1 min read
داخل محاكمة علاء م #57: أواثقٌ من ذلك؟

داخل محاكمة علاء م #57: أواثقٌ من ذلك؟

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السابع والخمسون

تاريخ الجلسة: 10 و 12 تشرين الأول / أكتوبر 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة السابع والخمسون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليومين الخامس والتسعين والسادس والتسعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. استُكمل في اليوم الأول استجواب الشاهد P25. حينما عرض عليه القضاةُ مخططًا توضيحيًّا يُفترضُ أنه رسمه خلال استجواب الشرطة، أنكر الشاهد أنه من رسمه. سأله القضاةُ أيضًا عن الجثث في مشفى حمص العسكري والأماكن التي كانت تُنقل منها. ثم عُرض مقطع فيديو يُفترض أنه التقط داخل المشفى وسُئل الشاهد عنه. بعد ذلك استُجوب الشاهد عن زميلَيه ومدى تواصله بهما وما سمعه منهما عن وقائع حدثت في المشفى وتتعلق بالقضية المرفوعة ضد المتهم. واختُتمت الجلسة باستجواب من فريق الدفاع.

في يوم المحاكمة التالي، مَثَل السيد كيسيل، وهو ضابطٌ في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني، في المحكمة ليُوضّح تفاصيل الاستجواب الذي أجراه مع الشاهد P25. وضّح السيد كيسيل ظروف الاستجواب وأجاب عن أسئلة القضاة والدفاع التي تمحور معظمها حول مقارناتٍ وازنوا فيها بين أقوال الشاهد P25 في استجواب الشرطة وبين إفادته في المحكمة. أكّد السيد كيسيل أن P25 كان من رسم المخطط التوضيحي أثناء الاستجواب ووصف الشاهد بأنه كان متحفّظًا.

أبرز النقاط:

اليوم الخامس والتسعون - 10 تشرين الأول / أكتوبر 2023

استُؤنف في هذا اليوم استجواب الشاهد P25 الذي دخل قاعة المحكمة تُرافقُه محاميتُه، بخلاف يوم شهادته الأول. [ملاحظة: أدلى الشاهد بإفادته متحدثًا باللغة الألمانية. تكرّر أن لبث برهة يتفكّرُ مليًّا قبل الإجابة عن الأسئلة. وكان جُلُّ إجاباته مقتضبًا.] طلب القضاةُ منه في بداية الجلسة أن يصف مبنى مشفى حمص العسكري وبعض الأقسام فيه، وخصّوا قسم الطوارئ بالسؤال. تذكّر P25 بعض التفصيلات ونسي أخرى. سَلَّم رئيس المحكمة كولر بأن حقبة من الزمن مضت منذ وقوع تلك الأحداث، ولكنه طلب من P25أن يحاول أن يدّكرها ويستذكرها بقدر الإمكان. بعد ذلك، عُرضت في المحكمة صورة أقمار صناعية يُفترض أنها لمشفى حمص العسكري. وعند سؤاله عنها، أقرّ P25 أنّ الصورة عُرضت عليه خلال استجواب الشرطة له وأنّ ما وُسم عليها كان بخطّه. أردف القضاةُ بعرض مخطط توضيحي يُفترض أن P25 رسمه خلال استجواب الشرطة له. وبعد أن شرح P25 المخططَ التوضيحي، سأله القضاةُ عمّن رسمه. فكّر P25 برهة وظلّ صامتًا. فسأله القضاةُ إذا كان هو من رسمه بنفسه أو إن رسمه أحدٌ ما بناء على تبصرةٍ منه. أكّد P25 مجدّدًا أن الخطَّ خطُّه، ولكن أنكر أنّ الرسمَ رسمُه. وعندما سأله القضاةُ عمّن يُحتمل أن يكون رسمه، ردّ P25 بأن الشرطة قد تكون من فعلت ذلك. قال رئيس المحكمة كولر أنه يتفهّم عجزَ P25 عن تذكّر أمرٍ فنِيَت بعده أعوامٌ عديدة، إلّا أن استجواب الشرطة له لم يمض عليه إلّا نحوٌ من سنتين.

سُئل P25 عن الجثث في مشفى حمص العسكري وشاحنات التبريد فيها، فأجاب أن زملاءه أخبروه عن كليهما. وعندما سأله القضاة عن أسماء زملائه أولئك، لم يستحضر إلا اسمًا واحدًا. أراد القضاةُ أن يعرفوا من أين كانت تأتي الجثث، فعدّد P25 أسماء مناطق قريبة من حمص وأحياء فيها. وعندما سأله القضاةُ عما إذا نُقلت جثثٌ إلى المشفى من حيٍّ معيّنٍ في حمص، ردّ P25 بأنه لا يعلم.

عُرض بعد ذلك مقطعا فيديو يُفترض أنهما يُظهران مشاهدَ صُوِّرت داخل مشفى حمص العسكري. أشار P25 إلى أحد المباني التي ظهرت في الفيديو ورجّح أن يكون السجن. حوّل القضاة مسار الاستجواب إلى موضوع آخر، وأرادوا أن يعرفوا تفاصيل عن تواصل P25 مع P15 وشخص آخر. قال P25إنه لم يكن تواصلًا بحق، بل اقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي كـ فيسبوك، وأكّد أنه لم يتواصل معهما خلال السنوات الماضية. تساءل القضاةُ عما إن تواصل P25 مع نشطاء حقوق الإنسان، فأقرّ P25 بذلك. وعندما استفسر القضاة عما إن كان أنور البني أحدهم، نفى P25 ذلك. أراد القضاةُ أن يعرفوا متى سمع P25 أول مرة عن القضية المرفوعة ضد علاء وكيف علم بها، أجاب P25 أن زملاءً له، أطباءَ عربًا كانوا يعملون معه، أخبروه عن الأمر.

سأل القضاةُ بعد ذلك عن الأماكن التي عرّج عليها P25 بعد تركه لمشفى حمص العسكري وحتى مغادرة سوريا. وضّح P25 أنه عمل في مشفى مدني بعدما ترك مشفى حمص العسكري إلى أن تدمّر ذلك المشفى. ثم أبدى القضاةُ اهتمامهم بالتحقيق الذي أجرته المخابراتُ في سوريا مع P25 وسألوه عن ظروفه وحيثياته. قال P25 إن المخابرات حققت معه وسمحوا له بالرجوع إلى بيته في نفس اليوم، وإنه لم يعد "يثق" بالبقاء في سوريا فغادرها مع عائلته. استفسر القضاة عما عناه بقوله "لم يعد يثق"، فوضّح P25 أنه كان قلقًا من أن تعتقله المخابرات كما فعلت مع زملائه. أراد القضاةُ أن يعرفوا التهم التي وجّهتها إليه المخابرات، فأجاب P25 بأنه اتُّهم بمعالجة جنود منشقين إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بالمظاهرات في حمص. سأل القضاةُ إن كانت معالجةُ معارضي النظام محض تهمةٍ أم أنه فعل ذلك حقًّا. أجاب P25 بأنه عالج مدنيين لا عسكريين. سأله القاضي إن كان يعني متظاهرين، فأقرّ P25 بذلك مؤكّدًا مجدّدًا أنهم كانوا متظاهرين مدنيين. ردّ رئيس المحكمة القاضي كولر بأنه لم يكن يوجّه اتهامات إلى P25 حين سأله عن الأمر، فلكل الناس الحق بالعلاج، مدنيّين كانوا أم غيرهم.

ختم القضاةُ استجوابهم بأسئلة تمحورت حول أحد زملاء P25 في مشفى حمص العسكري. وأرادوا أن يعرفوا بادئ بّدءٍ إن سمع بشجار حصل بين علاء وذلك الشخص، ولكن P25 نفى عِلمه بذلك. أراد القضاة أن يعرفوا إنْ كان ذلك الشخص متديّنًا، فردّ P25 بأن ذلك الشخص لم يكن متديّنًا كثيرًا. استوضح القضاة إن كان ذلك الشخصُ يصلي ويصوم رمضان، فأقرّ P25 بذلك. سأل القضاةُ عن كيفية تعامل ذلك الشخص مع الآخرين، على سبيل المثال، إن كان يأمر آخرين بأمور معيّنة أو إن سمع P25 من أحدهم أن ذلك الشخص كان يفعل ذلك، فنفى P25 ذلك. تساءل القضاةُ إن كان P25 على عِلم بما إذا ساعد ذلك الشخصً المعارضةَ بصفته طبيبًا، فنفى P25 عِلمه بذلك وأضاف أنه يعرف أن كثيرًا من أقارب وأصدقاء ذلك الشخص اختفوا أو توفوا.

بعد استراحة قصيرة، حان دور فريق الدفاع لإثارة أسئلته. استحضر محامي الدفاع بون أنه وفقًا لمحضر استجواب الشرطة، لم يتلقّ P25 مساعدةً من مترجم شفوي. تساءل بون إن كان ذلك بناء على رغبة شخصية، فأكّد P25 ذلك. سأل بون عن مبنى السجن، ومستندات P25، وتواتر لقائه مع علاء. ثم سأل بون عن شخص يُفترض بأنه كان زميلًا سابقًا لـ P25 - واستعان بعلاء لنُطق اسمه في المحكمة - مشيرًا إلى أن P25 ذكر في محضر الاستجواب أنه سمع من زميلَيه أن ذلك الشخص كان من أجرى عمليةً جراحيةً لمريض دون تخديره، ولكن P25 لم يكن يتذكر ذلك. حاول محامي الدفاع العجي أن يسأل بضعة أسئلة، ولكن لم يجد معظمُها سبيلًا إلى P25 لأن القضاةَ عَدّوها اجترارًا لأسئلة أُجيب عنها سابقًا.

أثار المتهمُ علاءٌ عدة أسئلة تتعلق بنقطتين اثنتين: إحداهما دارت حول من كان ينتهي إليه أمرُ تحديد الذي عليه الذهابُ إلى السجن، والأخرى عمن كان يقوم بالجولات الطبية وفحص المرضى. وبينما كان يشرح P25 عن فحص المرضى المكبلين، إذ قال بأنه كان يسمع صراخهم لأن غرفتهم كانت بجانب غرفة الأطباء. فاستوقف رئيس المحكمة الشاهدَ وطلب منه سرد مزيد من التفاصيل. قال P25 إن الصراخ كان بسبب إساءة معاملة المرضى، فذهب حينها إلى الغرفة ووجد الحارس يضرب مريضًا بأداة، فطلب منه P25 التوقُّفَ وأخبره أن ما يقومُ به يُفعلُ في إداراتٍ أخرى [إشارةً إلى أفرع المخابرات] أما هذا المكان فهو مخصصٌ للعلاج. سأل كولر عما إن توقف الحارس عن الضرب، فأجاب P25 نافيًا وقال إن الحارس لم يأبه لكلامه. وأضاف أنه ذهب شاكيًا في اليوم التالي إلى رئيس الأطباء المقيمين الذي أخبر P25ألّا يتحدّث عن الأمر.

وبانقضاء الأسئلة، شكر رئيس المحكمة كولر الشاهدَ متمنيًا له ولأهله في سوريا الخير، ثم رفع الجلسة.




اليوم السادس والتسعون - 12 تشرين الأول / أكتوبر 2023

مَثَل في المحكمة هذا اليوم السيد كيسيل، وهو محقق في مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني، وطُلب منه أن يقدّم تفاصيل عن الاستجواب الذي أجراه مع P25. في البداية، أراد رئيس المحكمة القاضي كولر أن يعرف كيف عثر مكتب الشرطة على الشاهد، فقال P25 أن المتهم تلقى رسالتين على رقم هاتف ذُكر في إحداهما مشفى حمص العسكري، وكان هناك قائمة بأسماء أطباء برز بينهم اسم P25. وضّح السيد كيسيل أنه تواصل مع P25 وطلب منه أن يقدم إفادة بخصوص القضية. وحين ألقى نظرة على ملف طلب اللجوء الذي قدّمه P25 إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وجد فيه ملخصًا لسيرته المهنية والمشافي التي تنقّل بينها إلّا أن أسماءها لم تكن ضمن الملف.

أراد القضاةُ بعدها أن يعرفوا بشكل عام ظروف الاستجواب ومن كان حاضرًا فيه. قال السيد كيسيل إن الاستجواب جرى في مكتب الشرطة بحضور زميله الضابط إضافة إلى الشاهد، واستمر خمس ساعات ونصف. أضاف السيد كيسيل أن لغة P25 الألمانية كانت جيدة وأن P25 قال إنه لا يحتاج إلى مترجم شفوي. تعقيبًا على تلك المسألة، أراد القضاةُ أن يعرفوا ما إذا عجز P25 عن فهم أمورٍ أو أثار أسئلة تعقيبيّة. قال السيد كيسيل إن P25 كان يفهمه وزميلَه، وأشار إلى أن P25 استخدم هاتفه المحمول لترجمة بعض المصطلحات التي لم يفهمها. وردًّا على سؤال القضاة عن الأمر، وضَح السيد كيسيل أن P25 لم يكن متعبًا وقُدّمت إليه حلوياتٌ وماء، وأنه قرأ محضر الاستجواب بنفسه - لأن لغته الألمانية كانت جيدة - قبل أن يوقع عليه.

استرسل القضاةُ في السؤال عن التفاصيل التي ذكرها P25 في إفاداته السابقة أثناء استجواب الشرطة، وقارنوا بينها وبين ما شهد به في المحكمة. أحال القضاةُ إلى محضر استجواب الشرطة حيث ذَكَر P25 اسم طبيب يُزعم أنه أجرى عملية جراحية لمريض دون تخديره، وفقًا لما أخبره به زميلاه آنذاك. أشار القضاةُ إلى أن P25 أفاد في المحكمة بأنه لم يقل ذلك، خلافًا لما ذُكر في المحضر. ردّ ضابط الشرطة بأنه إنْ كان ذلك مدوّنًا في المحضر، فمرجحٌ أن P25 قاله، مشيرًا إلى أن P25 قرأ المحضر وصوَب بعض الأخطاء فيه. أحال القضاةُ إلى موضعٍ آخرَ في المحضر سرد فيه P25 أسماء المشافي التي عمل بها، وتساءلوا عن مشفى عسكري مذكور بعد مشفى حمص العسكري لم يذكره P25 في شهادته أمام المحكمة. لم يتذكر السيد كيسيل الحديث عن ذلك المشفى وخلط بينه وبين مشفى آخر. استطرد القضاة بالسؤال عن وقائع أخرى تتعلق بإساءة المعاملة في مشفى حمص العسكري، لا سيما تلك التي تتعلق بالمتهم علاء والتي ذكرها P25 في إفادته للشرطة. بيّن السيد كيسيل أن P25 أفاد بأنه لم يشاهد علاءً يسيءُ معاملة مرضى، بل سمع عن ذلك فحسب.

عُرضت بعد ذلك صورةٌ للمخطط التوضيحي الذي يُفترض أن P25 رسمه خلال استجواب الشرطة، وسأل القضاةُ إن كان P25 هو من رسمه أم شخص آخر. ردّ ضابط الشرطة بأن P25 كان من رسمه عقب إعطائه قلمًا وورقة.

ذيَل محامي الدفاع بون الجلسةَ بأسئلة طفيفة من فريق الدفاع، كان من بينها سؤالٌ عما إذا أبدى الشاهدُ قلقه حيال عائلته في سوريا أثناء استجواب الشرطة له. فنفى السيد كيسيل ذلك وأضاف أن P25 كتومًا متحفّظًا. أشار بون إلى أن P25 ذَكَر أسماء أطباء يُزعم أنهم ارتكبوا إساءات، وأراد أن يعرف إنْ كان يستطيع السيد كيسيل أن يخمّن السبب. ردّ السيد كيسيل بأن ذلك سيكون مجرّد ظنٍّ وتكهنات. في ختام الجلسة، شكر رئيس المحكمة كولر ضابط الشرطة على تحضيره الحَسَن ثم رفع الجلسة.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.