1 min read
داخل محاكمة علاء م #74: الْـــمُـــتَـــحـــاذِقُ وَالْـــمُـــريـــبُ

داخل محاكمة علاء م #74: الْـــمُـــتَـــحـــاذِقُ وَالْـــمُـــريـــبُ

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الرابع والسبعون

تاريخ الجلسة: 14 و 16 أيار / مايو 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الرابع والسبعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين التاسع والعشرين والثلاثين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة. بدا P38 مشتّتًا طيلة الجلسة. وكثيرًا ما أغفل P38 ذِكرَ تفاصيل في شهادته حتى ذكّره بها القضاةُ من محضر الشرطة. نفى أن يكون هو أو عائلته مهدّدَين وقال إنّ المسيحيين كانوا بين ناري النظام وتنظيم داعش.

رغم أنه أفاد للشرطة أنّ المتهمَ كان يُسمح له دخول قسم المعتقلين المحظور دخوله لغير الأطباء العسكريين، أنكر أنه قال ذلك في استجواب الشرطة. اعتذر P38 للقضاة عن قلة تركيزه التي عزاها إلى أنه لم ينم 72 ساعة، فطلب فريق الدفاع إيقاف استجوابه. أعاد القضاةُ جدولة استجوابه ليوم آخر ثم صُرف.

في ثاني أيام المحاكمة هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ آخر في المحكمة. عمل P39 مشرفًا في سلسلة مطاعم وصالات لكبار الشخصيات في مطار دمشق. رأى P39 أنّ المظاهرات في مطلعها كانت صائبة حين طالبت بالحرية ورفع الرواتب لأنها كانت ستعود عليه بالنفع، ولكنها سرعان ما تحولت إلى قتل وخطف بعد شهرين. وعندما سأله القضاة عن موقفه من النظام السوري، عدّد لهم الأمراض التي يعاني منها.

حكى P39 كيف التقى علاءً في دمشق، واستغرب القضاةُ من تذكّر P39 الحادثةَ بالتفصيل رغم أنه لم يتذكر عمره بدقة. وشكّك القضاة في كون اسمه وعمره معلوماتٍ حقيقية. تكتّم P39 كثيرًا بخصوص عمله وقال إنه لم يكن يتحدث مع علاء في لقاءاتهما الكثيرة عن حياتهما الشخصية أو المهنية، بل كانا يلهوان فحسب. ارتاب منه القضاةُ واستجوبوه بإسهاب عن تفاصيل عمله، ثم سألوه إن كان يعمل مع المخابرات السورية، فنفى ذلك.

روى P39 بأن تواصله انقطع مع علاء بعد أن جافاه علاءٌ ونبذ لقاءَه مرات عدة، ولم يلتقيا مرة أخرى إلا صدفة في ألمانيا. وعندما سمع P39 عن الاتهامات ضد علاء، أخبره علاءٌ بأنها محض كذب، وحكى له علاءٌ عن زميله السابق في مشفى حمص العسكري الذي هدده وتوعده.

اليوم التاسع والعشرون بعد المئة - 14أيار / مايو 2024

في جلسة اليوم، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة، وتولّت مهامَّ الترجمة الشفوية السيدةُ نسرين شبيب. أشار رئيسُ المحكمة كولر إلى أنّ الشاهدَ قد يتحدث الألمانية جيّدًا، ولكن قد يحتاجُ الشهودُ مساعدةً لتوضيح بعض الدقائق اللغوية كي لا يلتبس الأمر على المحكمة. وحضّ كولر الشاهدَ على الاستعانة بالمترجمة الشفوية متى ما حزَبَه أمرٌ ما.

شرع الشاهدُ في تقديم معلومات عامة عن نفسه، شخصيةٍ ومهنيةٍ. [حُجب الاسم]، P38، هو طبيب جراحة رضوض يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا. وُلد عام [حُجب الزمان] في دمشق وترعرع فيها. ودرس الطب في جامعة [حُجب المكان] من [حُجب الزمان] إلى [حُجب الزمان] أو [حُجب الزمان]. لم يكن P38متأكدًا من تاريخ تخرجه، فاعتذر معلّلًا بأنه أتى إلى المحكمة مباشرة من مناوبة عمله. وضّح P38 أنّ الطبيبَ بعد تخرجه في سوريا تكون لديه ثلاثة خيارات لاستكمال اختصاصه: إمّا في مشافي وزارة التعليم العالي، أو وزارة الصحة، أو المشافي العسكرية. فاختار P38 أن يختصّ في جراحة البطن و [حُجبت المعلومة] في المشافي العسكرية. نوّه رئيسُ المحكمة الشاهدَ إلى أنّ القضاةَ لم يفهموه جيدًا وحثّه على التحدث بالعربية، فتجاهل P38 طلبه.

تخبّط P38 وهو يحاول أن يرتّب زمنيا المشافيَ التي عمله فيها، ولم يتذكّر بدقّة متى عمل في كل منها. وبدا P38مشتّتًا، فكثيرًا ما سأله القضاةُ أسئلةً فأجاب عن أخرى. أّيِسَ القضاةُ وقنطوا من أجوبته، وطالبوه صراحةً بالتحدث بالعربية. وأخبره رئيسُ المحكمة كولر أنّ المحكمة لم تفهم أين عمل ومتى، فلا القضاةُ ولا الادعاءُ العام ولا الدفاعُ ولا حتى المتهمُ استوعبوا شرحه. تساءل القضاةُ إن تعرض P38 أو أهله في سوريا للتهديد، فنفى P38 ذلك ووضّح أنّ عائلته تعيش معه. أفنى P38وقتًا طويلًا قبل أن يتمكن القضاة من تكوين صورة عامة عن المشافي التي عمل فيها P38والوقت الذي قضاه فيها.

***

[استراحة لعشر دقائق]

***

أراد القاضي رودِه أن يعرف إن كان لمغادرة P38سوريا علاقةٌ بكونه مسيحيًّا، فأكّد P38 ذلك وأنّ الأطراف في الحرب الأهلية في سوريا كان «[حُجبت المعلومة]» بعضُها بعضًا، وأنه مسيحيًّا كان بين نارَين كاليهود في ألمانيا؛ فعن يمينه نظامٌ يستغله ليُخيّلَ للعالم أنه يحمي الأقليات، وعن شماله تنظيم داعش الذي يريد قطع رأسه. تساءل رودِه إن كان هذا يعني أنّ النظام [حُجبت المعلومة] في نظر P38، فجزم P38بذلك، وقصّ على القضاة إحصائيات ارتأى فيها أنّ المسيحيين شكّلوا 10 - 16% من سكان سوريا قبل الحرب، بينما باتوا 2% بعدها. واستنبط بأن المسيحيين بعد استقلال سوريا [من الاحتلال الفرنسي] كانوا 50% من الشعب، محاججًا «وإلّا، فكيف لأول رئيس وزراء لسوريا آنذاك أن يكون مسيحيا؟» ثم طفق P38يتحدث عن مسيحيي سوريا ولبنان الذين هاجروا إلى أمريكا اللاتينية ويصل عددهم إلى 17مليون مهاجر، وكيف عَمَروا فيها أفضل المشافي، ولكن رئيس المحكمة كولر لم يكن مهتما بذلك الجانب. تساءل القاضي رودِه إن كان P38معارضًا للنظام، فأجاب P38 بأنه [حُجبت المعلومة]. وفي ردّه على سؤال آخر حول ما إذا كان لدى المسيحيين في سوريا نظرةٌ ناقدةٌ للنظام، أقرّ P38بأن رجال الدين كانوا [حُجبت المعلومة].

أراد القاضي كولر أن يعرف الفوارق بين المشافي المدنية والعسكرية من جهة، وبين الأطباء المدنيين والعسكريين من جهة أخرى. قال P38إنّ المشافي العسكرية كانت مسؤولة عن جميع الحالات وتستقبل المدنيين والعسكريين للعلاج، ولكنها كانت مسؤولة بشكل رئيسي عن أقارب العسكريين. وأما الأطباء، فمهامهم الطبية كانت واحدة، ولكن كان للأطباء العسكريين اجتماعٌ صباحيٌّ ينأَون فيه بأنفسهم، ولباسٌ خاصّ بهم، وبطاقةٌ مكتوبٌ عليها [حُجبت المعلومة]، أما المدنيون فكُتب عليها «[حُجبت المعلومة]».

كان القاضي كولر مهتما بمعرفة تداعيات الحرب على العمل في المشفى، فردّ P38 بأن إصابات الحرب زادت، كما زادت المناوباتُ والقلقُ والخوفُ وخاصة مع التفجير الأخير [في دمشق]. طلب كولر من P38 أن يصف أكثر أنواع الإصابات، فقال P38 إنّ الوضع كان كما يشاهده المرءُ في الأفلام، إذ كانت هناك إصاباتٌ من تفجيرات، وعساكرُ مدهوسون بالدبابات، وبُتورٌ، وإصاباتٌ بأعيرةٍ نارية. وأراد P38 أن يؤكد أنه رأى الانفجار [في دمشق] من النافذة حينما كان في مناوبة في المزة. ويومها، أخذ الناس في الشارع يملؤون السيارات بالضحايا، مدنيين كانوا أو عسكريين، ويرسلونها إلى المشافي.

أراد كولر أن يعرف من الذي نقل المصابين إلى المشفى، فوضح P38 أنّ سيارات الهلال الأحمر، والإسعاف من المشافي العسكرية كانت توصل المصابين، وحتى السياراتُ المدنيةُ الخاصةُ؛ فكل مَن كان يرى مصابًا في الشارع كان ينقله بنفسه. استوضح كولر عن كلمة «كُلّ» وعما إذا كانت تشمل عناصر الشرطة والمخابرات، فأكّد P38 ذلك. تساءل كولر لِمَ لَم يذكر P38 ذلك حينما سأله أوّل مرة، فردّ P38أنه ذكر سابقًا بأن «كُلّ» من في الشارع كان يساعد في نقل المصابين، [وعناصر المخابرات مشمولون بالكلمة]. وضّح P38 أنّ من بين المصابين مسجونون. وعندما سأله القاضي كيف استنبط ذلك، ردّ P38 بأنهم كانوا يأتون مكبلين وتُفكّ «هذه» عندما يُجلبون إلى قسم الإسعاف، وكانت «آثارها» على أيديهم. تساءل كولر عما يقصده P38بذلك، فبيّن P38 أنه كان يقصد آثار الأصفاد. فتساءل كولر مرة أخرى عن سبب وجود آثار للأصفاد، فأجاب P38 بأنّ السبب كان أنها كانت مشدودةً بإحكام. فردّ كولر قائلًا، «تمامًا، لا تفترض أننا سنعرف دون أن تخبرنا. إذًا، كانت الأصفاد ضيقة لدرجة أنها تركت آثارا على أيديهم». وعندما لم يذكر P38 أمورًا أخرى لاحظها على المصابين المكبلين، نوّه كولر بأن المحكمة سمعت من شهود آخرين أنّ هؤلاء المصابين كانوا معصوبي الأعين كذلك، فأقرّ P38 بهذا. [ملحوظة: كثيرًا ما أغفل P38ذِكرَ تفاصيل في شهادته حتى ذكّره بها القضاةُ من محضر الشرطة.]

سأل كولر الشاهدَ عن المكان الذي كان يوضع فيه هؤلاء المرضى، فوضّح P38 أنه كان لهم قسمٌ خاص لم يدخله بنفسه ولم يكن يُسمح له ذلك، إذ كان دخوله حِكرًا على الأطباء العسكريين. وردًّا على استفسار القاضي، بيّن P38 أنّ القسم كان يحرسه عسكريون، وأنه لم يسمع كيف كانت العناية الطبية أو مستوى النظافة فيه، ولكنه أردف بأن المشفى كله كان قذرًا تملؤه رائحة الدماء.

انتقل القاضي كولر بأسئلته إلى موضوع آخر، وأراد أن يعرف كيف ومتى تعرّف P38 على المتهم. قال P38إنه تعرّف على علاء في قسم الطوارئ، ولكنه لم يستطع تحديد الوقت بدقة. وعندما نفى P38أنه عمل مع علاء، ذكّره كولر بأنه أفاد في استجواب الشرطة بأنهما عملا معًا في الحالات التي تطلّبت استشارات طبية من كلا القسمَين اللذين يعملان فيهما، فأقرّ P38بذلك.

اقتبس القاضي كولر من محضر الشرطة أنّ P38أفاد خلال استجوابه بأن علاءً أخبره حينما التقاه أوّل مرة أنه «مع الأسد وضد الإسلاميين»، فردّ P38 بأن ذلك أمرٌ وارد، ولكنه لا يتذكر. استغرب كولر من نسيان P38 لما ذكره في استجواب أجري عام 2020، وتساءل إن كان يتذكر P38 أنه أفاد للشرطة بأن «لديه مخاوف كبيرة بخصوص استجواب الشرطة، لأن شقيقه كان لا يزال في سوريا مع زوجته الحامل وابنته»، فردّ P38 بأنه يتذكر ذلك. وعندما أقرّ P38بأن عائلته لم تَعُد في سوريا، تساءل كولر إن كان هذا يعني بأن مخاوفه تلاشت. فنفى P38ذلك مبيّنًا أنّه لا تزال لديه مخاوف إذا ما تكلم ضد النظام وسافرت امرأته أو بنته إلى سوريا. سلّم كولر بأن كثيرًا من الشهود في المحكمة كان لديهم مخاوف مماثلة. وأشار إلى أنّ النظام السوري يسعى إلى الاعتراف به دوليا ومؤخرا بالعودة إلى جامعة الدول العربية، ولن يكون من الفطنة أن يحاولوا التعرّض إلى شهود المحكمة. ثم أردف كولر بأن لديه انطباعًا بأن ذاكرة الشهود السوريين ليست جيدة عندما يتعلق الأمر بما وقع في سوريا. وتساءل كولر مجدّدًا عن صحة إفادة P38بأن علاءً قال له بأنه «مع الأسد وضد الإسلاميين». وبعد تفكير لوهلة، ردّ P38بأن ذلك أمرٌ وارد، ولكنه نوّه أنه أتى مباشرة من مناوبة عمله وأنه لَم ينم منذ 72ساعة. فقال له كولر، «أرجو ألّا تكون قد سافرت وأنت تقود السيارة»، فردّ P38بأنه سافر بالقطار.

اقتبس القاضي كولر أنّ P38أفاد في استجواب الشرطة أنه صدّق ما ورد في وثائقي الجزيرة لأن علاءً كان كثيرًا مع الأسد، ولأن القسم الخاص بالمعتقلين كان دخوله حكرًا على الأطباء العسكريين ولم يُسمح للأطباء المدنيين ولوجُه، إلّا أنّ علاء كان يَلِجُه. أنكر P38أنه قال ذلك في استجواب الشرطة مشيرًا إلى أنه صوّب بعض الأقوال بعد انتهاء الاستجواب. فأخبره كولر بأنه هذه النقطة لم يطرأ عليها أي تصويب في المحضر. تساءل القاضي رودِه إن كان هذا سوء فهم أو إن كان P38 لا يتذكر. ثم أشار رودِه إلى أنّ P38 أفاد للشرطة بأنه رأى علاءً عدة مرات مع جنود عند المنطقة المحظور دخولها. أنكر P38 مجدّدًا. سأل كولر بطريقة أخرى إن كان لعلاء صلة بالمعتقلين والقسم الخاص بالأطباء العسكريين، فأقرّ P38 بأنه رأى علاء عند المنطقة المحظور دخولها، ولكن ليس مع مساجين. ردّ كولر بأنه لم يسأله أصلًا عما إن شاهده مع مساجين، بل كان سؤاله عما إن رآه هناك ببساطة، ثم سأل إن كان P38رآه لوحده أم بصحبة أحد وكم مرة رآه على تلك الحال. أجاب P38بأنه رأى علاء هناك مرة فحسب ومع أطباء عسكريين. استغرب كولر من أنّ P38أفاد في الشرطة بأنه رأى علاء أكثر من مرة ومع جنود، ولكنه في شهادته في المحكمة يقول بأنه رآه مرة فحسب ومع أطباء عسكريين، وأشار كولر إلى أنّ الشرطة نادرًا ما تدوّن شيئًا خطأ. ذكّر P38 القضاةَ مجدّدًا بأنه لَم ينم منذ 72ساعة وأن تركيزه لم يكن على ما يُرام. طالب كولر الشاهدَ أن يتفهم أنّ من واجب المحكمة معرفة الحقيقة، وعاتبه لأنه لَم يأخذ احتياطاته مع علمه بأنه سيُستجوب اليوم في المحكمة. بدا الإحباطُ على محيّا القاضي رودِه الذي استغرب من أنّ P38أنكر أنّ لعلاء صلة مباشرة مع المعتقلين حينما سُئل آنفًا عن ذلك، ولكنه أقرّ فيما بَعدُ أنه رأى علاء في المنطقة المحظورة. اقترح القاضي كولر عَقد استراحة وطلب من P38 أن يتفكّر في أقواله خلالها.

***

[استراحة لستين دقيقة]

***

بعد الاستراحة، اعتذر P38على إهدار وقت المحكمة وطلب من القضاة أن يتفهموا أنّ تركيزه لَم يكن على ما يرام، إذ لَم ينم منذ 72 ساعة ووصل من سفره في منتصف الليل وأصابت بنتَه حمى. اقترح محامي الدفاع إندريس أن توقف الجلسة لأن P38 بدا متعبًا ومشتتًا. فأعلن كولر عن استراحة ليتباحث القضاةُ المسألة.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

بعد الاستراحة، طالب محامي الدفاع إندريس إيقاف الاستجواب، إذ رأى علاءٌ الشاهدَ نائمًا في الاستراحة. أيّدت المدعية العامة تسابيك إيقاف الاستجواب. أقرّ رئيسُ المحكمة كولر بأنه لن يكون من الحصافة إكمال الاستجواب على هذا النحو. وقبل أن يصرف الشاهد، أخبره بأنه سيُستدعى مرة أخرى يوم 20حزيران / يونيو، وطلب منه أن يسافر يوم 19حزيران / يونيو ويأخذ قسطًا من الراحة في الفندق قبل أن يحضر إلى جلسة المحاكمة.

بعدما صُرف الشاهد، قرأ محامي الدفاع بون طلبًا يوضّح فيه ملابسات محادثات دردشة دارت بين المتهم وبعض أقاربه وأكثم سليمان. [ملحوظة: تم نقاش هذه المسألة بالتفصيل في يوم المحاكمة #138. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على تقرير المحاكمة #78.]

رُفِعت الجلسة في الساعة 2:29بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 16أيار / مايو 2024، في العاشرة صباحًا.

اليوم الثلاثون بعد المئة - 16أيار / مايو 2024

في جلسة اليوم، مَثَل شاهدٌ جديدٌ في المحكمة، وتولّت مهامَّ الترجمة الشفوية السيدةُ سناء عكّان، إذ لم يكن الشاهد يتحدث الألمانية. [حُجب الاسم] ، P39، ولد في [حُجب المكان] في [حُجب الزمان] وفيها ترعرع. لم يكن يعرف P39 إن كان يبلغ من العمر 52 أو 53 عامًا فصوبه رئيسُ المحكمة مشيرًا إلى أنّ عمره ينبغي أن يكون 51عامًا. يعمل P39 طاهيًا ويسكن في مدينة كاسِل بألمانيا. لا تربطه علاقة مصاهرة أو قرابة مع المتهم، إلّا أنه يعرفه.

قال P39 إنه لا يعرف سبب استدعائه لجلسة المحاكمة إذ لم يكن طبيبًا. فرد عليه رئيسُ المحكمة بأن لدى المحكمة أسئلة له، ولكنهم يودّون معرفة معلومات شخصية عنه أولًا. حكى P39أنه أدى الخدمة العسكرية الإلزامية من عام [حُجب الزمان] إلى منتصف عام [حُجب الزمان] بعد أن أنهى الثانوية العامة. ثم عمل 9أشهر في [حُجب المكان] في محل والده لتصليح الأجهزة الكهربائية. وبعد رجوعه إلى سوريا، سنحت له فرصةٌ للعمل في مطار دمشق الدولي في شركة تُدعى [حُجب الاسم] التي لها سلسلة مطاعم وصالة لكبار الشخصيات (VIP Lounge) في المطار. وعندما سأله القضاة، وضّح أنه غير متزوج ومن المسيحيين [حُجبت المعلومة]. [ملحوظة: حصل بعض اللّبس لأن المترجمة الشفوية لم تكن تعرف أنّ دمشق تُدعى «الشام» في سوريا، فظنت أنها إحدى المناطق في سوريا.]

غَشِيَ P39 ألمانيا في 2015. وعندما سأله القاضي كولر عن سبب قدومه إلى ألمانيا، علّل P39بأن الوضع في سوريا عمومًا ومطار دمشق خصوصًا بات خطيرًا، «ولم يَعُد هناك مالٌ». أشار كولر إلى أنّ ثَمّة اضطرابات بدأت في سوريا عام 2011وأراد من P39 أن يشرح ما عايشه خلالها. قال P39إنّ المشاكل بدأت عام 2011، ويتذكّر أنها كانت في 15 آذار / مارس إذ يحتفل بها «جماعة الثورة» كل سنة. وفقًا لما ذكر P39، خرجت بدايةً مظاهراتٌ سلميةٌ نادت بالحرية و«رفع الرواتب»، وهو شيءٌ جيدٌ في نظره إذ كانت تلك المطالب ستعود عليه بالفائدة. ولكن استحالت تلك المظاهراتُ بعد شهرين أو ثلاثة حرقًا وخطفًا وقتلًا واستشرت في كل المحافظات، فانتقل الناسُ من المناطق الساخنة إلى الآمنة وزاد تعدادُ سكان دمشق على ثلاثة ملايين نسمة بعد أن كانوا حوالي 800 أو 900ألف.

لم يشارك P39 في المظاهرات، فسأله القاضي كولر عن موقفه من المظاهرات المناوئة للأسد. ردّ P39قائلًا إنه يود أن يشير إلى أنه تجاوز الخمسين من عمره، ولكنه يشعر بأنه بلغ المئة، وأنه يحتاج شرب الماء دومًا ويعاني من ضغط الدم وداء السكري وجلطة قلبية وكسر في ظهره بسبب حادث سيارة في سوريا، «فاعذروني». سأله كولر عن تفاصيل الحادث وأشار إلى أنّ P39 ذكر مشاكله الصحية، ولكنه لم يُجب عن موقفه من النظام السوري. بعد أن اجترّ P39 ما ذكره آنفًا عن المظاهرات، قال إنه ضد القتل والعنف، «وهذا موقفي الشخصي».

أثار اهتمامَ رئيس المحكمة معرفة كيف تعرّف P39على المتهم. قصّ P39 على المحكمة تفاصيل قصة زعم أنّ أحداثها دارت يوم عيد القديسة باربارا في 3 كانون الأول / ديسمبر 2011 في دمشق. وفحوى تلك القصة أنه بعد خروجه من الكنيسة، همّ بقيادة سيارته فضربتها سيارةٌ أخرى من الخلف، تبيّن لاحقًا أنّ سائقها كان علاءً الذي ترجّى P39بألّا يتصل بالشرطة وتعهد له بإصلاح سيارته، وأخبره علاءٌ أنه غَشِيَ دمشق من وقت قريب وبحاجة إلى السيارة. ثم التقى علاءً لاحقًا في ورشة لتصليح السيارات ودفع له علاءٌ تكاليف التصليح. وبعد محادثة قصيرة في الورشة، تعرّف أحدهما على الآخر وتواعدا بأن يلتقيا لاحقًا. استغرق القضاة في سؤال الشاهد عن تفاصيل تلك الحادثة.

***

[استراحة لخمس عشرة دقيقة]

***

[ملحوظة: سهت المترجمة الشفوية عن ترجمة بعض الأمور طوال الجلسة. وهذا ما دفع محاميَ الدفاع العجي، والمتهمَ ومترجمَه الشفويَّ السيد بركات إلى مقاطعة الشهادة مرارًا لتصويب الترجمة. وخلال الاستراحة، لاحظ مراقبُ المحكمة أنّ فريق الدفاع سأل المترجمةَ مرات عدّة عن أصلها، فأجابتهم أكثر من مرة. بدا الوضعُ لمراقب المحكمة كما لو أنها كانت مضايقات منهم للّمز بأنها لم تكن كفئًا، وكأنهم يلمّحون إلى أنها كانت من إحدى دول المغرب العربي ولا تفهم لهجة الشاهد.]

بعد الاستراحة، أراد رئيس المحكمة كولر من الشاهد أن يتابع سرد ما حدث بينه وبين المتهم. سرد P39بأنه صار يتواصل مع علاء والتقيا مرات عدّة، واحدةٌ منها فحسب كانت قبل أعياد الميلاد. واتصل P39 بعلاء يوم 25كانون الأول / ديسمبر 2011 ليهنئه بالأعياد ويسأل عن حاله، فرد عليه علاءٌ بأنه كان مشغولًا بمناوبات العمل.

أشار القاضي كولر إلى أنّ P39أفاد بأنه كان يلتقي بعلاء بعد الأعياد كل أسبوع أو عشرة أيام، وأراد أن يعرف إلى متى استمر تواصلهما. قال P39 إنّ تواصلهما استمر تقريبًا إلى شهر آب / أغسطس [2012]، إذ أُصيب P39بالتهاب فيروسي وظل طريح الفراش في بلدته [حُجب المكان] ثم قَفَل إلى دمشق في الشهر التالي. قال P39 إنّ علاءً لم يتصل به ولا اطمأن عليه، وكلما كان يتصل به P39، كان علاء يتحجج بأنه كان مشغولًا. ولذلك قرّر P39 بعدها أن يقطع علاقته بعلاء نهائيا، إلى أن التقيا في ألمانيا. وقَصّ P39 أنّه علم بمحض الصدفة أنّ زوج أخته أجرى عملية لعلاء في ألمانيا. وعندما علم علاءٌ أنها أخت P39، أخذ رقم هاتف P39 منها واتصل به، ولكن P39ردّ عليه بجلافة، فتساءل علاءٌ في المكالمة إن كان P39 لا يزال متكدّرًا ووعده بأن يزوره. واستمرت الزيارات بين الأسرتين إلى أن قُبض على علاء.

تساءل القاضي كولر عما إن تحدث P39 مع عائلة علاء بخصوص المحاكمة أو ما عليه أن يشهد به في المحكمة. فأنكر P39ذلك، ونفى أنه أخبر أيّا كان بشأن شهادته في المحكمة خلا امرأته، وقال إنه أتى المحكمة هائمًا لا يدري سبب استدعائه. ثم أشار P39أنه قدّم طلبًا للحصول على الجنسية الألمانية منذ حوالي أربعة أشهر، وأنه غير مستعد ليعرّض وضعه للخطر، لا لعلاء ولا لغيره. تساءل كولر إن كان من الأولى أن يتعلم P39 الألمانية إن أراد الحصول على الجنسية، فردّ P39بأنه حاول وعجز، منوّهًا إلى أنّ هناك مَن يقطن ألمانيا منذ ثلاثين سنة ولا يتحدث لغتها. وأخرج P39 أدويته التي يتعاطاها ووضعها أمامه ليبرهن للمحكمة أنه كان مريضًا لا يستطيع التعلم.

حينما سأل القاضي كولر الشاهدَ عما عَلِمه عن المتهم شخصيا ومهنيا، أجاب P39 بأن عمله كان حساسا، ولذلك لم يكن يحب أن يسأل أحدا عن عمله ولا أن يسأله أحد عن عمله هو. أما بخصوص علاء، فكان P39يعلم أنه كان يختص في جراحة العظام في مشفى 601. تساءل كولر عما عناه P39 عندما قال إنّ عمله كان حساسا. لم يُعطِ P39كثيرًا من التفاصيل. وبإصرار من كولر وأسئلةٍ متعمقة، وضح P39بأنه كان مسؤولًا عن سلسلة مطاعم في مطار دمشق، وقاعات شرف، ورجال أعمال - لم يكن منهم سياسيون، كما أوضح عندما سأله كولر عن ذلك.

لم يتحدث P39وعلاء كثيرًا أثناء لقاءاتهما عن حياتهما الشخصية، ولكنه عَلِم بعض التفاصيل عن علاء وأسرته. وزار علاءً مرتين في دمشق عندما كان يسكن علاءٌ مع [حُجب الاسم] ولكن P39 لم يستسغ ذلك الشخص ففضّل ألا يلتقي مع علاء في بيته مرة أخرى. والتقى مرةً [حُجب الاسم] [P35] في المطعم عندما كان مع علاء، وأوضح P39أنه كان يعرف أسرة P35. قال كولر إنّ القضاةَ تواجههم أحيانًا صعوبة في كتابة الأسماء، وطلب من P39 أن يكتب اسم عائلة P35. فكتبه P39 ووضح أنّ تهجئة الأسماء تختلف في سوريا باختلاف الموظف.

***

[استراحة لأربع وستين دقيقة]

***

بعد الاستراحة، أعرب رئيس المحكمة عن استغرابه بأن P39 وعلاءً لم يتحدثا عن حياتهما الشخصية والمهنية أثناء لقاءاتهما، وتساءل إن كانا يظلان صامتَين فيها. ردّ P39بأنهما كانا يلعبان الطاولة والشطرنج ويشاهدان المباريات. ثم سأل كولر إن تحدثا عن موقفهما من الأسد. وعندما أنكر P39 ذلك، أخبره كولر بأن من حقه أن يقول ما يريد في المحكمة، ولكن عليه ألّا يظن أنّ القضاة سيصدقون كلّ ما يقول. ردّ P39بأن من واجبه أن يتحدث، أما موضوع تصديقه من عدمه فهذا أمرٌ يرجع إلى القضاة.

تساءل القاضي رودِه عما إن استفسر علاءٌ من P39 عن عمله. ردّ P39 بأنه لم يكن ليسمح لأحد، لا لعلاء ولا لغيره ولا حتى لأهله هو، بالتطرّق إلى عمله. استجلب ذلك اهتمام رودِه الذي أصرّ أن يعرف سبب تكتّم P39 حول عمله. أجاب P39، «حسنًا، سأتحدث»، وأوضح أنّ طريق المطار كان خطرًا تنتشر عليه القناصة، فكان عليه أن يكون كتومًا حتى لا تخرج معلوماتٌ عن رجال الأعمال الذي كان مسؤولًا عنهم إلى العامة فيعرّضهم للخطر. وضرب P39 مثلًا على أنه من المحظورات في ألمانيا الحديث عن الرواتب لأنها من خصوصيات العمل. تساءل رودِه إن كانت لدى P39مهام أمنية، فأنكر P39 ذلك ووضّح أنّ علاقته المباشرة كانت مع فندق [حُجب الاسم] - سلسلة مطاعم [حُجب الاسم] - وكان عمله يتعلق أكثر بالبريستيج [الوجاهة]، فعندما يَفِدُ رجالُ الأعمال إلى المطار، كان P39وفريقه يلبون احتياجاتهم وينجزون لهم الأعمال الورقية المتعلقة بالسفر كأختام الجوازات.

أثار استغرابَ القاضي رودِه كيف وصل P39إلى هذا المنصب من تصليح الأجهزة الكهربائية بعد المدرسة. روى P39أنه عمل كاشيرًا [صرّافًا على الخزنة] ستة أشهر وتدرّج في عمله، ثم رأى منه رئيسه في العمل ما يعجبه من تفانٍ في العمل وتنفيذ البروتوكولات، فعيّنه مشرفًا على الفريق. أراد رودِه أن يعرف كم كان راتب P39 الشهري، فتساءل P39 إن كان هذا سيفيد المحكمة مشيرًا إلى أنه شيءٌ شخصي. تدخّل رئيس المحكمة القاضي كولر قائلًا إنّ على P39 أن يضع في اعتباره أنّ القضاة لا يسألون اعتباطًا وإنما لحكمة، إذ تشوبهم أحيانًا مشكلاتٌ ويحاولون حلّها. ردّ P39بأنه يشعر بأنه هو المتهم، وأضاف أنّ راتبه كان يزيد سنويا، فبدأ بـ 6500ليرة ووصل إلى 60 ألف ليرة وقتما ترك العمل. ونوّه P39 أنّ قيمة الليرة كانت في انخفاض مقابل الدولار، وأنّ بعض السوريين يتقاضون الآن حوالي نصف مليون ليرة [بين 77 و 400دولار أمريكي] ولكنها بلا قيمة. قال رودِه إنه لا يقصد أن يطعنَ في P39ويسألَ عن طبيعة عمل P39 التي زادت راتبَه عشرة أضعاف، ولكن رودِه أراد أن يعرف لم كان P39 متكتمًا حول عمله. علل P39بأنها أمورٌ شخصية، فالآن عندما يسأله أحدهم عن عمله فيجيبه P39قائلًا، «Alles gut [كل شيء على ما يُرام]» ولا يقول له كم قطعة بيتزا باع أو غيره.

بعد ذلك، سأل القاضي كولر إن كان يعلم المتهمُ عن عمل P39، فقال P39إنّ علاء لا يعلم إلّا أن P39 يعمل بمطاعم المطار. تساءل كولر عما إن أخبر P39المتهمَ أنه يعمل بالمسائل الإدارية بالمطار، فأقرّ P39ذلك مضيفًا بأنه في النهاية مسؤولٌ إداري في مطاعم المطار. قال كولر إنه استوضح الأمر لأنه في طلب فريق الدفاع لاستدعاء P39 شاهدًا، ورد أنّ P39 كان يعمل في إدارة المطار. أوضح P39أنه دائمًا يجيب مَن يسألُه بأنه يعمل في المطار دون تخصيص.

قال القاضي رودِه إنه يود أن يسأل سؤالًا مختلفا، وتساءل عما إذا أخبره علاءٌ عن نزاع شبّ بينه وبين زميله في مشفى حمص العسكري. روى P39 أنّ علاءً أخبره في ألمانيا خلال عيد الفصح عام 2020 أنّ زميله الذي يدعى [حُجب الاسم] طلب من علاء أن يساعد مسلحين في مشافٍ ميدانية، فرفض علاءٌ ذلك وشتم علاءٌ المسلمين وذاك الشخصُ المسيحيين، وتوعّد ذلك الشخصُ أن ينتقم من علاء لأنه رفض المساعدة. وتذكّر P39 أنّ علاءً أخبره بأنه وامرأتَه وأولادَه هُددوا على الإنترنت وتوُعّدوا بمحاكمتهم ميدانيًّا، وأنّ علاءً حاول أن يشكوَ زميله إلى الشرطة الألمانية لكن دون جدوى. وسرد P39أنّ ذلك الزميلَ من قرية سيئة السمعة تدعى [حُجب المكان]، ودائمًا ما كان أهلها يخربون احتفالات المسيحيين ويهاجمونهم ويقصفونهم ويخطفونهم. أراد رودِه أن يعرف إن أخبر علاءٌ P39 عن تصرف غير طبيعي حدث في رمضان، فردّ P39قائلًا، «مَن رمضان؟ لا أعرفه [ظنًّا منه أنه اسمٌ لشخص ما]».

عندما سُئل عن الاتهامات ضد علاء، قال P39إنه سمع عنها في وسائل الإعلام التي كانت جميعها تتحدّث عن علاء وكأن مشكلة سوريا كلها تتعلق به. وأضاف P39 أنه لم يصدق أي شيء مما قيل، وأنه عندما سأل علاءً عن الأمر، أخبره علاءٌ أنّ الأمر كله كذب في كذب. أشار القاضي رودِه إلى أنّ P39 لم يصدق الاتهامات وتساءل كيف انتهى إلى تلك النتيجة. فردّ P39بأنه اعتمد بذلك على أخلاق علاء وأسلوب حديثه وعائلته، إذ كان علاءٌ - وفقًا لما ذكر الشاهد - مؤدبًا وضحوكا.

***

[استراحة لعشر دقائق]

***

بعد الاستراحة، بدا الشاهدُ متخوفًا من الحضور. فطمأنه رئيسُ المحكمة كولر وسأل مراقبَ المركز السوري للعدالة والمساءلة ومراقبَ كليفورد تشانس Clifford Chance إن كانا سينشران اسم الشاهد، وهو ما نفياه [ملاحظة: لم يكن هناك غيرهما حاضرًا.] وضّح كولر أنّ هاتين منظمتان غير ربحيّتَين وأنه لم تكن هناك صحافة بين الحضور، وذكّر الشاهدَ بأن جلسةَ المحاكمة هذه جلسةٌ علنية. ثم تساءل كولر عن سبب قلق P39، فردّ P39بأن من حقه أن يتخوّف لأن علاءً أخبره بأن هناك مجموعة تهدد الناس. فأخبره كولر بأنه لو كان مكانه، لشغل نفسه أكثر بما إن كان يقول الحقيقة أم لا؛ إذ لم يتذكر P39عمره إلّا أنه تذكّر كيف ومتى التقى علاءً بدقة. وشكّك كولر في كَون اسم الشاهد وتاريخ ميلاده حقيقيَّن أم أنهما محض معلومات حفظها قبل أن يأتيَ إلى الجلسة. وتساءل كولر إن كان هناك غرض آخر للقاءات المتهم مع الشاهد التي لم يتحدثوا فيها عن شيء. ردّ P39 بأن اللقاءات كان للهو والضحك، إذ فرضت الأحداث نفسها على الواقع آنذاك. عقّب كولر بأن المتهم والشاهد لم يتحدثا حتى عن هذا الموضوع [أي، الأحداث]. فرد P39 متسائلًا، «عن ماذا نتحدث مثلًا؟ يا حرام مات أحدهم، وخُطف آخر، ونزل صاروخ هنا؟»

سألت القاضية كريفالد بعض الأسئلة عن المناسبة التي التقى فيها P39 علاءً أولَ مرة. وأراد أن تعرف إن كان P39يعلم أين كان علاءٌ قبل الحادثة، ولكن P39 أنكر. ولمّا لم يكن لدى المدعية العامة ولا محامي المدعين أسئلةٌ، شرع فريق الدفاع بأسئلته. بدأ محامي الدفاع بون بالسؤال عن يوم الحادثة وعما إن كان علاءٌ في الحفلة داخل الكنيسة قبل الحادثة، فأكّد P39 أنّ علاءً أخبره بذلك. تدخّل رئيسُ المحكمة كولر مشيرًا إلى أنّ زميلته كريفالد سألت للتّو نفسَ السؤال فأنكر P39معرفة الإجابة، غير أنه لما سأل محامي الدفاع وكرّر السؤال مرارًا على P39، أجاب P39 عندما عَلِم أنّ الإجابةَ تصبّ في مصلحة الدفاع، كما افترض كولر. ردّ P39 بأنه لم يفهم السؤالَ أوّل مرة. استأنف بون أسئلته وأراد أن يعرف مَن كان يدفع فاتورة المطعم عندما كان يلتقي مع علاء، فوضّح P39أنهما كانا يتعازمان، فمرة يدفع هو ومرة علاء. تدخّل رئيس المحكمة مجدّدًا وسأل الشاهدّ إن كان يعمل مع مخابرات الأسد وإن كان الغرض من لقاءاته بعلاء هو تبادل المعلومات بينهما. أنكر P39 ذلك وأضاف أنه لو كان يعمل مع مخابرات الأسد لما أتى إلى ألمانيا. فردّ عليه كولر، «أو لأنّك تعمل مع مخابرات الأسد أتيت إلى ألمانيا؟».

كان بون مهتما بمعرفة مناوبات P39، وطلب من P39 أن يصف يوم عمله. ثم سأله عمن كان يدفع له راتبه، فأجاب بأنه كان د. عثمان العائدي مدير سلسلة المطاعم - حتى أفرعها في باريس، والذي توفي منذ ثلاث سنوات. وأضاف P39 أنه سمع أنّ الشركةَ أصبحت تابعة لسلسلة الفنادق المشهورة، فور سيزنز.

لمح رئيسُ المحكمة كولر المتهمَ يشيح بوجهه ويلوّح بيديه معترضًا على المترجمة الشفوية، فزجره وأنّبه. ثم سألت القاضية فون أرنيم أسئلة مستفيضة عن سيارة P39 ونوعها وثمنها ومتى اشتراها ومن أين. أتبعها زميلُها القاضي رودِه بأسئلة أخرى عن طبيعة عمل P39وسبب طلب لجوئه. وختم محامي الدفاع العجي بأسئلة عن مكان الكنيسة ووصفها والشوارع حولها وغيرها من الأسئلة التي قال رئيس المحكمة أنه لم يفهم منها مراده. ولأن المتهم لم يكن لديه أسئلة، صُرف الشاهد.

ختامًا، أبلغ القاضي كولر أطراف الدعوى أنّ زميله القاضي رودِه حاول التواصل مع [حُجب الاسم] في 13أيار / مايو، ولكنه أعرب في بريد إلكتروني أرسله اليوم عن رفضه أن يَمثُل في المحكمة شاهدًا لأنه لا يريد أن تُنشر معلوماتُه الشخصية.

رُفِعت الجلسة في الساعة 4:30عصرًا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 27أيار / مايو 2024، في العاشرة صباحًا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.