داخل محاكمة علاء م #71: الجوكر
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الحادي والسبعون
تاريخ الجلسة: 19 و 21 و 22 آذار / مارس 2024
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: حتى يومنا هذا، أعدّ المركز السوري للعدالة والمساءلة تقريرَين لكل يوم محاكمة: (1) ملخصٌ وجيزٌ يُنشر بالتزامن مع الجلسات، و(2) تقريرٌ مفصلٌ للغاية وشبهُ كامل سيُنشر عقب انتهاء المحاكمة. ونظرًا لطول المحاكمة غير المتوقع، لَم يَعُد في وُسع المركز أن يُعِدَّ التقريرَ الثاني. وابتداءً من اليوم، سيُصدر المركز تقاريرَ من النوع الأول مع تفصيلات إضافية. وستُحجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الحادي والسبعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم العشرين والحادي والعشرين والثاني والعشرين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَل شاهدٌ جديدٌ أمام المحكمة. P35 هو طبيب قلب سوري يعيش في [حُجب المكان]، وهو صديق علاء م. تمحور الاستجواب أساسًا حول وقت وصول علاء إلى دمشق، إذ ادّعى الشاهدُ أنّ لديه دليلا على أنه كان في نهاية تشرين الثاني / نوفمبر 2011، مشيرا إلى أنّ علاء كان قد غادر حمص آنذاك، خلافًا للمزاعم الواردة في لائحة الاتهام. وعرض الشاهدُ محادثة على فيسبوك ماسنجر تعود إلى ذلك الوقت أخبره فيها زميلٌ آخرُ أنّ علاء سيصل في غضون أسبوع. إلّا أنّ مسائل المحادثة وتفصيلاتها ظلّت معلّقة.
ثم عُرضت وثيقةٌ بها بيانٌ وقّعه الشاهد. وأوضح الشاهد في الوثيقة أنّ علاءً كان في دمشق في الوقت المزعوم، وأنه لم يرَ علاءً قطّ بملابس عسكرية أو مع أحد أفراد الجيش. وعند سؤاله عن الأمر، لم يتذكر الشاهد متى كتب ذلك البيان بالضبط، ولكنه كان ردّا على اتهامات وسائل الإعلام. شككت المحكمة في أن يكون البيانُ صِرفًا من كتابة الشاهد، لأن مستوى اللغة الألمانية الذي كُتب به كان متقدّمًا. ونفى الشاهدُ حتى الرمق الأخير من الجلسة أن يكون شخصٌ آخرُ هو مَن كتب البيانَ أو ساعده فيه، وأصرّ مُلِجًّا على أنّ المحتوى لا يمثّل سوى أفكاره التي بادر إلى كتابتها بنفسه. غير أنه أقرّ بأنه أرسل البيان إلى امرأة علاء، وقد تكون هي أو غيرُها مَن أجرى تصويباتٍ لغويةً، قبل أن يوقع عليها في نهاية المطاف. لم تقتنع المحكمة وأرجأت بقية الاستجواب إلى الجلسة المقبلة.
في اليوم الثاني، بدأت الجلسةُ بإعفاء محامي الدفاع العجي من السرية المهنية ليتسنى لفريق الدفاع أن يكشف عن أنّه كان هو مَن ساعد الشاهد P35 في كتابة البيان الذي عُرض في يوم المحاكمة السابق. أثار ذلك الأمرُ حنق رئيس المحكمة الذي وبّخ العجي على ذلك التصرف الأرعن والساذج، وذكّره بالأيام الخوالي حين جلس على كرسي الشهود ليقدّم أداءً أعجفًا عرّى ضحالة مستواه في القانون الألماني. اعترف الشاهد لاحقًا بأن العجي ساعده في تصحيح البيان، وأبدى استغرابه من تسمّر العجي في الجلسة السابقة وكتمانه الأمر.
ثم استُؤنف استجوابُ P35 الذي سُئل عن الأماكن التي عمل فيها علاءٌ. ووصف الشاهدُ المتهمَ بأنه كان مواليا للنظام إلّا أنه لم يكن متطرّفًا، ولم يبدر منه ضد المتظاهرين إلّا السُّباب. ثم تطرّق الشاهدُ إلى أحد زملاء علاء السابقين ووصفه بالمتطرف، فاستجوبه القضاة عن الأسباب التي جعلته يعتقد ذلك. وعند استجوابه، أقرّ P35 بأن علاء زوّر في وثائقه خشيةَ أن تذهب سنةٌ من اختصاصه أدراج الرياح، وبرّر الشاهدُ بأن علاءً اضطُر إلى أن يجد حلًّا آنذاك.
كُرّس ثالثُ أيام الأسبوع لعرض وثيقة تخصّ علاءً ومقالاتٍ من الإنترنت في المحكمة وترجمها خبيرٌ لغويٌّ إلى الألمانية. وأخبر رئيس المحكمة الأطراف بمستجدّاتٍ حول أحد الشهود المحتملين الذي لا يود أن يدلي بشهادته؛ لا في المحكمة ولا عبر مكالمة فيديو.
اليوم العشرون بعد المئة - 19 أذار / مارس 2024
في يوم المحاكمة هذا، مثل شاهد جديدٌ يدعى [حُجب الاسم] [P35]، أمام المحكمة. P35هو طبيب قلب سوري يبلغ من العمر 37 عامًا ويعيش في [حُجب المكان]. ينحدر من [حُجب المكان] قرب [حُجب المكان] ودرس الطب في [حُجب المكان]. وبعد ذلك بدأ العمل في المشفى الجامعي في [حُجب المكان]. غادر سوريا في أيلول / سبتمبر 2013 بتأشيرة سفر إلى [حُجب المكان] حيث استقر ويعمل في أحد المشافي طبيبًا استشاريًّا في قسم القلب. كانت لغته [حُجبت المعلومات] جيدة للغاية، وتحدث تقريبًا دون مساعدة المترجم الشفوي الذي أتاحته المحكمة.
ولما استجوبه القضاة، أشار P35 إلى أنه لم يتأثر بالحرب في سوريا. إذ أمضى جُلَّ وقته في دمشق حيث شهد تفجيرات وهجمات صاروخية وإطلاق نار في المناطق المحيطة القريبة منها. وفي مرة يتيمة، أصاب صاروخٌ مبنى قريب جدًا منه. واستحضر أنّ المرءَ كان يسمع كثيرًا عن القتل آنذاك. ورغم أنه لم يشهد أي شيء بعينه، ذكر أنّ رائحة الجثث استقرّت في دمشق. إلّا أنّ مسقطَ رأسه قُصف ودُمرت الطرقُ والمنازلُ فيه، لأنه ذو أغلبية مسيحية، وكان يُعَدّ مواليًا للنظام.
وفي رده على الأسئلة، قال الشاهدُ إنه مسيحي، ولكن المسيحيين لم يكونوا مَن بدأ الاضطرابات. وأوضح أنهم اضطُرّوا إلى الانحياز إلى أحدهم حينما بدأت الحرب. ولمّا كان المعارضون يُعَدّون متطرفين، انساق المسيحيون إلى الجانب الموالي للنظام بعد أن أدّى قصف بلداتهم إلى تأجيج الوضع. يَعُدّ P35 نفسَه ”رماديًّا نوعًا ما، لأنني لم أرغب في المشاركة. وكان على المسيحيين أن يسيروا مع التيار ويُسَلّموا بما كان. أعتقد أن كل ذلك كان خطأ. لم يستحق الأمرُ كلَّ هؤلاء الموتى، والأطفال أيضًا“.
عُنِيَ القضاةُ بمعرفة تأثير الحرب على العمل في المشفى وهوية القتلى والجرحى. فروى P35 أن المشفى الجامعي لم يتأثر بنفس الدرجة، ولكن كان هناك العديد من القتلى والجرحى. وأوضح أن الحال المحيطة بدمشق تدهورت، وأن الكثيرين لجؤوا إلى المشفى يَنشُدون الأمن، وكان معظمهم مِن كبار السن لا مِن مصابي الحرب.
سأل القضاةُ الشاهدَ عما إذا كان قد سمع عن أي شيء أو رآه في المشافي الأخرى. تذكّر P35 أنه لم يزر مشفى المزة خلا المنطقة السكنية فيه مرة واحدة، وكان كلُّ شيء هناك على ما يُرام. وعندما جابهه القضاةُ بما أدلى به للشرطة، اعترف P35 بأن المرضى تعرضوا لإساءة المعاملة، ولكن على يد طاقم التمريض وعمال النظافة فحسب، لا الأطباء. وأردف بأن ذلك لم يحدث في المزة لأنها تتوسط دمشق، وهو ما يعكس صورة معينة، أما ما سمع عنه من إساءة المعاملة فحدث في مشافٍ أخرى.
وبخصوص كيف ومتى التقى P35 بعلاء، روى P35 أنهما درسا معًا في [حُجب المكان]. وخادَنَ P35 علاءً وصاحَبَه لأن كليهما مسيحيان وساكنا صديقَين آخرَين، أحدُهما طالبُ اقتصاد والآخرُ مهندس. ووصف الشاهدُ علاءً بأنه شخصٌ رائعٌ ومساندٌ ومفعمٌ بالطاقة ودائمُ النشاط. وأوضح أن علاءً لم يكن من الطلاب الأكثر اجتهادًا، إلّا أنه تخطّى جميع الامتحانات بسهولة رغم أنّ درجاته لم تكن ممتازة. وذكر أن علاءً كان من عائلة ثرية وكان يملك سيارة [حُجبت المعلومات]. وأشار إلى أن علاءً كان يدخن [حُجبت المعلومات]. وتذكر الشاهد أنّ علاءً رُفض من وحدة جراحة الرضوض في المشفى الجامعي لأنها تطلبت أعلى الدرجات، وعليه بدأ علاءٌ العمل في المشفى العسكري. وبعد أن تولّى كلٌّ منهما لبدء حياته المهنية، تدنّى تواصلهما.
وعند الاستفسار منه، تذكّر الشاهدُ أنّ علاء كان يعيش في حمص في شقة مع والديه وإخوته من منتصف عام [حُجب الزمان] حتى نهاية عام [حُجب الزمان]. وكان تواصلهما يسيرًا خلال هذه الفترة، ربما كان مكالمتين هاتفيتين، وعلى الأرجح في الأعياد المسيحية، ولكنه لا يتذكر فعليًّا لقاءه بعلاء. وعندما سُئل عما إذا كانا قد تحدثا عن الحرب عبر الهاتف، نفى الشاهدُ ذلك وأضاف أنّ هذا الموضوع لم يُطرح بتاتًا.
أراد القضاة أن يعرفوا سبب انتقال علاء إلى دمشق. أجاب P35 بأنه لا يعرف السبب، ولكنه خمّن أنّ صديقًا مقرّبًا لعلاء انتقل فلحقه علاء. وذكر P35 أنه تفاجأ حينما سمع أن علاء سينتقل، وهو ما أعلمه إياه صديقٌ عبر فيسبوك ماسنجر. تساءل القضاة عما إذا تواصل علاء معه طالبًا المساعدة في تنظيم أموره والعثور على شقة، فأجاب الشاهدُ أن علاءً لم يكن شخصًا يحتاج إلى المساعدة، بل تمكّن علاءٌ بعد أسبوعين من وصوله أن يُرِيَه كيف تسير الأمورُ في دمشق.
***
[استراحة لخمس وعشرين دقيقة]
***
بعد العودة من الاستراحة، أراد القضاة أن يعرفوا كيف عَلِم الشاهدُ بوصول علاء ومن أعلمه بذلك. أشار P35 إلى أن زميله [حُجب الاسم] الذي درس معهما، أخبره بذلك على فيسبوك ماسنجر. وقال P35 إنّ لديه لقطات شاشة من المحادثة ويرغب في عرضها على المحكمة. تباحث القضاةُ كيفيةَ التعامل مع هذا الدليل الجديد وطلبوا من الشاهد أن يُرِيَهُم المحادثة بدلا من لقطات الشاشة. فوافق الشاهدُ وعرض الأجزاء المعنيّة من المحادثة على القضاة وأطراف القضية، وترجمها المترجمُ الشفوي.
قبل أن يباشرَ المترجمُ الشفوي ترجمةَ الرسائل، أوضح الشاهد أن علاءً لم يُخاطب باسمه الحقيقي، بل باسمه المستعار، [حُجبت المعلومات]، وكان يعني إلى حدّ ما [حُجبت المعلومات]. ووفقا لما ورد في الرسائل، أبلغ [حُجب الاسم] P35 أنّ علاءً سينتقل إلى دمشق خلال الأسبوع المقبل. أُرسلت الرسالة في 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2011. تساءلت المدعية العامة عمّا إن كان متاحًا إظهارُ أي بيانات تعريفية ”ميتا داتا“ للرسائل، ولكن هذه الميزة لم تكن متاحة كما هو الحال اليوم، في واتسآب على سبيل المثال. واعترف الشاهد بأنه حذف بعض الرسائل لأنها حَوَت كلمات بذيئة كان يخشى أن يُرِيَها والدةَ علاء، وحذف كذلك أجزاء لا صلة لها بالأمر. إلّا أنّ P35أدرك أنّ قرارَه حَذْف الرسائل لربما لم يكن صائبا، فاستَوثق من [حُجب الاسم] الذي أكّد له أنّ المحادثة بأسرِها ما زالت لديه وأنه على استعداد لتقديمها إلى المحكمة.
تساءل القضاةُ عمّا إذا كان لا يزال لدى P35 محادثاتٌ مع المتهم. فأجاب P35 أنه كان يبحث عنها، ولكنه لم يعثر على أي شيء، وافترض أنّ حَذْف علاء لحسابه كان سببَ اندثارها. بَيْدَ أنه أعطى إقرارًا للمحكمة يُخوّلُ مكتبَ الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) قراءة أي رسائل متبقية مع علاء. دُوِّن إقرارُه المتعلّقُ بالمحادثات في الفترة من 1 آب / أغسطس 2011 حتى نهاية عام 2015، ثم قُرئ وأُقرّ.
وعندما سُئل أكثر عن المحادثة مع [حُجب الاسم]، ذكر الشاهد أنه وجد المحادثةَ بعد الجهر علانية بالاتهامات ضد علاء، وأنه أراد مساعدة صديقه. وتذكّر أنه شرع في البحث عن معلومات ووجد المحادثة قبل نحو عامين. وبعد الفيلم الوثائقي الذي أُثيرت فيه مزاعم بأن علاء أساء معاملة المرضى في حمص في عام 2012، ادّعى الشاهدُ أنه كان قد أشار في 2019 إلى بُطلان ذلك. لم يستوعب القضاة لِمَ لَم يرسل P35 المعلومات إلى محامٍ أو الادعاء العام أو المحكمة إن كان لديه معلوماتٌ مهمةٌ قد تساعد صديقه. فردّ الشاهدُ بأنه لم يكن يعلم أن هذا ”سيكون ورقة رابحة“.
ظلّ القضاة في حيرة من عدم إرسال الشاهد للمعلومات، فردّ P35 بأنه أطلع والدي علاء على المحادثة ولذلك حذف الكلمات البذيئة، ولكنه أراد انتظار اتصال المحكمة به، إذ كان يعلم أنه سيُستدعى ليُدليَ بشهادته. قرأ القضاة محادثة بين أخت علاء وزوجته توضح بالتفصيل أنهما شكّكتا في إقدام P35 على الشهادة لصالح علاء، وسأل القضاةُ P35 عما إذا كان قد خضع للتأثير أو كان يُتَأمّلُ منه أن يشهد بهذه الطريقة. ارتعد P35 وتلعثم، وطلب مساعدة المترجم الشفوي للمرة الأولى. ثم أجاب بأنه لم يُنصح إلا بقول الحقيقة لأنها أكثرُ ما سيساعد علاءً. وعندما سُئل الشاهدُ عما إذا تحدث عن شهادته أو عن شهادات شهود آخرين قبل مثوله في المحكمة، أوضح الشاهدُ أنّ الموضوعَ دائمًا ما يتناقش فيه 7 - 8 أصدقاء آخرين، ويتحدثون كذلك عن حجوزات الفنادق وتذاكر القطار وغيرها من المسائل المعنية. أراد رئيس المحكمة أن يعرف ما إذا تحدثوا عن المحتوى كذلك، فأكّد الشاهد ذلك بخصوص التفاصيل العامة، وتساءل عما إن لم يكن مسموحًا لهم بالتحدث. فأوضح القاضي أن الأمر سيتعلّق بمدى قيمة الأدلة الثبوتية، وأضاف ”مسموح .. نعم، من الفطنة .. لا“، ثم أعلن عن استراحة الغداء.
***
[استراحة لخمس وسبعين دقيقة]
***
بعد عودته من استراحة الغداء، ذكر الشاهد أنّ تواصله مع علاء كان متقطّعًا بعد وصول علاء إلى دمشق. وردًا على سؤال القضاة المرة تلو الأخرى، قال الشاهد إنه استنبط منطقيًّا أنّ علاء لا بدّ أن يكون قد وصل بعد أسبوع من الرسالة، إلّا أنه لا يتذكر شيئًا عن الأمر. ولم يتذكّر أنه استقبل علاءً، وكرر أنه تفاجأ بنبأ وصول علاء لأنه ظنّ أن زميله كان يسخر منه. وبعد الأشهر الأولى، التقيا مرارًا مع مجموعة من الأصدقاء، إلى أن انتقلوا للسكن معًا في [حُجب الزمان] 2012 في منزل تملكه عائلة [حُجب الاسم] في [حُجب المكان]، وهو المهندس الذي درسا معه في [حُجب المكان].
ذكر الشاهد أنه وعلاءً أمضيا معظم الوقت معا، عندما لم يكن لديهما مناوبات. وأشار P35 إلى أنّ معظم حديثهما كان عن العمل، وعن العمليات الجراحية الناجحة التي أجراها علاء، وعن أنّ علاءً عاون طبيبًا يُدعى [حُجب الاسم] [لم يعرف الشاهدُ اسم العائلة، ولكن رجّح أن يكون هو ما أخبره به القضاةُ] في عمليات في مشافٍ خارجية خاصة. ومع ذلك لم يتحدث علاء كثيرا عن المرضى، وفقًا لما قاله P35. وروى الشاهد أنه لم يتواصل كثيرًا مع علاء بحلول نهاية عام 2012، بسبب عبء العمل والإجهاد الذي كان يعاني منه الشاهد. وتذكّر أن علاء غادر دمشق، ولكنه لم يكن متأكدا من مكان إقامته في عام [حُجب الزمان]، وأبهَمَ عليه الأمر فلم يتذكّر سوى أنّ علاء عمل في [حُجب المكان] وفي [حُجب المكان] مرة أخرى وفي [حُجب المكان] مرة أخرى.
ثم أخبر القاضي رودِه الشاهدَ أنه يود أن يُرِيَه وثيقة. [عُرضت وثيقةٌ عبر جهاز العرض. كانت مكتوبة باللغة الألمانية، وحَوَت اسمَ الشاهد وعنوانَه وتاريخًا [حُجب الزمان] ونصًّا، وعليها توقيعُ الشاهد].
سأل القاضي عن ماهية تلك الوثيقة، فأوضح P35 أن هذا كان بيانه الخاص الذي يؤكد فيه أنّ علاء كان في دمشق آنذاك [وقت ارتكاب الجرائم المزعومة]. وردًّا على سؤال القاضي، قال الشاهد إنه هو الذي كتب البيان. فردّ القاضي بأنه لا يصدقه، لأنه رغم إجادته للغة [حُجبت المعلومات]، إلّا أنّ الإفادة كانت مكتوبة بمستوى مختلف [متقدّم]. لاذ الشاهد بالصمت. ثم سأل القاضي رودِه الشاهدَ عما إذا هيّأ شخصٌ ما النصَّ له. أنكر الشاهدُ ووضّح أنه أجرى بحثًا واستخدم جوجل والمصحّحَ اللغوي. أشار رودِه إلى أن P35 ادعى في بيانه بأنه متيقّنٌ من أنّ علاء كان في طرطوس. فأجاب P35 بأنه لا بد أنه كان يعرف ذلك آنذاك. فأشار رودِه إلى أن P35 أفاد في المحكمة بأنه تفاجأ بعزم علاء على الانتقال إلى دمشق، ولكن البيان ذكر أن علاء أخبره بذلك. وأضاف رودِه أن تاريخ البيان، الذي كُتب عندما كان علاءٌ في حبس ما قبل المحاكمة، يشير إلى أن P35 كان يعلم مسبقًا بأمر محادثة فيسبوك ماسنجر التي ذكرها سابقًا. أقرّ الشاهدُ أنّ علاءً كان محتَجَزًا، وادّعى أن ذلك [البيان] كان ردًّا على وسائل الإعلام. استفسر القضاةُ مرارًا وتكرارًا عمن كتب البيانَ أو ساعد الشاهدَ في كتابته، فَلَجَّ الشاهدُ في إصراره على أنه كتبها بنفسه، ودون مساعدة، وأنه أراد أن يُدليَ بتعقيب [على المزاعم]. بَيْدَ أنّ الشاهدَ اعترف باحتمالية أن يكون قد أرسلها إلى [حُجب الاسم] [امرأة علاء] وأرسلتها هي إلى شخص ما. ثم أبلغ القضاةُ الشاهدَ أن محاميًا يُدعى السيد زيتيج أرسل الوثيقة إلى المحكمة، فأقرّ الشاهد بأنه سمع هذا الاسم من قبل.
عندما سُئل عن الأمر، قال الشاهد إنه لا يتذكر لِمَ لَم يرسل البيانَ إلى الشرطة أو المحكمة. وهو ما أدى إلى لَبس، فوفقًا لرئيس المحكمة كولر، كان صديقه محتجزًا ومتهمًا بارتكاب جرائم خطيرة للغاية، وإذا حدث شيء كهذا فسيتذكره المرء. افترض القضاة أنّ الشاهدَ كان على علم أيضًا بالمحادثة على فيسبوك عندما كُتب البيان، ولكن أنكر P35 الأمر بشدة هذه المرة. أبلغ رئيسُ المحكمة P35 أنّ هذه المسألة لا تزال معلّقة، وأنّ عليه العودة يوم الخميس. وبعد استراحة قصيرة، قُرئ البيان كاملًا وأثيرت بعض الأسئلة التي تتعلّق بإصابة تعرض لها علاء، فأقرّ الشاهد أنه سمع عنها، ولكنه عجز عن تقديم تفاصيل كثيرة باستثناء أنّ علاء أصيب بـ [حُجبت المعلومات] في [حُجبت المعلومات]. ثم أبلغ رئيسُ المحكمة الشاهدَ أنهم سيواصلون الاستجواب في يوم المحاكمة التالي.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:37 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 21 آذار / مارس 2024.
اليوم الحادي والعشرون بعد المئة - 21 أذار / مارس 2024
في غُرّة يوم المحاكمة هذا، قال رئيس المحكمة القاضي كولر إنّ فريق الدفاع أبلغه بأن لديه توضيحًا ما. قال محامي الدفاع إندريس إنّ المتهم علاء يعفي محاميَه العجي من التزامه بالسرية المهنية بينهما. ثم روى إندريس أنّ زميلَه العجي أخبره وزميلَه بون أنه بعد تأمّلٍ وتفكّرٍ أعقب شهادةَ P35 في الجلسة الماضية وربطها بالبيان الذي قدّمه P35 المؤرخ بـ [حُجب الزمان]، تذكّر العجي أنه تواصل مع امرأة علاء وعمِّه بشأن P35، ثم تواصل مع P35 الذي أرسل له لاحقًا ذلك البيانَ، فصوبه العجي قواعديًّا باللغة الألمانية ولم يبدّل في محتواه شيئًا وأعاد إرسالَه إلى P35 ليوقعه.
بدا الغضبُ على مُحيّا رئيس المحكمة وتثبّت من إعفاء السرية المهنية وأضافه رسميا إلى سجل الإجراءات، ثم التفت إلى العجي موبخًا وتساءل كيف بَرَك العجي الساعات الطِّوال في الجلسة الفارطة دون أن يحرك ساكنًا أو يعقّب على كلام P35ويوضّح أنه هو من ساعد P35 في صياغة البيان. خلص كولر إلى أنّ هذا الفعلَ أحدُ أمرين لا ثالث لهما: فإمّا سفاهةٌ وحماقةٌ أو وقاحةٌ وصفاقة. قال كولر إنه يتطلّع إلى الجلسة التي سيُنيخُ فيها العجي على كرسي الشهود مرةً أخرى ليستجوبه عن ذلك البيان، ووقف كولر على أطلال استجواب العجي الفارط [لمزيد من التفاصيل، يرجى مراجعة تقرير المحاكمة رقم 60] وذكّره بأدائه الهزيل وقتها الذي ينمّ عن مدى جهل العجي بنظام الإجراءات الألماني. نفى العجي صحةَ ما وصفه به كولر. وما كان من العجي خلال تقريعه إلّا أن تبسم، فزجره رئيس المحكمة وأخبره أنه كان لينتحب لو كان مكانه.
بعد هذا التأنيب، طالبت المدعية العامة شليب المتهمَ بإقرار يتيحُ لمكتب الشرطة الجنائية الألماني استرجاعَ البيانات المكانية من حسابه على فيسبوك، كي يتسنى لهم أن يعرفوا من أين وُلج إلى حسابه، فأبدى علاءٌ موافقتَه. وأضاف رئيسُ المحكمة إقرارَه إلى سجل الإجراءات.
ثم دخل الشاهدُ P35 قاعةَ المحكمة وأعلمه رئيسُ المحكمة بأنّ التعليمات التي قرأها عليه في الجلسة السابقة ما تزال ساريةً. أخبر القاضي كولر الشاهدَ أنّ المحكمة اضطُرّت إلى التأخر بسبب العجي… [قاطع باقي القضاة كولر إشارةً إلى أنّ عليه التريّث في هذه المسألة]. فسأل كولر الشاهدَ إن كان لديه ما يريد تصويبه في شهادته أو إضافته إليها. ردّ P35 بأنّ لديه فعلًا ما يضيفه، إذ تذكّر أنّ العجي هاتفه وطلب منه أن يرسل إليه البيان بالبريد الإلكتروني. وبعد تصحيحه، أرسله العجي إليه مجدّدًا ليوقعه. تساءل القضاةُ إن كان يستطيع P35إرسال ذلك البريد الإلكتروني إليهم، فوافق P35 وأرسله إليهم خلال الجلسة. سأل القضاةُ عما إذا تواصل P35 مع العجي مؤخرًا، فنفى P35ذلك، وأوضح أنه استغرب يوم لم ينبس العجي بشيءٍ عن الأمر فاتصل P35 بمحام بعد الجلسة وسأله عن الأمر، فوضح المحامي لـ P35 أنّ العجي كان على ما يبدو ملزمًا بالصمت بسبب السرية المهنية.
بعد ذلك، استحضر القضاةُ ذِكرَ P35 أنّ علاءً عمل في مشافٍ في دمشق وطرطوس، وأرادوا أن يعرفوا إن عمل علاءٌ في أماكن أخرى غيرها. أجاب P35 بأن علاء عمل في [حُجبت الأماكن]. لم يتذكر P35 المشفى الذي عمل فيه علاءٌ في ريف حمص ولا ما إذا كان مشفى مدنيًّا أم عسكريًّا، إلّا أنه استحضر أنّ علاءً أرسل إليه وقتها دعوةً لحضور زفافه، ولكن P35لم يلَبِّ الدعوة لأنه كان مشغولًا في ألمانيا.
بيّن P35 أنَ علاء عمل في دمشق - بعد رجوعه إليها - في مشفى مدني، إذ كان متاحًا للطبيب أن يبدّل بين المشافي المدنية والعسكرية لاستكمال الاختصاص الطبي. تساءل القضاةُ عن السبب الذي دفع علاءً إلى الانتقال إلى مشفى مدني، فوضّح P35 أنّ علاءً رفض أن ينتقل إلى مشفى حرستا خشية الموت لأن الوضع كان خطرًا هناك. ولأن المشافي العسكرية لم تكن متسامحةً ”ليبرالية“ إذا ما أراد الشخصُ أن يتركها، لجأ علاءٌ إلى طلب مساعدة من والد P26 الذي كان شخصًا مهمًّا آنذاك.
أشار القضاةُ إلى أنّ P35 وصف خصال علاء في الجلسة السابقة، وأرادوا أن يصف ما يتذكره عن مظهر علاء الخارجي. استحضر P35 أنّ علاءً كان شخصًا أنيقًا ”شِيك chic“، [وصف P35 مظهر علاء آنذاك].
أراد القضاة أن يعرفوا موقف علاء مما كان يجري في سوريا، فوضح P35أن وضع مؤيدي الأسد ومعارضيه أمرٌ معقد، فالمسيحيون يُعَدّون موالين للأسد، مثلما كان يُنظر إلى علاء، ولكن علاءً عبّر عن موقفه أكثر مما فعل P35. إلّا أنّ علاء، وفقًا لـ P35، لم يكن مواليًا راديكاليًّا متطرقًا للأسد، أي لم يكن شبيحًا [فسر المترجم الشفوي المصطلح إلى القضاة]. استوضح القضاة أكثر عن موقف علاء من المتظاهرين، فقال P35 إنّ علاءً لم يكن راضيًا عن أفعال المتظاهرين كحرق السيارات وتخريب البنى التحتية، وبعبارة أخرى، لم يكن مؤيّدًا للمتظاهرين. وأضاف P35 أنّ علاء كان - كما P35والجميع - تحت وطأة الضغط وربما صَدَر منه سُبابٌ للمتظاهرين.
أراد القضاةُ بعد ذلك أن يعرفوا كيف كانت علاقة P35 مع علاء في ألمانيا، فروى P35 أنه كان من استقبل علاءً في المطار بألمانيا وكان التواصل بينهما قليلًا بعد ذلك، إذ كان كلٌّ منهما في مدينة مختلفة ولم يلتقيا إلّا في عطل نهاية الأسبوع. وردًّا على سؤال القضاة، أقرّ P35 بأن علاقته بعلاء ما تزال وطيدة، بل ويعُدّ علاءً أقربَ أصدقائه الذين يلتقون بعائلته. ثم حكى P35عن الاحتفال الذي حضره P35 وعلاءٌ وأصدقاؤهما في ليلة رأس السنة في ألمانيا.
تساءل القضاةُ عما إن كانت الصداقةُ بين P35 وعلاءٍ ما تزال جيدة وما إن طرأ بينهما خلافٌ ما. لم يتذكّر P35 أي خلاف نشب بينهما أو مشاكل. ثم وضّح أنه لم يرمق علاءً طيلة الجلسة حتى لا يظنّ القضاةُ أنه يحاول التواصل مع علاء سرًّا بطريقة ما.
***
[استراحة لخمس عشرة دقيقة]
***
بعد الاستراحة، أراد القضاةُ أن يعرفوا ما سمعه P35 عن الاتهامات ضد علاء. قال P35إنّه لم يسمع في تقرير الجزيرة شيئًا جديدًا، إذ أخبره علاءٌ سلفًا - حتى قبل احتفال رأس السنة - عن زميل سابق يُدعى [حُجب الاسم] أرسل له رسائل مفعمةً بالكراهية وهدده بتدمير حياته ووصفه بأنه شبيح موالٍ للنظام ويلزمُ عقابُه. قال P35 إنّ علاءً كان يعمل في قسم الحوادث وبالطبع كان سيتعامل مع إصابات ناجمة عن الحرب، حالُه حال غيره من الأطباء المسيحين والعلويين والمسلمين. وأضاف أنّ السنّة كان منهم الصالح والطالح. أشار القضاة إلى أنّ الصلة بين تهديداتِ زميلِ علاءٍ السابق وبين كَون علاءٍ مسيحيًّا هي استنتاجٌ انتهى إليه P35، وأرادوا أن يعرفوا إن كان هناك سببٌ آخر للتهديدات، كأن يكون أبدى علاء عدوانية ضد المتظاهرين - كما أفاد P35في استجواب الشرطة له - أو أنّ السببَ كان خلافًا بين علاء وزميله السابق. ولمّا لَم يعرف P35شيئًا عن الأمر، أعطاه القضاةُ كلماتٍ مفتاحيةً، كـ ” [حُجبت المعلومات]“، لعلها تذكّره بشيءٍ ما. قال P35 إنّ علاءً لَم يخبره عن ذلك الأمر، إلّا أنّ كثيرًا من الأطباء كانوا يلتمسون المساعدة من أطباء آخرين (كما التمسوها منه شخصيًّا) ولكنهم مع الأسف من فئات ذات خلفيات دينية معينة، كانوا يعملون في مشافي النظام وحاولوا تجنيد أطباء للعمل في مشاف ميدانية. وكان P35 بين أمرَين أحلاهما مرّ؛ فلو لبّى طلب زملائه لوقع في مشاكل مع الحكومة، ولو رفض فسيمقُتُه من طَلَبَ منه المساعدة.
نظرًا لأن P35 لم يسمع عن خلاف بين علاء وزميله السابق، أراد القضاة أن يعرفوا ما يعتقد P35 أنه قد يكون سببًا لاتهام زميل علاء إياه. قال P35 إنّ الأقاليم المتجاورة كان لكل منها دين معين، ولذلك كان يكره بعضهم بعضًا. أردف P35 أنه قرأ منشور ذلك الزميل على فيسبوك الذي حوى اتهامات متطرفة ضد المسيحيين. شدّد P35 على أنه كان لديه زملاء مسلمون ولم يكونوا على شاكلة ذلك الشخص، ولكنه استغرب كيف نشر زميلُ علاء هذا تلك المنشورات بكل انفتاح، وكثيرًا ما تساءل P35 ”أليس لديه زملاء مسيحيون؟ ما هي دوافعه؟ لماذا علاءٌ دون غيره؟“ واعتقد P35 أن السبب قد يكون أنّ علاءً كان ”نجمًا“ ومحبوبًا. قال P35 إنه يحاول أن يوضّح العلّة لمحكمة ألمانية، فتدخل المترجم الشفوي وقال إنه يعتقد أنّ P35 يقصد ”العقلية“. فأقرّ P35 أنه يقصد عقلية ذلك الزميل الدينية.
بالحديث عن الأمر، أراد القضاة أن يعرفوا ما كتبه ذلك الزميل وقرأه P35. ردّ P35بأنه لا يتذكر ما كُتب حرفيًّا ولكن ما بقي في مخيلته كان الانطباع السلبي في فحوى المنشور أنّ ”المسيحيين سيندمون“ [بسبب اختلاف تركيب الجملة العربية عن الألمانية والإنجليزية، أضاف المترجم الشفوي ما يقابل هذا التعبير ”سيندم المسيحيون على ذلك“]. وعندما استوضح القضاةُ عمّا يُقصَد بـ ”على ذلك“، أجاب P35 بأن المقصود هو موقفهم الموالي للنظام. لَم يَرَ القضاةُ هذا تطرُّفًا، فردّ P35 بأن بلى، إذ إنّ الندم قد يعني أي شيءٍ، ومنه أنّ عليهم الموت. ارتأى القضاة أنّ هذا ليس بصريح، فقال P35إنّ هذا التعبير لم يكن سمحًا لطيفًا لا سيما آنذاك وقت الحرب. تدخّل المترجم الشفوي مرة أخرى وقال إنّ هذا قد يُقصَد به التهديد، فردّ عليه القضاةُ أنّ هذا محضُ تأويل منه. فقال P35 إنّ هذا قد يعني تهديدًا، فردّ عليه القضاةُ أنه ليس كذلك في ألمانيا.
أشار القضاةُ إلى أنّ P35 ذَكَر أنّ ذلك الزميل كان متطرفًا، وسألوا إن كان لديه أمثلة على ذلك. فقال P35 إنه رأى صورة لذلك الزميل [حُجبت المعلومات]، وكان هذا أمرًا مستَغرَبًا وغير مألوف، إذ لَم يَرَ P35زملاءه المسلمين الآخرين يفعلون ذلك. وأضاف أنه عندما يقرأ أنّ ”المسيحيين سيندمون“ و يرى تلك الصورة، فسيستنتج أنّ ذلك الشخص كان سيطلق النار ويستغلّ الفرصة إن سنحت له، وإلّا ”فلِمَ [حُجبت المعلومات]؟“. ذكّر القضاةُ P35 أنه ذكر فرنسا في استجواب الشرطة الألمانية له، فأقرّ P35 أنه كان وقت استجوابه حوادثُ تجري في فرنسا فذكرها كمثال لما يمكن أن يحدث في المظاهرات. أشار القضاة إلى أنّ P35 ربط ذلك بالطائفة الدينية خلال استجوابه، فنفى P35 ذلك وقال إنه لم يقصد إلا أنّ المتظاهرين السلميين قد يفعلون أمورًا ضارة. كرّر P35 وشدّد على أنّ هناك مسلمين ضد النظام ومع المعارضة وكانوا يعرّضون حياتهم للخطر في سبيل مساعدة المصابين، ولكنهم لَم يحملوا سلاحًا ولا تحدّثوا عن المسيحيين بسوء، إلّا أن P35 يرى أنّ هذا الزميل من جماعة معينة.
تساءل القضاةُ عما إن كانت هناك دلائل بين علاء وزميله جعلت الشكَّ يساور P35بأنّ تلك الاتهامات ضد علاء قد تكون صحيحة، فأقرّ P35 بأنّ أفكارًا كتلك راودته، ولكنه لن يدعوَ أحدًا إلى بيته ليجالس امرأَته وأطفالَه إلّا إن كان يثق فيه. أضاف P35 أنه لا يعرف ما يفعله علاء ليلًا، ولكنه لم يكن ليدعوَه إلى بيته إن كان يظنّ أنّ علاء فاقم إصابة أحدهم أو قتل آخر. وضّح القضاةُ أنّهم قصدوا السؤال عما إن سمع P35 عن دلائل على الاتهامات من آخرين، فنفى P35 ذلك. وأضاف أنه تحدث مع أصدقاء عن الموضوع في احتفال رأس السنة، ولكن لَم يعتقد أحدُهم أنّ علاء قد يرتكب أمرًا كهذا. سأل القضاةُ عن شخص يُدعى [حُجب الاسم]، فأجاب P35 بأن ذلك طبيبٌ تعرف عليه في بيت علاء في ألمانيا وجالسه مرة أو اثنتين. سأل القضاة إن كان يعرف P35 ما إذا تحدّث ذلك الشخص عن حياته في دمشق، فردّ P35 بأن ذلك أمرٌ وارد، إذ كانوا يتحدّثون عن ذكرياتهم وأمور طريفة فَكِهَة. تساءل القضاةُ عما إن كانوا يتحدثون مع ذلك الشخص عن أمور ليست طريفةً فَكِهَة، فلم يتذكر P35 ذلك.
***
[استراحة الغداء]
***
[لم يرجع محامي الدفاع إندريس ولا محامي المدعين بانز بعد الاستراحة، وتبقى من الحضور أربعة.]
[ملاحظة: ليس من عادة المركز السوري للعدالة والمساءلة أن يُدرج تفاصيل أمورٍ تحدث قبل الجلسات أو بعدها ولا خلال الاستراحات، إذ لا تُعدّ هذه من الإجراءات الرسمية. إلّا أنّ ما يلي كان لافتًا للنظر ويثير أسئلةً وشكوكًا حول الحيادية.]
بعد انتهاء الاستراحة وبينما ينتظر الحضورُ وأطرافُ القضية استئناف الجلسة، أخذ المترجم الشفوي، السيد خوري، يثرثر ويتَفَيْهَقُ في الكلام مع الشاهد ريثما يرجع القضاةُ إلى قاعة المحكمة. علّق خوري بأن هناك محجبةً كانت من بين الحضور [قبل الاستراحة]، وسأل الشاهدَ إن كان قد لمحها. تساءل الشاهدُ مستغربًا: ”ما بالها؟“ فردّ خوري: ”لا شيء“، ثم مضى يخبر الشاهدَ أنّ في الحضور ممثلون عن وسائل الإعلام وأنّ عليه ألّا يخاف منهم ويُدليَ بما عنده بأريحية. ثم قال للشاهد إنّ ”هؤلاء“ يريدونها إسلامية، وضرب مثالًا بلبنان، فقال إنّ لبنان كان مسيحيًّا، ولكنهم جعلوه إسلاميًّا. ثم عرّج على الأردن وقال إنّ ملكها يعامل المسيحيين بشكل جيد [على الأقل]. وأردف خوري بأنه لو رحل الأسدُ عن سوريا فستصبح دولةً إسلامية. ثم أخذ يتحدّث عن تنظيم داعش وقطع الرؤوس الذي شاهد صورًا له، وتساءل كيف يمكن لشخص أن يقترف فعلًا كهذا، ”ويقولون لك أنّ القرآن لا يقول بهذا“. أخبر الشاهدُ المترجمَ خوري غير مرة أنّ ليس كلُّ المسلمين هكذا.
بعد عودة القضاة واستئناف الجلسة، قال رئيس المحكمة القاضي كولر أن محاميَ الدفاع بون استفسر عن إمكانية أن يدنوَ P35 من علاء ويسلما على بعض عن قرب. أوضح كولر أنه يفضل أن يظلّا شاطنين ولا يتحدث أحدهما إلى الآخر طالما لَم يُعرض محتوى محادثة فيسبوك في المحكمة، واستحضر كولر قول P35 بأنه لم يكن يرمق المتهم حتى لا يُظنّ به ظَنُّ سوء، وفضّل أن يبقى الأمرُ على ما هو عليه. ثم بيّن كولر أنّ الشاهد أبدى قَلَقَهُ من زميل علاء السابق لأنه تلفّظ باسمه وتخوّف من أن يسرّب أحدٌ ما تلك المعلومة إلى الخارج، فطمأن رئيسُ المحكمة الشاهدَ وأخبره أنّ الحضورَ لن يسرّبوا معلومات عنه. ثم التفت كولر إلى الحضور سائلًا، فعرّف أحدهم نفسه بأنه ممثّل عن مكتب المحاماة ”كليفورد تشانس Clifford Chance“، وأقرّ مراقب المركز السوري للعدالة والمساءلة بأنه لن ينشر تفاصيل عن الشاهد. [ملاحظة: لا ينشر المركز السوري للعدالة والمساءلة معلومات شخصية قد تؤدي إلى التعريف بهوية بعض الأشخاص الذين يُذكرون خلال جلسات المحاكمة، كاسم زميل المتهم السابق، وحتمًا لا يذكرون معلومات تعريفية قد تفضي إلى الكشف عن هوية الشهود.]
بعد نفاد أسئلة القضاة، أعلن رئيس المحكمة كولر أنّ دور أسئلة الادعاء العام قد حان. بطلب من المدعية العامة شليب، عُرِض بريدٌ إلكترونيٌّ بعثه علاءٌ إلى P35 وتضمّن جزءًا من سيرة ذاتية يبيّن أنّ الاختصاص الطبي كان في [حُجب المكان والزمان]. وضّح P35 أنه كما أسلف، هناك اتفاقٌ يسمح للطبيب أن ينتقل بين المشافي العسكرية ومشافي وزارة الصحة لاستكمال الاختصاص، ولأن المشفى العسكري رفض أن يعطيَ علاءً أوراقه، لم يستطع علاءٌ أن يثبت أنه عمل هناك في ذلك الوقت واضطر إلى تعديل هذه الفقرة لكيلا تذهب سنةٌ من اختصاصه سُدى ولا يتحتّم عليه إعادتُها. تساءل القاضي كولر إن كان P35 يعني أنّ المرء يختلق ويزوّر وثائق ليثبت أنه قام بعمل ما، فأقرّ P35 وقال إنّ على المرء في سوريا أن يجد حلولًا كهذه. وأضاف أنّ علاء فعل هذا من باب القنوط واليأس، لأنه كما ذكر P35سابقًا، لا يتعاطف المشفى العسكري مع من يقرّر ترك العمل ويقول له ببساطة: ”وداعًا“.
تساءلت شليب لِمَ أرسل علاءٌ هذه الرسالة إلى P35. قال P35 إنّ علاءً أراد أن يعرف إن كانت هذه الصياغة مقبولة في ألمانيا في حال أراد التقديم للعمل هناك. تساءل كولر عمن سيقوم بالتوقيع على معلومات مزوّرة كهذه، فأجاب P35 أنّ رئيس قسم الحوادث سيوقع عليها في هذه الحالة ثم ستُختم من وزارة الخارجية السورية. تساءل كولر عن سبب صياغة المعلومات باللغة الألمانية لا بالعربية رغم أنّ الوثائق ستُقدَّمُ إلى السلطات في سوريا، فردّ P35 بأن هذا كان محض مثال أراد علاءٌ أن يعرضه عليه ويسأله عنه قبل أن يعيد صياغته بالعربية، لأن المترجمين في سوريا سيئون في ترجمة المصطلحات الطبية. وذيّل P35 كلامه بأنه لا يقرّ محتوى الوثيقة، ولكنه حلٌّ انتهى إليه علاءٌ. ذكّر القاضي كولر الشاهدَ بأنّه طبيبٌ في [حُجب المكان] ونوّه أنّ هذا أمرٌ مشكلٌ وقد يعرّض صحة المرضى في ألمانيا إلى الخطر، وتساءل كيف أقرّ P35 بتزوير كهذا. برّر P35 قائلًا إنّ علاء نجح في امتحان الاختصاص الطبي في ألمانيا، فردّ عليه كولر بأن هذا لا يزال يُعدّ تزويرًا للخبرة الطبية والعمليات الجراحية التي يُزعم أنه أجراها.
تساءلت المدعية العامة تسابيك إن كانت قد فهمت الأمر التالي بشكل صحيح: استنصح علاءٌ P35 حول ما إذا كانت صياغةُ هذه الوثيقة صالحة في ألمانيا وأقرّه P35 عليها. تدخّل رئيسُ المحكمة كولر وقال إنّ عليه أن يرشد الشاهدَ أنّ من حقه ألّا يجيب عن أسئلة قد تعرضُه أو أحدًا من أسرته إلى الملاحقة القانونية، وفقًا للفقرة 55 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. أعادت تسابيك سؤالَها مشدّدة على أنّ P35 قرأ نصًّا يدّعي فيه المتهم أنه عمل في مكان في سوريا ويعرف P35 أنّ علاء لم يعمل به، ثم أخبره P35 بأن هذه الصياغة مقبولة في المانيا. قال P35 إنه يظن أنّ ما أرسله علاءٌ كان مثالًا من موقع على الإنترنت لا ليسأله إلّا عن الصياغة التي تُجمل وصف المشفى وعدد الأسرّة فيه وما إلى ذلك، مجترًّا أنّ موضوع المحادثة لم يتمحور حول التواريخ المذكورة.
سأل القاضي كولر P35 إن كان يعرف صور قيصر، فأقرّ P35 بذلك. أراد أن يعرف كولر العلّة من مواراة المتهم لاسم مشفى المزة العسكري وإغفال ذكره في أوراقه، وتساءل إن كان السبب هو أنّ علاءً سيجد صعوبة في العثور على وظيفة في ألمانيا. نفى P35 ذاك الأمر ووضّح أنّ علاء لَم يذكر اسم المشفى لأنهم لَم يعطوه أوراقًا. تساءل كولر إن طلب المتهم من P35أن يوقع الأوراق له، فضحك P35 وقال إنه ليس رئيس قسم ولا يملك ختمًا ليفعل ذلك.
عُرضت لقطةُ شاشة بطلب من المدعية العامة شليب، أظهرت ترجمةً ألمانية لمحادثة بين علاء وP35 إلى جانب معلومات أخرى. سألت المدعية العامة إن كان P35 يعرف شخصًا يدعى طوني أو أنطون [حُجب الاسم] الذي يظهر في اللقطة أنه أرسل رسالة إلى علاء، فرد عليه علاء قائلًا: ”لقد نجح الأمر“. فنفى P35 معرفته به. كما نفى معرفته برقم هاتفه المعروض على الشاشة [حُجبت المعلومات]. أراد علاءٌ توضيح الأمر، فطلب رئيسُ المحكمة من P35 أن ينتظر خارج القاعة برهة. ثم وضّح علاءٌ أنّ ذلك كان مكتب محاماة تواصل معه علاءٌ لمساعدة P35 في تسجيل مولودته في سوريا. سأل القاضي رودِه إن كان طوني هذا هو نفسه طوني محامي علاء في سوريا [في إشارة إلى المحامي الذي تواصل معه العجي وسرّب إليه اسم أحد الشهود. لمزيد من التفاصيل، يرجى مراجعة تقرير المحاكمة رقم 60].
لم يكن لدى محامي المدعين أي أسئلة، فبدأ فريق الدفاع أسئلته. أشار محامي الدفاع العجي إلى أنّ P35 أخبر المحكمة [أنه] عمل في مشفى في دمشق في مطلع عام [حُجب الزمان]. أراد العجي أن يعرف إن كان P35 يستطيع أن يضيّق النطاق أكثر ويربط بين بداية [عمله] هناك وبين رأس سنة 2012. قال P35 إنه ربما بدأ العمل في أواخر عام 2011.
أشار محامي الدفاع بون إلى أنّ الشاهدَ سُئل عن المشافي التي عمل فيها علاءٌ فذكر الشاهدُ حمص. تساءل بون إن كان يعرف P35 مشفى [حُجب الاسم] فردّ P35أنّ هذا كان لا بُدّ المشفى الذي عمل فيه علاء في محافظة حمص [استعان P35 بالمترجم الشفوي الذي ترجم ”محافظة“ إلى ”قطاع Bezirk“]. استحضر بون أنّ P35عدّد بعض مناقب علاء وخصاله الحسنة، وأراد أن يعرف إن كان يعرف شيئًا عن مثالِب علاء وخصاله السيئة. قال P35 إنّ علاءً كان يحب التباهيَ والتّبجّح، وقد يثور ويسخط أحيانًا، ولكنه ما يلبث إلّا دقائق معدودة حتى يعود إلى رُشده. ذكر بون الكلمة المفتاحية ”سادية“ وطلب من P35 أن يعقّب عليها. أنكر P35 [أن تكون إحدى خصال علاء] وتدخّل المترجم الشفوي ليترجم الكلمة خطأ إلى ”يستعمل العنف“، فخطّأه P35 قائلًا إنّ معناها ليس كذلك، بل ”الذي يستلذّ بالتعذيب“. ثم سأل بون عن شخص يدعى [حُجب الاسم]، وسرد P35ما يعرفه عنه.
سأل رئيس المحكمة القاضي كولر إن كان يعرف P35 أين قضى رأس السنة في أعوام عدة وعدّد أعوامًا قبل 2012 وبعده، فلم يتذكر P35. تساءل كولر كيف تذكّر P35رأس سنة 2011 - 2012 تحديدًا، فردّ P35 بأنه تمكّن من أخذ عطلة آنذاك ولذلك تذكرها. تعجّب كولر من تذكّر P35 ذلك بشكل عفويٍّ بعدما سأله العجي عنها، رغم أنّ P35 لَم يتطرّق لذكرها حينما سأله كولر إن كان يودّ تصويب شيء ما أو إضافته. تساءل كولر إن تواصل P35 مع العجي أو امرأة علاء بعد الجلسة السابقة، فنفى P35 ذلك. بعد أخذٍ وردٍّ مع الشاهد، انتهى القضاةُ إلى أنّ الشاهدَ لا يستطيع تحديد الوقت الذي بدأ فيه [عمله] بدقة. سأل كولر الشاهدَ إن كانت لديه شهاداتٌ - غير مزوّرة - تبيّن وقت عمله في المشافي بشكل أدق، فنفى P35 ذلك.
في ختام الجلسة، شكر رئيسُ المحكمة الشاهدَ لحضوره وأعلن انتهاء استجوابه، ثم صرفه.
رُفِعت الجلسة في الساعة 3:16 بعد الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 22 آذار / مارس 2024.
اليوم الثاني والعشرون بعد المئة - 22 أذار / مارس 2024
في يوم المحاكمة هذا، مَثَل في المحكمة المترجمُ المحلف، السيد أحمد فرّاج [شقيق المترجم الشفوي المتوفى] بصفته خبيرًا لغويًّا. عُرضت على الشاشات وثيقةٌ قدّمها العجي إلى المحكمة في 5 حزيران / يونيو 2022 وتفصّلُ تأجيلات علاء للخدمة العسكرية. وترجم الخبيرُ اللغوي محتواها من العربية إلى الألمانية.
أراد المتهم أن يوضح أمرًا ما، ولكن رئيس المحكمة كولر أخبره أنّ الوقت الآن متاح للأسئلة فحسب، وأنّ عليه إرجاءَ توضيحه إلى آخر الجلسة.
عُرضت بعد ذلك ثلاث مقالات [حُجبت المعلومات] من موقع زمان الوصل الالكتروني، وترجمها السيد فرّاج من العربية إلى الألمانية.
بعد الانتهاء من الترجمة، صُرف الخبيرُ اللغوي ومُنح المتهمُ المجال ليوضّح ما عنده. قال علاءٌ إنّ الوثيقة ذكرت أنه كان متخلفًا عن السَّوْق في أيار / مايو 2013، لأنه تأخر في التأجيل، إذ كان يعمل في المشفى وكان حماهُ طريحَ الفراش فيها، فشُغل به وتأخّر في إرسال ورقة التأجيل إلى أبيه الذي غضب وقتها لأنه دفع غرامة تأخير. ووضّح علاءٌ أنه رفض الانتقال إلى مشفى حرستا وهدّده آنذاك طلال محلّا بإرساله إلى السجن. أشارت القاضية كريفالد إلى أنّ الوثيقة تذكرُ أنّ تأجيل علاء أُلغي في أيار / مايو 2012، فردّ علاءٌ بأنه ربما تأخر حينها بتقديم ورقة للتأجيل لأنه كان وقت حرب.
في ختام الجلسة، شارك رئيسُ المحكمة القاضي كولر آخر المستجدّات بخصوص استدعاء [حُجب الاسم] للشهادة. قال كولر إنّ المحكمة ما زالت تحاول التواصل مع الشخص المذكور في مكان إقامته والتوصّل إلى عنوانه. ولكن آخر ما انتهى إلى عِلم المحكمة هو أنه يرفض الإدلاء بشهادته سواء في المحكمة أو عن طريق مكالمة فيديو. أبدى المتهمُ استغرابه من رفض ذلك الشخص الشهادة، فقال رئيسُ المحكمة إنّ المشكلة تكمن في أنه لو كان الشاهد خارج ألمانيا، فإن المحكمة لا يسعها سوى أن تطلب منه الإدلاء بشهادته [أي أنها لا تستطيع إجباره على ذلك].
رُفِعت الجلسة في الساعة 11:30 صباحًا.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 15 نيسان / أبريل 2024.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.