داخل محاكمة علاء م #77: الطّاووسُ الْفَحْل
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة السابع والسبعون
تاريخ الجلسة: 10 و 11حزيران / يونيو 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة السابع والسبعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الخامس والسادس والثلاثين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة. P42 هو طبيب عمل مع المتهم في مشفى المزة العسكري. أعطى P42 لمحة عن المشافي العسكرية وفصّل في شرح المكونات العرقية للجيش السوري. ثم وصف كيف كان يُجلب المعتقلون إلى المشفى ويُضربون على أيدي الممرضين وعناصر المخابرات.
اختصر P42 إصابات المعتقلين وحالتهم العامة في المشفى بكلمة «سيئة». وسمع P42 عن حالات وفاة في المشفى، ولكنه لم يشهد أيًّا منها. وأكّد وجودَ رائحة نتنة في المشفى، ولكنه لم يكن يعلم إن كانت تعود للجثث. وذكر أنّ بعض المعتقلين كانوا يُعالجون بسرعة ورجّح بأنهم كانوا قادة في المعارضة.
روى P42 كيف تعرّف على علاء وكيف حدث بينهما نزاع في أول يوم عمل فيه مع علاء. وحكى P42 كيف كان علاء يتسلط على من يدنوه في الاختصاص ويتزلّف من يعلوه من الأطباء وعناصرَ المخابرات، ثم يتبجّح أمام زملائه. وادعى P42 أنّ علاءً كان على علاقات مع نسوة ويحب أن يظهر بمظهر الفحل المسيطر «الرجل الألفا».
قال P42إنّ علاء كان وفيّا للنظام ويرى أنّ المتظاهرين يستحقون ما جرى لهم لخروجهم على النظام. وأضاف أنّ علاء كان يتهرب من العمل، ومنافقًا يتملّق الأطباء الكبار ليحظى بمكان في العمليات. وأوضح أنّ زملاءه السنّة كانوا حذرين في المشفى لأنهم كانوا دومًا موضع ريبة وشك في نظر عناصر المخابرات.
في اليوم التالي، استُكمل استجواب P42. وصف الشاهدُ موقفًا رأى أنّ علاء حاول فيه أن يحرجه أمام رئيس القسم. ثم سُئل عن هيكلية المشفى من ناحية ديانات العاملين فيه، وعن إصابة علاء والمشافي التي انتقل إليها. وطلب منه القضاة أن يخبرهم بما يعرفه عن أطباء معيّنين، وما يعرفه عن الاتهامات ضد علاء التي اعتقد برجحان أن تكون صحيحة.
تساءل القضاة عما إن كانت لدى P42مخاوف من الإدلاء بشهادته، فنفى P42 ذلك قائلًا إنه براجماتيٌّ لا يخاف إلّا الله. وحتى انقضاء الجلسة، استجوبه فريق الدفاع. وتدخل رئيس المحكمة طالبًا توضيحا لنعت P42 المتظاهرين بالإرهابيين في استجواب الشرطة، ليوضّح P42أنه كان ناقلًا لا مثبتًا لما سمعه.
اليوم الخامس والثلاثون بعد المئة - 10 حزيران / يونيو 2024
في جلسة اليوم، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة. [حُجب الاسم]، P42، هو طبيب [حُجبت المعلومة] يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا. وُلد في [حُجب المكان] وترعرع فيها، وهناك ارتاد المدرسة حتى عام [حُجب الزمان]، ودرس الطب في جامعة [حُجب الاسم] حتى تخرج في [حُجب الزمان]. ثم باشر اختصاصه الطبي من [حُجب الزمان] وأنهاه في [حُجب الزمان]. ثم غَشِيَ ألمانيا في [حُجب الزمان]. طلب القضاة من P42 أن يسرد تفاصيل فترة اختصاصه زمانًا ومكانًا. روى P42أنه بدأ اختصاصه في مشفى تشرين في [حُجب الزمان]، ثم انتقل شهرًا إلى مركز صحي في قطاع عسكري، ولَم يُحسب له هذا الشهر من فترة اختصاصه. وتخلّلت فترةَ اختصاصه تناوباتٌ بين المشافي كل ستة أشهر، فرجع بعد ذلك الشهر إلى مشفى حرستا ومكث فيها سنة من [حُجب الزمان] إلى مثله في [حُجب الزمان]. أعقب ذلك ستةُ أشهر في مشفى تشرين إلى نهاية عام [حُجب الزمان]، فستةٌ أخرى في مشفى المزة إلى [حُجب الزمان]، ثم إلى مشفى تشرين حيث ختم فترة اختصاصه.
أدلى P42 معظمَ شهادته باللغة الألمانية. طلب منه القضاة في مطلع الجلسة أن يتحدث بالعربية حتى يكون الكلام دقيقًا ولكي يتسنى لهم متّسعٌ من الوقت لتدوين ما يقول، ولكنه أبى قائلًا إنه يستطيع التحدث بالألمانية. استعان الشاهد بالمترجم الشفوي بين الفينة والأخرى، وأصرّ القضاةُ على أن يجيب عن بعض الأسئلة بالعربية، إذ ظلّ الشاهدُ يراوح بين اللغتين.
طلب منه رئيسُ المحكمة كولر أن يشرح مهام المشافي العسكرية وما إن كانت مسؤولة عن علاج جميع أفراد الشعب. بيّن P42أنّ ذلك يتوقّف على الوقت؛ فكانت قبل الحرب للجميع وفيهم العسكريون وأقاربُهم، ولكن كان على المدنيين أن يدفعوا مبلغًا زهيدًا للعلاج. ولكنها أضحت حكرًا على العسكريين بعد 2011.
أشار القاضي كولر إلى أنّ الاضطرابات بدأت في سوريا عام 2011 وأراد أن يعرف كيف أثّرت على حياة P41 الشخصية والمهنية. أوضح P42أنّ حياتَه الشخصية لم يطرأ عليها أي جديد. وذكر أنّ المظاهرات بدأت في تونس مرورًا بليبيا ومصر وصولًا إلى سوريا، وأنّه كان محايدًا في البداية حين كانت المظاهرات سلمية غير مسلحة، ولكن بعد الهجوم على المشافي انحاز إلى الجيش. استحضر كولر أنّ P42 أخبر القضاةَ بأنه علويٌّ، ثم أشار كولر إلى أنّ بشارَ الأسد علويٌّ كذلك وأراد أن يعرف إن كان العلويون محابين للنظام. فردّ P42بأن ذلك يتوقّف على المقصود بـ «محابين». قال كولر إنه كان يعني أنهم «ليسوا ضد النظام». أوضح P42 أنّ تعداد العلويين في سوريا مليونان، ومنهم حوالي 2% ينتفعون من النظام ويتكسّبون منه، أمّا الباقون - كالذين في [حُجب المكان] حيث ينحدر P42 في الأصل - ففقراءُ حالُهم حالُ باقي الشعب. صرّح P42بأنه ليس ضد النظام ولا يبالي ببشار الأسد، فالحكومة والجيش للناس لا للعلوية. وشدّد P42 على أنه كان يعني الجيش لا المخابرات التي ضمّت علويين وغيرَهم. ووفقًا لما ذكر P42، أجهزة المخابرات في سوريا سيئة متغطرسة، وكانوا يفعلون ما يريدون. وأضاف P42 أنّ المرءَ كان يخشاهم وكان في مأمن طالما لم ينتقد الحكومة. أراد كولر أن يعرف إن عدّ P42نفسه معارضًا للنظام، فردّ P42 بأنه لم يكن قطّ مع المعارضة، إذ إنّ الرامي إلى التغيير لا يحمل السلاح ويقصف الناسَ ومبانيَهم ومرافقَهم ومثلَها التابعةَ للحكومة. ولهذا، كان P42 إما محايدًا أو متحيّزًا إلى الجيش، مذكّرًا بأن العلويين لم يشكّلوا سوى 10 - 20% من الجيش، أما الباقون فسنّة.
أراد كولر أن يعرف كيف كان يُعامل المرضى. فروى P42أنّ المعتقلين كانوا مجهولي الهوية في مشفى حرستا، وكان يأتي بهم عناصر المخابرات مكبلة أيديهم خلف أظهرهم وسُتراتهم مقلوبة على رؤوسهم. كان المعتقلون يوضعون في غرف فردية ويكبَّلون بالأسِرّة. وبعدما يوصي الأطباء بعملية جراحية لمريض - على سبيل المثال - فإمّا أن يسمحَ عناصرُ المخابرات بعملها أو يرفضوا ويأخذوا المريض معهم مجدّدًا. أراد كولر أن يتأكّد مما إذا قال P42بأنّ المعتقلين كانوا مكبلين بالأسِرّة، فردّ P42، «نعم، بالطبع» إذ استخدم بعضُ المعتقلين الستائرَ للهروب من النوافذ لأن غرفهم كانت في الطابق الأول. استغرب كولر من قول P42 «بالطبع» مشيرًا إلى أنّ تكبيلَ مرضى في المشفى هو أمرٌ غريبٌ وليس طبيعيًّا. ثم استذكر كولر أنّ P42 لم يتذكر أنّ المعتقلين كانوا معصوبي الأعين، بل مغطاة رؤوسُهم بستراتهم، فردّ P42، «بالطبع كانت أعينهم معصوبةً في القسم، ولكني كنت أتحدث سابقًا عن قسم الاستقبال [عندما ذكر تغطية الرؤوس بالسترات]». فاستغرب كولر من استخدام P42 لنفس التعبير مرة أخرى.
حوّل القاضي كولر الاستجواب إلى مشفى المزة متسائلًا عن أوضاع المعتقلين فيه. [نوّه القضاةُ P42مرارًا على التحدث بالعربية، فكان ينصاع بقول جملة بالعربية ما يلبث أن يعود بعدها للتحدث بالألمانية. وهكذا دَوالَيك.] وصف P42 كيف كان يُجلب المعتقلون المرضى إلى قسم الاستقبال فيضربهم الممرضون - الذين كانوا عسكريين في الأساس - حتى يوضعوا على الأسَرّة، وبعدها يقتصر الضرب على عناصر المخابرات، إذ كان يرافق كلّا من المعتقلين عنصران أو ثلاثةٌ. وبعدها يأتي الطبيب ويفحصهم وكان مسموحًا علاجُ معظمهم إذ لم يكونوا خطرين أو من قادة المعارضة. ثم يُوزَّع المرضى كلٌّ حسب حالته.
اقتبس كولر من محضر استجواب الشرطة أنّ P42أفاد بأن الضرب في سوريا لم يكن أمرًا غريبًا أو جَلَلًا. تساءل كولر إن كان يعني P42أنّ ضرب المرضى كان شيئًا عاديًّا، فردّ P42، «بالطبع» إذ كان الوالدان يضربان الأولاد، وحتى أنّ P42 أخبره زميلُه أنّ والده كان يضربه على الرأس أو غيره، وأضاف P42أنّ هذا كان حتى بين الأصدقاء إذ «إننا نميل إلى الخشونة». تساءل كولر إن كان هناك أساليب ضرب من نوع خاص، فقال P42 إنّ أشيع ضرب بالسلاح كان باستخدام كعب البندقية الروسية. فذكّره كولر بما أفاد به للشرطة حين أفاد P42بأن مريضًا كان يعاني من كسر في فخذه وكان يُضرب عليه، فردّ P42بأن هذه كانت حالةً يتيمة في المزة. تساءل القاضي رودِه إن تدخل P42وقتها، فأجاب P42 بأنه كان عاجزا عن فعل أي شيء، وأنّ مجرد أن يسأله عنصر المخابرات «لماذا؟» [أي، لماذا تتدخل] لهو أمر خطير. ذكّر رودِه الشاهدَ بأنه أفاد في الشرطة بأن بعض الإجراءات الطبية كانت تُجرى دون تخدير، فردّ P42بأن إجراءات كتلك كانت تُجرى لكلا الطرفين - المعتقلين والعسكريين على حدّ سواء - لِشُحّ الموارد. وبطلب من رودِه، وصف P42 موقفًا تعرض له في المشفى حين ارتأى أحد الجنود المصابين أنه أحقّ بالعلاج من غيره، فوضع فوهة البندقية في بطن P42وخبره أنّ عليه أن يعالجه غصبًا عنه، فرد عليه P42بأنه الطبيب الوحيد في قسم الطوارئ حينها «فافعل ما تريد»، فهدأ الجنديَّ زميلاه وأرجعاه للخلف.
***
[استراحة لعشر دقائق]
***
بعد الرجوع من الاستراحة، ناقش القضاة الشاهدَ حول شكل أنواع الإصابات وأشكالها، ثم أراد أن يعرف رئيسُ المحكمة كولر كم مرة ذهب P42إلى قسم المعتقلين. فوضّح P42 أنه كثيرًا ما ذهب إليه - على أقلّ تقدير - وأنّ كلّ طبيب كان عليه أن يذهب إلى ذلك القسم، لا لأنه يحب الذهاب، بل لأن القرار لَم يكن قرارهم ولأن عليهم أن يعالجوا المرضى، فلم يكن الذهاب مريحًا لوجود عناصر المخابرات. وردًّا على سؤال كولر، أوضح P42 أنّ علاج المعتقلين في غرفهم قد يستغرق ثلاث ساعات أو عشر دقائق.
أبدى القاضي كولر اهتمامًا بمعرفة حالة المعتقلين، فقال P42 إنه يستطيع اختصار وضعهم بكلمة: «سيئ»، إذ كانوا يعانون من نقص تغذية حاد، ونقص في السوائل، ورداءة مستوى النظافة. وبالنسبة للكسور، كان يفترض أن تُغيّر ضماداتها مرتين باليوم [وهو ما لم يكن]، ولكن سوء التغذية فاقم من حالها.
[دخل محامي الدفاع إندريس قاعة المحكمة]
تساءل كولر إن أُسيئت معاملة المعتقلين في القسم الذي كانوا يوضعون فيه، فأقرّ P42 بذلك. وعندما سأله كولر إن شهد ذلك بنفسه، أجاب P42، «نعم، عندما كنت أدخل [غرفة المعتقلين]. وبالطبع كان [عنصر المخابرات] يضربه [أي، المريض]». كرّر كولر بأن «بالطبع» هي شيءٌ مستغرب بالنسبة للمحكمة، واستفسر عمن كان يضرب المعتقلين. ردّ P42بأنهم كانوا عناصرَ المخابرات. ولم يتذكّر P42 بأن الممرضين شاركوا بالضرب في غرفة المعتقلين لأنه لم يتذكر أنهم كانوا يأتون إليها أصلًا. ووفقًا للشاهد، شارك في ضرب المعتقلين حين وصولهم إلى المشفى موظفو الأعمال الإدارية، إذ كانوا جميعًا عسكريين.
أراد القاضي رودِه أن يعرف إن كان بإمكان P42ألّا يذهب إلى قسم المعتقلين ويدع غيره يقوم بذلك. أقرّ P42بإمكانية ذلك، فبحكم التراتبية، كان يطلب ممن يصغره في الاختصاص أن يذهب عوضًا عنه، ثم يكافئه P42 لاحقًا بالسماح له بدخول العمليات. أشار رودِه إلى رائحة الجروح الكريهة التي ذكرها P42، وأراد أن يعرف إن كانت هناك روائح أخرى في غرفة المعتقلين. قال P42إنّه لم يكن على المرء أن يدنوَ من الجروح ليشمّ الرائحة النتنة، إذ كانت ملاحظةً بمجرّد دخول الغرفة. تساءل رودِه إن تكوّن لدى P42انطباعٌ بأن المرضى كانوا ممنوعين من دخول دورة المياه. فأقرّ P42موضحًا وجود بقع تحت الضمادات ورجّح أنّ ما تحت المرضى كان غائطا.
لمّا سأل القاضي رودِه عن حالات وفاة بين المعتقلين، ردّ P42 بأنه لم يَرَ أيًَا منها بنفسه، ولكنه أكّد أنّ زملاءه أخبروه بأنهم عالجوا مرضى البارحة وتوفوا اليوم. لم يعرف P42 ما كان يُفعل بالجثث إذ كان عناصر المخابرات مسؤولين عنها، ولكنه استحضر أنها كانت توضع في برادات في غرف في قسم الطوارئ بانتظار عناصر المخابرات الذين كانوا يأخذونها أو يتركوها في البرادات، وكان يصل المشفى موتى من كلا الطرفين [المعارضة والنظام]. أراد رودِه أن يعرف إن كان هناك غرف للمعتقلين في قسم [حُجبت المعلومة]، فردّ P42 بأنه كانت هناك واحدةٌ في البداية فحسب، لأن مشفى المزة كان قريبًا من قطعة عسكرية مهمة ومن القصر الجمهوري، وأحيانًا كان يغشى المشفى قائدٌ عسكري كبيرٌ وتحتّم أن يكون القسم نظيفًا، لذلك لم يظلّ المعتقلون في القسم. كانت الغرفة في هذا القسم أحسنَ حالًا من مثيلتها خارجه، لأن المرضى فيها كانوا قادةً وكانوا يتلقَّون علاجًا أفضل، لأن المخابرات كانت تريد معلومات منهم، بحسب اعتقاد P42.
لم يتذكّر P42رئيسَ قسمه، فذكّره القاضي رودِه بأنه كان [حُجب الاسم]. كما لم يتذكّر سماع صراخ في القسم، فأشار رودِه إلى شهادة [حُجب الاسم]، P28 - الذي أقرّ P42 بمعرفته وأنه يكبره بسنة - والتي ذكر فيها P28أنّ الصراخ كان مسموعًا في القسم، فبرّر P42 بأن السبب قد يرجع إلى كونهما في مجموعتين مختلفتين. تساءل رودِه عما إن سمع P42صراخًا في قسم الطوارئ وعن سببه، فأقرّ P42 مضيفًا أنّ سببه كان للأسف الضربَ لا العلاج.
عُرضت في المحكمة صورة أقمار صناعية كانت قد عُرضت على P42 خلال استجواب الشرطة. شرح P42الصورة للقضاة وبيّن عليها أقسام المشفى.
***
[استراحة لثمانين دقيقة]
***
قبل الانتقال إلى موضوع آخر، أراد القاضي رودِه أن يستفسر عن المعتقلين الذين وصفهم P42 بأنهم كانوا قادة في المعارضة. أوضح P42أنّ إصاباتهم كانت حادة لا مزمنة، وأنه كان يُطلب من الأطباء علاجهم بسرعة ثم يأخذهم عناصرُ المخابرات، وأنه كانت هناك إشاعات من التمريض بأنهم كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة وجُلَّهم لَم يكونوا سوريين.
ثم تمحورت أسئلة رئيس المحكمة كولر حول المتهم وأراد أن يعرف كيف تعرّف P42 على علاء. وصف P42أول لقاء له مع علاء، والذي كان في مشفى المزة حيث حصل نزاعٌ بينهما، إذ أخبر علاءٌ P28، أنه لا ينبغي لـ P42 أن يشارك في العمليات. وفقَا لما ذكره P42، أراد علاء أن يبيّن سلطته لـ P42وأنّ بإمكانه أن يتحكم بـ P42 كما يريد، ولكن P42ظلّ راسخًا وأخبر علاءً أنه لا توجد تراتبية بينهما إذ كانا في نفس السنة، الثالثة، وأنه لا يُسمح له بمخاطبة P42 بهذه النبرة. تساءل كولر إن سمع P42 عن تعامل علاء مع الآخرين، فحكى P42 أنّ من كان يصغُر علاءً قالوا إنه لم يكن يعاملهم بطيبة وكان يخاطبهم بنبرة «متسلطة». وروى P42أنّ صديقَيه [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم] أنذرا P42عندما كان لا يزال في تشرين وقُبَيل انتقاله إلى المزة من أنه سيلقى علاءً في المزة الذي كان فظًّا وعسيرًا التعاملُ معه. وأخبراه كذلك أنّ علاءً كان يحاول التهرّب من العمل ويتعذر بأن لديه أشغالًا، حينما كان قسم الطوارئ يعجّ بالمرضى وزملاءُ علاء في أمسّ الحاجة إلى المساعدة. وعندما سأل القاضي كولر عن ديانة زميلَيه، أوضح P42 أنّ أحدهما كان [حُجبت المعلومة] والآخر [حُجبت المعلومة].
أراد كولر أن يستزيد معرفةً بمواقف أخرى للمتهم مرّ بها P42 أو سمع عنها. حكى P42أنّ علاء كان يتزلّف من هو أعلى منه وعناصرَ المخابرات ويتبجّح بأنه يعرف فلانًا أو علّانًا من ذوي المناصب العليا أو من المخابرات - مثل [حُجب الاسم] و [حُجب الاسم] - ليُشعر غيره بأن له تأثيرًا وسلطةً لفعل ما يريد. وأضاف P42أنّ هذا كان دأبَ كثيرين في سوريا، ولذلك لم يصدّق P42شيئًا مما كان يتفوّه به علاء أمام زملائه في غرفة الأطباء - على سبيل المثال - ولم يكترث له، إذ كان علاء يتصَلَّفُ ويزهو كالطاووس؛ أي لم يكن ذلك إلّا تبجُّحًا. وكان P42 يغادر المكان في تلك المواقف ويذهب إلى مكان آخر. فمنذ نزاعه مع علاء، نأى P42 بنفسه وأعرض عن علاء وكان كلٌّ منهما في مجموعة مختلفة. وأردف P42 بأن علاءً كان يحبّذ الذهاب إلى قسم المعتقلين، فعندما لم يكن يرغب أحدهم بالذهاب، كان علاءٌ يذهب عوضًا عنه ويصوّر الأمر كما لو أنه سيضحي بنفسه لأجل غيره. وبحسب زعم P42، كان علاء يفعل ذلك ليتعرف أكثر على عناصر المخابرات ويتقرب منهم. وضرب P42مثالًا آخر حينما كان يخرج علاءٌ من قسم الطوارئ ليدخّن مع عناصر المخابرات.
***
[استراحة لخمس دقائق]
***
بعد استراحة وجيزة للنقاش، تساءل القاضي رودِه إن سمع P42 عن مواقف أخرى لعلاء. حكى P42أنّ علاءً كان زير نساء، وأنه كانت له علاقاتٌ مع كثير من النساء بحكم منزلته طبيبًا. أشار رودِه إلى أنّ P42 استخدم صيغة الجمع عند الحديث عن النسوة، فردّ P42 بأن علاء كان يحب أن يُظهر بأنه «رجلٌ ألفا [فحلٌ مسيطر]» وأنّ لديه من النساء الكثير، ولكن P42 لم يصدّق ذلك. تساءل رودِه عما إن كان علاء في علاقة جدّية آنذاك، كأن يكون في علاقة خطبة، فنفى P42 أن يكون علاءٌ كذلك وقتما كان في مشفى المزة، وأضاف أنّ علاء قال إنّ ما كان يفعله كان محض لهوٍ ولعب. وفي وقت لاحق من الجلسة، سأل رودِه P42 عن أمر يتعلق بهذه النقطة، فأراد أن يعرف أين كان يسكن علاء، فأجابه P42 انّ علاءً كان لديه شقة في دمشق يأخذ النسوة معه إليها. تساءل رودِه إن كان والدا علاء يسكنان معه حينها، فردّ P42بأنه لا يعلم ولم يكن يهمه الأمر. وذكر P42 في نقطة أخرى أنّ علاءً كان يشير على الممرضين ومن يدنوه من الأطباء بأنّ عليهم فعل كذا هكذا، فيخبرون P42 لاحقًا أنّ علاء علّمهم كذا وكذا. فكان P42يصوّب لهم ما تعلّموه ويحيلهم إلى الكتب، إذ كان ما علّمهم إياه علاءٌ خطأً (جهلًا منه لا عمدًا).
أراد القاضي رودِه أن يعرف ما سمعه P42 عن موقف علاء من المعتقلين ومن النظام السوري. فحكى P42أنّ علاء كان وفيًّا للنظام وكان شيئًا أفصح عنه علاءٌ بكلمات لَم يتذكّر P42إلّا مثالًا عليها «يجب أن ينتهي هذا الأمر»، وأنّ المتظاهرين يستحقّون ما جرى لهم لخروجهم على النظام. وضرب P42 أمثلة على الشتائم التي كان يقذع بها المعتقلين علاءٌ وغيرُه من الأطباء.
روى P42 أنّ علاءً لم يكن يساعد زملاءه في العمل، بل كان يختفي فجأة ثم يجدونه إما في العمليات أو غرفة رئيس القسم. تساءل القاضي رودِه عن سبب وجود علاء في غرفة رئيس القسم، فأجاب P42بأنّ علاء كان منافقًا يتملّق الأطباءَ الكبار ويتزلّفهم ليضمن لنفسه المشاركة في عمليات جراحية أكثر. ولمّا لَم يتذكّر P42 اسم الطبيب الاستشاري الذي كان يجالسه علاء، فطّنه رودِه بالاسم «[حُجب الاسم]» فتذكّره P42وأوضح أنه كان طبيبًا مدنيًّا بعقد خاص وطويل مع المشفى.
أراد القاضي رودِه أن يعرف إن كانت هناك أطباء من ديانات معيّنة يتحدّثون عن المعتقلين، كالسنّة مثلا. قال P42إنّ هذا الموضوع حساس وإنّ الأطباء السنّة كانوا حذرين لأن عناصر المخابرات - للأسف - كانوا ينظرون إليهم دومًا بعين الشكّ والريبة لأنهم سنّة. ولذلك، لم يتحدث السنّة عن المعتقلين لا بخير ولا بشرّ. فتساءل رودِه إن فعل المسيحيون والعلويون ذلك، فأقرّ P42. وعندما قابله رودِه بإفادته من محضر الشرطة، أقرّ P42 بأنه أفاد بأن علاءً كان يتبنّى موقفًا متطرّفًا ضد المعارضة، ولكنه لم يتذكر في الجلسة أنه أفاد بأن علاء قال بأن المتظاهرين لا يجب أن يُعالجوا.
في ختام الجلسة، تساءل القاضي رودِه إن غاب علاءٌ فترة من الزمن عن مشفى المزة، كأن يكون في عطلة. روى P42أنّ علاء كان يزور والديه لا في مدينة حمص بل حوالَيها، لأن أمه كانت [حُجبت المعلومة] للعلاج. واستحضر P42 موقفًا طلب فيه علاءٌ من P42 أن يتبادلا المناوبات لأن علاء كان يريد أخذ عطلة. وأردف P42بأن تبادل المناوبات كان أمرًا طبيعيًّا تحتّم على كلّ من أراد أخذ عطلة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:29بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 11حزيران / يونيو 2024، في العاشرة صباحًا.
اليوم السادس والثلاثون بعد المئة - 11 حزيران / يونيو 2024
في الجلسة الثانية هذا الأسبوع، استُكمل استجواب P42. لمّا لم يكن لدى P42 ما يغيّره أو يزيده على ما قال بالأمس، عندما سأله رئيس المحكمة كولر، استأنف القاضي رودِه استجواب P42. سأل رودِه الشاهدَ إن كان هناك موقف أحرجه فيه علاء. روى P42 أنه أتى المشفى متأخرًا في أحد الأيام ودخل غرفة الأطباء التي كانت تقابلها غرفة للمرضى وفيها رئيسُ القسم وأطباء آخرون يقومون بالجولة الصباحية على المرضى. وبينما P42جالس في غرفة الأطباء، إذ فتح علاءٌ الباب وقال، «آها.. وصل [حُجب الاسم]» ليُريَ رئيسَ القسم والآخرين أنّ P42 وصل متأخرًا، إذ كانت الغرفتان متقابلتين. قال P42 للقضاة إنّه لا يعلم إن فعل علاءٌ ذلك متعمّدًا، ولكن P42 رجّح ذلك لأن علاء كان يحب عمل «شو show[استعراض]».
أراد القاضي رودِه أن يعرف هيكلية مشفى المزة من حيث دياناتُ الأطباء. قال P42 إنّ العلويين كانوا الأغلبية، أطباءَ وممرضين وغيرهم، يليهم المسيحيون، ولكن كان هناك أيضًا أطباء سنة وشيعة. أشار رودِه إلى أنّ P42 أفاد إلى الشرطة أنّ العلويين شكّلوا 60% من الأطباء، وسأل عن نسبة المسيحيين. أجاب P42 بأنهم كانوا 10% من المشفى ككل و 50% من قسم [حُجبت المعلومة]. وردّا على سؤال رودِه، وضّح P42 أنّ تعامل المسيحيين مع العلويين كان طبيعيا؛ علاقة زمالة.
بالعودة إلى نقطة أُثيرت في الجلسة السابقة، أراد رودِه أن يعرف إن تغيّب علاء عن العمل لفترة أطول من العطل، كأن يكون مريضًا أو مصابًا. قال P42 إنه سمع لاحقًا - حين كان في تشرين - من زميله أنّ علاء أصيب بـ [حُجبت المعلومة] في [حُجبت المعلومة]، ولكن الإصابة لم تكن خطيرة. لم يستطع P42 أن يحدد وقت الإصابة بدقة، ولكنه قدّر أنها كانت بعد 3 - 6أشهر من انتقال P42 إلى تشرين، فقدّر رودِه أنها كانت في [حُجب الزمان]. تساءل رودِه عما إن سمع P42 عن انتقال علاء لمشفى آخر. لم يكن P42متيقّنًا، ولكنه ذكر أنّ علاء انتقل إلى مشفى تابع لوزارة الصحة، مشفى [حُجب الاسم]، وقدّر وقت الانتقال في أواخر [حُجب الزمان] أو أول [حُجب الزمان]. قال رودِه إنه وفقًا لمحضر الشرطة، أفاد P42 بأن علاء انتقل إلى مشفى [حُجب الاسم]. فردّ P42بأنه تذكّر الآن حين ذكّره رودِه، ولكنه أضاف أنه مع ذلك سمع من زميله أنّ علاء انتقل في مرحلة ما إلى مشافي وزارة الصحة.
ثم أتى القاضي رودِه إلى موضوع الاتهامات ضد علاء وأراد أن يعرف متى وما سمعه P42 عنها. قال P42إنه سمع عنها في 2017 أو 2018، وأخبره زميله حينها أنّ هناك طبيبًا متهمًا بالتعذيب في مشفى حمص العسكري، فحمد P42اللهَ أنها لم تكن في مكان عمله. وعندما سأله رودِه إن اعتقد أنّ تلك الاتهامات قد تكون صحيحة، أجاب P42 بـأنه صدقًا فكّر بأنها من الممكن أن تكون كذلك، لأن العمل مع علاء كان منفّرًا، وكان منافقًا يُكثر من تزلّف كبار الأطباء. وأضاف P42 بأن هناك خطًّا أحمر لم يكن يتخيّل أنّ أشخاصًا يمكن أن يتجاوزوه. سأل رودِه عن مجموعة «الأطباء السوريون في ألمانيا» على فيسبوك وعما إن نُشرت عليها الاتهاماتُ ضد علاء ومقالُ دير شبيجل. وضّح P42بأن تلك المجموعة تحوي ما يربو على الخمسين ألف مشترك، ولكن لم يتذكر ما إذا قرأ عليها أم في مكان آخر عن الاتهامات.
***
[استراحة لخمس دقائق]
***
بعد الاستراحة، طلب رئيس المحكمة كولر من P42 أن يصف ملابس الأطباء في المشفى. أوضح P42 أنّ ملابس العمليات كانت [حُجبت المعلومة]، وكان لباس الطبيب المعتاد هو إما [حُجبت المعلومة]، وإما [حُجبت المعلومة] التي كان يشتريها الطبيب بنفسه. أمّا الممرضون فكان لهم لباسٌ خاصٌّ من المشفى عليه شعار [حُجبت المعلومة]. طلب القضاة من P42 أن يصف الشعار فطفق P42 يرسمه ووصف [حُجبت المعلومة]. ثم سلّم المترجمُ الشفوي الرسمَ إلى القضاة الذين أدرجوه في المحضر [ولكنه لم يُعرض على الشاشات للحضور]. ثم عُرضت على الشاشات صورةٌ لطاقم طبي يلبسون [حُجبت المعلومة] وعليه شعارٌ، وكان أحدهم يمسك رشاش كلاشنكوف. أشار القاضي رودِه إلى أنّ ثمّة اختلافات بين ما رسمه P42 والشعار في الصورة الذي يحوي [حُجبت المعلومة]، وسأل P42 أي الشعارين كان الأصح، فردّ P42بأن الشعار في الصورة كان الأصح.
بعد ذلك، سأل القاضي رودِه عما إن كانت هناك مهماتٌ خارجيةٌ يُبعث فيها أطباءُ إلى سجون المخابرات، فأقرّ P42بذلك وبيّن أنه سمع أنّ هناك أطباء عسكريين حصرًا كانوا يذهبون إلى أفرع المخابرات لعلاج المعتقلين ويجلبون إلى المشفى من تتطلب حالته ذلك. لم يتذكر P42ممن سمع عن هذا الأمر، ولكنه أوضح أنه كان واسع الانتشار.
ثم سأل القاضي رودِه عن بعض الأطباء وعما يعرفه P42عنهم. استهلّ رودِه بالإشارة إلى أنّ P42 ذكر سابقًا P28وتساءل عما إن كان يعرف P42 عائلتَه. قال P42إنّ أبا P28 كان مدير مشفى [حُجبت الاسم] ثم صار مدير [حُجبت المعلومة]. أراد رودِه أن يعرف العلاقة التي جمعت ذلك المدير، [حُجب الاسم]، بعلاء. قال P42 إنّ صداقتهما كانت جيدة. ولم يسمع P42بأن علاءً اشتكى إلى [حُجب الاسم] ليبدّل المشفى، ولكن P42يظن بأنه كان أمرًا واردًا. سأل رودِه بعدها عن شخص يُدعى [حُجب الاسم]. ردّ P42بأن هذا كان طبيب عصبية أو بولية، درس في [حُجب المكان]، ولكن P42 لم يسمع شيئًا لافتًا للنظر بينه وبين علاء. وكان آخر مَن سأل عنه رودِه هو [حُجب الاسم]. قال P42 إنه لا يعرفه شخصيًّا، ولكنه سمع أنّ ذلك الشخص كان طبيب جراحة عامّة انتقل من مشفى حمص إلى حرستا. لم يتذكر P42 إن كان رآه مرةً أو لم يره مطلقًا. وسمع P42 أنه رغم أنه كان مختصًّا، إلّا أنّ سمعته الطبية في العمليات كانت سيئة، ولذلك كان يسعى لنيل منصب إداري في المشفى. فتسلّم زمام أمور البوابة الرئيسية للمشفى، وكان يقرر ما ومَن يمكنه دخول المشفى ويصدر الأوامر بتفتيشهم.
بتنحية التناوبات الدورية بين المشافي، أراد القاضي رودِه أن يعرف إن كان ممكنًا أن يُنقل طبيبٌ إلى مشفى آخر. أقرّ P42بإمكانية ذلك ورجّح أن يكون عقابًا. وعدّد مشافيَ قد يُنقل إليها الطبيبُ عقوبةً وذكر الأسباب التي قد تفضي إلى العقوبة. ووضّح أنّ للطبيب المدني أن يرفض النقل ولكن عقده سيُفسخ، أما الطبيبُ العسكري فيتحتم عليه أن ينتقل وقد تكون هناك عقوبة سجن تتراوح بين ثمانية وعشرة أيام. وحكى P42 أنه تلقى مرةً عقوبة خصم من راتبه لأنه تأخر عشر دقائق عن التوقيع لأنه كان في العمليات. وبتنحية التنقلات العقابية، أراد رودِه أن يعرف إن كان ممكنًا أن يُنقل طبيبٌ إلى مشفى آخر. فأقرّ P42 أنّ من الممكن أن يُنقل أطباءٌ إلى مشفى آخر للمساعدة إن كان هناك قصورٌ في عددهم في مشفى آخر أو زيادة عدد الإصابات. وضرب P42مثالًا لمّا نُقل P28 وP36 وP40 من تشرين إلى المزة وظلوا فيه.
كانت القاضية أدلهوخ مهتمة بما إن كان لدى P42مخاوف من الإدلاء بشهادته. فنفى P42 ذلك. تساءلت أدلهوخ إن كان لديه عائلة في سوريا وهو ما أقرّه P42. أشارت أدلهوخ إلى أنّ كثيرًا من الشهود في المحكمة جهروا في شهاداتهم بأن لديهم مخاوف على عائلاتهم في سوريا. ردّ P42بأنه براجماتي في أغلب الأحيان ولاحظ أنّ كونه كذلك كان أفضل له. واسترسل P42بأن الإنسان مخلوقٌ ضعيفٌ قد يموت إن أصيب بميكروب مَهين، ولذلك لا يخاف P42إلا الله، وفقًا لما ذكره.
تساءلت القاضية كريفالد عما إن كان P42يستطيع أن يحدّد أي أفرع المخابرات كانت تجلب المعتقلين إلى مشفى المزة. فردّ P42أنّ في سوريا الكثير من أفرع المخابرات، ليس كالولايات المتحدة التي فيها الـ CIAوالـ FBI، وكان الأمر يعتمد على الحال: فإن كان المعتقلون جنودًا منشقين، كانت المخابرات العسكرية مسؤولة عنهم، وللناس العاديين كانت هناك المخابرات الجوية الأعلى رتبة، وثَمّة مخابرات القصر الجمهوري وغيرها الكثير.
لمّا لم يكن لدى المدعيتَين العامتَين ولا محامي المدعين أسئلةٌ، شرع فريق الدفاع بأسئلته. أشار محامي الدفاع العجي إلى أنّ P42ذكر في الجلسة السابقة أنّ المعتقلين في المشفى كان يشار إليهم بالمعتقلين لا بالمتظاهرين. ثم اقتبس العجي محضر استجواب الشرطة الذي قال فيه P42إنّ في تشرين مكانًا يُمنع وُلوجُه ومخصّصًا للإرهابيين. أراد العجي أن يعرف إن استُخدم هذا المصطلح للإشارة إلى المعتقلين وسببَ ذلك. أجاب P42قائلًا، «نعم بالطبع» وعلّل بأنهم [المعتقلين] ارتكبوا مجازر وقتلوا الناس بناء على بطاقات هوياتهم [أي على دياناتهم وأصولهم وغيره] بلا سبب. تدخّل رئيس المحكمة كولر متسائلًا كيف استشفّ P42 أنهم فعلوا ذلك بمجرّد رؤية أشخاص معتقلين يُجلبون إلى المشفى. أجاب P42 بأنهم كانوا يرَون أنّهم كانوا يُجلبون من مناطق الحرب لا من منازلهم، ولكن المرء لا يستطيع أن يجزم بذلك. فردّ عليه كولر قائلًا، «أرأيت؟!» وأضاف أنّ هذا لا يعني بالضرورة أنهم كانوا يشاركون في الحرب. فردّ P42 بأنّ الواحد منهم كان يأتي بلباس الحرب وليس بالبيجاما، والذين ماتوا كانوا من الجيش والمدنيين، وكانت هناك مقاطع فيديو تُثبت ذلك، إلا أنّ لا أحد يستطيع الجزم 100% بصحة ذلك. فقال كولر «أرأيت؟!» وتساءل إن كان الذين يُجلبون إرهابيين، فردّ P42بأن هناك مجموعات إرهابية في سوريا، ولكنه لا يستطيع الجزم بذلك 100%. فقال كولر «أرأيت؟!». وبعد أخذٍ وردّ، أوضح P42أنه أورد في استجواب الشرطة ما كان يُشار به إلى المعتقلين، ولكنه لم يكن يقصد أنّ ذلك كان رأيَه بهم.
تسلّم محامي الدفاع بون الراية من زميله، وأحال P42إلى ما ذكره في استجواب الشرطة حين أفاد بأن الاتهامات ضد علاء كانت مبالغًا فيها. ردّ P42 بأن ذلك كان سبب قوله إنّه كان متأكدّا بنسبة 70% لا 100%. بالإشارة إلى الموقف الذي كان فيه P42 في غرفة الأطباء وفتح عليه علاء بابها، أراد بون أن يعرف كيف علم P42 بأن هناك جولة صباحية في الغرفة المقابلة إن كان الباب موصدًا. ردّ P42 بأن المرء كان يستطيع سماع رئيس القسم والزملاء في الغرفة المقابلة. استحضر بون أنّ P42 لم يكن متيقّنًا مما إن فعل علاءٌ ذلك عمدًا، وأراد أن يعرف إن كان هناك احتمالية بأن علاء لم يكن يدري أن أحدهم بالغرفة. ردّ P42 بأنه يرى بأن علاء تعمّد ذلك. فقال له بون إنه يريد إجابة ترتكز على مجريات الأحداث. فردّ P42بأنه لا يعرف نية علاء بموضوعية، ولكنه يرتأي تعمُّدَ علاء لأنه يحب «شو show[الاستعراض]» وفعل ذلك مرارًا مع زملاء آخرين. تساءل بون، «ألم يكن سيعرف رئيسُ القسم أنّك تغيّبت عن الجولة الصباحية بكل الأحوال؟». فردّ P42بأن ذلك لم يكن لِزامًا، فعددُ الأطباء كثير، ولو لم يفعل ذلك علاءٌ لما علم رئيس القسم. أراد بون أن يلمّح إلى أنّ P42 أخبر المحكمة بأن ضرب المعتقلين كان يوميا في الغرفة التي كانوا محتجزين فيها، ولكن القاضيَين كولر ورودِه تنبّها وصوّبا بون بالتذكير بأنّ سؤالَ القضاة كان عامًّا لا خاصًّا بغرفة المعتقلين.
[وصل محامي الدفاع إندريس إلى قاعة المحكمة أثناء الأسئلة أعلاه.]
***
[استراحة لخمس دقائق]
***
بعد استراحة قصيرة مُنحت للمتهم كي يحضّر أسئلته مع محاميه، طلب محامي الدفاع إندريس عرض وثيقة تخص علاءً من ملف القضية تُظهر أمرًا إداريًّا لعقوبةِ خصمِ مقدارٍ معيّنٍ من الراتب الشهري لبضعة أطباء من بينهم علاء. أراد إندريس أن يعرف إن رأى P42 وثيقة كهذه. أقرّ P42 بذلك موضّحًا أنه تعرّض مرةً لعقوبة مماثلة. ثم طُلب منه أن يُعَرّف بمن يعرف مِن الأطباء الواردة أسماؤهم في الوثيقة وكذا موقّعها، ففعل P42. ولمّا نفدت أسئلة الدفاع ولم تكن لدى المتهم أي منها، صرف رئيسُ المحكمة الشاهدَ ورفع الجلسة.
رُفِعت الجلسة في الساعة 1:02بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 18حزيران / يونيو 2024، في العاشرة صباحًا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.