داخل محاكمة علاء م #81: "بِالـــــرّوحِ، بِالـــــدَّمِ، نَفْديـــــكَ يا بَشّـــــار"
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الحادي والثمانون
تاريخ الجلسة: 23 و 25 و 26 تموز / يوليو 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الحادي والثمانون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع والخامس والسادس والأربعين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، استُجوب في المحكمة P47، وهو ابن شقيق P4. إذ استدعته المحكمةُ بناءً على شهادة P4التي أدلى فيها بأنه اعتُقل مع P47 في عام 2012 في مشفى حمص العسكري، وكان عمرُ P47 حينها حوالي أحد عشر عامًا. أشار P47 إلى أنه ربما كان في مشفى، ولكنه لم يتذكر أنه كان في سجنٍ أو أنه تعرض لإساءة المعاملة بصحبة عمه. ولم يتذكر أي شيء عن توجه والده أو عمه السياسي، إلّا أنه أقرّ بأن والده كان مطلوبًا في سوريا، دون أن يتذكر السبب. تشكّك القضاة من عدم تذكّر P47للأحداث في سوريا وصرفوه في نهاية المطاف دون أن يتمكنوا من توضيح الكثير.
في الجلسة الثانية هذا الأسبوع، كشف الادعاء العام عن تحقيقٍ أوّلي يجري بخصوص تهم إضافية ضد علاء م، ولكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. وقرأ القضاة محادثات واتسآب بين علاء وعائلته أفضت إلى الحصول على تقرير عمل يؤكد انتقال علاء من حمص إلى دمشق في تشرين الثاني / نوفمبر 2011. وعاينوا كذلك تقريرَين من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، أحدهما عن [حُجب الاسم] الذي أصدر تقريرَ العمل وكان أحد أخدان بشار الأسد، ولخّص التقريرُ الآخرُ محادثات فيسبوك ماسنجر التي ذكر فيها علاءٌ أنه كان في دمشق بين كانون الأول / ديسمبر 2011 وكانون الثاني / يناير 2012.
في ثالث جلسات هذا الأسبوع، واصل القضاة قراءة محادثات علاء على فيسبوك ماسنجر ومنشوراته، وأماطوا اللثامَ عن مُشايعَته الأسدَ بعبارات مثل «بالروح، بالدم، نفديك يا بشار». سأل القاضي كولر علاءً عمّا إن كان لديه تعليقٌ على ما قُرئ، فاعترف علاء بفِرْيَته وكذبه بخصوص نقطتَين في استجوابه الأوّلي [بالألمانية: Einlassung]: توجهه السياسي، وزعمه عدم رؤيته لجثث تتعلق بسياق الحرب. واختتم القاضي كولر الاستجوابَ بالإعراب عن ريبته وتشكّكه من مصداقية أقوال علاء م.
اليوم الرابع والأربعون بعد المئة - 23 تموز / يوليو 2024
في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ أمام المحكمة يُدعى [حُجب الاسم]،P47، وهو ابن أخ [حُجب الاسم]، P4. يبلغ P47 من العمر [حُجبت المعلومة] عامًا، واستدعته المحكمة لاستجوابه بعد شهادة P4بأنهما اعتُقلا عام 2012 في سجن مشفى حمص العسكري.
في مُستهلّ الجلسة، أُذِن للمحامي بينيتو بون، نجل محامي الدفاع شْتيفان بون، بالمثول بديلًا لمحامي الدفاع إندريس الذي غاب هذا الأسبوع.
قبل أن يُنادى على الشاهد للإدلاء بشهادته، استمعت المحكمة إلى كبير محققي مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) [ملحوظة: سيُشار إليه «بمكتب الشرطة» اختصارًا]، مانويل دويْسِنج الذي التقى مع P47سابقًا أثناء استجواب الشرطة حيث عرض عليه ثمانيَ صور لسوريين ذكور، منهم علاء م. وذكر P47 حينها أنه لم يتعرّف على أي من هؤلاء الأشخاص وحتى علاء. زوّد دويْسِنج المحكمةَ بهذه المعلومة ثم صُرف.
بعد ذلك، دخل P47قاعةَ المحكمة ترافقُه محاميته، سونكا مِينَه، التي تزاول المحاماة في مدينة إيسِن. [ملحوظة: مثّلت السيدةُ مِينَه شاهدًا الأسبوعَ الماضي في اليومين 141 و142.] واستُدعى مكتبُ الشرطة الشاهدَ لأنه يقيم خارج ألمانيا. ورافق الشاهدَ ضابطٌ من مكتب الشرطة.
سأل رئيس المحكمة القاضي كولر الشاهدَ عمّا إذا كان يعرف سبب استدعائه للشهادة في المحكمة. فأجاب P47أنه لم يعرف من ضباط مكتب الشرطة إلّا أنه كان في مشفى في سوريا تعرّض فيه الناس للتعذيب. أراد القاضي كولر معرفة كيف سمع الشاهد عن التعذيب. فأجاب P47أنه كان في العديد من المشافي السورية عندما كان طفلًا، ولكن «شيئًا كهذا» لم يحدث له قَطّ. استفسر القاضي كولر عن سبب وجوده في المشفى، فقال P47 إنه كان يبلغ أحد عشر عامًا آنذاك ولم يتذكر سبب وجوده هناك.
ثم سأله القاضي كولر عمّا إذا كان يعرف P4، فقال P47 إنّ هذا هو عمُّه. وبعد مزيد من الأسئلة، قال P47 إنه لا يتذكر أنه كان في المشفى مع عمه P4. أخبر القاضي كولر الشاهدَ أنّ عمه P4 شهد في المحكمة بأنه وابنَ أخيه اعتُقلا في مشفى حمص العسكري وأُسيئت معاملتهما فيه. ظلّ الشاهد ينفي تذكُّرَه بأنه كان في مشفى حمص العسكري أو أنه تعرضه لإساءة المعاملة، إلّا أنه تذكّر أنّ عمَّه اعتُقل، ولكنه لم يتذكر سبب ذلك. سأله القاضي كولر إن كان عمُّه P4 قد اعتُقل بصحبة الشاهد P47، فنفى P47ذلك، وقال إنه كان طفلًا آنذاك، ولا يستطيع حتى تذكّر المنزلَ الذي كان يعيش فيه.
مرة أخرى، سأل القاضي كولر P47لماذا كان في المشفى، ومتى كان ذلك، وكم ظَلّ فيه. فأجاب P47أنه كان طفلًا، ورجّح أنه كان في المشفى بسبب الحرب، ولكنه لا يتذكّر سبب وجوده المحتمل هناك. أراد القاضي كولر أن يعرف ما يتذكره الشاهد عن الحرب. فتذكّر P47القتل والموت وأنّ جده وعمه توفيا في الحرب. وتذكّر أنه كان جائعا، وأنّ عائلته اضطرت إلى الارتحال من منزلها عدة مرات للبحث عن مأوى في قرى أصغر كانت أقل تأثرًا بالنزاع المسلح. وردًّا على سؤال القاضي كولر، أوضح P47أنه كان يعيش مع عائلته في [حُجب المكان] في محافظة حمص. وفي عام 2013، تحتّم على عائلته مغادرة المدينة والعيش مع أعمامه بعيدًا عنها، ثم فرّوا في نهاية المطاف إلى [حُجب المكان].
أراد القاضي كولر أن يعرف مع من كان يعيش P47. تذكّر P47 أنه كان يعيش مع والديه وإخوته. وكان عمه، P4، يعيش في نفس الشارع، ولكن ليس في نفس المنزل. سأل القاضي كولر عن مهنة P4. فتذكّر P47 أن جميع أعمامه كانوا [حُجبت المعلومة]. وردًّا على سؤال القاضي كولر، أوضح P47 أنه كان يرى عمه P4 من حين لآخر قبل الحرب، ولكنه لم يكن يراه أثناء الحرب إلّا ما ندر، إذ كان على كل عائلة أن تدير شؤونها.
سأله القاضي كولر عمّا إذا كان يعرف [حُجب الاسم]، P1. قال P47 إن الاسم كان مألوفًا، وافترض احتمالية أن يكون P1 قد عاش في نفس المدينة، لأن العديد من أفراد عائلة [حُجب الاسم] كانوا يعيشون هناك.
طلب القاضي كولر من الشاهد أن يصف منزل عائلته في [حُجب المكان]. فتذكر P47 أنه كان منزلًا من طابقين. وكان الطابق الثاني خطيرًا للغاية بسبب الانفجارات في المدينة، فلم يكن يُسمح له بدخوله. غير أنّ P47 تذكّر أنه صعد إلى الطابق الثاني ورأى الانفجارات والحرائق. وتذكّر أن والده أخبره أنّ عمه [حُجب الاسم] توفي في أحد هذه الانفجارات بسبب إصابته برصاصة، وخُطف عمه الآخر [حُجب الاسم] في نفس اليوم.
ثم سأله القاضي كولر عن توجه والده السياسي، فذكر P47 أنّ والده كان جنديّا في القوات الجوية، ولكنه درس [حُجبت المعلومة] وصار [حُجبت المعلومة]. وادّعى أنه لا يتذكر ما إذا كان والده مؤيّدًا للنظام أو المعارضة، ورجّح أنه كان محايدا. تساءل القاضي كولر إن كان اختطافُ P47 وسيلةً للضغط على والده لأنه كان معارضا، فشدّد P47 مجدّدًا على أنه لا يتذكر أنّ شيئا من هذا القبيل قد حدث له.
أراد القاضي كولر أن يعرف علاقة P47بعمه P4. قال P47إنه كان يحب جميع أعمامه، ولكنه نادرًا ما كان يرى P4لأن P4 كان كثير الترحال. كرّر القاضي كولر أنّ P4شهد في المحكمة بأن العمَّ وابنَ أخيه كانا معتقلَين معا. وأشار كولر إلى شهادة P4التي صرّح فيها بأنه كان يحمي P47 من إساءة المعاملة في مركز الاعتقال، وأنّ P47أخبر P4 أنه يحبه لهذا السبب. قال P47إنه لا يتذكر كلمةً مما قاله القاضي كولر للتو. وبعد مزيد من الأسئلة، لم يتذكر P47أنه أُصيب بجروح قيحية.
ثم واصل القاضي رودِه الاستجواب مستفسرًا عن آخر مرة تحدث فيها P47 مع عمه P4. ذكر P47 أنه اتصل بعمه في الليلة السابقة ليبلغه بوصوله إلى فرانكفورت. وأكد أنه لم يناقش بتاتًا أي أحداث في سوريا مع عمه، ولم يُخبره أحدٌ بأن عمَّه قد أدلى بشهادته في المحكمة، ورأى عمَّه العام الماضي في مناسبة عائلية في [حُجب المكان]. وأوضح P47 أنه وعمه كانا مقرّبَين عندما كانا في [حُجب المكان] لاجئَين، ولكنهما لا يتواصلان الآن إلّا مرةً في الشهر.
تساءل القاضي رودِه عما إذا سبق للعمّ أن عاش في [حُجب المكان]، فأكد الشاهد ذلك وأوضح أنّ عمه كان يعيش فعلًا في [حُجب المكان] عندما وصل إليها P47. وزاره عمُّه في سكن اللاجئين في نهاية عام [حُجب الزمان]. وأوضح P47 أنه لم يتمكن من زيارة عمه قبل أن استكمال أوراقه لجوئه وبسبب إجراءات كورونا الوقائية. بعد ذلك، مكث P47 مع عمه في [حُجب المكان] لبضعة أيام قبل أن ينتقل إلى [حُجب المكان] ليكون مع أخيه.
بعد مزيد من الأسئلة، أوضح P47أنه لم يتحدث قَطُّ مع عمه عن الوضع في سوريا، لا عن موقف العمّ من النزاع ولا عمّا حدث للعمّ. ثم سأل القاضي رودِه عما إذا كان P47يتذكر من اختطف عمه [حُجب الاسم]. فروى P47 أنّ والده أخبره أنّ القوات الحكومية هي من فعلت ذلك. وعندما سُئل P47 عن سبب الاختطاف، كرّر P47 أنه لم يكن يعرف السبب في هذه الحالة تحديدًا، ولكن اختُطف العديد من الأشخاص طلبًا للفدية. ثم تذكّر P47أنّ والده كان مطلوبًا في سوريا، ولكنه لم يتذكر السبب، وافترض أنه بسبب كَونِ والده [حُجبت المعلومة]. أراد القاضي رودِه أن يعرف الجهةَ التي كانت تلاحق الأب. فأجاب P47 أنّ النظام هو الذي كان يختطف العديد من الأشخاص في كافّة أرجاء سوريا. وعندما سُئل P47عمّا إذا كان مطلوبًا، أجاب أنه كان طفلًا، وتساءل لِمَ قد يلاحقه شخصٌ ما.
وأعرب القضاة عن تشكُّكهم من زعم الشاهد بأنه لا يتذكر أي شيء عن الأحداث في سوريا وأنه لم يتباحث إجراءات المحاكمة مع عمه، وسألوه عما إذا كانت لا تزال لديه عائلةٌ في سوريا وما إذا كان على اتصال بها. وبعد أن تردد الشاهد لوهلة وتبادل نظراتٍ مع محاميه، أجاب الشاهد بالإيجاب.
***
[استراحة لخمس وعشرين دقيقة]
***
بعد الاستراحة، حاول القاضي رودِه استحضارَ ما حدث لـ P4 وP47 في مشفى حمص العسكري بتلخيصه شهادةَ P4 في المحكمة. إذ تضمنت شهادةُ P4الوقائعَ التالية: اعتُقل P4 في السجن المركزي في حمص. وكان P47معتقلًا معه في نفس السجن، ولكن في قسم مختلف، وكان يبلغ وقتها من العمر 11 أو 12 عامًا. وحدثت أعمال شغب في السجن في وقت قريب من شهر رمضان 2012. وبعد ذلك، نُقل P4 و P47 بالإضافة إلى [حُجب الاسم] P1 وعدة أشخاص آخرين إلى المخابرات العسكرية واعتُقلوا هناك في السجن. ونُقل P4 و P47 إلى مشفى حمص العسكري، لأن P47 كان مصابًا بجروح قيحية وتقرّحات. وهناك احتُجزا في زنزانة مع خمسة عشر إلى عشرين معتقلًا آخر. ووقعت في الزنزانة عدةُ حالاتِ إساءة معاملة وممارسات عنف ارتكبها موظفو المشفى والشرطةُ العسكرية. سأل القاضي رودِه الشاهدَ عمّا إذا كان يتذكر أي شيء عن ذلك، فنفى P47.
تساءل القاضي رودِه إن سمع الشاهدُ عن اتهامات ضدّ طبيب سوري يعيش في ألمانيا، وبصورة أكثر تحديدًا، عن الاتهامات ضدّ علاء م. فنفى P47 ذلك. أراد القاضي رودِه أن يعرف ما إذا أخبر P4الشاهدَ عن الاتهامات. فنفى P47 ذلك أيضا.
سأل القاضي كولر إن كان لدى الأطراف أي أسئلة للشاهد. سأل الدفاع الشاهدَ سؤالين فحسب. سأل محامي الدفاع بون مرةً أخرى عن سبب اعتقال عمّ الشاهد في سوريا، فكرر الشاهدُ أنه لا يعرف. سأل محامي الدفاع العجي عما إذا مَثَّل العمَّ محامٍ حينما كان معتقلًا في سوريا، فأجاب الشاهد بأنه لا يعرف.
شكر رئيسُ المحكمة القاضي كولر الشاهدَ لحضوره وصرفه قبل أن يختتم الجلسة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 11:55قبل الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 25تموز / يوليو 2024، في العاشرة صباحًا.
اليوم الخامس والأربعون بعد المئة - 25 تموز / يوليو 2024
في الجلسة الثانية هذا الأسبوع، لم تستمع المحكمة إلى شاهد جديد. في بداية الجلسة، أشار القاضي كولر إلى حضور محامي الدفاع بينيتو بون مجدّدًا ليحل محلَّ المحامي إندريس. ثم سأل القاضي كولر الادعاءَ العام عما إذا كان هناك تحقيقٌ أولي آخرُ يجري ضد علاء م. فأكدت المدعية العامة تسابيك ذلك، ولكنها قالت إنها لا تستطيع مشاركة التفاصيل.
أنبأ القاضي كولر أطرافَ الدعوى بأيام المحاكمة التي جدولتها المحكمةُ حتى نهاية كانون الثاني / يناير 2025. وترك القاضي كولر المجال مفتوحًا أمام إمكانية إضافة أيام أخرى بعد هذا التاريخ.
هنالك لاحظت القاضية فون أرنيم أنّ علاءً أخذ بالبكاء واقترحت عَقْدَ استراحةٍ ليتسنى له التحدثُ مع محاميه. وأثناء الاستراحة، ردّد علاءٌ عدة مرات: «لم أَعُد أتحمّل أكثر».
***
[استراحة لخمس دقائق]
***
بعد الاستراحة، نال القاضي كولر موافقةَ الأطراف على عرض ترجمة محادثات الواتسآب بين علاء ووالده في 7حزيران / يونيو. [ملاحظة: لم تُسمع السنةُ بوضوح، ولكن يُرجَّح أنها كانت 2020]، عن طريق قراءة الترجمة، وفقًا للفقرة 249 (2)والفقرة 251 (1) رقم 1 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. قرأ القاضي رودِه الترجمةَ وعُرضت الوثيقةُ على الشاشات لأطراف الدعوى والحضور. دارت المحادثة حول وثيقةٍ (تقرير عمل) من قسم الشؤون الإدارية والموارد البشرية في الجيش السوري. أظهر تقرير العمل الأماكن التي أدى فيها علاءٌ اختصاصَه. وورد فيه أن علاءً بدأ اختصاصَه طبيبًا مدنيّا في مشفى حمص العسكري في 28كانون الثاني / يناير 2010. ووفقًا للوثيقة، نُقل علاءٌ إلى دمشق في 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2011. ووقّع الوثيقة [حُجب الاسم]. وأوضحت المحادثات أنّ والد علاء أرسل له رسالة يقول فيها أنّ الأمر نجح وأنّ الوثيقة وصلت. وأرسل لعلاء صورةً للوثيقة.
بعد موافقة الأطراف مرةً أخرى، قرأ القاضي رودِه ترجمةَ محادثةٍ بين علاء وعمه [حُجب الاسم] بتاريخ 8حزيران / يونيو 2020. أرسل علاء صورة لنفس الوثيقة إلى عمه. وتناقشا حول الاتصال بشخص يدعى أكثم سليمان. وفي 16حزيران / يونيو 2020، أرسل علاء رسالةً إلى عمه ذكر فيها أنّ لديه موعدًا مع محاميه، وأنه سيتحدث إلى «العربي/عرب» وسينسق معه.
كانت المحادثة التالية محادثةً جماعيةً شاركت فيها امرأةُ علاء، [حُجب الاسم]. وفي 1 حزيران / يونيو 2020، أرسلت رسالة صوتية إلى أصدقائها تتحدث فيها عن الوثيقة المذكورة آنفًا. وكانت قلقة من ألّا يتمكّنوا من الحصول على الوثيقة الوحيدة التي تثبت براءة علاء. قالت امرأةُ علاء إنّ [حُجب الاسم] هو الذي يمكنه منح هذه الوثيقة. وقالت إن [حُجب الاسم] وأحدَ معارفها الذي كان مديرَ أحد المشافي حاولا التحدث إلى [حُجب الاسم] ولكنهما لم عَجِزا عن إقناعه.
ثم تلا القاضي كولر تقريرًا من مكتب الشرطة الألماني عن [حُجب الاسم] الذي يمكنه منح هذه الوثيقة، وفقًا لامرأة علاء. ووقّع هذا الشخصُ على الوثيقة التي أرسلها والد علاءٍ إلى المتهم. أُجريَ التقرير في 4كانون الأول / ديسمبر 2023. وحلّلت الشرطةُ العديد من المقالات الصحفية والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والشهادات التي جمعها مكتب الشرطة؛ بإضافة إلى إفادة [حُجب الاسم]، التي أرسلها المركز السوري للعدالة والمساءلة إلى مكتب الشرطة. واقتفى التقريرُ أثرَ سيرة [حُجب الاسم] المهنية. فهو من مواليد عام [حُجب الزمان] وخدم في الجيش مع بشار الأسد. وأصبح الاثنان صديقَين مقرّبَين يثق أحدهما بالآخر. وبفضل هذه العلاقة الوثيقة، ترقّى [حُجب الاسم] إلى رتبة لواء وصار رئيسًا لإدارة الخدمات الطبية العسكرية. وكان مشايعًا للنظام. وقرنته عدةُ مصادر بالتعذيب المنهجي في المشافي العسكرية. ونبّه تقرير مكتب الشرطة إلى أن [حُجب الاسم] لم يمنح تقريرَ عملِ علاء إلّا بعد أن فاتَحه أفراد عائلة علاء وتواصلوا معه، وهذا ما تجلّى في رسائل الواتسآب التي أرسلتها امرأة علاء. [ملحوظة: أشار التقرير كذلك إلى المحادثة التي قرأها القضاةُ سلفًا في جلسة اليوم].
***
[استراحة لعشرين دقيقة]
***
بعد الاستراحة، تناوب القضاة على قراءة تقريرٍ من مكتب الشرطة يلخصُ محادثاتٍ على فيسبوك ماسنجر لها صلةٌ بالقضية. في هذه المحادثات، أخبر علاءٌ عددًا من الأشخاص - منهم أصدقاؤه [حُجب الاسم]، و [حُجب الاسم]، و [حُجب الاسم]، و [حُجب الاسم]، و [حُجب الاسم] - أنه كان في دمشق. وقد أرسل هذه الرسائل بين كانون الأول / ديسمبر 2011وكانون الثاني / يناير 2012. وأرسل لصديقه [حُجب الاسم] رسالةً في 12 كانون الأول / ديسمبر 2011 يخبره فيها أنه يعيش في [حُجب المكان]، وانتهى تقريرُ مكتب الشرطة إلى أنها ساحة [حُجب المكان] في دمشق لا رَيب. وأخبر علاءٌ الشخصَ نفسَه أنّ والده اشترى منزلين في دمشق، ولكن المنزلين كانا ملكًا له.
واحتوت رسائل علاء على تشكٍّ وتذمّرٍ من انشغاله في المشفى، وذكر فيها أن 18 مريضًا مصابًا بطلقات نارية جُلِبوا من مناطق قريبة من دمشق مثل صحنايا والزبداني. إضافة إلى ذلك، كانت هناك رسائل مع صديقه [حُجب الاسم] (المكنّى بـ [حُجب الاسم]) طلب فيها الصديقُ من علاء أن يستشير أطباء الأطفال حول أمر يتعلق بطفله في أيلول / سبتمبر 2012. وردّ علاءٌ في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2012، موضّحًا ما أخبره به طبيبا أطفال في دمشق حول الطرق المتاحة لمساعدة الطفل.
استخدم علاءٌ في رسائله عديدًا من الشتائم وألفاظًا بذيئة. وتضمنت الرسائل غطرسةً وعجرفةً وأوصافًا يحقّرُ فيها زملاءه في المشفى ويزدريهم. وتَعَنْفَص علاءٌ وتبجّح بشقيق أحد أصدقائه الذي كان يعمل في القوات الجوية، والذي قتل العديد من «هؤلاء الكلاب».
أنهى رئيسُ المحكمة كولر الجلسة. لم تنتَه قراءةُ التقرير وستُستأنف في اليوم التالي.
رُفِعت الجلسة في الساعة 1:00ظهرًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 26تموز / يوليو 2024، في العاشرة صباحًا.
اليوم السادس والأربعون بعد المئة - 26 تموز / يوليو 2024
في بداية ثالث جلسات هذا الأسبوع، نوّه القاضي كولر إلى حضور المحامي بينيتو بون مجدّدًا ليحلّ محلَّ محامي الدفاع إندريس.
بعد ذلك، استأنف القضاةُ قراءةَ محادثات علاء على فيسبوك ماسنجر. وكانت المحادثات شبيهةً بتلك التي عُرضت في يوم المحاكمة الفارط. وتضمنت رسائلَ من كانون الأول / ديسمبر 2011وكانون الثاني / يناير 2012 أخبر فيها علاءٌ أصدقاءه عن إقامته في دمشق. وبخصوص عمله، ذكر عدّةَ أسماء للمشافي في دمشق: تشرين والمزة. وخلصَ التقريرُ إلى أنّ البيانات التقنية، ومنها معلوماتُ عنوان بروتوكول الإنترنت [IP address]، لم تتمكن من التحقق من موقع علاء حينما أرسل رسائل الفيسبوك.
وتضمن التقرير الذي حلل محادثات علاء لقطةَ شاشة من رسالة تلقاها علاءٌ من [حُجب الاسم]، قال فيها لعلاء إنه طبيبٌ مجرمٌ مَقيت. وذكّر علاءً بالواقعة التي أحرق فيها [علاءٌ] العضوَ الذكريَّ لصبي. وأخبر علاءً أنه أطلع سلطات إنفاذ القانون الألمانية على هذه المعلومات.
***
[استراحة لخمس عشرة دقيقة]
***
توسَّع تقرير مكتب الشرطة في تفصيل منشورات علاءٍ وتعليقاته في الفيسبوك، ودلّل كثيرٌ منها على دعمه وتأييده لبشار الأسد. واشتملت الآراءُ التي نشرها علاءٌ على عبارات مثل «يا يسوع المسيح، احمِ سوريا الأسد»؛ و«إلى الأبد، أيها الأسد العظيم»؛ و«بالروح بالدم، نفديك يا بشار»، و«لكل من راهن على سقوط الأسد، أتمنى أن تتخوزق» [ملحوظة: لا تُحمل الكلمةُ في السياق السوري على المعنى الحرفي، بل المجازي].
بعد قراءة التقرير كاملًا، سأل القاضي كولر علاءً عما إذا كان يريد التعقيب على ما قرأه القضاةُ للتو. وتساءل إن كان ثَمّةَ أيُّ اختلاف عمّا أدلى به علاءٌ في استجوابه الأولي عند بداية الإجراءات. اعترف علاء بأنه لم يَصْدُق بشأن توجهاته السياسية. واستسمح القضاةَ طالبًا الصَّفحَ عن ذلك. وأقرّ بأن توجهاتِه السياسيةَ كانت خاطئة، وعزا ذلك إلى صَبْوَتِه وحَداثة سِنّه، إضافةً إلى سَفَهِه وسذاجته سياسيّا.
تساءل القاضي كولر إن كان هذا هو الأمرَ الوحيدَ الذي لم يَصْدُق علاءٌ بشأنه في شهادته، وفطّن علاءً بأنه قال في البداية إنه لم يرَ أي جثث لها صلةٌ بالحرب في سوريا. وأوضح القاضي كولر أنّ المحادثات رسمت صورة مغايرة لذلك. وردّا على ذلك، اعترف علاء بأنه افترى الكذبَ في أمرين خلال شهادته: توجهاته السياسية والجثث. والآن، أخبر المحكمة أنه رأى مرةً كومةً من الجثث في مشفى حمص العسكري. وأوضح أنه لم يُستدع إلى مسرح الأحداث، ولكنّ خبرَ وصول عدة جثث مجهولة الهوية كان قد انتشر في المشفى. فذهب العديد من الأطباء والممرضين إلى هناك ليلقوا نظرةً على الجثث. وأخذ الأطباء الشرعيون أجزاءً من العضلات لاستخراج الحمض النووي والتعرف على هوية الجثث. وقال علاءٌ إنه لم يشارك في ذلك ولا يعرف حتى كيفية استخراج الحمض النووي من الجثث. ولمّا كتب رسالةً لامرأة على فيسبوك تفاخر فيها بأخذه حمضًا نوويّا من الجثث، كانت تلك مبالغةً منه، وأوْغل في الكلام مازحًا ليُخيفَها ويُريعَها.
عقّب القاضي كولر مخبرًا علاءً أنه فهم من رسائله التي كتبها على فيسبوك أنه شارك في عديدٍ من عمليات تشريح الجثث. نفى علاءٌ ذلك وقال إنه لم يساعد سوى في تشريح جثة واحدة لا غير كانت لـ [حُجب الاسم] الذي كان صديق رئيسه [حُجب الاسم]. إذ فحصه الأطباء الشرعيون وساعدهم العديد من الأطباء المقيمين.
طلب القاضي رودِه من علاء أن يوضّح المسار الزمني لسفره بين حمص ودمشق. وأشار إلى إحدى رسائل علاء المؤرّخة في 8 كانون الأول / ديسمبر 2011، والتي كتب فيها علاءٌ إلى أحد أصدقائه أنه وصل إلى دمشق قبل عشرة أيام. وأشار رودِه إلى وجود تناقض في كونه شارك في عملية جراحية في المشفى الأهلي في حمص بينما كان في لا يزال في دمشق كما زُعم. عجز علاءٌ عن تِبيان التواريخ وبرّر هذا التناقض بأنه شارك في العملية الجراحية في المشفى الأهلي قبل انتقاله إلى حمص، وأنه لم يكن يتحرّ الدقةَ في رسائله إلى صديقه ليس إلّا.
ثم انتقل النقاشُ مرةً أخرى إلى توجهات علاء السياسية. أراد القاضي كولر أن يعرف من هو أبو وديع، مشيرًا إلى إحدى رسائل علاء التي كتب فيها أنّ أبا وديع هو الوحيد الذي يستطيع تهدئتَه. أوضح علاء أنه كان يشير إلى المطرب جورج وسوف الذي لا يغني إلا عن الحب، وفقًا لعلاء، وشدّد على أنه ليس على علم بأي محتوى سياسي في أغاني وسوف. اقترح القاضي رودِه التحدث أكثر عن المطرب وفحوى أغانيه السياسي بعد العطلة الصيفية. واختتم القاضي كولر استجوابَ القضاة بالإفصاح عن تشكّكه من شهادة علاء، إذ إنه ليس واثقًا بما عليه أن يصدقه منها.
ختامًا، طلب محامي الدفاع بون من علاء أن يبيّن توجهَه السياسيَّ حاليَا. أوضح علاء أنه لَم يَعُدْ يؤيّد الأسدَ بسبب كل ما تعلمه منذ عام 2018 و2019ولما سمعه في المحكمة. وكان هذا هو آخرَ ما سُئل عنه علاءٌ ذلك اليوم.
قبل رفع الجلسة، اتفقت الأطراف على عرض نسخة مترجمة من تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) حول سوريا عن طريق الإلمام بنصوص الوثائق (إجراء القراءة الذاتية) [الفقرة 249 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني]. أعلن القاضي كولر أنّ الشرطة [حُجبت المعلومة] استجوبت [حُجب الاسم] وأنّ الأطراف ستقرر كيفيةَ المضي قدمًا في عرض شهادته بعد العطلة الصيفية.
رُفِعت الجلسة في الساعة 1:35 ظهرًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 26 آب / أغسطس 2024، في العاشرة صباحًا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.