1 min read
داخل محاكمة علاء م #56: فلانٌ وعَلّان

داخل محاكمة علاء م #56: فلانٌ وعَلّان

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السادس والخمسون

تاريخ الجلسة: 5 تشرين الأول / أكتوبر 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة السادس والخمسون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع والتسعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. كُرِّس يومُ المحاكمة هذا لاستجواب شاهد جديد، وهو P25. ولِكَونِه زميلًا سابقًا لـعلاء، طُلب منه أن يُقدّم تفاصيل حول الوقت الذي قضاه في المشفى العسكري في حمص، وإساءة معاملة المرضى، وطبائع علاء، وأي معلومات أخرى استطاع تذكرها. وقد دفعت الإجاباتُ المقتضبة وغيابُ التفاصيل رئيسَ المحكمة إلى الاستفسار عن عائلة الشاهد في سوريا، بسبب تجاربَ سابقةٍ خلال المحاكمة مع ترهيب الشهود. ولم يتضح بعدُ ما إذا تعرّض الشاهدُ شخصيًّا للتهديد. إلّا أن P25لم يزود المحكمة بتفاصيل ولم يتذكر من فَيض الأسماء العديدة إلّا غَيضًا. وتوسّع في سرد وقائعَ تتعلقُ بإساءة معاملة المرضى ولكنه أوضح أن جُلَّها كان إشاعات. وأكّد P25أنه لم يرَ علاءً يقترف إساءاتٍ خلا القَذْعِ بالإهانات اللفظية.

أبرز النقاط:

اليوم الرابع والتسعون - 5 تشرين الأول / أكتوبر 2023

مَثَل هذا اليوم شاهدٌ جديدٌ أمام المحكمة. P25 هو زميلٌ سابقٌ لـعلاء أوضح أنه خضع للتدريب الطبي التخصّصي الإلزامي في المشفى العسكري في حمص. وقال إنه مضى إلى حمص في شباط / فبراير 2011 وعمل في المشفى نحوًا من عامٍ التقى فيه علاءً بشكل منتظم. وحين سُئل عن سبب مغادرته المشفى، أجاب P25 بأن ”الحال أصبحت سيئة للغاية“. أثار القضاةُ عدةَ أسئلةٍ تتعلق بتفصيلاتٍ تحاشاها الشاهدُ تارةً أو ردّ عليها بأسئلة توضيحية تارةً أخرى. قاطع رئيسُ المحكمة القاضي كولر الشاهدَ P25 وسأله عما إذا كانت عائلته لا تزال في سوريا، وهو ما أقرّه الشاهد. أشار القاضي كولر إلى أن العديد من الشهود تلقَّوا تهديدات من النظام السوري، ولكنه أكّد لـ P25أنه ”لم يُصِب أحدهم مكروه حتى الآن“. وأوضح القاضي كولر أنه رغم عجز السلطات الألمانية عن توفير الحماية خارج ألمانيا، إلا أن على المحكمة أن تستَجْلِيَ حقيقةَ ما جرى، وطلب من الشاهد أن يُدليَ بتفاصيل ما يتذكره. لم يسترسل القاضي في السؤال عمّا إذا كان قد تلقى الشاهدُ تهديداتٍ شخصيًّا، ومضى في الاستجواب. كانت أجوبةُ الشاهد جدّ مختصرة طيلة الجلسة، ولم يتمكن من تذكّر تفصيلاتٍ وأسماءٍ سوى أسامة وشعيب النقري إضافة إلى علي الحسن الذين ذكرهم مرات عِدّة. وذكر اسمَي زميلَين آخرَين تلقى منهما معلومات في ذلك الوقت، ومَثَل أحدُهما أمام المحكمة في جلسات سابقة، وكان P15. وضّح الشاهدُ مرارًا أن الدهر أكَل على كلّ تلك الأمور وشرب، وتساءل إذا كان بمقدور القضاة أن يزوّدوه بأسماء لمساعدته على استحضار ذكرياته. وعندما ذَكر القضاةُ اسمَي P12و P18، أكّد الشاهدُ أنه يعرفهما. بّيْدَ أنّ الشاهدَ لم يقدم من التفاصيل إلّا الزهيد، ولم يتذكر معلومات إلّا عندما سُئل عن وقائعَ معينةٍ بشكل مباشر.

أفاد الشاهدُ أنه سمع بعض القصص عن علاء من زميلَين له في المشفى. وعندما سُئل عن إساءة معاملة المرضى التي شهدها بنفسه، قال إنه لا يمكنه استحضار غير حدثٍ واحدٍ طُرِحَ فيه مريضٌ أرضًا في غرفة الطوارئ. ولكن الشاهدَ تحدث طَوال الجلسة عن خمسة مواقف مختلفة على الأقل، ولم يذكرها سابقًا. ولذا يبدو أنه لم يكن يظنّ أن هذه الأحداثَ سوءُ معاملة. في إحدى الوقائع التي ذكرها P25، أراد شخص في المشفى أن يخيط جرحًا بغرز جراحية دون تخدير، ولكنه لم يتذكر من كان ذلك الشخص. وعندما سُئل عن الأمر، أفاد أن الشخص لم يكن علاءً، وتذكّر أن بعض المرضى كانت لديهم ندوب حروق من السجائر. وذكر الشاهدُ أن مريضًا آخر كان بحال جيدة ونُقل إلى المشفى ولكنه توفي هناك. تساءل القضاة عما إذا كان الشاهد على عِلمٍ بسبب الوفاة، ولكنه نفى ذلك. وعند سؤاله عما يمكن أن يكون قد سبّب الوفاة، أوضح P25 أنه سمع عن الحَقْن بالبوتاسيوم في إحدى الحالات، ولذلك افترض أن هذا قد يكون سببَ الوفاة في الحالة التي سمع عنها. ومع ذلك، لم يستطع P25 تذكُّر الذي حَقَن.

أبدى القضاة اهتمامهم بأي شيء يعرفه P25 عن علاء بالذات، فقال P25إنه سمع عن قصة زُعم فيها أن علاء حرق أعضاء تناسلية لمريض. وأشار إلى أن P15 وزميلًا آخر أنبآهُ عن الأمر كلًّا على حدة. وعندما سأله القضاة عن الواقعة، لم يتمكن P25 من تقديم تفاصيل حول زمانها ومكان حدوثها أو أي معلومات أخرى تتعلق بها. وعندما أراد القضاة أن يعرفوا ما إذا كان على علم بأحداث أخرى تتعلق بـعلاء، بدا الشاهدُ قلقًا متزعزعًا وتساءل عما إذا كان مُلزَمًا بالإجابة عن هذا السؤال [ملاحظة: لم يُمثّل الشاهدَ محامٍ.] أبلغه القاضي أنه ملزمٌ بالإجابة عمومًا، وأن عليه أن يجيب بصدق إلّا إذا كان سيُجرّم نفسه. فأوضح P25 أن العديدَ من التقارير كانت على الإنترنت. وحين سأله القضاةُ عما إذا اكتسب كل معلوماته من التقارير الموجودة على الإنترنت، نفى الشاهدُ ذلك وأوضح أنه عَلِمَ بالتفاصيل ”من أشخاص“. أشار P25 مراتٍ عِدَّة إلى التقارير على الإنترنت، ولكنه أكّد أنه أفاد بما كان يُتداول في المشفى. أعرب القضاةُ عن امتنانهم لتمييزه بين هذين المصدرَين. وبعد المزيد من الأسئلة عن كيفية علمه بالأحداث، واصل P25 ردوده الموجزة دون تقديم تفاصيل.

تحوّل القضاةُ إلى موضوع بيئة العمل والظروف التي تخلّلتها أيّامَ عمله في حمص. وطُلب من P25 أن يصف ظروف المعتقلين والمساحة المتاحة لهم في السجن. أجاب P25 أنه كانت هناك مساحة للمعتقلين، لكنه لم يستطع أن يُبَيّنَ شيئًا عن ظروفهم. وعندما سُئل عمن كان المسؤولَ عن السجن أجاب بأنه لا يعرف. فسأله القضاةُ مباشرة عما إذا كان يعرف أبا حسن. فكّر الشاهدُ مليًّا ثم ردّ بأنه لا يعرفه. وردًّا على سؤال القضاة، قال P25 إن بعض الأطباء كانوا يُبتَعَثون إلى مهمات خارجية، لكنه لم يرَ علاء بينهم. ولم يؤكد P25 أن علاء كان مؤيدًا للنظام، بل وصفه بأنه ”كان مناوئًا للمتظاهرين، لكنه كان ضحية للنظام الذي كان يهدف إلى نشر الكراهية بين الناس“. أفاد P25 أنه المخابرات استجوبته وأنه أُمر أن يراجع كبيرَ الأطباء بعد أن جاهر بمعارضته لمعاملة المرضى تلك. وبشكل عام، لم يشهد P25  علاءً يسيء معاملة أي شخص خلا القَذْعِ ببعض الشتائم.

أراد القضاةُ أن يُلِمّوا أكثر بشخصية علاءٍ ويتبصّروا طبائعَه، فوضّح P25 أنهما لم يكونا في نفس القسم أو ثُلّة الأطباء، ولكنه كان يعمل مع علاء كلّ يومين أو ثلاثة. إلّا أنه رغم هذا التواصل المتواتر، استطاع P25 بالكاد أن يُدليَ بمعلومات حول شخصية علاء ومظهره وسلوكه. عُرضت على P25 ثلاث صور تعرف فيها على أسامة النقري وعلاء وعلي الحسن. وعاينت المحكمةُ عدة مقاطع فيديو من ملف القضية مع الشاهد الذي أكّد أن المقتطفات المعروضة تشبه المشفى العسكري في حمص، ولا سيما اللقطات التي تُظهر مرضى محتجزين ومعصوبي الأعين، وهو ما كان أمرًا طبيعيًّا آنذاك.

شكر القضاةُ الشاهدَ وطلبوا منه أن يُعاود الحضورَ في الجلسة التالية، وأبلغوه أنهم يَنْوُون الانتهاءَ في ذلك اليوم، وأخبروا جميع الأطراف الأخرى أن عليهم إعداد أسئلتهم لتلك الجلسة.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.