1 min read
داخل محاكمة علاء م #85: أَوَّلُ شاهِدَةٍ سورِيَّة

داخل محاكمة علاء م #85: أَوَّلُ شاهِدَةٍ سورِيَّة

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الخامس والثمانون

تاريخ الجلسات: 1 و 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024

 

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الخامس والثمانون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الثالث والرابع والخمسين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَلت في المحكمة شاهدةٌ جديدة. عملت P51 مع علاء م. في مشفى حمص العسكري حتى نهاية 2011 أو مطلع 2012. وشهدت P51 إساءات معاملة متعددة في المشفى، ومنها واقعةٌ أُمر فيها بنقل عدة أشخاص مصابين لا يزالون على قيد الحياة إلى غرفة التبريد التي كانت مخصصة لتخزين الجثث.

أكّدت P51 طَوال استجوابها أنها لم تشهد قَطُّ علاءً يسيءُ معاملةَ أحد. إلّا أنها أقرّت بسماع شائعات عن كونِه لَبِنَةً من لَبِنات «فرقةِ تصفيةٍ» كانت مسؤولة عن تنظيم التعذيب والإعدامات. ووصفت P51 كيف أخذ علاءٌ يُبدي تأييدَه للنظام وكيف انقلب متغطرسًا متسلطًا شيئًا فشيئا. وذكرت P51 أنّ علاءً تواتر وجودُه في قسم الطوارئ الذي حاول معظمُ الأطباء تجنُّبَه بسبب ما فيه من إساءة معاملة مستمرة. ولتواتر وجوده هناك، استنبطت أنه كان مؤيدًا للنظام وممارساته.

في يوم المحاكمة الثاني هذا الأسبوع، استجوب القضاةُ الشاهدةَ P51 حول آخرين عملوا في مشفى حمص العسكري. واستجوبها الدفاع كذلك، إذ حاول محامي الدفاع العجي الاستفسار عن تدابير حماية الشهود التي يُحتمل أنها مُنحَتها، ولكن القاضي كولر ردعه. ركّز محامي الدفاع بون على محضر مقابلة طلب لجوء الشاهدة P51، ابتغاء معرفة ما إذا كانت قد شاركت في المظاهرات ومدى تواتر مشاركتها. رفضت P51 الإجابة، مشيرة إلى مخاوفها بخصوص سلامة أفراد عائلتها الذين ما زالوا في سوريا. وفي النهاية، تنازل بون عن السؤال. ثم صُرفت P51 وبدا عليها الارتياح لانتهاء شهادتها.

 اليوم الثالث والخمسون بعد المئة - 1 تشرين الأول / أكتوبر 2024

بدأت جلسة المحاكمة الأولى هذا الأسبوع بعد تأخر دام عشرين دقيقة، لأن الشاهدة وصلت متأخرة. فاعتذرت وبيّنت أنها كانت تنتظر أمام قاعة أُخرى. تواصل القاضي رودِه مع الشاهدة، [حُجب الاسم]، P51، عبر الهاتف في آب / أغسطس 2024. وأعربت صراحةً خلال محادثتهما ألّا رغبةَ لها في الإدلاء بشهادتها. [ملحوظة: لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #82.]  كانت P51 متقنة للغة الألمانية، ولكنها ركَنَت في الجمل الطويلة إلى مساعدة المترجم الشفوي للغة العربية، السيد فراج.

في بداية الجلسة، طُلب من P51 أن ترويَ بعض التفاصيل عن نفسها وتقدّم لمحةً عامةً عن مسيرتها المهنية. أبلغت P51 المحكمةَ بأن عائلتها تنتمي إلى أقلية مسلمة، [حُجبت المعلومة]، وأنها وُلدت في [حُجب المكان]، ولكنها ترعرعت في [حُجب المكان] حيث تخرجت من المدرسة الثانوية ودرست الطب. وبعدما أنهت دراستَها الجامعية، بدأت P51 التخصص في [حُجبت المعلومة] في مشفى حمص العسكري عام [حُجب الزمان]. وعلّلت اختيارها مشفىً عسكريّا برغبتها في البقاء قريبةً من أهلها. وكانت P51 في إجازة أمومة ومكثت مع زوجها في [حُجب المكان] من بداية عام [حُجب الزمان] وحتى شهر نيسان / أبريل أو أيار / مايو من نفس العام. ثم انتقلت إلى مشفى المزة في دمشق لثلاثة أشهر أو أربع إما في نهاية عام 2011 أو بداية عام 2012. وراعَها بعد ذلك الوضعُ السياسي في حمص، فقررت الانتقال إلى مشفى مدني في [حُجب المكان] التي تنحدر عائلتها منها وحيث شعرت أنّ الوضع كان أكثر أمانًا للمرء ليعبّر عن رأيه. وظلّت هناك حتى عام [حُجب الزمان] قبل أن تغادر مع طفلها إلى [حُجب المكان] لتكون مع زوجها. وبقيت العائلة هناك حتى نيسان / أبريل أو أيار / مايو [حُجب الزمان]،  ثم انتقلوا إلى ألمانيا. وبعد أن «بدأت من الصفر» وتعلمت اللغة الألمانية وعادلت رخصة مزاولة مهنتها الطبية، استهلّت عملَها [حُجبت المعلومة] في مشفىً في [حُجب المكان].

طلب القاضي كولر من P51 أن تصف الوضع العام في مشفى حمص العسكري. رَوَت P51 أنّ وظيفة المشفى كانت كأي مشفى آخر عندما بدأت العمل به، غير أنه كان يعالج الأول العسكريين وعائلاتهم في المقام. ولكن الوضع تغيّر في ربيع 2011، إذ تذكّرت P51 تزايدًا في تحزّب وتمايُز الموظفين وفي التهديدات و«كتابة التقارير». وعندما طُلب منها أن توضّح ما تعنيه «بالتقارير»، أوضحت P51 للمحكمة أنّ التقارير كانت تُكتب في مشفى حمص العسكري عن الذين يُشتبه في معارضتهم للنظام. ورغم أنها لم تجهر بآرائها السياسية ولم تسعَ إلّا إلى حل سلمي، إلّا أنّ أحد أصدقائها أبلغها أنّ 45 تقريرًا كُتب عنها. وافترضت P51 أنّ يكون لهذا علاقةٌ بوالدها وجدّها اللذين كانا يجهران بآرائهما بصراحة أكثر. ولم يحدث لها أي شيء رغم تلك التقارير، ورجّحت أن تكون صداقةُ [حُجبت المعلومة] الوثيقةُ مع مدير المشفى هي السبب. ولاحظت أن عدد المرضى الذين كانوا يُجلبون إلى قسم [حُجبت المعلومة] كان يقل شيئًا فشيئا. وسمعت أنّ القسم استحالَ لاحقًا [حُجبت المعلومة] بعدما غادرت المشفى.

استحضرت P51 واقعةً مفجعةً جدًّا في قسم الطوارئ، شعرت بعدها بأنها «كليلةٌ خائرةُ القوى»، واستصعبت الحديث عنها. اعتذر القاضي كولر لأن طلبه منها أن تستحضر ذكريات أليمة كهذه، ولكنه شدّد على أهمية أن تستمع المحكمة إلى التفاصيل. أوضحت P51 أنها استُدعيت إلى قسم الطوارئ حينما وصلت إلى المشفى شاحنةٌ كبيرةٌ تُقِلّ كثيرًا من الأشخاص. ورأت حال وقوفها عند المدخل كثيرًا من الأشخاص المكدّس بعضهُم فوق بعض. فمنهم مَن قضى نَحبَه، ومنهم مَن ينتظر، قاب قوسَين أو أدنى من الموت، ومنهم مَن كان لا يزال حيّا. وصفت P51 أنّ المشاعر أخذت منها كلّ مأخذ. وسألت زميلَها، الطبيبَ [حُجب الاسم]، عما يجب عليهم فعله. فضحك بكل بساطة وأمر بنقلهم جميعًا إلى «غرفة التبريد» التي كانت تُستخدم لتخزين الجثث. وأكّدت P51 أنَ الأمر شمل أولئك الذين كانوا لا يزالون أحياء. وبعد هذه الواقعة، غادرت P51 مشفى حمص العسكري.

طلب القاضي كولر من P51 أن تتوسّع في بيان معاملة المرضى عمومًا في قسم الطوارئ. تذكّرت P51 أنها شاهدت معتقلين يُجلبون إلى المشفى في شاحنات كبيرة. وافترضت أنهم اعتُقلوا خلال المظاهرات، بَيْدَ أنها لم تكن على يقين. وحالما خرج المعتقلون من الشاحنات، أقبل كثيرٌ من موظفي المشفى على قسم الطوارئ لإهانتهم وضربهم. أبصرت P51 ذلك من نافذة في قسم [حُجبت المعلومة] الذي كان مواجهًا لقسم الطوارئ، ولكنها لم تتذكر رؤية معتقلين مقيّدين.

تذكّرت P51 أنها شهدت بنفسها ثلاث وقائع معيّنة في قسم الطوارئ. في إحدى المرات، أُحضر مريض فباشر 30 إلى 40 شخصًا ضربَه. وفي واقعة أخرى، رأت موظفًا في المشفى يسكب الكحول على جرح مريض. ولم تتذكر الشاهدةُ ما إن كانت إصابة المريض سابقةً أو ما إذا جرحه شخصٌ ما في قسم الطوارئ. وفي الواقعة الثالثة، عالجت مريضًا عسكريّا أصيب بطلق ناري في فخذه، وتحدثت معه نحو 20 دقيقة. وسمعت لاحقًا أنّ النار أُطلق على رأسه. فسألها القاضي رودِه إن كانت تعرف لِمَ قد يُعامل مريضٌ عسكري بهذه الطريقة، فأشارت P51 إلى احتمال أن ينشقّ العسكريون.

سمعت P51 عن صورٍ أخرى من الانتهاكات، إذ قيل لها إنّ الأطباء الذكورَ، الذين كان يُسمح لهم وُلوجُ مركز الاعتقال في مشفى حمص العسكري، كانوا يربطون خصيتَي الشبّان أو الصبية إلى أن تموتا. وسمعت عن موظفين يثقبون أجساد المعتقلين بحرقها بالسجائر. وأكدت P51 أنه لم يُسمح لها بتاتًا دخولُ مراكز الاعتقال لأنها كانت امرأة. ولكنها أشارت إلى أنّ الجميع كانوا يعرفون مكان مراكز الاعتقال تمامًا كما يعرفون مكان المختبر والأقسام الأخرى في المشفى. ورغم أنّ P51 لم تتذكر كلّ الذين أخبروها بتلك القصص، إلّا أنها أكّدت أنّ مجموعة أصدقائها كانت صغيرة، وأنّ تفاصيل هذه الوقائع لا بد أنها وصلتها من [حُجب الاسم] أو P15 أو [حُجب الاسم].

سردت P51 قصة ممرضة تدعى يُسرى كانت تتباهى علنًا بتعذيب المرضى. كانت يُسرى شديدة التديّن، ذات سُلطةٍ نافذةٍ في قسم الطوارئ، وتُجاهر برفضها للمظاهرات على الملأ. تبجّحت يُسرى وتفاخرت [حُجبت المعلومة] المرضى بـ[حُجبت المعلومة] وبـ[حُجبت المعلومة] الجروح. وأشارت P51 إلى أنّ من سذاجة من يُسرى تحدّثُها بأريَحيّة عن أساليبها، إذ آلَ مآلُها إلى «قائمة سوداء». [حُجبت المعلومة] بهذه القائمة التي [حُجبت المعلومة]. وفي نهاية المطاف، قتل المتظاهرون يُسرى شرَّ قِتلة. وأكدت P51 أنّ المعارضة كانت عنيفة ومتطرفة مثلها مثل مؤيدي الأسد.

***

[استراحة لخمس عشرة دقيقة]

***

تساءل القاضي كولر عمّا إذا كانت P51 تعرف أي أشخاص آخرين شاركوا في إساءة معاملة المرضى أو المعتقلين. أشارت P51 إلى أنها سمعت أنّ [حُجب الاسم] شارك في التعذيب، رغم أنها لم تشهد ذلك بنفسها قطّ. ولاحظت أنه كان يلبس زيّا عسكريّا ويقود شاحنة عسكرية أحيانا. وفاجأها هذا كثيرًا إذ كانت تظنّه طبيبًا مدنيا وتتذكر رؤيته بملابس مدنية أوّلَ الأمر.

ثم سأل القاضي كولر الشاهدةَ P51 عمّا إذا كانت تعرف المتهم، فأكّدت أنها تعرفت عليه وأوضحت أنهما كانا زميلَين في مشفى حمص العسكري حيث عمل علاء طبيبَ عظام. ورغم تذكّرها أنها كانت تحيّيه، إلّا أنه لم يكن بينهما علاقة شخصية أكثر من ذلك. ولم تتذكر أي تفاصيل عن علاء، كوضعه العائلي أو مَن كانوا أصدقاءه في المشفى. وشدّدت طيلة استجوابها على أنها لم تشهد علاءً يسيء معاملة أيٍّ كان. وبعدما سُئلت عمّا سمعته عن علاء من آخرين، أقرّت بسماعها شائعات عن مشاركته في التعذيب و«التصفية». وعندما طُلب منها أن تُسهب في التوضيح، رَوَت P51 أنه كانت هناك «فرقة تصفية» في مشفى حمص العسكري مسؤولةٌ عن تنظيم التعذيب والإعدامات. وأبلغها [حُجب الاسم] أو P15 أنّ علاء كان أحد أفراد هذه المجموعة. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت قد سمعت ذلك من شخص آخر، أقرّت ذلك وذكرت أنّ [حُجب الاسم] قد يكون أحد المصادر. وأبلغت المحكمةَ لاحقًا أنّ [حُجب الاسم] وشقيقَه [حُجب الاسم] كانا عضوَين في تلك الفرقة.

استحضرت P51 حالةً محدّدةً يُزعم أنّ علاءً شارك فيها في قتل مريض بالتعاون مع طبيب تخدير، ولكنها لم تتذكر مزيدًا من التفاصيل حول تلك الواقعة. وخمّنت أنها ربما رأت المتهمَ مرّةً بالزي العسكري، ولكنها لم تكن متيقّنة من ذلك ولا من رؤيته يخرج من مركبة عسكرية. غير أنها ادّكَرت رؤيةَ شعيبٍ النقري وشقيقِه أسامةَ النقري يفعلان ذلك مرارا، وقرنتهما بأجهزة المخابرات. ورَوَت P51 أنّ شخصية علاء تغيّرت بمرور الوقت. إذ وجدته ودودًا لمّا التقته أول مرة، ولكن مع مُضِيّ الزمن، حَصْحَصَ تأييدُه للنظام واستفحلت غطرستُه وتسلُّطُه.

ثم استرجعت P51 ذكرياتها عن طبيب ذي نفوذٍ وسُلطةٍ نَكِفَ عن ممارسة الطب ليتولى تنظيمَ التعذيب في المشفى. وعرّفته باسم [حُجب الاسم] رغم أنها لم تتذكر سوى اسم عائلته بادئ الأمر. وذكرت P51 أنّ [حُجب الاسم] شارك هو الآخرُ في ضرب المرضى. فسألها القاضي رودِه عمّا إذا كانت متأكدة من ذِكرِ هذا الاسم لأن الفقرةَ المعنيّةَ شُطبت في محضر استجوابها في الشرطة. فأوضحت P51 أنها شطبت هذه المعلومة لأنها لم تشاهده شخصيّا وهو يضرب المرضى، بل سمعت عن مشاركته فحسب.

***

[استراحة لستين دقيقة]

***

بعد استراحة الغداء، اعتذر القاضي رودِه لمضيّه في نبش المواضيع المكدّرة، وأوضح مازحًا أن هذا ما كان يؤجر عليه. فلطّف هذا من حدة الأجواء، حتى أنّ الشاهدة ضحكت.

خاض القاضي رودِه في استفسار مطوّل، وطلب من P51 أن تقدّم وقائعَ أو حوادثَ محددةً قيّمت من خلالها شخصيةَ علاء وتغيّرَها. شقّ على P51 أن تقدّم أمثلةً ملموسة، واكتفت بالإشارة إلى أنها رأت علاءً «نشطًا» في قسم الطوارئ، بمعنى أنه كان يحضر أكثر من اللازم. وكانت ترى أنّ معظم الأطباء كانوا يحاولون تجنب قسم الطوارئ عموما، وخاصة عند أخذ إساءة المعاملة المستمرة بعين الاعتبار. غير أنّ تواترَ علاءٍ على القسم جعلها تستنبط أنه كان يؤيد النظام والتعذيب.

بعد ذلك، سأل القضاة عدة أسئلة حول علاء لم تستطع P51 الإجابة عنها. فلم تكن متأكدة من تغيّب علاء فترةً من الزمن، ولم تتذكر إلا أنّ ضابط الشرطة ذكر أثناء استجوابها أنّ علاءً ربما غادر المشفى بعد أن غادرته هي. ولا رأت المتهمَ مرة أخرى في دمشق ولا سمعت أي شائعات عنه بعدها.

طُلب من P51 أن تصف ما تعرفه عن [حُجب الاسم] الذي يزعم علاءٌ أنه اتهمه زورا، فأخبرت المحكمةَ أنها عدَّته متطرفًا بسبب واقعتَين. أولا، في صيف عام 2011، ألقى [حُجب الاسم] خطابًا في كافتريا في حرم مشفى حمص العسكري أمامها وأطباءَ آخرين. وتذكرت P51 أنّ [حُجب الاسم] أفصح خلال في خطابه هذا عن رغبته في كل «قطع» كل من يؤيد النظام [ملحوظة: لا تعرف مراقبة المحكمة المصطلح الذي ذكرته الشاهدةُ بالعربية، ولكنه تُرجم بالألمانية إلى «شطرهم/قطعهم نصفين». ووضّحت الشاهدةُ هذه المسألةَ في اليوم التالي]. ثانيا، وبحسب تعبيرها، استخدم [حُجب الاسم] في منشور على فيسبوك مصطلحَ «نصيرية» ازدراءً للعلويين. فألغت P51 صداقتها معه على فيسبوك ردًّا على ذلك. ثم سألها القاضي رودِه عمّا إذا رأت [حُجب الاسم] يحثّ الآخرين على اتباع أسلوب حياة إسلامي صارم، فأجابت P51 أنها لا تتذكر أنها لاحظت ذلك قطّ.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

ختاما، سألها القاضي كولر عمّا تتذكره بخصوص شركة تنظيف تعاقد معها مشفى حمص العسكري. ذكرت P51 أنّ معظم عمال النظافة كانوا من الأقلية [حُجبت المعلومة]. واستحضرت أنّ جُلَّهم تقريبًا كان يُقبل إلى قسم الطوارئ ليشاركوا في ضرب المرضى كلما جُلب مرضى إليه.

شكر القاضي كولر الشاهدةَ وأعلمها أن استجوابها سيُستأنف في اليوم التالي، مؤكدا أنّ الجلسة التالية ستكون أقصر.

رُفِعت الجلسة في الساعة 3:20 عصرا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في العاشرة صباحا.

 اليوم الرابع والخمسون بعد المئة - 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024

استُأنف استجوابُ P51 في الجلسة الثانية هذا الأسبوع. بدايةً، سعت P51 إلى تصويب سهوٍ في ترجمة المترجم الشفوي، السيد فراج، في اليوم السابق. إذ استَخدَمت كلمةً عربيةً لها معنيان عندما وصفت ما يُكِنّه [حُجب الاسم] لمؤيدي النظام، فتُرجمت «شطرهم/قطعهم نصفين». أوضحت P51 أنه على الرغم من أن هذا كان تفسيرا محتملا، إلا أنها فهمت أنّ الكلمة تعني «إجبارهم» على وقف تأييد النظام. تساءل القاضي رودِه عن سبب ضحك أولئك الحاضرين في الكافتريا عام 2011، فأوضحت P51 أنها كانت ضحكة أمل، أمل في إمكانية تغيير النظام. وعندما سُئلت عن طبيعة العلاقة بين [حُجب الاسم] وعلاء، أجابت أنه لا عِلْمَ لها بأي علاقة بينهما. سأل القاضي رودِه عمّا إن أفصح [حُجب الاسم] عن أي آراء متطرفة أو إسلامية، فجزمت P51 بيقين أنه لم يسبق أن شارك آراءً كهذه.

ثم سُئلت P51 عن P12. تذكّرت P51 أنهما عملا معا في قسم [حُجبت المعلومة] وقالت إنه يعيش الآن في [حُجب المكان]. أوضحت P51 أنها نأت بنفسها عنه لأنها كانت تخشى أن يُنظر إليه على أنه معارضٌ للنظام بسبب خلفيته السُّنّيّة. وأثار هذا الأمر حيرة القاضي رودِه الذي أشار إلى أنها وصفت P12 عندما استجوبتها الشرطة بأنه صديق مقرّب وعبّرت عن ثقتها في شخصيته. وبعد قليل من النقاش لاستيضاح الأمر، أوضحت P51 أنهما كانا فعلًا صديقَين قبل الثورة، ولكنها نأت بنفسها عنه عمدا بعد الثورة، لا لمشكلة شخصية معه، بل لأنها كانت تتجنب جميع الزملاء الذكور في المشفى، إذ هَجَس في نفسها احتمالُ دخولهم السجنَ ورؤيتهم أشياء آثَرَت ألّا تُنبّأ بها. وأقرّت بأنها تعرف [حُجب الاسم]، وهو زميل سابق في قسم [حُجبت المعلومة]. غير أنها شدّدت على أنه غادر القسم قبل بدء الثورة. ولهذا أصرّت على أنه لن يكون لديه أي معلومات تتعلق بالقضية ليشاركها مع المحكمة. وردا على آخر أسئلة القضاة، حكت P51 أنّ عمار سليمان كان لديه منصبٌ نافذٌ في دمشق، وقرنته بأجهزة المخابرات، ولكنها لم تره شخصيا قطّ.

***

[استراحة لعشر دقائق]

***

لم يكن لدى أحدهم أسئلةٌ للشاهدة خلا الدفاع. قرأ محامي الدفاع العجي مقطعا من استجواب الشرطة للشاهدة الذي أقرّت فيه بأنها بحثت في موقع جوجل عن [حُجب الاسم] و[حُجب الاسم]، وسألها عن سبب بحثها عنهما. فأوضحت P51 أنّ اسمَيهما ما انفكّا عن ذاكرتها بسبب ما ألمّ بها من صدمة، وأرادت أن تعرف ما حلّ بهذَين «المجرمَين». وحاول العجي أن يسأل عن أي تدابير محتملة لحماية الشهود يمكن أنها تباحثتها أو نالتها، ولكن القاضي كولر لم يسمح بالسؤال.

أشار محامي الدفاع بون إلى الجلسة السابقة التي ذكرت فيها P51 أنها لم ترَ المتهم منذ عشر سنين. ونوّه أنها كانت في الواقع ثلاثة عشر عاما، وتساءل عمّا إذا كان هذا التباينُ بسبب عدم اكتراثها بالدقة أو لأنها لم تُعطِ الرقم الدقيق في إفادتها السابقة. ردّت P51 بأنها كانت تُراعي الدقةَ، ولكنها لم تحسب الوقت بالضبط، إذ كان جُلّ مرادها أن تقول إنّ آخر مرة رأته فيها مضى عليها زمنٌ طويل جدّا. ثم سأل محامي الدفاع بون عمّا عَنَتْه حينما وصفت علاءً بأنه «نشط» في قسم الطوارئ. فأوضحت P51 أنّ علاءً كان في طليعة المستجيبين عند وصول مرضى جُدُد، ولكنها لم تره مطلقًا يعالج مريضًا أو يسيء معاملته.

ختاما، قرأ محامي الدفاع بون من محضر جلسة الاستماع طلب لجوء P51 التي ذكرت فيها أنها كانت فاعلةً في المظاهرات. فأكّدت P51 أنها شاركت في مظاهرة واحدة في مطلع عام 2011. ثم سألها بون عمّا إذا كانت قد شاركت أكثر من مرة، ولكن P51 رفضت الإجابة مُطالِبةً بحقها في الامتناع عن الشهادة. أوضح القاضي كولر أن للدفاع الحقَّ في السؤال، إذ إنّ الأمر يتعلق بما إذا كانت صادقة فيما افادت به في جلسة استماع طلب لجوئها وبما إذا كانت آراؤها عن النظام قد أثّرت على شهادتها بخصوص المتهم. واستفسر كولر عمّا إذا كانت لديها مخاوف تتعلق بسلامتها إن أجابت. فأكدت P51 ذلك، وبيّنت أنها سمعت أنّ قريبَ أحد الشهود ضد علاء قد اعتُقل في سوريا. وأضافت أنّ المخابرات السورية اعتقلت عدّة أفراد من عائلتها، قبل أن يُطلب منها أن تدليَ بشهادتها في المحكمة أصلا. [حُجبت المعلومات]. سألها القاضي كولر عمّا إذا كان للاعتقال علاقة باستدعائها إلى المحكمة، فنفت P51. لم يُلحّ محامي الدفاع بون ويضيّق عليها أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أنّ ردّ فعلها على سؤاله كان كافيا.

شكر القاضي كولر P51، وأعرب عن أمله في ألا يكون الاستجواب قد أَوْغَل في الصدمة، ثم صرف الشاهدة. بدا أنّ العبء خفّ عن كاهلها المثقَل، وأجهشت باكيةً، وقالت إنها تأمل ألا تضطر إلى تكرار شهادتها مرة أخرى.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:40 قبل الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 10 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في العاشرة صباحا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.