1 min read
داخل محاكمة علاء م #37: رفيقُ الأمس، غريمُ اليوم

داخل محاكمة علاء م #37: رفيقُ الأمس، غريمُ اليوم

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السابع والثلاثون

تاريخ الجلسة: 14 آذار / مارس 2023

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة السابع والثلاثون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الحادي والستين من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. مَثَل شاهد جديدٌ في المحكمة للإدلاء بشهادته، وكان زميلًا سابقًا للمتهم عمل معه في مشفى حمص العسكري. استهل الشاهد شهادته بالإفصاح عن بعض المعلومات الشخصية وطبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالمتهم عندما كانا يعملان في مشفى حمص العسكري. ثم سأل القضاة عن أحداث الربيع العربي وتداعياتها على العمل في المشفى. وقسّم الشاهد العاملين في المشفى إلى ثلاث مجموعات: الذين يعذبون المعتقلين المرضى؛ والذين يوافقون على التعذيب دون المشاركة فيه؛ والذين يرفضونه.

أخبر الشاهد المحكمة كيف أنكرت إدارة المشفى حدوث تعذيب في مبانيها، ثم أورد الشاهد أمثلة بيّن فيها المتهمُ ولاءه للحكومة السورية. سأل القضاة الشاهد بعدها عن وقائع ضرب في إحداها المتهمُ أحد المرضى وأساء معاملته، وأجرى عملية جراحية دون تخدير لمريض آخر. وفي ختام الجلسة، أعلن القضاة أنهم سيواصلون استجواب الشاهد في الجلسة القادمة.

أبرز النقاط:

اليوم الحادي والستون - 14 آذار / مارس  2023

استُدعي في هذا اليوم شاهدٌ جديدٌ للمثول أمام المحكمة، وهو زميلٌ سابقٌ لعلاء كان يعمل طبيبًا في مشفى حمص العسكري. بعد أن أجمل P15 لمحةً عن حياته الشخصية، استفاض في توضيح الفرق بين المشافي المدنية والعسكرية. ثم طلب القضاة منه أن يصف طبيعة العلاقة التي كانت تجمعه بعلاء، فأوضح P15 بأنها كانت جيدة. ووصف P15علاءً بأنه شخصٌ مدلّل يحب التباهي وإظهار أنه من عائلة ميسورة الحال وكان هذا باديًا من سلوكه وتصرفاته، كما كان "يُسَوّق" لنفسه في المشفى مُتصَلِّفًا بأنه شخصٌ مقربٌ من نائب رئيس الأطباء في المشفى.

سأل القضاة عما إن كان لأحداث الربيع العربي تأثير على سير العمل في المشفى، فأكد P15 ذلك موضّحًا أن الحراك في مدينة حمص أدى إلى استنفار في المشفى وزاد بعده عدد المصابين ونوعية إصاباتهم. أبدى القضاة اهتمامهم بمعرفة ما إن كان هناك اختلاف بين لباس الأطباء المدنيين والعسكريين وما إن طرأ عليه تفاوتٌ بعد عام 2011، فبيّن P15 لباس كل فئة وكيف أثّر عامل الوقت عليهما. أراد القضاة بعد ذلك أي يعرفوا تأثير الأحداث على معاملة المرضى في المشفى، فوضّح P15 أن المرضى المتظاهرين كان يُصنفهمُ الطرفُ الآخر [الموالي للحكومة] على أنهم أشخاص يجب قتلهم، بينما يُعامَل مرضى الجيش كالأبطال. ووفقًا لما أورده P15، امتدّت ممارسات إساءة معاملة المعتقلين المرضى والجرحى من الضرب مرورًا بحرمانهم من الخدمات الطبية (كالتخدير في العمليات الجراحية) وانتهاء بالتعذيب الذي أصبح شكلًا من أشكال إظهار الولاء للنظام السوري.

أوضح P15 أن أفرادًا من جميع الفئات العاملة بالمشفى انخرطوا بالتعذيب، سواء أكانوا أطباء أم ممرضين أم عمّال نظافة، وأشار إلى أن 70% منهم كانوا يشاركون بالتعذيب. وقال P15 إن تلك الكوادر كانت تزعم أن من حقها أن تأخذ بثأرها من المعتقلين، وصار المرء يرى أحداثًا وحشية اضطرت المشفى أحيانًا إلى وضع حراسة على المصابين. وصنّف P15 الأفراد العاملين إلى فئات ثلاث: فئة تقوم بالتعذيب؛ وفئة تُقِرُّه ولا تشارك به؛ وفئة لا ترضى به، يُنظَرُ إلى أفرادها بعين الشك والريبة، وكانوا تحت المراقبة والضغط. وردًّا على سؤال القضاة عما إن أبدت إدارة المشفى ردة فعل تجاه التعذيب أو إذا كان يتم برضاهم وبتعليمات منهم، وضّح P15 أنه لم تكن هناك ردة فعل من المشفى، بل وأن رئيس المشفى آنذاك عقد اجتماعًا مع الأطباء زعم فيه أن البلاد تتعرض لمؤامرة كبيرة. وحسب تحليل P15، كانت إدارة على علم بتلك الممارسات.، ودلّل P15 على رأيه بمثال لتارة أوصل فيها أطباء من المجموعة المعارضة للتعذيب رسالة إلى عميد قسم الجراحة البولية مفادها أن عمليات التعذيب يجب أن تتوقف، فجحد العميد وجود تعذيب بالمشفى وطالب بألّا يسمع عن ذلك الأمر مرة أخرى. سأل القضاة بعدها عن حادثة معينة ارتكبها علاء، فبيّن P15ما كان يشير إليه القضاة إذ هرع علاءٌ إلى سيارته في موقف المشفى وشغّل أغنية "منحبك يا كبير" التي كانت "موضة" بين الموالين للحكومة ورفع الصوت عاليًا، وكان ذلك إظهارًا لولائه وتماديًا فيه، وفقًا لما أورده P15.

ثم انتقل القضاة إلى موضوع آخر دار حول عملية جراحية يُزعم أن علاء قام بها دون تخدير المريض وأنه أخبر زملاءه بفعلته تلك. أسهب القضاة بالسؤال عن كل كبيرة وصغيرة تتعلق بتلك الواقعة: ما هي العملية الجراحية، ومن قام بها، ومن كان حاضرًا فيها، وكيف خُدِّرَ المريض، وكيف علم P15 بها، ومن غيره خبِرَ بها. وسأل القضاة عن الانطباع الذي أثاره علاء حين أخبر زملاءه عن صنيعه، فأجاب P15بأن علاء أخبرهم بذلك متفاخرًا بما اقترف. وأضاف P15 أن علاء لم يكن مؤهلًا لإجراء ذلك العمل الجراحي. تلا ذلك طلبُ القضاة من P15 أن يروي لهم ما وقع في حادثة أخرى ذكرها في استجواب سابق له، مشددين على أن يُميّز P15 بين ما شهده بنفسه وبين ما سمعه من آخرين. لم يتذكر P15 كل تفاصيل الحادثة إلا أنه حكى أن علاء إما صفع وإما ركل أحد المعتقلين قبل أن يكيل له الشتائم والإهانات.

رُفعت المحكمة إلى الجلسة المقبلة التي سيُواصِل فيها P15 الإدلاء بشهادته.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.