1 min read
داخل محاكمة علاء م #55: فهمُ النزاع السوري .. والناس راجعة

داخل محاكمة علاء م #55: فهمُ النزاع السوري .. والناس راجعة

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الخامس والخمسون

تاريخ الجلسة: 18 و 19 أيلول / سبتمبر 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الخامس والخمسون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثاني والتسعين والثالث والتسعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في بداية الجلسة الأولى هذا الأسبوع، طلب رئيس المحكمة من فريق الدفاع أن يلخّص ما يراه مشكلًا في التقارير المنشورة على موقع مركز أنور البني حتى تتم ترجمته. وبعدها استُكملت معاينةُ وترجمةُ الجزء الأخير المتبقّي من المقابلة التي أجرتها الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) مع P15.

في يوم المحاكمة التالي، مّثَل الخبير د. شتاينبيرج ليُدلي بإفادته في المحكمة. تبحّر د. شتاينبيرج في شرح تفاصيل في السياق السوري والتي كانت تتعلق بمجريات المحاكمة. شرع د. شتاينبيرج في إعطاء خلفية عن تاريخ سوريا السياسي، والشخصيات المقرّبة من بشار الأسد في السلطة. ثم شرح د. شتاينبيرج تفاصيل عن الخلية المركزية لإدارة الأزمة في سوريا، وأردفها بشرحٍ مستفيض عن أجهزة المخابرات المختلفة في سوريا والمشافي العسكرية ومراكز الاعتقال والسجون العسكرية مبيّنًا وظائفها والذين تعاقبوا على إدارتها وغير ذلك من التفاصيل الكثيرة. وبعد انتهاء المحاضرة ذات المعلومات الغزيرة، أجاب د. شتاينبيرج عن أسئلة أطراف القضية التي تمركزت حول تفصيلاتٍ أوردها شهود خلال شهاداتهم في المحكمة.

أبرز النقاط:

اليوم الثاني والتسعون - 18 أيلول / سبتمبر 2023

في مُستهلّ جلسة هذا اليوم، أخبر رئيس المحكمة كولر محاميَ الدفاع بون أن محتوى تقارير مركز أنور البني الخمسة التي قدّمها إلى المحكمة كبير، فاقترح كولر على بون أن يتباحث هو وزميلُه العجي تلك التقارير ويخبراه لاحقًا إن كان فيها ما يُشكل ليتم ترجمة ذلك الجزء تحديدًا. وُزّعت بعد ذلك نسخٌ من تقرير للخبيرة في السياق السوري، لاورا تورمان، على أطراف القضية، وأخبر كولر المتهمَ علاء أنه في حال لم يفهم النسخة الألمانية التي معه، فعليه أن يخبر المحكمة بذلك حتى يطلب كولر من مترجم المتهم الشفوي أن يترجمها له.

عُرض في المحكمة بعد ذلك فيديو المقابلة التي أجرتها الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) مع P15 لكي تُستأنف معاينتُه وترجمتُه. سُئل P15 عن الجثث في المشفى وإصدار شهادات الوفاة فيها. ثم سُئل P15 عن دفتر الخدمة العسكرية والمعلومات التي تُدوَّن فيه وكيفية استخراجه وغير ذلك. ونفى P15 حيازته لأدلة كوثائقَ أو صورٍ ترتبط بالقضية المرفوعة ضد علاء. وبعد ذلك، ذُكرت أسماءٌ لأشخاص وطُلب من P15 أن يحكيَ ما يعرفه عنهم. وعندما سُئل إن كان يعرفُ أحدًا قد يكون لديه معلومات بخصوص القضية ضد علاء، سمّى P15بعض الأشخاص.  في ختام المقابلة وردًّا على طلب محقق الآلية، أقرّ P15 بصحة أقواله وبموافقته على أن تُشارك الآلية المقابلةَ مع الجهات المعنية إن لزم الأمر. ولمّا لم يكن لدى أحدٍ من أطراف القضية سؤالٌ عن المقابلة، رفع رئيس المحكمة الجلسة. وبهذا انتهت معاينةُ المقابلة وترجمتُها التي امتدّت لأربع جلسات.



اليوم الثالث والتسعون - 19 أيلول / سبتمبر 2023

في جلسة هذا اليوم، مَثَل د. جوديو شتاينبيرج في المحكمة ليدلي بشهادته بصفته خبيرًا في السياق السوري. بدأ د. شتاينبيرج الجلسة بالتعريف عن نفسه وأعطى نبذة عن سيرته الشخصية والمهنية. فهو مختصٌّ بالدراسات الإسلامية وخبيرٌ فيما يُسمّى بالإرهاب الدَّولي والإسلامويّ، وعمل مستشارًا في المستشارية الاتحادية الألمانية في هذا المجال، ويعمل حاليًّا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين. [ملاحظة: يتحدث د. شتاينبيرج العربية بطلاقة، ودرس في جامعة دمشق، وعاش في سوريا، وهذا ما يعزّز من موثوقية الخبير.] قبل أن يشرع د. شتاينبيرج في إلقاء محاضرته، أراد محامي الدفاع إندريس أن يعرف ما إذا هَدّد د. شتاينبيرج إسلاميّون، وهو ما أقرّه د. شتاينبيرج.

استهلّ د. شتاينبيرج محاضرته بتسليط الضوء على تاريخ سوريا السياسي وتقلُّدِ حافظ الأسد للسلطة في البلاد التي أورثها ابنَه بشار. قال د. شتاينبيرج إنه كانت لبشار عُصبةٌ من أقاربه مقرَّبةٌ إليه، وكانوا من الطائفة العلوية، كأخيه ماهر وابنَي خاله رامي وحافظ مخلوف وصهره آصف شوكت. وإضافة لذلك، كانت هناك عُصبةٌ أخرى من أشخاصٍ موالين له ومقرّبين منه، جُلُّهم من العلوية، إلّا أن منهم أشخاصًا من أقليات أخرى ومن السنة، كهشام بختيار وعلي مملوك، الذي شبّهه بـ أفريل هاينيس، وجميل حسن ورستم غزالة. أضاف د. شتاينبيرج أنه يواجه أحيانًا ضبابية في تحديد الهرمية بين بعض الأفراد، وقال إن البيروقراطية في الأجهزة في سوريا اقتبست كثيرًا من الحزب النازي.

وبعد ذلك، مضى د. شتاينبيرج للحديث عن الخلية المركزية لإدارة الأزمة ومهامّها وأعضائها ومن هلك منهم في التفجير الذي استهدفها. استعان د. شتاينبيرج بوثائق من لجنة العدالة والمساءلة الدولية لتحديد الهرمية بين الأفراد والأجهزة في سوريا إضافة إلى مهامّ كلٍّ منهم. وأشار إلى أنه سمع كلامًا عن إمكانية أن يأمر ضابطٌ ذو رتبة معينة ضابطًا يعلوه في الرتبة، إلّا أن هذا هُراءٌ فارغٌ وفقُا لـ د. شتاينبيرج. [ملحوظة: يبدو أن د. شتاينبيرج كان يشير هنا إلى محاكمة كوبلنتس حيثُ زُعم كثيرًا أن العقيد حافظ مخلوف كان لديه سلطة آمرةٌ حتى لمن هو أعلى منه رتبة. وأشار د. شتاينبيرج إلى محاكمة كوبلنتس في محاضرته. وإن كان هذا هو الحال، فيكون في الأمر نظرٌ: فمن ناحية، زُعم في محاكمة كوبلنتس بأن أنور ر. لم يكن يتمتع بنفس السلطة التي كان يتمتع بها مخلوف، على الرغم من أن لدى كليهما الرتبة ذاتها. ومن ناحية أخرى، قد يزعم المرء أن للرتب دورًا كبيرًا في المسألة ولكنها ليست العامل الوحيد فيها، فللعلاقات والروابط دورٌ كبيرٌ كذلك. على سبيل المثال، قد لا يكون "للعقيد" مخلوف سلطةٌ على "اللواء" علي مملوك، ولكن قد تكون له سلطة على بعض الشخصيات الأخرى ذات رتب أعلى منه، هَبِ المقصودَ شخصًا غير مملوك.]

وضّح د. شتاينبيرج أن أجهزة المخابرات في سوريا تنقسم إلى إدارة المخابرات العامة والمخابرات العسكرية والمخابرات الجوية والأمن السياسي. وأضاف أنها استعانت بقوات عسكرية - كالفرقة الرابعة - وشبه عسكرية (ميليشيات) في مكافحة المظاهرات. أعطى د. شتاينبيرج معلومات عن الأجهزة بشكل عام ثم تبحّر في تفصيل كلٍّ منها على حدة مبيّنًا القادة الذين تتابعوا على إدارتها، ومهامَّها، وأفرعَها، والعاملين فيها. وعندما استفسر رئيس المحكمة كولر عن الميليشيات شبه العسكرية، أوضح د. شتاينبيرج أنهم كانوا لا يتقاضون إلا البخس من الأموال. فخلص كولر إلى أن الدافعَ لم يكن المالَ بل دعمَ النظام السوري، فأقرّ د. شتاينبيرج ذلك.

وجّه القاضي كولر دفة الحديث إلى موضوع المشافي العسكرية وطلب من د. شتاينبيرج أن يشرح عنها. وكما فعل د. شتاينبيرج في تبيان أجهزة المخابرات، استفاض في شرح المشافي العسكرية كتشرين والمزة وحرستا في دمشق، وغيرها في حلب وطرطوس وحمص التي أسهب في بيان التفاصيل حولها لأنها كانت تتعلق بالمحاكمة. ثم عرّج د. شتاينبيرج على مراكز الاعتقال والسجون العسكرية.

بعدما انتهى د. شتاينبيرج من إلقاء محاضرته التي زخرت بالكثير من المعلومات، أتبع القضاةُ بأسئلة توضيحية. وردًّا على الأسئلة، بيّن د. شتاينبيرج وظائف المشافي العسكرية، وأساليب التعذيب التي تُتَّبع فيها ووردت في إفادات وتقارير عنها. وخصّ بالذِّكر مشفى حمص والمزة وتشرين العسكريين.

بعد استراحة وجيزة، طلب رئيس المحكمة من د. شتاينبيرج أن يقرأ الأجوبة التي أعدّها. يبدو أن أطراف القضية كانوا قد أرسلوا مسبقًا أسئلتهم إلى د. شتاينبيرج ليحضّر أجوبةً عنها. قرأ د. شتاينبيرج كل سؤالٍ على عجالة وأتبع كل سؤالٍ بجواب مفصّل. دارت الأسئلة حول أشخاصٍ أو أماكنَ أو تفصيلاتٍ ذَكَرَها شهودٌ خلال شهادتهم في المحكمة وأراد الأطراف التأكد منها أو معرفة رأي د. شتاينبيرج بها. على سبيل المثال، ذكر أحد الشهود سابقًا خلال شهادته أن سبب اعتقاله كان ببساطة لأنه من مدينة ما وبسبب اسم عائلته المدوَّنَيْن على بطاقة هويته الشخصية. وضّح د. شتاينبيرج أن ذلك ممكن الحدوث وأنه شيءٌ كثيرًا ما سمع عنه، وأن شخصًا ما قد يُعتقل لمجرّد أنه من تلك المدينة وتلك العائلة اللتين كانتا ضد الحكومة السورية.

في ختام واحدة من أطول جلسات المحاكمة حتى يومها، وبعدما تناول د. شتاينبيرج كل الأسئلة التي أُرسلت إليه وأجاب عما تبعها من أسئلة مرتجلة في المحكمة، شكر رئيسُ المحكمة كولر الخبيرَ د. شتاينبيرج على محاضرته المفصّلة والنيّقة ثم رفع الجلسة.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.