داخل محاكمة علاء م #82: "لا أُريـــدُ مَـــزيـــدًا مِنَ الْأَعْـــداء"
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثاني والثمانون
تاريخ الجلسات: 3 و 5أيلول / سبتمبر 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثاني والثمانون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم السابع والثامن والأربعين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، شارك الدفاع بيانًا من المتهم أوضح فيه أنّ الأسبوع الذي سبق العطلة الصيفية أهمَّه وأغمَّه. وفي نفس اليوم، مَثَلَ P38مرة أخرى، وهو شاهد سبق أن استُجوب في أسبوع المحاكمة الرابع والسبعين، ولكن تعبه حينها حالَ بينه وبين شهادته فصُرف إلى بيته. [لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #74] P38 هو طبيب كان يعمل مع علاء م في مشفى المزة في دمشق، ورغم أنهما لم يلتقيا إلا بضع مرات، إلّا أنّ P38 ذكر أن علاءً كان مؤيدا للنظام، وتذكّر أنّ المتهم كان يضع ملصقًا للأسد على سيارته وأنّ الأطباء العسكريين كانوا يحَيّونه دومًا.
أدلى P38بشهادته حول معاملة المعتقلين في مشفى المزة، واستحضر أنهم كانوا يتعرضون للضرب والصراخ. وتحدث عن قسم خاصٍّ احتُجز فيه المعتقلون ودخولُهُ حكرٌ على الأطباء العسكريين. وتذكّر واقعةً رافق فيها علاءٌ أطباءَ عسكريين وأحدَ المعتقلين إلى القسم الخاص. لاحت في نهاية الجلسة حيرةٌ حول إفادة P38بشأن توجهاته السياسية. [حُجبت المعلومات].
في يوم المحاكمة الثاني هذا الأسبوع، مَثَلَ شاهدٌ جديدٌ عبر مكالمة فيديو. إذ استدعى المدعي العام الفيدرالي في [حُجب المكان]، الشاهدَ P48 حيث يقيم. ورفض P48 في البداية أن يجيب عن الأسئلة في غياب محاميه، مردّدًا بأنه لا يشعر بالأمان ومُثقل الكاهل. وذكر أنه يُشتبه في إصابته بكوفيد. ورغم جهود المحكمة الحثيثة، ومنها فرضُ غرامات مالية عليه وتهديده بدعوى جنائية، تشبّث P48برفضه ساعتين تقريبا، إلى أن وافق بغتةً على الإدلاء بشهادته.
P48 هو طبيب سوري، كان صديقَ P35ودرس في الجامعة مع علاء. نفى أنّ علاءً حشيمٌ خجول، كما نفى أنهما صاحبان مقرّبان أو أنه يعرف تفاصيل محددة عنه. تمحور الاستجواب حول محادثتي دردشة بين P48 وP35. إحداهما كانت محادثةً حديثةَ عهد، في أيلول / سبتمبر 2023، تباحث فيها P35 حذف بعض الرسائل من تشرين الثاني / نوفمبر 2011. [ملحوظة: لمعرفة تفاصيل شهادة P35، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #71]. ردّ P48 في الدردشة بأنه سيحتفظ بالرسائل ليضمن أن تكون ذات نفع «له». وعندما استُجوب الشاهدُ في المحكمة هذا الأسبوع، زعم أنه لا يتذكر من المعنيُّ بـ «له»، وظنّ أنه ربما كان علاءً.
بعد استراحة، انضم إلى P48محامٍ. ونوقشت الرسائل المؤرخة في تشرين الثاني / نوفمبر 2011، والتي أبلغ فيها الشاهدُ P48 الشاهدَ P35بانتقال علاء إلى دمشق. وزعم P48 أنه لا يتذكر كيف حصل على المعلومات وما إذا أعلمه علاءٌ بها مباشرة. وكان قد زوّد المحكمةَ بهذه المحادثات بمحض إرادته عن طريق محامٍ ألماني. ولمّا استفسر محامي الدفاع بون عن أسباب تزويده المحكمةَ بالمحادثات، اعترف P48أنه كان يسعى إلى تجنب الإدلاء بشهادته. واستخدم القاضي كولر لهجة قاسية مع الشاهد طيلة الجلسة، ورفض طلباته لأخذ استراحة، ووبخه على عدم احترامه القضاءَ [حُجب المكان] والألماني لأنه أبى في البداية أن يدليَ بشهادته.
اليوم السابع والأربعون بعد المئة - 3أيلول / سبتمبر 2024
كان يومُ المحاكمة الأول هذا الأسبوع هو أولَ جلسةٍ تُعقَد بعد العطلة الصيفية. [ملحوظة: أُلغيت ثلاث جلسات في الأسبوع السابق لمرض أصاب أحد القاضيَين الإضافيَين. وفي يوم 26 آب / أغسطس 2024، حضر جميع الأطراف خلا القضاة. وبعد ساعة من التشاور في غرفة القضاة، حضر رئيس المحكمة القاضي كولر إلى قاعة المحكمة ليخاطب الأطرافَ، دون افتتاح الجلسة. وأبلغ الجميع أن أحد القاضيَين الإضافيين لم يتمكن من حضور الجلسة الرئيسية لمرضه. وأوضح القاضي أنه لو كانت نهايةُ المحاكمة وشيكة، لواصلوا الجلسة دون القاضي الإضافي. ولكن ﻻ بُدّ من حضوره، ﻷن المحاكمة ستستمر لما يزيد على ثلاثة أشهر أخرى.]
برئ اليومَ القاضي الإضافي من مرضه، وتواصلت الجلسة الرئيسية. وفي بداية يوم المحاكمة، شرح القاضي كولر مرة أخرى سبب إلغاء جلسات الأسبوع الماضي. بصفة عامة، لا ينبغي أن تتوقف الجلسات الرئيسية إلا لشهر فقط، الفقرة 229 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني؛ وهي الفترة التي وافقت العطلة الصيفية. إلّا أنه ووفقًا للفقرة التالية، الفقرة 229 (3) رقم 1، يمكن أن تتوقف الجلسات الرئيسية لفترة أطول، إذا «تعذر على الشخص المطلوب منه إصدارُ الحكمِ أن يحضر الجلسة الرئيسية بسبب المرض». ووفقًا لحكم أصدرته المحكمة الفيدرالية الألمانية في 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2022، فإن هذا يشمل القضاةَ الإضافيين. ويمكن استكمال الجلسات الرئيسية، لأن القاضي الإضافي تمكن من حضور جلسة اليوم.
أبلغ القاضي رودِه الأطراف أنه حاول الاتصال بالشاهدة [حُجب الاسم]. ورغم إخطارها بوجوب مثولها للشهادة، تذرّعت [حُجب الاسم] بعدة ذرائع لغيابها، من بينها أنّ سيارتها تعطلت وأنها لا تتذكر شيئا. وتغيّبت اليوم. [ملحوظة: لم يتضح لمراقبة المحاكمة متى كان يُفترض أن تدلي الشاهدة بشهادتها].
مثّل دفاعَ اليوم إندريس وبون الابن، وقرأ بيانًا أعدّه علاء. تناول هذا البيان شهادتَه في 26تموز / يوليو 2024 قبل العطلة الصيفية بخصوص توقيت انتقاله من حمص إلى دمشق، كما عُرض في رسائله على فيسبوك. [ملحوظة: تم تباحث هذه الرسائل في الأسبوع الذي سبق العطلة الصيفية، في يومي المحاكمة 145 و146. ولمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #81]. شدّد علاءٌ في بيانه على أنه كان تحت وطأة ضغطٍ جمٍّ في أسبوع المحاكمة ذاك. إذ أرّقه إسدالُ الادعاءِ العامّ السّتارَ عن تحقيق أوّلي يجري حول تهم إضافية ضدّه. وزادت قراءةُ منشوراتِه على فيسبوك علنًا من ضغطه النفسي أكثر فأكثر، وهو ما جعله أحرّك مشاعرَه ووتّره للغاية. وأوضح البيان أنّ الأزمنة المذكورة في رسائل المتهم كانت غير دقيقة وعفوية، إذ لم يكن يعلم أنها ستكون ذات أهمية في المستقبل. وزعم بيانُه أنّ عدم الدقة هذا هو أمرٌ شائع في الثقافة السورية.
استأنف القضاة استجواب الشاهد P38الذي سبق أن استُجوب في الأسبوع الرابع والسبعين، ولكنه كان مرهقًا ومتخبّطًا فصُرف مبكرا. [ملحوظة: لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #74.] أمّا اليوم، فأكد P38 أنه كان مركزا وغير متعب. ومدّ له يدَ المساعدة المترجمُ الشفويّ السيدُ فرّاج. وخيّم شيءٌ من البلبلة والحيرة طيلة الجلسة حول اللغة التي يجب أن يدليَ P38 بشهادته بها. إذ كان يتقن اللغة الألمانية وأجاب في الغالب على أسئلة القضاة باللغة الألمانية، دون الاعتماد على مساعدة المترجم الشفوي. إلّا أنّ القضاةَ طلبوا منه أحيانًا أن يدليَ بشهادته باللغة العربية ليتأكّدوا من فهم كلّ دقيقِ المعاني في شهادته على النحو الصحيح.
P38 جراح يبلغ من العمر [حُجبت المعلومة]، ولد وترعرع في [حُجب المكان] ويعيش حاليا في [حُجب المكان]. طُلبت منه لمحةٌ عامةٌ عن عمله في مشافي سوريا. [ملحوظة: عندما أدلى بشهادته أول مرة في الأسبوع الرابع والسبعين من المحاكمة، كان تاريخه الوظيفي مبهما. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #74]. ارتاد المدرسةَ ثم درس الطب في [حُجب المكان] من عام [حُجب الزمان] حتى عام [حُجب الزمان]. حصل على تصريح مزاولة المهنة الطبية في [حُجب الزمان]. وعمل بعدها في مشفى تشرين في دمشق حتى [حُجب الزمان] 2011. وبخصوص الفترة المتعلقة بمحاكمة علاء م.، عمل P38 في مشفى المزة، من [حُجب الزمان] 2011حتى 1 [حُجب الزمان] 2012. ثم في مشفى [حُجب الاسم] ومشفى [حُجب الاسم]، وكلاهما في دمشق. وفرّ إلى [حُجب المكان] لاجئًا في [حُجب الزمان] ماخرًا البحرَ. وأفاد بأنه غادر سوريا اتقاءً للـ[حُجبت المعلومة]. وعندما سُئل عن موقفه السياسي من نظام الأسد، [حُجبت المعلومة]. وأوضح أنه وعائلتَه، المسيحيون، حاولوا [حُجبت المعلومة].
طلب القاضي كولر من P38 أن يصف تجاربه في المشافي بعد اندلاع النزاع في سوريا. روى P38أنّ الوضع في دمشق كان هادئا نسبيّا في مطلع 2011، إلّا أنه تدهور بحلول مطلع 2012. إذ طفِقَ المرضى يصلون إلى المشفى معتقلين، مكبّلي الأيدي ومعصوبي الأعين. وعُرّف هؤلاء المعتقلون بـ[حُجبت المعلومة] لا بـ[حُجبت المعلومة] وجلبهم أشخاصٌ يلبسون [حُجبت المعلومة]. واستنبط P38 أنّ هؤلاء المعتقلين كانوا متظاهرين سياسيين.
سأل القاضي كولر عن المرضى الذين عالجهم P38وما إذا كانوا أيضًا مقيدين ومعصوبي الأعين، فشدّد P38على أنه طلب من الجنود إزالة القيود وعصائب العينين قبل أن يعالج المرضى. وروى واقعة معينة أحضر فيها ثلاثةُ حراس أمن - كانوا جنودًا وكان أحدهم مسلحا - مريضًا إلى قسم الطوارئ. فطلب P38 من الجندي المسلح أن يبعد سلاحه. ولما رفض، طلب P38 المساعدة من الشرطة العسكرية، التي كانت موجودة [حُجبت المعلومة]، ورافقت الشرطةُ العسكريةُ الجنودَ إلى خارج قسم الطوارئ. حظي الأطباءُ دائما بحماية كبيرة من الشرطة العسكرية، حتى قبل الحرب. وفي اليوم التالي، طلب منه الطبيبُ العسكري الأعلى رتبةً أن يعتذر من الجندي، ولكن P38رفض، فعوقب بتكليفه بالعمل في قسم الطوارئ شهرًا كاملا. وردّا منه على ذلك، طالب P38بإجازة مرضية لمدة أسبوع. وعندما تعيّن عليه العودة إلى المشفى، أعدّ وثائقَه واستقال من مشفى المزة.
سُئل P38 كذلك عن معاملة المعتقلين عمومًا في مشفى المزة. وبعدما ماطل السؤالَ مرات عدّة، روى أنه رأى وسمع معتقلين يُضربون في المشفى. وتذكر وجودَ «قسم خاص» لم يكن متاحًا دخولُه إلّا [حُجبت المعلومة] ، وسمع منه أصوات صراخ وضرب. وحتى أنّ السكان الذين كانوا يقطنون قرب المشفى سألوه عن الصراخ وعما إذا كان هناك شيء ما يحدث في الداخل. كان القسم الخاص في الأصل مخصصًا للـ[حُجبت المعلومة] ، لكن الغرض منه انقلب إلى احتجاز الأشخاص.
***
[استراحة لخمس عشرة دقيقة]
***
بعد استراحة وجيزة، استحضر P38واقعةً حدثت في نيسان / أبريل أو أيار / مايو 2012رأى فيها علاءً يسير باتجاه القسم الخاص مع طبيب عسكري ومعتقل. ورغم أنه لم يَرَ علاءً يدخل القسم، إلّا أنه لاحظ عدم وجود مبنى آخر في ذلك الاتجاه. وذكر أنه رأى مرارا الأطباءَ العسكريين يحَيّون علاءً. رسم P38مخططًا توضيحيّا لموقع مشفى المزة، وأشّر على مكان قسم الطوارئ والقسم الخاص بالمعتقلين على صورة أقمار صناعية للمنطقة.
ثم أسهب P38 في سرد مواقفه مع علاء، وتذكّر أنهما التقيا أول مرة في مطلع عام 2012، إما في [حُجب الزمان] أو [حُجب الزمان]، ولكنه لم يتذكر تفاصيل أول لقاء جمعهما. وكان متأكدا من أنّه مضى على عمله في المشفى بعض الوقت حينما قَدِمَ علاء إليه. ورأى علاءً عدة مرات لاحقًا حينما استُدعيَ علاءٌ للمساعدة في علاج مريض بصفته جرّاحَ عظام. ولم يكونا مقرّبين ولا جمعتهما علاقةٌ شخصية. وكان P38على علم بأن علاءً مؤيدٌ للأسد، ولكنه لم يستطع تذكر تفاصيل محددة عن محادثاتَيهما. بّيْدَ أنه تذكر أنّ علاء كان يضع ملصقًا مؤيدًا للأسد على نافذة سيارته الخلفية، وأنه كان [حُجبت المعلومة].
تساءل القاضي رودِه إن كان صوابًا ما فَهِمَه من شهادته P38 بأنه كان [حُجبت المعلومة]، فأقرّ P38بذلك. ثم جابهه القاضي رودِه بثلاثة منشورات من مجموعة [حُجبت المعلومة] على فيسبوك. [ملحوظة: عرض القاضي رودِه شاشته على الشاشة في قاعة المحكمة، ليتيح للشاهد والجمهور مشاهدةَ الملف]. أكد P38 أنّ المنشورات نُشرت من حسابه، ولكنه زعم أنّ حسابه لا بد أنه اختُرق أو أنه نشرها تهكّما. وردّد بأنه لم يكن لينشر محتوى [حُجبت المعلومة] إطلاقًا، وبدا عليه الاضطراب. ووافق على السماح لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) بالتحقيق في ملفه الشخصي على فيسبوك، وزوّد المدعيةَ العامةَ بتفاصيل حسابه. وطالب الدفاع بترجمة التقرير الذي يفصّل المنشورات [حُجبت المعلومة] وعرضها رسميا في الإجراءات. وافق القاضي كولر وأبلغ الشاهدَ بأنه قد يُستدعى مجدّدًا للإدلاء بشهادته، تبعًا لنتائج التقرير.
لم يكن لدى المدعية العامة أو محامي المدّعين أي أسئلة للشاهد. سأل محامي الدفاع إندريس الشاهدَ عن عدد الأطباء الذين كانوا يعملون في مشفى المزة. فأجاب P38 أنهم كانوا قرابة [حُجبت المعلومة] أو [حُجبت المعلومة] طبيبا. وأراد إندريس أن يعرف كم مرة عالج فيها P38المعتقلين، فأجاب P38 أنه عالج حوالي أربعة أو خمسة معتقلين، وربما أكثر. سأل علاءٌ الشاهدَ عمّا إذا عمل في [حُجب الاسم] في دمشق، فنفى الشاهد ذلك. واستفسر علاء عن أسماء بعض الأطباء الذين كانوا يعملون فيه وما إذا كان P38يعرفهم، وهم [حُجب الأسماء]، وهو ما نفاه الشاهد أيضا.
شكر رئيس المحكمة القاضي كولر الشاهدَ على حضوره وصرفه ثم اختتم الجلسة. قد يُستدعى الشاهد ليُدليَ بشهادته مجدّدا.
رُفِعت الجلسة في الساعة 1:35ظهرًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 5أيلول / سبتمبر 2024، في العاشرة صباحا.
اليوم الثامن والأربعون بعد المئة - 5أيلول / سبتمبر 2024
في الجلسة الثانية هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ عبر مكالمة الفيديو. P48 هو طبيب سوري كان صديق P35ودرس في الجامعة مع علاء. واستدعاه المدعي العام الفيدرالي في [حُجب المكان]، حيث يقيم. وكانت المدعية العامة [حُجب المكان] حاضرة طيلة الاستجواب. وتواصلت المحكمة الألمانية والمدعية العامة [حُجب المكان] باللغة الألمانية. [حُجبت المعلومة]. كان P48يضع قناعًا طبيا. وعندما طلب منه القاضي كولر إزالته، أوضح P48أنه كان يُشتبه في إصابته بكوفيد، فسُمح له بوضعه.
أبى P48 أن يُدليَ بشهادته في البداية ولم يجب عن سؤال القاضي كولر حين سأله عن اسمه. وكلما سُئل هذا السؤال، أجاب: «لا أشعر بالأمان بتاتا ويأخذ مني الإرهاق والضغط كلَّ مأخذ. ودون محاميَّ، لا يمكنني تقديم شهادة دقيقة. أبلغ محاميَّ الادعاءَ العامَّ في [حُجب المكان] أنه لن يتمكن من الحضور اليوم، ولكن لم يُؤخذ ذلك في الحسبان. هذا لا يعني أنني لا أرغب في تقديم شهادتي، ولكنني لا أستطيع قول شيء في غياب محاميَّ. أعتذر كثيرًا لهذا». وردّد هذه العبارةَ أو أجزاءً منها بعد كل سؤال، وكان جليّا أنه حفظها. طلب القاضي كولر مرارا من الشاهد اسمَه الأول. وطًلب من المترجم الشفوي فرّاج أن يترجم السؤال، ولكن الشاهد ادّعى أنه لم يفهم لهجة المترجم الشفوي. أعاد السيد فرّاج السؤال بالعربية الفصحى، ولكن P48 لجَّ زاعما أنه لم يفهم المترجم الشفوي. وزعم هذا مرات عدة خلال الجلسة. وأكّد علاءٌ ومترجمُه الشفويُّ ومحامي دفاعه العجي للمحكمة أنّ السيد فرّاجا كان يتحدث العربيةَ الفصحى التي يفهمانها جيدا باعتبارهما سوريَّين ناطقَين بالعربية.
بعد أن رفض P48إجابةَ الأسئلة عن اسمه مرة بعد أخرى وظلّ يطلب محاميه، سئم القاضي كولر وأبلغ P48أنه شاهدا لا يحق له رفض الشهادة لأن محاميه لم يكن حاضرا. [ملحوظة: في القانون الألماني، لا يمنح غياب المحامي الشاهدَ الحقَّ في رفض الشهادة. فوفقا لقانون الإجراءات الجنائية الألماني، يمكن للشهود أن يرفضوا الإدلاء بالشهادة إذا كانوا ذوي قرابة بالمتهم (الفقرة 52) أو اعتمادًا على امتيازات مهنية (الفقرة 53، مثل محامي الدفاع أو كتبة المحكمة). وإضافة إلى ذلك، يجوز للشهود أن يرفضوا تقديم المعلومات إذا كان احتُمل أن يجازف ذلك بملاحقتهم أو أقاربَهم قضائيا (الفقرة 55). ويُسمح للشهود بالاستعانة قانونيا بمحامٍ (الفقرة 68 ب). إلّا أنه لا يوجد ما ينصّ على السماح للشاهد برفض الإدلاء بالشهادة لمجرد غياب محاميه]. وبيّن القضاة أنهم سيتحرّسون من إثارة أسئلة حول مضمون المحاكمة قد تعرض الشاهد أو أقاربه في سوريا للخطر، بَيْدَ أنّ هذا الاحتراسَ لا يشمل اسمَ P48الأول. وأكّدت المدعية العامة [حُجب المكان] صحةَ هذا في القانون [حُجب المكان] كذلك.
طُلب من الشاهد أن يغادر القاعةَ ريثما يتباحث القضاةُ الألمانيون والمدعية العامة [حُجب المكان] سُبُلًا لإجبار P48على الإدلاء بشهادته. وقرروا تهديد الشاهد بفرض غرامة مالية. وعندما أنذرت المدعية العامة [حُجب المكان] الشاهدَ بفرض غرامة مالية قدرها 500[حُجبت المعلومة]، تعنّت الشاهد في رفضه الإفصاحَ عن اسمه الأول وظلّ يطلب محاميه. فغُرّم الغرامةَ ولكنه لم يغيّر موقفه. سأل القاضي كولر عن اسم محامي P48، فقال P48 إن اسمه هو السيد يوسف وكرر أنه اتصل بالادعاء العام في [حُجب المكان]. أعرب القاضي كولر عن حيرته لأن محاميا من ألمانيا، يدعى السيد بيترز، اتصل بالمحكمة ولكنه لم يطلب أن يساعد P48أثناء الاستجواب. فردّد P48 بأنه لن يدليَ بشهادته في غياب محاميه.
***
[استراحة لخمس عشرة دقيقة]
***
عندما هدّدت المدعية العامة [حُجب المكان] بفرض غرامة قدرها 1000 [حُجبت المعلومة] ثم فرضتها فعلا، لم يغيّر P48 رأيه وردّد عباراته، وطلب استراحة ليتصل بمحاميه. فأبلغت المدعية العامة [حُجب المكان] القاضيَ كولر أنها عرضت على P48 أن يتصل بمحاميه أثناء الاستراحة فرفض P48. فرفض القاضي كولر طلب P48الحصول على استراحة.
أوضح القاضي كولر لـ P48أنه سيُلزَم بتعويض السلطات [حُجب المكان] والألمانية عن جميع النفقات التي تكبدتها بسبب رفضه الشهادة، ومن ضمنها التكاليف القانونية. فطالب الشاهدُ مجدّدا بمحام. فهدد كلٌّ من المدعية العامة [حُجب المكان] والقاضي كولر بفتح إجراءات جنائية ضد الشاهد بتهمة كذبه بشأن عجزه عن فهم المترجم الشفوي، إلّا أنّ الشاهدَ ردّد عباراته. وحذّر القاضي كولر الشاهدَ من أنّ سلوكه يُعَدّ شكلاً خطيرا من أشكال ازدراء النظام القضائي، وأخبر الشاهدَ أنّ لديه عديدًا من المحادثات على فيسبوك من حساب P48، والتي تتضمن العديد من الكلمات البذيئة، فإذا وافق الشاهدُ على الشهادة، سيتغافل القاضي كولر عن هذه الكلمات عند مناقشة المحادثات كِياسةً منه وتفضّلا، أمّا إن لم يوافق الشاهدُ على الشهادة، فسيضطر القاضي كولر إلى قراءة المحادثات كاملةً وعلنًا بحذافيرها. ومع ذلك، رفض P48 أن يُدليَ بشهادته، فأُخرج من غرفة الاستجواب. واقترحت المدعية العامة [حُجب المكان] أن يُسمح للشاهد بالاتصال بمحاميه، فوافق القاضي كولر.
***
[استراحة لعشرين دقيقة]
***
لم يتمكن الشاهد من بلوغ محاميه عبر الهاتف، فاقترحت المدعية العامة [حُجب المكان] محاميًا آخر من [حُجب المكان] يمكن أن ينضم إلى الإجراءات في الساعة 1:00 ظهرا. في هذه الأثناء، تخطّت الساعة 11:30 صباحا. رفض القاضي كولر، مشيرا إلى أنّ المحكمةَ لن تسمح بأن يُمليَ الشاهدُ عليها جدولها. وشرع كولر في مناقشة المواعيد المحتملة لاستئناف الاستجواب في تشرين الأول / أكتوبر، وبينما هو كذلك، إذ وافق P48 بغتةً على الإدلاء بشهادته، بعد حوالي ساعتين مضتا منذ بداية الجلسة.
أجاب P48 عن أسئلة القاضي كولر حول معلوماته الشخصية. إذ أبلغ P48المحكمةَ أن اسمه الأول هو [حُجب الاسم]، وأنه طبيب [حُجبت المعلومة] يبلغ من العمر [حُجبت المعلومة]، وأنه تعرف على علاء في أعوامهما الأخيرة في جامعة [حُجب المكان]، حيث تخرّجا معا في عام [حُجب الزمان]. وادّعى أنه لم يكن صديقًا مقرّبًا من علاء، ولكنهما كانا يتشاطران العديد من الأصدقاء، ومنهم P35. دار شيءٌ من النقاش حول اللقب الذي نعت علاءً به أصدقاؤه وهو «[حُجبت المعلومة]». أوضح القاضي كولر أن المصطلح يعني «الشخص المهم» أو «المتبختر». [ملحوظة: تُرجم اللقب في جلسة سابقة ليعنيَ شخصًا ذا شخصية قوية. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #71]. ادعى الشاهد أنه لا يعرف ترجمةَ الكلمة وأنه ليس لها معنى محدد. وأخبر المحكمة أنه بالكاد يعرف علاءً. طلب القاضي كولر من P48 أن يعلّق على شخصية المتهم، فأجاب P48 أنه لا يتذكر الكثير عن علاء، خلا أنه لم يكن حَيِيًّا خجولا.
ثم استفسر القاضي كولر عن المشافي التي عمل فيها الشاهد في دمشق. استحضر الشاهدُ أنه عمل في مشفى تشرين والمزة وحرستا من [حُجب الزمان] 2010 حتى [حُجب الزمان] 2012، ولكنه لم يتذكر الوقت المحدد في كلّ منها. وأشار إلى أنّ بداية تناوبه بين المشافي كان في تشرين ومرجعه في النهاية كان إليها، وأنه قضى صيفًا في المزة وشتاءً في حرستا.
عندما سُئل P48 عن المظاهرات والحرب، زعم في البداية أنه لم يسمع عنها إلّا في وسائل الإعلام. وبعد أن وبّخه القاضي كولر، وأنّبه مشيرا إلى أنه من المستبعد ألّا يكون لشخص عاش في سوريا في 2011 و2012تجاربُ شخصيةٌ مع الأحداث، أقرّ الشاهد بأنه شهد بعض الوقائع في الشوارع وأنه سمع الانفجارات في دمشق. بَيْدَ أنه لجَّ في إنكاره علاجَ مرضى وجرحى الحرب في أي من المشافي، مؤكدًا أنه كان لا يعالج إلّا مرضى [حُجبت المعلومة] لأنه طبيب [حُجبت المعلومة].
ظلَّ P48 يتهرب من الأسئلة العامة مرات عدّة، ويقول إنه لا يتذكر شيئا أو أنه لا يعرف ما الذي كانت تشير إليه أسئلة القضاة، وطلب من القضاة طرح أسئلة أكثر تحديدا. فوبّخ القاضي كولر الشاهدَ P48 وقرّعه قائلا إنه، أي القاضي كولر، هو من يقرّر كيفية إجراء الاستجواب. وطلب P48 استراحة عدة مرات، منوّها إلى أنه أراد شرب الماء لأن حلقه يؤلمه. فلم يستجب القاضي كولر لطلبه، بل أخبر P48أنهم فرّطوا بالكثير من الوقت بسبب رفضه الإدلاء بشهادته في الصباح. [ملحوظة: بدا أنّ ثمّة قنينة ماء لدى P48 على الطاولة في مكتب المدعية العامة [حُجب المكان]. ولا يُمنع الشهودُ عادة من شرب الماء أثناء الإدلاء بشهادتهم].
ثم تحوّل الاستجواب إلى المحادثات والدردشات بين P48 وP35. وكانت هناك محادثتان مهمتان: واحدة من تشرين الثاني / نوفمبر 2011وأخرى من أيلول / سبتمبر 2023. قرأ القاضي رودِه محادثة أيلول / سبتمبر 2023، التي ذكر فيها P35أنه يريد حذف بعض الرسائل من عام 2011، فردّ عليه P48 في الدردشة بأنه سيحتفظ بالرسائل لضمان المصداقية، لعلها تكون ذات نفع «له». وعندما سُئل الشاهدُ اليوم عنها، زعم أنه لا يتذكر من المعنيُّ بـ «له»، وظنّ أنه ربما كان علاءً [ملحوظة: نوقشت هذه الدردشات سابقًا أثناء استجواب P35. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #71]، وقال P48 إنه لم يتحدث مع P35منذ بدء محاكمة علاء. وأخبر P48 المحكمةَ أنه كان يواجه مشاكل في فهم القاضي رودِه سماعيا، فسأل القاضي كولر المدّعيةَ العامةَ [حُجب المكان] عمّا إذا كان كلامُ جميع القضاة مفهومًا في غرفة الاستجواب [حُجب المكان]، فأكدت ذلك. فوبّخ القاضي كولر الشاهدَ لمحاولته التملّص من الأسئلة المتعلقة برسائل الدردشة مع P35.
***
[استراحة لستين دقيقة]
***
بعد استراحة الغداء، انضم إلى P48محامٍ من [حُجب المكان] اقترحته المدعية العامة [حُجب المكان]. وجابه القاضي رودِه الشاهدَ P48 بمحتوى رسائل تشرين الثاني / نوفمبر 2011، التي زوّد بها المحكمةَ محامي P48، السيدُ بيترز. في هذه المحادثة على فيسبوك، أرسل P48 رسالة إلى P35، يقول فيها إن لديه أخبارًا سارّةً له إذ إنّ علاءً كان سينتقل إلى دمشق في الأسبوع التالي وسيجلب معه جهازَ بلاي ستيشن. تساءل القاضي كولر كيف تمكن P48 من إخبار P35 بهذا الخبر، وكيف حصل على هذه المعلومات، وكيف استطاع أن يعرف أنّ P35 - الذي يُزعم أنه كان مقرّبًا أكثر من علاء - كان لا يزال جاهلا بالانتقال. لم يستطع الشاهد أن يتذكر كيف حصل على هذه المعلومات أو ما إذا أخبره بها علاء مباشرة.
ذكر P48 كذلك أنه لم يكن صديقَ علاءٍ على فيسبوك إلا منذ عام 2012، لينأى بنفسه عن علاء على ما يبدو. فما كانت ردة فعل علاء على هذا التصريح إلّا أن صاح عاليًا: «لا أريد مزيدًا من الأعداء» فأخطر القاضي كولر الشاهدَ بتلك العبارة. وأشار P48 إلى أنّ اتصاله اليتيم مع علاء كان في أواخر عام 2014 عندما أرادا الانتقال إلى ألمانيا وتباحثا أفضل الأماكن لتقديم طلبات الاعتراف بشهاداتهما الطبية.
تسلّم زمام الأسئلة الأخيرة القاضي رودِه، إذ سأل P48 عمّا إذا كان مسيحيا أرثوذكسيا. فتدخل محامي P48وأشار إلى أنه لا يتوجّب على الشاهد إجابةُ هذا السؤال. فطلب منه القاضي كولر أن يدلّل على دعواه تلك. فأكّد المحامي أنّ الشاهد سيتهجّس مثالبَ ومشاكلَ إن أجاب عن هذا السؤال، إذ كانت هناك هجماتٌ مطّردةٌ على الجماعات الدينية في [حُجب المكان]. أخبر القاضي كولر الشاهدَ P48 أنّ عليه أن يجيب عن السؤال، وأنّ محاميَه كان يهذِر «هراءً». حسم القاضي رودِه الموقفَ وأوضح أنه كان يريد فقط معرفة ما إذا كان ليوم 15 آب / أغسطس، 2012(عيد انتقال السيدة العذراء) أيُّ أهمية خاصة عند الشاهد، وهو ما نفاه. وختاما، نفى P48 علمه بأن علاءً تعرض لحادث أو أُصيب في [حُجب المكان].
لم يُثِر من الأطراف أسئلةً إلّا الدفاع. ذكر الشاهدُ طيلة الجلسة أنه عَلِمَ بشهادة P35 ومحتوى محادثة أيلول / سبتمبر 2023 عن طريق قراءة تقارير مفصّلة على الإنترنت. فسأل علاءٌ ومحامي دفاعه العجي أين وجد هذه التقارير. أوضح P45 أنه قرأ في البداية تقاريرَ البني، إلّا أنه بعد انقطاعها، وجد تقاريرَ على موقع إلكتروني منشورة باللغتين الإنجليزية والعربية. فسأل علاءٌ إن كان الموقع الإلكتروني يُدعى «شيءٌ ما السوري للعدالة والمساءلة»، فأكد الشاهد ذلك. ثم سأل محامي الدفاع بون عدة أسئلة تدور حول ما دفع الشاهدَ إلى إرسال محادثات تشرين الثاني / نوفمبر 2011إلى المحكمة. وبعد شيءٍ من التذبذب والتردد، أقرّ الشاهد بأنه كان يأمل أن يُعتقَه إرسالُ المحادثات من الإدلاء بشهادته في المحكمة.
صرف القاضي كولر الشاهدَ، وشكر المدعية العامة [حُجب المكان] وزملاءها، واعتذر للمحامي [حُجب المكان] على الكلمات التي انتقاها.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:15ظهرًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 10أيلول / سبتمبر 2024، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.