منوّها إلى عِلمه بأن إندريس كان يدرك أنّ شهادة الشهود وضعت المتهم في وضع لا يبشّر بخير، وبأن إندريس سيحاول بعد ذلك تشتيت انتباههم. ثم أشار القاضي كولر إلى أنّ استجواب القضاة كان مستفيضا دومًا، وهذا يبرهنه عددُ الأسئلة القليل التي عادة ما تسألها الأطرافُ الأخرى للشهود.


[استراحة لخمس دقائق]


في نهاية الجلسة، طلب القاضي الإضافي أوتو من P54 أن يقدّر متى انتقل من مشفى تشرين إلى مشفى المزة. فأجاب P54 أنّ ذلك لا بُدّ أنه كان في [حُجب الزمان] 2011. سأل محامي الدفاع بون عمّا إذا أحضر P54 وثيقته التي تبيّن الفترة التي أمضاها في مشفى تشرين. فأكد P54 ذلك، وأراها للأطراف، ثم أُعيدت الوثيقة إليه. ووافقت محاميته على إرسال نسخة إلى المحكمة.


[استراحة لدقيقتين]


وبعد مداولات قصيرة، أكّد القاضي كولر أنّ القضاة لم يَعُد لديهم مزيدٌ من الأسئلة، وشكر الشاهدَ، واعتذر له عن رفع صوته، ثم صُرف P54.

رُفِعت الجلسة في الساعة 4:10 عصرا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 19 كانون الأول / ديسمبر 2024، في العاشرة صباحا.

 اليوم الخامس والستون بعد المئة - 19 كانون الأول / ديسمبر 2024

في الجلسة الثانية هذا الأسبوع، استجوبت المحكمةُ السيدَ هايْكو شْبْرِنْجْمان، وهو محقق جنائي من مكتب الشرطة الجنائية الإقليمية الألماني (LKA) حول الاستجوابَين اللذين أجرتهما الشرطةُ مع P52. [ملاحظة: لمزيد من التفاصيل حول شهادة P52، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #88].

تواصل المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) مع مكتب الشرطة الجنائية الإقليمية الألماني (LKA) لأن P52 أدلى أثناء جلسة استماع طلب لجوئه بأقوال قد تكون لها صلة بالتحقيق الهيكلي الذي يجريه مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) بخصوص الحرب الأهلية السورية. وبعد استجواب الشرطة الأولي، أرسل P52 إلى السيد شْبْرِنْجْمان رسالة نصية يبلغه فيها بأنه حصل على معلومات إضافية، وأدى ذلك إلى استجواب شرطة آخر. وأشار السيد شْبْرِنْجْمان إلى أنه تذكّر P52 لأنه لم يكن من المعهود أن يأخذ شاهدٌ بنصيحة الشرطة ويبلّغ عن معلومات جديدة.

أُجري استجوابُ الشرطة الأولُ مع P52 في [حُجب المكان] في [حُجب الزمان]. إذ شهد السيد شْبْرِنْجْمان أنه حضر الاستجواب مع زميلته السيدة زينيكَه التي وثّقت المقابلة، ومترجمٍ شفوي عمل معه مرارا من قبل. وأكد P52 أنه كان يفهم المترجم الشفوي جيدا. وبعد الاستجواب، طُبعت الملاحظات وراجعها P52 بمساعدة المترجم الشفوي. وبعد التأكد، وقّع الأطراف على الوثيقة. أشار القاضي كولر إلى أنّ توقيع السيدة زينيكَه لم يكن موجودا، وأنه كان مؤسفًا أنّ التي دوّنت الملاحظات لم توقّع على المحضر.

عندما سُئل عن محتوى الاستجواب، وافقت شهادةُ السيد شْبْرِنْجْمان بشدة شهادةَ P52 في المحكمة. وأبلغ السيد شْبْرِنْجْمان المحكمة أنه لا يزال يتذكر الاستجواب، ولكنه استحثّ ذاكرته بإعادة قراءة المحضر. وأكّد أنّ P52 كان عقيدًا في الحرس الجمهوري السوري وأنه عمل مدربًا في معهد تدريب عسكري. واستحضر السيد شْبْرِنْجْمان أنّ P52 أدان استخدام القوة ضد المدنيين الذي حمله في النهاية على اتخاذ قرار بمغادرة سوريا. وتذكّر أنّ P52 زار أحد أقاربه في مشفى حمص العسكري، حيث أبلغه قريبُه أنّ مرضى الجيش السوري الحر كانوا يُقتلون بالحقن. وفي نهاية استجواب الشرطة، أخبر P52 السيدَ شْبْرِنْجْمان أنه سيحاول جمع مزيد من المعلومات.

أُجري استجواب الشرطة الثاني في [حُجب المكان] في [حُجب الزمان]. وهذه المرة، ساعد السيدَ شْبْرِنْجْمان زميلُه السيدُ كونْكِه الذي وثّق المقابلة، والمترجمُ الشفويّ السابق نفسُه. وبعد الاستجواب، أتيحت الفرصة لـ P52 لمراجعة المحضر وإضافة ملاحظات إليه بمساعدة المترجم الشفوي.

استحضر السيد شْبْرِنْجْمان أنّ P52 استقى معلوماتٍ جديدةً من [حُجب الاسم]، وهو طبيب يعيش في [حُجب المكان]. [ملحوظة: يزعم علاء أنّ هذا الطبيب اتهمه زورا.] دوّن P52 المعلومات في دفترٍ مسحه السيدُ شْبْرِنْجْمان ضوئيّا وأدرجه في ملف القضية. غير أنه لمّا ذكر القاضي كولر أنَ الملاحظات دُوّنت بالاستناد إلى رسائل صوتية، بدت الدهشة على محيّا السيد شْبْرِنْجْمان الذي شدّد على يقينه من أنّ P52 حصل على المعلومات عن طريق مكالمة هاتفية.

عندما سُئل عن مضمون الاستجواب، تطابقت شهادتا السيد شْبْرِنْجْمان وP52 مرة أخرى. إذ روى أنّ P52 أخبره عن واقعة حدثت في مشفى حمص العسكري مع [حُجبت المعلومة] توفي في غرفة العمليات [حُجبت المعلومة].


[استراحة لخمس وعشرين دقيقة]


بعد استراحة طلبها محامي الدفاع إندريس، واصل السيد شْبْرِنْجْمان تلخيص استجواب الشرطة الثاني. إذ روى أنّ P52 أخبره عن واقعة أخرى في مشفى حمص العسكري جمع فيها مديرُ المشفى كافة الأطباء وأمرهم بـ [حُجبت المعلومة].

ذكر P52 اسم علاء م، وأنه طبيب يعيش في ألمانيا، وأنه شارك في إساءة معاملة المرضى. أراد القاضي رودِه أن يعرف كم بدا مهمّا لـ P52 أن يذكر اسم علاء. أوضح السيد شْبْرِنْجْمان أنّ P52 قرأ معلوماته كما كانت مرتّبة في ملاحظاته، وأنّ تركيز [حُجب الاسم] بدا أنه كان على الواقعة مع [حُجبت المعلومة]، بينما كان ذِكرُ علاء مجرد تعليقًا جانبيّا. وبخصوص ما زُعم عن سوء سلوك علاء، استحضر السيد شْبْرِنْجْمان أنّ P52 ذكر واقعةً يُزعم أنّ علاء أحرق فيها المنطقة التناسلية لمريض، ولكن المحقق لم يستطع تذكر مزيد من التفاصيل.

بعد ذلك، تساءل القاضي كولر إن كان السيدُ شْبْرِنْجْمان يتذكر الروابط ولقطات الشاشة التي أرسلها P52 بعد استجواب الشرطة الثاني. تذكّر السيد شْبْرِنْجْمان أنّ الرابط كان لمقطع فيديو لـ [حُجب الاسم] في وسائل الإعلام [حُجبت المعلومة]، ولكنه لم يستطع تذكر محتوى لقطة الشاشة. وحتى بعدما أراه القضاةُ صورة لثلاثة رجال، علاء م. و[حُجب الاسم] و[حُجب الاسم]، لم يستطع تذكر أي تفاصيل.

أثار محامي الدفاع إندريس سؤالا يتيمًا استوضح فيه شيئا أساء فهمه من قبل. ولمّا لَم يكن لدى أحد أخر أسئلة للسيد شْبْرِنْجْمان، شكره القاضي كولر وصرفه.

أبلغ القاضي كولر الأطراف أنّ المحكمة ستستمع في اليوم التالي إلى خبيرة في اللغة [حُجبت المعلومة] ترجمت محضر استجواب الشرطة لـ P15. أشار القاضي كولر إلى أنّ تقرير استجواب الشرطة لـ [حُجب الاسم] في حوزة المحكمة، وسأل عمّا إذا كان الأطراف يوافقون على معاينة المستند وترجمته في الجلسة القادمة، فأبدى جميع الأطراف موافقتهم.


[استراحة لدقيقتين]


وخلال فترة الاستراحة، أبلغ علاءٌ محاميَ الدفاع إندريس أنّ محامي الدفاع بون أخبره سابقًا أنه لن يوافق على عرض استجواب [حُجب الاسم]. فهاتف إندريس زميلَه بون عبر ثم أبلغ القضاةَ أنّ الدفاع لا يوافق على مقترح المعاينة والترجمة في جلسة الاستماع القادمة.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:50 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 20 كانون الأول / ديسمبر 2024، في العاشرة صباحا.

 اليوم السادس والستون بعد المئة - 20 كانون الأول / ديسمبر 2024

في ثالث جلسات هذا الأسبوع، اقترح رئيس المحكمة القاضي كولر أن يضاف محضر جلسة استماع طلب لجوء P54 وطلب تأشيرته بصفتهما دليلَين وثائقيَّين عن طريق الإلمام بمحتواهَيما (إجراء القراءة الذاتية) [الفقرة 249 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني]. فوافق جميع الأطراف.

ثم استمعت المحكمة إلى السيدة [حُجب الاسم] بصفتها خبيرة في اللغة [حُجبت المعلومة]. إذ طُلب منها تصحيح ترجمة استجواب الشرطة [حُجبت المعلومة] لـ P15.


[استراحة لعشر دقائق]


اضطرت المحكمة إلى أخذ استراحة سريعة لحل مشاكل تقنية، ثم طلبت من الخبيرة اللغوية أن تعرض ترجمتها. في البداية، كان ثَمَّة سوء فهم لأن الخبيرة اللغوية ظنّت أنه كان يُفترض بها أن تشير إلى تصحيحاتها فحسب. فأكّد القاضي كولر أنّ عليها أن تقرأ ترجمة الوثيقة بالكامل.

ثم شرعت الخبيرة اللغوية في قراءة ترجمتها لوثيقة من مكتب المدعي العام [حُجبت المعلومة]. أشارت الوثيقة إلى أنّ الشرطة استدعت P15 لاستجوابه. ولكن نظرا لأن السلطات عجزت عن تحديد عنوان P4، لم يُستدع للاستجواب. وتُرجمت وثيقةٌ مماثلةٌ مرة أخرى لاحقا.

بعد ذلك، ترجمت الخبيرة اللغوية محضرَ استجواب الشرطة لـ P15. إذ ذكر بالتفصيل أنّ P15 أفاد أنه شاهد علاءً يسيء معاملة المرضى المدنيين في مشفى حمص العسكري. ووفقًا للوثيقة المترجمة، سمع P15 علاءً يقول إنه سكب الكحول على المنطقة التناسلية لمريض وأضرم النار فيها. وقرأت الخبيرة أنّ P15 أفاد أنه عالج المريض بنفسه بصفته [حُجبت المعلومة] ورأى إصابة المريض. وأشارت الوثيقة إلى أنّه زُعم أنّ علاءً أخبر P15 أنه أجرى عمليات جراحية لمرضى مدنيين دون تخدير. وترجمت الخبيرة اللغوية أنّ P15 أوضح أنه عجز عن التثبّت من هذه الواقعة لأنه لم يَرَ الضحايا بنفسه.

ثم صُرفت الخبيرة اللغوية. وتمنى القاضي كولر للجميع عيد ميلاد سعيد. أعرب للمتهم عن تعاطفه، مشيرًا إلى أنّ المكوث في السجن خلال الأعياد لهو أمرٌ عسير، وتمنى أن يكون علاء على ما يرام في هذه الظروف. فشكره علاءٌ وتمنى للجميع عيد ميلاد سعيد.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:15 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 13 كانون الثاني / يناير 2025، في العاشرة صباحا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.