داخل محاكمة علاء م #84: أَراجيفُ وَإِشاعاتٌ.. بَعْضُها فَوْقَ بَعْض
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الرابع والثمانون
تاريخ الجلسات: 24 و 26 أيلول / سبتمبر 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الرابع والثمانون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الحادي والثاني والخمسين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل في المحكمة مرةً أخرى السيدُ دويْسِنج، رئيسُ التحقيقات في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA). إذ أدلى بشهادته حول ما يتذكره عن استجواب الشرطة الشاهدَ P45، مشيراً إلى أنه يستحضر بجلاء شهادةَ P45 العاطفية بخصوص إساءة معاملة المرضى، لاسيما عندما وصف P45 الواقعة الذي يُزعم أنّ علاءً أحرق فيها المنطقةَ التناسلية لصبي. طُلب من السيد دويْسِنج حسم تناقض برز أثناء شهادة P45، إذ تساءل القضاة إن كان بإمكان السيد دويْسِنج توضيح ما إذا كان P45 يتذكر أن علاءً استخدم [حُجبت المعلومة] أو ما إذا كان استنباطا منه لأن [حُجبت المعلومة]، ولكنه لم يستطع تقديم إجابة. وتذكّر السيد دويْسِنج أنّ P45 أفاد بأن علاءً كان يتردّد على قسم الطوارئ وليس في نفسه إلا العزمُ على إساءة معاملة المرضى، وأنه كان يتصرف دائمًا كأنه شُدْفَةٌ من مجموعة متعاضدة. ولخّص السيد دويْسِنج استجوابَ الشرطة للشاهد P4، وناقش تقريرًا بُنيَ على معلومات قدمتها لجنةُ العدالة والمساءلة الدولية (CIJA).
في يوم المحاكمة الثاني هذا الأسبوع، أدلت بشهادتها في المحكمة بيرتِه شومان، وهي محققةٌ في مكتب الشرطة الجنائية الإقليمي (LKA). إذ أكدت السيدة شومان أن P49 اعتنى في إفادته بالتمييز بين ما شهده شخصيّا وبين ما أُشيع. لم تتذكر السيدة شومان تفاصيل محددة إلا بعد أن اقتبس لها القاضي رودِه من محضر الشرطة. وعلّلت بأنها كانت تتوقع أن تناقش شخصية P49 ومصداقيته، اللتين وجدتهما جديرتَين بالثقة، لا محتوى إفادته. وردّا على تساؤل محامي الدفاع بون، أكّد القاضي كولر أنّ [حُجبت المعلومة] سيُستدعى للشهادة مجدّدًا.
اليوم الحادي والخمسون بعد المئة - 24 أيلول / سبتمبر 2024
في جلسة المحاكمة الأولى هذا الأسبوع، أدلى السيد دويْسِنج، رئيس التحقيقات في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، بشهادته مرة أخرى أمام المحكمة. في بداية الجلسة، طُلب من السيد دويْسِنج أن يلخص ما يتذكره من استجواب P45 في الشرطة. [ملاحظة: لمزيد من التفاصيل حول شهادة P45 في المحكمة، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #80]. أُجري استجواب الشرطة في [حُجب الزمان]، في [حُجب المكان]. أكد السيد دويْسِنج أنه يتذكر بوضوح استجواب P45 بسبب مخاوفه الأمنية الجمّة التي أفضت إلى قرار من المدعي العام يمنح الشاهدَ الحقَّ في إخفاء هويته في المحاكمة. وكان لا بد من تلخيص أجزاء من محضر استجواب الشرطة تفاديًا للكشف عن هوية الشاهد. وأوضح السيد دويْسِنج أن الاستجواب استمرّ ليومين، من الصباح إلى المساء. وإلى جانب فترات الاستراحة المقررة، كان لا بد من إيقاف الاستجواب عدة مرات بسبب ارتياع الشاهد.
بخصوص شهادة P45، تذكر السيد دويْسِنج كثيرًا من التفاصيل، ولم يطلب من القضاة سوى أن يفطّنوه بالصياغة الواردة في محاضر استجواب الشرطة للوقائع التي لم يرغب أن يذكر بخصوصها شيئًا قد يؤدي إلى الكشف عن هوية الشاهد. تحدّث السيد دويْسِنج عن وصف P45 لإساءة المعاملة المرضى المدنيين في المشفى عموما، والعدد الهائل للجثث التي كانت ملقاة بجوار مركز الاعتقال والتي كانت تُعامل «كالقمامة»، وفقًا لما أفاده P45 في استجواب الشرطة. وسُئل السيد دويْسِنج عن بعض الوقائع الأخرى التي تتعلق بمشفى حمص العسكري وعلاء، فتوافقت أغلب إجاباته عن هذه الأسئلة مع شهادة P45 في المحكمة.
كرّر السيد دويْسِنج ما أفاده P45 حول الواقعة التي رأى فيها علاءً يحرق المنطقة التناسلية لصبي. لفت السيد دويْسِنج انتباه المحكمة إلى أنّ P45 «بكى بكاءً مرًّا» وهو يصف تلك الواقعة، وتجنّب الأسئلة لأنّ إجابتَها كانت أليمةً للغاية. وتبيّن أنّ P45 وصف الواقعة في استجواب الشرطة تقريبا كما رواها أثناء جلسة المحكمة. إلّا أن القاضي رودِه استفسر عما أفاده P45 بأن علاءً استخدم [حُجبت المعلومة] لإضرام النار في المنطقة التناسلية، وتساءل إن كان يتذكّر السيدُ دويْسِنج ما إذا كانت هذه المعلومة قائمةً على ما يتذكّره P45، أو ما إذا كان P45 قد استنبط أن [حُجبت المعلومة]. أوضح السيد دويْسِنج أنه سأل P45 عن كيفية تذكّره الموقفَ، ولكنه لم يؤكّد ما إذا كانت الإفادة مبنية فعلًا على ما كان يتذكره P45. عرض القاضي رودِه على الشاشات، عن طريق جهاز عرض قاعة المحكمة، مخطّطًا توضيحيّا لهذه الواقعة، فأكد السيد دويْسِنج أنّ P45 رسم المخطّطَ التوضيحيّ وأضاف التعليقات باللغة العربية، أمّا المترجمُ الشفويُّ فترجمها للألمانية.
استطاع السيد دويْسِنج أن يعقّب على وصف P45 لمزاج المتهم وسلوكه العام، فأشار إلى أنّ P45 وصف علاءً بالعدواني وأفاد بأن علاءً كان يزور أحيانًا قسمَ الطوارئ وليس في نفسه إلا العزمُ على إساءة معاملة المرضى. [ملاحظة: كانت هذه معلومة إضافية، إذ لم يذكر P45 ذلك في شهادته أمام المحكمة]. وأفاد P45 للشرطة بأن المتهمَ لم يكن يتصرف منفردًا، بل دأب اثنان على مرافقته، وعَدَّهم P45 مجموعةً متكاتفة. طلب القاضي رودِه من السيد دويْسِنج توضيح تناقض آخر، فوفقًا لمحضر استجواب الشرطة، فرّق P45 بين القسطرة البولية والعاصبة [المِرقأة]، إلّا أنّ P45 ذكر في المحكمة أنه ربما استخدم مصطلح العاصبة لوصف القسطرة البولية، إذ إنّ القسطرة قد تُستخدم كعاصبة. أجاب السيد دويْسِنج بأنه لا يتذكر ذلك بصورة مغايرة لما دُوّن في محضر استجواب الشرطة.
***
[استراحة لثلاثين دقيقة]
***
بعد الاستراحة، طُلب من السيد دويْسِنج أن يلخص استجوابَ الشرطة لـ P4، المدعي الثاني في المحاكمة. [حُجبت المعلومة]. أجمل السيد دويْسِنج أنّ P4 استُجوب في [حُجب المكان] لجمع معلومات عن ابن أخيه P47، [حُجب الاسم]، الذي استُجوب كذلك في المحكمة لاحقا. [حُجبت المعلومة]. استحضر السيد دويْسِنج أنّ P4 وصف كيف اعتُقل مع P47 في سجن حمص المركزي للضغط على والد P47. وفي استجوابه في الشرطة، ذكر P4 [حُجبت المعلومة].
ختاما، طُلب من السيد دويْسِنج أن يُجمِل تقريرًا كتبه عن إفادات الذين تعرضوا للتعذيب في مشفى حمص العسكري أو كانوا شهودًا عليه. وأتاحت محاضرَ هذه الإفاداتِ الأصليّةَ بالعربية لجنةُ العدالة والمساءلة الدولية (CIJA). ووصّفت إفادةٌ منها واقعةَ الحرق، وسمّت علاء م جانيًا. غير أنّ السيدَ دويْسِنج نوّه إلى أنّ الشخصَ الذي قدّم هذه الإفادة لم يشهد الواقعةَ بنفسه، بل سمع عنها فحسب. وفصّلت الإفاداتُ الأخرى ممارساتِ التعذيب في مشفى حمص العسكري، ومنها الضربُ والعملياتُ الجراحيةُ التي أُجريت دون تخدير، ولكنها لم تذكر المتهم.
لم تسأل الأطرافُ الأخرى السيدَ دويْسِنج أي أسئلة. وأقرّ القاضي كولر بمدى ذاكرته الباهر، وشكره قبل صرفه. ومن المقرر أن يَمْثُلَ السيدُ دويْسِنج شاهدًا مرة أخرى في 10 تشرين الأول / أكتوبر 2024.
رُفِعت الجلسة في الساعة 12:30 ظهرًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 26 أيلول / سبتمبر 2024، في العاشرة صباحا.
اليوم الثاني والخمسون بعد المئة - 26 أيلول / سبتمبر 2024
في ثاني جلسة محاكمة هذا الأسبوع، استُمع إلى بيرتِه شومان، محققة في مكتب الشرطة الجنائية الإقليمي (LKA). أجرت الضابطة استجواب الشرطة مع P49 في [حُجب الزمان] 2020. [ملحوظة: لمزيد من التفاصيل حول شهادة P49، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #83.] وأبلغت المحكمةَ أنها أعدّت العدّة لجلسة الاستماع بمراجعة محضر استجواب الشرطة الأصلي. ورغم أنها لم تتذكر تفاصيل إفادة P49، إلّا أنها كانت تتذكر الشاهدَ بوضوح. ولمّا طلب منها القاضي كولر التوضيح، ذكرت السيدة شومان أنّ P49 كان يخشى الإدلاءَ بإفادته بسبب قلقه على أفراد عائلته الذين ما زالوا في سوريا، بَيْدَ أنه كان حريصًا على مشاركة تجاربه في مشفى حمص العسكري وأحجم عن أخذ فترات استراحة أثناء الاستجواب. وركّزت على أنّ P49 جوّد إفادته بالتمييز بين الوقائع التي شهدها شخصيّا وبين ما أُشيع.
عندما طُلب منها أن تصف عملية استجواب الشرطة، أوضحت السيدة شومان أنه أُجري باللغة العربية بمساعدة مترجم شفوي. وبعد انتهاء الاستجواب، عُرض على P49 نسخة من المحضر الذي أضاف إليه ملاحظاتٍ طفيفةً بمساعدة المترجم الشفوي. ثم أُدرجت هذه التغييرات في النسخة النهائية من المحضر التي وقّعها P49. وأشارت السيدة شومان إلى أنها عرضت على P49 صورا لعدة رجال، وسألته عمّا إذا كان يعرف أيّا منهم. فقطع P49 بأنه تعرّف على علاء م، الذي عمل معه في مشفى حمص العسكري.
ثم طلب القاضي كولر من السيدة شومان أن تتوسّع في سرد محتوى استجواب الشرطة. فأكدت مجددا أنّ مراجعة المحضر نشّط ذاكرتها، إذ إنها لم تتذكر الكثير في البداية. وسردت أن P49 كان يعمل [حُجبت المعلومة] في مشفى حمص العسكري بين عامي 2011 و2012، ثم تولى لاحقًا وظيفةً [حُجبت المعلومة] يُحتمل أنها كانت عقابًا له على تواتر سفره إلى دمشق. وتطرّقت إلى الواقعة التي ذكر P49 أنّ علاءً طلب منه فيها أن يزيل قضبانًا معدنيةً من جرح مريض. واستحضرت أنّ P49 قال إنه رفض ذلك، لأنه كان سيسبب ألمًا إضافيّا للمريض في غياب التخدير. أقرّت السيدة شومان بأنه كان ينبغي عليها أن تستعلم أكثر عن تفاصيل هذه الواقعة. وأوضحت أنّ P49 ذكر أنه سمع شائعات عن مشاركة علاء في ممارسات التعذيب، إلّا أنه صرّح بأنه لم يشهد بنفسه أي وقائع أخرى من هذا القبيل.
ثم أثار القاضي رودِه عدة أسئلة عن تفاصيل محددة من إفادة P49، لم تتذكرها السيدة شومان إلا بعد أن قرأ القاضي رودِه الأجزاء المعنية من محضر الشرطة. وأقرّت أنها لم تكن تتهيّأ لمناقشة محتوى الاستجواب، بل كانت توقعت أن تُستجوب حول شخصية P49 ومصداقيته، اللتين ارتأت أنهما جديرتان بالثقة.
***
[استراحة لعشر دقائق]
***
بعد الاستراحة، أتيحت للأطراف فرصةٌ لاستجواب الشاهد لم يغتنمها إلّا الدفاع. إذ أراد محامي الدفاع إندريس أن يعرف من السيدة شومان متى وأين التقى P49 مع علاء وعمل معه، ولكنها عجزت عن الإجابة. وطلب منها أن تعدّد التعديلات التي أجراها P49 على محضر استجواب الشرطة، ولكنها لم تتذكر.
ثم استفسر محامي الدفاع العجي عمّا إذا تحدث الشاهدُ بالعربية أو الألمانية أثناء استجواب الشرطة، ملمّحًا إلى أنّ P49 كان عجولا قليل الصبر مع الترجمة العربية أثناء جلسة المحكمة. فأجابت السيدة شومان أنّ أسئلتَها تُرجمت إلى العربية، وأنّ P49 أجاب بالعربية العربية ثم ترجم المترجم الشفوي إجاباتِه إلى الألمانية. وأشارت إلى أنّ P49 كان يجيد الألمانية أصلا في عام 2020، وتظنّ أنه مستواه قد تحسّن كثيرًا منذ ذلك الحين. ولفتت الانتباه إلى أنّ P49 بدا مندفعًا إلى تعلم الألمانية وتوّاقًا إلى الاندماج في المجتمع الألماني.
شكر القاضي كولر الشاهدة وصرفها. سأل محامي الدفاع بون عمّا إذا كانت المحكمة تنوي استدعاء [حُجبت المعلومة] مجدّدا، فأكده القاضي كولر ذلك. [حُجبت المعلومة].
رُفِعت الجلسة في الساعة 11:30 قبل الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2024، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.