داخل محاكمة علاء م #44: بَوْتَقَةُ المُنافِقين
محاكمة علاء م.
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الرابع والأربعون
تاريخ الجلسة:23 أيار / مايو 2023
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يسرد تقرير المحاكمة الرابع والأربعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الرابع والسبعين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. كُرّست جلسة هذا اليوم لمعاينة وترجمة فيديو لمقابلة مصوَّرة أجرتها الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) مع شاهد سابق بناء على طلب المدعي العام الألماني. عدّد الشاهد في المقابلة الأسبابَ التي دفعته إلى ترك عمله ومغادرة سوريا، وكان منها الخطر المحدق بحياته. بيّن الشاهدُ أن علاء كان يسبُّ المعتقلين الذين يُؤتى بهم إلى المشفى ويعذبُهم. وأضاف الشاهد أنه سمع عن مشاركة علاء في مهمات ومداهمات عسكرية خارج المشفى. ثم روى الشاهد وقائع زعم أنه شهد فيها علاءً يسيء معاملة المعتقلين، أو سمع عنها من زملائه. بعدما انتهت المحكمة من معاينة نصف المقابلة، رُفعت الجلسة على أن يُستكمل ما تبقى منها في يوم المحاكمة التالي.
أبرز النقاط:
اليوم الرابع والسبعون - 23 أيار / مايو 2023
في يوم المحاكمة هذا، عرض القضاة في المحكمة مقطع فيديو للمقابلة المصوَّرة التي أجرتها الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) مع P15. سأل المحقق في الفيديو أسئلته باللغة الإنجليزية وأجاب P15 باللغة العربية وكانت هناك مترجمة شفوية تترجم الكلام بينهما. وفي قاعة المحكمة، مَثَلَ مترجم المحكمة بصفته خبيرًا لغويًّا، وترجم إلى أطراف المحاكمة المنطوق بالعربية في الفيديو إلى الألمانية. وسارت العملية كما يلي: شغّل القاضي الفيديو لبضع دقائق، ثم أوقفه ليدع الخبير اللغوي يقرأ ترجمته للمقطع التي أعدها قبل الجلسة، ثم أتاح رئيس المحكمة للأطراف طرح أسئلتهم بخصوص ذلك الجزء قبل استئناف تشغيل الفيديو مجدّدًا، وهكذا دَوالَيك.
في بداية المقابلة المصوَّرة، عرّف المحقق من الآلية الدولية بنفسه وبزملائه في الفريق، وأبلغ P15 بحقوقه وأعلمه بأن المقابلة كانت تُسجَّل. استهلّ المحقق المقابلة بالتعريف بالآلية وعملها، ووضّح أن مكتب المدعي العام الألماني طلب من الآلية أن تُجري المقابلة معه بخصوص القضية ضد علاء م. مؤكّدًا على أنه لم يسأل P15 أي أسئلة عن هذا الأمر قبل المقابلة. بدأ المحقق بالسؤال عن خلفية P15 المهنية، وأتبعه بالسؤال عن ظروف تركه العمل في مشفى حمص العسكري ومغادرة سوريا. ردّد المحقق ما قاله P15 حول وجود خطر يهدد حياته والذي كان أحد أسباب تركه العمل في المشفى، وأراد المحقق أن يعرف المزيد عن الأمر. أوضح P15 أن أحداثًا واشتباكاتٍ كانت تجري في حمص آنذاك، أضحى مشفى حمص العسكري بعدها مركزًا للاعتقال والتعذيب، إذ كان المكانَ الرئيسيَّ الذي يستقبل الحالات الطبية والمتظاهرين بعد الاشتباكات وأحداثٍ أخرى. وذكر P15 أن المشفى كان به معتقلون جُلبوا من أفرع أمنية. وأضاف P15 أن الأشخاص في المشفى انقسموا إلى مجموعةٍ تمارس التعذيب، وأخرى لا تمارسه ولكنها تُقِرُّه، وثالثةٍ لا تمارسه ولا تُقِرُّه. وبيّن P15 أن المجموعة الأخيرة كانت تخضع لمراقبة وضغط شديدين وأنه كان أحد أفرادها، إلّا أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت استدعاءه إلى فرع الأمن العسكري.
دارت أسئلة المحقق بعد ذلك حول علاء وأراد أن يعرف العلاقة التي كانت تجمع P15 به. أوضح P15 أن علاء كان في طليعة المنضمين إلى المجموعة الأولى ويفخر بأنه جزء منها، وأنه كان معروفًا أن علاء كان يسبّ المعتقلين ويضربُهم ويعذبُهم. وأضاف P15 أن علاء كان يخرج في مهمات ومداهمات خارج المشفى برفقة الجيش وإلى أفرع الأمن. بيّن P15 بعدها أنه لم يَعُد يلتقي بعلاء كثيرًا، إذ اختار كلٌّ منهما طريقًا مغايرًا ولم يكن هناك أرضية مشتركة للحوار باعتبار أن علاء كان يعُدّهم خونة. وردًّا على سؤال المحقق، وضّح P15 أنه لم تكن هناك مواجهات بينه وبين علاء على الإطلاق، وأن علاء لم يخاطبه بسلبية أو يتهجم عليه.
أراد المحقق أن يعرف أكثر عن خلفية علاء المهنية، فبيّن P15 أن علاء كان يملك كامل الصلاحيات للوصول إلى المعتقلين في المشفى الذين كانوا معتقلين في عدة أقسام فيه، ومنها غرفة الموقوفين في قسم الجراحة العامة. ثم سأل المحقق P15 إن كانت هناك وقائع شهد فيها علاءً يرتكب ما قد يعُدُّه P15 جريمة، فحكى P15 أن علاء كان من أول من يشارك في سبّ وضرب المعتقلين حينما كانوا يُجلبون إلى قسم الإسعاف. وروى P15 ما سمعه من زميله عن واقعة حرق فيها علاء أعضاء تناسلية لأحد المعتقلين.
اكتفى رئيس المحكمة كولر بهذا الجزء من المقابلة المصوَّرة لهذا اليوم مبيّنًا أن المحكمة عاينت شطر الفيديو في هذا اليوم وستقوم باستكمال معاينة الشطر الآخر في يوم المحاكمة التالي، ثم رفع الجلسة.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.