1 min read
داخل محاكمة علاء م #53: أساليبُ البني محلُّ سُؤال

داخل محاكمة علاء م #53: أساليبُ البني محلُّ سُؤال

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثالث والخمسون

تاريخ الجلسة: 8 آب / أغسطس 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة الثالث والخمسون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم التاسع والثمانين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. كان هذا اليومُ هو الجلسةَ الأخيرةَ من استجواب الشاهد P19. عُرضت في بداية الجلسة وثائقُ تخص الشاهد وتُرجمت إلى الألمانية. خصِّص هذا اليومُ لأسئلة فريق الدفاع وتخلّلها أسئلة من القضاة. تركّزت أسئلة فريق الدفاع حول وقائع أسلف الشاهدُ ذِكرها في مقابلة أجراها معه مركزُ البني وفي شهادته في المحكمة. كرّس فريقُ الدفاع جُلَّ أسئلتهم لكشف طبيعة التواصل الذي كان بين الشاهد وأنور البني. التقط الشاهدُ لقطات شاشة للمحادثات بينه وبين البني وقدّمها طواعية للقضاة. بدا المتهمُ باسرًا مستاءً وتجسد ذلك في حركات يديه وإيماءات وجهه، فتفهّم رئيس المحكمة أن المتهم يقع تحت وطأة الضغط، إلّا أنه قرّع العجي وزجره لفعله إيماءات مماثلة. سأل رئيس المحكمة شخصين من الحضور إن كانا على صلة بأنور البني، وكان أحدهما مراقب المحاكمة. صرف رئيس المحكمة الشاهد في ختام الجلسة معلنًا انتهاء استجوابه.

أبرز النقاط:

اليوم التاسع والثمانون - 8 آب / أغسطس 2023

شهد يومُ المحاكمة هذا آخر جلسات استجواب الشاهد P19. قبل أن يلجَ الشاهدُ قاعةَ المحكمة، استهل رئيسُ المحكمة الجلسةَ بعرض بضعة وثائقَ باللغة العربية سبق أن سلّمها P19 إلى المحكمة وتعود إلى وقت اعتقاله. وترجمها إلى الألمانية الخبيرُ اللغوي في المحكمة. بعد الانتهاء من معاينة تلك المستندات، طلب رئيس المحكمة كولر من فريق الدفاع أن يصرّح عن سؤاله قبل إثارته في حال تضمّن اقتباسًا من أقوال الشاهد، حتى يتسنى للقضاة الرجوعُ إلى محضر الجلسة المعنية والتأكدُ من صحة الاقتباس ودقته قبل أن يُؤذن بطرحه.

بعد دخول P19 إلى قاعة المحكمة، باشر فريق الدفاع الاستجواب. تصدّر المحامي العجي وهمّ بسؤاله الأول إلّا أن القضاةَ أوقفوه وأشاروا إلى أنهم ما لبثوا أن نوّهوا محامي الدفاع ألّا يثيروا أسئلةً تتضمّن اقتباسات قبل مشاورة القضاة. بعد نقاشٍ حول ما يريد العجي اقتباسه، طلب منه كولر أن يسأل سؤاله بشكل مباشر. [تكرّر وقوع هذا الأمر بين فينة وأخرى، وبعد تباحث الاقتباسات، سمح القضاةُ بطرح أسئلة أحيانًا ومنعوا أخرى]. سأل محامو الدفاع عن تفاصيل لأشخاصٍ أو وقائعَ ذَكَرها P19 في شهادته أو وردت في إفادته خلال المقابلة التي أُجريت معه، ووضّح P19 ما كان فيها من لَبْس.

تمحور جُلُّ أسئلة فريق الدفاع بعد ذلك حول التواصل بين P19 وأنور البني. استحضر المحامي بون ما ذكره P19 سالفًا عن تواصله مع البني في بادئ الأمر ثم تواصله معه مرة أخرى استهلّ فيها حديثه بقوله "أنسيتني؟". أراد بون أن يعرف ما قصده P19 آنذاك. قال P19 إنه اتصل بالبني الذي سأله إن كان على استعداد ليُدلي بشهادته. وعندما ردّ P19 بالإيجاب قال له البني إن على P19 أن ينتظر استجواب الشرطة. وبعدما مضت حقبة من الزمن، تواصل P19 مع البني مرة أخرى عقب سنة وعرّف عن نفسه ثم سأل البني "هل نسيتني؟". أراد بون أن يعرف كيف كان ردُّ فعل البني حينما سأله P19 عن ذلك. قال P19 إن البني أخبره أنه لم ينسه وسيسجّل شهادته ثم ستتواصل الشرطة معه. أراد بون أن يعرف مِن P19 ما إذا أخبره البنيُّ أو الشخصان اللذان أجريا المقابلة معه معلوماتٍ عن سير القضية، فنفى P19 ذلك وقال إن البني سأله ما إذا كان له أهل في سوريا لأن أهل بعض الأشخاص قد تعرضوا للمضايقات. ثم صدح P19في المحكمة أن أناسًا "هنا" [في المحكمة] يسرّبون معلومات للخارج فتحصل مضايقاتٌ للعائلات في سوريا. ذيّل بون بالإشارة إلى أن P19 سُئل في نهاية المقابلة التي أجراها معه مركز البني عما إذا كان يعرف أشخاصًا متضررين وعلى صلة بالقضية ضد علاء، وعما إن كان بإمكانه وصلهم بالمركز. فنفى P19 عِلمه بأشخاصٍ كأولئك أو فِعل ذلك.

انبرى محامي الدفاع العجي لطرح أسئلته وبدأ بالاستفسار عن السبب الذي دفع P19 للتواصل مع أنور البني بالذات. ردّ P19 بأن البني مشهودٌ له عند السوريين بأنه شخصٌ نزيهٌ، ويدافع عن أصحاب الرأي في سوريا، إضافة إلى أنه اعتقل عدة مرات. أراد العجي أن يعرف متى أرسل البني ملخصَ المقابلة وتسجيلَها المصورَ إلى P19، فأجاب الشاهد أنه طلب تسجيل الفيديو خلال الجلسات ليتأكد مما أدلى به، إلا أنه لم يكن يريد تغيير أقواله، وأنه طلب الملخص الكتابي في وقت سابق. أوضح P19 أنه وجد أخطاءً إملائية وسياقية في الملخص، وترتيبًا للأحداث مغايرًا لما ذكره في المقابلة. وشدّد P19على أن ما أفاد به في المقابلة كان مختصرًا وبلا توضيح.

تعمّر وجهُ علاءٍ وبدا عليه الامتعاض، وأشارت القاضية أدلهوخ إلى أنه كان يلوّح بيده ويومئ برأسه، فنوّه رئيس المحكمة كولر إلى أنه قد يتفهّم الإحباط الذي يشعر به علاءٌ والضغط الذي يُثقلُ كاهله، إلّا أنّ ذلك بَدَر كذلك من العجي وهو أمرٌ غيرُ مقبولٍ منه وأمره بالكفّ عن ذلك. تساءل كولر إن كان بإمكان P19 أن يبحث في هاتفه المحمول ويخبر المحكمة عن تاريخ إرسال البني الملخصَ والفيديو إلى P19. أجاب P19 أن بإمكانه فعلَ ذلك، فأعلن كولر عن استراحة.

بعد الاستراحة، أخبر P19القضاةَ باليوم الذي اتصل فيه البني وأرسل الفيديو إليه. أراد رئيس المحكمة كولر أن يتأكد مما إذا شاهد P19 الفيديو في نفس اليوم الذي أُرسل إليه فيه، وهو ما أكّده الشاهد. أشار كولر إلى أن P19 سُئل أسئلة في المحكمة وأجاب عنها، وأراد أن يعرف بشكل محدد ما إذا كانت إجاباتُ P19 قائمةً على ما كان يتذكّره من التجارب التي مرّ بها أم مبنيّةً على ما شاهده في الفيديو الذي أُرسل إليه. شدّد P19 على أن إجاباته بَلْوَرت ذكرياته عما مرّ به ونبّه إلى أنه حين شاهد الفيديو، كان قد مضى سلفًا ثلاثُ جلسات من شهادته وأدلى بكل شيء في المحكمة.

آب كولر إلى موضوع التواصل بين P19 والبني وتساءل كيف تمّ وعن مدى تواتره ومضمونه. أجاب P19 بأنهما تواصلا هاتفيًّا قبل الجلسات وبعدها، فكان يسألُه البني عن صحته قبل الجلسات وعما إن كان مستعدًّا للذهاب إلى المحكمة، ويطمئن على رجوعه سالمًا إلى بيته بعدها. أراد كولر أن يعرف ما إذا تحدث P19 مع البني عن مضمون الجلسات، فنفى P19 ذلك مشيرًا إلى أن حديثهما كان مقتضبًا وأن البني لم يسأله عن الموضوع بحذافيره، بل اقتصر على توصيته بإجابة أسئلة القضاة على القدر المطلوب.

أضاف P19 أنه يعتقد أن أناسًا "هنا" [في المحكمة] كانوا يخبرون البني بالموضوع. افترض كولر أن ذلك يعني أن P19لم يخبر البني شيئًا بنفسه عن محتوى الجلسات. فردّ P19 أنه كان أحيانًا يحكي له مثلًا أنه تأكّد بالفعل من علاء حينما نظر إلى وجهه، وشدّد على أن المكالمات الهاتفية لم تستغرق وقتًا طويلًا. قال كولر إن ما لا يفهمُه وما يصيبُه بِحِيرة هو سبب محافظة البني على علاقة وثيقة بـ P19. فبرّر P19 بأنه والبني يتحدثان اللغة نفسها وأنه كان لا يستطيع أن يتحدث مع محامٍ ولا محكمة، إضافة إلى أن البني كان من قدّم P19 إلى الشرطة. أراد كولر أن يعرف ما إذا أرشد البنيُّ P19  أو لقّنه ما عليه أن يقوله في المحكمة، فنفى P19 ذلك.

طلب كولر من P19 أن يتفهم أن من واجب المحكمة تقصّي الحقيقة ويُهمّها أن تعرف إن كانت إجابات الشهود مستندة إلى ذكرياتهم أم إن كان أحدهم قد أثّر عليهم. أعرب كولر عن تفهّمه لكون P19 والبني يتحدثان اللغة نفسها، إلّا أن البني أخطأ حين تواصل معه لأنه قد يُحيق به سوءًا بالتأثير عليه. وحتى إن كان بشكل غير مقصود، قد يكون هناك تأثيرٌ على الذاكرة يفضي بالشهود إلى ذِكر ما قيل أمامهم لا ما يتذكّرونه، فهكذا يعمل العقلُ وفقًا لما أوضح كولر. ومجدّدًا، أراد كولر أن يتثبّت من أن P19 بنى كلّ أقواله على ذاكرته أم إن كانت هناك وقائعُ معيّنةٌ لم يكن يتذكرها على وجه اليقين. أكّد P19 أن كل الأحداث والأسماء التي ذكرها قد عايشها ورآها رأي العين، وأن ما ذكره للبني لا يعدُل ربع ما أوضحه في المحكمة، وأن لديه دليلًا يشير إلى أول تواصل بينه وبين البني ويمكنه أن يقرأه على القضاة. أعلن كولر عن استراحة قصيرة ليتباحث الأمر مع زملائه.

بعد الاستراحة، سأل القاضي كولر الشاهدَ عن الوسائل التي تواصل بها مع البني ووضّح P19 أن التواصل تم عبر الواتسآب وفيسبوك إضافة إلى المكالمات الهاتفية. سأل كولر الشاهدَ إن كان بإمكانه تزويد المحكمة بلقطات شاشة من المحادثات أو إعطاء هاتفه المحمول إلى الشرطة ليقوموا بفحصه، إلّا أن كولر لم يحبّذ الخيار الثاني لأنه كان متأكدا من أن الشاهد يحتاج هاتفه المحمول في حياته اليومية. أعطى كولر P19استراحة ليتناقش فيها مع محاميته حول الأمر. تدخّل إندريس قائلًا إنه يودّ التأكيد على أن تُؤخذ لقطات شاشة للمكالمات الهاتفية كذلك حتى يتسنى لهم معرفة تاريخ المكالمات ومدتها. وأردف العجي متسائلًا عما إن كانت هناك أيضًا مقاطعُ صوتيةٌ في المحادثات، ولكن P19نفى وجود مقاطع صوتية بينه وبين البني.

وبعد أن تباحث الأمر مع محاميته، أعلم P19 القضاةَ أن لقطات الشاشة أضحت جاهزة، إلّا أن إندريس تكَعْكَعَ وانتكس عن طلب لقطات الشاشة مبيّنًا أن فريق الدفاع لا يثق بالشاهد ويؤمن أن البني له يدٌ في الأمر، وحين يُعرف الدور الذي قام به مع P19 سيُكشف الدور الذي قام به مع شهودٍ آخرين. ولذلك طالب فريقُ الدفاع أن يُدوّن في المحضر طلبٌ رسميٌّ لمصادرة هاتف الشاهد المحمول وفحصه. عارضت المدعيتان العامّتان هذا الطلب مُبَيّنتين ظنَّهما بأن الهاتف لن يحويَ معلومات ذات صلة بالمحاكمة غير التي عرض الشاهد تقديمها طواعية، بل إن الهاتف - على النقيض - يحوي معلومات خاصة لا تتعلق بالقضية. عاضد محاميا المدعين رايجر وبيسلر المدعين العاميّن كما أيّدتهم محامية الشاهد. أعلن رئيس المحكمة عن استراحة ليتباحث الأمر مع زملائه القضاة.

عاد القضاةُ من الاستراحة ليصرّح رئيسُ المحكمة عن رفض القضاة طلبَ فريق الدفاع وفقَا للفقرة 244 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وعلّلوا بأن الهاتف المحمول قد يحوي جهات اتصال لا يجب الإفصاح عنها ومعلومات شخصية لا تُسْمِن القضيةَ ولا تمُتُّ إليها بصلة، مشيرين إلى أن P19 قد عرض طواعية أن يزوّد المحكمةَ بلقطات شاشة.

نظرًا لأن رئيس المحكمة طلب من فريق الدفاع أن ينأى عن إثارة أسئلة تتعلق بالبني وأن يدّخرها إلى حين مثوله أمام المحكمة، تابع محامو الدفاع أسئلتهم حول وقائع أخرى. استحضر المحامي بون ما أفاد به P19 في فيديو المقابلة حول عِلْمه لاحقًا عن موت أحد المعتقلين الذين كانوا معه. ثم أشار بون إلى أن ملخص المقابلة أورد تفاصيل إضافية عن ظروف الوفاة إذ ذُكر فيه أن ذلك المعتقل توفي تحت التعذيب.

أراد بون أن يعرف كيف تضمّن ملخصُ المقابلة تفاصيلَ لم تَرِد في المقابلة. أجاب P19 بأن ما ذكره في المقابلة كان مختصرًا. تدخّل رئيس المحكمة كولر وبيّن السؤال قائلًا إن تلك المعلومة لم تُذكر في المقابلة أصلًا حتى تكون في ملخّصها، وعليه افترض كولر أن المعلومة أُقحمت في الملخص لاحقًا. أراد كولر أن يعرف إن كان P19 قد أخبر البني عن تلك المعلومة لاحقًا في مكالمة ما أو بعد انتهاء تسجيل المقابلة. نفى P19 عِلمه كيف تمّ ذلك واقترح أن يُسأل البني عن ذلك. قال كولر إن P19 محقٌّ وإنهم سيسألون البني فعلًا عن ذلك.

في تلك الأثناء، لوحِظ علاءٌ  متكدِّرًا يتهامس مع محاميه بون. وما هي إلّا هُنَيْهَةٌ حتى أوقف رئيس المحكمة كولر الجلسةَ بغتةً. حَمْلَق كولر في الحضور ثم سأل مراقبَ المحاكمة إن كان على صلة بأنور البني، فنفى مراقبُ المحاكمة ذلك. سأله رئيسُ المحكمة عن الجهة التي يعمل معها، فأجاب مراقبُ المحكمة أنه يعمل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة ضمن مشروع مشترك مع الفريق الإخباري المستقل (INT). ثم سأل رئيسُ المحكمة شخصًا آخر من الحضور إن كان على صلة بالبني، فنفى الشخصُ ذلك. أتبع كولر بسؤاله عن الجهة التي يعمل لديها، فأجاب الشخصُ بأنه يحضر الجلسات بدافع شخصي. ولأن الشخص لم يكن معتمَدًا من المحكمة، طلب منه كولر أن يمتنع عن كتابة الملاحظات. ولم يُسأل أحد آخر من الحضور أي أسئلة.

رجع محامي الدفاع إندريس بذاكرة P19 إلى المقابلة التي أجراها مركز البني معه وذكر ما قاله المحاورُ لـ P19"سنمشي خطوة خطوة" وأراد أن يعرف كيف فهم P19 تلك العبارة. قال P19إن فهم أنه الشرطة ستتصل به أولًا ثم تأخذ شهادته ثم توصله إلى المحكمة وهلمّ جرًّا. أراد أن يعرف إندريس كيف ردّ P19 في المقابلة على تلك العبارة. كان السؤال مبهمًا فطلب P19 توضيحًا أكثر بعد أن أدلى بإجابة عامة. قال كولر إن P19 وضّح ما لديه وإنه لم يكن هناك ردٌّ في المقابلة. أنكر إندريس ذلك قائلًا لا بل كان هناك ردٌّ وقتها إذ قال P19"قوّانا الله". تعجّب أطراف القضية من حصافة إندريس، فوضّح رئيس المحكمة كولر أنه كان جليًّا كونُ ذلك الرد بمثابة قولِ "وداعًا" في الألمانية، وأردفت المدعية العامة تسابيك أنها حتى هي قد تستخدم تعبيرًا مماثلًا بالألمانية في حياتها اليومية. أشار إندريس إلى قول المحاور إن علاءً سيُحاسب في الدنيا والآخرة، واراد أن يعرف كيف فهم P19 تلك العبارة. تساءل P19كيف يمكنه أن يفهم عبارة كتلك غير أن الدولة هي من تستطيع محاسبة الجميع، دولةٌ يحكمها القانون وليست مزرعة الأسد.

ذيّل العجي أسئلة فريق الدفاع بسؤال عن شخص معين لم يعرفه P19، وتقدّمه سؤالٌ حول تقارير زمان الوصل، إذ أراد العجي أن يعرف ما إن اهتدى P19 إلى تلك التقارير بنفسه أم إن دلّه أحد عليها. ردّ P19 قائلًا إنه قرأ التقرير بينما كان يتصفّح الأخبار على فيسبوك، ولم يدله أحد عليه، لأنه ليس مأجورًا ولا مرتزقًا، بل هو أحد الضحايا الذي خرج من بين الأموات. وضرب P19 مثلًا أنه كما أن العجي مهتمٌّ بعمله والقضاةُ بعملهم، فهو أيضًا مهتمٌّ بهذه القضية. أضاف P19 أنه فقد عمله وأقاربه ووطنه وأهم ما لديه بسبب المرتزقة بشكل رئيسيّ، فلا يرضى أن يعطيه أحدٌ شيئًا مقابل أن يقول شيئًا ما، بل يعيشُ من كدّه وتعبه.

ختم رئيسُ المحكمة الجلسةَ بشكر P19 معلنًا انتهاء استجوابه في المحكمة، على أن يُستدعى مرة أخرى إن جدَّ جديدٌ بعد مثول البني في المحكمة واحتاج القضاة إلى استدعائه. تمنى كولر الصحة والخير لـ P19 وعائلته والسلوان لفقده ابن عمه، وشكره باسم القضاة ثم صرفه. بعدما صُرف P19، مثل مترجم المحكمة بصفته خبيرًا لغويًّا. أشار كولر إلى أن مترجم المحكمة قد عقّب خلال الشهادة بأن معنى "غدًا" في العربية قد لا يعني بالضرورة اليوم التالي، وأراد كولر من الخبير اللغوي مزيدًا من التوضيح. بيّن الخبيرُ اللغوي أن الكلمة قد تُستخدم للإشارة إلى المستقبل، وقال إن بعض العرب قد يسأل: "غدًا غدًا؟ أم غدًا؟"

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.